رواية قتلتني قسوته كاملة وحصرية بقلم جنة مياز
(قتلتني قسوته)
في صباح يوم ما تبدأ قصتنا بشكل الى حد ما طبيعي
فتحت تلك الشابة ذات ال٢٢ عاماً باب الغرفة بعنف لتقول بغضب
-قومي يا زفتة اتأخرتي على المدرسة و أخرتيني على الشغل
تململت الأخرى في الفراش ثم قالت بنبرة ناعسة
-ارحميني يا اسيل يرحمك ربنا
زفرت اسيل ثم سحبت الغطاء من فوق شقيقتها بعنف و قالت بعصبية
-اسمهان متستهبليش انا كده هترفد بسببك
نهضت اسمهان من مكانها بتكاسل ثم قالت وهي تدعك عينيها
-امال فين النسناس؟
اشارت اسيل الى خارج الغرفة قائلة
-اسراء جاهزة من بدري و مستنياكي
نهضت اسمهان من مكانها لتذهب الى الحمام كي تستعد للذهاب الى المدرسة
.....
بعد ان انتهت من ارتداء ثيابها حملت اسمهان حقيبتها ثم خرجت من الغرفة لتجد اسيل تضع الشطائر في حقيبة اسراء وهي تقول بحنو
-خلصي اكلك كله ولو في حاجة كلميني تمام؟
اماءت اسراء لها ثم قالت وهي تنظر الى اسمهان بغضب طفيف
-اخرتيني عن المدرسة
مسحت اسمهان وجهها بغضب ثم قالت
-امشي قدامي يا اسراء
قبلت اسراء اسيل ثم خرجت لتعدل اسمهان حجابها امام المرآة و قبل ان تخرج قالت اسيل بهدوء
-اسمهان اخر مرة هقولك ابعدي عن اللي اسمه عامر ده
زفرت اسمهان ثم خرجت من المنزل و اغلقت الباب بعنف فهي لم تعد صغيرة لتظل اسيل تتحكم بها و تخبرها ما عليها فعله وما ليس عليها فعله اما اسيل فوضعت يدها على وجهها ثم قالت بيأس
-يا رب اصلحلها حالها
تنهدت اسيل بأسى ثم توجهت لتبدل ثيابها ثم تذهب الى عملها
......
اغلقت اسيل باب المنزل بالمفتاح لتجد باب المنزل المقابل لهم يُفتح ليخرج ذلك الرجل الوسيم صاحب الجسد الرياضي وهو يبتسم فقال بهدوء
-صباح الخير
بادلته اسيل الابتسامة قائلة
-صباح الخير يا مؤيد
تفرس مؤيد ملامح اسيل المجهدة ليضحك بعدها ثم يقول
-اكيد من اسمهان
تنهدت اسيل ثم ضحكت قائلة
-ربنا يهديها
ابتسم مؤيد ثم قال بمرح
-صعبتي عليا تعالي اوصلك
حركت اسيل رأسها بالنفي قائلة
-لا طبعاً مينفعش
اعاد مؤيد شعره للخلف ثم قال
-اسيل الوقت بدري مش هتلاقي عربيات دلوقتي اساساً
ابتلعت اسيل ريقها ثم نظرت الى ساعتها لتجد الساعة ٧ صباحاً فقالت
-هتأخر عن شغلي كده
ضحك مؤيد ثم قال
-عشان كده بقولك تعالي اوصلك ولا انتي مش واثقة فيا؟
حركت اسيل رأسها نافية مرة اخرى وهي تقول
-لا ابداً بس مش حاجة لطيفة انك توصلني
زفر مؤيد ثم قال وهو ينزل من على الدرج
-مستنيكي في العربية تحت
ابتلعت اسيل ريقها ثم نزلت خلف مؤيد بخطوات متثاقلة
...
