رواية ملاذي وقسوتي الفصل التاسع 9 بقلم دهب عطية
رواية ملاذي وقسوتي الحلقة التاسعة
ًوقف سالم امام المخزن الخاص به وهتف بخشونة …
“ها ياجابر ، غريب الصعيدي جوه….. “
One minute around the Atlantis - The Palm - Dubai
00:00
Previous
PauseNext
00:17 / 01:30
Mute
Settings
Fullscreen
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player
رد جابر بإحترام ….
“ااه جوا ياكبير….. اتفضل “
لج سالم بتأهب لمخزن شاسع المساحة الكبيرة كان يحتوي على بعض المعدات الحديدة القديمة …
تنهد سالم بملل وهو يقف امام غريب الذي كان
مربوط في مقعد خشبي وسط المخزن
وبجانبه بعض آلرجال اضخام البنية مفتولين العضلات وقسمات وجوههم قاتمة وشرسة الى
أبعد حد !!…
رفع سالم عينيه على الرجل الجالس أمامه ..
“شاخبارك ياغريب انشاء الله تكون عجبتك
الضيفه عندنا…”
رد غريب بحدةَ…
“انا مش فاهم حاجه انا هنا بقالي يومين ليه “
رد عليه سالم بتأني…
“اسمع ياولد العم انت نصبت على اخوك إيهاب ابو عمرو وخدت ورثه منه بربع التمن ده بعد ما استغليت رقدت مراته التعبانه في المستشفى…
ولم مراته ربنا افتكرها واخوك تعب بعدها ابنهم اتبهدل ومد ايده على الحرام عشان يأكل اخواته الجعانين ويجيب لابوه علاجها….. ومع العلم انك وصلك كل ده ومحاولتش تمد ايدك اللي تتقطع ديه ليهم ولو من باب الشفقه مش من باب الحق اللي ليهم عندك فيه كتير قوي ياغريب ياصعيدي …… “
نظر له غريب وهتف ببرود….
“انا ماكلتش حق حد و ورث إيهاب وصله على داير مليم …وبعدين ملكش صالح بيني انا وخوي
وولاده……. اموتهم اسرقهم ملكش صالح أنت
أنت قاضي… ااه لكن قاضي على اهلك على العرب اللي انتَ منيهم لكن انا غريب الصعيدي ومحدش يقدر يغصب غريب على حاجه مش على كيفه… “
ضحك سالم باستخفاف من تحدي غريب له …
اقترب منه فجأه ومسك لياقة قميصه قائلاً
بشراسه مريبه…
“المحامي جاي كمان نص ساعه وهياخد تنزلك عن
كل حاجه تملكها بنص ، ونص ده هيتسجل بأسم إيهاب اخوك واعتبر المبلغ اللي دفعته زمان يوم عملية مراته مساعدة اخ لي اخوه …. ”
ثم صمت لبرهة ونظر له بغضب مُستديم وأكمل..
“وانا ااه قاضي نجع العرب لكن حكمي بيمشي على اي واحد عايش في النجع هنا….. وانتَ اولهم
ياغريب يا…… ياصعيدي ..”
سأله غريب بسخرية وتقليل منه….
“وان رفضت حديتك ده…. إيه العمل عاد … “
رد سالم بابتسامة شيطانية…..
“ليك حق ترفض ياغريب وانت كده راجل من ضهر راجل لكن هتبقى راجل بالاسم يعني مش هيبقى في دليل لكده…. “
نظر له غريب بعدم فهم
ابتسم سالم وصدح صوته في اركان المخزن في لحظه بقوة……
“إسماعيل …….إسماعيل….. “
اتى إسماعيل سريعاً رجل في سن الخمسين عام
يرتدي معطف ابيض ويمسك حقيبةٍ صغيرة بين يداه…….
قال الرجل بإحترام
“اوامرك ياكبير…. “
نظر له سالم قال بخشونة …
“حضرت حاجاتك عشان غريب مستعجل على خروجه من هنا .. “
أومأ له الرجل بتأكيد….
“كل جاهز ياكبير اشاره واحده منك ولعمليه مش هتاخد ساعه…. “
نظر له سالم ببرود ….
“اوعى تكون جبت بَنج ….”ثم نظر الى غريب
و قال بسخط”اصل غريب الصعيدي راجل من ضهر راجل وهيقدر يستحمل القطع من غير مايتخدر..
