اخر الروايات

رواية ذئاب لا تعرف الحب الفصل العاشر 10 بقلم منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب الفصل العاشر 10 بقلم منال سالم

ذئاب لا تعرف الحب

الفصل العاشر :

في منزل تقى عوض الله ،،،

اتسعت عيني تقى في صدمة ممزوجة بالرعب حينما وجدت ذلك المتوحش واقفاً أمام باب منزلها .. ، و...
-تقى بنبرة مذهولة : آآ.. انـ... انت !
-أوس بنبرة ماكرة تحمل في طياتها الوعيد : المرادي مش هاتعرفي تهربي مني

ابتلعت هي ريقها في خوف شديد ، وشعرت أنها قد أصيبت بالشلل التام ، حاولت أن تفتح فمها و تصرخ عالياً ، ولكنها لم تستطعْ بسبب تكميم أوس لفمها بكف يده ، وإحاطته لخصرها بذراعه الأخــر ..
قاومته تقى وحاولت أن تتحرر منه ، ولكنه قام بدفعها بجسده إلى الداخل ، وصفق الباب بقدمه ، ثم تراجع بها للخلف ولم يفلتها من قبضته ..
لاحظ أوس أن الباب لم ينغلق بسبب قفله المكسور ، لذا اضطر أن يترك تقى بعد أن دفعها بعنف على أقرب أريكة ، ثم ركض مسرعاً في اتجاهه لكي يغلقه ، ولكن تلك المرة بالمزلاج ..
سقطت تقى على الأريكة وتأوهت من الآلم ، وحاولت أن تنهض وتلحق به كي تفر من منزلها ، ولكنها كانت متأخرة الخطى .. فلم يكن أمامها سوى الاختباء منه حتى لا تتعرض لأذيته ..
-تقى بنبرة مذعورة : لالالالا .. انت .. آآآ..

استدار أوس بظهره ناحيتها ، ورمقها بنظرات جريئة أرعبتها ، و...
-أوس بنبرة مخيفة : أنا مش هاسيبك النهاردة

ركضت تقى في اتجاه غرفتها ، وحاولت أن تغلق الباب ، ولكن وضع أوس قدمه ليمنعها من غلقه ، فشهقت هي في فزع حينما لمحت طرف قدمه يبرز من الجانب ، و...
-تقى برعب جلي : عـــاااااا ... لألألأ .. ابعد عني ، الحقووني
-أوس بثقة : مش هتقدري تستخبي حتى مني ، وصوتي للصبح

ألقت تقى بثقل جسدها على الباب لكي تدعم في غلقه .. و...
-تقى بنبرة خائفة تحمل القليل من التهديد : امشي من هنا بدل ما ألم عليك رجالة الحارة

ضحك أوس بطريقة مستفزة ، ثم قرب رأسه من الباب ، و...
-أوس بخفوت مخيف : ولا مليون راجل هايقدر يحوشني عنك يا .. يا تقى

لم يحتاج أوس إلى أي مجهود مرهق لكي يتمكن من دفع الباب ومن خلفه تقى ..
فسقطت هي مجدداً على الأرضية ، وانفتح الباب على مصراعيه ، ووقف هو كالجبل الشامخ أمامها ، ثم حدجها بنظراته المتوعدة ..
-أوس بنبرة متحدية : مش قولتلك ، أنا مش هاسيبك النهاردة

نظرت تقى إليه بنظرات زائغة ، وظلت تهز رأسها في فزع ، واستعانت بمرفقيها لكي تزحف إلى الخلف ، في حين قام هو بالتقدم نحوها ، و...
-أوس بصوت أقرب للفحيح : ماتخلقتش لسه اللي تتحدى أوس

حاولت تقى أن تصرخ ، ولكن كان صوتها ضعيفاً مبحوحاً بسبب ما مرت به ، فإزدادت إرتجافتها ، وفكرت في أن تنهض من على الأرضية ، وتتجه ناحية أريكة خالتها ، وتقفز عبرها إلى النافذة المجاورة ..
وعلى ما يبدو أن أوس قد قرأ أفكارها ، فنظر إلى حيث نظرت بعينيها المذعورتين ، لذا أسرع في خطاه ، ثم جثى فوقها ، ومنعها من النهوض ، وأمسك بمعصميها ، ثم أرجعهما خلف رأسها ، وثبتهما على الأرضية ، وأخفض رأسه ناحية رأسها ، وحدق مباشرة في عينيها بنظراته القوية والجريئة ، بينما استمرت هي في تحريك جسدها لكي تتخلص منه ، فزاد هو من إحكام قبضته عليها ، و...
-أوس بخفوت : ماتقاوميش احسنلك ، لأنك مش هاتعرفي تفلتي مني