بعد ان تأكدت اسمهان من دخول شقيقتها الى المدرسة حتى توجهت الى مدرستها الثانوية بتكاسل و بينما هي تسير بهدوء وجدت تلك السيارة الرياضية تتوقف امامها ليترجل منها شاب جامعي و يقول وهو يقترب ليقف امام اسمهان
-مطنشاني بقالك يومين
زفرت اسمهان ثم قالت بحنق
-عايز ايه يا عامر؟
اقترب عامر من اسمهان ثم قال بنبرة حنونة
-نرجع زي الأول
دفعت اسمهان عامر بقوة ثم قالت بغضب
-حل عني يا عامر انا مش نقصاك
ضحك عامر ثم قال بغرور وهو يرتدي نظارته الشمسية باهظة الثمن
-مش هيحصل يا اسمهان
رفعت اسمهان حاجبيها باستنكار ثم تركته و ذهبت وهي تتمتم بضيق فهي لا تنكر انها اعجبت به في البداية فشاب وسيم و ثري مثله تتمناه اي فتاة ولكنها اكتشفت بعد ذلك انه غير جدير بالثقة ولا تحمل المسؤولية لذلك قررت الأبتعاد عنه اما هو فابتسم بمكر ما ان ابتعدت اسمهان قائلاً
-خربيت حلاوتك يا شيخة...مش هتفلتي مني يا اسمهان و هتكوني ليا بمزاجك او غصب عنك
تنهد عامر ثم توجه الى سيارته و قادها بسرعة عالية
***امام مطعم ما***
توقف مؤيد بالسيارة لتترجل اسيل من الباب الخلفي بسرعة و تقول وهي تغلق باب السيارة و تركض الى الداخل
-شكرا يا مؤيد
ابتسم مؤيد و ظل يتابعها بعينيه حتى دخلت الى المطعم
....
استيقظ من نومه وهو يشعر بآلام الدنيا في رأسه و عندما اعتدل في جلسته ليرى الساعة وجد انه قد تأخر كالعادة فقال بصدمة
-يا نهار اسود ....ده انا هتبهدل النهاردة
نهض ذلك الشاب من مكانه بسرعة ليتعثر في زجاجة ملقاة على الأرض فيسقط على الأرض و ينهض مرة اخرى ثم يقول وهو يوبخ نفسه
-برافو يا ريان اتأخر تاني يا حبيبي لحد ما التنين المجنح يجي يقتلك
دخل ريان الى الحمام بسرعة ليتجهز الى عمله
....
اصطدمت اسيل بصديقتها الوحيدة لتقول الأخرى
-فريد ميكروفون سأل عليكي عشر مرات
اغلقت اسيل عينيها بحسرة ثم قالت بقلق
-وانتي قولتيله ايه يا نور؟
غمزت نور بثقة قائلة
-عيب عليكي قولتله انك بترتبي فوق دور الاجتماعات
وضعت اسيل يدها على قلبها ثم قالت وهي تكاد تموت بحسرتها
-ااااه..قلبي يا ناس
امسكت نور يد اسيل و قالت
-مالك؟
ضربت اسيل رأس نور قائلة
--يعمربيتك مش انا اللي هطلع النهاردة ارتب للاجتماع
فتحت نور فمها و رفعت حاجبيها ثم قالت بدهشة
-قولي والله؟
زفرت اسيل ثم تركتها و ذهبت الى مكتب المدير و عندما دخلت قال هو بصوت مرتفع كعادته
-ازاي يا هانم تبقي عارفة ان النهاردة انتي اللي هترتبي للأجتماع و تفضلي تشتغلي لحد وقت متأخر امبارح؟
ضحكت اسيل بسماجة ثم قالت
-بحب الشغل يا فريد بيه...بعشقه كده
تحدث فريد قائلاً بغضب
-الاجتماع بتاع النهاردة مهم يا اسيل هانم ولو حصل غلطة مش هيحصلك كويس فاهمة؟
اماءت له اسيل ثم استأذنت و خرجت من المكتب لتجد نور امامها تقول وهي تضحك
-مش محتاجة اسألك حصل ايه عشان فريد ميكروفون صوته جاب اخر المطعم
ضحكت اسيل ثم قالت
-منك لله يا شيخة دبستيني في اجتماع النهاردة
غمزت نور قائلة
-وهو حد يطول يكون هو المسؤول في الدور بتاع رجال الأعمال و صحاب الشركات و الناس المهمة ديه؟
زفرت اسيل قائلة بحنق
-انا...يلا هطلع ارتب بقى عشان المفروض الاجتماع كمان نص ساعة
اماءت لها نور ثم تركتها و ذهبت لتصعد اسيل الى الطابق المخصص للاجتماعات المهمة فقط
***امام احد شواطئ الاسكندريه***
توقف مؤيد بسيارته ثم ترجل منها ووقف امام البحر و قام بعدها بإخراج صورة من جيبه ثم قبلها و قال وهو يبتسم
-وحشتيني
ظل مؤيد ينظر الى تلك الصورة في يده لفترة ليست بقصيرة لتأتي اسيل على باله فيبتسم ثم يعود الى سيارته ليذهب إلى عمله وهو يفكر في اسيل التي فعل المستحيل ليصل اليها
