رواية قتلتني قسوته الفصل السادس 6 بقلم جنة مياز
اوصلت اسمهان اسراء الى المدرسة و بينما هي تسير الى مدرستها وجدت سيارة عامر تتوقف امامها ليترجل هو منها ثم يقول
-اسمهان استني
زفرت اسمهان ثم تابعت سيرها ليركض هو ثم يقف امامها ليسد عنها الطريق و يقول بحدة
-انا مش بكلمك؟
رفعت اسمهان حاجب ثم نظرت له و قالت ببرود
-وانا مليش مزاج ارد...اظن اني حرة
كادت اسمهان ان تذهب الا انه وقف امامها مرة اخرى قائلا بهدوء
-طب اسمعيني على الأقل...لو سمحتي
تنهدت اسمهان ثم لانت ملامحها قليلاً و نظرت له نظرة تحثه على الاكمال ليتابع هو
-اسيل مش واثقة فيا صح؟
اماءت اسمهان له ليحك هو مؤخرة رأسه و يقول
-كده عندنا مشكلتين...اسيل و ماما
ضحكت اسمهان بشكل لطيف و بعد ذلك قالت وهي تبتعد عنه
-لما تلاقي حل للمشكلتين ابقى قولي
زفر عامر ثم قال لنفسه
-هقنع ماما الاول و اسيل أمرها سهل
عاد عامر ليركب سيارته بينما من جهة اخرى.....
ترجل ذاك الوسيم من سيارته بكبرياء طاغي ثم نزع نظارته الشمسية و توجه لداخل المطعم بهدوء كعادته و بينما هو صاعد على الدرج كانت اسيل تنزل بسرعة و دون قصد اصطدمت به و كادت ان تسقط فأمسكها هو من خصرها بشكل تلقائي و نظر بعدها الى ملامحها الطفولية البريئة و فجأة شعر بألم شديد في رأسه بينما اسيل ابتعدت عنه بسرعة قائلة بحرج
-اسفة مكنتش اقصد
لم يبد غياث اي ردة فعل و انما تركها و صعد بينما ظلت اسيل تستغفر الله كثيراً لانها كانت بذلك القرب من شخص لا يحل لها
****في الطابق العلوي***
سحب غياث مقعده بجانب ريان ثم جلس ليقول الآخر
-هتجيب العربية امتى؟
اخرج غياث هاتفه ببرود ثم قال وهو يعبث به
- بكرة
ابتسم ريان ثم قال
-ديه هتبقى رابع عربية صح؟
حرك غياث رأسه نافياً و قال
-الخامسة...الرابعة "Dodge" بس وديتها تتعدل
صمت ريان ليدخل مندوبين الشركة الأخرى في تلك اللحظة ثم يبدأو بالحديث عن العمل بعد ان القوا السلام و جلسوا
"""بعد بضع دقائق"""
صعدت اسيل لتضع لهم طلباتهم في اللحظة التي كان غياث بدأ يشعر بالغضب فقال بشيء من السخرية للمندوبين
-لا وانا المفروض اوافق طبعاً و ابدأ اتاجر في نوع فاشل من العربيات صح؟
كاد أن يتحدث احد المندوبين الا ان غياث نهض عن مقعده فجأة دون ان ينتبه ان اسيل بجانبه تحمل المشروبات فاصطدم بها عن طريق الخطأ ليسقط كل شيء في يدها على ثيابه في اقل من ثانية لتقول هي بسرعة
-غياث بيه انا بجد اسفة
نظر غياث الى ثيابه المبتلة بهدوء تام ثم نظر إلى اسيل و قال بنبرة مرعبة
-مش بتشوفي صح؟
صمتت اسيل ولم تجب ليتحدث هو بإنفعال ممزوج بالغضب
-ردي عليا
قضبت اسيل حاجبيها ثم قالت بحدة وهي ترفع سبابتها امام وجه غياث
-اولا صوتك ميعلاش و ثانيا قولتلك اسفة خلاص ملوش لزوم تزعق كده
وضع ريان كفيه على وجهه قائلا بصوت منخفض
-ليه يا اسيل تنتحري بالمنظر ده؟
بينما رفع غياث حاجبيه من تلك الوقحة و قال بعدها وهو يبتسم ابتسامة لا تبشر بالخير
-انتي اد النبرة اللي بتكلميني بيها؟
ضمت اسيل يدها الى صدرها ثم قالت بثقة
-مغلطش عشان ارجع في كلامي
ضحك غياث قائلاً بتعجب بعدها
-لا و واثقة من نفسك كمان
لم تبد اسيل اي ردة فعل ليقترب هو ثم يهمس بجانب اذنها و يقول
-انا لو قتلتك ولا حد هيتأثر
ابتعدت اسيل عنه و قالت وهي تسخر منه
-يا الله هتقتلني عشان دلقت الكوبيات عليك بالغلط؟ ايه المبرر الرهيب ده؟
ابتسمت اسيل و تابعت وهي تنظر له نظرات تحدي
-مش هخاف منك على فكرة
جاءت نور في تلك اللحظة ثم ركضت وسحبت اسيل من ذراعها وهي تقول
-خلاص يا اسيل مش مستغنين عنك احنا
بينما من الجهة الأخرى امسك ريان المناديل الورقية و قال وهو يعطيها لغياث
-خلاص يا غياث مكانتش تقصد بعدين مهي اعتذرتلك
اخذ غياث المناديل بعنف من ريان ثم نزل ليعتذر الآخر الى المندوبين ثم ينزل بعدها ليلحق به
....
