رواية بعينيك اسير الفصل الحادي عشر 11 بقلم شهد الشوري
تماسك بصعوبة حتى لا يلتقط هاتفها و يفعل ما قالت جدته لكن لحظة اثنان ثلاثة و لم يصمد و التقطه يبحث عن اسم جيجي و اتصل بها لحظات و جاءه الرد لتتوسع عيناه بصدمة عندما استمع لصوت رجولي على الطرف الأخر
خرجت نرمين من المرحاض بتلك اللحظة لتتوسع عيناها بزعر ما ان رأت سفيان و تعابير وجهه المرعبة و قد ظنت انه اكتشف خيانتها !!!
ما ان رأها دفع بالهاتف على الفراش بغضب قابضاََ بيده على ذراعها صائحاََ بغضب أعمى :
مين اللي مسجلاه باسم جيجي
ثم تابع بصراخ و هو يصفعها بقوة اسقطتها ارضاََ :
انطقي يا……بتخونيني !!
صرخت بألم صارخة عليه :
محصلش ، انت بتشك فيا يا سفيان
جذبها من خصلات شعرها بقسوة صارخاََ عليها بغضب و هو يضع الهاتف أمام وجهها :
اومال ايه ده ، ابويا اللي رد عليا مثلاََ ، راجل و رقمه عند مراتي متسجل بأسم واحدة ست ، ده يبقى ايه يا بن……
بكت بقوة و هس تحاول التخلص من قبضة يده المحكمة حول خصلات شعرها :
اسمعني ، كل ده كدب اسمعني و بلاش تخسرني باللي بتعمله ده ، اكيد فيه سوء تفاهم
اتصل بالرقم مرة أخرى و لازال محكم قبضة يده على خصلات شعرها بقسوة حتى جاء صوت امرأة تتحدث برقة :
سوري يا نروم بس كنت مشغولة مع ابني ، اصل احنا في تمرين السباحة دلوقتي و قولت لتوفيق جوزي يرد عليكي و انتي الظاهر كده اتحرجتي تردي عليه و الخط قطع
تنفست نرمين بارتياح و بدأت بالبكاء بينما سفيان تبدل غضبه بلحظة لندم و قد ايقن ان غضبه تمكن منه على الأخير ليشك بزوجته التي يحبها و يحفظها على ظهر قلب كيف فكر انه من الممكن ان تفعل زوجته و حبيبته هذا !!
………
هرب من امام زوجته غير قادراََ على تحمل نظرات العتاب التي تناظره بها و استخدم نفوذه و مكانته حتى يعبر تلك البوابة و يدخل الجامعة كالمرة الماضية و اخذ يبحث عنها هنا و هناك لكن لا أثر لها و ما ان أبصر رفيقاتها الاثنتان همس و لينا أسرع إليهم قائلاََ بغضب :
هي فين
لينا بتساؤل :
هي مين !!