مش كده ياغريب….. “
نظر له غريب برهبة وهتف بصدمة وعدم فهم ما
يحدث حوله….
“انا مش فاهم حاجه….. “
رد سالم ببرود…
“لا أنت فاهم بس عايز شرح على السريع وطبعاً ده حقك ياولد العم….. أول شي ياغريب انا جبتك هنا عشان اديك فرصه تكفر بيها عن ذنبك في حق
اخوك وعياله وتعطيهم حقهم في ورث جدهم
لكن أنتَ مش رايد ترجع الحق لصحابه لا وكمان بتقلل مني على ارضي وسط رجالتي…اني مليش
اني اتكلم معاك في حق الايتام…….وتعالى بقه لو شاهدنا حد بينا هيقول عليك تشبه الحرمه الصعرانه.. وانا شايفك بصراحه حرمه خصيصه واكَلت حقوق الغلابه كمان….. وعشان أنت في نظري حرمه يبقى محتاج عمليه بسيطه تاكد كلامي ده ، والحج اسماعيل هيعملها ليك.. متقلقش هو دكتور بهايم وبيعرف يتعامل زين مع البهايم اللي زيك ياغريب
ولا بلاش غريب بقه خليها غريبه….”ابتسم سالم بستهزء…..وتابع هازئاً….
“واللهِ ليقه عليك ياراجل….. اقصد ياحرمه معلشي دقنك ملغبطه معايا…”ثم نظر نحو اسماعيل قائلاً بلهجة تشبه الثلج المسنن…..
“ابقى أحلق ليه دقنه بالمره يااسماعيل وياريت بعد متخلص تديني خبر …. “
استدار وخطى عدة خطوات للخارج لكنه عرقل
عن السير حين هتف غريب اليه بارتعاد…
“استنى عنديك انا موفق أتنازل عن ورث إيهاب كله وبالحق ، بس ابعد الراجل ده عني…. “
استدار سالم له ونظر بخبث معقبا بانتصار…
“زين ياولد العم كده أتفقنا …. “
نظر له غريب بشر وتمتم داخله بتوعد…
“هتندم ياسالم اقسم بالله بعد خروجي من اهنه هتبدأ عدوتنا انا وأنتَ ومفيش قوه على الأرض هتمنعني اخد حقي منيك وحقي مش هيبقى غير
روحك ياولد رافت شاهين….. “
دلف المحامي ليمر اكثر من نصف ساعة ويتم نقل نصف مايملك غريب بأسم ايهاب الصعيدي شقيقة
تنهد سالم بإرتياح فقد رجع حق الأيتام ووالدهم المريض…. اجمل ماقال عن الحق هو إعطاء الحق
لمن يملك الحق !! وهذا اجمل شعور ان تكون سبب في عودة الحق لأصحابه !!……
___________________________________
“هو فاضل قد إيه على اذان المغرب يامريم.. “
نظرت مريم الى ساعة الحائط وهي تقطع الجزر
لترد على حياة قائلة “ساعتين يام ورد…. “
بدأت حياة بتقليب الحساء الاخضر وهي تضع الثوم المحمر عليه …
وضعت الغطاء على الإناء وقالت بإرهاق
“طب انا هطلع اصلي العصر لحسان اتاخرت على الصلاة وهريح فوق شويه لحسان الصيام عمل عمايله معايا…. “
قالت الخادمة ام خالد لها بعتاب…
“عشان بتصومي من غير سحور وده غلط ياحياة يابنتي عشان جسمك وصحتك ….”
ردت حياة باستخفاف للأمر….
