رواية شيطان بقلب ملاك الفصل السابع 7 بقلم حازم الباشا
" شيطان بقلب ملاك "
( الحلقه السابعه - قبل الاخيره)
ظلت ندى متجمده في مكانها ، وقلبها يكاد يتوقف من الفرح ، وهي تحدث نفسها ... [ انا كنت متأكده من حب طارق ليا ، هو بس كان مكسوف يبوح بمشاعره ، وانا كنت غبيه برضوا اني ما شجعتوش ، كان مفروض المح له بإني مهتمه بيه ... ]
ندى : الو ، سوري يا طارق ، انا بس ارتبكت اوي لما ...
قاطها صوت ضحكه عاليه من طارق وهو يقول : يا ستي ما تتخضيش اوي كده ، انا كنت بهرز معاكي
ندى بنبره حاده : يعني ايه بتهزر !!!
طارق بارتباك : انا لقيتك متوتره اوي وانتي بتحكي ، قلت اكسر جو التوتر ده
ندى وقد زادت حدتها : وهو ده وقت هزار ، وانا جايه اكلمك في موضوع حياه او موت !!!
طارق وقد زاد ارتباكه : انا اسف يا ندى ، معاكي حق ، مكنش مفروض اهزر
قاطعته ندى وصوتها يشتعل غضبا : اوعى تكون فاكرني عيله عندها ١٧ سنه ، بتزق الشاب اللي عاجبها عشان ييجي ويتقدملها ، فتضحك عليه وتقوله انا جايلي عريس
طارق وقد بدأ يتلعثم : طيب اهدي يا ندى ، انا اسف اني ...
ندى بنفس النبره القاسيه : لا يا استاذ طارق ، انا اللي اسفه اني كلمتك ، واسفه اني طلبت منك تكون اخ ليا ، بس انا هاصلح الغلط ده دلوقتي ، ومن فضلك من اللحظه دي مالكش اي علاقه بيا او بياسين
وقبل ان يرد طارق ، كانت ندى قد اغلقت الخط في وجهه ، للمره الثانيه في اقل من ١٠ دقائق
وما ان اغلقت ندى الخط ، حتى سارعت بفصل الهاتف ، وارتمت على فراشها منخرطه في نوبه بكاء هيستيريه ، ففي لحظات تحول حلمها السعيد الى ... كابوس مؤلم
----------------------------ء
وفي صباح اليوم التالي ...
استيقظت ندى وقد استعادت بعضا من توازنها ، واستنتجت ان مزحه طارق ، كان المقصود منها توصيل معلومه محدده ولكن بشكل مهذب ... وهي (انه لا يفكر في الارتباط بها) !!!
وبالتالي فعليها ان تحسم موقفها من والد ياسين ، بشكل حيادي ، دون ان تعطل حياتها في انتظار وهم الزواج من طارق
وفتحت ندى هاتفها لتجد عشرات الاتصالات من شروق ، ولم تجد اي اتصال من طارق !!!
فبادرت بالاتصال بشروق ، ودار بينهما هذا الحوار ...
ندى : صباح الخير يا شروق
ردت شروق بصوت منفعل : انتي فين يا ندى ، كلمتك كتير وتليفونك مقفول من امبارح
ندى : معلش يا حبيبتي ، كنت محتاجه اقعد مع نفسي افكر في الموضوع
شروق بلهفه : ووصلتي لإيه طمنيني ؟؟؟
ندى بصوت مستسلم : مفيش مانع اني اقابل الراجل ده ، بس بشرط انك تقعدي معانا ، وانه يبقى فاهم ان دي مجرد مقابله تعارف ، ولازم ياسين ميعرفش اي حاجه عن الموضوع ابوه ده لحد ما افهمه انا بالتدريج
شروق بصوت يكسوه الفرح : ياما انت كريم يا رب ، انا هاكلمه دلوقتي ، وان شاء الله مش هيعترض
عقبت ندى : وطبعا مش هيجي البيت ، هنتقابل في مكان عام
شروق : على خيرة الله ، هارتب معاه على بكره بالليل
ثم انهت شروق المكالمه سريعا خوفا من ان تغير ندى رأيها ، واتصلت بعبدالرحمن لتبلغه بشروط ندى
-------------------------ء
وعلى صعيد اخر ... وفي نفس التوقيت
استيقظ طارق والحزن قد مزق قلبه الى اشلاء متناثره ، فهو يدرك تماما ان ما فعله بالأمس ، كان يعني انه فقد ندى وابنها الى الابد
فارتدى ملابسه واستقل سيارته الفاخره حتى وصل الي منطقه مقابر ، حيث دخل الى احد القبور ، وخر على ركبتيه والدموع تنهمر من مقلتيه كسيل جارف
وظل يردد وهو ينتحب : انا اسف يا فاطمه ، سامحيني يا روح قلبي ، انا عمري ما خنتك ومستحيل اخونك
ثم اجهش ببكاء حار وهو يتحسس جدران القبر ويقبل اركانه ، ونحيبه العالي يكاد يوقظ اهل القبور
---------------------------ء
وفي مساء اليوم التالي ....