خرجت اسيل من دورة المياه بعد ان غسلت وجهها جيداً بالماء و ما ان فعلت حتى رأت غياث يخرج من مكتب مديرها ببرود ثم يخرج من المطعم بالكامل لتأتي نور و تقول بقلق
-تفتكري قاله ايه؟
هزت اسيل كتفيها بلا مبالاة ثم ذهبت لتكمل عملها بينما من جهة مختلفة تماماً....
كان مؤيد جالس على ذلك المكتب الفخم و امامه رجل ما يجلس ببرود تام و يقول
-مؤيد بيه انا مليش غير اني ابلغك باللي اتقالي
ضحك مؤيد بقوة ثم قال بثقة
-قول للي بعتك انا مش هخاف و فكره كويس بأنه لو باع انا هبيع
نهض الرجل من مكانه ثم عدل بدلته و قال بشكل جاد
-تمام يا مؤيد بيه
خرج الرجل من المكتب ليتنهد مؤيد ثم يقوم بفتح درجه ليخرج صورة اسيل منه و يقول بهدوء
-من غير ما تعرفي انتي واختك جبتولي المشاكل...بس هتفضلي ليا يا اسيل ما اللي دبسني مع ابوكم زمان ناوي يخلع و يشيل ايده من الموضوع و يشيلني انا كل حاجة لوحدي
ابتسم مؤيد ثم وضع الصورة في درج مكتبه و نهض ليخرج من المكتب
***في احدى المدارس الثانوية***
كانت اسمهان تعبث في هاتفها عندما تلقت رسالة من عامر محتواها
-مستنيكي بعد المدرسة
قضبت اسمهان حاجبيها للحظات و بعد ذلك وضعت هاتفها في جيبها ببرود دون ان تجيب على رسالة عامر بينما الآخر بعد ان ارسل الرسالة طرق باب غرفة ما ثم فتحه و قال بابتسامة جذابة
-نازلي هانم ايه الحلاوة ديه؟
ابتسمت نازلي وهي تضع عطر من اجود انواع العطور و اغلاها ثم قالت بعدها
-تعالى يا عامر
دخل عامر ثم اغلق الباب و جلس على الفراش لتلتفت هي له ثم تقول بهدوء
-عايز كام المرة ديه؟
ضحك عامر قائلاً
-انا بردو بتاع الكلام ده؟
ضيقت نازلي عينها ثم قالت
-امال عايز ايه؟
ابتسم عامر و اعتدل في جلسته قائلاً
-عايز اخطب
فتحت نازلي عينيها بفرح قائلة بعدم تصديق
-بتتكلم جد؟! اكيد چاسمين صح؟
امتعضت ملامح وجه عامر ثم قال بشيء من الاشمئزاز
-چاسمين؟! لا طبعاً ديه متنفعنيش نهائي
قضبت نازلي حاجبيها ليقول عامر بابتسامة هادئة
-عايز اخطب اسمهان كمال الدين
ما ان انهى عامر كلامه حتى نهضت نازلي من مكانها قائلة بغضب بائن
-انت لسة على موالك مع البنت ديه يا عامر؟!!
ابتلع عامر ريقه ثم قال
-يا ماما افهمييني شوية...اسمهان مش زي ما انتي فاكرة
رفعت نازلي حاجبيها بتعجب من اسلوب ابنها ذاك و دفاعه عن فتاة لا اهل لها كما تظن هي ليسترسل عامر حديثه بجدية
-اسمهان يا ماما تقدر تدافع عن نفسها كويس و مش بتسمح لحد يتخطى حدوده معاها
ابتسمت نازلي بسخرية و قالت بعدها
-انسى يا عامر...واحدة زي اسمهان ديه مش من مستوانا و هتشوه صورتك قدام الناس بعد ما مامتها سابت كمال الدين و راحت اتجوزت اللي اسمه احمد ده...انا اصلا مش عارفه ازاي بباك وافق ان مروة تتنقل معاها في نفس المدرسة بس لولا ان اختك متربية كويس كان زمانها بقت نسخة من اللي اسمها اسمهان ديه
زفر عامر بحنق لتخرج نازلي من الغرفة بكبر و غرور وبعد لحظات دخلت مروة وهي تضحك باستفزاز و تنظر الى اظافرها ببرود و ما ان جلست على المقعد حتى تحدث عامر متأففاً
-خير
وضعت مروة قدم على اخرى و قالت
-هخليك تخطب اسمهان
رفع عامر حاجبيه قائلا بعدها
-بس....
