رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثاني والتسعون 92
تلقت خلود رسالة من سندس إثر دخولها إلى مكتبها تخبرها فيها أن فريق باء
يعلم عن مجيئها ويمكنها فورًا أن تبدأ بالعمل معهم بدءًا .
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
إن مقر عمل فريق باء كان بمثل روعة مقر فريق ألف.
من
الآن.
يوسف استلم إدارة فريق باء لأعوام عدة وشهد الفريق بسببه نتائج توازي
نتائج فريق ألف. ومنذ أن تم نقل يوسف بدا فريق باء في حالة سيئة.
ساعات العمل طويلة ولكن الموظفين في المكتب لا يبدو أن لديهم أي نية
للعمل بل اجتمعوا معا وتحدثوا فيما بينهم.
دخلت خلود المكتب للتو عندما أعطاها شخص ما كومة من الوثائق. "أنت
مساعدة المكتب الجديدة أليس كذلك؟ عجلي وافصلي هذه الوثائق، سنحتاجها
في الاجتماع لاحقا".
أخذت تعابير وجه خلود منحًا أكثر جدية. هل يظنون إنني هنا كمساعدة؟
"أنا لست "
"لا تترددي وأنجزي ما طلبته منك للتو. بعض أن تنهي ترتيب البيانات اذهبي
إلى المطبخ وأحضري لنا اثني عشر كوب من القهوة".
حاولت أن تفسر لها من هي لكن الموظفة لم تكترث لها ودفعتها إلى غرفة
الاجتماعات وغادرت.
نفذت خلود أوامرها ورتبت الوثائق بانتظام على الطاولة قبل أن تغادر غرفة
الاجتماعات.
لم يتفرق المجموعة من الموظفين. كانت أعينهم مشدودة نحو الباب الزجاجي
لمدخل المكتب وهم يواصلون الثرثرة.
" وصلني خبر بأنهم سيرسلون موظفة من موظفي فريق ألف لتقود مجموعتنا".
" ألا يمكن لأي أحد آخر في الشركة أن يستلم المنصب؟ كيف يمكن لمصممة أن
تدير مجموعتنا؟"
سمعت أن المصممة نالت المنصب بسبب علاقتها إنها مرتبطة برئيس الشركة
الكبير بطريقة ما".
.
نائبة قائد الفريق الأكثر امتعاضا عن تلك القرارات وتعتقد أنها ستتم ترقيتها إلى
قائد المجموعة بعد رحيل يوسف.
الآن بعد أن نال شخص غيرها قيادة الفريق من دون أي خبرة شعرت بالاستياء
الشديد.
نظرت إلى خلود التي جعلتها تشعر بالانزعاج. "ماذا تفعلين؟ هل جلبتي
القهوة ؟ "
ابتسمت خلود قليلا إثر ما يجري أمامها وقالت: "الاجتماع على وشك أن يبدأ.
لا أعتقد أن هناك وقت كاف لأصنع لك القهوة".
مساعدة جديدة وصلت تريد أن تجلس في الاجتماع؟
أرسلت إدارة الموارد البشرية خبر تعيين خلود الرسمي إلى مجموعة دردشة
فريق باء. خفض الجميع رؤوسهم لينظروا إلى هواتفهم وشعروا بانخفاض دقات
قلوبهم عندما قرأوا الإعلان.
التفتوا للنظر إلى المرأة أمامهم وتفاجؤوا غير مصدقين عندما قارنوها بالصورة
المهنية على هواتفهم. لديها نفس الجسم النحيل لكنها بدت مختلفة قليلًا عن
الصورة لأنها بدون زينة على وجهها.
سألتها النائبة بدهشة: "أنت المديرة الجديدة؟"
حافظت خلود على صمتها مجاوبة برأسها.
ذهلت الموظفات من هذا الخبر وشعرن بالخجل لدرجة احمرت وجوههن لم
يرضوا عن قرارات الشركة لكنهن لم يجرؤن على إبداء أي تعليقات أخرى.
خشوا أن خلود ستعاقبهم لتصنع منهن مثلا لبقية الموظفين.
"لماذا لم تقولي إنك القائدة الجديدة للفريق من قبل ؟ لماذا قمت بالتظاهر بأنك
تساعدينا؟ "
"حاولت أن أخبركن ولكن لم يهتم أحد بالاستماع إلي". لم يكترثن حتى بإيلاء
اهتمام لها.
"حسنا" جميع موظفات المستوى القائد للمجموعة يرجى الدخول للاجتماع".
دخلت غرفة الاجتماع وتبادلت بعض الموظفات النظرات قبل أن يتبعنها إلى
الداخل.