فشلت هي حتى في تحريك جسدها ، وعجزت عن تحرير معصميها ، بينما استمر هو في الضغط عليها بقوة آلمتها ، كما جعل عينيها تذرفان الدمع من شدة الآلم ..
-تقى وهي تشهق باكية : إهيء ..حرام عليك .. آآ.. ابعد عني .. إهيء ..

استمتع أوس برؤيتها خاضعة مرعوبة منه ، وشعر بنشوة الانتصـــار تسيطر عليه .. فأخذ نفساً عميقاً ، وزفره بتمهل شديد لتلفح تلك الأنفاس الحارة وجنتيها .. وكأنه يتعمد أن يقتلها بأنفاسه الكريهة ...
أشاحت بوجهها للجانب ، وحاولت أن تبعده قـــدر الإمكان عن أنفاسه ، بينما اقترب هو اكثر منها حتى أصبح فمه على بعد سنتيمترات من أذنها ، فهمس لها بـ ...
-أوس بخفوت : مافيش واحدة استعصت على أوس الجندي

أغمضت تقى عينيها وهي تستمع لفحيح كلماته ، كما دبت القشعريرة في أوصالها ، وارتجفت أكثر ، وحاولت أن تفلت منه ، ولكنه استمر في الضغط عليها ، وإبراز قوته الجسمانية ليشعرها بعجزها وضعفها وأنها مهما فعلت فهي تحت سيطرته ...
-تقى بنبرة مختنقة وضعيفة : حرام عليك ، أنا عملتلك ايه ، ابعد عني ، أنا .. انا آآ...
-أوس مقاطعاً بنبرة ثابتة : انتي هاتدفعي تمن غلطتك معايا ، وأنا مش بسيب حقي
-تقى بنبرة شبه منفعلة : أنا مغلطتش أصلاً

تعمد أوس أن يضغط أكثر على معصميها ليتلذذ برؤيتها تعاني ، و...
-أوس بحنق : لأ غلطتي ، يوم ما فكرتي تقفي قصادي ، فاستحملي بقى

بدأت الدمـــوع تنهمر من مقلتيها ، فالآلم أكبر من قدرتها على التحمل ، لذا نظرت إليه بعينيها المتورمتين ، و..
-تقى بنبرة مختنقة : أنا موقفتش قصادك ، أنا بس عاوزة أساعد أمي ، عاوزة أطلعها من المصيبة اللي مالهاش يد فيها ، صدقني والله ، وإن .. وإن كنت غلطت فأنا أسفة بس أرجوك سيبني ..!

لوى هو فمه في عدم اقتناع ، واستمر في التحديق في عينيها ، و...
-أوس باستخفاف : لا والله ، المفروض أصدقك
-تقى برجاء : والله ما بكدب ، أمي مظلومة ، أنا غرضي أساعدها ، وأنا قولتلك كده أنا مستعدة أعمل أي حاجة عشان اطلعها من اللي هي فيه
-أوس بنظرات وضيعة ، ونبرة ماكرة : وأنا مستعد إني أسامحك بس بشرط آآآ...
-تقى مقاطعة بخوف : لألألألأ .. أنا .. أنا آآآ...
-أوس مقاطعاً ببرود : مالك خايفة ليه ، مش ده اللي عاوزاه ، تلاقيكي بس مكسوفة تطلبي ، بس أنا آآآ....

