رواية مريض الحب الفصل الحادي عشر11 بقلم إيمي احمد
الفصل الحادي عشر
صرخت نادين بصوت عال واخذت تقفز في الهواء ممسكة ببلوزتها مبعدة اياها عن جسدها.ترفرف بيدها الاخري لعل الهواء يهدئ من تلك النار التي تشعر بها.
وليد بفزع:اهدي..يا بنتي اهدي وبطلي تتنططي كدا..خليني اشوف حصل لك ايه.
لم تستمع له نادين فقد كانت القهوه ساخنه جدا. وظلت تصرخ حتي فزع جميع من في الفيلا علي صوتها...واقبلوا مسرعين ليروا ما بها..
مرفت بخوف:مالك يا نادين في ايه؟
نادين:اااه..القهوه...اااه
اجابها وليد:القهوه وقعت عليها...نادين اخلعي بلوزتك.
نادين ببكاء:لا..لا..لا.
وليد:انت كدا بتاذي نفسك.
اقبل عمر و مراد مهرولين ليرو نادين:ايه يا جماعه في ايه مالك يا نادين بتتفططي كدا ليه.
وليد بنفاذ صبر من عنادها خلع سترته واعطاها لمدام مرفت:من فضلك يا مدام مرفت خليها تقلع بلوزتها وتلبس الجاكيت دا.
اخذت مرفت منه الستره و اتجهت نحو نادين لتساعدها وتفعل ما طلبه منها.اما مراد فاتجه ناحيه عمر ووليد و لف ذراعيه حولهما محيطا اياهما ليديران وجههما بعيدا عن نادين لحين تنتهي من خلع بلوزتها وارتداء سترت وليد...وما ان انتهت حتي هدات قليلا ولكن بقيت تبكي من الالم.
فحملها مراد اسرع بها الي غرفتها..ووضعها علي السرير والجميع خلفه قلقين عليها..ابعد مراد سترة وليد قليلا ليحدد درجة الحرق..ولكن خوفه وفزعه عليها جعله غير قادر علي تحديده..فنادي علي وليد:وليد
وليد:نعم
مراد:تعال شوف الحرق دا درجه اولي ولا تانيه بسرعه.
وليد بفزع فهو لا يقدر علي الاقتراب:اناا.
صرخ مراد فيه:ايوه انت..تعالي.
اقترب وليد ونظر اليه فوجده حرق من الدرجه الاولي..وما ان اخبر مراد حتي قفز واسرع الي علبة الاسعافات الاوليه..واخرج منها مرهما للحروق الاوليه وجعل والدته تضع لها منه حتي تتعافي ويهدا الاحمرار..ثم نظر الي وليد بعين قاتمه مستفهما :فهمني ايه الي حصل تحت وازاي القهوه وقعت عليها.
ابتلع وليد ريقه فهو يعلم حب مراد الشديد لاخته وانه علي استعداد ان يدمر من ياذيها حتي و ان كان صديقه:اناا..انااا.
قاطعته نادين:كانت في حشره علي الفنجان اول ما شفتها خفت ووقع الفنجان من ايدي.
نظر لها وليد مستغربا فلما كذبت علي اخيها ألتحميه؟..ولما تحميه؟..هي دائما تعانده.اسئلة كثيره دارت في عقله عن حقيقة ماتخفيه نادين..
فاق من تفكيره علي يد مراد موضوعة علي كتفه معتذرا منه:انا اسف يا وليد ماتزعلش مني..بس لما شفت نادين كدا ماعرفش حصل لي ايه.
وليد:ها..لا عادي ولا يهمك..وبعدين احنا اخوات قبل ما نكون صحاب ونادين زي اختي.
وقعت كلمته الاخيره علي مسمع نادين وقوع الصاعقه جعلت دمعه دافئه تسيل من طرف عينيها لتنزل علي وجنتها لتحرقها بنارها..لم يكن سبب انسياب تلك الدمعه الم حرقها وانما حرق اخر غير ذلك الحرق الذي صببته القهوه..فكان الم تلك الواقعه انتقل الي قلبها ليحرقه..