قبل أن تبدأ خلود سبقتها النائبة في الكلام وقالت: "آنسة حديد، دون أن أسيء
إليك، لقد انضممت للتو إلى قسم التصميم لذا قد لا تكونين واضحة بشأن
كيفية العمل هنا لما لا تذهبين إلى مكتبك لمراجعة الوثائق قبل أن نبدأ
الاجتماع؟"
كيف يحق لامرأة في العشرينات من العمر أن تتولى هذا منصب؟ هل يمكنها
تحمل مسؤولية كبيرة كهذه؟
حافظت خلود على هدوئها لدرجة استغرب جميع الموظفين منها. "لا داعي، لقد
قرأت كل شيء في الليلة الماضية. هناك عرض أزياء هذا الشهر ومهمتان
خریفیتان يجب علينا إنهائهما للنصف الثاني من العام بالإضافة إلى المسابقة
السنوية التي تقيمها الشركة".
شعرت النائبة بالذل لأنها خططت إلى إظهار سيطرتها على خلود ولكنها فشلت
في
ذلك.
سيتم عقد عرض أزياء في منتصف الشهر من قبل علامة تجارية تابعة للشركة.
يتم دعوة العملاء المميزين سنويًا لحضور العرض ويسمح لهم بالطلب المسبق
للملابس قبل أن يتم بيعها في المتاجر.
المعاملة
العديد من التصاميم تباع فقط للأشخاص الذين يحضرون العرض. وبالتالي
تحب العديد من النساء الثريات المشاركة في هذا الحدث بسبب
الخاصة التي سيتلقونها.
بعد الانتهاء من الاجتماع الصباحي أخذت خلود معها مساعدين اثنين إلى مركز
تسوق شركة هادي للتحقق من الديكورات في المكان.
استلم يوسف تصاميم للعرض. أما بالنسبة لتصميم المكان فقد ترك يوسف
مسودة فيها كل التفاصيل لذا على خلود أن تتبعها فقط.
عملت خلود والمساعدين حتى بعد الظهر لدرجة إرهاقهما. عندما لاحظا أنه حان
وقت الغداء قالوا: "آنسة حديد إن معظم الترتيبات في حالة ممتازة. الشيء لم
يتبقى إلى التدريبات.
"مهما عملت بجد لن يثني أحد عليك بعد كل شيء هذا كله دم وعرق ودموع
السيد غندور".
الا تفهم
طاقة؟
أنها لن تكون قادرة على أن تحل مكان السيد غندور مهما بذلت من
لا تهتم خلود بكلامهم لأن المهمة التي كلفت بها هي الحفاظ على ما تركه
يوسف ولذلك لم تجرؤ على تخريبه إذا تم تدميره فإنها ستشعر بالإحراج
أمامه.
عندما حان وقت الغداء ترك المساعدين خلود وذهبوا في طريقهم.
عندما انتهت كانت فترة الغداء على وشك الانتهاء الكافتيريا في الشركة أنهت
تقديم وجبات الموظفين منذ وقت طويل.
كادت تطلب خلود من خدمة التوصيل بعض الطعام عندما وصل عدد من
حراس الأمن يرتدون بدلات فاخرة واقتحموا المكان.
"يبدو أنهم هنا من أجل الآنسة حديد".
"هل هم هنا لجمع الديون؟"
دخل حراس الأمن المكتب ووضعوا صناديق الوجبات على الطاولة. تنوعت
الأطباق والفواكه والحلويات ووجد على الصناديق شعار مطبوع أشهر مطعم
في المدينة.
صدمت خلود من كل هذا الطعام ونظرت إلى صفحة الطلب المعروضة على
هاتفها قبل أن تحول نظرتها إلى الطعام اللذيذ على الطاولة. لم تتمكن من
الحفاظ على هدوئها وهي تقول: "لم أطلب أي طعام، هل ارتكبتم خطأ ما؟"
أجاب حارس الأمن الأمامي بجدية : "نحن هنا لتوصيل عشاءك بأمر .
هادي. استمتعي بوجبتك سيدة هادي".
من
السيد
هذا يكلف الكثير من الأموال. كيف يرسل حراس أمن برواتب عالية لإيصال
الطعام إلي؟
اتصل نائل بها وسألها بوجهه الوسيم: "هل أعجبك الطعام؟ إذا لم يعجبك
سأشتري لك غيره. علا صوت نائل وصداه في الغرفة.
احمر وجه خلود وهي تخفض صوت هاتفها. "لقد أعجبني. سأكل الآن لذا
المكالمة".
سأنهي
مدت يدها للضغط على زر "إنهاء المكالمة" لكن نائل منعها. "لا تفعلي ذلك. كلي
طعامك وأنا اكتفي بالنظر إليك".
"افعل ما يحلو لك". جاعت خلود كثيرًا بعد عمل طويل لذا لم تأبه به وبدأت
بتناول الطعام.