***في احد المدارس الثانوية***
ما ان دق الجرس معلنا عن نهاية الحصة الأولى حتى جاءت تلك الفتاة ثم وقفت امام اسمهان بملامح متهكمة
زفرت اسمهان قائلة
-عايزة ايه يا مروة؟
لانت ملامح مروة قليلا ثم قالت بهدوء
-يا اسمهان عامر بيحبك والله
نهضت اسمهان من مكانها بغضب شديد ثم قالت وهي تضرب على الماصة بقوة
-مروة انتي و اخوكي مش هتضحكوا عليا بكلامكم و بعدين انتي فكراني مصدقة انك سبتي المدرسة الخاصة عشان تكوني معايا؟ انا عارفة كويس ان عامر هو اللي طلب منك كده و بقولك لآخر مرة قولي لأخوكي ينساني
ضمت مروة يدها الى صدرها ثم قالت بثقة
-الموضوع يرجع لعامر انا مليش دعوة بس بقولك اهو اخويا لما بيحط حد في دماغه مش بيخرج منها
جلست اسمهان ببرود ثم قالت بغرور وهي تضع قدمها على الماصة
-هنشوف
ابتسمت مروة ثم تركتها و رحلت لتقول اسمهان في نفسها
-ايه العيلة الفاسقة ديه؟
***في المطعم***
كانت أسيل ترتب الطابق الخاص بالاجتماعات و ترص الصحون على الطاولات عندما استمعت الى خطوات صديقتها الراكضة تقترب حتى اصبحت خلفها
تنهدت اسيل ثم قالت بهدوء وهي مستمرة في وضع الأطباق
-خير يا بلاء راسي
دبدبت نور على الأرض ثم قالت بحماس
-جم جم اكبر تاجر عربيات في مصر هو اللي جاي هييييييح
وضعت اسيل آخر صحن في يدها ثم التفتت الى نور و قالت بعدم فهم
-مين اللي جاي؟
نور بنفس حماسها
-غياث مكرم العقيل
شهقت اسيل بصدمة ثم قالت
-مش ده تاجر العربيات المشهور اللي دايماً اسمه بيطلع ف التلفزيون ؟
اماءت نور لها لتقول الأخرى بقلق
-ربنا يستر و مترفدش النهاردة
ضحكت نور ثم قالت بهيام
-هييييح و أخيراً هنشوفه على الطبيعة
نظرت لها اسيل باحتقار ثم قالت بغضب
-امشي من وشي يا نور انا روحي في مناخيري
اماءت لها نور ثم ذهبت لتنهي اسيل ما بقي من توضيب ثم تنزل الى الأسفل لتساعد باقي العاملين
....
كانت اسيل تخبر نور بطلبية زبون ما عندما وجدت الأخرى تنظر الى شيء ما ببلاهة و ما ان التفتت هي حتى رأته يدخل من بوابة المطعم ببرود هو و بعض الرجال الآخرين ولكن غياث كان هو الوحيد الذي لفت انتباهها
مر غياث بجانب اسيل دون ان ينظر لها حتى ليمر رجلين آخرين خلفه و يأتي السيد فريد ثم يرحب بهم بحرار لتقول نور بدهشة
-شوفي ازااااي؟!!
التفتت لها اسيل قائلة
-في ايه؟
ضربت نور كف بالآخر ثم قالت
-فريد ميكروفون قلب قطة دلوقتي ما كان بيزعق من شوية زي البتاع ضحكت اسيل ثم وضعت يدها على فمها لتقول بعدها
-ربنا يستر عليا بس و مهببش حاجة
دفعت نور اسيل بخفة ثم قالت
-اطلعي و قلبك جامد
تنهدت اسيل ثم صعدت بعد ان صعدوا هم و هي تدعو الله ان يمر الأمر بسلام ولا ترتكب كارثة
***في مكان ما***
كان عامر يدخن وهو مستند على سيارته و امامه صديقه المقرب كريم و فتاة أخرى فقال وهو ينظر امامه بشرود
-اسمهان ديه مينفعش تكون لغيري
ضحك كريم لتقول الفتاة بحنق
-على فكرة اسمهان مش حلوة خالص مش عارفه انت ازاي شايفها حلوة
نكز كريم الفتاة قائلاً بمغزى
-اصلها يا نيرة مجريتش وراه و اتدلقت عليه زي ناس
ضحك عامر بقوة لتدبدب نيرة على الأرض ثم تقول و الشر يتطاير من عينيها
-خليه هو يجري وراها لحد ما تجبله مصيبة
القى عامر السيجارة من يده ثم دهسها بحذائه و قال وهو ينظر الى نيرة بثقة
-ديه واحدة فقيرة ملهاش غير اخواتها هتقدر تعمل ايه يعني؟
ابتلعت نيرة ريقها ثم قالت بحدة
-مش بالفلوس يا عامر و حط كلامي ده في دماغك
ثم تركته و رحلت و هي تشعر بالضيق الشديد ليقول كريم بعدم فهم
-مالها ديه؟
عامر بلا مبالاة
