رواية قتلتني قسوته الفصل الثامن 8 بقلم جنة مياز
خرجت حلا من دورة المياه وهي تشعر بالفخر من نفسها فمن خلال تحدث الطبيب ايمن عن الحالة النفسية التي تعرض لها غياث في الماضي شعرت بالأسى اتجاهه لذلك قررت بدلاً من اعطاءه المهدئات كأنها علاج للاكتئاب اعطاءه علاج لنقص الفيتامين فهو يعاني منه لكنه لم يعد يكترث بأي شيء في الفترة الأخيرة حتى لحياته و ذلك ما فسر أخذه للقرص دون النظر في شكله حتى اما من جهة أخرى شكرت اسيل صاحبة القصر لتقول الأخرى بابتسامة ودودة
-بما ان رحمة مشيت ف انتي هتكوني مكانها يا اسيل و عيزاكي تكوني انتي المسؤولة عن ترتيب الدور اللي فوق تمام؟
اماءت اسيل ثم قالت بأدب
-حاضر يا نوران هانم
ابتسمت نوران مرة أخرى ثم ذهبت لتقول نور بفرح
-هيييييييه.....فرحانة اوي انها حبتك
لتنظر اسيل لها وهي تقول بنبرة لا يخلو منها الحزن
-اها الحمدلله....هروح بقى اشوف شغلي
كادت اسيل ان تخرج من المطبخ الا ان امساك نور ليدها جعلها تتوقف عن السير لتقول الأخرى وهي تمسح يدها بلطف
-كل حاجة هتتحسن يا اسيل الرزق لو كان على الخلق كنت هقولك خافي بس الرزق على الخالق عشان كده متسمحيش لأي حاجة تضايقك و خدي الأمور ببساطة
اماءت اسيل لها ثم عانقتها بسرعة و خرجت من المطبخ متجهة الى الدور العلوي لترتبه و بينما هي ترتب غرفة تلو الأخرى لم يتبق لها الا غرفة واحدة فقط فطرقت الباب ثم فتحته لتتوقف قليلاً وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع ما ان خطت قدمها الغرفة و بشكل من الأشكل توجهت للداخل ببطء وهي تتفحص بعينيها تلك الغرفة الرجولية ذات الاثاث الفخم و الألوان الداكنة جعلت منها كما لو انها عرش لأحد الملوك و بعد لحظات من التأمل انتبهت اسيل لما تفعل فوبخت نفسها قائلة
-ايه اللي انا بهببه ده؟
اغلقت اسيل عينيها بأسى ثم فتحتها و بدأت بترتيب الغرفة بينما من جهة أخرى كان ريان قد وصل الى معرض السيارات الخاص بعائلة "العقيل" و ما ان دخل حتى دق هاتفه برقم غياث فأجاب هو
-نعم
ليتحدث غياث من الجهة الأخرى وهو يقود سيارته
-خطة اليوم النهاردة اتغيرت
قضب ريان حاجبيه ليسترسل غياث حديثه
-مكرم و مراته طيارتهم هتوصل مصر كمان ساعتين
عندما انهى غياث حديثه زفر ريان و قال
-و طبعاً عشان تخلص منهم هتسافر انت كندا النهاردة و عايزني اروح انا اقعد معاهم صح؟
فأجاب غياث بجمود
-اه
ليعيد ريان شعره للخلف ثم يقول مطمئناً غياث
-تمام و متقلقش محدش فيهم هيعرف حاجة عن الشغل ماشي ازاي
ما ان انهى ريان كلمته حتى اغلق غياث الخط بعد ان قال
-تمام
ليخرج الآخر من المعرض متوجهاً الى القصر كي يهدئ الأمور و يحاول ابعاد عمه و زوجته عن اي شيء يخص غياث
****في المدرسة الثانوية***
كانت اسمهان قد انتهت من دوامها و عندما خرجت من المدرسة ظلت تترقب الطريق لترى أن كان عامر موجود ام لا فهو لم يحدثها منذ اخر مرة صفعته فيها و بينما هي تسير في الطريق بهدوء اذ بشاب يغازلها بوقاحة و لأنها لا تريد مشاكل لم تجبه بل زادت من سرعة سيرها لتستمع فجأة الى صوت توقف سيارة بقوة خلفها يليه صوت صراخ شاب و ما ان التفتت حتى وجدت الشاب ملقى على الأرض و مؤيد يركله بقدمه بقوة دون رحمة فألقت هي حقيبتها ارضاً ثم ركضت تجاه مؤيد لتبعده عن الشاب قائلة
-خلاص يا مؤيد ابعد
ازداد مؤيد ركله للشاب و هو يسبه و يوبخه بعصبية جنونية فما كان لأسمهان سوا ان تستجمع قواها ثم تقوم بدفع مؤيد بقوة و تقول وهي تقف فاصلاً بينه و بين الشاب
-قولتلك خلاص يا مؤيد اهدى شوية
نهض الشاب ليركض و يبتعد عن ذاك الوحش بينما قضبت اسمهان حاجبيها باستغراب فتلك المرة الأولى التى ترى مؤيد يبدو مرعبا بذاك الحد بينما الآخر كان يتنفس بقوة و عروقه بارزة و شعره يغطي عينيه و يبدو وسيماً بشكل مبالغ به فاكملت اسمهان حديثها بهدوء
-انت كويس؟
اعاد مؤيد شعره الى الخلف ثم قال وهو يحاول تمالك اعصابه
-انا بخير....عملك حاجة؟
