اخر الروايات

رواية حلم الطفولة الفصل العاشر 10 بقلم نورهان ذكي

رواية حلم الطفولة الفصل العاشر 10 بقلم نورهان ذكي


قمت من مكاني أرتعش ، وخرج الناس من بيوتهم على صوت إطلاق الرصاص العالي وأمسكوا الشخص الذي قام بق*تل دينا وضربوه وأخذ شباب الشارع السلاح منه وأبلغوا الشرطة وتم القبض عليه..
وخرج أبي وأمي وأسرعا نحوي بكل خوف وقلق..
لا أستطيع وصف حالي أو شعوري وقتها كيف كان !!؟
أجلس على ركبتاي وأحمل بين ذراعيَّ ج*ثة أكثر شخص قد أذاني وأكثر شخص لم أكن أتخيل أن يضحي يومًا بحياته من أجلي !
كنت أبكي بكاءًا شديدًا .. وأنظر لعينيها وأتذكر كل ما حدث بيننا .. وأثناء احتض*ارها بين يداي نظرت إليَّ مبتسمة ود*مها يسيل من جسدها بغزارة.. وقالت لي: سامحيني يا رحاب ، لم أقصد إيذائك يومًا ، أنتِ أختي وحبيبتي.. سامحيني !!
ثم ودَّعت الحياة وعلى وجهها ابتسامة لطيفة لن أنساها أبدًا !
لم أكن أصدق ما أرى وما يحدث أمامي وكأنني في كابوس فظيع ، صرخت بكل ما أوتيت من قوة وشعرت بالحرقة الشديدة في قلبي والدموع لم تجف من عيني لحظة ، ثم جاء والداها وأهلها والاسعاف وانهارت أمها من البكاء والصراخ وأغمى عليها ووالدها كان في حالة سيئة أيضًا والجميع في حزن شديد ..
وعندما جاء المسعفون لأخذ دينا من يداي صرخت واحتضنتها بقوة وقلت : لا لن يأخذها أحد مني أبدًا..
ثم أمسكني أبي وأبعدوني عن دينا ، ثم حمل رجال الإسعاف دينا وأدخلوها في السيارة وذهبوا للمستشفى فأسرعت أركض خلفهم كالمجنونة أصرخ وأبكي ، فأسرع أخواي كريم وعمرو وأمسكا بي .
ما*تت دينا وما*تت كل قطعة في قلبي لم تكن تسامحها .. كان العزاء يوم ميلادي..
وكان أسوأ أيام حياتي وأسوأ يوم ميلاد قضيته ، لا أعلم إن كنت قد أخطأت لمسامحتها ولكن أي أحد مكاني كان سيفعل ذلك وأكثر .. أكثرت من زيارة المقابر ، فبدلا من القبر الواحد صارا قبرين !
عاهدت نفسي أن لا أغمض عيني ولا أرتاح إلا بعد أن أعيد لدينا حقها لأنها ما*تت بدلا مني .
ذهبت لقسم الشرطة وقلت للضابط الذي يحقق في قضية ق*تل دينا كل ما أعرفه ، وأخبرته أيضًا أن دينا لم تكن المقصودة بالق*تل بل أنا !
والدليل على ذلك أنه حينما ق*تل دينا ارتعب ولم يستطع التحرك من مكانه لذلك أمسكه الناس في الشارع بسهولة..
وحكيت له كل ما حدث وكيف دافعت دينا عني .
فسألني متعجبا: ألا تعرفين من الذي يرغب في ق*تلك ؟؟!
سكتت قليلا ثم قلت له : أجل أعرف ، إنها السيدة نرمين أنا متأكدة من ذلك ، لقد حاولت قتلي سابقا وفجرت المنزل .
فقاطعني قائلا : كيف ؟؟ .. إنها في السجن منذ فترة ولم تخرج بعد .
فقلت : نعم أعرف ذلك ، إنها تتفق مع رجالها لتنفيذ خططها وأنا واثقة من ذلك .
وبعدما انتهيت من كلامي طلب الضابط رؤية الجاني بنفسه ..
وعندما رأيته نظرت إليه بغضب شديد وقلت له : أنت لا تعلم مدى كرهي لك ورغبتي في القضاء عليك اليوم قبل الغد ، ولكني لست مجرمة مثلك ولا أخالف القوانين كما تفعل .. حسبي الله ونعم الوكيل !
ثم أخبره الضابط بما قلته في غيابه ، فقال : نعم يا حضرة الضابط إنها محقة ، لم تكن دينا المقصودة بل رحاب ، والسيدة نرمين هي من كلفتني بذلك أثناء زيارتي لها آخر مرة ؛ كي تحصل على ما تركه لها زوجها سمير من ميراث .
فغضب الضابط وقال له : زوجها ! .. ام طليقها ؟؟! .. اختر ألفاظك قبل أن تتحدث وتوقف عن الكذب .
فوضع الجاني يده على فمه وأخفض رأسه ونظر للأرض .
حكمت المحكمة عليه بالإعدام وإطالة مدة سجن السيدة نرمين بعد التحقيق معها مع الأشغال الشاقة المؤبدة.