-غيرة بنات
***في المطعم***
بعد ان أخذت اسيل طلباتهم ذهبت لتحضرها و عندما عادت وضعت للرجلين طلبهم و ذهبت لتضع القهوة امام غياث و ما ان اقتربت منه حتى شعرت بالتوتر من نظراته المتفحصة لها اما غياث فشعر كأنه رأى اسيل سابقاً ولكن لا يستطيع التذكر
وضعت اسيل كوب القهوة بسرعة و همت بالرحيل و بينما هي تنزل من على الدرج بسرعة اصطدمت بشخص ما و كادت ان تسقط الا أن الآخر امسكها فقالت اسيل وهي تبتعد عنه بخجل
-انا اسفة جدا مكنتش اقصد بجد
ضحك ريان ضحكته الجذابة ثم قال
-و مالك مرتبكة ليه كده؟ انا مش زي التنين المجنح اللي فوق ده
ضحكت اسيل ليحدق بها ريان للحظات ثم يبلع ريقه قائلاً بعدها وهو يقرأ اسمها
-أسمك اسيل؟
اماءت اسيل له ليقول هو
-انا ريان ابن عم التن...اااه..اقصد غياث العقيل
ابتسمت اسيل ابتسامة عادية ثم قالت
-اتشرفت بحضرتك و اسفة مرة تاني
حك ريان مؤخرة رأسه و قبل ان تذهب اسيل قطع عليها الطريق قائلاً
-ممكن خدمة؟
تنحنحت اسيل ثم قالت
-اكيد..اتفضل
نظر ريان الى نفسه ثم قال
-هدومي مترتبة كده؟ ملحقتش اضبط شكلي في المراية قبل ما أجي
حكت اسيل وجنتها ثم ضيقت عينيها و نظرت له و قالت بعدها
-امممم...بس القميص عايز يتعدل و شعر ...احم...شعر حضرتك يعني
ضبط ريان قميصه ثم اعاد شعره الناعم ذا الخصل البنية للخلف بسرعة قائلا بعدها
-كده شكلي حلو؟
تنحنحت اسيل ثم قالت بشيء من الخجل
-كده هدوم حضرتك مضبوطة
غمز ريان ثم قال بمكر
-طب ما تقولي ان شكلي حلو
رفعت اسيل حاجبيها ليتركها هو ثم يصعد بسرعة قبل ان يفتك به غياث على تأخره
....
سحب ريان المقعد بجانب غياث ثم قال وهو يجلس
-اسف جدا على التأخير بس السكة بقى زحمة و كده
ابتسم الرجل ثم قال
-ولا يهم حضرتك يا ريان بيه
نظر ريان الى غياث بطرف عينه ليجد الآخر يعبث بقلمه فيعلم بعدها ان تلك الصفقة لن تتم و انه يوجد بركان قد ينفجر في اي لحظة الآن فتحدث هو بنبرة عادية
-تمام اتفقتو على ايه؟
قال احد الرجلين
-الشحنة اللي هنستوردها من برة هتتأخر
قضب ريان حاجبيه ثم قال بشيء من الحدة
-واحنا متفقين معاكوا على معاد و جهزنا نفسنا بناء عليه
كاد الرجل ان يتحدث الا ان غياث قال بصوت هادئ
-تمام تقدروا تتفضلوا
نظر الرجلين الى بعضهم البعض ثم نهضا من مكانهما ليقول ريان بنبرة عادية
-مالك؟
مسح غياث وجهه و قبل ان يتحدث كانت اسيل قد جاءت لترى ان كانا بحاجة الى شيء ما فقالت بنبرة عملية
-اجيب لحضراتكم حاجة؟
ما ان رأى ريان اسيل حتى نظر الى غياث ليرى ردة فعله فوجد الآخر ينظر لها بإحتقار من الأعلى الى الأسفل دون ان يجيبها اما اسيل فلم تبد اي ردة فعل فهي قد تعاملت مع جميع انواع البشر و لم تعد تكترث برأي اي كان بها
تنحنح ريان ثم قال وهو يبتسم
-حالياً لا
اماءت اسيل و قبل ان تذهب سمعت ذلك الصوت الذي جعل جسدها يرتعش دون سبب ولكن اجل لقد كان صوت غياث وهو يقول بنبرة هادئة و مرعبة في آن واحد
-استني
في صباح يوم ما تبدأ قصتنا بشكل الى حد ما طبيعي
فتحت تلك الشابة ذات ال٢٢ عاماً باب الغرفة بعنف لتقول بغضب
-قومي يا زفتة اتأخرتي على المدرسة و أخرتيني على الشغل
تململت الأخرى في الفراش ثم قالت بنبرة ناعسة
-ارحميني يا اسيل يرحمك ربنا
زفرت اسيل ثم سحبت الغطاء من فوق شقيقتها بعنف و قالت بعصبية
-اسمهان متستهبليش انا كده هترفد بسببك
نهضت اسمهان من مكانها بتكاسل ثم قالت وهي تدعك عينيها
-امال فين النسناس؟
اشارت اسيل الى خارج الغرفة قائلة
-اسراء جاهزة من بدري و مستنياكي
نهضت اسمهان من مكانها لتذهب الى الحمام كي تستعد للذهاب الى المدرسة
.....