حركت اسمهان رأسها نافية ليشير مؤيد الى السيارة لتذهب هي و تركب معه و هناك العديد من الأسئلة تدور برأسها ولكنها فضلت الصمت خاصة بعد حالته تلك
***في منزل غياث***
كانت حلا تداعب كلبيه الشرسين في الخارج بجرأة دون ان تخاف منهما و بينما هي تفعل اذ بباب الفيلا يُفتح و تدخل سيارة "بورش" سوداء تخطف الأنظار لتتوقف امامها و يترجل منها رجل صاحب ملامح رجولية طاغية و وسامة لا يمكن وصفها بشيء فقالت حلا وهي تنظر له بذهول و صوت منخفض
-سبحان من خلق فأبدع
ليقترب ذاك الوسيم منها ثم يقول وهو ينزع نظارته الشمسية لتظهر جمال عينيه الرمادية اللون
-انتي مين؟
تداركت حلا نفسها قائلة بنبرة عادية وهي تنظر له باستخفاف
-اي حد هيقولي انتي مين المفروض ارد عليه؟
ابتسم ذاك الوسيم ببرود و قال
-صح....انا صاحب غياث عمر...ممكن سيادتك تتكرمي و تقوليلي انتي مين؟
اعادت حلا شعرها الى الخلف بغرور وهي تقول بثقة
-انا حلا الممرضة بتاعت غياث
وما ان انهت جملتها حتى قال لها عمر باستفزاز
-الخدامة يعني....طب روحي يلا نادي غياث عشان عايزه
لتضرب حلا كف بالآخر وهي تقول
-لا حول ولا قوه الا بالله.....والله اهلهم بيدفعوا فلوس في التعليم و فالاخير عيالهم ميعرفوش يفرقوا بين المهن
اعطى عمر نظرة احتقارية لحلا و قال بعدها بحدة
-لمي لسانك احسنلك
ابتسمت حلا ابتسامة مستفزة ولم تجبه ليتابع هو بحنق
-و ادخلي نادي غياث
كانت حلا تعبث بشعرها و قالت بعدها
-غياث مش هنا خرج
زفر عمر بضيق وهو يقول بصوت منخفض وصل الى مسامع حلا
-واقف ساعة مع البتاعة ديه و يطلع فالأخير مش هنا
ليتوجه بعدها الى سيارته ثم يغلق الباب بعنف منطلقاً بالسيارة بعدها على سرعة عالية اما حلا فتابعت ما كانت تفعل بكل تسامح داخلي وكأنها لم تثر جنون شخص ما قبل لحظات
***في سيارة عمر***
اتصل عمر برقم ريان بعد ان وجد هاتف غياث مغلق ليجيب الآخر من الجهة الأخرى وهو يترجل من سيارته
-ايوة يا عمر
كان عمر يقود السيارة بسرعة جنونية فقال بعدها
-مين البتاعة اللي في بيت غياث ديه؟
حك ريان مؤخرة رأسه قائلاً باستغراب
-بتاعة ايه؟
ليجيبه عمر بغضب طفيف
-حاجة كده كتلة من الاستفزاز بتقول انها الممرضة بتاعته
فضحك ريان على رد عمر و قال بعد ان تدارك نفسه
-ايوة صح قال ان الدكتور ايمن بعتله ممرضة عشان يكمل كورس العلاج اللي كان بياخده
قضب عمر حاجبيه بعدم فهم و قال
-كورس علاج ايه ؟ مش غياث خف خلاص؟ علاج ايه اللي بياخده؟ بعدين ازاي يثق في اي حد من طرف مكرم العقيل؟
صمت ريان للحظات ثم أجاب
-مش عارف افهم دماغ غياث....شوية يوقف المهدئات اللي كان بياخدها و شوية ياخدها كتير شبه المدمنين مش عارف احدد هو عايز ايه بالضبط ولا فاهم دماغه
زفر عمر بضيق وقال
-طب هو فين دلوقتي؟ فونه مقفول
دخل ريان الى غرفته الموجودة في القصر ليجدها مرتبة بشكل جميل و هادئ و رائحة عطر انثوي تملأ المكان لتجعله يبدو مغرياً للأسترخاء فقال بصوت واهن
-ها ؟
اعاد عمر جملته ليجيبه ريان وهو يستلقي على الفراش براحة و بنفس اسلوبه
-مش عارف
اما من جهة عمر فهدأ السرعة قليلا لينظر الى هاتفه باستغراب و عندما تأكد من ان ذاك رقم ريان حتى قال بعصبية
-انت يبني
انتفض ريان من مكانه فتحدث بغضب
-في ايه يا عدو الأسترخاء انت؟
فكرر عمر سؤاله ليجيب ريان
-غياث هيسافر كندا يخلص كام شغل هناك عبال ما مكرم العقيل يرجع ايطاليا تاني
حك عمر مؤخرة رأسه ثم قال بنبرة هادئة
-تمام هخلص كام حاجة ورايا بعدين هرجع للبتاعة اللي عنده ديه اشوفها بتتنيل تديله ايه
دعك ريان وجنته بهدوء مجيباً بعدها
-اوك هقابلك عند بيت غياث كمان ساعتين كده تمام؟
نظر عمر في ساعة يده ثم قال
-تمام هكون خلصت
اغلق ريان الخط ثم وضع هاتفه في جيبه و فتح باب غرفته لينزل يبحث عن عمته و يخبرها بأنه سيقيم عندها لبضع ايام و بينما هو يبحث عنها في ارجاء القصر توجه الى المطبخ ليرى ان كانت هناك ام لا
.........