لم يكمـــل أوس عبارته الأخيرة حيث سمع صوت قرع لجرس الباب ، فالتفت برأسه للخلف لينظر إليه ..
أرادت تقى أن تصـــرخ عالياً لتستغيث بالطارق ، ولكن أسرع أوس بضم معصميها بقبضة يد واحدة ، وكمم باليد الأخرى فمها ، ونظر إليها بنظرات محذرة ، و...
-أوس بنبرة صارمة : لو سمعت حسك مش هايحصل طيب

هزت تقى رأسها موافقة وهي تكاد تموت رعباً من أسفله ..
استمع كلاهما إلى صوت الجارة إجلال وهي تصدح بـ ....
-إجلال بنبرة عالية وهي تطرق باب المنزل : تقى يا بنتي ، افتحي يا حبيبتي ، أنا جيبالك العشا ، افتحي يا حبيبتي تلاقيكي على لحم بطنك من الصبح

ارتسمت ابتسامة متهكمة على زاوية فم أوس ، و...
-أوس بنبرة ساخرة : الظاهر إن خدمة الـ room service وصلت

حـــاولت تقى أن تتحدث ، ولكن كانت كف يده يضغط على شفتيها بقوة آلمتها ، فلم تستطعْ حتى أن تتنفس منه ، بينما استمرت الجارة إجلال في التحدث بــ....
-إجلال بإصرار : يا بت افتحي ، أنا عارفة إنك جوا ، خدي مني الأكل ، ده انتي أمك صاحبة واجب ، وأنا مش هامشي إلا لما أطمن عليكي

انزعج أوس بسبب إلحاح تلك الجارة على عدم الرحيل ، وفكر للحظة في طريقة للتخلص منها ، و...
-أوس بنبرة محذرة : شوفي يا قطة ، إنتي هاتفتحي الباب للولية الخرفانة اللي برا دي ، تزحلقيها بالراحة كده ، ولو بس فكرتي لثانية واحدة إنك تفتحي بؤك بكلمة ، أنا هانسفك إنتي وعيلتك وكل الحارة دي ،واظنك مجرباني

هزت هي رأسها مجدداً ، فتابع هو بـ ...
-أوس بنبرة أكثر صرامة : أنا هاشيل ايدي من على بؤك، وإنتي تقومي تفتحيلها ، وتطيريها ، فاهمة !
-تقى وهي توميء برأسها عدة مرات : ممممم...ممم..
-أوس بنبرة متوعدة : ولو عملتي حاجة غير كده ، أو أنا حسيت إنك ناوية على حاجة ، هتلاقيني طالع قدامك وهاقول إنك كنتي نايمة معايا جوا ، شوفي بقى الست جارتك هاتقول عنك إيه.. أقل حاجة إنك بت شمــال ، يعني هاتتفضحي

اتسعت عينيها في رعب وشحب لون وجهها في فزع وهي تتخيل وقع ما قد يقوله على سمعتها وسمعة عائلتها ..
أيقن أوس من نظراته المرتعدة أن مغزى رسالته قد وصلها ، لذا اعتلى ثغره ابتسامة انتصار ، و...
-أوس بنبرة إعجاب : كده انتي بتفهمي ..

ثم أزاح يده بعيداً عن شفتيها اللاتين ازدادتا إحمراراً بسبب ضغطه المستمر عليهما ، وارخى قبضته عن معصميها .. ثم ابتعد بجسده عنها ، ونهض عن الأرضية .. في حين لملمت هي شتات نفسها ، وإعتدلت في جلستها ، وفركت معصميها لتخفف من حدة الآلم ...
انحنى أوس بجذعه ناحيتها وهو ممدد لذراعه لكي يساعدها على النهوض ، فحدجته تقى بنظرات مشمئزة ، ورفضت أن تمسك بكفه ، ونهضت بنفسها ..

ســـارت تقى بخطوات مرتبكة وكادت أن تتعثر في مشيتها بسبب حالة الرعب المسيطرة عليها ..
تابعها هو بأعينه الثاقبة ، وتفحص جسدها بنظرات شهوانية طامعة ..
التفتت برأسها في فزع للخلف ، فوجدته محدقاً بها ، فإزدادت رعشتها المذعورة منه ، وأسرعت أكثر في مشيتها ..
وقفت تقى أمام باب المنزل ، وقامت بفتح المزلاج ، ونظرت إلى الجارة إجلال بنظرات خائفة ..
-إجلال بنبرة معاتبة : كل ده يا بنتي عشان تفتحي ، ده أنا إيدي وجعتني من كتر الخبط
-تقى بنبرة مرتعشة : آآ.. أصل .. آآ.. انا.. آآ.. يعني كنت آآ...
-إجلال مقاطعة بنبرة دافئة : خلاص يا بنتي مايهمكيش ، أنا عارفة الظروف والحالة اللي انتي فيها ..