“متكبريش الحكايه ياام خالد دول شوية ارهاق وبعدين دول عشر تيام صيام فات منهم خمسه
يعني مش مستهلين كلامك ده…”
مطت السيدة شفتيها قائلة بجزع…
“انتِ حرة مانا عارفاكِ راسك ناشفه…”
____________________________________
دلفت لاخذ حمام بارد من شوب الجو الحار…
وخرجت بعدها ترتدي ثياب مريحه انيقة تبرز قوامها الممشوق…. بعد ان انتهت من تجفيف شعرها وتمشيط إياه انهت فرض صلاة العصر… ووضعت بعد الكريمات لترطيب جسدها ذات الرائحة الناعمة
على الأنف……
دلفت للفراش بإرهاق توسدت بظهرها الفراش وتمايلت لناحية الآخر بارتياح لتجد وسادة بجوار رأسها جذبتها بفتور وحاولت دفن راسها بها
ليتها لم تفعل فرائحة سالم وعطره الممزوج بها
غمر انفها بأكمله….تنهدت براحه وهي تعانق
الوسادة بشوق…..نهضت وجلست على الفراش
لتعيد الكره تلك المرة باستمتاع أكثر استنشقت الوسادة باشتياق لا تعرف من اين نمى هذا
الاحساس بكل تلك السرعه داخلها فقد اشتاقت له بشدة ويغمرها دوماً هذا الشعور نحوه ، بعد كل تلك الزوبعات والمسافات بينهم من يوم ان تزوج بها….
اغمضت عينيها لثواني وهي تستنشق رائحته المعطره مُتذكره لحظاتهم الحميمية والجامحه
معه…..كم كانت تلك اللحظات معه تختلف داخلها
وبشدة وكأنها لأول مرة تشعر بانوثتها بين يد
رجل…
تمنت ان تظل الرائحة في انفها حتى الدهر لكي
يموت الشوق لهذا السالم…
دلف سالم الغرفة في هذا الوقت ليجدها
تعانق وسادته بطريقه غريبة …
ابعدت حياة الوسادة بسرعة عنها
قائلة بتوتر وخجل.. “سالم….. “
رفع حاجبيه وانزلهم سريعاً بشك..
“انتي بتعملي إيه ياحياة ….”
ابعدت الوسادة عنها سريعاً وهي تقول بحرج …
“ولا حاجه بفكر اغير ملاية السرير فا.. فكنت
بشوف كسوت المخدات نضيفه ولا لاء… “
“اااه… تمام طب قومي غيريها عشان عايز اريح شويه قبل المغرب…. “كان اثناء حديثه يجلب ملابسه من الدولاب.. ودلف بعدها للحمام….
نهضت بتوجس وهي تضع يدها على صدرها
“الحمدلله مخدش باله…. اوف ياحياة..
نفسي ابطل حركاتي دي….. “
بدأت في تغير شرشفت الفراش بأخره نظيفة
خرج سالم بعد نصف ساعة يرتدي جلباب مريح رمادي اللون وقف امام المرآة يمشط شعره للخلف
نظر عبر المرآة لصورتها المعاكسة خلفه تماماً
ليجد مفاتن جسدها تظهر بوضوح من خلال تلك الملابس المحدد قوامها الفاتن…. حياة تمتلك جسد نحيف جدًا ولكن لن ينكر انها تمتلك منحنيات تغَيب عقله فقط من النظرة الأول…..
غمغم بغضب وصوتٍ عالٍ…..
“استغفر الله العظيم…… اللهم إني صايم… “
نظرت له حياة بعدم فهم قائلة
“في حاجه ياسالم…. “
اغمض عينيه بقوة وهو امام المرآة وتمتم داخله
“سالم كمان دا أنتِ لو متفقه مع الشيطان مش هتعملي كده فيه….. “
اقتربت منه بعد ان رأته مغمض العيون بقوة ويتنفس بصوتٍ عالٍ متشنج….. وضعت يدها على
كتفه قائلة بقلق….
“سالم انت كويس…. ”
فتح عيناه واستدار لها ليقف امامها قائلاً
ببرود…..
“بلاش تلمسيني كده انتِ ناسيه اننا صايمين
ولا إيه… “
ردت ببراءة…
“انا مش قصدي حاجه…. “
رفع حاجبيه بصدمة مردداً بغلاظة ….
“ازاي مش قصدك وأنتِ لبسه كده قدامي انتِ عيزاني افطر ولا إيه…. ياحضريه ….”
نظرت الى ملابسها بحرج ثم عضت على شفتها السفلى وقالت بخجل بريء…
“عندك حق بس انا مخدتش بالي ولبست كده عشان كنت فكراك هتيجي على الفطار على طول زي كل يوم …”
بلع ما بحلقه وهو يرها تتكا على
شفتيها باسنانها بخجل صارخ ليزداد احمرار شفتيها المكتنزة أكثر…
مال عليها بعض تزاحم الرغبات في تقبيلها …
“بلاش تزودي على نفسك في الكلام وبلاش تعضي شفايفك كده…… وانا بكلمك عشان الموضوع ده بيعصبني اوي….وااه لينا حساب بعد الفطار على عميلك دي كلها…. “نظر لها بغضب يشوبه الشوق
لها….
