اخر الروايات

رواية جحيم العابرين الفصل السادس 6 بقلم اسامة مسلم

رواية جحيم العابرين الفصل السادس 6 بقلم اسامة مسلم


                                   
استمر الاثنان بالهرولة والجري بسرعة دون توقف أو حتى الالتفات وراءهما على الرغم من أنه لم يكن هناك أي دليل على ملاحقة ذلك الشيء المخيف لهما. انتهى الهروب عندما ظهر أمامهما فجأة منزل كبير وسط الغابة الكثيفة وبسبب تفاجتهما به تعثرت قدم (عاصم) ووقع على الأرض موقعاً معه (يمنى) 
(عاصم) متأملاً ذلك البيت المخيف : بدأت أتيقن الآن أننا سنواجه مصيراً أسود
بدأت (يمني) بالسير نحو المنزل ...

1


(عاصم) : إلى أين ؟! .. لا تقولي بأنك تفكرين بالدخول إليه؟

+


(يمنى) وهي مستمرة بالسير نحو الباب : وهل تظن أني سأبقى و وذلك الشيء يلاحقنا؟

+


(عاصم) : لم لا نعود فقط للسيارة ونبات بها ؟! .. هذا المكان غير مطمئن

+


وقفت (يمنى) عند عتبة الباب واضعة يدها على مقبضه قائلة : " عد أنت إذا كنت تريد ذلك .. أنا سأبقى هنا حتى الصباح وسألحق بك ...

+


(عاصم) بغضب : ما تقومين به ليس شجاعة بل غباء!
 أدارت (يمني) المقبض ووجدت أن الباب لم يكن مقفلاً فقالت :
"حسناً .. بداية تدعو للتفاؤل ..."
دخلت المنزل بحذر ولم تتمكن في البداية من رؤية تفاصيله بوضوح بسبب الظلام وبدأت بالبحث عن مصدر للضوء حتى وجدت النور لكنه لم يشتعل بعد ما كبست عليه لكن ذلك لم يمنعها من التجول في المكان واستكشافه وتدريجياً اعتادت عيناها على المعتمة وبدأت ترى الأشياء بوضوح أكثر .
(عاصم) من مدخل المنزل : هل وجدت شيئاً؟

+


 (يمنى) وهي لا تزال تتفحص أركان غرفة المعيشة : وماذا تتوقع أن اجد؟

+


(عاصم) : عن ماذا تبحثين إذا؟

+


(يمنى) رافعة مزهرية فارغة : لا أعرف.. أغلق الباب خلفك إن كنت تنوي الدخول 

+


(عاصم) بتردد ملقياً نظرة وراءه للغابة المظلمة : ألن تخافي وحدك لو عدت للسيارة؟

+


(یمنی) متوجهة نحو غرفة أخرى : سأكون بخير .. فهذا أفضل من العودة كل تلك المسافة وذلك المخلوق يتجول في الخارج
 أغلق (عاصم) الباب وأقفله بالمزلاج ولحق بها..
دخل الاثنان لمطبخ واسع انبعثت منه رائحة أشبه بعفن الخبز 

+


(عاصم) بوجه مشمئز : من أين تأتي هذه الرائحة المقرفة؟
فتحت (يمني) أحد الأدراج مخرجة سكيناً كبيرة مشتمة نصلها : "ماذا تتوقع من مكان قديم كهذا؟" 

+


(عاصم) : ماذا تفعلين؟

+


(يمني) متأملة نصل السكين : رائحتها كالسمك ...

+


(عاصم) : وهل سنقضي بقية اليوم في تفحص المكان بأنوفنا؟

+


وضعت (يمنى) السكين على المنضدة ورفعت مقصاً مربوطاً بخصلات من الشعر لفت انتباهها وقلبته أمام نظرها بصمت ..

+


(عاصم) : ماذا قررت الآن؟ 

+


(یمنی) معيدة المقص مكانه : أخبرتك بأني سأبات هنا الليلة .

+
        
(عاصم) : حسناً لكن أين سنبات؟

+


(يمني) خارجة من المطبخ متوجهة نحو السلم المؤدي للطابق العلوي : "لنستكشف المكان أكثر قبل أن نقرر ..."

+


(عاصم) سائراً خلفها صعوداً ونظره وراءه : أنا واثق من أننا سنندم.. 
بعد جولة قصيرة في الطابق العلوي وفتح جميع الغرف التي كانت كلها مخصصة للنوم بأثاث قديم مهترئ قال (عاصم) :" أي غرفة تريدين النوم بها..؟"

+


(يمني) وعينها على إحدى الغرف : هل ستتركني أنام وحدي بهذا المكان المرعب؟

+


(عاصم) متهكماً : أصبح المكان مرعباً الآن؟ .. أين المرأة الحديدية التي تواجه مخاوفها بكل بسالة؟

2


(يمنى) وهي تتقدم نحو الغرفة التي وقع اختيارها عليها : حاول أن تفرق بين الخوف والحذر .. ستبقى معي ولن تتركني ..

+


(عاصم) لاحقاً بها : تصورت أنك تريدين بعض الخصوصية 

+


(يمني) واقفة وسط الغرفة مستكشفة أركانها :
"فلتذهب خصوصيتي للجحيم .. لن أخاطر بالنوم هنا وحدي"
فرش الاثنان لحاف السرير على الأرض بعد ما نفضا الغبار عنه واستلقيا بعضهما بجانب بعض محدقين للأعلى بعد ما أسندا رؤوسهما للوسائد الممزقة والمهترئة.

6


(عاصم) متأملاً قطع الطلاء المتقشرة في السقف : من تعتقدين كان يسكن هذا المكان؟

+


(يمني) مشاركة في التأمل : أيا كان فقد رحل منذ زمن بعيد 

+


(عاصم) : رحل أم تعرض لسوء؟

+


(يمنى) : عدنا للتشاؤم والتهويل مجدداً ...

+


(عاصم) : ولم تظنين أني أبالغ بتفكيري هذا؟

+


(يمني) : لأنه أمر طبيعي أن يرحل شخص أو أسرة من مكان مثل هذا وقد لا يكون مسكنا من الأساس ... ربما هو مجرد منتجع لا يزوره أصحابه إلا أوقاتاً محددة في السنة

+


(عاصم) : متيقن من أنه لم تطأ قدم أحدهم هنا منذ سنوات ..

+


(يمنى) : لايهم .. .. هذا لا يعنينا الآن

+


(عاصم) : الشيء الغريب الذي طاردنا في الغابة

+


(یعنی) : ما به ؟

+


(عاصم) : لدي إحساس غريب بأنه نفسه الرجل الذي كان يطاردي

+


(يمني) : هل من طاردك يملك أنيابا طويلة وعيناه تتوهجان صفرة 

+


(عاصم) : لا .. وهذا سبب حيرتي .. لكن .. ملابسه .. أكاد أجزم أنها الملابس نفسها

+


(يمنی) مغمضة عينيها : عقلك الباطن يتلاعب بك فقط

+


(عاصم) : أتمنى ذلك 

+


(يمنی) : فقط حاول الخلود للنوم وسينتهي كل شيء مع بزوغ شمس الصباح.
غفا الاثنان بعد فترة من الصمت ...

+


بعد مضي ما يقارب ساعة فتح (عاصم) عينيه وهز كتف (يمني) وقال بنبرة متوترة : هل تسمعين؟!

+


(یمنی) مستيقظة بأعين ناعسة : ما .. ما بك؟


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close