ثم مدت يدها بالصينية الصغيرة المغطاة بـ ( مفرش ) صغير من اللون الأبيض و...
-إجلال بنبرة هادئة : خدي يا بنتي الأكل ده ، قوتي بيه نفسك بدل ما تقعي من طولك
-تقى بنبرة ضعيفة : أنا .. أنا .. مش عاوزة
-إجلال بإصرار : مش عاوزة إيه بس ، لازم تاكلي عشان صحتك ، وعشان خاطر أمك الغلبانة دي ربنا يفك سجنها
-تقى بإرهاق : بس . بس أنا
-إجلال مقاطعة بحزم : تقى هي كلمة ، خدي الأكل ، واتعشي ونامي كويس ، والصباح رباح إن شــاء الله ، وأكيد هتسمعي أخبار حلوة ، وأنا مش هاسيبك ، هافضل متبعاكي ، وكل شوية هتلاقيني عندك

خافت تقى إن أطالت أكثر في الحديث مع الجارة إجلال أن ينفذ أوس تهديده ، لذا أخذت الصينية منها وأمسكتها بيديها المرتجفتين ، و..
-تقى بنبرة متلعثمة : آآ.. مـ.. متشكرة أوي

انتظرت تقى للحظة حتى تبتعد الجارة عن الباب ، فأمسك بالصينية بيد واحدة ، ثم باليد الأخــرى أغلقت الباب ..
ولكنها شهقت في فزع وكادت تسقط الصينية من يدها ، حينما وجدت يد أوس تمتد عالياً لتغلق المزلاج ، و..
-أوس بخفوت : برافو عليكي ، كده تعجبيني

ثم مـــد يده الأخرى ليتناول الصينية منها ، وكشف الغطاء عنها ، و...
-أوس وهو يزم شفتيه في استغراب : ممممم... لأ واضح إن جارتك متوصية بيكي

بدأ يختطف أوس عدة لقيمات متنوعة من محتوى الصينية ، وهو يسير في اتجاه الأريكة التي تتوسط الصالة ، ثم جلس عليها بعد أن أسند الصينية على طاولة الطعام ..
وضع ساقه فوق الأخرى ، وأسند مرفقيه على مسندي الأريكة ، وسلط بصره على تقى .. و...
-تقى بنبرة راجية : لو سمحت ممكن تمشي بقى ، كفاية لحد كده ، أنا معنتش قادرة
-أوس بنبرة لئيمة ، ونظرات خبيثة : تعبانة ؟ طب ما أنا موجود وممكن أريحك !!

احتقن وجهها سريعاً بدماء الغضب الممزوجة بالحرج الشديد ، كما قطبت جبينها في إنفعال ، وأوشكت على أن تنهال عليه بوابل من السباب القوي والحاد ، وتتطاول عليه بالألفاظ النابية ، ولكنها منعت نفسها في أخـــر لحظة من الإندفـــاع حيث خشيت أن يتهور معها ، فأخذت نفساً مطولاً ، وزفرته على مهل ، و...
-تقى وهيتصر على أسنانها في حنق : من فضلك امشي
-أوس ببرود : مش قبل ما نتفق
-تقى بضيق : على ايه ؟
-أوس بلؤم وهو يغمز لها : على اللي انتي عاوزاه مني
-تقى بإندفاع : وأنا مش عاوزة حاجة خلاص ، أمي يتولاها ربنا ، وأنا هاتصرف وأشوفلها محامي يثبت برائتها
-أوس بسخرية : وانتي تقدري تأكلي نفسك لما هاتدفعي مصاريف محامي

ابتلعت تقى مرارة الإهانة ، ونظرت إليه بنظرات ثابتة و...
-تقى بتحدي : أنا هاتصرف ، دي حاجة تخصني ، وربنا مع المظلوم وهاينصره في الأخــر حتى لو بعد سنين
-أوس بنبرة رخيمة : طب وليه تستني سنين لما ممكن نحل الموضوع ده في كلمة ونص

إزداد حاجبيها إنعقاداً ، وارتسمت علامات الحيرة أكثر على ملامح وجهها ، و....
-تقى بعدم فهم : قصدك ايه ؟