ابتسمت مروة و دوى بريق المكر في عينها و بدأت تخبره بمبتغاها بينما في مكان آخر خارج مصر كان ذلك الرجل صاحب العقد الخامس يأخذ مكتبه ذهاباً و إياباً وهو يفكر في حل لتلك المعضلة التي ان اكتشفها احد سينتهي تعب سنين عمره كلها و بينما هو منغمس في التفكير دخلت امرأة ما ذات جمال "صناعي* خلاب و قلب اقسى من ان يشبه بالحجر ثم قالت بنبرة حانية
-متقلقش نفسك يا مكرم كل حاجة هتتحل
التفت لها مكرم العقيل قائلاً بنبرة جادة قاسية
-مش قلقان يا نرمين....مانا مش هضيع تعب السنين عشان غياث باشا بدأ يشك في ان سبب موت اخوه كان حادثة
ما ان انتهى مكرم من حديثه حتى دوى صوت ضحكات نرمين الساخرة المكان فرفع هو حاجبيه بدهشة لتتمالك هي نفسها قائلة وهي تجلس على كرسي المكتب بكبر
-نفسي اعرف سرك انت و غياث اصل كون انك مش ابو جواد و كرهك ليه ده مقبول حتى لما...لما مات انما كرهك لغياث كمان اللي هو ابنك ده اللي مش قادرة افهمه
استند مكرم على مكتبه ثم قال وهو يشعل سيجار باهظ الثمن
-عشان الانسان بطبيعته في جزء فيه كاره لنفسه و بما ان غياث فيه كتير مني ف ده مكرهني فيه و مخليني مش قادر افهم دماغه لانو مستبيع و مفيش حاجة فارقة معاه
حركت نرمين رأسها بتفهم ثم ظلت تعبث في شعرها وهي تفكر في ذلك الوسيم الذي يدعى غياث و اعجابها به يزداد يوماً بعد آخر و مع كل موقف تثبت لنفسها مدى قوة شخصيته و ذكاءه و بينما هي على ذلك الوضع أمسك مكرم شعرها بعنف ثم قال بحدة و الشر يتطاير من عينيه
-بتفكيري في مين؟
وضعت نرمين يدها بتلقائية على يد مكرم الموضوعة على شعرها ثم قالت بصوت مرتجف
-ولا... ولا حد صدقني
ابتسم مكرم تاركاً اياها بعنف و قال بعدها بسخرية
-شكل كمال الدين وحشك
ضحكت نرمين بقوة و قالت وهي متعجبة من طريقة تفكير مكرم
-كمال الدين؟!!! اذا كنت اتجوزته عشان تنفذ انت انتقامك منه هفكر فيه ليه؟
حك مكرم ذقنه بخفة قائلا وهو يدقق النظر في ملامح نرمين
-مثلا تكوني نسيتي تاخدي من فلوسه حاجة كده ولا كده
نهضت نرمين من مكانها ثم قالت بحنق
-لا متقلقش انت ماسبتش حيلته حاجة حتى فلوس مراته خدتها و سبتها هي و عيالها في الشارع
خرجت نرمين من المكتب بتأفف بينما اخرج مكرم هاتفه و ضغط بعد الارقام ليجيب الطرف الآخر قائلاً
-نعم يا مكرم بيه
طغت القسوة على ملامح مكرم ثم قال
-ابعت اي واحدة تثق فيها تشتغل خدامة عند غياث و خليها تحطله الزفت المهدئ ده في اي حاجة
تنهد الطبيب تنهيدة طويلة قائلاً بعدها بهدوء
-يا مكرم بيه مهما اعمل مش هيفيد بحاجة مدام غياث رافض ياخد المهدئ و مش واثق فيا
القى مكرم كل ما على مكتبه ارضاً بغضب و قال بعدها بصوت مرعب
-اتصرف يا ايمن يا اما وربي لأكون قافلك العيادة بتاعتك في اقل من دقيقه...فاااااهم؟
زفر الطبيب ايمن بحنق ثم قال
-حاضر يا مكرم بيه اللي تشوفه
اغلق مكرم الهاتف في وجهه ثم القى هاتفه بغضب بينما من جهة اخرى وضع ايمن الهاتف على مكتبه ثم جلس بعدها على كرسيه بهدوء قائلاً بتعب وهو يعيد رأسه للخلف
-ما تقولوله أن جواد اتقتل و خلاص ايه لزمته التعب ده؟
دخلت شابة ما في تلك اللحظة ثم قالت بأدب
-دكتور ايمن خلصت شغل ممكن اروح؟
دقق ايمن النظر في وجه الفتاة للحظات وهو يفكر فيها بأنها هي المناسبة لتلك المهمة فتحدث وهو يحك ذقنه بخفة قائلاً
-بقولك يا حلا
رفعت حلا حاجبيها بمعنى "نعم" ليسترسل ايمن حديثه و يقول
-عايزك في شغل برة العيادة
ظلت حلا على حالها ليكمل الآخر
-تشتغلي عند واحد
ابتسمت حلا ثم اعادت شعرها للخلف و جلست امام مكتب ايمن قائلة بنبرة ذات مغزى
-ليه
اعتدل ايمن في جلسته و قال وهو. يرفع سبابته امام وجه حلا الفضولية