طلبت منهم نادين ان ترتاح:عاوزا انام.
نظر لها الجميع علي تاوهاتها التي اختفت فجاة..ثم امتثلوا لما قالته وخرجوا من الغرفه الا والدتها ظلت معه قليلا حتي خفت نوبه البكاء التي انخرطت بها فور خروج وليد ومراد..
بينما في حديقة فيلا مراد فقد كان يجلس مع وليد يخبره بانه سيقابل ميار اليوم..
وليد:مراد انت عاوز تروح اماكن زي دي علشان تعمل الي في دماغك.
مراد:دا الحل الوحيد علشان اعرف منها كل حاجه.
وليد:وانا مش هسيبك تروح لوحدك.
ضحك مراد:هههه..ليه هتاكلني مثلا.
وليد:تاكلك ولا لأ انا هرقبكوا من بعيد.
مراد: انت الي جبته لروحك..
سار قليلا ثم القي له سترة سوداء احضرتها له الخادمه من غرفته عندما طلب منها احضارها قبل الخروج الي الحديقه..ثم ساله:بتعرف تسوق موتوسيكل.
بلم وليد:هاا
مراد:هههههه..هي بدات ب هااا..تبقي ما بتعرفش.
اغلق مراد سترته ولبس خوذة الدرجه الناريه،ثم ركبها وادار المفتاح و رفع زجاج خوزته وقال لوليد:انا بسوق بسرعه هتلحقني ولا هتفضل واقف عندك.
وليد باندفاع:لا استني.
ركب وليد سيارته سريعا و وادارها ليلحق به.
خرج مراد من بوابة الفيلا وورائه سيارة وليد..
قاصدين وجهتهم.لمعرفة حقيقة ميار تلك...
،،،،،،، ،،،،،،،،
في يوم جديد في الصباح الباكر..
في فيلا مراد حمدي..
نزل مراد من غرفته ليتناول افطاره ويرحل سريعا..فاستوقفته والدته مستفهمة عن سبب تاخره بالعوده امس..فاخرج هاتفه وحادث وليد واخبره انه سيتاخر ساعة...ثم اخذ والدته الي غرفة المكتب واغلق الباب وحكي لها علي كل ما حدث في المشفي..وعن مؤامرة سالم..
فزعت مرفت:يا خبر تجارة اعضاء بشريه.
مراد:ايوا دا بالنسبه لسالم الي رفض يقول مين بيساعده في المستشفي..بس انا كنت شاكك في حد..واتاخرت امبارح بالليل علشان اتاكد من شكي.
مرفت مستفهمة:شاكيك في مين؟
نظر مراد لها:ميار.
شهقت مرفت بصدمة: تقصد د.ميار الي بتشتغل معاك في قسم النسا.
مراد:و الي انتي كنتي عوزاني اعامله بلطف...طلعت ضمن عصابتهم..
مرفت:وانت اتاكدت ازاي انها معاهم؟
فتح مراد هاتفه واراها فيديو به ميار وهي تترنح كانها مخموره و تتكلم وتهزي بالكلمات تعترف بكل الاسرار المخباه..دققت مرفت النظر لتتعرف علي المكان التي صور فيه ذلك الفبديو والذي ما ان تبين لها حتي شهقت واضعة يدها علي فمها:ايه دا؟
اندهش مراد:ايه؟
مرفت:دا نايت كلاب يا مراد.
نهض مراد واتجه نحو نافذة الغرفه واضعا يده في جيبه قائلا:ايوا يا ماما.
نهضت مرفت و مسكته من ذراعه تديره لينظر لها:روحت ديسكو يا دكتور يا محترم؟
مراد:كان لازم اعمل كدا علشان اكشفها.
