رواية عشق مهدور الفصل الحادي عشر 11 بقلم سعاد سلامة
إتأخرت.
قالتها شهيرة بدلال وهي تنهض من أمام مرآة الزينه وضعت فرشاة الشعر تاركه تصفيف شعرها، من ثم سارت نحوه بخطوات تتهادى بالغنج التي تجيده، رافعه يديها تعانقه تضع ثغرها على شفاه تقبله، بادلها القبل بإستمتاع، ترك شفاها ورفع إحدى يديه أمسك طرف خصلات شعرها قائلا بإعجاب: قصيتي شعرك كمان غيرتي لونه.
تبسمت بدلال قائله: تغيير يكسر الملل بقالى مدة كنت بطوله، وكمان كان أسمر، قولت أقصه وأغير لونهBlonde(اشقر)
أيه مش عاجبك اللوك الجديد، ولا مش لايق عليا.
فرك طرف خصلات شعرها قائلا: بالعكس اللوك الجديد حلو أوي ومصغرك عشر سنين.
لوت شفاها تدعى أنها مقموصه قائله: قصدك أيه إنى كبرت، لاء هو عشان بقى عندي بنت في الجامعه أبقى كبرت إنت عارف إني إتجوزت بدري وإعتزلت شغل المودلينج وأنا في عز شهرتى، إنت عارف إن كان في دور أزياء عالمية مشهورة كانت ومازالت تتمنى مني بس إشارة، أنى أرجع من تانى للموديلز، بس أنت لما خيرتنى رغم شهرتى وكمان حب للمودلينج، قلبي أختارتك، ومشيت ورا قلبي.
رغم أنه يعلم أن نصف حديثها كاذب لكن ذلك الإطراء جعله يزهو، وهي تتغنج بدلال تقبله بإغراء
إستجاب له، يقضي وقت ممتع معها، ينتهي بإنتشاء للإثنين، إضجع على الفراش بظهره، بدلال منها إقتربت منه وضمت نفسها له وضعت رأسها على صدره تعبث بآناملها برقه على صدره، سأله: قولي بقى إتأخرت ليه، إنت في القاهرة من الصبح.
رد ببساطه: أنا فعلا في القاهرة من بعد الضهر جيت مع آصف، كان عندي شوية مشاوير ومصالح.
إدعت الدلال سأله بعتاب: يعنى لو مكنتش جاي مع آصف، وشوية المشاوير بتاعتك دى
مكنتش شوفتك، يعنى مش جاي عشان شوشو حبيبتك وحشتك حتى نص إنت ما وحشتني، أنا زعلانه منك، إنت بقيت تغيب عليا أوى وإنت عارف إنت قد أيه بتوحشني.
قالت هذا ورفعت رأسها عن صدره تنظر لوجهه قائله بدلال: إنت قلبك تقيل، بس بقى
ياترا أنا كمان مش بوحشك؟
جذبها لصدره مبتسما يقول: أكيد بتوحشيني جدا، بس.
إنت عارفه طبيعة مشاغلي الكتير الفتره اللى فاتت كنت مشغول جدا، سواء في جولة ألانتخابات النصفيه، كمان أنشغلت بقضية المرحوم سامر
بس خلاص الفترة الجايه هعوضك.
إبتسمت بدلال وعادت تعبث بآناملها على صدره وإدعت الحزن وهي تقول بنبرة تحريض: أنا لسه قلبي بيوجعني لحد دلوقتى على المرحوم سامر واللى مضايقني كمان إن البنت اللى قتلته نفدت من العقاب، دى كانت تستحق حبل المشنقه، بس طبعا القانون سهل يتخدع، وفلتت من العقاب، بسبب قلبك الطيب.
نظر لها بغصه تقسم قلبه، لكن قال: مين اللى قالك إنها نفدت من العقاب، أنا متأكد إنها هتاخد العقاب المناسب وقريب جدا، مستحيل تتهني بعد ما شوهت صورة إبني.
رفعت رأسها عن صدره وسألت بذهول: قصدك أيه؟
رد أسعد بهدوء: بكرة تعرفي دلوقتي انا حاسس إنى مرهق ومحتاج أنام عشان عندي بكره جلسة حلفان اليمين في المجلس ولازم ابقى فايق ليها.
