اخر الروايات

رواية قتلني قلبي الفصل الثامن 8 بقلم خلود بكري

رواية قتلني قلبي الفصل الثامن 8 بقلم خلود بكري 



سطع قرص الشمس ببريقة الذهبي اللامع ليضيء غرف القصر بأكمله كان سواد الليل الكاحل أخذ الكثير معه من المشاعرة المختلطة بين الكره والحب والرغبة في البقاء وأخرى في الوداع ….
لم تعرف النوم طيلة ليلها لما قد قررت فعلة اخذتها حماقتها بالتفكير في أشياء لن تحصد من ورائها سوي التعاسة لقلبها البرئ ….
كلمات والدها تردد في ذهنها أن تضحي لأجل اختها ولأجل عائلتها بأكملها تكون كبش فداء لهما …. خفق قلبها بألم من كونها ستتخلى عن كل ما تملك من مشاعر كنتها له من الصغر وتنجرف وراء قرار أبيها وتحل محل أختها لتكون زوجة لذلك اللعين وتنقذ أختها من نار الانتقام …
طُرقات علي باب غرفتها افزعتها تحركت بهدوء لترى من الطارق وبداخلها خوف من مواجهته ومعرفته بالحقيقة …
دلف بغضب للغرفه وعينه لا تنذر بالخير أبداً متحدثاً بصوت متألم :
انتي عارفة انتي بتعملي ايه عارفه قرارك ده ومتأكده منه!؟
قالت بثقة صنعتها بألم :
ـ اكيد …
تعلقت نظراته عليها بغضب ليقول بدهشةٍ:
ملك انتِ في وعيك !؟
خفق قلبها بشدة أثر الألم الذي رأته في لؤلؤة عيناه المليئة بالحب الصادق لها :
أكيد يا مالك في وعي شايفني مجنونه يعني !؟
احتدت نظراته بغضب أكثر ليقترب منها بسكون وعيناه تتعمق بالنظر لعينيها أكثر :
يعني مش بتحبيني ولا عاوزاني!؟
أغمضت جفنيها في ألم محاولةً التماسك عن البكاء الآن نظراً لقربه الخطر منها ليرتجف صوتها قليلاً:
ابعد عني يا مالك احنا خلاص قولتلك مش هينفع نكمل …
اقترب أكثر منها حتى باتت النظرات تحكي ما تخفيه القلوب ببراعة ليقول بإصرار أشد:
ردي على اسألتي واوعدك هبعد ومش هتشوفني تاني وللأبد
سمحت لنفسها بالبكاء لتعلو شهقاتها بألم مزق قلبه فعلم أن هناك سراً وراء كل هذا …..
بقلم *خلود بكري*
في الغرفة الخاصة بتجمع العائلة التف الجميع حول طاولة الطعام لتناول وجبة الإفطار فخيم الصمت على الجميع بألم ارتسم علي وجوههم منذُ البارحة ولما قضوا من يوم خسرو فيه خسارة فادحة…. تحدث روان بخفة:
لاه انا مش واخدة على السكوت ده هو فى ميت في البيت
نظر لها يامن بغضب :
افطري عشان أوصلك الجامعة وبلاش كلام كتير
قالت بإصرار :
انت عايزني اشوفكم كده واسكت؟!
قال بنفاذ صبر :
وبعدين ممكن نفطر من غير كلام ..
ابتلعت غصة مريرة في حلقها بألم من حال أخواتها وعائلتها التي باتت بالدمار ..
تنحنح مروان هامسًا:
عاملة ايه يا سلمى؟
صوبت نظراتها في اتجاهٍ آخر وأعيُانها ترفض التطلع إليه قائلة بألم نابع من نبض قلبها :
بخير الحمد لله
استكمل حديثه بتلقائية :
ممكن بعد الفطار اتكلم معاكي شوية؟
خطفت نظرةً عابرة له لتقول بجدية:
وايه لازمة الكلام في الوقت ده انت شايف حال الكل .
امتلء في حلقة الحديث وكاد أن يغضب فحاول التماسك ليقول بجدية :
ليه لازمة لو مكنش ليه مكنتش طلبته .
أشاحت بنظرها للجهة الأخرى لتقول بصوت متألم باكي :
ماشي يا مروان ….
*بقلم *خلود بكري*
انتظر هبوط مالك للذهاب للشركة فتأخر الوقت كثيراً فذهب بعد إنتظار دام لساعةٍ أو أكثر ظنن بأنه ذهب في الصباح الباكر مثلما يفعل في بعض الأوقات جلب يامن هاتفهُ بقلق ليجري عدة اتصالات عليه لكن دون فائدة فدق على هاتف البيت فأتاه الرد من محبوبته …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
رغد بهدوء :
وعليكم السلام
يامن بإبتسامة ماكرة:
معقول هو كل مرة انتي بجد يا محاسن الصدف
قالت بهمسٍ :
شكراً
قال بنفاذ صبر:
تمام احنا لسه زي ما احنا كنت بتصل عشان اشوف مالك مجاش الشركة ليه حد شافه النهاردة..
شردت قليلاً فيما عرفته من اختها وسبب أصوات خناقهم ليلة أمس وفي الصباح الباكر لتقول بحيرة:
مش عارفه يا يامن مشفتوش بس هو في غرفته مخرجش ..
اندهش من الأمر كثيراً حتى قال لها بجدية :
خلي حد من الخدم يطلع يشوفو وطمنيني لو في حاجه
