اخر الروايات

رواية احببت خديجة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ريحانة الجنة

رواية احببت خديجة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ريحانة الجنة


حسمت امرها واستجمعت شتاتها وتوكلت علي ربها واستعانت به واجابته بثقة..

خديچة ربتت علي يديه بحنان وابتسمت: انا جنبك يا مروان ومش هسيبك هفضل معاك وهساعدك لحد لما تخف وتبعد عن كل الحاجات دي. ماتحملش هم..

مروان بسعادة وخوف في آن واحد: بجد يا ديچة!!! يعني مش هتسيبيني!!!. ببببس انا خايف ااذيكي وانا مش في وعيي. هتتحمليني.!!!! انا.اانا ببقي واحد تاني وقتها..!!؟

خديچة مطمأنة له..وربها وحده يعلم خوفها وارتعابها مما هو آت: ماتخفش هتحمل ومش هسيبك. انا مراتك وده واجبي اني اقف جنبك
وماتقلقش مافيش مخلوق هيعرف حاجة. ده سر بيني وبينك. لحد لما ربنا يزيح الغمة دي....بس المهم تكون صادق معايا وتحسم امرك واياك ترجع تاني السموم دي...

مروان بحب : بحبك.... بحبك يا احلي حاجة في حياتي. انا للأسف مش مقدر النعمة اللي ربنا من عليا بيها . بإنه بعتك ليا. واوعدك هتغير علشانك انتي وعلشان لما ربنا يرزقنا بأولاد اكون جدير بيهم واقدر اربيهم كويس. انا بعتذرلك عن اي حاجة عملتها او قولتها زعلتك في اي وقت...واوعدك والله هتعالج ومش هرجع تاني...اوعدك اكون جدير بجوهرة زيك..

خديچة تبسمت بأمل : وانا بعد كلامك ده. عمري ما هتخلي عنك. حتي لو انت طلبت مني كدة. بردوا مش هسيبك..وربنا معانا ومادامت نيتنا خير..يبقي اكيد ربنا هيكون معانا دايما ويقوينا...



مروان بمشاكسة: طيب ايه رئيك بعد ما نتعشي. نروح بسرعة علشان انا من النهاردة هنام معاكي في اوضتك.!!

واكمل بوقاحة وهو يغمز لها بعينيها... وهتكون ليلة جنان هطيرك بس من النهاردة بجد هكون انسان جديد..

خديچة بخجل: مروان بس بلاش كلامك ده... احممم. وبعدين ما انت كنت سايني اشمعن دلوقتي.!!!

مروان ابتسم بخجل من حاله وقبل يدها بحنان: خلاص بقي ما بقاش عندي حاجة اخبيها عليكي. هترجع اوضتنا سوا. مش اوضتك لوحدك. يالا بقي قوليلي تحبي تاكلي ايه....... انا جعاااان مووووت من فرحتي..

اكملا سهرتهما وتناولا عشائهم وقضيا وقتا مختلف عن زي قبل..ثم عادا المنزل..
................................................

كان يجلس في حديقة المنزل يقتله القلق عليها . خصوصا بعد ما جعل والدته تتصل بمنزل والديها ليطمأن عليها. واخبرتها والدتها انها ذهبت مع مروان من وقت طويل.
زين: تري اين انتي ! ماذا فعل بكي؟
ياربي اني قلق عليها اخشي ان يؤذيها وهي معه ولما تأخرا هكذا.

وهو في داومة قلقه وحيرته جاءت سيارة اخيه فإلتفت اليهم في لهفة. فوجدهم يترجلون منها ويظهر عليهم السعادة ويضحكان.

شعر بغيرة تقتله فإقترب منهم بخفة وهو يجاهد نفسه ليداري غيرته

مروان: مساء الخير

زين بوجه عابث: مساء النور. حمد لله علي السلامة

مروان: الله يسلمك هي ماما نامت؟!

زين وهو يرمق خديچة ليستشف حالتها: ايوة استنتكم كتير علشان نتعشي سوا. ولما اتأخرتم اتصلت بطنط مريم وقالتلها انكم مشيتم من بدري. وتليفونتكم مقفولة.

مروان وهو ينظر لخديچة بسعادة: اصلنا سهرنا واتعشينا برا. كنت بصالح حبيبتي علشان كنت مزعلها. بس خلاص هي سامحتني مش كدة يا حبيبتي.