رغم فضول شهيرة لكن تبسمت له وعادت تسكن صدره تشعر بإنشراح في قلبها، رغم كتمان أسعد لكن تعلم أنه مازال بقلبه الإنتقام من تلك الفتاة، شار عليها عقلها أن تجذب هاتفها وتخبر اسعد عن تلك الصور الخاصه ب آصف مع تلك الفتاة، لكن تراجعت، ماذا ستفسر له كيف وصلت تلك الصور لها، لكن شعرت بسعادة وشماته في آصف الذي دوما يظهر البغض لها.
بينما ضم أسعد جسد شهيره بين يديه، يتذكز بالأمس
[فلاش باك].
إكتسب من خبرته ك نائب في البرلمان أن يسمع الحديث الى النهايه بعدها يقرر
أيعترض
أم يوافق
أو يلتزم الصمت ولا يبالي
أو أخيرا يمسك العصا من النصف.
هكذا فعل بعد أن سمع قول آصف
بينما تسرعت شكران وقالت برفض: لاء، مستحيل، شاور على أى بنت تانيه غير سهيله.
نظر لها آصف قائلا: إنت مش كنت نفسك إنى اتجوز وكنت بتلح عليا كتير، أنا أهو هحقق لك رغبتك.
تنهدت شكران بغصه ودمعه تتكون بعينبها وقالت برفض: لاء، يا آصف مستحيل، أنا حاسه بشويه تعب هقوم أنام.
لم يستغرب آصف من رفض شكران، لكن إستغرب من صمت أسعد، نظر له قائلا بإستخبار: وحضرتك كمان رأيك أيه هترفض زى ماما؟
صمت أسعد للحظات يفكر قبل أن يرد على آصف عكس توقعه: لاء أنا موافق طالما دى رغبتك، مقدرش أفرض عليك قرار متأكد إنك مش هتمتثل ليه، إنت حر في حياتك، بس أنا مش هقدر أستقبل البنت دى هنا في سرايا شعيب.
قصدك أيه؟
هكذا تسأل آصف بإستغراب.
حنكته ك سياسي وقبل ذالك معرفته ب آصف، لديه يقين أن آصف سيستغل زواجه من تلك الفتاة ويأخذ قصاص أخيه، بالتأكيد لديه هدف من هذا الزواج.
آصف سبق وأخبره انه كان يعلم قرار المحكمه وان لديه العقاب المناسب لها، أخبره بذالك سابقا، والآن حسم آصف قراره، الزواج من تلك القاتله له هدف لديه، ربما كي يظهرها على حقيقتها مدعية الشرف وهي ليست سوا متسلقه عديمة الشرف.
لكن أخبره بدهاء كى لا يشعر أنه يفهم مآربه من خلف ذالك الزواج: إنت حر في حياتك وإختيارك للى تناسبك وتشاركك حياتك، عشان إنت اللى هتشيل عواقب ده بعد كده.
إستغرب آصف رد والده الذي خيب توقعه، لكن لديه هاجس أن أسعد يفهم نواياها من خلف ذلك الزواج، ربما بداخله أراد أن يقنعه أن يتراجع عن ما برأسه، ربما وقتها كان شعر بأن أسعد لديه قلب، لكن إمتثل لقراره قائلا: تمام أنا هنتظر إن تقنع ماما توافق.
أومأ أسعد برأسه قائلا: إنت مش محتاج موافقة مامتك، لآنها مش هتعاشر مراتك معاها هنا.
إستغرب آصف سائلا: مش فاهم قصدك أيه، ياريت توضح.
رد أسعد: يعنى إنت أكيد مستحيل تدخل البنت دى هنا السرايا ك زوجه ليك، وانا ومامتك أكيد من هنستقبلها بالورود، زى أى كنه تدخل للسرايا، البنت دى مقامها بدرون السرايا.