جز على أسنانه قائلاََ بغضب و نفاذ صبر :
ميان فين
لينا بضيق :
سيبناها ع البحر من شوية في……..عايزها ليه
لم يجيب و قبل ان يرحل توقفت همس أمامه قائلة بغضب :
عايزها ليه ابعد عنها بقى مش شوفت حياتك و اتجوزت خليها هي كمان تشوف حياتها
سفيان بغضب :
قوليلها هي الكلام ده ، انا لا بجري وراها و لا طايقها من أساسه سبق و رمتها من زمان و انا عمري ما باخد حاجة خلاص رميتها
قالها ثم غادر بغضب مثلما دخل بينما همس صاحت بغضب :
يا اب……متفرعن على ايه و شايف نفسه هو كان يطول تحبه اصلا
لينا بضيق و حزن :
همس
لكن الأخرى لم تجيب و أكملت حديثها بغضب :
ده فعلا اخره اللي متجوزها دي ، ظلم ميان و شاف نفسه عليها و شكك في أخلاقها فربنا بلاه بواحدة زي مراته مغفلاه و بتنام في حضن غيره ساب دي عشان دي اش جاب لجاب
لينا بتحذير :
همس الكلام ده ميان مش لازم تعرفه ، هتزعل اوي
همس بغضب :
لا هتعرف و هقولها خليها تفوق بقى ده مينفعش معاه معروف و لا حتى يستاهل تقف جنبه
ثم تابعت بعصبية و غضب من أجل رفيقتها :
ده من الكلام اللي كانت بتحكيه ميان عن طفولتهم ازاي كان أهلها بيحبوه و كان احيانا يبات في بيتهم بالأيام و العيش و الملح اللي كلوه سوا في الاخر عشان ذنب مش ذنبهم بعد عنهم و اعتبرهم اعداء نسي العشرة و اللي كان بيشوفوا منهم ده ناكر للمعروف مش بعيد بعد كل ده يرميها تاني و يقولها مطلبتش تساعديني
لينا بحزن :
بنعمل اللي علينا و بننصحها يا همس مفيش في ايدينا حاجة تاني ، حبها ليه عاميها ع الاخر
همس بحدة :
يغور ده حب و تغور اي حاجة تيجي من وش واحد زي ده أعوذ بالله منه
تنهدت لينا قائلة برجاء :
همس ميان مش هتعرف حاجة ، اتفقنا
صمتت همس للحظات ثم قالت بعدم اقتناع من صمتها عن حديث ذلك البغيض :
موعدكيش
……..
اصدر صوت احتكاك اطارات سيارته بالأرض صوتاََ عالياََ مزعجاََ ثم نزل هو منها بغضب يبحث عتها يميناََ و يساراََ حتى وجدها تقف على ذلك الجسر الذي يصل مبنى بمبنى اخر تتمسك بالسور الحديدي و تنظر للأسفل حيث مياه الشاطئ توسعت عينيه بصدمة ماذا تفعل انها ستلقي بنفسها ستنتحر !!!
ركض بكل ما يملك من قوة سريعاََ حتى صعد وصل إليها كانت تترنج يميناََ و يساراََ التقطها بين يديه قبل ان تسقط صارخاََ عليها بغضب :
انتي كنتي هتعملي ايه
لا رد تمسك رأسها بيدها و هي تجد صعوبة في الرؤية و تلك السحابة السوداء تسحبها إليها سألها بقلق نابع من كل قلبه :
مالك
فقدت وعيها بين ذراعيه حاول افاقتها لكن دون جدوى فحملها بين يديه بسرعة و ركض لسيارته متوجهاََ لأقرب مستشفى و ها هو الطبيب يخبره بحالتها :
الانميا عندها ضعيفة جداََ لازم تهتم بأكلها و صحتها علقنا محاليل ليها و اول ما يخلص تقدر تخرج من المستشفى بس بحذر تهتم بأكلها
دخل لغرفتها وجدها لازالت نائمة الإرهاق بادياََ على ملامح وجهها الشاحب
جلس على المقعد المجاور للفراش ينظر لها بصمت كلما جاء ليتحدث يغلق فمه و يصمت
ابعد خصلات شعرها خلف اذنها مردداََ اخيراََ بما يكتمه بقلبه لسنوات و بخنقه :
انتي اللي وصلتينا لكده ، ياريتنا ما كبرنا و فضلنا عيال صغيرين او الاصح ياريتك ما كبرتي و فضلتي نفس العيلة الصغيرة ام ضفاير ياريتك فضلتي زي ما انتي يا ميان
مسك يدها بين يديه قائلاََ بصوت مختنق :
يوم ما قررت انسى كل حاجة و لومت نفسي ع اللي حصل مني السنين دي كلها و جتلك خلتيني اندم اني فكرت في كده
اسند رأسه على كف يدها متابعاََ بحزن :
فكرت ان دفنت حبك في قلبي بس كنت اكبر غلطان كل مرة بسمع اسمك و كل مرة بشوفك بحس بشعور مينفعش احسه لأني مش عاوز اكون خاين لمراتي لا بجسمي و لا بمشاعري و لا اي حاجة عايز كلي يبقى ملكها لأنها تستاهل
تنهد متابعاََ بشرود و حزن :
عملت اللي انتي فشلتي تعمليه يا ميان خلتني احترمها و احبها لكن انتي عشقتك بس فقدتي احترامك في عيني و نزلتي من نظري اوي قسوتي معاكي انتي السبب فيها ، انتي اللي خلفتي العهد الأول و انتي اللي خنتي و انا مفيش حاجة بكرهها في الدينا قد الخيانة !!!