خديچة بحنان: كدة طبعا احنا مالناش غير بعض. ربنا يخليك ليا

مروان اقترب منها وقبل رأسها بود: ويخليكي ليا يا اجمل ما في حياتي . يالا بينا علشان ننام
والفت لاخيه تصبح علي خير يازين .

واحتضن ذراعيها وذهبا للداخل . وسط ذهول وغيرة اخيه يكاد يقتله الالم وهو يراهم هكذا....وهو هنا غريب وحيد..


هو لا يتمني لهم السوء ولكن الحب والغيرة والوجع اشياء واحاسيس يشعر بها رغما عنه. ليس بيده فهو يحبها. وياليته لم يحبها من البداية لكان الان في راحة. ولكن هو القدر!! وااااه من القدر ومشيئته! تفرض علينا اشياء ليس بيدنا شئ سوا ان نتعايش معها بالرضا او الغصب .
كتم غيرته والمه وصعد غرفته وحاول ان يغفو ولكن هيهات من اين يأتي النوم والراحة من اين!!

اكمل ليلته كباقي لياليه الحزينة القاتلة....ليلة سوداء تضاف الي عمره..ورصيده من الآسي والعذاب..

................................................

اتفق مروان وخديچة ان يلجأ مروان لاحد الاطباء المتخصصة في حالات التعافي من الادمان طلب منه الطبيب ان يدخل المصحة . وبالطبع لم يوافق مروان بسبب خوفه من انتشار الخبر وهذا بالطبع يؤثر بالسلب علي سمعته وسمعة اخيه وعائلته وعائلة خديچة ايضا بالاضافة لتأثير هذا علي عمله وشركته وسمعته وسط الناس.
فإقترح عليه الطبيب ان يذهب لمكان نائي وهادي ويرافقه احد المساعدين له ومعه بالطبع خديچة ووضح له صعوبة الامر وانه يحتاج لارادة واصرار وعزيمة. والاهم هدف. نعم هدف قوي يدفعه ليتخلص من هذه السموم.
وهدف مروان كان موجود كانو....خديچة ...فعزم امره وترك الشركة لمساعده يتولي ادارتها خلال فترة غيابه واخذ خديچة والممرض المختص الذي ارسله معه الطبيب. وسافر الي الشاليه الخاص به بالساحل الشمالي....

مرت الايام ومروان يحاول الصمود يحاول التماسك يتظاهر بالقوة . ولكن بدأت تظهر عليه اعراض التعب..والتعافي . عرق دائم وانفاس عالية دقات قلب توقظ القتيل. ثائر ثورة الثيران الهمجية في حلبة الثيران. دائما شاحب....مجهد...عصبي غاااضب....

وفي هذا اليوم كان في اصعب حالته ثائر غاضب يحطم كل شئ امامه كسر كل ما طالته يداه.

حاولت خديچة تهدئته باللين هي والمساعد المرافق لهم.

حاول المساعد تكتيفه والسيطرة عليه.
المساعد حسن: اهدي .. اهدي يا مروان باشا كدة انت ممكن تأذي نفسك...انت ايه حصلك كنت بقيت كويس..

مروان بأنفاس متقطعة ووجه شاحب وعيون زائغة وهيئة شعثة مجنونة. : ابعد عني .. ابعد بقولك .. ططيب بص. اديني اي حاجة وانا هديك اللي انت عايزه ..اااالمبلغ اللي تطلبه..بببص الفلوس هنا خد اللي يكفيك...بببس. بببس... ابوس ايدك هموت مش قادر..

حسن : صدقني مش هينفع . انت خلاص بدأت تتحسن والسموم دي بدأت تخرج من جسمك . جسمك بدأ يتخلص منها . خاليك قوي وكمل . صدقني هتدعيلي..

مروان برجاء: خديچة ارجوكي علشان خاطري . سطر واحد وحياتي ابوس ايدك.... هاين عليكي تشوفيني كدة . ااانا تعبان .. تعبان ....وحياة اغلي حاجة عندك ريحيني....

خديچة بقهر ودموع فهي لم تكن تتخيل ان تري في حياتها هذا المشهد . ومن هو البطل زوجها. كانت تتقطع الما وحزنا وهي تراه بهذا الضعف والذل....