كانت اسيل جالسة على طاولة المطبخ تتحدث مع نور وهي تغسل الصحون و لم يكن هناك سواهما فباقي الخدم كانوا قد انصرفوا فقالت اسيل بملل
-انا زهقانة اوي....نور بقولك
اجابت الأخرى
-همممم
حكت اسيل مؤخرة رأسها متسائلة بفضول
-هي نوران هانم ملهاش عيلة؟
اغلقت نور صنبور الماء ثم التفتت الى اسيل و قالت وهي تجلس على الرخام المقابل لها
-لا ليها ولاد اخواتها تقريباً بس انا ولا مرة شوفتهم
-طب ما تشوفيهم
التفتت اسيل و نور جراء ذلك الصوت لتتصنم كلتاهما عند رؤية ريان اما الآخر فابتسم ثم اقترب قليلاً و قال
-مالكم في ايه؟
ابتلعت اسيل ريقها ثم قالت
-هو حضرتك تقرب لنوران هانم؟
سحب ريان مقعد ثم جلس عليه و قال
-تبقى عمتي
لتفتح نور و اسيل عينيهما من الصدمة فنهضت اسيل من مكانها فجأة ثم قالت بغضب شديد
-انا استحالة اشتغل هنا
كادت اسيل ان تخرج الا ان ريان وقف امامها ثم قطع عليها الطريق و قال
-غياث مش بيجي هنا كتير اساسا اهدي
حركت اسيل رأسها نافية و الغضب يعتليها لتقول نور محاولة تهدئتها
-يا اسيل هتسيبي شغلك ده كمان عشان واحد مايستاهلش؟
رفع ريان حاجبيه بدهشة فتلك الحمقاء قد تحدثت عن ابن عمه بالسوء قبل لحظات و قبل ان يجيب تراجعت اسيل بضع خطوات ثم قالت بكبرياء طاغي
-صح...مش هخسر شغلي عشانه يعني...بعدين انا مش شغالة عنده اصلا
ابتسمت نور بفخر لقوة شخصية صديقتها بينما قال ريان بمرح
-تصدقوا فرحان اني شوفتكم؟
رفعت نور حاجبيها بينما نظرت له اسيل باستغراب ليسترسل حديثه قائلاً
-الخدم هنا مملين اوي و القصر كئيب كده مفيش حد يصلح للهزار فيه
ضحكت نور ثم قالت
-ايوة صح....احنا هنقعد نسلي سيادتك و نهزر معاك و نسيب شغلنا
ما كاد يجيبها ريان الا ان سماعه لصوت البواب وهو يرحب بمكرم العقيل جعله يدرك ان كارثة على وشك الحدوث فقال بسرعة
-اسيل...متخرجيش من المطبخ ابدا فاهمة؟
قضبت اسيل حاجبيها ثم قالت
-ليه؟
ليحك ريان رأسه بخفة ثم يقول وهو يخرج من المطبخ
-متخرجيش و خلاص
نظرت اسيل الى نور باستغراب لتبادلها الأخرى نفس النظرة بينما في الخارج.....
خرج ريان الى غرفة الجلوس ليرحب بعمه و زوجته نرمين فقال بفرحة زائفة
-لا لا مش مصدق ان مكرم العقيل بنفسه قدامي
نهض مكرم ثم عانق ريان وهو يقول
-ليك وحشة يا ريان
ابتعد عنه ريان مع ابتسامة خفيفة ليلتفت الى نرمين ثم يقول باستفزاز خفي
-ايه ده؟ طنط نرمين كمان جت معاك؟
ضحكت نرمين بتهكم ليستمر ريان في ابتسامته المستفزة تلك فهو يعلم مدى كرهها بأن ينعتها احد بذاك اللقب الا وهو "طنط"
......