………
كانت ميان تدخل من باب المنزل بمساعدة والدها شاردة فيما حدث قبل ان يأتي والدها ليأخذها من المستشفى ما ان علم بتواجدها هناك
كيف صرخ عليها بغضب رافضاََ تصديق ما تقوله جدته و هي قابضاََ بيده على فكها :
اسمعي الكلمتين دول كويس قسماََ بالله لو ما بعدتي عن حياتي و عن مراتي لهخليكي تعيشي اسود ايام حياتك انا استحملتك كتير اوي و معنديش استعداد استحملك تاني ابعدي عن حياتي بوس…..و قرفك و روحي اقرفي حد تاني و مثلي عليه دور الحب حد يكون بريالة مش انا لأني محدش في الدنيا دي عارفك قدي و عارف قذا…..ممكن توصل لأيه بسببك بيتيكان هيتهد انهاردة و انا مش هسمحلك بده انتي لحد دلوقتي شوفتي مني تهديد بس لكن اقسم بالله العظيم المرة الجاية مش ههدد هنفذ علطول فاااهمة
قالها دافعاََ وجهها بتقزز مغادراََ المستشفى بأكملها تاركاََ رقم والدها لهم حتى يتصلوا به ليأتي و يأخذها
ها هو والدها عاد بها و من حينها و هي شاردة ما ان علمت همس و لينا ركضوا الى منزلها على الفور جالسين بمفردهم لتسألها همس بقلق :
مالك يا ميان سرحانة في ايه !!
ميان بحزن و دموع :
كان معاكم حق انا اللي غلطانة كان لازم ابعد عن الموضوع ده من الأول و اشيل ايدي منه
لينا بابتسامة صغيرة :
المهم انك فوقتي يا ميان
همس بغضب من سفيان :
مظبوط و احلفك مية يمين الواد ده ميستاهلكيش خالص ده جالنا الجامعة يسأل عليكي و قال كلام زبالة زيه ، قالنا…….ثم قصت عليها كل ما قاله لهما متجاهلة نظرات لينا المعاتبة و المحذرة لها
ميان بهدوء واهي :
انا عملت اللي عليا و حذرته و هو حر بقى كل واحد يشيل شيلته مش هاجي على نفسي بعد كده عشانه
همس بسعادة :
هو ده الصح يا بت سيبك منه و ركزي مع الواد اياد ده بيتمنالك الرضا ترضي و بيتمنى منك نظرة
صمتت ميان و لم تجيب و بعد حديث قصير استأذن كلتاهما و غادرا حتى ترتاح بينما ميان دفنت وجهها بالوسادة تبكي بقوة و قلبها يتمزق من الألم و الوجع
……….
