رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الخامس والسبعون 75
صدع صوت انكسار الكوب على الأرض بالقرب من قدمي خلود.
سقط الكوب على الأرض وتحطم وانسكب الماء الساخن على كعبي خلود.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
"أمي ماذا تفعلين؟" أمسك نائل خلود في ذراعيه وخلع حذائها ليكشف عن
قدميها البيضاء التي احمرت بسبب الحروق.
"أحضري علبة الإسعافات الأولية لي".
لم تجرؤ الخادمة على التأخير وركضت على الفور لجلب علبة الإسعافات
الأولية.
إن جمانة تثور غضبًا شديدًا لدرجة أنه لم يجرؤ أحد الذين كانوا بالقرب منها
على البقاء فسرعان ما خلقوا أعذارًا وتسرعوا للرحيل.
راقبت جمانة نائل وهو يضع الدواء على قدمي امرأته وشعرت بالإحباط أكثر
فأكثر. "هناك الكثير من الناس هنا. انظر ما قالته زوجتك لي للتو ليس لديها أي
نوع من الأدب"
"من الواضح أنك جلبت ضيوف غرباء للتنمر عليها معاً. واصل نائل وضع
الدواء على قدمي خلود وهو يشعر بالحظ السعيد لأن الإصابة لم تكن خطيرة.
أحنت خلود رأسها فهي قد فهمت أخيرًا لماذا أصرت جمانة على مجينها مع
زوجها اليوم.
هذه فرصة جمانة للتحالف مع الآخرين لإهانة خلود.
"ما الذي فعلته لإهانتها؟ هل قلت شيئا خاطئا؟ انسى حقيقة أنها لم تحمل
بالرغم من وجودها معك لفترة طويلة، وهي تعمل دائما ولا تهتم بك إطلاقا. ما
فائدة هذه العلاقة؟"
ظلت جمانة تحدق بخلود بشراسة كما لو أن بينهما ثأر
دموي.
وضع نائل يديه على كتفي خلود لرفعها من الأريكة. "لنذهب".
"هل قلت لك أنك تستطيع المغادرة؟ أنت تفتقر للأدب حقا". علمت جمانة أنه لا
جدوى من موعظة نائل لذا وجهت كلامها إلى خلود: قد لا يعرف نائل الأمر
لكنك كزوجته يجب أن يكون لديك بعض الحس".
عضت خلود شفتيها وهي تتملص قليلا للنزول من حضن نائل لكن ذراعي الرجل
القوية لم تسمح لها بالمقاومة.
حاولت بلا جدوى ثم قالت: "سيدة هادي كما ترين ليس أنا من يتصرف بغير
عقلانية الآن. ابنك من يجبرني على التصرف بهذه الطريقة
غضبت جمانة لدرجة أن خديها ارتجفا من الغضب. "اغربي عن
أحتقر النساء الغير مؤدبات والخشنات مثلك "
وجهي ! أنا
أنا نادمة على جلب هذه الساحرة الغاوية إلى منزلي ! إن ابني متيم بها الآن. هذا
أمر بشع !
عاجزة عن إخفاء استياءها عضت خلود شفتيها وردت قائلة: "هذا ليس بالأمر
الغريب فأنا لا أحبك أيضا!"
خرج نائل من منزل العائلة حاملا خلود في ذراعيه.
يمكن سماع غضب جمانة وشتائمها من خلفهما.
"حتى بلا كنوز لن أوافق عليك أنت كزوجة لابني هناك العديد من السيدات
الشابات المرموقات الأخريات لي للاختيار من بينهن"
قالت لها خادمتها: "سيدة هادي لا تزعجي ولا تتنازعي مع هذه الغبية الجاهلة"،
داعمة جمانة بينما يدخلان دولاب الملابس. " لدينا حفلة لحضورها في الأسبوع
القادم لما لا ندخل ونختار بعض الملابس؟"
كانت الخادمة تعلم أن جمانة تحب ارتداء الملابس الجميلة ولذلك سترفع
معنوياتها على الفور.
دخلت الاثنتان الخزانة الملابس سويًا حيث هناك آلاف الفساتين بأنماط مختلفة
معلقة في الداخل. توجد فساتين بجميع الفئات السعرية بما في ذلك الطبعة
المحدودة.
بحثت جمانة في المكان بأسره ولم تجد ما تبحث عنه مما ازداد من سوء
مزاجها.
"هل تتصلي لي بفيفي ؟ سأطلب منها تصميم ثوب جديد لي".
سارعت خادمتها في الموافقة: "سمعت أن أمل موهوبة جدا ونجمة صاعدة في
صناعة التصميم. لقد طلبت إحدى صديقاتك تصميم ثوب لها ولفتت الأنظار في
الليلة التي ارتدت فيها الفستان".
لدى جمانة كبرياء عالي لا يمكنها أن تتحمل أن يسرق الآخرون الأضواء عنها.
"يجب أن تحضري لي فيفي"
في الحال!"