كانت نور تقف بالقرب من باب المطبخ تحاول سماع اي شيء فهي قد انتابها الشك عندما حذر ريان اسيل من الخروج و بينما هي هكذا قالت اسيل بملل
-يا نور انا صاحبة الشأن و مش عايزة اعرف ...ايه الفضول اللي انتي فيه ده؟ بعدين هستمعي ايه يعني ده الصالة بعيد
فقالت نور
-هششششش.....مرات عمه اسمها نرمين
رفعت اسيل حاجبيها بدهشة لقدرة نور على الاستماع الى حديثهم و ما هي الا دقائق حتى دق هاتف اسيل فذهبت لتجيب لتجد صوت مؤيد يقول بشي من الحدة
-اسيل انتي فين؟
اخذت اسيل نفساً ثم قالت
-انا في الشغل ...في حاجة؟
لم تجد اسيل رد لتشعر بالقلق فقالت بنبرة لا تخلو من الخوف
-مؤيد...في ايه؟
ابتلع مؤيد ريقه ثم قال
-عايز اشوفك دلوقتي
نظرت اسيل في ساعة يدها ثم قالت
-الموضوع ضروري؟
اجابها مؤيد بهدوء
-اه
ابتلعت اسيل ريقها و قالت
-تمام هستأذن و اجي على البيت ... مش انت هناك؟
اعاد مؤيد شعره للخلف بحركة جذابة و تابع
-اه...اجي اخدك؟
فقالت اسيل قبل ان تغلق معه
-لا مش محتاجة هستأذن واجي....سلام
اغلقت اسيل الخط فقالت نور بقلق
-في ايه؟
حركت اسيل كتفيها كدلالة على عدم علمها و هي تقول
-مش عارفة بس مؤيد عايزني ضروري
اماءت نور بتفهم ثم قالت
-تمام روحي
وضعت اسيل هاتفها في جيبها ثم قالت
-هطلع استأذن الاول من ريان بيه بما ان نوران هانم مش هنا
......
كانت نرمين تعبث في هاتفها بينما مكرم يتحدث مع ريان وهو يقول
-يعني غياچث مش هنا ؟
حرك ريان رأسه بالموافقة ثم قال
-جاله شغل ضروري
زفر مكرم بحنق فهو يعلم سبب سفر غياث و على الأرجح لن يحصل على معلومة مفيدة من ريام ولكنه قال بمكر مصطنعاً الحزن
-طب و حالته النفسية عاملة ازاي؟ لسة بيقعد لوحده كتير و مضيع وقته في الشغل و بس؟
ضحك ريان ضحكة رجولية ساخرة من اسلوب عمه الماكر قائلاً وهو يريد اللعب معه قليلاً
-لا حالته اتحسنت اوي ...ده حتى بدأ يفتكر حاجات و مواقف من قبل الحادثة
ابتلع مكرم ريقه ليتأكد ريان من انه اصاب هدفه فها هي شكوكه الأن اصبحت في محلها بشأن مكرم العقيل فهو يعلم بأن الفترة التي كلن خارج مصر فيها حتى حادث جواد حدثت العديد من الامور السيئة التي يسعى مكرم جاهداً ليخفيها عن الجميع ولا سيم في ان زوجته تلك سبب كل تلك المصائب و بينما ريان ينظر الى التغيرات في وجه مكرم و نرمين اذ به يرى اسيل تكاد تطرق باب الغرفة خلفهم فنهض بسرعة من مكانه ثم توجه تجاه اسيل و سحبها للخارج تاركاً مكرم في حالة من الشرود
.....
امسك ريان يد اسيل بقوة ثم سحبها خلفه الى غرفة ما خالية فدفعها للداخل ثم اغلق الباب قائلاً بحدة
-مش قولتلك متطلعيش من المطبخ؟
قضبت اسيل حاجبيها متعجبة من اسلوبه ذاك ثم قالت
-ايوة بس كنت جاية استأذن عشان لازم امشي...بعدين متعصب عليا ليه يعني هو انت ناوي تحبسني في المطبخ؟
اعاد ريان شعره للخلف بعد ان تمالك نفسه ثم قال بهدوء
-خلاص متزعليش بس مش عايز مكرم يشوفك ولا هو ولا مراته
رفعت اسيل حاجبيها ثم ضمت سدها الى صدرها و قالت
-ليه؟
اغلق ريان عينيه بنفاذ صبر قائلاً بنفس هدوءه
-كده و خلاص متخليهمش يشفوكي
احتدت نظرات تسيل للغاية ففالت
-انا مش بعمل حاجة غلط عشان استخبى من حد بعدين يا اما تقولي في ايه يا اما والله هطلع اسلم عليهم برة بنفسي
تصنم ريان من رظ تسيل المفاجئ فقال بتلقائية
-عشان كان عندهم بنت شبهك و ماتت في حادثة
ارتسم الحزن على ملامح وجه اسيل فقالت
-ي عمريي...الله يرحمها
صمت ريان لتستأذنه هي بشأن رغبتها في الذهاب فوافق هو على الفور لتذهب هي و تودع نور ثم تخرج من الباب الخلفي
***في احد الشاليهات***
كان عامر جالس على الأريكة و امامه صديقه كريم فقال بعدم وعي
-اعمل فيها ايه يا كريم؟
ضحك الآخر ثم قال
-بص ديه ملهاش ولا اب ولا اخ فممكن تتكسر عادي
ابتسم عامر و حك مؤخرة رأسه بخفة وهو يفكر في فكرة شيطانية فقال بعد لحظات من التفكير
-انا هخطفها و اجيبها هنا اندمها على اليوم اللي فكرت ترفع اديها عليا فيه
ايد كريم فكرة صديقه ثم قال
-وانا معاك ....مهو مش معقول حتة بت زي ديه تمد اديها عليك
احمر وجه عامر من شدة الغضب ثم نهض من مكانه وهو بالكاد يرى من أثر الخمر فقال وهو يتوجه إلى غرفته
-ما اصحى هشوف هعمل فيها ايه
.....