خديچة بضياع : غصب عني يا مروان والله مش بإيدي. انت لازم تخف لازم. مش انت وعدتني انك هتقاوم علشاني مش كدة.

دفع حسن واوقعه ارضا واندفع ناحيتها وامسكها من معصمها بقوة وهو يهزها بعنف. انا مش عايز اتعالج انا محتاج هيروين دلوقتي فاهمة دلوقتي . والا هقتلك يا خديچة هقتلك. سامعة

حاول حسن تخليصها منه فمنعته خديچة.

خديچة بدموع: حسن سيبه اخرج ارجوك انا هتصرف معاه

حسن بقلق عليها من حالة الهياج التي تعتريه: ماينفعش يا مدام كدة ممكن يأذيكي مش هتقدري عليه لوحدك.

مروان بغضب: قالتلك اطلع برا ايه مابتسمعش. سيبنا لوحدنا

خديچة: ارجوك يا حسن اخرج دلوقتي انا هتصرف معاه. اخرج

خرج حسن وذهب مروان خلفه واغلق باب الغرفة بإحكام. واقترب منها وهو في شدة غضبه. وامسكها من ذراعيها بقوة هتديني اللي الهروين ولا

لا ماتخلنيش أأذيكي . اقسم بالله هموتك انتي فاهمة.

خديچة بخوف وضعف ودموع تتراجع خطواط في رعب من حالته.

خديچة: اهدي .. اهدي .. يا مروان انا ديچة مراتك مش انت بتحبني . مش قولت انك هتخف علشاني حاول

كان الغضب يظهر عليه بشدة وانفاسه قوية متسارعة تتنافس للصعود زفيره كزفير اسد جائع واخذ يتقدم منها خطوة وهي ترجع خطوة.

مروان: لو خايفة علي نفسك اديني اللي انا عايزه . والا مش هرحمك

خديچة: لا لا مش هتاخد حاجة انت خلاص عديت مرحلة كبيرة وقربت تخف. وحياتي بالله عليك خاليك قوي وقاوم . قاوم علشاني . واستعين بالله ربنا هيعينك وهيخليك اقوي ارجوك.

مروان لم يحتمل كلامها ولا نصحها فقد كان غائب عن الوعي . اقترب منها بشدة واخذ يضربها ضربات قوية لم يسلم شبرا واحدا من جسدها من بطشه ضربها بعنف حتي كانت بين يديه مثل الجثة لا تتحرك كانت تنزف من فمها وانحاء من جسدها . لم يكتفي فمزق ثيابها واخذها قوة وبطريقة وحشية همجية . اخرج فيها كل طاقته وغضبه والم جسده. وبعد انتهائه كانت قد خارت قواه والرتمي علي الفراش في ثقل وتعب وغط في نوم عميق لم يدري بشئ من حوله.

اما هي فكانت في حالة يرثي لها . متعبة وموچوعة . موچوعة الجسد والروح والقلب. تتمزق بين واجبها للوقوف مع زوجها . وما تتلاقاه ثمن لذالك . وبين الم قلبها من اشتياقها لحبيبها من فقدانها لوجوده بجوارها لحمايته لها . اااااه لو كنت معي الان ما كان حدث لي ذالك. كنت دافعت عني . انت الوحيد الذي يستطيع السيطرة علي مروان وهو في هذه الحالة لكنه الوعد وانا وعدته اناحفظ سره حتي عنك انت. ولكني تعبت اقسم تعبت .
ورفعت رأسها للسماء تدعوا ربها .
ياااارب اعيني علي ما إبتليتني . اعني علي مساعدته . يارب هون هذه الايام . ياااارب.