تفاجأت لينا ما ان فتحت الباب الذي تعالي رنين جرسه بعمار يقف أمامها يستند على عصاه طبية فسألته سريعاََ بقلق :
انت نزلت من البيت ليه مش لسه تعبان
اقترب خطوة منها قائلاََ بمراوغة :
جاي أزور خالتي ايه ما ازورهاش
سألته بابتسامة جميلة و هي تشير لباب خلفه :
خالتك في الشقة دي
ردد بغزل و هيام و هو يستند بيده على إطار الباب :
طب ما انا عارف بس ينفع اجاي و معديش عليكي اقولك صباح الورد يا ورد
ابتسمت بخفوت مشيرة بعينيها لباقة الورد التي بيديه قائلة :
ده ليا
اومأ لها بابتسامة قائلاََ بغزل و هيام :
ورد لأحلى وردة
شكرته بخفوت ليزم شفيته قائلاََ بعبوس زائف :
حاف كده
قطبت جبينها مرددة بعدم فهم و سخرية :
احطلك عليها كاتشب يعني ولا ايه
ابتسم بسخرية متمتماََ :
عسل يا بت ايه السكر ده
ثم تابع بابتسامة واسعة :
عني مفيش اتفضل اشرب شاي قهوة ماية
– مش كنت جاي لخالتك !!
سألها بعدم استيعاب و هو هائماََ بالنظر لها :
خالتي مين
ضحكت بخفوت قائلة مشيرة لشقة خالته :
خالتك عليا في الشقة دي
اقترب منها خطوة قائلاََ بغزل و صدق :
طب تصدقي بتنسيني الدنيا باللي فيها
ابتعدت للخلف على الفور قائلة بخجل و حرج :
احم ماما بتنادي عليا عن اذنك
ثم بدون مقدمات اغلقت الباب بوجهه مستندة عليه من الداخل متمتمة بابتسامة سعيدة و حب بدأ ينمو بقلبها ان لم يكن قد اكتمل :
مجنون ♡
.
.
بينما عمار يجلس برفقة ميان حيث علم بمرضها من خالته التي اتصلت للاطمئنان عليه كانت شاردة بعالم اخر ترد بكلمات مقتضبة من حين لأخر
سألها عمار بابتسامة حزينة :
بتفكري فيه
ابتلعت غصة مريرة بحلقها قائلة بصوت مختنق :
لحد دلوقتي بحط ليه اعذار بش خايفة يجي يوم و اكرهه يا عمار لو كرهته عمري ما هسامحه و لا هبص في وشه حتى على قد ما هحبه على قد ما هكرهه سفيان كل مرة بيقلل من رصيده عندي انا النهاردة قررت انِ خلاص هبطل اجري وراه مش هدخل نفسي في متاهات عشانه
عمار بعتاب :
هتسبيه مع الحرباية اللي متجوزها تدمرله حياته و يعيش معاها مخدوع
ميان بحدة :
هو اللي اختار يبقى أعمى عن كل الحقايق و يشوفها ملاك هو اللي بيدمر نفسه بأيده يبقى مع نفسهه بقى مليش دعوة و بعدين انت عرفت منين
عمار بابتسامه مريرة :
فريدة قالتلي ، قالتلي ان للأسف الست اللي جابتني ع الدنيا دي هي اللي بتتفنن تدمر لنا حياتنا
هي اللي بعتت نرمين لسفيان هي اللي رجعت بعد السنين دي كلها عشان بس الفلوس مش عشان احنا ولادها و ندمانة الست دي خسارة فيها تبقى ام
ميان بحزن لأجله :
متزعلش نفسك يا عمار
عمار بابتسامة حزينة :
ميتزعلش منها و لا عليها الست دي حتى الكره متستاهلوش
عمار برجاء :
خليكي جنب سفيان هو محتاجلك يا ميان
ميان بحزن :
هو مش محتاجلش و لو ليا خاطر عندك بلاش تضغط عليا انا خدت القرار ده و انا مقتنعة بيه سفيان خلاص بالنسبالي و هو حر في حياته
تنهد بحزن لتتابع هي بصوت مختنق بالدموع :