بعد ان انتهت من ارتداء ثيابها حملت اسمهان حقيبتها ثم خرجت من الغرفة لتجد اسيل تضع الشطائر في حقيبة اسراء وهي تقول بحنو
-خلصي اكلك كله ولو في حاجة كلميني تمام؟
اماءت اسراء لها ثم قالت وهي تنظر الى اسمهان بغضب طفيف
-اخرتيني عن المدرسة
مسحت اسمهان وجهها بغضب ثم قالت
-امشي قدامي يا اسراء
قبلت اسراء اسيل ثم خرجت لتعدل اسمهان حجابها امام المرآة و قبل ان تخرج قالت اسيل بهدوء
-اسمهان اخر مرة هقولك ابعدي عن اللي اسمه عامر ده
زفرت اسمهان ثم خرجت من المنزل و اغلقت الباب بعنف فهي لم تعد صغيرة لتظل اسيل تتحكم بها و تخبرها ما عليها فعله وما ليس عليها فعله اما اسيل فوضعت يدها على وجهها ثم قالت بيأس
-يا رب اصلحلها حالها
تنهدت اسيل بأسى ثم توجهت لتبدل ثيابها ثم تذهب الى عملها
......
اغلقت اسيل باب المنزل بالمفتاح لتجد باب المنزل المقابل لهم يُفتح ليخرج ذلك الرجل الوسيم صاحب الجسد الرياضي وهو يبتسم فقال بهدوء
-صباح الخير
بادلته اسيل الابتسامة قائلة
-صباح الخير يا مؤيد
تفرس مؤيد ملامح اسيل المجهدة ليضحك بعدها ثم يقول
-اكيد من اسمهان
تنهدت اسيل ثم ضحكت قائلة
-ربنا يهديها
ابتسم مؤيد ثم قال بمرح
-صعبتي عليا تعالي اوصلك
حركت اسيل رأسها بالنفي قائلة
-لا طبعاً مينفعش
اعاد مؤيد شعره للخلف ثم قال
-اسيل الوقت بدري مش هتلاقي عربيات دلوقتي اساساً
ابتلعت اسيل ريقها ثم نظرت الى ساعتها لتجد الساعة ٧ صباحاً فقالت
-هتأخر عن شغلي كده
ضحك مؤيد ثم قال
-عشان كده بقولك تعالي اوصلك ولا انتي مش واثقة فيا؟
حركت اسيل رأسها نافية مرة اخرى وهي تقول
-لا ابداً بس مش حاجة لطيفة انك توصلني
زفر مؤيد ثم قال وهو ينزل من على الدرج
-مستنيكي في العربية تحت
ابتلعت اسيل ريقها ثم نزلت خلف مؤيد بخطوات متثاقلة
...