شعرت بالراحة لأني أعدت حق صديقتي دينا وعمي سمير ؛ ليرتاحا في قبريهما من الآن.
ومع ذلك لم يكن الحزن يفارق قلبي لحظة .. شعرت بالذنب تجاه دينا وما فعلته لأجلي وأنها أنقذت حياتي.
كنت أجلس في غرفتي ليل نهار .. كثرت صلاتي وصيامي ودعواتي وكذلك كثر توحدي !!
وذات مساء..
دخلت أمي إليَّ في غرفتي ومعها كيس هدايا وأعطتني إياه وقالت لي : كنت سأهديكِ إياه يوم ميلادك لكن الظروف لم تسمح بذلك .
كل عام وانتِ بخير يا ابنتي العزيزة..
احتضنت أمي وبكيت وقلت لها : لا أريد شيئًا يا أمي ، ولا داعي للاحتفال الآن .. لقد مر شهر على عيد ميلادي ، ولن أحتفل بهذا اليوم مرة أخرى ؛ لأنه أصبح ذكرى وفاة صديقتي دينا .
قالت أمي : لا .. لا تقولي هذا يا ابنتي ، ميلادك فخر لنا جميعا .. ثم إن دينا لم تمت يوم ميلادك بل اليوم السابق له ، إذًا فلا داعي لإلغاء الاحتفال ، هذه هديتكِ يا عزيزتي خذيها إن كنتِ تحبينني.. ثم غادرت الغرفة ودخل أبي وأعطاني هدية أخرى وجملها بكلمات جميلة منه وأسعدني ذلك جدا.
ثم دخل أخي كريم ومعه علبة هدايا صغيرة بها ساعة يد جميلة وقال لي بلطف : كل عام وانتِ بخير يا أختي العزيزة ، وكذلك قال عمرو الذي أحضر لي علبة صغيرة بها خاتم جميل .
ثم دخلت أختي الصغرى ريم وقبَّلتني واحتضنتي وأعطتني هدية مغلفة وعندما فتحتها وحدت فيها أقلام تلوين وفرشاة ولوحة فتحتها ، فكان بها عبارة مكتوبة بخط يدها تقول : عودي للرسم يارحاب ، أحبك .
ورسمت أسفل العبارة صورة لفتاة ترسم وبجانبها طفلة صغيرة تساعدها ، سعدت كثيرًا لأن ريم عبرت عن حبها لموهبتي بكل ما استطاعت فعله رغم أن رسمها ضعيف جدا لأنها صغيرة ولا تجيده ولكنه أعجبني وسعدت كثيرًا بهديتها.
ثم دخلت أمي ومعها قالب الكيك المغطي بالشوكولاه واجتمعت الأسرة في غرفتي .. الكيكة كبيرة وشكلها جميل وتصميمها ممتاز وعليها صورتي ومكتوب أسفلها " الرسامة الصغيرة ".
نظرت إلى العبارة وابتسمت وأخذتني مخيلتي إلى الماضي البعيد ، فتذكرت عمي سمير وهو يقول لي : يومًا ما ستكونين أفضل مني .. ستكونين قدوة للكثير من الأطفال في المستقبل .. وتذكرت أوقاتي التي قضيتها في الرسم وكيف عشقت موهبتي يومًا بعد يوم وكيف شعرت أنها كنز عليّ الحفاظ عليه وعدم الإفراط فيه مهما حدث ، وكذلك تذكرت كل من علم بموهبتي وشجعني عليها .
احتفلت الأسرة بي واعجبتني الهدايا جدا ، هدية أمي كانت فستانًا طويلًا ذا قماشٍ ناعم كالحرير ولونه أرجواني وهو لوني المفضل ، أحببت هذا الفستان كثيرًا .
وقالت لي أمي : احتفظي به يا عزيزتي ليكون لكِ مني أجمل ذكرى.
وهدية أبي كانت دفاتر رسم متعددة ولوحات وفرشاة وأقلام تلوين ثمينة.
يالها من عائلة جميلة !
أتمنى أن نظل سويًّا ولا نفترق أبدًا.
نمت سعيدة جدا ذلك اليوم وحلمت حلما عجيبا : حلمت أنني أرى عمي سمير ودينا آتيان إليّ من بعيد ، صم قالا لي : عودي للرسم يا رحاب ، لا تتخلي عن موهبتك ، فقلت لهما بحزن : لكنني حزينة وأشتاق إليكما !
فقالا: نعرف ذلك ولكن لا تقلقي فنحن بخير ونريد رؤيتكِ بخير كذلك.. عودي للرسم يا رحاب !!
قمت من نومي سعيدة بالحلم الذي رأيته ولكني لم أخبر أحدا به.
وفي مساء اليوم..
ذهبت مع والداي لزيارة قبر دينا ثم ذهبنا لقبر عمي سمير ، وكانت المفاجأة..
شاهدت من على بُعد نفس الشخص الذي وجدته من قبل .. ولكنني هذه المرة عزمت على معرفة من يكون ؟!!
فتسللت واقتربت منه وحدي دون إصدار صوت ، فشعر بي فالتفت إليَّ خائفًا وعندما رأيت وجهه صُدمت....!!!!؟


الحادي عشر من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close