اغلق غياث حزام الامان و ما ان بدأت الطائرة بالتحرك حتى اغلق غياث عينيه بقوة و وتيرة انفاسه تتزايد تدريجياً ليس خوفاً من الطائرة بل لأنه تذكر اسيل فشعر بألم قوي في رأسه و فجأة نهض من مكانه لتقول احدى المضيفات
-غياث بيه لازم تقعد
احتدت نظرات غياث ثم قال بهدوء
-هنزل من الطيارة
يتبع
-بما ان رحمة مشيت ف انتي هتكوني مكانها يا اسيل و عيزاكي تكوني انتي المسؤولة عن ترتيب الدور اللي فوق تمام؟
اماءت اسيل ثم قالت بأدب
-حاضر يا نوران هانم
ابتسمت نوران مرة أخرى ثم ذهبت لتقول نور بفرح
-هيييييييه.....فرحانة اوي انها حبتك
لتنظر اسيل لها وهي تقول بنبرة لا يخلو منها الحزن
-اها الحمدلله....هروح بقى اشوف شغلي
كادت اسيل ان تخرج من المطبخ الا ان امساك نور ليدها جعلها تتوقف عن السير لتقول الأخرى وهي تمسح يدها بلطف
-كل حاجة هتتحسن يا اسيل الرزق لو كان على الخلق كنت هقولك خافي بس الرزق على الخالق عشان كده متسمحيش لأي حاجة تضايقك و خدي الأمور ببساطة
اماءت اسيل لها ثم عانقتها بسرعة و خرجت من المطبخ متجهة الى الدور العلوي لترتبه و بينما هي ترتب غرفة تلو الأخرى لم يتبق لها الا غرفة واحدة فقط فطرقت الباب ثم فتحته لتتوقف قليلاً وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع ما ان خطت قدمها الغرفة و بشكل من الأشكل توجهت للداخل ببطء وهي تتفحص بعينيها تلك الغرفة الرجولية ذات الاثاث الفخم و الألوان الداكنة جعلت منها كما لو انها عرش لأحد الملوك و بعد لحظات من التأمل انتبهت اسيل لما تفعل فوبخت نفسها قائلة
-ايه اللي انا بهببه ده؟
اغلقت اسيل عينيها بأسى ثم فتحتها و بدأت بترتيب الغرفة بينما من جهة أخرى كان ريان قد وصل الى معرض السيارات الخاص بعائلة "العقيل" و ما ان دخل حتى دق هاتفه برقم غياث فأجاب هو
-نعم
ليتحدث غياث من الجهة الأخرى وهو يقود سيارته
-خطة اليوم النهاردة اتغيرت
قضب ريان حاجبيه ليسترسل غياث حديثه
-مكرم و مراته طيارتهم هتوصل مصر كمان ساعتين
عندما انهى غياث حديثه زفر ريان و قال
-و طبعاً عشان تخلص منهم هتسافر انت كندا النهاردة و عايزني اروح انا اقعد معاهم صح؟
فأجاب غياث بجمود
-اه
ليعيد ريان شعره للخلف ثم يقول مطمئناً غياث
-تمام و متقلقش محدش فيهم هيعرف حاجة عن الشغل ماشي ازاي
ما ان انهى ريان كلمته حتى اغلق غياث الخط بعد ان قال
-تمام
ليخرج الآخر من المعرض متوجهاً الى القصر كي يهدئ الأمور و يحاول ابعاد عمه و زوجته عن اي شيء يخص غياث
****في المدرسة الثانوية***
كانت اسمهان قد انتهت من دوامها و عندما خرجت من المدرسة ظلت تترقب الطريق لترى أن كان عامر موجود ام لا فهو لم يحدثها منذ اخر مرة صفعته فيها و بينما هي تسير في الطريق بهدوء اذ بشاب يغازلها بوقاحة و لأنها لا تريد مشاكل لم تجبه بل زادت من سرعة سيرها لتستمع فجأة الى صوت توقف سيارة بقوة خلفها يليه صوت صراخ شاب و ما ان التفتت حتى وجدت الشاب ملقى على الأرض و مؤيد يركله بقدمه بقوة دون رحمة فألقت هي حقيبتها ارضاً ثم ركضت تجاه مؤيد لتبعده عن الشاب قائلة
-خلاص يا مؤيد ابعد
ازداد مؤيد ركله للشاب و هو يسبه و يوبخه بعصبية جنونية فما كان لأسمهان سوا ان تستجمع قواها ثم تقوم بدفع مؤيد بقوة و تقول وهي تقف فاصلاً بينه و بين الشاب
-قولتلك خلاص يا مؤيد اهدى شوية
نهض الشاب ليركض و يبتعد عن ذاك الوحش بينما قضبت اسمهان حاجبيها باستغراب فتلك المرة الأولى التى ترى مؤيد يبدو مرعبا بذاك الحد بينما الآخر كان يتنفس بقوة و عروقه بارزة و شعره يغطي عينيه و يبدو وسيماً بشكل مبالغ به فاكملت اسمهان حديثها بهدوء
-انت كويس؟
اعاد مؤيد شعره الى الخلف ثم قال وهو يحاول تمالك اعصابه
-انا بخير....عملك حاجة؟
حركت اسمهان رأسها نافية ليشير مؤيد الى السيارة لتذهب هي و تركب معه و هناك العديد من الأسئلة تدور برأسها ولكنها فضلت الصمت خاصة بعد حالته تلك