-مش عايز مشاكل يا حلا انتي هتعملي اللي هقولك عليه و بس فاهمة؟
اماءت حلا له بشكل لطيف ليبدأ هو بإخبارها بما عليها فعله
****امام المدرسة الثانوية***
خرجت اسمهان من مدرستها لتجد عامر ينتظرها في الخارج فقالت بملل
-خير يا عامر
حك هو مؤخرة رأسه بخفة و تحدث بعدها
-تعالي اشرحلك في العربية عشان مش هعرف هنا
زفرت اسمهان ثم ذهبت خلفه و عندما فتح لها باب السيارة اغلقت هي الباب ببرود دون ان تركب ثم قالت وهي تنظر له
-قولي عايز ايه يا عامر
تنهد عامر تنهيدة طويلة قائلاً
-مروة قالت هتقنع ماما بخطوبتنا
رفعت اسمهان حاجبيها ليكمل هو
-بس تعمليلها واجباتها لآخر السنة و تساعديها في الامتحانات
انفجرت اسمهان ضاحكة وهي تضرب كف بالآخر وما ان تمالكت نفسها حتى قالت بحدة
-ابعد من وشي
و بعد ذلك دفعته و ذهبت ليلحق هو بها ثم يقول وهو يمسك ذراعها بتلقائية
-اسمهان اقفي وانا بكلمك
ما ان لمست يده عامر ذراع اسمهان حتى التفتت هي وصفعته على وجهه بقوة لدرجة أن وجهه التف جراء صفعتها تلك و تابعت هي بحدة لم يرها عامر بها من قبل
-حذرتك مليون مرة متلمسنيش بس مدام عملت اللي في دماغك استحمل ردة فعلي
ثم ذهبت بعدها و الغضب يعتليها بينما تصنم عامر في مكانه جراء صفعتها تلك و ما ان استعاب ما حدث حتى قال بنبرة يملأها الشر
-ماشي يا اسمهان مجتيش بالذوق هجيبك انا بالعافية
و بعد ذلك ركب سيارته منطلقاً بها على سرعة عالية
"""في المساء"""
لم يحدث اي شيء ليذكر سوا ان اسيل عندما جاء موعد رحيلها لم تتفاجأ ابدا عندما اخبرها فريد بأن عليها عمل اضافي لن ينتهي قبل الحادي عشر مساء والا سيطردها من عملها فوافقت هي على مضض ثم اتصلت لتطمأن على شقيقتيها و تخبر نور بأن تذهب و تجلس معهن ريثما تعود هي من عملها الذي لا تعلم من اي جاء فجأة
""" في الساعة ١١:٤٠ مساءاً"""
اغلقت اسيل اضواء المطعم كلها فقد امر فريد جميع العاملين بالذهاب و قيام اسيل بكل أعمالهم و عندما انتهت هي ذهبت الى غرفته و طرقت الباب ثم دخلت و قالت بتعب بائن و ملامح منهكة
-خلصت
كان فريد ينظر الى مبلغ كبير من المال في يده وهو يقوم بعده مراراً و تكراراً دون ان ينتبه لوقوف اسيل فتحنحت هي ثم قالت بصوت مرتفع
-فريد بيه...انا خلصت
رفع فريد رأسه ثم ابتسم ببرود قاتل قائلاً
-اتفضلي من المطعم و اتمنى ماشوفكيش تاني
قضبت اسيل حاجبيها و شعرت بعدها كما لو أن وجهها يحترق من الصدمة فقالت بعدم فهم
-افندم؟!!!
لم تزول ابتسامة فريد المقززة وانما اعاد كلماته الحمقاء قائلاً
-بقولك انتي...م..ط..ر..و..د..ة
ضربت اسيل باب المكتب بعنف مخرجة فيه كامل غضبها ثم خرجت و اغلقته بقوة وهي تتمتم بغضب و تقول بحدة لنفسها
-حسبي الله عليك يا غياث والله متأكدة انك السبب
خرجت اسيل من المطعم و هي اشبه ببركان متنقل و بينما هي تقلب ناظريها يميناً و يساراً علها تجد وسيلة نقل لتوصلها استمعت فجأة الى صوت اطلاق نار و صوت سيارة تسير على سرعة عالية جداً و في لمح البصر وجدت سيارة رياضية ظهرت على الطريق و بدأت تقترب بسرعة حتى توقفت فجأة امام اسيل مصدرة صوت مزعج يليها صوت ريان وهو يفتح باب السيارة و يقول بسرعة
-اركبي بسرعة قبل ما يوصلوا
كادت اسيل ان تعترض الا انها اضطرت للركوب عندما لمحت تلك السيارة السوداء قادمة على سرعة عالية و رجل ما يحاول التصويب عليهم من نافذة السيارة و ما ان ركبت هي حتى انطلق ريان على سرعة جنونية و تلك السيارة تلحق بهم و تطلق النار عليهم فقالت اسيل بصدمة وهي تتنفس بسرعة و تشعر بحالة من الهلع
-في ايه؟؟ ليه بيضربوا علينا نار؟؟؟!
