رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثالث والسبعون 73
استطاعت مايا التخلص من يد سالم التي قبضت على يدها لجرها خارج
المكتب: "ماذا تفعل؟ لماذا لم تمنع السيد هادي من تخريب الخطة بأكملها .
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
أجل امرأة؟"
في اللحظة التي خرجت فيها مايا من المكتب، علمت.
نائل ليس من النوع الذي يغير رأيه بسهولة .
لقد غير رأيه من أجل خلود.
تنهد سالم في وجهها. "بما أنك تعلمين ذلك نفذي أوامر سيد هادي دون
اعتراض هل تعتقدين أنك تستطيعين إيقافه؟"
من
وقفت مايا مذهولة بعد أن أجابها سالم بهذا وانصرف لتحضير الأمور اللازمة.
شعرت كأن قلبها ينزف بغزارة.
صحيح كيف يمكنني تغيير أي شيء لوحدي؟
ذهبت مايا بعد ساعات العمل إلى حانة هادئة بالقرب من شقتها لتشرب
وتسترخي.
جلست في زاوية خالية وصوت ضحك الرجال والنساء يأتي من الطاولة خلفها،
متناقضا بشكل واضح مع مزاجها الحالي.
طلبت مشروب قوي وشربته في مرة واحدة.
حرق مذاقه الحار حلقها ولكنها طلبت كأس آخر.
كلما فكرت فيما يقوم به نائل من أجل خلود كلما شعرت وكأن الكحول في
معدتها لا تقارن بالمرارة في قلبها.
التقت بنائل لأول مرة في المدرسة المتوسطة ووقعت في حبه من اللحظة
الأولى.
أعجبت به سرًا لسنوات عديدة إلى أن سرقته منها امرأة أخرى قبل أن تعترف
بمشاعرها.
هذه الحقيقة الأليمة التي تحتاج مايا إلى أن تتقبلها.
ظهر شخص طويل من الغرفة الخلفية.
عندما ظهر من الظلال كاد يشبه عارض أزياء.
عندما سلط الضوء عليه ظهر وجهه الوسيم ذو عيون سوداء ورموش كثيفة
تلقي ظلا على وجهه.
انبعثت منه طاقة ساحرة شعرت بها من بعد.
اقترب الرجل من مايا إلى أن توقف بجانبها.
قال لها بصوت عميق يليق بمظهره الأسر: ليس" آمن أن تشرب فتاة مثلك
وحدها في حانة".
غیرت تعابير وجهها بسرعة وحدقت به إلى أن تعرفت عليه وسألت: "فادي ماذا
تفعل هنا؟"
"أحد فناني الشركة فاز للتو بجائزة أفضل ممثل لذا نحن هنا من أجل
الاحتفال".
جلس فادي إلى جانب مايا وطلب كأس من الويسكي.
بعد قليل علق قائلا "رأيت" الأخبار". ظهر نائل في الأخبار كثيرًا في الآونة
الأخيرة وفادي يتابع الأخبار بانتظام.
لم يستطع فادي قراءة مشاعر مايا من تعابير وجهها المنغلقة.
بعد لحظة تكلمت فجأة. "يمكنني مساعدتك إذا أردت ولكن بشرط واحد؛ عليك
أن تساعدني في التخلص من تلك المرأة".
يبتعد نائل عن مايا أكثر فأكثر في الآونة الأخيرة رغم كل محاولتها من التقرب
منه.
إن اختفت خلود من حياته قد يعود إليها نائل الذي اعتادت عليه. حتى لو لم
أتمكن من التقرب إليه سأكتفي بمشاهدته من بعيد والوقوف إلى جانبه بصمت.
"سأفكر في الأمر".
في
ذلك الوقت تعمل خلود في المتجر منذ الصباح وقضت المساء بأكمله تضبط
التصاميم واستعرضت مبيعاتهم للشهر كله.
تعبت لدرجة أن نظرها بدأ ينحدر
صرخت جنى فجأة وهي تركض بحماس من الباب. "آنسة حديد هناك رجل
وسيم يسأل عنك عند الباب".
رجل وسيم؟ ماذا يفعل نائل؟
خرجت لكي تلقاه : بعد أن :
وضعت عملها جانبا.
"هل وجودي هنا يعيق عملك؟"
وصل صوت رجل واضح وساطع إلى أذنيها واتسعت ابتسامة خلود على وجهها
إثر سماع هذا الصوت.