للحظه تفاجئ آصف من رد أسعد، وقال بخشونه: تقريبا، إنت بترفض بس بطريقه إنك متفرضش رأيك عليا؟
رد أسعد: لاء غلطان قولتلك إنت حر، بس انا يوم ما أستقبل لك زوجه هنا في السرايا تكون بنت ناس محترمين ومن مقامنا الأجتماعي، لكن إنت عاوز تتجوز البنت دى مقدرش أمنعك، بس متأكد إنك مع الوقت هتمل منها ومش بعيد تطلقها، وتختار اللى تناسبك، انا مش ضد إنك تجرب وتفشل.
ذهل آصف من رد والده المجحف، ماذا يقصد ب تجرب وتفشل، لكن صمت لا يود الجدال بأمر محسوم لديه، سيتزوج من سهيله عقاب على كذبها.
[عوده].
عاد اسعد يبتسم وهو يشعر بالهدوء النفسي، تلك المدعيه رسمت نهايتها بغباء منها، هي بالتاكيد لن ترفض زواجها من آصف طمعا في المغفرة التي لن تنالها، بل سيتضاعف عقابها.
بمنزل أيمن
بغرفة الجلوس
علي تلك الطاوله وضعت سهيله بعض الكتب والمراجع أمامها تنظر لها بشرود تتذكر مواقف زملائها بالمشفى ونظراتهم لها اليوم كذالك حديث مدير المشفى الفج لها، سالت دمعه من عينيها.
دمعة حسره هي لم ترتكب أى جرم، الا يكفى عقابها بالسجن لآشهر ذاقت فيها جرعات مريره من العلقم، كذالك الا يكفى آنين قلبها بمن تخلى عنها وتركها تواجه مصير معتم دون حتى ان يسألها مرة واحده حتى لو وجه لها الإتهام مثل الباقين، لكن إتخذ الصمت حتى نظرات عيناه لم تراها.
أثناء شرودها شعرت بيد وضعت على كتفها، سرعان ما إنتفضت واقفه بخضه متحفزه، لكن سرعان ما تنهدت براحه قائله: بابا.
إستغرب أيمن من ردة فعلها المبالغه، وقال بود: ايوا بابا مالك إتخضيتى كده ليه.
إذدردت سهيله ريقها وقالت بتبرير كاذب: مفيش يا بابا بس كنت مركزه في قراية المراجع، ومش منتبه لخطوات حضرتك.
نظر أيمن الى تلك الكتب والمراجع الموجوده فوق الطاوله كان معظمها مغلق الا من مرجع واحد مفتوح على أول صفحه، لكن شعر بوخزات قويه في قلبه وضم سهيله قائلا بحنان: ربنا يوفقك، هسيبك تكملي مذاكره وهروح أعملك شاي.
ضمت سهيله نفسها ل أيمن تحاول أخذ الأمان المفقود منه وقالت: لاء شكرا يا بابا، أنا حاسه بإرهاق ومش هقدر أكمل مذاكره هأجلها لبكره.
تبسم لها بحنان قائلا: كنت هقولك كده، بس قولت سهيله مش بتتعب من المذاكره، بس.
أكملت سهيله بقية حديث أيمن بآسف: بس كل شئ بيتغير يا بابا، هروح أنام تصبح على خير.
رد أيمن يشعر بآسى: وإنت من أهله.
دخلت سهيله الى الغرفه الخاصه بها مع هويدا، سابقا كانت تشعر بخوف من إغلاق باب الغرفه، لكن الليلة أغلقت الباب وذهبت نحو فراشها أزاحت الدثار قليلا وتمددت على الفراش سامحه لعينيها أن تزرف دموع تحاول بها إخراج مكنون قلبها الذي يآن.
تشعر انها مازالت سجينه بين جدران أعين الناس ترى بأعينهم سهام إتهامات قاسيه تخترق قلبها، لكن همست لنفسها بإصرار لن تستسلم ستعود لحياتها وتبدأ من النهايه، وما كانت تخطط له دوما.
بعد مرور شهر ونصف
ظهرا
بالقاهرة
بشقة آصف
ب غرفة نومه وقف أمام المرآه نصف عاري.