يتبع...
-اسمهان استني
زفرت اسمهان ثم تابعت سيرها ليركض هو ثم يقف امامها ليسد عنها الطريق و يقول بحدة
-انا مش بكلمك؟
رفعت اسمهان حاجب ثم نظرت له و قالت ببرود
-وانا مليش مزاج ارد...اظن اني حرة
كادت اسمهان ان تذهب الا انه وقف امامها مرة اخرى قائلا بهدوء
-طب اسمعيني على الأقل...لو سمحتي
تنهدت اسمهان ثم لانت ملامحها قليلاً و نظرت له نظرة تحثه على الاكمال ليتابع هو
-اسيل مش واثقة فيا صح؟
اماءت اسمهان له ليحك هو مؤخرة رأسه و يقول
-كده عندنا مشكلتين...اسيل و ماما
ضحكت اسمهان بشكل لطيف و بعد ذلك قالت وهي تبتعد عنه
-لما تلاقي حل للمشكلتين ابقى قولي
زفر عامر ثم قال لنفسه
-هقنع ماما الاول و اسيل أمرها سهل
عاد عامر ليركب سيارته بينما من جهة اخرى.....
ترجل ذاك الوسيم من سيارته بكبرياء طاغي ثم نزع نظارته الشمسية و توجه لداخل المطعم بهدوء كعادته و بينما هو صاعد على الدرج كانت اسيل تنزل بسرعة و دون قصد اصطدمت به و كادت ان تسقط فأمسكها هو من خصرها بشكل تلقائي و نظر بعدها الى ملامحها الطفولية البريئة و فجأة شعر بألم شديد في رأسه بينما اسيل ابتعدت عنه بسرعة قائلة بحرج
-اسفة مكنتش اقصد
لم يبد غياث اي ردة فعل و انما تركها و صعد بينما ظلت اسيل تستغفر الله كثيراً لانها كانت بذلك القرب من شخص لا يحل لها
****في الطابق العلوي***
سحب غياث مقعده بجانب ريان ثم جلس ليقول الآخر
-هتجيب العربية امتى؟
اخرج غياث هاتفه ببرود ثم قال وهو يعبث به
- بكرة
ابتسم ريان ثم قال
-ديه هتبقى رابع عربية صح؟
حرك غياث رأسه نافياً و قال
-الخامسة...الرابعة "Dodge" بس وديتها تتعدل
صمت ريان ليدخل مندوبين الشركة الأخرى في تلك اللحظة ثم يبدأو بالحديث عن العمل بعد ان القوا السلام و جلسوا
"""بعد بضع دقائق"""
صعدت اسيل لتضع لهم طلباتهم في اللحظة التي كان غياث بدأ يشعر بالغضب فقال بشيء من السخرية للمندوبين
-لا وانا المفروض اوافق طبعاً و ابدأ اتاجر في نوع فاشل من العربيات صح؟
كاد أن يتحدث احد المندوبين الا ان غياث نهض عن مقعده فجأة دون ان ينتبه ان اسيل بجانبه تحمل المشروبات فاصطدم بها عن طريق الخطأ ليسقط كل شيء في يدها على ثيابه في اقل من ثانية لتقول هي بسرعة
-غياث بيه انا بجد اسفة
نظر غياث الى ثيابه المبتلة بهدوء تام ثم نظر إلى اسيل و قال بنبرة مرعبة
-مش بتشوفي صح؟
صمتت اسيل ولم تجب ليتحدث هو بإنفعال ممزوج بالغضب
-ردي عليا
قضبت اسيل حاجبيها ثم قالت بحدة وهي ترفع سبابتها امام وجه غياث
-اولا صوتك ميعلاش و ثانيا قولتلك اسفة خلاص ملوش لزوم تزعق كده
وضع ريان كفيه على وجهه قائلا بصوت منخفض
-ليه يا اسيل تنتحري بالمنظر ده؟
بينما رفع غياث حاجبيه من تلك الوقحة و قال بعدها وهو يبتسم ابتسامة لا تبشر بالخير
-انتي اد النبرة اللي بتكلميني بيها؟
ضمت اسيل يدها الى صدرها ثم قالت بثقة
-مغلطش عشان ارجع في كلامي
ضحك غياث قائلاً بتعجب بعدها
-لا و واثقة من نفسك كمان
لم تبد اسيل اي ردة فعل ليقترب هو ثم يهمس بجانب اذنها و يقول
-انا لو قتلتك ولا حد هيتأثر
ابتعدت اسيل عنه و قالت وهي تسخر منه
-يا الله هتقتلني عشان دلقت الكوبيات عليك بالغلط؟ ايه المبرر الرهيب ده؟
ابتسمت اسيل و تابعت وهي تنظر له نظرات تحدي
-مش هخاف منك على فكرة
جاءت نور في تلك اللحظة ثم ركضت وسحبت اسيل من ذراعها وهي تقول
-خلاص يا اسيل مش مستغنين عنك احنا
بينما من الجهة الأخرى امسك ريان المناديل الورقية و قال وهو يعطيها لغياث
-خلاص يا غياث مكانتش تقصد بعدين مهي اعتذرتلك
اخذ غياث المناديل بعنف من ريان ثم نزل ليعتذر الآخر الى المندوبين ثم ينزل بعدها ليلحق به
....