قامت من الفراش وهي تجر اقدامها لا تقوي علي السير كانت تترنح بتعب. سحبت شرشف الفراش عليها تداريها جسدها المنتهك الذي ينزف ودخلت الي المرحاض لتغتسل وقفت تحت المياه وفتحت الصنبور وانهمرت عليها الماء واختلطت بدمائها جلست في المغطس وهي تبكي وتنحب وضمت جسدها بذراعيها تلتمس الامان تلتمس الراحة. الحنان.
ولكن اين تحصل عليهم في هذه الايام الصعبة. ظلت علي حالها ولم تدري كم مر عليها من الوقت وهي هكذا. ثم قامت واغتسلت ولفت جسدها بالمنشفة خاصتها وخرجت وقفت امام المرآه تنظر جروحها وكدمات وجهها وجسدها ولونها الازرق تنهدت بألم واخذت دهان لمثل هذه الكدمات ودهنت به جسدها وارتدت ملابسها . ثم نظفت الغرفة من اثار اعتدائه عليها منذ ساعات. وبعد ذالك توضأت وصلت وقفت تتضرع لربها ينهي عذابها وبلائها. وبكت .. بكت كثيرااا.وبعد ان انهت صلاتها .قامت وذهبت ونامت علي الاريكة الموجودة بالغرفة فهي لا تريد ان تشاركه الفراش بعد ما حدث لا تريد ان توقظه تريده ان ينام اطول وقت لكي يشفي سريعا .
ضمت نفسها بذراعيها ووضعت رأسها وبعد دقائق كانت قد غفت في ثبات عميق .

مرت الساعات وجاء ضوء الشمس يشق ظلام الليل الحالك. وتسربت اشعتها للداخل وايقظت هذا النائم المتهاالكٌ..تململ في نومته بإرهاق فهو ايضا يتألم جسده متعب يجاهد للتخلص من سموم قذرة زرعها هو فيه ولابد ان يتحمل ما زرع ويجني الالم والندم. حتي يخرجه ويتم شفاءه..

امسك رأسه بألم وجلس نصف جلسة ونظر بجواره لم يجدها جاب بنظره الغرفة فوجدها متكومة علي نفسها تنام علي الاريكة عقد حاچبيه بتسائل لما تنام بعيدا عنه. وفي لحظة تذكر ما حدث ليلة امس وما فعله معها صك علي اسنانه وكور قبضته وضرب بها الفراش بغضب من نفسه وضعفه بسبب هذه المخدرات الملعونة.....التي جعلته يفعل هذا بحبيبته وزوجته . سحب بنطاله الملقي علي الارض وارتداه وذهب بهدوء وجلس علي ركبتيه امامها الاريكة علي الارض ونظر لها بعطف وحب. ولفت نظره كدمات وجهها ورقبتها اغمض عينيه بمرار وتأنيب لإذائه لها بهذا الشكل . ازاح خصلاتها برفق واقترب منها وقبلها بحنان يريد ان يعتذر لها عن ما بدا منه.
شعرت به هي وفتحت عينيها وعندما رأته بصدره العاري وقربه منها انتفضت بفزع وابتعدت عنه بخوف ان يكمل ما فعله امس.
رأي هو خوفها منه وفزعها فحاول تهدأتها. وامسك يدها فخافت اكثر . فلم يحتمل هذا الخوف والرعب الظاهر في عينيها . فقربها اليه وضمها بحنان واسف واعتذار. ضمها بقوة. وهو يبكي بجزع وندم و يعتذر لها.مراااارا..



مروان بعيون باكية: اسف .. اسف يا حبيبتي . والله ماكنت اتمني اعمل فيكي كدة . حقك عليا يا ديچة اسف.سامحيني ارجوكي . وزرف دموع الندم والالم والاعتذار....بغزااارة

شعرت به وبضعفه واعتذاره ونداوة دموعه علي رقبتها. فأشفقت عليه وعلي حاله.
فلفت ذراعيها حول رقبته وضمته برفق وانهمرت دموعها حزنا علي حاله وحالها هي الاخري...

خديچة ببكاء: عارفة .. عارفة انه غصب عنك. ومسمحاك والله....ده قضاء ربنا ولازم نصبر عليه..

خرج من احضانها برفق وقبل يديها بحب وعرفااان بجميلها معه..

مروان: انا مهما اعتذرتلك عمري ما هوفيكي حقك . ومهما شكرتك عمري ما هشكرك الشكر اللي تستحقيه . انتي حفظتي عليا وعلي سري مافضحتنيش مش بس كدة. وقفتي جنبي واتحملتيني . متحملة مني كل البهدلة والارف ده. علشان اخف وارجع كويس. وانتي مالكيش ذنب في اي حاجة ...انتي ذنبك ايه تتجوزي واحد زيي مقرف وحياته بايظة وفاسدة...وكمان تتحملي معاااه قسوة الرجوع والتصليح للي انكسر وفااات..