انزعجت مرفت من رده:تكشفها..ولا تسوء سمعتك..افترض حد شافك يا محترم في المكان دا..لو وصل خبر للصحافه..ونشر خبر انك كنت في ملهي ليلي هتعمل ايه..انا ربيتك علي كدا..انت من امتي يا افندي بتروح الاماكن دي؟
اقترب مراد منها و مسك كتفها يستعطفها:ماما انا...
ابتعدت عنه:ماتقوليش يا ماما...انا مش امك..انت مش مراد الي انا ربيته..والكل كان بيحسدني علي ادبه و اخلاقه..يا خساره..بجد يا خساره...والف خساره يا دكتور.
عندما بدات دموعها بالنزول علي ابنها خرجت من الغرفه تاركة اياه غاضبا يكسر ما في المكتب كله..ثم يخرج في غضب ليركب سيارته ويتجه الي المشفي..ويفرغ طاقته في العمل.
بينما في الجامعه..
فكانت ميسون تتافف من ميرنا التي اجبرتها علي المجئ الي الجامعه رغما عنها رغم انها تعلم بامر فصلها..
ميسون:ميرنا سيبيني ارجع البيت...انا تعبانه..والكل عمال يبص علي وشي..انا ماشيه.
مسكت ميرنا يدها موقفة اياها:لا طبعا مش هسيبك تمشي استني بس ومش هتندمي...اهوه جه.
ميسون:مين دا؟
ميرنا مشيرة اليه:بصي وراكي وانتي تعرفي.
استدارت ميسون لتري من ذلك الشخص..فوجدته مازن يقبل عليهم بهيبة وعلي ثغره ابتسامة هادئه لم تقلل من هيبته قائلا عند اقترابه منهم: اخبارك ايه دلوقتي يا انسه ميسون.
صرفت ميسون نظرها عنه قائلة:الحمد لله..ميرنا انا همشي.
تغاض مازن عن انزعاجها الواضح علي وجهها عند رايته قائلا:من فضلك استني.
ميسون:ليه؟
ناولها مازن ورقة لتقراها وما ان فتحتها حتي وجدتها قرار من ادارة الجامعه بعودتها الي الكليه واستكمال دراستها..
ظلت تقراها اكثر من مره غير مصدقة عيناها وعلي وجهها ابتسامة جميلة وتنهدت براحة كبيره ونظرت له باعين لامعه:دا بجد؟
ابتسم مازن:ايوا بجد..وممكن تبداي محاضراتك من دلوقتي.
تجمعت الدموع في عيناها وقالت بامتنان:انا متشكره جدا.
مازن :لا لسه بصي عي سطح المبني الي وراكي كدا..
نظرت ميسون فوجدت بوستر اعتذار من الرائد مازن حمدي والرائد امجد سلامه للانسه ميسون وشكر وعرفان علي تعاونها في حل قضية قتل د.......
لم تكن ميسون فقط هي من تقرا البوستر جميع الطلاب راوه وكانوا يقراوه معها ومن ضمنهم ميس التي انفجرت غيظا من عودتة ميسون للجامعه وقررت ان تذهب لتسخر منها وما ان اقتربت ميس من ميسون حتي وقف مازن امامها مخبئا اياها خلفه...
ازداد اعجاب ميس به وغيرت نيتها و قالت مدعية البراءه والندم:ايه يا حضرة الظابط..انا جايه اطمن علي ميسون..واعتذر منها قدام الكل.
مازن باستنكار:انتي تعتذري منها.
بدموع زائفه:ايوا..اهئ.اهئ.اهئ..مش عيب ان الواحد يغلط..ويصلح غلطه ويعتذر.
انخدع مازن بدموعها وابتعد عن ميسون ليسمح لها بان تعانقها وتعتذر منها.
وبالفعل فعلات ميس ذلك ثم نظرت الي مازن لتعرفه علي نفسها:انا ميس محمود شرف..بنت رجل الاعمال محمود شرف.