***في منزل غياث***
كانت حلا تداعب كلبيه الشرسين في الخارج بجرأة دون ان تخاف منهما و بينما هي تفعل اذ بباب الفيلا يُفتح و تدخل سيارة "بورش" سوداء تخطف الأنظار لتتوقف امامها و يترجل منها رجل صاحب ملامح رجولية طاغية و وسامة لا يمكن وصفها بشيء فقالت حلا وهي تنظر له بذهول و صوت منخفض
-سبحان من خلق فأبدع
ليقترب ذاك الوسيم منها ثم يقول وهو ينزع نظارته الشمسية لتظهر جمال عينيه الرمادية اللون
-انتي مين؟
تداركت حلا نفسها قائلة بنبرة عادية وهي تنظر له باستخفاف
-اي حد هيقولي انتي مين المفروض ارد عليه؟
ابتسم ذاك الوسيم ببرود و قال
-صح....انا صاحب غياث عمر...ممكن سيادتك تتكرمي و تقوليلي انتي مين؟
اعادت حلا شعرها الى الخلف بغرور وهي تقول بثقة
-انا حلا الممرضة بتاعت غياث
وما ان انهت جملتها حتى قال لها عمر باستفزاز
-الخدامة يعني....طب روحي يلا نادي غياث عشان عايزه
لتضرب حلا كف بالآخر وهي تقول
-لا حول ولا قوه الا بالله.....والله اهلهم بيدفعوا فلوس في التعليم و فالاخير عيالهم ميعرفوش يفرقوا بين المهن
اعطى عمر نظرة احتقارية لحلا و قال بعدها بحدة
-لمي لسانك احسنلك
ابتسمت حلا ابتسامة مستفزة ولم تجبه ليتابع هو بحنق
-و ادخلي نادي غياث
كانت حلا تعبث بشعرها و قالت بعدها
-غياث مش هنا خرج
زفر عمر بضيق وهو يقول بصوت منخفض وصل الى مسامع حلا
-واقف ساعة مع البتاعة ديه و يطلع فالأخير مش هنا
ليتوجه بعدها الى سيارته ثم يغلق الباب بعنف منطلقاً بالسيارة بعدها على سرعة عالية اما حلا فتابعت ما كانت تفعل بكل تسامح داخلي وكأنها لم تثر جنون شخص ما قبل لحظات
***في سيارة عمر***
اتصل عمر برقم ريان بعد ان وجد هاتف غياث مغلق ليجيب الآخر من الجهة الأخرى وهو يترجل من سيارته
-ايوة يا عمر
كان عمر يقود السيارة بسرعة جنونية فقال بعدها
-مين البتاعة اللي في بيت غياث ديه؟
حك ريان مؤخرة رأسه قائلاً باستغراب
-بتاعة ايه؟
ليجيبه عمر بغضب طفيف
-حاجة كده كتلة من الاستفزاز بتقول انها الممرضة بتاعته
فضحك ريان على رد عمر و قال بعد ان تدارك نفسه
-ايوة صح قال ان الدكتور ايمن بعتله ممرضة عشان يكمل كورس العلاج اللي كان بياخده
قضب عمر حاجبيه بعدم فهم و قال
-كورس علاج ايه ؟ مش غياث خف خلاص؟ علاج ايه اللي بياخده؟ بعدين ازاي يثق في اي حد من طرف مكرم العقيل؟
صمت ريان للحظات ثم أجاب
-مش عارف افهم دماغ غياث....شوية يوقف المهدئات اللي كان بياخدها و شوية ياخدها كتير شبه المدمنين مش عارف احدد هو عايز ايه بالضبط ولا فاهم دماغه
زفر عمر بضيق وقال
-طب هو فين دلوقتي؟ فونه مقفول
دخل ريان الى غرفته الموجودة في القصر ليجدها مرتبة بشكل جميل و هادئ و رائحة عطر انثوي تملأ المكان لتجعله يبدو مغرياً للأسترخاء فقال بصوت واهن
-ها ؟
اعاد عمر جملته ليجيبه ريان وهو يستلقي على الفراش براحة و بنفس اسلوبه
-مش عارف
اما من جهة عمر فهدأ السرعة قليلا لينظر الى هاتفه باستغراب و عندما تأكد من ان ذاك رقم ريان حتى قال بعصبية
-انت يبني
انتفض ريان من مكانه فتحدث بغضب
-في ايه يا عدو الأسترخاء انت؟
فكرر عمر سؤاله ليجيب ريان
-غياث هيسافر كندا يخلص كام شغل هناك عبال ما مكرم العقيل يرجع ايطاليا تاني
حك عمر مؤخرة رأسه ثم قال بنبرة هادئة
-تمام هخلص كام حاجة ورايا بعدين هرجع للبتاعة اللي عنده ديه اشوفها بتتنيل تديله ايه
دعك ريان وجنته بهدوء مجيباً بعدها
-اوك هقابلك عند بيت غياث كمان ساعتين كده تمام؟
نظر عمر في ساعة يده ثم قال
-تمام هكون خلصت
اغلق ريان الخط ثم وضع هاتفه في جيبه و فتح باب غرفته لينزل يبحث عن عمته و يخبرها بأنه سيقيم عندها لبضع ايام و بينما هو يبحث عنها في ارجاء القصر توجه الى المطبخ ليرى ان كانت هناك ام لا
.........