نهض أوس عن الأريكة ، وتحرك في اتجاه تقى إلى أن وقف قبالتها ، و...
-أوس بنبرة جادة : مش انتي عاوزاني أطلع أمك من القضية دي فوراً
-تقى وهي تبتلع ريقها في توجس : ايوه
-أوس بنبرة هادئة ، ونظرات دقيقة : يبقى تدفعي تمن الخاتم اللي هي سرقته
-تقى وهي فاغرة شفتيها في صدمة : نعم ؟؟ أدفع تمنه منين ؟؟؟ هو إحنا حيلتنا حاجة
-أوس بنبرة متغطرسة : كويس إنك عارفة ده كويس ، عشان تشوفي أد إيه أنا كريم معاكي
-تقى بحيرة : أنا مش فاهمة حاجة
-أوس بنبرة جادة : انتي هاتشتغلي عندي وتسددي دين أمك في مقابل إني أطلعها من السجن
-تقى متسائلة بذهول : هـــاه .. آآ.. أشتغل عندك ؟!!
-أوس بنبرة مغترة : أيوه ..

ثم صمت للحظة ، واستدار بظهره ، وســـار مبتعداً عنها وهو واضع كلا يديه في جيبي بنطاله ، و...
-أوس مكملاً بجدية : من حقك ترفضي عرضي ده ، بس متلوميش إلا نفسك بعد اللي هاعمله في أمك

تخبطت تقى في أفكارها ، وشعرت أن رأسها يدور وهي تتخيل التطور السيء بل الأسوأ في حياتها وحياة عائلتها البائسة التي تحاول جمع شملها ..

ظل أوس مولياً إياها ظهره ، ولكن إزدادت ابتسامته الواثقة إتساعاً ، فهو متأكد من أنها ستقبل بعرضه المغري دون أدنى تفكير ، وهو لن يتهاون للحظة في إذلالها ، وكســـر كبرياؤها الذي تجرأ عليه ..

تنهدت تقى في حـــزن ، وأطرقت رأسها للأسفل ، ثم ...
-تقى متسائلة بنبرة متلعثمة تحمل المرارة : وانت .. آآ.. عــ.. عاوزني أشتغل ايه في شركتك ؟

استدار بجسده كلياً ليواجهها ، ونظر في عينيها مباشرة قبل أن يتشدق بـ ...
-أوس بنبرة استغراب : شركتي ؟!
-تقى بخفوت : أه ، مش انت هاتشغلني فيها ؟ بس أنا .. أنا مش عندي شهادات زي موظفينك ، وآآآ...
-أوس مقاطعاً بجدية : ومين قالك إنك هاتشتغلي في شركتي ؟!
-تقى متسائلة في حيرة ممزوجة بالقلق : أومــال .. انت .. انت عاوزني أشتغل في آآ...

صمتت تقى للحظة لتحاول جمع شجاعتها الغائبة ، وكذلك لدفع الكلمات للخروج من جوفها ، و..
-تقى متابعة بنبرة خائفة تحمل التحذير : أنا .. أنا واحدة شريفة وماليش في أي أفكار زبالة في دماغك
أرجع هو رأسه للخلف وهو يقهقه عالياً من الضحك ، و...
-تقى متسائلة في فزع : أنا واحدة شريفة و.. واستحالة أعمل حاجة تغضب ربنا ، أو .. أو أذل عيلتي وأحط راسهم في الطين
-أوس بنبرة ساخرة : حلو جو الشرف ده ، بجد كل شوية بتبهريني

أخـــذ هو نفساً عميقاً ، ثم زفره على عجالة ، و...
-أوس بنبرة متصلبة : أنا لو عاوزك هاخدك غصب عنك ، ومحدش هايمنعني منك ، بس أنا عاوز أكسرك ، عاوز أسففك التراب زي ما بيقولوا
-تقى بصوت مبحوح : ليه كل ده
-أوس بحدة ، ونظرات مشتعلة : مزاجي كده ، أشوفك مدمرة قدامي

أدركت تقى أنها لا تتحدث مع شخص طبيعي ، وإنما مع شيطان متجسد في هيئة بشري .. وهي قد وقعت في شباكه اللئيمة دون قصد ..