مد مازن يده بدوره مصافحا اياها:اهلا..طبعا والدك غني عن التعريف..انا الرائد مازن حمدي..
قاطعته ميس:ما فيش داعي..تقول يا سيادة الرائد حضرتك غني عن التعريف طبعا...تسمحلي اعزمك علي فنجان قهوه في الكافيتريا.
مازن:اسف عندي شغل دلوقتي ومضطر ارجع.
حزنت ميس قائلة:يا خساره..حظي وحش.
مازن:ليه كدا بس.
ميس: كان نفسي اعزم حضرتك علي فنجان قهوه ونتكلم مع بعض شويه.
مازن:خلاص يا ستي اعزمك انا النهارده بالليل بعد الشغل.ايه رايك؟
ابتسمت ميس ومسحت دموعها:اااه..موافقه.
مازن:دا الكرت بتاعي فيه ارقامي..اقابلك بالليل..باي.
انهي مازن كلامه ورحل دون ان يتحدث مع ميسون وميرنا كأن ميس سحرته واستولت علي كيانه وجعلته ينسي غرض مجيئه الاساسي الي الجامعه..و ينسي انه كان يقف يتكلم معهم.
نظرت ميس الي ميسون من اول راسها وحتي اصابع قدمها نظرة استحقار..ثم رحلت وهي سعيدة بانها استطاعت ان تحقق مبتغاها.
اما ميسون فلم يعجبها كل ما حدث..وطلبت من ميرنا ان تعيدها الي البيت.
وبحلول المساء..
في الحي الشعبي في بيت ليلي..
دخلت علي ميسون التي كانت تجلس شاردة..
ليلي:الجميل سرحان في ايه؟
انتبهت لها ميسون:ليلي...ابدا مش سرحانه في حاجه.
ليلي:انا اختك وعرفاكي..قولي مالك في ايه.
ميسون:ليلي..هو الفقر عيب.
اندهشت ليلي من سؤالها:عمر الفقر ما كان عيب يا ميسون...في ناس كتير تتمني تكون مكانا.
ميسون:عندك حق..الحمد لله.
ليلي:ماشي يا ستي يلا غمضي عنيكي.
ميسون:ليه؟
ليلي:اوف..غمضي عنيكي وخلاص.
ميسون بنفاذ صبر: حاضر يا ستي اهه...افتح بقي.
ليلي:ههههه..لا
ميسون:ها..افتح.
ليلي:لا..لسه
ميسون:ها افتح.
ليلي:ايوه فتحي.
فتحت ميسون عيناها لتجد يد ليلي ممدودة لها بحقيبه ورقيه
ابتسمت:ايه دا؟
ليلي:كل سنه وانتي طيبه..دي هديتك.
فرحت ميسون كالاطفال وفتحتها بلهفة لتعرف ما فيها..فوجدتها الهاتف التي كانت تحلم به..ادمعت عيناها من الفرح واحتضنت اختها بقوه:ربنا يخليكي ليا يا لوليتي وما يحرمني منك ابدا.
ليلي:براحه يا مجنونه..وبخليكي ليا يا قلب لوليتك.
ابتعدت ميسون لتمسك الهاتف تفتحه و تتفحصه...فسالتها ليلي:عجبك.
ميسون بفرح: دا حلو اوي.
قضت الفتاتين الليله يعبثون بالهاتف ويتحدثون مع والدتهم ويتضاحكن معها.
اما في فيلا مراد حمدي..
فعاد مراد من المشفي وصعد الي غرفته علي الفور والقي بجسده علي السرير دون ان يبدل ثيابه غارقا في النوم هاربا من حزنه وذكرياته..
اما في غرفة نادين فكانت تجلس مع ندي
صرخت نادين بصوت عال واخذت تقفز في الهواء ممسكة ببلوزتها مبعدة اياها عن جسدها.ترفرف بيدها الاخري لعل الهواء يهدئ من تلك النار التي تشعر بها.