ينظر الى إنعكاسه، تمعن النظر الى ذقنه بعد أن قام بتهذيبها، بنفس الوقت سمع رنين هاتفه، وضع ماكينة الحلاقة التي كانت بيده فوق طاولة مرآة الزينه وتوجه نحو طاوله جوار الفراش، نظر للهاتف تبسم وهو يقوم بالرد: سيادة الكابتن طيار بتكلمني منين النهارده.
تثائب أيسر وهو يقول بإرهاق: إحنا في موسم الحج وشغال على خط الطيران المصري السعودى.
تبسم آصف قائلا: طب كويس، روح حج وإطلب من ربنا يهديك.
ضحك آيسر قائلا: آمين، حتى ماما وصفوانه كمان طالعين الحج السنه دى، هبقى مرافق لهم وأقولهم يكثفوا الدعا، ربنا يهديك إنت كمان، ويرتاح قلبك.
فهم آصف فحوى حديثه ولم يرد الحديث بهذا الشآن بدل الحديث لدفه أخرى الى أن إنتهى الحديث بينهم، كاد يضع الهاتف على الطاوله لكن إهتز بصوت رساله
فتحها شعر بغضب وغيره من محتوى الرساله الذي كان صوره.
ل سهيله تقف ومعها شخص آخر يمد يده لها بكتاب كذلك خلفهم بعض الكتب، فطن أنها ربما مكتبة الجامعه، لكن لما تقف مع هذا الشخص، إجتاحته مشاعر الغيرة، وجزم لنفسه لابد من الآسراع في قرار الزواج منها بأقرب وقت، والليله ستكون البدايه.
بالجامعه.
كانت يارا تسير برواق الجامعه مع إحدى صديقاتها يتحدثن عن رايهن بأحد الاساتذة وطريقته السيئه في شرح المادة الدراسيه، لكن للحظه توقفت حين رأت طاهر يقترب من، شعرت بغيره حين رأته يسير يتحدث مع إحدي زميلاته، في البدايه ظنت أنه سيحدثها لكن تجاهلها، وسار من جوارها حتى دون النظر لها، شعرت بغضب يملأ قلبها، نظرت لزميلتها وقالت لها، لسه في وقت أكتر من نص ساعه عالمحاضرة التانيه، خلينا نروح الكافيه اللى قدام الجامعه نشرب قهوة تصحصحنا شويه.
وافقت زميلتها وذهبن الى الكافيه
دلفن
نظرت يارا الى طاولات الكافيه، لكن إذداد الغضب لديها حين رأت طاهر يجلس مع تلك الفتاه يبدوان مندمجان وأمامهم بعض الكتب كذالك كوبان من القهوة، أشارت لصديقتها قائله: خلينا نقعد شويه.
تبسمت لها صديقتها وقالت بمرح: إعملى حسابك إنك إنت اللى عازمانى عالقهوة.
اومأت براسها.
جلسن لبضع الوقت إحتسين القهوه، نظرت لها زميلتها قائله: خلاص مبقاش فاضل عالمحاضره غير عشر دقايق على ما نرجع للجامعه كمان أياك نلاقى مكان قريب من منصة الدكتور.
لم تنتبه يارا لحديث زميلتها بسبب عينيها اللتان تنظران نحو طاهر الذي كآنه تغاضى عن رؤيتها وهو منسجم مع تلك الفتاة، لكن الاغرب انه إنضم لهم بعض من زملائهم ربمت هذا ما جعل قلبها يهدأ قليلا.
بينما إستغربت صديقتها ووكزتها على يدها قائله: سرحانه في أيه.
نظرت يارا لزميلتها وقالت ببساطه: مش سرحانه، بس كنت بتقولى أيه.
ردت زميلتها ببسمه: آه. فعلا مش سرحانه، عالعموم بقولك خلينا نقوم نرجع للجامعه المحاضره خلاص فاضل عشر دقايق، على ما نوصل للمدرج.
نهضت يارا بمضض وسارت مع زميلتها تعمدت المرور من جوار تلك الطاوله التي يجلس خلفها طاهر، لكن لم يرفع راسه وينظر لها شعرت بغضب كذالك وخز في قلبها بسبب إنشغاله بالحديث مع زميلته، غادرت تشعر بشرود تسأل نفسها ماذا تعنى له تلك الفتاة التي بسببها حتى لم ينظر لها، بينما بالحقيقة بسبب إنشغاله مع زميلته بمراجعة ومناقشة بعض الدروس سويا لم ينتبه لها.