ذهبت مسرعة لغرفته دقت عدة مرات فلم يجيب فذداد قلقها عليه لتهبط مسرعةً للأسفل تنادي على والدته لترى ماذا هناك
وجدت ملك جالسة في شرفة غرفتها تنظر إلى السماء وتبكى بهدوء مزق قلب شقيقتها فأسرعت إليه قائلة :
ملك في أية وليه الدموع دي كلها وفين مالك محدش عارف يوصله من الصبح وقافل غرفته ورافض يكلم اي حد فهميني في ايه ..
ازداد الأمر سوءاً فعلت أصوات بكائها تملأ المكان لتقول وسط شهقاتها :
انا ومالك خلاص انتهينا ..
صدمة اعتلت وجهها لتقول بتعجب :
ازى ده ده انتم كتب كتابكم كان كمان أيام انتي بتهزري صح !؟
نظرت لها بألم قاتل وبداخلها يئن فأذا علمت رغد بما حدث لرفضت أن تكون اختها كبش فداء لها لكن عليها أن تصمت لحين أن تتزوج رغد بمعشوق طفولتها أولاً وتتم هي ما أمرت به لتقول بهدوء :
احنا مش هينفع نكمل لاهو شكلي ولا انا شكله فين حاجات كتيرة مختلفة وانا مش شايفاه غير أخ ليا أو ابن عم مش قادره اشوفه غير كده حاولت ومعرفتش واكيد مش هتجوزه غصب عني …
تمتمت رغد بحزن :
بس مالك بيحبك بيحبك من زمان وصبر عليكي كتير ازي تعملي فيه كده !؟
بعدت نظرها عنها في محاولة لحجب الحزن الطاغي على ملامحها وعيونها التي تبكي دون توقف لتقول رغد بتعجب وحيرة :
طب ليه بتعيطي مش ده قرارك ؟
قالت بتعب :
عشان كلكم جبتو الحق والذنب عليه ظلمتوني .
رغد بهدوء:
وانتي شايفه اللي انتي بتقوليه ده واللي قولتيه امبارح مش غلط لاه يا ملك انتى غلط بجد وانا مش فاهمه ايه اللى غيرك كده …!؟
نظرت لها بسكون مريب وبألم قالت :
عملت كده عشان بحبكم ! وذهبت مسرعة من أمامها تاركه لها عقلها الذي بدأ بتجميع بعض الخيوط في حيرة وتعجب ل تردف بخوف :
معقول يكون في حد بيهددها أو غصبها على قرارها ده !؟
*بقلم*خلود بكري*
أسدلت ستائر الليل بنسيمها المعتاد على الأشجار الملتفة في بهو القصر لتملأ المكان برائحة أشجار مسكُ الليل الموجودة أسفل كل غرفة لينعم الجميع بهدوء الطبيعة الخلابة المحببة لها ….
جلست في شرفتها تسرق بعض النظرات على الأشياء حولها فـ تارة تنظر إلي السماء ببريق نجومها المضيء بخفة، وتارة أخرى تنظر لتلك الأشجار التي بتعثُ هواءً رطباً يجدد الحب في قلبها ….
كانت شاردة تلهو ببعض أوراق الورد المليء على سور شرفتها فوجدت بوابة القصر تفتح على مصراعيها دق قلبها بلهفة وشوق لرؤيته فأخذت تنظر إلي مكانه بحنين ملئ قلبها له …
صف سيارته بأهمال ليهبط مسرعاً فوجدها تسلط نظرها عليه بتعجب فبادلها نفس النظرات وأشار لها أن تهبط للأسفل..
عدلت ملابسها لترتدي حجابها الفضفاض وتلقي نظرة علي وجهها المتصبغ بحمرة الخجل وبداخلها نيران تضرب قلبها بشدة خوفاً من القادم وخوفاً من نفسها التي سامحته دون عقاب ….
وجد الجميع جالسون في صالون المنزل فنظر في كل الأركان لكنه لم يجده فأسأل متعجباً:
فين مالك …؟
قالت سلمى بحيرة !
قافل على نفسه طول اليوم وقال تعبان شوية ومش قادر يخرج ..
قلق عليه كثيراً فقرر الذهاب حيث غرفته ليجده يهبط للأسفل
ويحمل حقيبة سفره ومعالم وجهها لا تنذر أن هناك خيراً أبداً..
تعجب الجميع ليقول يامن بتساؤل:
رايح فين ؟وفينك طول اليوم ؟!
قال بهدوء مريب :
كنت تعبان ونايم
اقترب منه ليقف مقابلاً له :
مالك انت كويس ؟
كانت النظرات كفيلة لتحطيم ما تبقى من قلبه عندما نظر إليه وجد دموعه تهدد بالسقوط فاحتل القلق معالم وجهه ليقول بحيرة :
مالك في ايه مخبيه عليا !
حاول التماسك قليلاً :
في اني مسافر وخلاص مفيش وقت يا يامن لما اوصل هكلمك …
وأسرع للخروج فصدح صوتها يملأ المكان
مالك ‘!
نظر للخلف ليجد رغد تهبط مسرعة وعلى وجهها علامات من الصدمة والذهول لتقول بدهشهٍ:
انتي ماشي وسايب ملك !
صمت وأشاح بوجهه للجهة الأخرى
وقفت أمامه لتقول بجدية:
لو مشيت يا مالك هتخسر ملك وللأبد وكلنا هنخسارها
نظر لها بتعجب متمتماً:
هي اللي عاوزه كده مش هغصبها عليا يا رغد !
قالت ببكاءٍ وخوف :
ملك تحت التهديد !؟

يتبع…




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close