خرجت اسيل من دورة المياه بعد ان غسلت وجهها جيداً بالماء و ما ان فعلت حتى رأت غياث يخرج من مكتب مديرها ببرود ثم يخرج من المطعم بالكامل لتأتي نور و تقول بقلق
-تفتكري قاله ايه؟
هزت اسيل كتفيها بلا مبالاة ثم ذهبت لتكمل عملها بينما من جهة مختلفة تماماً....
كان مؤيد جالس على ذلك المكتب الفخم و امامه رجل ما يجلس ببرود تام و يقول
-مؤيد بيه انا مليش غير اني ابلغك باللي اتقالي
ضحك مؤيد بقوة ثم قال بثقة
-قول للي بعتك انا مش هخاف و فكره كويس بأنه لو باع انا هبيع
نهض الرجل من مكانه ثم عدل بدلته و قال بشكل جاد
-تمام يا مؤيد بيه
خرج الرجل من المكتب ليتنهد مؤيد ثم يقوم بفتح درجه ليخرج صورة اسيل منه و يقول بهدوء
-من غير ما تعرفي انتي واختك جبتولي المشاكل...بس هتفضلي ليا يا اسيل ما اللي دبسني مع ابوكم زمان ناوي يخلع و يشيل ايده من الموضوع و يشيلني انا كل حاجة لوحدي
ابتسم مؤيد ثم وضع الصورة في درج مكتبه و نهض ليخرج من المكتب
***في احدى المدارس الثانوية***
كانت اسمهان تعبث في هاتفها عندما تلقت رسالة من عامر محتواها
-مستنيكي بعد المدرسة
قضبت اسمهان حاجبيها للحظات و بعد ذلك وضعت هاتفها في جيبها ببرود دون ان تجيب على رسالة عامر بينما الآخر بعد ان ارسل الرسالة طرق باب غرفة ما ثم فتحه و قال بابتسامة جذابة
-نازلي هانم ايه الحلاوة ديه؟
ابتسمت نازلي وهي تضع عطر من اجود انواع العطور و اغلاها ثم قالت بعدها
-تعالى يا عامر
دخل عامر ثم اغلق الباب و جلس على الفراش لتلتفت هي له ثم تقول بهدوء
-عايز كام المرة ديه؟
ضحك عامر قائلاً
-انا بردو بتاع الكلام ده؟
ضيقت نازلي عينها ثم قالت
-امال عايز ايه؟
ابتسم عامر و اعتدل في جلسته قائلاً
-عايز اخطب
فتحت نازلي عينيها بفرح قائلة بعدم تصديق
-بتتكلم جد؟! اكيد چاسمين صح؟
امتعضت ملامح وجه عامر ثم قال بشيء من الاشمئزاز
-چاسمين؟! لا طبعاً ديه متنفعنيش نهائي
قضبت نازلي حاجبيها ليقول عامر بابتسامة هادئة
-عايز اخطب اسمهان كمال الدين
ما ان انهى عامر كلامه حتى نهضت نازلي من مكانها قائلة بغضب بائن
-انت لسة على موالك مع البنت ديه يا عامر؟!!
ابتلع عامر ريقه ثم قال
-يا ماما افهمييني شوية...اسمهان مش زي ما انتي فاكرة
رفعت نازلي حاجبيها بتعجب من اسلوب ابنها ذاك و دفاعه عن فتاة لا اهل لها كما تظن هي ليسترسل عامر حديثه بجدية
-اسمهان يا ماما تقدر تدافع عن نفسها كويس و مش بتسمح لحد يتخطى حدوده معاها
ابتسمت نازلي بسخرية و قالت بعدها
-انسى يا عامر...واحدة زي اسمهان ديه مش من مستوانا و هتشوه صورتك قدام الناس بعد ما مامتها سابت كمال الدين و راحت اتجوزت اللي اسمه احمد ده...انا اصلا مش عارفه ازاي بباك وافق ان مروة تتنقل معاها في نفس المدرسة بس لولا ان اختك متربية كويس كان زمانها بقت نسخة من اللي اسمها اسمهان ديه
زفر عامر بحنق لتخرج نازلي من الغرفة بكبر و غرور وبعد لحظات دخلت مروة وهي تضحك باستفزاز و تنظر الى اظافرها ببرود و ما ان جلست على المقعد حتى تحدث عامر متأففاً
-خير
وضعت مروة قدم على اخرى و قالت
-هخليك تخطب اسمهان
رفع عامر حاجبيه قائلا بعدها
-بس....
