اخر الروايات

رواية الاميرة المنفيه الفصل السادس 6 بقلم اسماعيل موسي

رواية الاميرة المنفيه الفصل السادس 6 بقلم اسماعيل موسي


الاميره المنفيه
٦
كانت كارولين وهى جالسه تحت القمر كل ليله تتأمله ترى صخور فى البدايه، ثم شجرتين تشبهان البقناس، ثم مجموعة أشجار بخانوس الضخمه التى تنمو على حافة نهر جاف، لقد تعلمت ان ترحل إلى هناك كل ليله ولا تعود الا قبل النوم، وكانت تمضى ايام دون أن تفتح فمها او تتحدث، كانت الأمر صعب فى البدايه حتى انها اعتقدت انها تحولت لنعجه خرصاء، لكن بصيرتها اتسعت، ذلك المدى الا محدود من الخواء منحها بصيره اخرى لا تحتاج لعينين او لسان، كانت أصبحت واحده من أرض لاروفين وداخل الغابه ترى كائنتها الغريبه التى كانت تخاف منها فى البدايه وتركض مبتعده
لكن مع تعود رؤيتها كل صباح تحمل الفأس وتقطع الخشب بدأو يظهرون لها، وكانت الحكيمه فى خيمتها ترفض الظهور لها او منحها اى تعليمات، واختارت كارولين من تلك المخلوقات أصدقاء لها، وعل احمر، غزالة نيبوسريه، قطة بلزوخان ومخلوق اخر بجسد بشرى ورأس مفلطحه مدهشه التصميم، وكانت تتحدث معهم دون أن تتحدث معهم ويفهمونها عن طريق التخاطر الذهنى، لكنها كانت تشعر بالوحشه حتى الأطفال الذين يلعبون وتراهم ويرونها لا يتحدثون إليها
ورغم الصخب الذى كانت تسمعه داخل الخيام لم يكن احد يقترب منها
أصبحت كومة الخشب ضخمه قبل حلول الشتاء وعندما اصبطغ العشب بالثلج ونزل المطر المثلج من السماء أصبح الطقس بارد جدا يجعلك لا تكاد تشعر باطرافك
انقلى الحطب داخل الخيمه
كانت تلك أولى التعليمات التى تلقتها كارولين بعد سقوط الثلج
تعجبت كارولين، الخيمه ضيقه كيف تسع كل ذلك الحطب؟
لكن الحكيمه كانت صارمه انقلى انت الخشب ولا شأن لك بالخيمه
نقلت كارولين الحطب وكانت مندهشه ان الخيمه الصغيره تمددت واحتوت الحطب داخلها دون أن ينقص من مساحتها اى شيء
منذ اليوم يا بشريه يسمح لك بالبقاء داخل الخيمه، النوم والمعيشه لكن لا تحاولى ابدا التحدث إلى
عندما احتاجك سأتحدث انا إليك
وداخل الخيمه كان يشعل الحطب وتنعم بالدفيء والطعام الذى لا تعلم من أين يأتى، لكنه يأتى، تجده موجود عندما تفتح عيونها من النوم،ثم فكرت كارولين فى صباحيه بارده وكانت الشمس محتجبه خلف لطخ من الغيمات السابحه مثل السفن، اذا كان هولاء الناس يستطيعون رؤيتى فعلى رؤيتهم أيضآ
وكانت لا تعرف الطريقه بعد، فبعد ان قضت أكثر من شهرين لم تتمكن سوى من رؤية طرف رداء الحكيمه الذى يتغير لونه
حسنآ، همست كارولين وجلست داخل الخيمه، تربعت وثنت ساقيها ووضعت يديها على ركبتيها واغمضت عينيها الخضراوتين، اذا كان لا أحد يتحدث إلى ولا أستطيع رؤية اى مخلوق سوى مخلوقات الغابه فأنا لا احتاج لعينى
بالفعل اغلقت كارولين عينيها وغطت فى صمت طويل عميق
قرأتها الحكيمه
لطالما كانت الحكيمه تراها، فهمست ساخره، ماذا تظن تلك الحمقاء انها فاعله؟
سوف أرى هكذا قررت كارولين فى تصميم لا متناهى سوف أرى حتى لو ظللت مغلقه عينى دهر كامل
وبعد مضى ساعه خارت عزيمتها، لا فائده مما أفعله فأنا لا أرى سوى الظلام، لا أشكال، لا صور حتى الأصوات اختفت
لا!! لحظه واحده ،الأصوات اختفت!؟
اليس هذا أمر عجيب +؟
واصبحت تلك السحب السوداء التى تغشى عيونها رماديه
قررت الحكيمه التى تجلس جوار كارولين دون أن تراها ان البشريه ستفتح عيونها فى غضون نصف ساعه من الآن
واحتست الشاى باستمتاع وهى تراقب كارولين
وكانت كارولين قد خرجت بتأملها من الخيمه وتسير بين الأطفال الذين كانو يبتسمون لها ويلوحون لها بايديهم
كانت صوره مهتزه لكنها جميله ورغم ان الغابه كانت قريبه منها الا ان كارولين قررت أن تلعب مع الأطفال فقد ولدت محرومه من الاخوه وراحت تركض بينهم وتلعب معهم تتمرغ على العشب
تسمر جسد كارولين امام الحكيمه وكان الوقت الذى حددته لانهيار كارولين قد مضى
جسد كارولين ثابت وهى تلعب فى الخارج، وتسألت الحكيمه
ا من الممكن أن تكون رأت شيء؟
مضى معظم النهار وكارولين تلعب مع الأطفال وحل الليل باكرآ بعد العصر تقريبا
وهى لم تأكل او تشرب او تتحرك، وهمس الأطفال، الليل حل
ثم هناك خطر يظهر من الغابه سنعود لخيامنا ونعود للعب بالغد
رجعت كارولين لجسدها وكانت فرحه، سعيده وجهها مشرق كالقمر
آكلت طعامها وشربت وتمكنت من رؤية يد الحكيمه تقلب الحطب وتصنع الشاى



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close