كانت اسيل جالسة على طاولة المطبخ تتحدث مع نور وهي تغسل الصحون و لم يكن هناك سواهما فباقي الخدم كانوا قد انصرفوا فقالت اسيل بملل
-انا زهقانة اوي....نور بقولك
اجابت الأخرى
-همممم
حكت اسيل مؤخرة رأسها متسائلة بفضول
-هي نوران هانم ملهاش عيلة؟
اغلقت نور صنبور الماء ثم التفتت الى اسيل و قالت وهي تجلس على الرخام المقابل لها
-لا ليها ولاد اخواتها تقريباً بس انا ولا مرة شوفتهم
-طب ما تشوفيهم
التفتت اسيل و نور جراء ذلك الصوت لتتصنم كلتاهما عند رؤية ريان اما الآخر فابتسم ثم اقترب قليلاً و قال
-مالكم في ايه؟
ابتلعت اسيل ريقها ثم قالت
-هو حضرتك تقرب لنوران هانم؟
سحب ريان مقعد ثم جلس عليه و قال
-تبقى عمتي
لتفتح نور و اسيل عينيهما من الصدمة فنهضت اسيل من مكانها فجأة ثم قالت بغضب شديد
-انا استحالة اشتغل هنا
كادت اسيل ان تخرج الا ان ريان وقف امامها ثم قطع عليها الطريق و قال
-غياث مش بيجي هنا كتير اساسا اهدي
حركت اسيل رأسها نافية و الغضب يعتليها لتقول نور محاولة تهدئتها
-يا اسيل هتسيبي شغلك ده كمان عشان واحد مايستاهلش؟
رفع ريان حاجبيه بدهشة فتلك الحمقاء قد تحدثت عن ابن عمه بالسوء قبل لحظات و قبل ان يجيب تراجعت اسيل بضع خطوات ثم قالت بكبرياء طاغي
-صح...مش هخسر شغلي عشانه يعني...بعدين انا مش شغالة عنده اصلا
ابتسمت نور بفخر لقوة شخصية صديقتها بينما قال ريان بمرح
-تصدقوا فرحان اني شوفتكم؟
رفعت نور حاجبيها بينما نظرت له اسيل باستغراب ليسترسل حديثه قائلاً
-الخدم هنا مملين اوي و القصر كئيب كده مفيش حد يصلح للهزار فيه
ضحكت نور ثم قالت
-ايوة صح....احنا هنقعد نسلي سيادتك و نهزر معاك و نسيب شغلنا
ما كاد يجيبها ريان الا ان سماعه لصوت البواب وهو يرحب بمكرم العقيل جعله يدرك ان كارثة على وشك الحدوث فقال بسرعة
-اسيل...متخرجيش من المطبخ ابدا فاهمة؟
قضبت اسيل حاجبيها ثم قالت
-ليه؟
ليحك ريان رأسه بخفة ثم يقول وهو يخرج من المطبخ
-متخرجيش و خلاص
نظرت اسيل الى نور باستغراب لتبادلها الأخرى نفس النظرة بينما في الخارج.....
خرج ريان الى غرفة الجلوس ليرحب بعمه و زوجته نرمين فقال بفرحة زائفة
-لا لا مش مصدق ان مكرم العقيل بنفسه قدامي
نهض مكرم ثم عانق ريان وهو يقول
-ليك وحشة يا ريان
ابتعد عنه ريان مع ابتسامة خفيفة ليلتفت الى نرمين ثم يقول باستفزاز خفي
-ايه ده؟ طنط نرمين كمان جت معاك؟
ضحكت نرمين بتهكم ليستمر ريان في ابتسامته المستفزة تلك فهو يعلم مدى كرهها بأن ينعتها احد بذاك اللقب الا وهو "طنط"
......
كانت نور تقف بالقرب من باب المطبخ تحاول سماع اي شيء فهي قد انتابها الشك عندما حذر ريان اسيل من الخروج و بينما هي هكذا قالت اسيل بملل
-يا نور انا صاحبة الشأن و مش عايزة اعرف ...ايه الفضول اللي انتي فيه ده؟ بعدين هستمعي ايه يعني ده الصالة بعيد
فقالت نور
-هششششش.....مرات عمه اسمها نرمين
رفعت اسيل حاجبيها بدهشة لقدرة نور على الاستماع الى حديثهم و ما هي الا دقائق حتى دق هاتف اسيل فذهبت لتجيب لتجد صوت مؤيد يقول بشي من الحدة
-اسيل انتي فين؟
اخذت اسيل نفساً ثم قالت
-انا في الشغل ...في حاجة؟
لم تجد اسيل رد لتشعر بالقلق فقالت بنبرة لا تخلو من الخوف
-مؤيد...في ايه؟
ابتلع مؤيد ريقه ثم قال
-عايز اشوفك دلوقتي
نظرت اسيل في ساعة يدها ثم قالت
-الموضوع ضروري؟
اجابها مؤيد بهدوء
-اه
ابتلعت اسيل ريقها و قالت
-تمام هستأذن و اجي على البيت ... مش انت هناك؟
اعاد مؤيد شعره للخلف بحركة جذابة و تابع
-اه...اجي اخدك؟
فقالت اسيل قبل ان تغلق معه
-لا مش محتاجة هستأذن واجي....سلام
اغلقت اسيل الخط فقالت نور بقلق
-في ايه؟
حركت اسيل كتفيها كدلالة على عدم علمها و هي تقول
-مش عارفة بس مؤيد عايزني ضروري
اماءت نور بتفهم ثم قالت
-تمام روحي
وضعت اسيل هاتفها في جيبها ثم قالت
-هطلع استأذن الاول من ريان بيه بما ان نوران هانم مش هنا
......