دلف الى الفراش ومدد جسده عليه بارهاق
هتف بهدوء عكس عواصف الرغبات المتأججة بداخله…..
“طفي النور ياحياة… وياريت تروحي تشوفي ورد عشان قعده لوحدها تحت…. “
امتثلت لاومره على مضض…
زفر نيران الرغبة بها وبعد الاستغفار الكثير قال بستياء “وبعدين معاكِ ياحياه كل ماحاول ابعد عنك مبعرفش……. ومش عارف إيه السبب… ااااه ياحياة خايف من اللي بحسى بيه معاكِ ليطلع… “صمت بضيق ونفض الفكرة بسخرية فمستحيل ان يحدث هذا ومستحيل ان يكون لسالم شاهين مشاعر اخرى اتجاه (حياة) غير العشرة وتاقلم على الحياة بينهم.. اغمض عيناه بغضب فصراع دوماً مستمر داخل عقله المشتت في علاقتهم واهمية وجودها بحياته الجافه ….
_________________________________
كان يتحدث في الهاتف امام باب المنزل….
وكانت حياة تحضر سفرة الإفطار قبل أذان ألمغرب بدأ الاذان بتكبير اتت عليها الجده راضية وهي تمسك علبة التمر وقالت راضية بخفوت….
“خدي ياحياة التمر ده افطري عليه وفطري سالم عليه لحسان شكله ناسي نفسه في مكالمات التلفون دي…. لا ولسه وقف بيتكلم ولاذان قرب يخلص
وهو مفطرش….. “
اومات لها حياة وهي تأخذ منها علبة التمر
قالت ريهام بطيبة مُزيفه….
“خليكِ إنتِ يام ورد وحضري السفره وانا هفطر سالم ابن عمي منها….. “
نظرت لها حياة شذراً وقالت بصوتٍ ناعم مُستفز
لريهام …
“لا طبعاً….. عيب اتعبك معايا حضري انتِ
السفره وانا هفطر جوزي بايدي.. “صمتت لبرهة ثم هتفت ببرود وهي تذهب باتجاه سالم للخارج
“صوماً مقبولاً…….. ياريهام…. “
جزت ريهام على أسنانها بقهر وحقد وهتفت
بصوت خافض….
“طفح الكيل منك يابنت الحرام ولنهارده
هتنامي في المستشفى “تقوست شفتيها بمكر
بعد ان اتى في ذهنها فكرة شيطانية لتخلص
منها….
وقفت امامه وجدته يوليها ظهره ومزال يتحدث فالهاتف ببعض الأشياء التي تخص العمل هذا ما فهمته من الحديث وجدته بعدها ينهي المكالمة ذهبت اليه سريعاً ووقفت خلفه… ووضعت كف
يدها على كتفه العريض قائلة بخفوت ناعم
“سالم…. “
اغمض عيناه بضعف من خروج إسمه مجرداً من
بين شفتيها المُغرية…. رد عليها وهو مغمض
العين…
“نعم…… ياحياة…. “
عضت على شفتيها بتوتر ثم قالت بهدوء
“سالم أنتَ مفطرتش ولأذان قرب يخلص… “
فتح عيناه ببطء ثم استدار إليها قائلاً بخشونة
واهتمام..
“طب وانتِ بقه فطرتي على كده…. “
ردت بهدوء يشوبه الحرج من تعلق عيناه على ملامحها بطريقةٍ مخجله لها …
“لاء لسه بس ماما راضية قالت انك بتفطر على التمر فاجبتلك منه و….. وانا اكيد هفطر بعدك… “
فتح علبة التمر وأخذ واحدة منها وقال وهو يقسمها نصفين وضع نصف امام فمها قائلاً ببحة خاصة…
“افتحي بوقك ياحياة…. “
نظرت له بارتباك ..