أرهقها كثرة التفكير ، فحسمت أمرها بـ...
-تقى متسائلة بحيرة : طب أنا .. أنا هاشتغل فين ؟
-أوس بهدوء قاسي : في القصر عندي
-تقي بنظرات متسعة من الذهول ، ونبرة متعجبة : قصرك !!
-أوس وهو يهز رأسه في هدوء : أيوه .. انتي هاتكوني زي ما تقولي كده .. الـ ... آآ.. الخدامة بتاعتي
-تقى بنبرة مصدومة : نعم ؟!!
-أوس ببرود : زي ما سمعتي ، انتي خدامتي في القصر وبس
-تقى بتردد : بس آآ..
-أوس بجدية : ده العرض بتاعي ، وده اللي يليق عليكي ، أنا هستناكي بكرة في عنواني ده ، لو جيتي يبقى أمك هاتخرج ، لو ماجتيش يبقى قولي على نفسك وعلى عيلتك يا رحمن يا رحيم

لم تنبس تقى بكلمة واحدة ، وظلت تتابع إنفعالات أوس المستفزة لها ، ونظراته الشامتة فيها في صمت مرير ..
اقترب هو مجدداً منها ، ووقف قبالتها ، وحدق في عينيها بنظرات ثابتة و..
-أوس بنبرة هادئة تحمل الوعيد : استعدي بقى للي جـــاي معايا ، سواء وافقتي أو رفضتي

أخفض هو عينيه ليتفحص جسدها بنظراته الجريئة ، فارتجفت هي منه ، وتراجعت خطوة للخلف ، ولفت ذراعيها حول صدرها ، فابتسم في تشفي ، و...
-أوس بغرور وهو يكور قبضة يده : حياتك بقت ملكي غصب عنك

ثم ســــار ناحيتها ، بينما استمرت هي في التراجع إلى أن استندت بظهرها على باب المنزل ، فإزدادت ابتسامته الشيطانية اتساعاً ، ومـــد إصبعه ليلمس طرف ذقنها ، فمالت هي برأسها للجانب لتتفاداه ، وبدأ جسدها يرتجف بشدة مجدداً ، فرمقها بنظرات متحدية ، و...
-أوس بخفوت مستفز : حظك الاسود وقعك في سكتي .. وأنا زي ما قولتلك مش هارحمك

أغمضتت عينيها لتتجنب النظر إليه ، وظلت تبعد وجهها عنه ، فنفخ هو في وجنتها بأنفاسه الحارة ليزيد من رجفتها التي تثيره ..
ضغطت تقى على عينيها بجفونها ، وأوشكت مقلتيها على ذرف الدموع ، ولكنها تحاملت على نفسها حتى لا تنهار باكية أمامه ، فيزداد تشفياً فيها ..
تابع هو التغيرات البادية على ملامح وجهها بفضول شديد ، ورغب في إذلالها أكثر ، فتشدق بــ...
-أوس بنبرة متوعدة تحمل الإهانة : استعدي للي جاي معايا يا .. يا بنت الـ ***

سقطت عبرة من عينيها عقب إهانته الأخيرة لها ، فلمحها ومد إصبعه ليمسحها عن وجنتها ، ففتحت عينيها في رعب ، وشهقت في فزع ، في حين رفع إصبعه المبتل بتلك العبرة أمام عينيه ، و...
-أوس بنبرة شامتة : بكرة تبكي بدل الدموع دي دم .... سلام يا .. يا قطة

ثم تراجع خطوة للخلف ، ورمقها بنظرات متأففة ، ومد كف يده ليقبض على ذراعها ، ثم تعمد غرس أظافره بقسوة فيه ليؤلمها ، فتأوهت من الآلم ، ونظرت إليه بنظرات راجية ممزوجة بالهلع حتى تركها ، ثم قام بدفعها بعيداً عن الباب ، و نظر لها شزراً ، و...
-أوس بنبرة واثقة : مستنيكي بكرة

ثم سحب المزلاج ، وفتح الباب ، ودلف للخـــارج وصفقه بقوة خلفه ، ولكنه ارتد مفتوحاً ، فارتمت هي بجسدها على الباب ، وقامت بغلقه سريعاً من المزلاج ، ثم انهارت تشهق وتبكي على الأرضية الصلبة لبرهة من الزمن ، و...
-تقى بنبرة مختنقة وهي تدفن وجهها بين راحتي يدها : أعمل ايه الوقتي ، معدتش قدامي حاجة اعملها غير .. غير إني أوافق أكون ... آآ.. خدامة عند الحيوان ده ........................................!!


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close