اخر الروايات

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل السابع والثمانون 87

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل السابع والثمانون 87


وصلت السيارة إلى مدخل قاعة الوليمة ونزل نائل من السيارة ماسكا يد خلود.
ملامحه المثالية وعيناه التي تلمعان جذبت كل من حوله ليحدق به.
وقفت خلود إلى جانبه وشعرها أسود طويل مثبت بمشبك من الجوهر الأحمر.

يجب الرد لمتابعة القراءه

المحتو مخفي



قوامها نحيل وبشرتها بيضاء كالخزف مع لمحة من الوردي تزين وجهها الخالي
من التجميل. أنها جميلة لدرجة أن أي شخص ينظر إليها يظن أنها من الآلهة.
بتناغم ملابسهما السوداء والبيضاء بدا كنجمين من مجلة أزياء يصعب عدم
الانبهار بهما.
"من هي .
هذه المرأة بجانب السيد هادي؟"
"السيدة مايا هي من تقف دائما إلى جانب السيد هادي وكنت اعتقد أنهما
متزوجان".
"هذه المرأة جميلة بشكل مذهل !
تبعت مايا الثنائي دون أن يلاحظها أحد على الرغم من تجهيزها الرائع في ذلك
اليوم. شعرت وكأنها البطلة الرئيسية التي تم تحويلها فجأة إلى دور مساعد.
بعد أن استغرقت بضع ثوان لتهدئة نفسها سارت بخطوات سريعة وحاولت
مواكبة سرعة مشي نائل قدر الإمكان لكيلا تبدو مهمشة في أعين الآخرين.
لاحظ بعض زملاء نائل وجذبوه بحماس جانبًا لمناقشة بعض الأعمال.
استغلت مايا هذه الفرصة وأخرجت صندوق سلمته لخلود. "إنه عيد ميلاد
السيدة شمس الليلة سيدة هادي من المناسب أن تسلمي هذه الهدية نيابة عن
شركة هادي".
السيدة شمس هي الرئيسة التنفيذية لشركة متعددة الجنسيات لها العديد من
الصفقات مع شركة هادي. لهذا السبب تختار مايا هدية لها كل سنة نيابة عن
الشركة.
نظرت خلود إلى المرأة الجذابة أمامها وتذكرت مشهد الدراسة في ذلك اليوم
و غمرتها شعور بالقلق.
قبلت الصندوق المقدم لها. "بالتأكيد".
ظهرت ابتسامة غامضة على شفتي مايا. "دعيني أعرفك عليها".
شمس امرأة فرنسية تبلغ من العمر ما يقارب الأربعين سنة واستطاعت الحفاظ
على مظهرها بشكل رائع.
إن شعرها أشقر وقصير وترتدي أقراط لؤلؤ كبيرة مع بدلة وردية نقية. منح
التصميم العصري لزيها طابع ذكاء ونضج.
تحدثت مايا بالفرنسية معها وتبادلت بينهما من حين لآخر. كانت الأجواء لطيفة
للغاية.
وقفت خلود إلى الجانب واستمعت إلى محادثتهما بصمت.
قدمت مايا خلود بالفرنسية للسيدة شمس. "هذه زوجة السيد هادي السيدة
خلود حديد".
ثم صمتت دون أن تتعب نفسها في تفسيرها باللغة الشائية بل انتظرت لتشهد
خلود تجاهل نفسها بنظرة متكبرة في عينيها.
السيدة شمس ليست من الأشخاص الذين يتظاهرون لذا رحبت قائلة: "سعدت
بلقائك سيدة هادي. أنت جميلة بشكل مذهل".
كلماتها سريعة إلى حد ما مما جعل مايا تركز بشكل مكثف لكي تفهمها.
بدت خلود هادئة تماما. "سعدت بلقائك سيدة شمس وشكرا للثناء".
تدفقت سلسلة من الكلمات الفرنسية بلكنة نقية من فمها بسرعة تفوق سرعة
شمس
، مما أدهشها وجعلها تشك في أنها صوتها مسجل مسبقا لولا أنها لم ترى
خلود أمامها بأم عينها.
ذهلت مايا تماما واستفسرت بالفرنسية: هل تعرفين الفرنسية سيدة هادي؟"
أجابت خلود بسرعة باللغة الفرنسية: "بعض الشيء".
بدا الغضب الواضح في عيون مايا نتيجة ردها هل تعتبر هذه الطلاقة بعض
الشيء؟
من النادر أن تلتقي سيدة شمس بشخص يروق إليها بهذا الحد. تحدثت بشغف