ب المكتبة التابعه لكلية الطب.
تجولت تقرأ عنوانين تلك الكتب المصفوفه على أرفف المكتبه تبحث بينها عن ذلك المرجع الطبي التي تريده، إنشرح قلبها حين وجدته موضوع على أحد الرفوف، مدت يدها كى تجذبه، لكن تفاجئت بيد أخرى سبقتها وجذبت المرجع وأخذه…
إستدارت تنظر خلفها، كان شخص يبدوا عليه الوقار، تنحنحت قائله: المرجع ده بيناقش بعض الظواهر النفسية.
رد الآخر قائلا: عارف، انا كنت بدور عالمرجع ده من فترة حتى سألت أمين المكتبه وقالى إن كان في طالب مستعيره وكويس إنى جيت النهاردة ولقيته.
شعرت سهيله بآسف وخجل أن تخبره انها تود إستعارة هذا المرجع لحاجتها الضروريه إليه، لكن سألته: وهترجع المرجع تانى للمكتبه إمتي؟
رد بإحترام: بصراحه مش عارف، بس…
توقف ينظر لها وسأل بفضول: إنت محتاجه للمرجع ده.
إلتزمت الصمت قليلا، بينما هو شعر أنها مآلوفه لديه، سألها: إنت بتدرسى طب نفسي.
ردت سهيله: لاء، أنا خلصت دراسة طب أطفال، بس بعمل رسالة الدراسات العليا وكنت واخده موضوع تآثير الطب النفسي مش بس على الأطفال على البالغين كمان.
ضحك مازح يقول: قصدك طب المجانين، مفيش حد في مصر بيعترف بالطب النفسي.
تبسمت له قائله: فعلا ده صحيح، أنا كان نفسى ادرس طب نفسى من البدايه بس طبعا الطب النفسى في مصر مالوش مستقبل.
ضحك مازح يقول: بالعكس الطب النفسى له مستقبل كبير في مصر، كلنا أوقات بنبقى محتاجين نفضفض بس طبعا مش لدكتور المجانين.
تبسمت له قائله: هو ده اللى خلانى أدرس طب اطفال، بس ناويه أعمل رسالة الماستر والماجستير والدكتوراه عن تأثير الطب النفسي، جتب طب الأطفال.
ضحك قائلا: يعني تمسك العصايه من النص، للآسف انا معملتش كده، درست طب نفسي وكمان اخدت الماستر والماجستير والدكتوراه فيه بس طبعا مش في مصر، أنا يادوب راجع من بعثه من فرنسا كم شهر، بصراحه هناك عندهم إمتيازات للطب النفسي ومش بيخجلوا أنهم يزوروا طبيب نفسي من فترة للتانيه عكس هنا طبعا.
للحظه تذكرت سهيله سامر وأكم من مره نصحته باللجوء لطبيب نفسي، لكن هو إمتنع وسار بعقله خلف مغامرات أودت بحياته وكاد يضيع مستقبلها بسببه.
لاحظ الآخر، شرود سهيله سألها: على فكره متعرفناش، انا دكتور
بيجاد وحيد دكتور نفسي.
نفضت ذكرى سامر وإبتسمت له قائله: أنا سهيله أيمن، دكتورة أطفال.
مد بيجاد يده لها للمصافحه قائلا بود: إتشرفت بيك يا دكتورة، إتفضلي.
صافحته سهيله بإستحياء ونظرت الى يده الاخرى الممدوده بالكتاب قائله: إنت مش محتاج للمرجع ده؟
رد بيجاد: هقولك الصراحه أنا كنت محتاج ليه عشان كنت هعمل بحث طبي، سهل أجيب اللى لازمنى عنه من مواقع طبيه عالنت، بس كنت هستسهل وأخد المعلومات اللى عاوزها من المرجع ده، واضح إنك محتاجه له أكتر مني، كمان انا مش مستعجل عالبحث بتاعي.
