اخر الروايات

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثامن والتسعون 98

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثامن والتسعون 98



تنفست خلود أخيرًا الصعداء بعد أن أغلقت الباب خلف مايا. "مازالت مايا تصر
على تعقيد الأمور بالنسبة لي . كم هو مستفز هذا الأمر".
ثم أخرجت هاتفها واتصلت بنائل الذي رد عليها بعد بضع رنات.

يجب الرد لمتابعة القراءه

المحتو مخفي



دن صوته الساحر من الطرف الآخر "هل تشتاقين لي؟".
فردت بنبرة مغرية "بالطبع. هل بإمكانك المجيء؟".
تحسن مزاج نائل عند سماع صوتها الناعم. ليس لدي مكان للنوم إذا أتيت في
هذا الوقت المتأخر من الليل".
انصدمت خلود وبدت عاجزة عن الكلام. لكن كيف ذلك؟ يوجد عشرات الغرف
في منزل عائلة هادي. لماذا لا تستطيع أن تجد مكانا للنوم؟ يمكنك حتى أن
تغير الغرفة كل ساعة، وسيبقى هناك غرف لم تدخلها بعد".
ارتسمت نصف ابتسامة على شفتي نائل بينما قام عن كرسيه، وأشار إلى سالم
الإعداد سيارته. ومع ذلك، لم يجاري خلود وأجابها: "لا أستطيع النوم في غرف
أخرى".
بدت خلود وكأنها على وشك الانفجار من الغضب لكنها عضت شفتيها وكبتت
غضبها لأنها كانت تحتاج إلى مساعدته وقالت له : " يمكنك مشاركة الغرفة معي
ولكن عليك أن تغادر في الصباح الباكر".
فقال نائل الذي كان قد دخل بالفعل إلى المصعد في ذلك الوقت: "حسنا طالما
أنك تريدين ذلك، فسوف آتي لأبقى بجانبك الآن".
لكن خلود كانت تريد شيء آخر تماما، فقالت له : " ولكن عليك أن تساعدني في
شيء ما، قبل أن تأتي إلى هنا".
لم يصعب نائل الأمور عليها وسألها "ما هو؟"؟
ثم تحدثت خلود معه بإيجاز قبل أن تنهي المكالمة.
وفي هذه الأثناء، كانت مايا تتملق لجوليا في غرفة المعيشة، ويبدو أنها كانت
تقوم بعملها بشكل جيد بينما تبدو جوليا سعيدة.
ثم رن هاتفها في وقت غير مناسب لكنها ردت عليه على أي حال.
وكان سالم الذي قال لها : " إن السيد هادي لديه وثيقة مستعجلة ويحتاجها
صباح الغد. هل يمكنك أن تأتي وتعملي وقتا إضافيا الآن؟"
كان نائل دائمًا أولوية لدى مايا، لذلك وافقت بسرور. "بالطبع. سأعود الآن.
أرسل التفاصيل إلى بريدي الإلكتروني".
ثم نظرت مايا باستياء إلى إستوديو التصميم في الطابق العلوي قبل أن تودع
جوليا وتذهب.
ثم دخلت سيارة مايباخ سوداء إلى المنزل بعد وقت قصير من مغادرة مايا.
و
كانت هيلين تعتبر أن احتمال ظهور نائل في منزل عائلة هادي مرتين خلال
ثلاثة أيام أقل من احتمال الفوز في اليانصيب.
وقالت عندما خرجت لاستقباله. سيد هادي، هل عدت لتمكث اليوم فقط أم هل
أنت هنا لتفقد مشروع قريب؟"
أطلق نائل مجرد زفرة خفيفة تأكيذا . وكان كالعادة غير مبال، لذا اعتادت
الخادمة على ذلك.
ثم تبادلت جوليا النظرات معه وقالت له: "سترتاح مبكرا".
وأطلق نائل زفرة أخرى تأكيدًا ولكن بدا أكثر هدوءًا من ذي قبل. فقد كان يعلم
أن والدته ستشك فيه لأنه ظل يظهر في المنزل باستمرار.
ولذلك بقي في غرفة الجلوس يقرأ مستندات على جهازه اللوحي حتى وقت
متأخر من الليل. ثم طلب من المطبخ تحضير العشاء له.
ثم غادر الشيف بعد الانتهاء من إعداد العشاء لنائل تاركا منزل عائلة هادي
مغموزا بالصمت في وقت متأخر من الليل، ومليئا بجو من الغموض.
وأخيرًا، شعر نائل بالنعاس فوضع جهازه اللوحي جانبا. وذهب إلى الغرفة
المخصصة لـ "السيدة "أمل" بدلا من الصعود إلى الطابق العلوي. وبعد وقت
قصير لحقت به الفتاة النحيلة إلى الغرفة. حيث تسللت خلود إلى الغرفة بهدوء
وخفية كاللصوص. وسرعان ما أغلقت الستائر وأقفلت الباب قبل أن تزيل قناعها