بعد ان تأكدت اسمهان من دخول شقيقتها الى المدرسة حتى توجهت الى مدرستها الثانوية بتكاسل و بينما هي تسير بهدوء وجدت تلك السيارة الرياضية تتوقف امامها ليترجل منها شاب جامعي و يقول وهو يقترب ليقف امام اسمهان
-مطنشاني بقالك يومين
زفرت اسمهان ثم قالت بحنق
-عايز ايه يا عامر؟
اقترب عامر من اسمهان ثم قال بنبرة حنونة
-نرجع زي الأول
دفعت اسمهان عامر بقوة ثم قالت بغضب
-حل عني يا عامر انا مش نقصاك
ضحك عامر ثم قال بغرور وهو يرتدي نظارته الشمسية باهظة الثمن
-مش هيحصل يا اسمهان
رفعت اسمهان حاجبيها باستنكار ثم تركته و ذهبت وهي تتمتم بضيق فهي لا تنكر انها اعجبت به في البداية فشاب وسيم و ثري مثله تتمناه اي فتاة ولكنها اكتشفت بعد ذلك انه غير جدير بالثقة ولا تحمل المسؤولية لذلك قررت الأبتعاد عنه اما هو فابتسم بمكر ما ان ابتعدت اسمهان قائلاً
-خربيت حلاوتك يا شيخة...مش هتفلتي مني يا اسمهان و هتكوني ليا بمزاجك او غصب عنك
تنهد عامر ثم توجه الى سيارته و قادها بسرعة عالية
***امام مطعم ما***
توقف مؤيد بالسيارة لتترجل اسيل من الباب الخلفي بسرعة و تقول وهي تغلق باب السيارة و تركض الى الداخل
-شكرا يا مؤيد
ابتسم مؤيد و ظل يتابعها بعينيه حتى دخلت الى المطعم
....
استيقظ من نومه وهو يشعر بآلام الدنيا في رأسه و عندما اعتدل في جلسته ليرى الساعة وجد انه قد تأخر كالعادة فقال بصدمة
-يا نهار اسود ....ده انا هتبهدل النهاردة
نهض ذلك الشاب من مكانه بسرعة ليتعثر في زجاجة ملقاة على الأرض فيسقط على الأرض و ينهض مرة اخرى ثم يقول وهو يوبخ نفسه
-برافو يا ريان اتأخر تاني يا حبيبي لحد ما التنين المجنح يجي يقتلك
دخل ريان الى الحمام بسرعة ليتجهز الى عمله
....
اصطدمت اسيل بصديقتها الوحيدة لتقول الأخرى
-فريد ميكروفون سأل عليكي عشر مرات
اغلقت اسيل عينيها بحسرة ثم قالت بقلق
-وانتي قولتيله ايه يا نور؟
غمزت نور بثقة قائلة
-عيب عليكي قولتله انك بترتبي فوق دور الاجتماعات
وضعت اسيل يدها على قلبها ثم قالت وهي تكاد تموت بحسرتها
-ااااه..قلبي يا ناس
امسكت نور يد اسيل و قالت
-مالك؟
ضربت اسيل رأس نور قائلة
--يعمربيتك مش انا اللي هطلع النهاردة ارتب للاجتماع
فتحت نور فمها و رفعت حاجبيها ثم قالت بدهشة
-قولي والله؟
زفرت اسيل ثم تركتها و ذهبت الى مكتب المدير و عندما دخلت قال هو بصوت مرتفع كعادته
-ازاي يا هانم تبقي عارفة ان النهاردة انتي اللي هترتبي للأجتماع و تفضلي تشتغلي لحد وقت متأخر امبارح؟
ضحكت اسيل بسماجة ثم قالت
-بحب الشغل يا فريد بيه...بعشقه كده
تحدث فريد قائلاً بغضب
-الاجتماع بتاع النهاردة مهم يا اسيل هانم ولو حصل غلطة مش هيحصلك كويس فاهمة؟
اماءت له اسيل ثم استأذنت و خرجت من المكتب لتجد نور امامها تقول وهي تضحك
-مش محتاجة اسألك حصل ايه عشان فريد ميكروفون صوته جاب اخر المطعم
ضحكت اسيل ثم قالت
-منك لله يا شيخة دبستيني في اجتماع النهاردة
غمزت نور قائلة
-وهو حد يطول يكون هو المسؤول في الدور بتاع رجال الأعمال و صحاب الشركات و الناس المهمة ديه؟
زفرت اسيل قائلة بحنق
-انا...يلا هطلع ارتب بقى عشان المفروض الاجتماع كمان نص ساعة
اماءت لها نور ثم تركتها و ذهبت لتصعد اسيل الى الطابق المخصص للاجتماعات المهمة فقط
***امام احد شواطئ الاسكندريه***
توقف مؤيد بسيارته ثم ترجل منها ووقف امام البحر و قام بعدها بإخراج صورة من جيبه ثم قبلها و قال وهو يبتسم