وليد بفزع:اهدي..يا بنتي اهدي وبطلي تتنططي كدا..خليني اشوف حصل لك ايه.
لم تستمع له نادين فقد كانت القهوه ساخنه جدا. وظلت تصرخ حتي فزع جميع من في الفيلا علي صوتها...واقبلوا مسرعين ليروا ما بها..
مرفت بخوف:مالك يا نادين في ايه؟
نادين:اااه..القهوه...اااه
اجابها وليد:القهوه وقعت عليها...نادين اخلعي بلوزتك.
نادين ببكاء:لا..لا..لا.
وليد:انت كدا بتاذي نفسك.
اقبل عمر و مراد مهرولين ليرو نادين:ايه يا جماعه في ايه مالك يا نادين بتتفططي كدا ليه.
وليد بنفاذ صبر من عنادها خلع سترته واعطاها لمدام مرفت:من فضلك يا مدام مرفت خليها تقلع بلوزتها وتلبس الجاكيت دا.
اخذت مرفت منه الستره و اتجهت نحو نادين لتساعدها وتفعل ما طلبه منها.اما مراد فاتجه ناحيه عمر ووليد و لف ذراعيه حولهما محيطا اياهما ليديران وجههما بعيدا عن نادين لحين تنتهي من خلع بلوزتها وارتداء سترت وليد...وما ان انتهت حتي هدات قليلا ولكن بقيت تبكي من الالم.
فحملها مراد اسرع بها الي غرفتها..ووضعها علي السرير والجميع خلفه قلقين عليها..ابعد مراد سترة وليد قليلا ليحدد درجة الحرق..ولكن خوفه وفزعه عليها جعله غير قادر علي تحديده..فنادي علي وليد:وليد
وليد:نعم
مراد:تعال شوف الحرق دا درجه اولي ولا تانيه بسرعه.
وليد بفزع فهو لا يقدر علي الاقتراب:اناا.
صرخ مراد فيه:ايوه انت..تعالي.
اقترب وليد ونظر اليه فوجده حرق من الدرجه الاولي..وما ان اخبر مراد حتي قفز واسرع الي علبة الاسعافات الاوليه..واخرج منها مرهما للحروق الاوليه وجعل والدته تضع لها منه حتي تتعافي ويهدا الاحمرار..ثم نظر الي وليد بعين قاتمه مستفهما :فهمني ايه الي حصل تحت وازاي القهوه وقعت عليها.
ابتلع وليد ريقه فهو يعلم حب مراد الشديد لاخته وانه علي استعداد ان يدمر من ياذيها حتي و ان كان صديقه:اناا..انااا.
قاطعته نادين:كانت في حشره علي الفنجان اول ما شفتها خفت ووقع الفنجان من ايدي.
نظر لها وليد مستغربا فلما كذبت علي اخيها ألتحميه؟..ولما تحميه؟..هي دائما تعانده.اسئلة كثيره دارت في عقله عن حقيقة ماتخفيه نادين..
فاق من تفكيره علي يد مراد موضوعة علي كتفه معتذرا منه:انا اسف يا وليد ماتزعلش مني..بس لما شفت نادين كدا ماعرفش حصل لي ايه.
وليد:ها..لا عادي ولا يهمك..وبعدين احنا اخوات قبل ما نكون صحاب ونادين زي اختي.
وقعت كلمته الاخيره علي مسمع نادين وقوع الصاعقه جعلت دمعه دافئه تسيل من طرف عينيها لتنزل علي وجنتها لتحرقها بنارها..لم يكن سبب انسياب تلك الدمعه الم حرقها وانما حرق اخر غير ذلك الحرق الذي صببته القهوه..فكان الم تلك الواقعه انتقل الي قلبها ليحرقه..
طلبت منهم نادين ان ترتاح:عاوزا انام.
نظر لها الجميع علي تاوهاتها التي اختفت فجاة..ثم امتثلوا لما قالته وخرجوا من الغرفه الا والدتها ظلت معه قليلا حتي خفت نوبه البكاء التي انخرطت بها فور خروج وليد ومراد..