“سالم انا مش بحب اوي طعم البلح انا هفطر
على المايه وخلاص “
همس باللطف خدرها…
“طب جربي مش يمكن من ايدي تحبيه… “
عضت على شفتيها بتردد امام عيناه الجائعةٍ لهذهِ الشفاه المكتنزة…. اغمض عيناه بتوبيخ لتفكيره المراهق دوماً أمام هذهِ الحياة المهلكه.. نعم مهلكة ومن ينكر أنها تُهلك رجولته بجمالها وعفويتها من ينكر أنها تُهلك قلبه المشتاق لتجربة الحب وعذابه معها …..
فتحت فمها واكلت نصف قطعة التمر….
اخذ هو باقي النصف بعد تردد دعاء الإفطار
ثم نظر لها بتراقب وجدها تمضغ التمره على
مضض نظر حوله وجد شجرة ذات ظل كبير من يجلس تحت ظلها لا يظهر منها شيء…سحبها
قائلاً بمكر……
“حياة تعالي عايزك…. “
“سالم وخدني على فين…. “
اوقفها تحت الشجرة وحدج في عمق بُنيتاها
الداكنة الجذابه دوما إليه….
توترت من عينيه التي تشع بالرغبة الجامحة
نحوها…هتفت بخفوت وحرج…
“سالم انت جايبني هنا ليه…. “
نظر لها بشهوة قائلاً بعبث…
“جعان وعايز افطر…. “
مزالت تمضغ نصف التمر بتردد في بلعها وكانها طفله تجبر على اكل الطعام غير مستحب لها..
ردت عليه بتوجس
“الفطار جاهز جوا… انا حضرته بنفسي و… “
توقفت عن الحديث حين وجدته يلصق جبهته في خاصتها هاتفاً بمكر …
“بس انا طمعان في نص البلحه اللي ادتهالك…. “
“هااا… “فتحة فمها بصدمه بعد ان ابتلعت
مابفمها بخوف…. ومن ثم همست بخجل ….
“بس انا بلعتها على فكرة…. “
رفع حاجبه بمكر وقال بعبث…
“بجد يبقى ……لازم اتاكد بنفسي….. “
وقبل ان تتفوه بشيء اخر كان يضع شفتيه على خاصتها بوقاحة وتعمق وكانه يستكشف فمها وشفتيها لاول مره لم تكن مجرد قبُله عادية كأنا يملأها عدة مشاعر غريبه داخل كلاهما..
لم تتوقف يداه عن العبث في كل مكان تصل
اليه في جسدها الين .. كان أول مره يشعر باشتياقه لها وبكل تلك القوة في الحصول على لمسه بسيطة منها ..
بدات شفتيها تألمها من هجومه الذكوري عليها وعنفه في قبلته…. لم تشعر بشيء غير المسالمة للمساته ولكن جسدها كان يرقص على اوتار جنون وشغف
من رغبت ( سالم )بها… دوماً يعزز كبريائها الانثوي داخلها… فقط حين تشعر انها مرغوبة من زوجها
بحد الجنون حين تشعر انها الأولى ولاخيره في عينيه…. افعاله معها تُشعرها انها تملك العالم وتزيد الثقة بها اكثر…مشاعره نحوها تظهر عن طريق أفعاله
وتلك الأفعال تحكي ما يصعب على اللسان قوله !…
قطع عواصف الرغبات والشوق صوت الخادمة وهي تنادي “ياام ورد الأكل جاهز…. “كانت تنادي من امام باب عتبت المنزل وتكاد لا ترى شيء بسبب
ظلام المكان…. دخلت الخادمة سريعًا للبحث
عنهم في داخل…
ابتعدت حياة عن سالم بصعوبة او سنقول هو من سمح لنفسه بالابتعاد عنها الأن …..نظرت له
بخجل ثم قالت بغضب مصطنع…
“اي اللي أنت عملته ده افرض حد شفنا… “
“واي يعني…. “كان هذا الرد المعتاد منه
جزت على أسنانها بضيق
“ساااااالم….. “
تحسس خطوط شفتيها بسبابته وهو يقول بعبث …
“انا حاسس اني لسه جعان ياحياة اي رايك نقولهم اننا هنفطر فوق في اوضتنا …… “
شهقت بخجل ومن ثم هرولت من امامه بحرج
قاتل ولم تقدر على التفوه بكلمة واحده….
همس وسط تنهيده عميقه بعد مغادرتها..
“ربنا يستر من الجاي على أيدك ياحضريه….”