بحياء مدت يدها وأخذت المرجع قائله: تمام طالما مش مستعجل عالبحث بتاع حضرتك، أنا ممكن أخد المرجع وخلال أسبوع بالكتير هرجعه هنا للمكتبه تقدر وقتها تستعيره.
أومأ لها ببسمه قائلا: تمام أسبوع مش كتير، بس أتمنى أن الكتاب يفيدك يا دكتورة.
تبسمت له وهي تنظر له بشكرثم عادت بنظرها الى المرجع تبتسم، بينما بيحاد ظل ينظر لها بنظرة شغف، لكن قطع نظره لها رنين هاتفه.
أومأ لها وتجنب منها للرد على الهاتف، بينما سهيله فتحت المرجع قرأت بعض السطور، ثم غادرت دون إنتظار، بينما بيجاد بعد أن أنهى الحديث على الهاتف، عاد مره أخرى للمكان نظر حوله يتلفت بالمكتبه، لم يراها كآنها إختفت، تبسم وبداخله أمنية لقائها مره أخرى.
مساء
بمنزل أيمن
وضعت سحر تلك الصنيه على طاولة أمام عادل ورحبت به قائله: نورتنا يا عادل.
تبسم لها بموده، بينما نظر ل أيمن قائلا: بصراحه كده يا عم أيمن موضوع زفاف أنا وهويدا.
توقف عادل للحظه خين رأى إعتدال هويدا ونظرها له بتحفز، لكن قبل أن تتحدث تحدت أيمن قائلا: أنا عارف إن زفافكم إتأجل كتير بسبب الظروف اللى مرينا بيها في الفتره الأخيره بس الحمدلله ربنا كشف الغمه، وبصراحه كده الواحد نفسه يفرح، انا بقول بلاش تأجيل أكتر من كده، كفايه.
قاطعته هويدا بتسرع: وليه نتسرع يا بابا، كمان انا معنديش أجازات دلوقتي خلى الزفاف للصيف الجاي.
نظر عادل لها بإستغراب، بينما قالت سحر: ليه نآجله ده كله، الحمدلله الجهاز كله موجود، خلونا نفرح شويه، كفاية غم، ومفيهاش حاجه لو أخدتى أجازة أسبوع ولا إتنين بدون مرتب.
رد أيمن هو الآخر بتوافق: أنا بقول كده كمان، كفايه مدة الخطوبه طولت أوى، والظروف الحمد لله أتعدلت خلونا نفرح، على بركة الله يا عادل من بكره روح إحجز قاعة الفرح في أقرب وقت.
نظرت هويدا ل عادل بسخط، بداخلها نفور تكره أن يضعها أحد امام الامر الواقع، كذالك بداخلها غضب بسبب تشتتها بعد تجاهل أسعد لها، وأجزمت ان السبب هو براءة تلك السخيفه سهيله، ودت لو تنهى هذا الموضوع وتنفصل عن عادل لكن بداخلها هاجس يمنعها من ذلك خوفا أن تشمت فيها سهيله كذالك تخشى الا تتزوج بسبب سمعة أختها التي أصبحت كالعلكه بفم الناس، حتى لو كانت حصلت على البراءه لكن مازال هنالك البعض الذي لا يصدق أنها بريئه من دم زميلها، صمتت تتقبل الأمر غصبا بغضب جم.
ب سرايا شعيب
بغرفة آصف
كان يتمدد على فراشه يضع يديه أسفل رأسه، ينظر الى سقف الغرفه، شاردا، بتلك الصوره التي وصلت لهاتفه ظهرا، تخص سهيله وهي واقفه مع شخص آخر تذكر حين سأل الذي أرسل له الصوره من هذا، أجابه بأنه لا يعرفه، لكن سيأتى له بمعلومات عنه بأقرب وقت، كذالك أخبره أنها وقفت تتحدث معه لبعض الوقت، قبل أن تتركه وتغادر، قطع عليه ذالك التفكير، صوت طرق على باب الغرفه، سمح بالدخول.
إعتدل جالس على الفراش يبتسم حين دلف الى الغرفه والداته تحمل بيدها كوب من اللبن
قائله: كنت متوقعه إنك لسه سهران
جبت لك كوباية لبن دافيه إشربها وبعدها هتنام مرتاح.