بينما في حديقة فيلا مراد فقد كان يجلس مع وليد يخبره بانه سيقابل ميار اليوم..
وليد:مراد انت عاوز تروح اماكن زي دي علشان تعمل الي في دماغك.
مراد:دا الحل الوحيد علشان اعرف منها كل حاجه.
وليد:وانا مش هسيبك تروح لوحدك.
ضحك مراد:هههه..ليه هتاكلني مثلا.
وليد:تاكلك ولا لأ انا هرقبكوا من بعيد.
مراد: انت الي جبته لروحك..
سار قليلا ثم القي له سترة سوداء احضرتها له الخادمه من غرفته عندما طلب منها احضارها قبل الخروج الي الحديقه..ثم ساله:بتعرف تسوق موتوسيكل.
بلم وليد:هاا
مراد:هههههه..هي بدات ب هااا..تبقي ما بتعرفش.
اغلق مراد سترته ولبس خوذة الدرجه الناريه،ثم ركبها وادار المفتاح و رفع زجاج خوزته وقال لوليد:انا بسوق بسرعه هتلحقني ولا هتفضل واقف عندك.
وليد باندفاع:لا استني.
ركب وليد سيارته سريعا و وادارها ليلحق به.
خرج مراد من بوابة الفيلا وورائه سيارة وليد..
قاصدين وجهتهم.لمعرفة حقيقة ميار تلك...
،،،،،،، ،،،،،،،،
في يوم جديد في الصباح الباكر..
في فيلا مراد حمدي..
نزل مراد من غرفته ليتناول افطاره ويرحل سريعا..فاستوقفته والدته مستفهمة عن سبب تاخره بالعوده امس..فاخرج هاتفه وحادث وليد واخبره انه سيتاخر ساعة...ثم اخذ والدته الي غرفة المكتب واغلق الباب وحكي لها علي كل ما حدث في المشفي..وعن مؤامرة سالم..
فزعت مرفت:يا خبر تجارة اعضاء بشريه.
مراد:ايوا دا بالنسبه لسالم الي رفض يقول مين بيساعده في المستشفي..بس انا كنت شاكك في حد..واتاخرت امبارح بالليل علشان اتاكد من شكي.
مرفت مستفهمة:شاكيك في مين؟
نظر مراد لها:ميار.
شهقت مرفت بصدمة: تقصد د.ميار الي بتشتغل معاك في قسم النسا.
مراد:و الي انتي كنتي عوزاني اعامله بلطف...طلعت ضمن عصابتهم..
مرفت:وانت اتاكدت ازاي انها معاهم؟
فتح مراد هاتفه واراها فيديو به ميار وهي تترنح كانها مخموره و تتكلم وتهزي بالكلمات تعترف بكل الاسرار المخباه..دققت مرفت النظر لتتعرف علي المكان التي صور فيه ذلك الفبديو والذي ما ان تبين لها حتي شهقت واضعة يدها علي فمها:ايه دا؟
اندهش مراد:ايه؟
مرفت:دا نايت كلاب يا مراد.
نهض مراد واتجه نحو نافذة الغرفه واضعا يده في جيبه قائلا:ايوا يا ماما.
نهضت مرفت و مسكته من ذراعه تديره لينظر لها:روحت ديسكو يا دكتور يا محترم؟
مراد:كان لازم اعمل كدا علشان اكشفها.
انزعجت مرفت من رده:تكشفها..ولا تسوء سمعتك..افترض حد شافك يا محترم في المكان دا..لو وصل خبر للصحافه..ونشر خبر انك كنت في ملهي ليلي هتعمل ايه..انا ربيتك علي كدا..انت من امتي يا افندي بتروح الاماكن دي؟
اقترب مراد منها و مسك كتفها يستعطفها:ماما انا...