تحركت السيارة ببطء نحو منزل جدة خلود. نظرت خلود إلى خارج السيارة
وتأملت للحظة.
إلى متى تستمر العلاقة التي لا يحبها العائلة عادة؟
عندما تذكرت كلمات تلك السيدات الذين تكلموا في وقت سابق ظلت خلود
صامتة للحظة قبل أن تقول له: "نائل علينا أن نتطلق!"
في اللحظة التي تبوأت فيها توقفت السيارة مباشرة.
كادت خلود أن تسقط بسبب عدم تثبتها بإحكام. التفتت لتنظر إليه فبدت عيناه
مليئتان بالكآبة.
"ماذا قلت لي؟"
مسكت خلود حقيبتها بكلتا يديها وبدت غاضبة بشدة.
"ألم تقل أمك أنها ترغب منك طفلا؟ بما أن هذا غير ممكن في المستقبل القريب
فلا داعي لك للتفكير في ذلك الآن. لا أرغب في أن أعيقك".
سألها نائل بجدية "متى قلت لك أنه عليك إنجاب طفل؟"
"ولكنك لا تقل عمرا لذا أقول هذا من أجلك. عدت على أصابعها وأدركت أنها
لم تكن في العشرينات من عمرها وليس لديها مثل هذه الخطط
بعد.
هل تقصد أنني هرمت؟
أمسك بيدها الصغيرة ونظر إلى عينيها اللامعتان. "إذا كنت ترغبين في أن
تفعلي أشياء من أجلي فابقي معي وإلى جانبي بطاعة ودعي كل شيء يسير
بطبيعته".
توقفت خلود عن التفكير وضعت تلك الهموم في خانة في ذهنها إلى وقت
لاحق.
"إذا سأذهب لأتفقد على حال إبتهال".
"سأتي لأوصلك فيما بعد".
انطلقت السيارة ورجع نائل إلى المكتب.
عندما رأت يده المصابة قلقت مايا على الفور. سيد" هادي كيف جرحت يدك؟"
التفت يده بالشاش والإصابة لم تبدو بسيطة.
أكمل قراءة الملفات أمامه بعد أن أجابها بهدوء: "لم يحصل لها أي شيء".
نظرت مايا إلى يده المصابة وقلقت للغاية. كانت يده في حالة جيدة تماما
عندما غادرت قبل يومين لا بد أنها أصيبت بعد لقاءه مع خلود. إن حظ خلود
سيء بالتأكيدا لا يحدث أي شيء جيد للسيد هادي بسببها.
عليه
عملوا حتى وقت متأخر في المساء. عندما غادر نائل تبعته مايا إلى المصعد.
.
اقترحت مايا وهي تعض على أناملها بقلق: "سيد هادي ماذا لو ذهبت معك إلى
غرب المدينة؟ يمكن لوجودي أن يساعدك، أليس كذلك؟"
كل ما ترغب فيه الآن أن تكون إلى جانبه وتتأكد من أنه لن يتأذى مرة أخرى.
انخفض المصعد ثم فتح.
أجابها: "لا داعي لقدومك فخلود ستهتم بي. ثم خرج وتركها مصدومة داخل
المصعد تنغلق أبوابه عليها وهي صلبة لا تتزحزح تشعر وكأن أغلى رجل في
حياتها قد تخلى عنها.
فكرة أن خلود ستكون مع نائل وأن يمضيا وقتهم معا بسعادة ملات قلبها
بالحقد.
أتنها مكالمة هاتفية من فادي في لحظتها.
"بالنسبة للشروط التي ذكرتها في المرة السابقة، أنا موافق.
"حسنا إذا أتطلع إلى العمل معك"
بعد أن ركبت خلود معه في السيارة، عاد بهما نائل إلى شقتهما في غرب
المدينة.
"نسيت أن اليوم علي تغيير ضمادة الجرح".
راقبها نائل وهي تغير حذائه وتسارع إلى غرفة الجلوس. أحضرت خلود بسرعة
بعض الدواء المضاد للالتهاب من الدرج ووضعته على طاولة القهوة ثم التفت
لتنظر إليه.
"تعال إلى هنا بسرعة!"
غیر نائل حذائه على عجل وسار بخطوات سريعة ليجلس بجوار الأريكة.
جلست خلود إلى جانبه وفكت ضمادة يده كاشفة الجرح الذي شفي بشكل
كبير. وعندما وضعت الدواء لم تنسى أن تنفخ بلطف على الجرح.
سألته "هل يؤلمك؟ "وهي تلوم نفسها في داخلها لأنها أغلقت باب السيارة على
یده بقوة اليوم الآخر.
رفع نائل يده وفرك رأسها الصغير بلطف قائلًا بصوت هادئ: "لا".
"ماذا ترغب أن تأكل؟ ساعده لك".
مسك بذقتها بيده ورفع وجهها كي تنظر مباشرة في عينيه.
انحنى بلطف ووضع قبلة ناعمة على جبينها. "أي شيء سيكون رائعا".
احمر وجه خلود و همست بلطف توافقها ثم ذهبت إلى المطبخ.