كانت نرمين تعبث في هاتفها بينما مكرم يتحدث مع ريان وهو يقول
-يعني غياچث مش هنا ؟
حرك ريان رأسه بالموافقة ثم قال
-جاله شغل ضروري
زفر مكرم بحنق فهو يعلم سبب سفر غياث و على الأرجح لن يحصل على معلومة مفيدة من ريام ولكنه قال بمكر مصطنعاً الحزن
-طب و حالته النفسية عاملة ازاي؟ لسة بيقعد لوحده كتير و مضيع وقته في الشغل و بس؟
ضحك ريان ضحكة رجولية ساخرة من اسلوب عمه الماكر قائلاً وهو يريد اللعب معه قليلاً
-لا حالته اتحسنت اوي ...ده حتى بدأ يفتكر حاجات و مواقف من قبل الحادثة
ابتلع مكرم ريقه ليتأكد ريان من انه اصاب هدفه فها هي شكوكه الأن اصبحت في محلها بشأن مكرم العقيل فهو يعلم بأن الفترة التي كلن خارج مصر فيها حتى حادث جواد حدثت العديد من الامور السيئة التي يسعى مكرم جاهداً ليخفيها عن الجميع ولا سيم في ان زوجته تلك سبب كل تلك المصائب و بينما ريان ينظر الى التغيرات في وجه مكرم و نرمين اذ به يرى اسيل تكاد تطرق باب الغرفة خلفهم فنهض بسرعة من مكانه ثم توجه تجاه اسيل و سحبها للخارج تاركاً مكرم في حالة من الشرود
.....
امسك ريان يد اسيل بقوة ثم سحبها خلفه الى غرفة ما خالية فدفعها للداخل ثم اغلق الباب قائلاً بحدة
-مش قولتلك متطلعيش من المطبخ؟
قضبت اسيل حاجبيها متعجبة من اسلوبه ذاك ثم قالت
-ايوة بس كنت جاية استأذن عشان لازم امشي...بعدين متعصب عليا ليه يعني هو انت ناوي تحبسني في المطبخ؟
اعاد ريان شعره للخلف بعد ان تمالك نفسه ثم قال بهدوء
-خلاص متزعليش بس مش عايز مكرم يشوفك ولا هو ولا مراته
رفعت اسيل حاجبيها ثم ضمت سدها الى صدرها و قالت
-ليه؟
اغلق ريان عينيه بنفاذ صبر قائلاً بنفس هدوءه
-كده و خلاص متخليهمش يشفوكي
احتدت نظرات تسيل للغاية ففالت
-انا مش بعمل حاجة غلط عشان استخبى من حد بعدين يا اما تقولي في ايه يا اما والله هطلع اسلم عليهم برة بنفسي
تصنم ريان من رظ تسيل المفاجئ فقال بتلقائية
-عشان كان عندهم بنت شبهك و ماتت في حادثة
ارتسم الحزن على ملامح وجه اسيل فقالت
-ي عمريي...الله يرحمها
صمت ريان لتستأذنه هي بشأن رغبتها في الذهاب فوافق هو على الفور لتذهب هي و تودع نور ثم تخرج من الباب الخلفي
***في احد الشاليهات***
كان عامر جالس على الأريكة و امامه صديقه كريم فقال بعدم وعي
-اعمل فيها ايه يا كريم؟
ضحك الآخر ثم قال
-بص ديه ملهاش ولا اب ولا اخ فممكن تتكسر عادي
ابتسم عامر و حك مؤخرة رأسه بخفة وهو يفكر في فكرة شيطانية فقال بعد لحظات من التفكير
-انا هخطفها و اجيبها هنا اندمها على اليوم اللي فكرت ترفع اديها عليا فيه
ايد كريم فكرة صديقه ثم قال
-وانا معاك ....مهو مش معقول حتة بت زي ديه تمد اديها عليك
احمر وجه عامر من شدة الغضب ثم نهض من مكانه وهو بالكاد يرى من أثر الخمر فقال وهو يتوجه إلى غرفته
-ما اصحى هشوف هعمل فيها ايه
.....
اغلق غياث حزام الامان و ما ان بدأت الطائرة بالتحرك حتى اغلق غياث عينيه بقوة و وتيرة انفاسه تتزايد تدريجياً ليس خوفاً من الطائرة بل لأنه تذكر اسيل فشعر بألم قوي في رأسه و فجأة نهض من مكانه لتقول احدى المضيفات
-غياث بيه لازم تقعد
احتدت نظرات غياث ثم قال بهدوء
-هنزل من الطيارة
يتبع