ابتعدت عنه:ماتقوليش يا ماما...انا مش امك..انت مش مراد الي انا ربيته..والكل كان بيحسدني علي ادبه و اخلاقه..يا خساره..بجد يا خساره...والف خساره يا دكتور.
عندما بدات دموعها بالنزول علي ابنها خرجت من الغرفه تاركة اياه غاضبا يكسر ما في المكتب كله..ثم يخرج في غضب ليركب سيارته ويتجه الي المشفي..ويفرغ طاقته في العمل.
بينما في الجامعه..
فكانت ميسون تتافف من ميرنا التي اجبرتها علي المجئ الي الجامعه رغما عنها رغم انها تعلم بامر فصلها..
ميسون:ميرنا سيبيني ارجع البيت...انا تعبانه..والكل عمال يبص علي وشي..انا ماشيه.
مسكت ميرنا يدها موقفة اياها:لا طبعا مش هسيبك تمشي استني بس ومش هتندمي...اهوه جه.
ميسون:مين دا؟
ميرنا مشيرة اليه:بصي وراكي وانتي تعرفي.
استدارت ميسون لتري من ذلك الشخص..فوجدته مازن يقبل عليهم بهيبة وعلي ثغره ابتسامة هادئه لم تقلل من هيبته قائلا عند اقترابه منهم: اخبارك ايه دلوقتي يا انسه ميسون.
صرفت ميسون نظرها عنه قائلة:الحمد لله..ميرنا انا همشي.
تغاض مازن عن انزعاجها الواضح علي وجهها عند رايته قائلا:من فضلك استني.
ميسون:ليه؟
ناولها مازن ورقة لتقراها وما ان فتحتها حتي وجدتها قرار من ادارة الجامعه بعودتها الي الكليه واستكمال دراستها..
ظلت تقراها اكثر من مره غير مصدقة عيناها وعلي وجهها ابتسامة جميلة وتنهدت براحة كبيره ونظرت له باعين لامعه:دا بجد؟
ابتسم مازن:ايوا بجد..وممكن تبداي محاضراتك من دلوقتي.
تجمعت الدموع في عيناها وقالت بامتنان:انا متشكره جدا.
مازن :لا لسه بصي عي سطح المبني الي وراكي كدا..
نظرت ميسون فوجدت بوستر اعتذار من الرائد مازن حمدي والرائد امجد سلامه للانسه ميسون وشكر وعرفان علي تعاونها في حل قضية قتل د.......
لم تكن ميسون فقط هي من تقرا البوستر جميع الطلاب راوه وكانوا يقراوه معها ومن ضمنهم ميس التي انفجرت غيظا من عودتة ميسون للجامعه وقررت ان تذهب لتسخر منها وما ان اقتربت ميس من ميسون حتي وقف مازن امامها مخبئا اياها خلفه...
ازداد اعجاب ميس به وغيرت نيتها و قالت مدعية البراءه والندم:ايه يا حضرة الظابط..انا جايه اطمن علي ميسون..واعتذر منها قدام الكل.
مازن باستنكار:انتي تعتذري منها.
بدموع زائفه:ايوا..اهئ.اهئ.اهئ..مش عيب ان الواحد يغلط..ويصلح غلطه ويعتذر.
انخدع مازن بدموعها وابتعد عن ميسون ليسمح لها بان تعانقها وتعتذر منها.
وبالفعل فعلات ميس ذلك ثم نظرت الي مازن لتعرفه علي نفسها:انا ميس محمود شرف..بنت رجل الاعمال محمود شرف.
مد مازن يده بدوره مصافحا اياها:اهلا..طبعا والدك غني عن التعريف..انا الرائد مازن حمدي..
قاطعته ميس:ما فيش داعي..تقول يا سيادة الرائد حضرتك غني عن التعريف طبعا...تسمحلي اعزمك علي فنجان قهوه في الكافيتريا.
مازن:اسف عندي شغل دلوقتي ومضطر ارجع.
حزنت ميس قائلة:يا خساره..حظي وحش.