متأكدة ان في يوم من الأيام سفيان هيعرف الحقيقة ساعتها عايزاك تبقى شاهد على كل حاجة على كام مرة اترحيته يسمعني و رفض على كام مرة اترجيته ميعملش فيا كده و يتجوز و هو اداني ضهره و مشي على كام مرة نزلت دموعي بسببه و كام مرة فضل يهني فيها عايزاك تبقى شاهد مين فينا اللي خان العهد و مين اللي صان يومما يعرف الحقيقة فكره بكل ده فكره اني كل ما كنت بقرب هو اللي يبعد فكره اني كنت ماسه فيه لحد اخر لحظة بس هو اللي باع و لا همه
ثم دخلت في بكاء مرير و ألم يعتصر قلبها ربت عمار على كتفها قائلاََ بحزن لأجلها و لأجل شقيقه :
خلاص عشان خاطري بطلي عياط يا ميان
ثم تابع بحزن :
رغم انه اخويا بس صدقيني ميستاهلش تبكي عليه انا عارف ان سفيان تصرفاته غلط و بيكره اللي حواليه فيه بيها و انه لازم له قلم يفوقه بس دموعك خسارة فيه شايفك كتيرة عليه و شايف انه معذور انا محتار يا ميان بس في الأول و الاخر ده اخويا و انتي اختي و بنت خالتي مش عارف اشجعك تقربي و تخليكي جنبه و تستحملي و لا تبعدي و تشوفي حياتك
تنهدت بحزن تمسح دموعها بكف يدها ليقرر هو تغير مجرى الحديث قائلاََ بمرح :
اخوكي دخل القفص يا ميمونة و عاوزك تساعديه بس اقفلي حنفية الماية اللي اتفتحت في عنيكي دي عشان نعرف نتكلم
ضحكت بخفوت قائلة :
مصر كلها عرفت انك وقعت و البت زيك مفضوحة
ابتسم بتوسع قائلاََ بمرح :
الله يطمنك
تنهدت قائلة :
لينا يا عمار غيري انا و همس تماماََ
نظر لها بعدم فهم فتابعت هي :
لينا رقيقة و طيبة اوي و خجولة كمان عاقلة انا اعرفها من زمان اوي من ايام ما كنا أطفال صغيرين مفيش حاجة طفتها و كسرتها غير موت والدها الفترة دي أصعب فترة في حياتها و لحد دلوقتي مش قادرة تتجاوزها لو شايف انك مش هتقدر تصونها ابعد من دلوقتي قبل ما تعلقها بيك اكتر و تبعد و هي تتوجع
تنهد عمار بعمق مردداََ :
انا بحبها يا ميان مش عارف امتى و ازاي بس حبيتها لما شوفتها مش بيقولوا أصدق حب انك تحب و انت مش عارف بتحب ليه و عشان ايه
ميان بأبتسامة جميلة و هي تربت على قدمه :
انا واثقة فيك يا بن خالتي انك هتصونها
ابتسم قائلاََ بحماس :
الجبس هيتفك بكره بعده بقى تفضي نفسك عشان عايز………ثم بدأ يقص عليها ما ينوي و الأخرى تستمع له بسعادة و حماس مماثل
………
في المساء
كانت همس تجلس بغرفتها تنظر للصور التي التقطتها خلسة ليزن بالمحاضرة ذلك الطبيب تشعر بانجذاب غريب نحوه يوماََ بعد يوم
طرق على الباب افاقها من شرودها فسارعت بأغلاق شاشة الهاتف سامحة للطارق بالدخول و الذي لم يكن سوى والدها قائلاََ بحنان :
حبيبتي بكره الصبح هنقضي اليوم عند عمك صلاح بما انه يوم اجازة فنامي بدري عشان اليوم طويل
ابتسمت بخفوت رغم وسعادتها قائلة :
اوك يا عصومي تصبح على خير
اومأ لها ثم غادر لتهب هي من مكانها بسعادة تتعجب منها حين يتم ذكر اسم ذلك الطبيب و الحماس الذي يدب بأوصالها ما ان تعلم انها ستراه توجهت لخزانة ملابسها و لأول مرة تهتم بكيف سيكون مظهرها أمام احد تمسكت بذلك الفستان الأخضر الفاتح و قد وقع الاختيار عليه
توقفت مكانها متمتة بداخلها أيعقل ان ما تشعر به نحوه إعجاب بشخصيته فقط ام انها تخشى ان تصارح نفسها بحقيقة مشاعرها حتى لا تصاب بخيبة أمل خاصة انه يعشق أخرى و يحبها !!!!
