رواية الصدفة التي جمعتنا كاملة وحصرية بقلم ندي خالد
بصيت ناحية الصوت إلي كان ورايا بإستغراب ورديت: عليكم السلام، خير؟
_هو أنا ممكن أسأل حضرتك جايبة الكتاب دا منين؟ لأن بدور عليه من كتير أوي منزلش منه إلا طبعة واحدة ومكنش ليا حظ فيهم، فإستغربت إنه معاكي وقلت أسألك
رديت عليه بِكل هدوء: بتاع الكاتبة وَرد؟ هو أنا معايا نسخة تانية في البيت وقتها جبت ليا ولصحبتي ولظروف هي مخدتهوش
لقيته بص ليا بكل إمتنان وقال: هكون ممتن جدا ليكِ لو جبتهولي وهدفعلك تمنه مضاعف
بصيتله بتعجب وقلتله: حقيقي أنا هدهولك بتمنه الحقيقي ومش هقبل بغير كده، بس هسألك سؤال إنت ليه مهتم أوي بالكتاب دا بالذات
لقيته شد الكرسي قدامي وقالي ينفع أقعد هزيتله راسي وهو بالفعل قعد وقال: أصل الكاتبة دي بالذات أثرت فيا بشكل كبير في تفكيري عموما، كلامها، حروفها، كتابتها، كل يوم بتغير تفكيري عن التاني وأعتقد مش أنا لوحدي إلي كده أغلب الي بيقرولها
رديت عليه: فهمتك، بكرة هجبلك الكتاب الساعة 4
قالي اتفقنا وأنا قمت أجري، أو أهرب، آه الكاتبة إلي كان بيتكلم عليها دي أنا!
هو إنتِ متوترة كده ليه؟ مجرد هتديله الكتاب بكرة ومش هيعرف حاجة، وكأن شيء لم يكن إهدي
كنت بقول لنفسي كده وبطمنها، بالفعل هديت وسكنت أفكاري!
_______
جِبتي الكِتاب؟
لقيته واقف قدامي وبيقول كده رديت عليه وقولتله إني جبته
_حقيقي متشكر جدا يا....
: إسمي وردة
_متشكر جدا يا وردة وممتن ليكي، كده عاوزة كام؟
_ الكتاب بنفس السعر ال دار النشر نزلته بيه
قلتله كده عشان كنت عاوزة اعرف هو فعلا عاوز الكتاب وعارف سعره الحقيقي ولا مجرد بس كان عاوز يفتح معايا كلام
لقيته طلع الفلوس وادهاني وأنا معدتهمش وحطيتهم في شنطتي، كنت متوترة مش عارفه ليه
_______
ممكن أعزمك على حاجة، ك شكر ليكي يعني
بصيت عليها قالتلي موافقة، طلبت ميلك شيك جوافة وأنا طلبت شاي بنعناع
كانت غريبة ومريحة في نفس الوقت
: بتقرأي للكاتبة دي من زمان؟
_لا لسه مبتدأة قراءة ليها، وإنت
: بقرألها من أول كتاب «الصدفة الي جمعتنا»
قلت كده وبصيتلها، مكنتش فاهم انا بعمل اي بس كنت مبسوط نوعا ما
_ليه بتقرألها؟
: ببساطة حروفها بتلمسني، أنا حد مبيحبش الروايات عامة يعني بقرأ حاجات تانية كتير انا قاريء قديم يعني، بس الي هي بتكتبه جميل مفيش زيه، بتحس انك فاهم ومقدر احساس كل حد من احاسيس الابطال، وبحب فيها انها دايما بتقولنا اننا كلنا عيوب، بس فيه عيوب بتعدي، وحاجات مينفعش تعدي! كلامها شبه حاجات انا عشتها وغيري عاشها، بحس ان بلاقي نفسي وسط سطور حكايتها، دموع ابطالها أو حتى فرحهم!
رديت عليه بمقاطعة كنت عاوزة أقفل الموضوع دا لأن بيوترني وإفتكرت ان معرفش إسمه لدلوقتي سألته بسرعة: تصدق إن معرفش اسمك لدلوقتي؟
: مُعتصم إسمي مُعتصم
_تشرفت بحضرتك
: وأنا كمان إتشرفت بيكِ يا وردة، إسمك جميل على فكرة
ابتسمت بمجاملة ولقيته بيشكرني على الكتاب، إستأذنت ومشيت!
__________
فضلت باصص لطيفها وهي بتمشي، هي متكلمتش كتير بس أنا كنت مبسوط، ومستني بكره بفارغ الصبر علشان اكلمها تاني!
______
كدبتي ليه!
ليه كدبتي عليه كان ممكن تقوليله بكل بساطة، هو إنت لي عملتي كده معاه بالذات!
عندك فضول تعرفيه مش كده؟ اتشديتي من كلامه عن ال بتكتبيه!
متروحيش الكافيه دا تاني سامعة!
كنت بقول كده لنفسي بس انا عارفه ان رجليا هي ال هتاخدني وان المرادي مش همنع نفسي وهروح!
____
فات اسبوع وكل يوم بروح للكافيه في نفس المعاد وهي مجتش ومبتجيش، خفت يكون كافيه عابر بالنسبة ليها جاته يوم بالصدفة ومعدش هتيجي وشكل كده أنا والكافيه كنا مجرد عابرين ومواقف وعدت!
____
وقفت قدام الكافيه رجل بتجر التانية، اكيد فات اسبوع اكيد مبيجيش خصوصا انك اول مرة كنتي تشوفيه وقتها، ولا انتي عاوزاه ييجي؟
كنت عارفه ان بتمنى اقابله، لسه كلامنا مخلصش، لسه معرفتش ليه بالذات كتاب هو ال مصارحتوش!
دخلت، بصيت على المكان لقيته قاعد في حته الباب فيها واضح، استنتجت انه كان عاوز يشوف ال داخل وال طالع، بصلي وشاورلي ابتسمت بمجاملة ورحت قعدت على طربيزة تاني، مفتش دقايق ولقيته جاي وبيقول: مكنتش بشاورلك اشكرك كنت عاوزك تيجي تقعدي معايا
بصيتله بإستغراب: اقعد معاك ليه؟
رد عليا عشان جملة«بات الكل أغراب والأحباب إتغربوا»
يلهوي على غبائي!
أنا اديته النسخة بتاعتي ومش الجديدة وال من غبائي كنت بكتب فيها جمل عابرة بتعبر عن ال جوايا!
فوقت على صوته وهو بيقول:«نفسي ألاقي حد أحكيله عن كل مشاكلي، عن مشاعري، في مكان معين وبعد ما نتفارق من المكان دا نبقى أغراب»
كانت جملة أنا كتبتها برده، غبية غبية، ازاي مخدتيش بالك!
قاطعته قبل ما يكمل كلامه: عاوز مني اي؟
: عاوز ابقى الحد الي تحكيله مشاكلك، وانا كمان احكيلك، ووعد مني لو فارقنا المكان الي هنتفق عليه لو شفتك في الشارع مش هعرفك!
___
part1
الصدفة التي جمعتنا!
لـ: ندى خالد
الثاني من هنا