-وحشتيني
ظل مؤيد ينظر الى تلك الصورة في يده لفترة ليست بقصيرة لتأتي اسيل على باله فيبتسم ثم يعود الى سيارته ليذهب إلى عمله وهو يفكر في اسيل التي فعل المستحيل ليصل اليها
***في احد المدارس الثانوية***
ما ان دق الجرس معلنا عن نهاية الحصة الأولى حتى جاءت تلك الفتاة ثم وقفت امام اسمهان بملامح متهكمة
زفرت اسمهان قائلة
-عايزة ايه يا مروة؟
لانت ملامح مروة قليلا ثم قالت بهدوء
-يا اسمهان عامر بيحبك والله
نهضت اسمهان من مكانها بغضب شديد ثم قالت وهي تضرب على الماصة بقوة
-مروة انتي و اخوكي مش هتضحكوا عليا بكلامكم و بعدين انتي فكراني مصدقة انك سبتي المدرسة الخاصة عشان تكوني معايا؟ انا عارفة كويس ان عامر هو اللي طلب منك كده و بقولك لآخر مرة قولي لأخوكي ينساني
ضمت مروة يدها الى صدرها ثم قالت بثقة
-الموضوع يرجع لعامر انا مليش دعوة بس بقولك اهو اخويا لما بيحط حد في دماغه مش بيخرج منها
جلست اسمهان ببرود ثم قالت بغرور وهي تضع قدمها على الماصة
-هنشوف
ابتسمت مروة ثم تركتها و رحلت لتقول اسمهان في نفسها
-ايه العيلة الفاسقة ديه؟
***في المطعم***
كانت أسيل ترتب الطابق الخاص بالاجتماعات و ترص الصحون على الطاولات عندما استمعت الى خطوات صديقتها الراكضة تقترب حتى اصبحت خلفها
تنهدت اسيل ثم قالت بهدوء وهي مستمرة في وضع الأطباق
-خير يا بلاء راسي
دبدبت نور على الأرض ثم قالت بحماس
-جم جم اكبر تاجر عربيات في مصر هو اللي جاي هييييييح
وضعت اسيل آخر صحن في يدها ثم التفتت الى نور و قالت بعدم فهم
-مين اللي جاي؟
نور بنفس حماسها
-غياث مكرم العقيل
شهقت اسيل بصدمة ثم قالت
-مش ده تاجر العربيات المشهور اللي دايماً اسمه بيطلع ف التلفزيون ؟
اماءت نور لها لتقول الأخرى بقلق
-ربنا يستر و مترفدش النهاردة
ضحكت نور ثم قالت بهيام
-هييييح و أخيراً هنشوفه على الطبيعة
نظرت لها اسيل باحتقار ثم قالت بغضب
-امشي من وشي يا نور انا روحي في مناخيري
اماءت لها نور ثم ذهبت لتنهي اسيل ما بقي من توضيب ثم تنزل الى الأسفل لتساعد باقي العاملين
....
كانت اسيل تخبر نور بطلبية زبون ما عندما وجدت الأخرى تنظر الى شيء ما ببلاهة و ما ان التفتت هي حتى رأته يدخل من بوابة المطعم ببرود هو و بعض الرجال الآخرين ولكن غياث كان هو الوحيد الذي لفت انتباهها
مر غياث بجانب اسيل دون ان ينظر لها حتى ليمر رجلين آخرين خلفه و يأتي السيد فريد ثم يرحب بهم بحرار لتقول نور بدهشة
-شوفي ازااااي؟!!
التفتت لها اسيل قائلة
-في ايه؟
ضربت نور كف بالآخر ثم قالت
-فريد ميكروفون قلب قطة دلوقتي ما كان بيزعق من شوية زي البتاع ضحكت اسيل ثم وضعت يدها على فمها لتقول بعدها
-ربنا يستر عليا بس و مهببش حاجة
دفعت نور اسيل بخفة ثم قالت
-اطلعي و قلبك جامد
تنهدت اسيل ثم صعدت بعد ان صعدوا هم و هي تدعو الله ان يمر الأمر بسلام ولا ترتكب كارثة
***في مكان ما***
كان عامر يدخن وهو مستند على سيارته و امامه صديقه المقرب كريم و فتاة أخرى فقال وهو ينظر امامه بشرود
-اسمهان ديه مينفعش تكون لغيري
ضحك كريم لتقول الفتاة بحنق
-على فكرة اسمهان مش حلوة خالص مش عارفه انت ازاي شايفها حلوة
نكز كريم الفتاة قائلاً بمغزى
-اصلها يا نيرة مجريتش وراه و اتدلقت عليه زي ناس
ضحك عامر بقوة لتدبدب نيرة على الأرض ثم تقول و الشر يتطاير من عينيها