مع خلود عن مواضيع مختلفة أخرى.
استمعت خلود بابتسامة، وأولت اهتمامًا كبيرًا لتعابير المرأة الدقيقة وانتظرت
حتى انتهت من الكلام قبل أن ترد ببطء.
لم تستطع مايا أن تصدق ما سمعته. رؤيتهما معًا يتحدثان بسعادة كالسكين
يغرق في صدرها وكلما مر الوقت زاد الألم.
أرغب في إحراجها، ولكن لم أتخيل في أحلامي العميقة أنها لا تعرف الفرنسية
فحسب، بل تتحدثها بطلاقة أيضا !
غمرتها الاستياء الشديد ولكنها لم تستطع أن تفعل أي شيء بشأن ذلك.
سقطت نظرتها بخفة على صندوق الهدايا في يد خلود وتدفقت مشاعر معقدة
في داخلها.
بعد أن تحدثت المرأتان لفترة من الوقت اقترب نائل من خلود بعد أن انتهى
من مناقشة الأعمال ليلتقي بالسيدة.
بعد بضع كلمات لطيفة أخرجت خلود صندوق الهدايا الذي أعدته مايا ومدته لها.
عيد ميلاد سعيد!"
هذه هي
المرة الأولى التي يسمع فيها نائل خلود تتحدث الفرنسية بابتسام. إنها
تجيد اللغة بشكل جيد.
أخذت الهدية بسعادة وعبرت عن شكرها قبل أن تفتحها.
انتشرت رائحة قوية معطرة الهواء فورا برائحة حلوة.
عندما أخرجت العطر اختفت الابتسامة من وجهها درست زجاجة العطر
وتجعدت حاجبيها بسخط.
هذا العطر رائحته جيدة جدًا فإنه لا يقدر بثمن لأنه إصدار محدود |
استخدامه بالفعل".
للأسف، تم
تجمدت تعابیر خلود.
أصبح الأمر واضحًا فإن عطرًا جديدا سيكون له رائحة خفيفة جذا، تم فتح
العطر واستخدامه بوضوح ثم وضعه بسرعة في الصندوق. هذا هو السبب
الوحيد للرائحة القوية عند فتح الصندوق في البداية.
بشكل عام إن إهداء شخص آخر زجاجة عطر مستخدمة كان علامة واضحة
على الاحتقار.
غرق الطرفان في دوامة من الإحراج والاحتقار.
دون أن تعطي خلود فرصة للاستفسار اقتربت مايا بسرعة وانحنت أمام السيدة
بوجه مليء بالذعر واعتذرت قائلة: "آسفة سيدتي السيدة هادي بالتأكيد لم
تفعل ذلك عمدا. هل يمكنك أن تسامحها؟"
انقبض قلب خلود. لم يكن حتى يرى مايا تخرج للاعتذار حتى فهمت في وقت
متأخر أنه كان كله خدعة من جانبها.
كانت تعلم تماما أنني لم أكن الشخص الذي خلق هذه الفوضى، ولكنها خرجت
لتلقي اللوم علي. إنها تريد فقط إذلالي أمام زوجي! وهي ادعت أنه
حتى
سيكون من المناسب أن أقدم هذه الهدية. لقد كسرت طوق العطر منذ فترة
طويلة ومجرد تبرير لإعطائه لي ثم انتظار رؤيتي يثير المشاكل لشركة هادي!
ولكن بغض النظر عن السبب، فإن هذا العطر يأتي .
مني
الآن لذا فإن كل
المسؤولية تقع على عاتقي!
مدت يدها لتأخذ العطر مرة أخرى دون أي تغيير ظاهر على وجهها الجميل
قالت: "أنا آسفة، في الواقع قد أعدت هدية أخرى لك هل تمانعين في الانتظار
للحظة؟"
مسك نائل يدها ووضعها على ظهره معبرًا لها أنه سيتولى المسألة.
لا حاجة للقول إن مايا لاحظت ذلك واشتعلت الغيرة والكراهية بداخلها.
هذا القصر يقبع في منتصف الجبل ومن المستحيل أن تقدر على الوصول إلى
أي محل لتشتري شيئا ! لابد أنها تبتكر بعض الأعذار للخروج وتركنا لتنظيف هذه
الفوضى من بعدها !
وافقت السيدة شمس رغم امتعاضها قائلة: "بالتأكيد".
بعد أن حصلت على موافقة المرأة ألقت خلود نظرة على نائل قبل أن تخرج.
غضبت مايا وهي تحدق في ظهر خلود وهي ترحل . سأرى ما الحيلة التي و
جعبتك !"



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close