ابتسمت مروة و دوى بريق المكر في عينها و بدأت تخبره بمبتغاها بينما في مكان آخر خارج مصر كان ذلك الرجل صاحب العقد الخامس يأخذ مكتبه ذهاباً و إياباً وهو يفكر في حل لتلك المعضلة التي ان اكتشفها احد سينتهي تعب سنين عمره كلها و بينما هو منغمس في التفكير دخلت امرأة ما ذات جمال "صناعي* خلاب و قلب اقسى من ان يشبه بالحجر ثم قالت بنبرة حانية
-متقلقش نفسك يا مكرم كل حاجة هتتحل
التفت لها مكرم العقيل قائلاً بنبرة جادة قاسية
-مش قلقان يا نرمين....مانا مش هضيع تعب السنين عشان غياث باشا بدأ يشك في ان سبب موت اخوه كان حادثة
ما ان انتهى مكرم من حديثه حتى دوى صوت ضحكات نرمين الساخرة المكان فرفع هو حاجبيه بدهشة لتتمالك هي نفسها قائلة وهي تجلس على كرسي المكتب بكبر
-نفسي اعرف سرك انت و غياث اصل كون انك مش ابو جواد و كرهك ليه ده مقبول حتى لما...لما مات انما كرهك لغياث كمان اللي هو ابنك ده اللي مش قادرة افهمه
استند مكرم على مكتبه ثم قال وهو يشعل سيجار باهظ الثمن
-عشان الانسان بطبيعته في جزء فيه كاره لنفسه و بما ان غياث فيه كتير مني ف ده مكرهني فيه و مخليني مش قادر افهم دماغه لانو مستبيع و مفيش حاجة فارقة معاه
حركت نرمين رأسها بتفهم ثم ظلت تعبث في شعرها وهي تفكر في ذلك الوسيم الذي يدعى غياث و اعجابها به يزداد يوماً بعد آخر و مع كل موقف تثبت لنفسها مدى قوة شخصيته و ذكاءه و بينما هي على ذلك الوضع أمسك مكرم شعرها بعنف ثم قال بحدة و الشر يتطاير من عينيه
-بتفكيري في مين؟
وضعت نرمين يدها بتلقائية على يد مكرم الموضوعة على شعرها ثم قالت بصوت مرتجف
-ولا... ولا حد صدقني
ابتسم مكرم تاركاً اياها بعنف و قال بعدها بسخرية
-شكل كمال الدين وحشك
ضحكت نرمين بقوة و قالت وهي متعجبة من طريقة تفكير مكرم
-كمال الدين؟!!! اذا كنت اتجوزته عشان تنفذ انت انتقامك منه هفكر فيه ليه؟
حك مكرم ذقنه بخفة قائلا وهو يدقق النظر في ملامح نرمين
-مثلا تكوني نسيتي تاخدي من فلوسه حاجة كده ولا كده
نهضت نرمين من مكانها ثم قالت بحنق
-لا متقلقش انت ماسبتش حيلته حاجة حتى فلوس مراته خدتها و سبتها هي و عيالها في الشارع
خرجت نرمين من المكتب بتأفف بينما اخرج مكرم هاتفه و ضغط بعد الارقام ليجيب الطرف الآخر قائلاً
-نعم يا مكرم بيه
طغت القسوة على ملامح مكرم ثم قال
-ابعت اي واحدة تثق فيها تشتغل خدامة عند غياث و خليها تحطله الزفت المهدئ ده في اي حاجة
تنهد الطبيب تنهيدة طويلة قائلاً بعدها بهدوء
-يا مكرم بيه مهما اعمل مش هيفيد بحاجة مدام غياث رافض ياخد المهدئ و مش واثق فيا
القى مكرم كل ما على مكتبه ارضاً بغضب و قال بعدها بصوت مرعب
-اتصرف يا ايمن يا اما وربي لأكون قافلك العيادة بتاعتك في اقل من دقيقه...فاااااهم؟
زفر الطبيب ايمن بحنق ثم قال
-حاضر يا مكرم بيه اللي تشوفه
اغلق مكرم الهاتف في وجهه ثم القى هاتفه بغضب بينما من جهة اخرى وضع ايمن الهاتف على مكتبه ثم جلس بعدها على كرسيه بهدوء قائلاً بتعب وهو يعيد رأسه للخلف
-ما تقولوله أن جواد اتقتل و خلاص ايه لزمته التعب ده؟
دخلت شابة ما في تلك اللحظة ثم قالت بأدب
-دكتور ايمن خلصت شغل ممكن اروح؟
دقق ايمن النظر في وجه الفتاة للحظات وهو يفكر فيها بأنها هي المناسبة لتلك المهمة فتحدث وهو يحك ذقنه بخفة قائلاً
-بقولك يا حلا
رفعت حلا حاجبيها بمعنى "نعم" ليسترسل ايمن حديثه و يقول
-عايزك في شغل برة العيادة
ظلت حلا على حالها ليكمل الآخر
-تشتغلي عند واحد
ابتسمت حلا ثم اعادت شعرها للخلف و جلست امام مكتب ايمن قائلة بنبرة ذات مغزى
-ليه
اعتدل ايمن في جلسته و قال وهو. يرفع سبابته امام وجه حلا الفضولية