وضم يديها بحنو وقربها من فمه ولثمهما بقبلة حارة اخرچ معها حبه واعتذاره لها. ونظر لها ببرائة. وضعف وحب صاادق حقيقي ليس مخادع ولا مزيف..

مروان: انا ضربتك جامد مش كدة اتوجعتي. ياريتني تتقطع ايدي قبل ما كانت تتمد عليكي....يارتني امووت ولا اذيكي كدة... اسف...اسف حبيبتي..

خديچة: وضعت اناملها علي شفتيه تمنعه من اتمام جملته. بعد الشر عليك . انت ان شاء الله هتخف وتبقي كويس. وخلاص فات الكتير ومابقي الا القليل. انت قربت تخف تماما. وانا معاك زي ما وعدتك
واغمضت عينيها بمرار. وهتحملك لحد ما تخف حتي لو فضلت تضربني وتعمل اللي عملته امبارح . انا راضية بس المهم تخف...

مروان ابتسم : انا بجد مش عارف انا عملت ايه في دنيتي كويس علشان ربنا يرزقني بيكي . انتي هدية . وهدية غالية اوي اوي كمان. بحبك يا ديچة بحبك .
.

خديچة ابتسمت: طيب مش تقوم تغتسل وتتوضا وتيجي نصلي سوا وتشكر ربنا بقي علي الهدية دي. وكمان ندعي ربنا يقف جنبنا في المحنة دي ويمن علينا بفضله...

مروان ابتسم بسعادة:حاضر هدخل اخد حمام واتوضا ومش هتأخر
وقبل ثغرها قبلة رقيقة ودلف الي المرحاض واغلق الباب...

اغلقت عينيها وهي تبكي فماذا عساها تفعل..

لابد ان تتحمل وتحكمل مشوارها للنهاية . لابد ان تقوم بواجبها وتنفذ وعدها . ولكن وهي تفكر ظهر لها طيف حبيبها وتذكرته بهدوئه ورزانته وعيونه الزرقاء الصافية التي تضاهي البحر سحرااا وجمالا. ابتسمت من بين دموعها وهي تتذكر ابتسامته الجانبية الجذابة فلها تأثير قوي عليها يقتلها شوقا وعشقا. عطره الذي لم تشم مثله ابدا كأنه صنع له خصيصا . اغمضت عينيها بشوق وهي تتمني ان تراه تأنس بوجوده. ولكن سرعان ما أنبت نفسها ووبخت قلبها علي اصراره علي حب وعشق وتذكر من لم يشعر بها من كان سبب عذابها وشقائها.....

كفاااك يا قلب...كفاااك ومازلت علي عهدك....اهدئ وتناسي ارجوووك...فأنا ما عدت استطيع التحمل.....ااااااااه من شوقي لك زيني....اااااه منك يا زين...ولكن مهما فعلت ومهما تألمت بسببك....ستظل زين الرجال في عيني وسيدهم...انت....انت فقط....

خرج مروان من المرحاض وهو يجفف خصلاته بالمنشفة وقع نظره عليها وهي شاردة الذهن لم تشعر به حتي ولا بخروجه من المرحاض. اقترب منها وجلس بجوارها ومد اناملها تتحسس وجنتيها بدفئ وهو ينظر لها بحب.

مروان ابتسم: حبيبتي سراحانة في ايه. وليه بتبكي..

نظرت له هي ولم تعرف بما تجيبه ابتسمت برقة وهزت رأسها بخفة.

خديچة: مافيش حاجة انا كويسة...ماتقلقش..

مروان وقد شعر انها ربما تبكي بسببه وتأنب نفسها علي زواجها منه وتشعر بالندم...

مروان بتساؤل: ديچة انتي ندمانة انك اتجوزتيني مش كدة. ااانا عارف وصدقيني مش بلومك..انتي معاكي حق في ندمك....

نظرت له بضياع لا تعرف بماذا تجيب . فهي حقا ندمة علي زواجها منه ولكن ليس بما عرفته عنه واكتشفته من ادمان وماضي حافل بالمنكرات. فهو ندم وتاب ولو كانت احبته لم تكن لتندم بل كانت ستظل بجانبه ولن تتخلي عنه.
ولكن ندمها الان لانها طاوعت قلبها وتزوجت رجل لم تحبه تزوجت رجل وقلبها ملك رجل غيره ومن هو اخاه اخاه الصغير . فهي ندمة لما اقترفت في حق نفسها وقلبها وكرامتها. ولكن لن تستطع البوح بما في صدرها لن تملك الشجاعة لمصارحته بما في قلبها..

