رواية اسيا وشر الجنوب الفصل السادس 6 بقلم هنا عادل
اسيـــــا وشــــر الجنــــــوبـــ
الفصل السادس
علشان مشرحش حاجات ممكن تجيب لصفحتي حظر قدرت انيسة بسهولة تفهم شجن هي محتاجة ايه بالظبط، وبرغم ان الموضوع صعب الا ان انيسة بوسوستها وشجن اللى جواها سواد قدروا يوصلوا لطريقة سهلة تجيب بيها المطلوب، لكن الفكرة كلها كانت فى الوقت، انها ترجع تروح بيت عمها بعد اللى حصل، وتقدر توصل للمطلوب وهي جوة بيت عمها وسط كل اللى عايشين فى البيت دول، وتقدر تخرج كمان قبل الفجر وترجع تاني لنفس البيت من غير ما حد يحس كلها حاجات صعبة جدا وان لم تكن مستحيلة اصلا، لكن انيسة كانت مقررة تساعد شجن فى الخروج والرجوع للبيت تاني، اما المهمة المطلوبة فهي الوحيدة اللى ملزمة انها تجيبها بنفسها وبأى طريقة، رجعت شجن بيتها من غير ما حد يحس بغيابها، وصلت ومحدش كان صاحي او يمكن كانوا فى اوضتهم، او يمكن ابوها فى المسجد، كل ده مشغلهاش كان المهم ليها انها خرجت ورجعت فى هدوء، وبعد اليوم الطويل ده راحت فى النوم بمنتهى السرعة والسهولة.
فى بيت عبدالله كان جاد فى اوضته مع ريم واسيا، اسيا طفلة زي القمر نايمة شبه الملايكة، ريم كانت غيرت هدومها وقاعدة على طرف السرير سرحانة، قعد جاد جنبها ومسك ايديها بحب وهو بيقولها:
- متقلقيش يا ريم، كل حاجة هتتحل، الموقف صعب عليهم بسبب عوايدنا، لكن الموضوع منتهي متخافيش.
هنا ابتديت ريم تتكلم بهدوء وعيونها بتلمع بدموع محبوسة:
- جاد، باباك رافض الموضوع من غير ما يعرف اي تفاصيل، محاولش يبص لأسيا حتى، اومال لو عرف الباقي هيتصرف معانا ازاي؟
جاد قرب منها اكتر وقرب ايديها لشفايفها وباسها وهو بيقول:
- خلينا نخلص من موضوع موضوع يا ريم، المهم بس الاول انه يبارك جوازنا، اما الحوار التاني ده سيبيه لظروفه، مش هينفع نتكلم فيه دلوقتي، والاهم من كل ده ان امي تقوم بالسلامة، انتي مش فاهمة ازاي امي ممكن تكون داعم ليا فى الموقف اللى احنا فيه ده.
ريم بأرتباك:
- جاد احنا هنرجع تاني صح؟
جاد بأبتسامة:
- انتي عارفة اني مرتاح هناك يا ريم، وشغلي وحياتي اتأقلمت على انها تكون هناك، وهنرجع متقلقيش، لكن الموضوع ده اعتبريه مقفول لحد كل حاجة هنا ما تنتهي والامور تبقى طبيعية.
ريم:
- خايفة يا جاد، خايفة على اسيا وعلى كل حاجة بيني وبينك، خايفة من انهم يخلوك تتجوز...
قاطعها جاد وقال وهو بيضحك:
- عادي، الراجل يتجوز اتنين وتلات....
قاطعته ريم بجدية:
- جاد متهزرش فى حاجة زي دي.
ضحك جاد وحاول يطمن ريم وهي حاولت كمان تهدا وتطمن نفسها، فاتت الليلة طويلة على كل حد فى العيلة دي.