-مش عايز مشاكل يا حلا انتي هتعملي اللي هقولك عليه و بس فاهمة؟
اماءت حلا له بشكل لطيف ليبدأ هو بإخبارها بما عليها فعله
****امام المدرسة الثانوية***
خرجت اسمهان من مدرستها لتجد عامر ينتظرها في الخارج فقالت بملل
-خير يا عامر
حك هو مؤخرة رأسه بخفة و تحدث بعدها
-تعالي اشرحلك في العربية عشان مش هعرف هنا
زفرت اسمهان ثم ذهبت خلفه و عندما فتح لها باب السيارة اغلقت هي الباب ببرود دون ان تركب ثم قالت وهي تنظر له
-قولي عايز ايه يا عامر
تنهد عامر تنهيدة طويلة قائلاً
-مروة قالت هتقنع ماما بخطوبتنا
رفعت اسمهان حاجبيها ليكمل هو
-بس تعمليلها واجباتها لآخر السنة و تساعديها في الامتحانات
انفجرت اسمهان ضاحكة وهي تضرب كف بالآخر وما ان تمالكت نفسها حتى قالت بحدة
-ابعد من وشي
و بعد ذلك دفعته و ذهبت ليلحق هو بها ثم يقول وهو يمسك ذراعها بتلقائية
-اسمهان اقفي وانا بكلمك
ما ان لمست يده عامر ذراع اسمهان حتى التفتت هي وصفعته على وجهه بقوة لدرجة أن وجهه التف جراء صفعتها تلك و تابعت هي بحدة لم يرها عامر بها من قبل
-حذرتك مليون مرة متلمسنيش بس مدام عملت اللي في دماغك استحمل ردة فعلي
ثم ذهبت بعدها و الغضب يعتليها بينما تصنم عامر في مكانه جراء صفعتها تلك و ما ان استعاب ما حدث حتى قال بنبرة يملأها الشر
-ماشي يا اسمهان مجتيش بالذوق هجيبك انا بالعافية
و بعد ذلك ركب سيارته منطلقاً بها على سرعة عالية
"""في المساء"""
لم يحدث اي شيء ليذكر سوا ان اسيل عندما جاء موعد رحيلها لم تتفاجأ ابدا عندما اخبرها فريد بأن عليها عمل اضافي لن ينتهي قبل الحادي عشر مساء والا سيطردها من عملها فوافقت هي على مضض ثم اتصلت لتطمأن على شقيقتيها و تخبر نور بأن تذهب و تجلس معهن ريثما تعود هي من عملها الذي لا تعلم من اي جاء فجأة
""" في الساعة ١١:٤٠ مساءاً"""
اغلقت اسيل اضواء المطعم كلها فقد امر فريد جميع العاملين بالذهاب و قيام اسيل بكل أعمالهم و عندما انتهت هي ذهبت الى غرفته و طرقت الباب ثم دخلت و قالت بتعب بائن و ملامح منهكة
-خلصت
كان فريد ينظر الى مبلغ كبير من المال في يده وهو يقوم بعده مراراً و تكراراً دون ان ينتبه لوقوف اسيل فتحنحت هي ثم قالت بصوت مرتفع
-فريد بيه...انا خلصت
رفع فريد رأسه ثم ابتسم ببرود قاتل قائلاً
-اتفضلي من المطعم و اتمنى ماشوفكيش تاني
قضبت اسيل حاجبيها و شعرت بعدها كما لو أن وجهها يحترق من الصدمة فقالت بعدم فهم
-افندم؟!!!
لم تزول ابتسامة فريد المقززة وانما اعاد كلماته الحمقاء قائلاً
-بقولك انتي...م..ط..ر..و..د..ة
ضربت اسيل باب المكتب بعنف مخرجة فيه كامل غضبها ثم خرجت و اغلقته بقوة وهي تتمتم بغضب و تقول بحدة لنفسها
-حسبي الله عليك يا غياث والله متأكدة انك السبب
خرجت اسيل من المطعم و هي اشبه ببركان متنقل و بينما هي تقلب ناظريها يميناً و يساراً علها تجد وسيلة نقل لتوصلها استمعت فجأة الى صوت اطلاق نار و صوت سيارة تسير على سرعة عالية جداً و في لمح البصر وجدت سيارة رياضية ظهرت على الطريق و بدأت تقترب بسرعة حتى توقفت فجأة امام اسيل مصدرة صوت مزعج يليها صوت ريان وهو يفتح باب السيارة و يقول بسرعة
-اركبي بسرعة قبل ما يوصلوا
كادت اسيل ان تعترض الا انها اضطرت للركوب عندما لمحت تلك السيارة السوداء قادمة على سرعة عالية و رجل ما يحاول التصويب عليهم من نافذة السيارة و ما ان ركبت هي حتى انطلق ريان على سرعة جنونية و تلك السيارة تلحق بهم و تطلق النار عليهم فقالت اسيل بصدمة وهي تتنفس بسرعة و تشعر بحالة من الهلع
-في ايه؟؟ ليه بيضربوا علينا نار؟؟؟!
يتبع...