في النهاية.
احمرت وجنتيها وهي تغمز إليه بشقاوة. أنا سعيدة لأنك جعلتها تغادر".
وإلا لكانت مايا لا تزال هنا تحاول الإيقاع بها.
شعر نائل بالفخر. ثم قال لها: "لقد أحضرت العشاء هيا، دعينا نأكل".
جلسا جنبا إلى جنب. وكانت خلود تتضور جوعا لأنها لم تتناول العشاء بعد
ظهور مايا.
كان الشيف قد أعد زبدية من شعيرية اللحم البقري وكان حجمها كبيرا لكنها لا
تكفي سوى لشخص واحد.
وبعد بضع قضمات أنهى كليهما وعاء الشعيرية. ثم لاحظ نائل أن خلود كانت
تحدق به بشراهة وهو يمسك بآخر شريحة لحم "هل أنت جائعة؟"
أومات خلود برأسها بشدة. "نعم"
"تفضلي".
فوضع يده خلف رأسها وقربها منه ليطعمها شريحة اللحم.
"لذيذ!" شفت عينا خلود بالسعادة وابتسمت مثل زهرة عباد الشمس التي تتمتع
بأشعة الشمس المغذية.
" والآن بعد أن شبعت، حان وقت النوم".
فرفعها نائل ووضعها على السرير
تذمرت خلود قائلة "لقد انتهينا للتو من الطعام ألا يجب أن تأخذ استراحة؟".
رد نائل "حسنا"، ثم غمر وجهه في رقبتها واستنشق رائحة عميقة من رائحتها
الجذابة.
وقد ظن أن هذا الجو المناسب سيساعده على النوم.
بينما نظرت خلود إلى الأمام وكاد قلبها يتوقف من الخوف. حيث كانت تخشى
من أن يفتح الباب في أي لحظة، ويقبض عليهما أحد ما متلبسين.
ثم ذكرته بقلق : " يجب أن تستيقظ باكرًا في الغد حتى لا تعرف السيدة هادي
أنك بقيت هنا".
أيقظه تذكيرها المفاجئ بعد أن كان على وشك النوم ففتح عينيه، ووقع نظره
على شفتيها الورديتين الممتلنتين.
ثم مد يده ليداعب خصلات شعرها قبل أن يقترب منها أكثر. وكانت نظرته
أسرة كما كانت دائما وهو يهمس "حسنا".
فتح شفتيه ومررهما على شفتي خلود برقة، مما تسبب في انتشار الحيوية عبر
جسديهما. وشعرت خلود بشعرها يقف كما لو تم وصله بالكهرباء، عندما دخلت
أنفاس نائل إلى رئتيها فتخلت عن حذرها واسترخت.
وبعد وقت طويل، سقطت تدريجيا في نوم عميق. ربما لأنها كانت متعبة للغاية،
أو أن القبلة استمرت لفترة طويلة.
وفي اليوم التالي، كان الوقت لا يزال عند الفجر عندما رن المنبه.
فركت خلود عينيها واستيقظت لتجد وجه نائل الوسيم بجوارها، حيث كان
أنفه البارز يلقي ظلا على عظام وجنتيه وشفتيه كانتا متباعدتين قليلا. وياقة
قمیصه مفتوحة قليلا لتكشف عن عظام الترقوة المثيرة.
بدا ساحرًا وأنيقا بشكل خاص، حتى عندما كان نائمًا. ولم تستطع خلود إلا أن
تنظر إليه.
عندما
رن المنبه للمرة الثانية، استفاقت خلود من أحلام اليقظة وهزت كتفي
نائل " استيقظ. لقد حان وقت رحيلك".
كان نائل نائمًا بهدوء، ولذلك أصبحت تعابير وجهه غاضبة عندما تم إيقاظه بهذه
الطريقة. فقد كان استياءه واضحا، مما كان يوحي كما لو أن عاصفة رعدية
كانت على وشك القدوم.
وكانت خلود على علم بسوء مزاج نائل الصباحي، لكن الساعة كانت قد بلغت
الثامنة بالفعل. وبدأت خادمة المنزل عملها، وفي حال بقي في غرفتها لفترة
أطول، فسيكون من المحتمل أن يتم اكتشافهما قريبا.
وبعد أن نظر إلى الأمام بهدوء لبضع ثوان، أغمض عينيه وعاد إلى النوم.
شعرت خلود بالإحباط والعجز. انظر إلى الوقت لا أصدق أنه يستطيع العودة
إلى النوم. لقد وعدني أنه سيغادر في الصباح الباكر الليلة الماضية، أليس كذلك؟
كنت أعرف أنه كان يكذب! همف!
ثم طرق أحدهم الباب، بدون سابق إنذار.
وعند سماع ذلك، كادت خلود أن تقفز إلى السقف لإخفاء نفسها. ثم أخذت نفسا
عميقا وهمست في أذنه بنبرة مغرية، عزيزي، هل يمكنك أن تستيقظ الآن، من
فضلك ؟ "


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close