رواية فرحة قلب صعيدي الفصل التاسع 9 بقلم اسراء ابراهيم
رواية فرحة قلب صعيدي الحلقة التاسعة
ابتعد فهد عن مرام التي احتضنته فجأة وقبل ان ينهرها رأي فرحة التي تنظر لهم بصدمة وعندما التقت عيناهم وجدها تنظر له بجمود وتركته وعادت لغرفتها واغلقت الباب بعن*ف، فنظر فهد لمرام وتحدث بغضب مكتوم:
انتي اتهبلتي يا بت انتي ازاي تعملي حاچة زي اكده ايه مفيش حيا خالص
نظرت له مرام بابتسامة باردة وكأنه لم يوبخها للتو وتحدثت بدلال وهي تملس بيدها علي وجنتيه:
وفيها ايه بيبي يعني ده ذنبي اني بعترفلك بمشاعري واني معجبة بيك جدا
نفض يدها عنه بعن*ف وتركها وذهب وهو يتمتم بغضب:
معچبة ايه بس ونيلة ايه الله يحر*جك ما صدجت انها اتعدلت معايا منك لله يا بعيدة روحي ودخل لغرفته
…………استغفر الله العظيم واتوب اليه
كان حمزة جالسا علي الفراش وينظر ليسرا التي تجلس امام التلفاز ومشغولة به او متصنعة ذلك فهي تتهرب منه دائما حتي الحديث معه تتجنبه لا يعلم السبب فهو لم يضايقها بشئ ولكن ابتعادها عنه هكذا يضايقه كثيرا فهو يريد التقرب منها ولكنها تبتعد دائما عنه وبعد تفكير عزم علي معرفة ما يضايقها منه ومعرفة السبب الذي يجعلها تبتعد عنه هكذا وتضع بينهما حواجز فقام من مكانه واقترب منها وجلس بجانبها علي الاريكة ونظر للتلفاز هو الاخر
شعرت يسرا به فتوترت ولكنها لم تظهر ذلك فهي كانت تري نظراته لها وحيرته ولا تعلم اذا سألها بماذا ستجيب ففضلت التجاهل ولكنها وجدته يقطع خطوة نحوها ويقترب اكثر وخطوة اخري الي ان اقترب منها كثيرا وتوترت يسرا اكثر وظلت تفرك يديها بخجل وفجأة حاوط حمزة كتفها بيديه وضمها اليه مما جعلها تنتفض من مكانها وتقف بسرعة كمن لدغتها عقرب
قام حمزة هو الاخر ووقف امامها وتحدث باستغراب:
انتي بتهربي مني ليه يا يسرا ليه بحس انك جاصدة تبعديني عنك حتي مش مدياني فرصة اني اخليكي تعرفيني
زاغت بعينيها بعيد ولم تجيبه فحاوطها بيديه بحنان بحيث انها اصبحت بين يديه وسألها بهدوء:
مالك يا يسرا فيكي ايه احكيلي
ابتعدت عنه بحزن فهي لا تعلم بما تجيبه كانت تعلم انه سيأتي هذا الوقت وسيسألها ولكن لا تعلم بما تجيبه الآن، تنهدت بحيرة وقالت:
مفيش حاچة يا حمزة انت بس بيتهيجلك لكن انا معاك اهو
اقترب منها وامسك معصمها وتحدث بضيق:
انتي شايفة اكده بس انا لا شايف اني كل ما احاول اجرب منك تبعدي كانك حتي رافضة تعرفيني وتركها واعطي لها ظهره وهو يكمل حديثه: طيب ليه انا للدرچادي عفش يا يسرا مستهلش منك فرصة تعرفيني بچد