ذهبت شروق وبصحبتها ندى وياسين الى لقاء عبدالرحمن في احد المطاعم الفاخره بالقاهره
كانت ندى قد شرحت لياسين انهم بصدد لقاء احد اقاربهم الذي عاد للتو من السفر
وما ان دخلت ندى قاعه المطعم ، حتى رفعت عينيها لتتفحص الجالسين ، وفي اقل من ثانيه كانت قد عرفت ايهم هو "عبدالرحمن"
فلقد كان عبدالرحمن هو نسخه مكبره من ياسين ، ولكن في صوره رجوليه شديده الوسامه
في تلك اللحظه كانت شروق تلوح بيدها لعبدالرحمن وهي تتقدم نحوه ومن خلفها ياسين وندى ، وقبل ان تتفوه بكلمه واحده ...
كان عبد الرحمن قد ترك طاولته ، واندفع مسرعا بإتجاه ياسين ، وقام بحمله ، واحتضنه بقوه ، وقد غلبته دموعه ، في مشهد مؤثر ، لدرجه انه ابكى ندى وشروق وبعض الجالسين في المطعم
قطع هذا المشهد صوت ياسين وهو يقول باندهاش : في ايه يا ماما ، انتوا ليه كلكم عمالين تعيطوا !!!
في تلك اللحظه انتبه عبدالرحمن انه لم يصافح ندى ، فبادر بإفلات ياسين من بين ذراعيه ، وقال بصوت مرتبك : انا اسف يا جماعه ، لهفتي بياسين نستني اني ارحب بيكم
جلس الجميع بعد ان تصافحوا ، ثم التقط عبدالرحمن باقه انيقه من الورود ، وقدمها الى ندى قائلا : انا اسف ما عرفتش اجيب لحضرتك هديه تليق بيكي
ابتسمت ندى وقالت : بالعكس ، انا بعشق الورد ، تسلم ايدك
رد عبدالرحمن وهو يلتقط مجموعه من الحقائق ويناولها لياسين : حضرتك كلك ذوق يا ندى هانم ، ودي شويه لعب يارب تعجبك يا ياسين
احتضن ياسين الحقائب بفرح شديد وقال : متشكر اوي يا عمو
تدخلت شروق في الحوار مخاطبه ياسين : ايه رأيك نسيب ماما وعمو يتكلمو شويه ، ونقوم احنا نفتح اللعب دي على تربيزه تانيه
رمقتها ندى بنظره ناريه ، الا ان شروق تجاهلتها واصطحبت ياسين وتوارا الاثنان في طاوله بعيده عن ندى وعبدالرحمن ، الذي قطع حاجز الصمت قائلا : قبل ما نتكلم في اي حاجه ، انا عاوز اشكرك على كل اللي عملتيه مع ياسين ، انا مدين ليكي بحياتي كلها ، وحابب اطمنك ، ياسين مستحيل يفارق حضنك ، سواء حصل نصيب واتجوزنا او لا ، لأنه ببساطه ابنك انتي اكتر ما هو ابني انا
كانت تلك البدايه كافيه جدا لان تشعر ندى بكل الطمأنينه والامان ، وانطلق عبدالرحمن يروي لندى قصته بشكل مفصل ، ويستمع الى تفاصيل رحله ندى في تربيه ياسين
وكان العنوان الرئيسي لهذا اللقاء هو الود والتفاهم ، فلقد رأي عبدالرحمن في ندى ..... منبع للحنان والعطاء والرقه
وقد رأت ندى في عبدالرحمن ..... النسخه الكبيره من فلذه كبدها "ياسين" بكل ملامحه وتصرفاته وادق تفاصيله
الا ان هذا الحدث المفرح لم ينجح في ايقاف نزيف الالم والحسره بقلب ندى ، بعد ان فقدت حلمها الكبير ... (طارق)