ابتسم ابتسامة لاول مره تشق ثغره الرجولي …
على سفرة الطعام تجلس حياة بجانب سالم وتاكل بصمت وحرج من ما حدث منذ قليل بينهم ولا يتوقف عقلها عن إعادة الذكرى عليها ….
ام سالم فكان يأكل بهدوء ولا يتوقف عن اختلس النظر اليها بين الحين والآخر …
كان يجلس رافت والد سالم على راس الطاولة وبجانبه والدته الجدة راضية وبجوارها ريهام التي بمقابلة حياة …. وكانت تبعث لهم النظرات النارية الحقوده…..
اما (ورد) الصغيرة فكانت تتابع التلفاز في صالون بعد ان اكلت من ساعة تقريباً !!….
قطعت الصمت الجدة راضية قائلة لحياة
بحنان وبعد العتاب…
“كلي ياحياه كويس أنتِ بتصومي من غير
سحور “ثم نظرت الى سالم قائلة باستياء
“بجد مش عارفه اي ده …ماوفق إلا ام جمع
بينكم سالم كمان بيصوم من غير سحور من وهو صغير وشكله عداكي وبقيتي بتصومي على معده
فاضيه زيه… “
رفع سالم عينيه على حياة باستنكار ثم سألها
امامهم ببعضا من الهدوء…..
“هو أنتِ بتصومي من غير سحور ياحياة…”
عضت على شفتيها بحرج من تفقد الجميع لها
بسعادة من اهتمام سالم نحوها باستثناء ريهام
التي كانت تحترق امام هذا السؤال…
ردت حياة على سالم بخفوت ….
“اصل يعني مش بيكون ليا نفس و….”
“اول واخر مره تصومي من غير سحور وبلاش تبصي عليا انا متعود على كده وفي نهايه انا راجل.. لكن أنتِ ياهانم لو وقعتي بنهار من قلة اهتمامك باكلك هعمل اي انا ساعتها بقه فيكِ…. ”
كان يتحدث بحنق من إهمالها وعدم المراعاة
لنفسها مثلما تراعي الجميع وتهتم بهم….
ردت حياة بتبرير له وبحرج من الجميع…
“سالم الموضوع مش مستاهل كل ده… انا اقدر
اصوم من غير سحور….يعني انا مش صغيره.. “
جز على اسنانه من عدم اكتراثها الواضح للأمر
والظاهر بين ثنايا كلماتها قال بحزم لينهي النقاش بينهم…
“كلمه واحده ياحياة مفيش صيام من غير سحور.. وكمان عشان اتاكد بنفسي كل يوم هقعد معاكم على سحور ولو حسيت بإهمالك يبقى بلاش تكملي الكام يوم اللي فضلين وصومي وقفة عرفات وخلاص…”
نظرت بحرج من تسلط عيون الجميع عليهم
ثم همست بخجل….
“لا… خلاص اكيد هصوم وهتسحر بعد كده.. “
ابتسم رافت والجدة راضية بسعادة فالأول مره يشاهدون سالم يبث كل هذا الاهتمام لأحدهم.. نظرت راضية الى رافت أبنها قائلة بهمس
“سالم حب أخيراً يارافت….. “
رد رافت بسعادة وحمد …
“الحمدلله ياامي ربنا يصلح ليهم الحال…. “
كانت تسمع الحديث ريهام التي للحظة اوشكت على قتل حياة بشوكة التي بيدها ولكن حاولت الإمساك بصبر قليلاً…. على الأقل لحين تنفذ مخطط اليوم…
____________________________________
بعد مرور ساعتين كانت تجلس حياة امام التلفاز تشاهد فيلم قديم …ولا تتوقف عن البكاء بصمت
دلف سالم وهو يرى هذا المشهد تبكي وهي تصب اهتمامها امام التلفاز وتجفف وجنتيها بمنديل ورقي…. مسح وجهه بيداه بجزع من هذا
المشهد الجبار…
جلس بجانبها وهو ينظر اليها ويكاد يكبح ضحكته
بصعوبة عليها… سالها بتوجس…
“بتتفرجي على إيه ياحياة….. “
انفجرت في البكاء قائلة بتأثر مضحك …..
“رشدي اباظه طلع متجوز على شاديه ومش بس كده مش راضي يطلقها…..تصور جشع الرجاله… “
كبح ضحكته ومن ثم رد عليها ساخراً ….