اغمضت عيناها بع*نف فهي لا تعلم بما تخبره فهو يريد منها فرصة لتعرفه وهي لا تحتاجها فهي بالفعل مشاعرها تحركت تجاهه وهذا ما يؤ*لمها فهي تشعر بالخيانة تجاه اختها فكيف تسمح لقلبها بذلك وهي تعلم ان اختها تحبه اااه لا تعلم ماذا تفعل فحديثه يجعلها تود لو تقترب منه وتجعله يكف عن ذلك الهراء الذي يتفوه به فهي لم تكن تتوقع ابدا انها سوف تعشقه فزواجها منه كان رغما عنها وما كان الا سبب لقربهما من بعضهما البعض لتري حمزة ﺟديد ليس فقط ابن عمها بل حمزة دكتور حمزة الذي مجرد حديثه يربكها وكلمات عشقه تدندن علي انغام قلبها ففاقت من شرودها علي صوته الغاضب نتيجة لتجاهلها سؤاله حيث انه اقترب منها الي ان وقف امامها وهو يتحدث:
سؤالي صعب للدرچادي يا يسرا انتي شايفاني عفش ومستهلش انك تكملي معايا ده انا جولتلك اني مش هغصبك علي حاچة بس جربي مني ادي نفسك فرصة تعرفيني
اجابت يسرا بغضب واندفاع بعد كل تلك الاسئلة منه:
بسسس كفاية بجي يا حمزة انت متعرفش حاچة هملني لحالي
امسكها حمزة من كتافها وحركها بعن*ف وهو يقؤل بعصبية:
لا مش ههملك الا لما تجوليلي ليه فهميني وانا سعتها ههملك لحالك ثم توقف بصدمة وهو يقول ما جاء في خاطره للتو:
انتي عاشجة حد تاني؟
ربشت يسرا بعينيها مرات متتالية لكي تستوعب ما قاله للتو هل قال انها تعشق غيره بماذا يتفوه ذلك الابلة فمن الصدمة لم تنطق بحرف فقط تنظر له بتوهان مما جعله يستشيط غضباً اكثر فعقله توقف عن التفكير فقط شيطانه هيأ له انها قد تكون تعشق غيره لهذا السبب تبتعد عنه وتتجنبه الا ان تنفصل عنه ، دفعها للاريكة بع*نف واقترب منها بغضب جحيمي وتحدث بهدوء ما قبل العاصفة:
هو مين وتعرفيه منين انطجي
انتفضت يسرا بخوف من صوته العالي وتحدثت ببكاء حاد:
والله يا حمزة ما معرفش حد غيرك صدجني
خلاص يبجي اتأكد بنفسي ولم يمهلها لحظة لتفكر فيما قاله قد حملها بيديه وقد اعمته غيرته فلم يعد يري او يدرك اي شئ وهنا استوعبت مقصده وصرخت بهيستريا وهي تحاول التملص منه ولكنه مقبض عليها بيديه وهو يسير بها تجاه الفراش مما جعلها تنتفض وتصرخ بهلع وهي تتمتم:
لا يا حمزة اوعاك تعمل اكده هكر*هك صدجني متخلنيش اكر*هك يا حمزة ظلت ترددها بدون وعي اما هو فقلبه آلمه لرؤيتها في هذه الحالة فانزلها وهو يحتضنها ويضمها اليه لتهدأ وهي ظلت بحالة لا وعي فقط تقاومه بكل قوتها الي ان سكنت فجأة واغشي عليها بين يديه
………………. استغفر الله العظيم واتوب اليه
في غرفة مراد كانت حورية في الحمام تجلس علي الارض تبكي بصمت وهذا لأن مراد من بعد حديثهم في الاسفل متجاهلها تماما ولم يعيرها اي انتباه حتي انه لم يعد يبدأ معها حديث كالسابق مسحت دموعها
وظلت تفكر وتعيد حساباتها بعيدا عن قلبها فكانت تحدث نفسها فيما وصلت اليه :
انا عارفة ان مراد الف بنت تتمناه وهو يستاهل احسن مني ومع ذلك هو اختارني راهن عليا في كل مرة كنت بجؤله اني مش عاشجاه اختارني وهو خابر اني مكملتش تعليمي ولا حتي بعرف البس زي بنات البندر ولا اتحددت زييهم اختارني بعد ما اتأكد من عشجه ليا وانا بغبائي ضيعته مني ابتسمت حورية وقامت من الارض ومسحت دموعها بظهر يدها وتحدثت بصوت مسموع:
طالما هو اختارني بأرادته يبجي عمره ما هيچي يوم ويمل ويندم واصل ابتسمت لنفسها في المرآه ثم فتحت باب الحمام وخرجت وهيا عازمة علي الاعتراف بحبها له واخباره كل ما يكمن في عقلها الصغير ظلت تبحث بعينيها عنه ولم تجده ولكنها تفجأت بباب الغرفة مفتوح فاقتربت منه ووجدت مراد يقف ويعطيها ظهره وامامه ليليان وهي تتحدث معه:
مراد انا نزلت مصر عشانك وكان نفسي اقؤل لاهلك اني مش بس رفيقتك اني كمان حبيبتك بس خجلت منهم جدا
تحدث مراد بحزن واضح في صوته:
احنا خلاص يا ليليان طريقنا مبقاش واحد واعتقد اننا نهينا علاقتنا في انجلترا ومكنتش فكرة كويسة انك تنزلي مصر هنا عشاني لاني بجد مستحيل انا وانتي نرجع ثم انا انا اتجوزت وبحب مراتي فياريت تسافري تاني
امسكت ليليان يده وتحدثت برجاء:
لو سمحت مراد اديني فرصة اني اصلح علاقتنا تاني واكيد هقدر بس انت متبعدنيش عنك
شعرت حورية بالغيرة الشديدة ولم تدري ماذا تفعل فحديثه عنها جعلها تندم علي ما فعلته من قبل وعلي ابعاده عنها بهذه الطريقة وسألت نفسها هل فات الاوان لتعيده اليها ثانياً ام انه ما زال يعشقها ومنتظرها تعود اليه استنبهت علي صدمته عندما التف ورأها تنظر لهما توتر واغلق الباب فور ان غادرت ليليان ولكنه لم يعيرها أي انتباه فقد جلس علي الفراش وامسك هاتفه مما جعل حورية تغتاظ واقتربت منه بغيرة وهي تأخذ الهاتف منه وتحدثه بغضب:
كانت عايزة منك ايه البت الملزجة دي
نظر لها مراد ببرود وتحدث بلا مبالاه:
معرفش ابقي روحي اسأليها
اغتاظت حورية اكثر وتحدثت بتحذير، وهي تشير بيديها عالباب:
مراااد انا سمعت كل حديتكم متحاولش تخبي عليا
ابتسم مراد بسخرية وتحدث ببرود:
ولما انتي سمعتي بتسأليني ليه؟
جلست حورية امامه وسألته بخوف:
مراد انت ممكن تتچوزها وتطلجني
نظر لها مراد مطولا ثم قام من مكانه وهو يقول:
والله ده كان اقتراحك من الاول اني اتجوز البنت اللي تليق بيا وانا بقي هفكر اعمل بنصيحتك
دمعة هبطت من عيونها تأثراً بحديثه لمحها هو ولكنه حاول التماسك امامها اما حورية فقامت ووقفت امامه وتحدثت بحزن:
ولو جولتلك اني مش عايزاك تعمل اكده هتجول ايه
نظر مراد بعينيها مطولا وتحدث بعدما اطلق تنهيدة :
انتي عايزة ايه بالظبط يا حورية انتي مش قولتي انك مش بتحبيني يهمك في ايه بقي اني اتجوز او احب تاني
اجابته حورية بغيرة واندفاع وهي تبكي وتضرب بيديها علي صدره:
انت مبتحبش غيري يا مراد انت متجدرش تعشج غيري وانا مش هسمحلك تعشج غيري انت ملكي انا بس اللي مرتك وحبيبتك انت فاهم
ابتسم مراد وهو يجذبها فجأة لاحضانه ويحضنها بتملك شديد وهو يغمض عينيه براحة ويطلق تنهيدة طويلة ويتحدث بعدها:
ياااه اخيرااا غلبتيني معاكي يا حوريتي كل ده عشان تعترفي حرام عليكي انا كنت خايف لتكوني فعلا مش بتحبيني واللي كان مصبرني عليكي لهفة عيونك لما بتشوفني والحزن اللي كنتي بتداريه وانتي بتقؤليلي انك مش بتحبيني
ابتعدت عن احضانه وتحدثت وهي تنظر في عينيه بعشق:
كنت خايفة يا مراد خفت تندم بعد اكده انت تستاهل واحدة احسن مني واحدة مش چاهلة تكون متعلمة زيك تكون من مجامك صدجني كان علي عيني اني اجولك الحديت ده بس مرضيتش ابجي انانية
ابتسم مراد وهمس امام شفتيها:
انتي بالنسبالي اهم من كل ده وانتي معايا مش عاوز اي حاجة تاني من الدنيا ولا عمري فكرت في كل اللي قولتيه ده يا حوريتي عشان انا ميهمنيش اي حاجة غير انك تكوني جمبي
ابتسمت حورية واغمضت عينيها لتستمتع بكلماته التي تجعل قلبها يتراقص عشقا له وشهقت بخضة وهي تفتح عينيها وتراه يحملها فابتسمت وحاوطت رقبته بيديها وهيا تظن نفسها اسعد انسانة علي وجه الارض فقط لانها معه ولا تنكر ان بداخلها خوف من القادم ومن ان يأتي يوم عليه ويندم
………… لا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله
احنا مش هنخلص من الموال ده بجي يا فرحة جولتلك محصلش حاچة بيني وبينها
اقتربت منه فرحة وهي تتحدث بغضب وتشاور علي ملابسه:
انت كمان ليك عين تكدب اياك ده انا شفتك بعيني وانت في حضنها وبأمارة ريحتك اللي كلها برفان حريمي ايه لحجت تشجطك هيا وفور نطقها ذلك حتي اقترب فهد منها وامسك معصمها بعصبية وهو يتحدث بغضب :
احترمي نفسك يا فرحة انا ساكتلك من بدري بس كلمة زيادة ومتزعليش من اللي هعمله
تجمعت الدموع في عينيها ولا تعلم لما تشعر بالضيق الآن وصورة فهد امامها وهو يحتضن امرأة اخري وحين رأي فهد دموعها هكذا ترك يدها واقترب منها وهو يلمس وجهها بيديه وتحدث وهو ناظر بعينيها:
بتبكي ليه بجي عاد يا فرحة صدجيني هيا اللي فجأة لجتها حضناني انا مليش في الحديت ده ثم اقترب منها اكثر وتحدث بهمس:
جولي انك مصدجاني يا فرحة
حركت فرحة رأسها بإيجاب وهي تنظر في عينيه بتوتر فاكمل فهد وهو يبعد خصلة شعرها من امام عينيها:
بس انتي طلعتي بتغيري عليا اهو اومال ايه بجي انا مش عاشجاك والحديت ده وغمز بعينيه مما جعل قلبها ينبض اثر فعلته واخفضت رأسها بخجل فرفع وجهها ثانياً وتحدث:
المفروض اروح اشكرها عشان خليتني اشوفك وانتي غيرانة عليا اكده
توترت فرحة ودفنت رأسها في صدره وتحدثت بتهتة:
ف ه د خلاص بقي بطل تقؤل كدة بتوترني
ضحك فهد بصوته كله علي خجلها هكذا منه
ابتعدت فرحة عنه فور ما تذكرت سلمي وحديثها و ابتلعت ريقها بخوف وتحدثت بتردد:
فهد كنت عايزة اجولك علي حاچة بس وحياتي عندك تسمعني للاخر ومتحكمش عليا الا لما تفهم الاول …….
يتبع