بندر كيف عرفت أنني أعمل هنا؟"
لاحظ بندر التغير الطفيف في تعابير وجهها وابتسم بدوره. "شركة الرضا لها
فرع واحد فقط في كل منطقة لذا من السهل العثور عليك. هل سببت لك
بمشاكل في تلك الليلة؟"
عندما تذكرت تلك الليلة شعرت ببعض الإحراج. "كلا، فهو لم يقصد أي ضرر.
سألها بندر: "مقر عملي قريب من هنا. ماذا لو أتيت معي لأريك المكان؟"
وافقت خلود لتناسب الوقت مع وقت استراحة الغداء، "حسنا".
صممت الورشة تصاميم شعبية بشكل خاص بين النساء المعاصرات.
يتم استقبال الحاضرين إلى الورشة بعناصر تصميم قوية وديكورات إبداعية
وأستوديو تصميم واسع.
ظنت خلود أنه إذا أصبح لديها مقرها الخاص بها يوما ما فإنها بالتأكيد ستعرض
تصاميمها الخاصة حتى يتمكن المزيد من الناس من رؤيتها كما يفعل بندر.
مر الوقت بسرعة بينما يناقشان حياتهم المهنية وخططهم المستقبلية.
عند عودة خلود إلى المتجر اقتربت جنى بفضول منها وسألتها: "هل هذا الرجل
الوسيم حبيبك؟"
"لا أنا متزوجة".
نظرت إليها جنى بتعاطف "لا بد أنك نادمة على الزواج المبكر، أليس كذلك؟
لقد فاتك رجل وسيم مثل هذا!"
تباهت خلود بشكل مرح: زوجي أكثر وسامة من ذلك الرجل ويدللني كثيرا!"
ظنت جنى أن خلود تتظاهر لذا ضحكت قائلة "استمري في التظاهر".
الرجل الذي رأته للتو لم يكن فقط وسيما ولكنه كان لديه طابع عظيم أيضًا. لم
تصدق جنى أن رجل أفضل منه قد يكون متوافر.
ظهر أحد ما في مدخل المتجر.
أعطى الرجل طابعا طاغيا وهو يقف بطوله الشامخ ملامحه وجهه الدقيقة
والطابع الفائق الذي يتمتع به كافية لتدهش أي شخص بمجرد إلقاء نظرة
واحدة.
اندفعت جنى نحوه وسألته والغيرة تهطل من لسانها: "سيدي هل أنت هنا لشراء
ملابس لصديقتك؟"
رد بصوته الجذاب: "أبحث عن شخص ما "
شعرت خلود برعشة في ظهرها عندما نظارات إليه احمر وجهها بالكامل.
"نائل؟ متى وصلت؟"
انتشرت الحمرة على وجهها وهي تتساءل بحرج إن كان قد سمع كل ما قالته
جنى للتو.
لم يرتح نائل إلى نظرات جنى الفضولية لذا ابتعد عنها وظل ماشيا.
لحقت به خلود.
وقف نائل بجانبها سيارته السوداء المركونة عند المدخل بصمت والهواء جليدي.
شعرت خلود بالاستياء. "لماذا رجعت مرة أخرى؟"
رد عليها ببرادة: "هل هذه المنطقة ملكك ؟ هل أنت الوحيدة التي يمكنها أن تأتي
إلى هنا؟"
لم تعرف كيف تجاوب على رده هذا.
مسح سالم العرق من جبينه بالطبع إنه هنا من أجل رؤية السيدة هادي. لماذا لا
يستطيع التحدث إليها بشكل صحيح؟
نظرا لأن نائل لن يتحدث، لم ترغب خلود في الوقوف هناك وتتعرض للإهانة.
اللحظة التي بدأت تعود فيها أمسك نائل بمعصمها. "من قال لك أنك يمكنك
أن تغادري؟ "
قبضته القوية أحكمت على يدها ولم تستطع الإفلات.
رن هاتفه فترك يدها ليجيب على المكالمة.
علا صوت جمانة تقول له: "نائل تعال إلى منزل هادي للعشاء يوم
لم ترغب خلود في إصدار أي صوت فتمالكت أنفاسها.
السبت".
كادت جمانة أن تنهي المكالمة عندما أضافت بسخرية "لا تنسى | أن تحضر تلك
القروية معك!"
اتسعت عينا خلود مندهشة. أتعنيني أنا؟
رد نائل بصوت قاسي: "انها ليست قروية".
"المهم أنك عرفت من أقصد بذلك".
أنهت جمانة المكالمة بنفسها بعد ذلك ووضع نائل هاتفة في جيبه، "سمعتيها.
تعالي معي يوم السبت".
احتارت خلود.
لم تحبني جمانة قط، لم تريد أن أحضر معه يوم السبت؟ هذا أمر غير مطمئن.
"حسنا".