مازن:ليه كدا بس.
ميس: كان نفسي اعزم حضرتك علي فنجان قهوه ونتكلم مع بعض شويه.
مازن:خلاص يا ستي اعزمك انا النهارده بالليل بعد الشغل.ايه رايك؟
ابتسمت ميس ومسحت دموعها:اااه..موافقه.
مازن:دا الكرت بتاعي فيه ارقامي..اقابلك بالليل..باي.
انهي مازن كلامه ورحل دون ان يتحدث مع ميسون وميرنا كأن ميس سحرته واستولت علي كيانه وجعلته ينسي غرض مجيئه الاساسي الي الجامعه..و ينسي انه كان يقف يتكلم معهم.
نظرت ميس الي ميسون من اول راسها وحتي اصابع قدمها نظرة استحقار..ثم رحلت وهي سعيدة بانها استطاعت ان تحقق مبتغاها.
اما ميسون فلم يعجبها كل ما حدث..وطلبت من ميرنا ان تعيدها الي البيت.
وبحلول المساء..
في الحي الشعبي في بيت ليلي..
دخلت علي ميسون التي كانت تجلس شاردة..
ليلي:الجميل سرحان في ايه؟
انتبهت لها ميسون:ليلي...ابدا مش سرحانه في حاجه.
ليلي:انا اختك وعرفاكي..قولي مالك في ايه.
ميسون:ليلي..هو الفقر عيب.
اندهشت ليلي من سؤالها:عمر الفقر ما كان عيب يا ميسون...في ناس كتير تتمني تكون مكانا.
ميسون:عندك حق..الحمد لله.
ليلي:ماشي يا ستي يلا غمضي عنيكي.
ميسون:ليه؟
ليلي:اوف..غمضي عنيكي وخلاص.
ميسون بنفاذ صبر: حاضر يا ستي اهه...افتح بقي.
ليلي:ههههه..لا
ميسون:ها..افتح.
ليلي:لا..لسه
ميسون:ها افتح.
ليلي:ايوه فتحي.
فتحت ميسون عيناها لتجد يد ليلي ممدودة لها بحقيبه ورقيه
ابتسمت:ايه دا؟
ليلي:كل سنه وانتي طيبه..دي هديتك.
فرحت ميسون كالاطفال وفتحتها بلهفة لتعرف ما فيها..فوجدتها الهاتف التي كانت تحلم به..ادمعت عيناها من الفرح واحتضنت اختها بقوه:ربنا يخليكي ليا يا لوليتي وما يحرمني منك ابدا.
ليلي:براحه يا مجنونه..وبخليكي ليا يا قلب لوليتك.
ابتعدت ميسون لتمسك الهاتف تفتحه و تتفحصه...فسالتها ليلي:عجبك.
ميسون بفرح: دا حلو اوي.
قضت الفتاتين الليله يعبثون بالهاتف ويتحدثون مع والدتهم ويتضاحكن معها.
اما في فيلا مراد حمدي..
فعاد مراد من المشفي وصعد الي غرفته علي الفور والقي بجسده علي السرير دون ان يبدل ثيابه غارقا في النوم هاربا من حزنه وذكرياته..
اما في غرفة نادين فكانت تجلس مع ندي
التي زارتها لتطمئن عليها لانها لم تحضر الي الجامعه..فحكت لها عن كل ما حدث معها ليلا بالامس..ولكن لم تبح لها بحال قلبها الذي يستعر علي حبيب بلا مشاعر..وبعد ان اتطمئنت عليها وتحدثت معها استاذنت منها وخرحت فقامت نادين لتوصلها فاخبرتها ندي بان ترتاح ولا تتعب نفسها..
وما ان خرجت ندي و اوصدت الباب خلفها و سارت قليلا حتي سمعت باب غرفة يفتح و احد ما يجذبها الي غرفة مظلمه واضعا يده علي فمها مانعا اياها من الصراخ...