………..
بعد ان رفضت رؤيته و الحديث معه ها خو يجلس ببهو الفيلا حزيناََ مهموماََ من ناحية قصي الذي يرفض الحديث معه بتاتاََ و من ناحية فريدة و عمار الذين تركاه و يعيشان بمكان منفصل عنه الآن و زوجته و ما فعل بها و ميان و عند ذكر اسمها لا يتذكر سوى تلك الذكرة السيئة التي حفرت بعقله لا يستطيع نسيانها كيف حطمت قلبه و اضاعت فرصتها الأخيرة التي كان سيعطيها لها
Flash Back
كان أول عام دراسي لها بالجامعة بعد سنوات من مراقبته لها سراََ قرر الذهاب إليها و يخبرها كم يعشقها و كم كان احمق حين ابتعد عنها و انه لا يقوى على بعادها
بحث عنها بكل مكان و عندما فشل في ايجادها عندما رأها اخيراََ كانت تقف مع شاباََ يبدو انه في نفس عمرها مقترباََ منها كاد ان يذهب إليها لكن توقف عندما استمع لصوت فتيات من خلفه :
نفسي اعرف شايفه نفسها على ايه البت دي و قال ايه انا ميان القاضي انتوا مش عارفين انا مين و لا ايه دمها سم
الفتاة الأخرى بتأييد :
سيبك منها دي بت زبالة اصلا و مدوراها مع الجامعة كلها دي اول سنة ليها و بتعمل كده اومال باقي السنين هتعمل فيها أيه ده احنا ياما
هنشوف يا بنتي ده حتى الواد معاذ معتقتهوش و مشيت معاه و اهو سحبها من ايديها زي كل يوم و يروحوا استغفر الله العظيم ورا مبنى المحاضرات
الفتاة الأخرى بقرف :
ما هي اكيد مش هتجيب ده من بره و العيب مش عليها العيب على اللي ربوها
ايدتها الأخرى :
انا امبارح شوفتها واقفة مع واد كده و كانت حضناه الواد قاعد يقلها بحبك و معرفش ايه و البت عاملة نفسها مكسوفة
صدمه جعلته عاجز عن الحركة مما سمعه فتاته التي تربت على يده و احبها بل عشقها كيف لها ان تكون هكذا لكن جملة الفتاة رنت بأذنه :
ما هي اكيد مش هتجيب ده من بره
هنا تذكر والدته و ما فعلته و هنا تأكد انه كان على حق حين ابتعد عن تلك العائلة و كل فرداََ بها و كم لام نفسه و عنفها على تفكيره بالعودة لها مرة أخرى هي لا تستحق
التفت للفتيات قائلاََ بنبرة جاهد لتبدو عادية :
لو سمحتي يا انسة انتي تعرفي واحده هنا في الجامعه اسمها ميان…..ميان رأفت القاضي
الفتاة بامتعاض و قرف :
هو في حد ما يعرفهاش في الجامعة ، بت شمال و زبالة من يوم ما جت الجامعة و هي تقف مع ده شويه و ده شويتين فاكره نفسها في كباريه
ثم تابعت بتساؤل :
بس انت بتسأل ليه !!
لم يجيب عليها و غادر المكان و لكن قبل ان ينطلق بسيارته رأها تقف بعيداََ تحتضن نفس الشاب قبض بيده على عجلة القيادة بعنف و غضب يحمد الله الف مرة انه استمع للفتيات قبل أن يورط نفسه معها و بكل غباء كان سيمنحها اسمه و شرفه و يجعلها زوجة له لازالت كما هي بنفس ملامحها الجميلة لكن ليت جمال الملامح كجمال القلب
………
يتبع….