تبسم لها وهو يأخذ منها الكوب، وإرتشف بعض القطرات، بينما جلست شكران على طرف الفراش جواره ومدت يدها على خصلات شعره وقالت بأمومه: شعرك محتاج يتقصر شويه يا سيادة المستشار.
سيادة المستشار
تلك الكلمه التي كانت دائما تقولها له سهيله، شعر بالجمود.
بينما تنهدت شكران قائله له بنصح: بلاش يا آصف.
لم يفهم آصف مقصدها وسألها: بلاش أيه يا ماما؟
ردت عليه شكران بهدوء، رغم ثوران قلبها النازف: بلاش تتجوز من سهيله.
فهم آصف لكن سألها: إنت رافضه سهيله عشان زعلانه إنها طلعت براءة.
أومأت شكران برأسها وفجأته: أنا فعلا متأكدة إن سهيله بريئه من دم…
توقف لسانها عن ذكر إسم سامر الذي أصبح نطقه يؤلم قلبها.
بينما تفاجئ آصف من قولها وقال بإستغراب: مش فاهم قصدك أيه.
ردت شكران: سهيله أنا أعرفها من وهي طفله كانت هاديه وملهاش في الشر، ومعتقدش إن قلبها يستحمل إنها تقتل.
إستغرب آصف قائلا: بس ممكن تدعي بالكذب عشان تنجي نفسها من حبل المشنقه.
ردت عليه شكران: إنت قولتها، كذبت عشان تنجى نفسها، الروح غاليه يا آصف، عشان كده بقولك بلاش تتجوز سهيله، خليها بعيد عنك، أفضل ليها ول ده.
أنهت شكران قولها وهي تضع يدها على قلب آصف
آصف الذي نظر لها بإستغراب وتسأل: مش فاهم؟
ردت شكران: لاء فاهمني يا آصف مفكرنى مكنتش ملاحظه نظراتك لما بتشوفها هنا في السرايا، فاكر كتير قبل كده كنت بطلب منك إنك تتجوز حتى أوقات كنت بقولك على عرايس بنات ناس أنا أعرفهم، كنت منتظره منك تقولى أنك عاوز سهيله، بس إنت كنت بتخيب ظن، بس النهارده بقولك بلاش يا آصف، خايفه عليك تندم بعد كده.
نهضت شكران ونظرت ل آصف بحنان قائله: أنا مسافره بكرة السعوديه هدعيلك في الحرم ربنا يريح قلبك.
غادرت شكران الغرفه وتركت آصف يشعر بتخبط، ما بين قلبه وعقله وزاد التوهان بعد حديث شكران له
رغم وجع قلبها المدمى دافعت عن سهيله
سهيله التي لا تستحق منها شفقه
كاد عقله يسلم الدفه لقلبه يتحكم ويتراجع، لكن صدح رنين هاتفه
جذبه من جواره، ونظر له، فتح تلك الرساله المرسله له.
قرأها وعلم من فحواها، أن سهيله غادرت المشفى قبل قليل، لكن سرعان ما شعر بغضب وعاود قلبه للجمود حين قرأ تلك الرساله الأخرى المرسله بمعلومات عن الشخص التي كانت تقف معه ظهرا بالمكتبه، أنه أحد الدكاترة اللذين يشرفون على رسالة الدراسات العليا الخاصه بها، والتي سبق وأخبرته أنه إبن طبيب عالجها وكانت معجبه به، شعر بغضب قوى يهسهس من بين أسنانه قائلا: طبعا الإعجاب سهل يتنقل من الأب للإبن بس ده مستحيل أسمح بيه؟
نفض دثار الفراش عنه ونهض بغضب يتوجه ناحية خزانة الملابس، أخرج زى خاص له، وبسرعه إرتداه وبثوانى خرج من السرايا، ذهب الى مكان قريب من موقف السيارات الخاص بالبلده وقف خلف أحد الزوايا يراقب حتى وقع بصره على سهيله التي للتو ترجلت من إحدي السيارات، تتبعها.
كان ذالك
بعد منتصف الليل
حين ترجلت من سيارة الأجره على مشارف البلده، ما هي إلا لحظات رأت خيالا خلفها.