-خليه هو يجري وراها لحد ما تجبله مصيبة
القى عامر السيجارة من يده ثم دهسها بحذائه و قال وهو ينظر الى نيرة بثقة
-ديه واحدة فقيرة ملهاش غير اخواتها هتقدر تعمل ايه يعني؟
ابتلعت نيرة ريقها ثم قالت بحدة
-مش بالفلوس يا عامر و حط كلامي ده في دماغك
ثم تركته و رحلت و هي تشعر بالضيق الشديد ليقول كريم بعدم فهم
-مالها ديه؟
عامر بلا مبالاة
-غيرة بنات
***في المطعم***
بعد ان أخذت اسيل طلباتهم ذهبت لتحضرها و عندما عادت وضعت للرجلين طلبهم و ذهبت لتضع القهوة امام غياث و ما ان اقتربت منه حتى شعرت بالتوتر من نظراته المتفحصة لها اما غياث فشعر كأنه رأى اسيل سابقاً ولكن لا يستطيع التذكر
وضعت اسيل كوب القهوة بسرعة و همت بالرحيل و بينما هي تنزل من على الدرج بسرعة اصطدمت بشخص ما و كادت ان تسقط الا أن الآخر امسكها فقالت اسيل وهي تبتعد عنه بخجل
-انا اسفة جدا مكنتش اقصد بجد
ضحك ريان ضحكته الجذابة ثم قال
-و مالك مرتبكة ليه كده؟ انا مش زي التنين المجنح اللي فوق ده
ضحكت اسيل ليحدق بها ريان للحظات ثم يبلع ريقه قائلاً بعدها وهو يقرأ اسمها
-أسمك اسيل؟
اماءت اسيل له ليقول هو
-انا ريان ابن عم التن...اااه..اقصد غياث العقيل
ابتسمت اسيل ابتسامة عادية ثم قالت
-اتشرفت بحضرتك و اسفة مرة تاني
حك ريان مؤخرة رأسه و قبل ان تذهب اسيل قطع عليها الطريق قائلاً
-ممكن خدمة؟
تنحنحت اسيل ثم قالت
-اكيد..اتفضل
نظر ريان الى نفسه ثم قال
-هدومي مترتبة كده؟ ملحقتش اضبط شكلي في المراية قبل ما أجي
حكت اسيل وجنتها ثم ضيقت عينيها و نظرت له و قالت بعدها
-امممم...بس القميص عايز يتعدل و شعر ...احم...شعر حضرتك يعني
ضبط ريان قميصه ثم اعاد شعره الناعم ذا الخصل البنية للخلف بسرعة قائلا بعدها
-كده شكلي حلو؟
تنحنحت اسيل ثم قالت بشيء من الخجل
-كده هدوم حضرتك مضبوطة
غمز ريان ثم قال بمكر
-طب ما تقولي ان شكلي حلو
رفعت اسيل حاجبيها ليتركها هو ثم يصعد بسرعة قبل ان يفتك به غياث على تأخره
....
سحب ريان المقعد بجانب غياث ثم قال وهو يجلس
-اسف جدا على التأخير بس السكة بقى زحمة و كده
ابتسم الرجل ثم قال
-ولا يهم حضرتك يا ريان بيه
نظر ريان الى غياث بطرف عينه ليجد الآخر يعبث بقلمه فيعلم بعدها ان تلك الصفقة لن تتم و انه يوجد بركان قد ينفجر في اي لحظة الآن فتحدث هو بنبرة عادية
-تمام اتفقتو على ايه؟
قال احد الرجلين
-الشحنة اللي هنستوردها من برة هتتأخر
قضب ريان حاجبيه ثم قال بشيء من الحدة
-واحنا متفقين معاكوا على معاد و جهزنا نفسنا بناء عليه
كاد الرجل ان يتحدث الا ان غياث قال بصوت هادئ
-تمام تقدروا تتفضلوا
نظر الرجلين الى بعضهم البعض ثم نهضا من مكانهما ليقول ريان بنبرة عادية
-مالك؟
مسح غياث وجهه و قبل ان يتحدث كانت اسيل قد جاءت لترى ان كانا بحاجة الى شيء ما فقالت بنبرة عملية
-اجيب لحضراتكم حاجة؟
ما ان رأى ريان اسيل حتى نظر الى غياث ليرى ردة فعله فوجد الآخر ينظر لها بإحتقار من الأعلى الى الأسفل دون ان يجيبها اما اسيل فلم تبد اي ردة فعل فهي قد تعاملت مع جميع انواع البشر و لم تعد تكترث برأي اي كان بها
تنحنح ريان ثم قال وهو يبتسم
-حالياً لا
اماءت اسيل و قبل ان تذهب سمعت ذلك الصوت الذي جعل جسدها يرتعش دون سبب ولكن اجل لقد كان صوت غياث وهو يقول بنبرة هادئة و مرعبة في آن واحد
-استني