تألم هو من طول صمتها وتيقن من ظنه وانها بالفعل ندمة علي زواجها منه. فشعر بنغزة في قلبه.



مروان بألم: ياااه للدرجة دي ندمانة يا ديچة . بس عندك حق اي واحدة مكانك كانت لازم تندم ...

اشفقت عليه لانه ليس له ذنب فيما هي فيه. ليس ذنبه انها تحب غيره ولم تحبه.
فمدت اناملها لذقنه ورفعت وجهه اليها ونظرت له برقة وابتسمت .


خديچة: مين اللي قالك اني ندمانة اني اتجوزتك.
مروان احنا لينا نصيب نعيش مع بعض. قدرنا كدة . وانا مش زعلانة عارف كنت ازعل واندم امتي.!!؟

نظر لها بلهفة لمعرفة السبب.

خديچة: لو كنت كابرت وعاندت ومارضتش تتعالج . وقتها بجد كنت ندمت.
لكن بعد ما قررت قرار صعب زي ده وانت عارف نتيجته ايه. واتحملتها اتحملت الم وتعب واعصابك اللي بتبوظ اول لما حالتك بتسوء.
كل ده عملته لانك توبت بجد وعايز ربنا يسامحك وكمان علشاني علشان تعيش معايا سعيد...
ازاي بعد كل ده اندم. ماينفعش . المهم انك تفضل قوي وتكمل...ماحدش معصوم يا مروان كلنا علي ذنب...وربنا بيقدر لكل واحد معاد لتوبته واقلاعه عن الذنب والمعصية...ربنا كريم ورحيم..

مروان بسعادة شديدة: صحيح يا ديچة يعني هتفضلي معايا ومش هتسبيني ابدا...يعني هنكمل سوااا ونخلف....وتبقي ام وولادي..مش كدة..



خديچة بجرح نااازف غااائر : لا مش هاسيبك... واللي ربنا كتبه لينا هنشوفه..

قربها اليها وطوق خصرها بتملك وقبلها برقة.... قبل شفتيها بحب وشوق فهو حقا كل يوم يحبها اكثر ويتمسك بها اكثر واكثر. ويتمني قربها اكثر واكثر.
كانت قبلاته في تزايد وشدد من احتضانه لها...الان الاحساس مختلف...الشوق ممتع ليس كليلة أمس كانت انتحار وليس بها روح ولا حياة...كان مغيب..

شعرت هي ان الامور من الممكن ان تتطور ولن تستطيع منعه وقتها. وفي نفس الوقت هي غير مستعدة لذالك خصوصا بعد تجربة امس المريرة.

حاولت التملص من بين يديه بخفة وحاولت ان تخرجه من هذه الحالة..

خديچة: مروان كفاية انا لازم اتوضي علشان نصلي وبعد كدة احضرلك الفطار. انت نمت امبارح من غير عشاء

مروان وهو يجد صعوبة في الابتعاد عنها . فقد غلبه شوقه ورغبته بها. ولكن كفاها ما فعله بها البارحة. فإبتعد عنها وهو يداري رغبته بها. وابتسم وقبل چبهتها بحنو.

مروان بهدوء: بس انا مش جعان انا شبعت خلاص وفطرت وغمز لها بخبث.... بوستك دي وجبة تشبع اصلا.انتي اجمل فطااار حبيبتي..

خديچة بخجل وهي تبعد خصلاتها خلف اذنها : لا طبعا انت لازم تتغذي كويس الفترة دي علشان جسمك يقدر يقاوم دي تعليمات الدكتور. وانت لازم تسمع الكلام خاليك تعدي الازمة دي بدون خساير...

مروان تبسم من قلقها وحملها لعبئه وعبئ صحته..: وانا تحت امرك يا احلي دكتورة . والله العظيم انتي اللي دكتورة مش هو...انتي عملتي اللي ماحدش كان ممكن يعمله...

خديچة: ههههههههه. طيب ...يا استاذ بكاااش...وسع بقي خاليني اقوم.