“الموضوع مش مستاهل كل دا ياحياة دي شاديه معملتش نص اللي بتعمليه ده…… “
ردت بتبرم وهي تجفف دموعها….
“ده اسمه تأثير ياسالم…حاجه كده بالفطره جوانا”
أغلق التلفاز من زر القفل ومن ثم استلقى على الاريكة التي تجلس عليها وتوسد برأسه فخذيها
فكانت تجلس جلسة القرفصاء….
هتف بخشونة …..
“كفايه هبل ياحياة وياريت تبطلي عياط
وااه….. دلكيلي راسي لحسان مصدع اوي…. “
نظرت الى فعلته بحرج ثم بدأت تضع اصابعها على راسه لتدلكها ببطء له… همس لها سالم بتردد بعد برهة من الوقت ولا يزال مغمض العين…
“حياه انتِ بتحبي الدهب اكتر ولا الالماظ….. “
“بتسال ليه….. “مزالت تدلك راسه وهي تنظر الى ملامحه الرجولية باشتياق.. وسيم سالم ومن ينكر
وسامته وشموخه وهيبته وطلته..وحتى نبرة صوته
بها لحن يصيب قلب اي انثى ويجعلها هائمة به … حتى حنانه واهتمامه له سحر آخر عليها….
يالهي الى اين سأذهب مع هذا الرجل بعد كل
هذا ؟….
رد عليها بالامبالاة
“مجرد سؤال جه في بالي…”
اجابته بهدوء….
“الدهب و الالماظ عادي يعني مش بيفرقه معايا.. انا ببص على الحاجة بجمال شكلها مش هي اتصنعت
من إيه مثلاق…….يعني انا في اكتر الاوقات بحب الاكسسوارات العادية عشان شكلها بيبقى احلى
من الدهب والالماظ كمان…. “
أعجب بتلك البساطة في حديثها فاي امرأه تعشق
المجوهرات الباهظة بجميع اشكالها وبذات ثمينة الثمن وكبيرة الحجم…. رد عليها ومزال مغمض العين….
“حلوه القناعة دي…. بقت حاجه نادره اليومين
دول… “
لم ترد عليه اكتفت بهمهمات بسيطة مؤكده فقط حديثه نعم هي فتاة بسيطة ترضا بالقليل
منذ ان حرمت من اهم حق يملكه اي طفل ، حين
اتت لتلك الدنيا تتمنى فقط لقب أب… لطالما تمنت ان تحظى بهذا اللقب ولكن الحياة كآن ردها قاسياً حين علمت ان الرد إنها لا تنتمي لعائلة ولا تملك أب او أم او اخوه… لِمَ تنظر الان الى الذهب والالماس وهي حرمت من نعمة ان تمتلك إسمٍ وعائلة تنتمي لها…. اصبح كل شيء من بعدها بل قيمة وكل
شيء فقد بداخلها مذاقه الحلو مع الوقت ….
الحرمان يولد بداخلك الاقتناع بابسط الأشياء…
نعم في حين تفقد أهم شيء في حياتك يبقى
معظم الأشياء لديك بل قيمةٍ معك ….
فاقت من ذكريات الماضي على يد سالم الذي شبك يده في يدها وقرب كف يدها من فمه ليقبِّلها
بحرارة و تأني طال في قبُلته لها ثم همس
بعد ان ترك يدها بهدوء حاني…..
“تسلم ايدك ياحياة تعبتك معايا… “
شعور مدغدغ للأعصاب إنتباها وهي تتذكر لحظة
خلوتهم تحت الشجرة وعبثه معها.. حاولت الفرار
منه قبل ان يسمع خفقات قلبها العالي…
“انا اتأخرت على ماما راضية ولازم تاخد العلاج دلوقتي…. ” نهضت بحرج من جواره….
صعدت على السلالم بسرعة وارتباك….
ابتسمت ريهام التي كانت تختفي عن الأعين خلف ركناً ما وبدأت تشاهد العرض الجبار ، حياة تصعد بسرعة على السلالم لتصل الى أول درجات السلم من فوق وتكاد تتخطاها لكنها وجدت نفسها تنزلق بقوة للأسفل على ظهرها لتصرخ قبل ان تقع صرخه هزت اركان المنزل بل هزت قلب سالم الذي مزال يجلس في صالون البيت….
يتبع…