تيبس قلبها خوف وشعرت بأن هنالك من يتعقبها، حاولت الإسراع بالمشي، تبتهل.
أن يخيب ظنها، أو تصل الى منزل والداها بسلام، دون أذى، يكفى ما مرت به على مدار العام والنصف المنصرم، والذي كانوا مثل كابوس مستمر بالكاد فاقت منه وعادت مره أخرى لعملها ك طبيبه مره أخرى، لم تحاول المراوغه أو السير بشوارع جانبيه تصلها للمنزل أسرع أختارت الشوارع الرئيسيه بالبلده الى أن وصلت الى أمام منعطف شبه مظلم قريب لمنزلها لكن إرتعبت حين شعرت بيد تسحبها من معصم يدها.
إنخضت وإرتعشت أوصالها تخشى أن تصرخ مازال عالق برأسها نظرة البعض لها رغم برائتها من تلك الجريمه لكن هنالك من شكك بشرفها، والآن تخشى أن يقال أنها كاذبه تدعي الشرف، لكن كان لابد من رد فعل منزل والدها بعد بضع خطوات لو صرخت هل هو أول من سيخرج وينقذها دون إثارة فضيحه؟، لكن ربما ذلك المتعقب لها لا يهاب، لا يوجد حل آخر، بالفعل حسمت القرار وكادت تصرخ، لكن ذلك المتعقب كآنه قرأ فكرها، بسرعه وضع يده الأخرى فوق فمها يسحبها بقوة خلفه الى أن دخل ذالك المنعطف الشبه م ظلم وثبتها على حائط إحد المنازل، وقف ينظر لها بإستهزاء هل حقا لديها قلب يخاف بعد أن قتلت، إستمتع وهو شعر بإرتعاش يدها أسفل يده كذالك نظر لملامح وجهها المشدوهه قبل أن ترفع عينيها وتنظر له على ذاك الضوء الخافت، للحظه حين علمت هويته شعرت بآمان، لكن.
عاد شعور القلق لقلبها حين أزاح يده من على فمها إلتقطت نفسها بصعوبه وقالت بخفوت: آصف!
للحظه توحشت عيناه يشعر بوهج يغزوا قلبه، ود لو يقتص من كذبها الآن، لكن تمالك أعصابه، وقال لها ببرود أجاده: هستناك بكره بعد الضهر عالجزيرة، بلاش تتأخري.
قال هذا وترك معصم يدها إبتعد عنها لكن تلاقت عيناهم كل منهم لديه شعور مختلف…
هى رغم رجفة جسدها لكن إنزاح الخوف من قلبها.
هو رغم رؤيته للخوف الذي كان مرسوم على وجهها لكن شعر بطوفان ناري في قلبه ولم يهتم
لديه هدف سيصل له مهما تنازل وتظاهر بعكس ما يشعر به.
لم تتحدث تشعر أن صوتها إنحشر، أومأت برأسها بموافقه وذهبت سريعا نحو باب منزل والدها وقفت للحظه تلتقط نفسها قبل أن تخرج مفاتيح المنزل من حقيبتها ولرعشة يديها سقطت منها، إنحنت بسرعه وجذبتها بنفس الرعشه إستقامت تضع المفاتيح بمقبض الباب، بمجرد ان فتحت الباب دلفت الى داخل المنزل وأغلقت الباب وقفت خلفه تستند عليه، تلتقط انفاسها الهاربه بتسارع، وضعت يدها على موضع قلبها حتى هدأت مره اخرى خفقاتها، تذكرت وجه آصف شعرت بهدوء وتبسمت وهي تتذكر طلبه مقابلتها بالجزيرة، المكان الذي دائما ما كانا يتقابلان فيه بعيدا عن الأعين، تنهدت تخبر نفسها تشعر بأمل جديد: بكره هقوله عالحقيقه كامله، وقلبي حاسس أنه هيصدقني.
بينما هو ظل ينظر لها الى دخلت الى داخل منزلها بإستخفاف وإستهزاء من تلك المدعيه هل حقا مازال لديها قلب يخاف!
يتبع…