افسح لها وقامت وبالفعل جهزت له الفطور واكلا سويا .
واكملت معه باقي فترة التعافي وكانت تتحمل نوبات غضبه وهياجه . وايضا تهتم بطعامه وغذائه حتي شفي تماما من مرضه . وتعافي كليا وعاد انسان جديد . او بالاحري عاد لطبيعته قبل هذا الفخ...وزاره طبيبه هناك واتطمئن عليه....وسمح له بالرجوع لحياته الطبيعية كما كااان..

.
وقررا العودة الي المنزل وبالفعل عادا معا وكانت والدته واخيه في انتظارهم علي احر من الجمر . فغيبتهم طالت..وارهقت قلب عاااشق متيم منتظر ليروي ظمأ حرمانه وووحشته...

ودخلا المنزل واستقبلتهم فاطمة بفرحة : اهلا اهلا بحابيبي الحلوين وحشتوني اوي يا ولاد كل دي فسحة

مروان بإبتسامة احتضن والدته فقد اشتاق اليها...

مروان: وحشتيني اوي يا امي اوي عاملة ايه.

فاطمة : وانت يا نور عيني وحشتني . قولي مالك شكلك تعبان انت ماكنتش بتنام كويس ولا ايه.

كانت تتحدث هي وولدها اما العاشقان كانا غارقان في بحر العيون....لهفة لم يكن لها مثيل..
غرقت هي بحر عينيه الزرقاء بصفائها كانت تحتضنه بعينيها من شدة شوقها اليه...كانت تتوق لهمسه قبل كلامه...لطلته قبل من بعيد قبل ظهوره امامها بهيئته وحضوره الخاطف...

اما هو فلا ملام عليه....غرق هو في عسل عينيها وذاب في حلاه. فقد اشتاق لها ومزقه الشوق والحنين لها...اشلااااء.. وود لو استطاع ان يجذبها لاحضانه ويضمها ضمه تختلف لها اضلاعها من شدة الشوق...ااااااه يا خديچة كم افتقدتك...وافتقدت نور عيني بغيااابك..كم اتمني استنشاااق عبيرك وهمسك.. ولكن ما باليد حيلة لا يستطيع ان يفعل ذالك...

فاطمة : ايه يا ديچة ماوحشتكيش!!! ماوحشتكيش.. ماما فاطمة واقفة بعيد ليه كدة. تعالي في حضني ده انتي وحشاني يمكن اكتر من مروان..

وضمتها بحب وحنان فهي حقا تحبها وبالفعل افتقدتها جدااا. هي بالنسبة لها ابنتها التي لم يقدر لها انجابها...

خديچة بحنين تبسمت:واحضرتك كمان وحشتيي اوي والله. طمنيني عاملة ايه..

فاطمة :انا زي الفل المهم انتم كويسين. ومبسوطين!!!

خديچة تنهدت بتعب واجهاد: الحمد لله. بخير..

مروان: ازيك يا زين وحشني.

زين احتضنه وقبله..هو يغار منه ولكن لم يكن ليكرهه او يتمني غيابه او ايذائه. هو بالنهاية اخااه: انا زي الفل...وانت كمان عامل ايه...



مروان : بخير تمام الحمد لله. قولي كنت بتعدي علي الشركة زي ما طلبت منك.

زين: ايوة وكل حاجة تمام ماتقلقش. واديك رجعت علشان تتابع كل حاجة بنفسك...



شعرت هي بدوار يعصف بها كأنها تدور في حلقات ولا تستطيع التوقف....

لمحها هو وخفق قلبه لرؤيتها تترنح. عقد ملامحه بإنزعاااج..تري ماذا اصابها!!؟

لم تقوي هي علي الوقوف ولم تستطع حتي الكلام لتستنجد بأحدهم. وغامت عينيها واوشكت علي السقوط..

ولكن هو لم ينتظر استنجادها ولحقها بخفة الفهد وطوق خصرها وضمها بفزع وهو يردد اسمها بقلق..

زين بفزع وجنون: ديچة ........!

تري ما اصابها!!!

احقااا انها....!!؟

ولو حقااا هذااا ماذا سيكون الحااال!!؟

ماذا يخبئ القدر لهاذان العاشقاااان اكثر من هذا!!؟؟

احقااا هناك اكثر!!!!!!؟

ربما هناك المزيد...سنعرف فيما بعد...





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close