طلع النهار بسرعة بسبب نومهم متأخر، عبدالله قبل ما يخرج من البيت لازم يقعد جنب سليمة يتكلم معاها شوية، لكن هي مش حاسة بحاجة، فى الوقت ده اللى قاعد فيه جنب مراته فتح باب الاوضة جاد ودخل فى هدوء:
- صباح الخير يا حاج.
قالها وهو مبتسم وبيوطي على ايد ابوه يبوسها، مردش عليه عبدالله وبص لسليمة وقالها:
- شايفة يا سليمة ابنك كسر كلمة ابوه ازاي؟ راح جابلي خوجاية منعرفلهاش اصل من فصل وشايلة عيلة وبيقول عليها بنته، اتجوز برة العيلة، ومن غير علمنا ولا موافقتنا.
ساب جاد ابوه يقول كل اللى عنده، وفعلا اتكلم عبدالله كتير فى الموضوع ده مع سليمة اللى كانت لا سامعه ولا حاسة، وفضل جاد واقف ثابت فى مكانه وسايب ابوه يقول كل حاجة، فات شوية وقت، اه دقايق لكن كانت طويلة جدا على جاد اللى مستني دوره علشان يقدر يتكلم، خلص عبدالله كلامه وولا نظرة واحدة من عنيه راحت ناحية جاد، عنيه على سليمة اللى لحد دلوقتي مش عارفين هي فيها ايه؟ اتكلم جاد بهدوء:
- احمممم، عندك حق يا حاج فى كل حرف انت قولته، انا غلطت ومعترف بغلطي، بس القلب ربنا بس اللى بيتحكم فيه، وانا ماليش سلطان على قلبي، حبيتها وشوفتها مراتي، عارف ان الموضوع عندنا صعب وكبير لكن انا راجل يا ابويا، راجل وعاقل وكبير اه مكبرتش عليك، لكن كبير كفايا اني اخد قرار مصيري زي ده.
اتكلم عبدالله بأستهزاء:
- عدمت اهلك اياك، تتجوز وتخلف وترجعلي بيهم فى ايديك ومستني مني اني اباركلك!! ده انت معملتش اعتبار لأبوك لدرجة انك دخلت عليا بيها مش بلغتني مثلا قبل ما تاخد الخطوة دي، ابوك هان عليك؟ كلمتي اللى انت عارف اني عاطيها لعمك من زمن الزمن مالهاش عندك اعتبار؟ فرحتي بيك وفرحة امك واخواتك متستاهلش تشغل راسك بينا يا دكتور يا كبير يا متعلم؟
جاد:
- كل حاجة شغلت راسي بيها، ولولا اضطراري اني ارجع دلوقتي كان الوضع هيختلف، خوفي على امي خلاني معقلش اي تصرف هتصرفه وجيت من غير تفكير، كان لازم امهد الموضوع فى البداية، لكن امي عارفة اني مش عايز شجن، بلغتها علشان البنت تشوف حياتها....
قاطعه عبدالله بغضب:
- امك عارفة؟! انت بتزود غلطك بغلط ياجاد، يعني لما حبيت تهرب من بنت عمك خوفت تقول لكبيرك، خوفت تقول لكبير عيلتك وناسك، روحت تقول لأمك وانت عارف الحريم عندنا لا هيحلو ولا يربطو، وعلشان سيبت الموضوع لأمك جيبت الست فى ايديك وجيت بيها وكأن ده امر واقع علينا، بنت عمك هتبقى مراتك، كلمتي مش هتنزل الارض لو على رقبتك يا جاد، واللى هاجي على نفسي فيه واقبله غصب عني وده انا مش بعمله، هو اني مش هقولك طلق مراتك.
فى الوقت ده ومن غير ترتيب حس عبدالله بأيد مسكت ايديه، اتخض وبص بسرعة ناحية سليمة، كنت لسه على نفس الحال، مغمضة عنيها، نفسها هادي ومنتظم، ساكنة وثابتة فى مكانها، لكن ايديها اتحركت ولمست ايد عبدالله وكأنها بتوصيه على ابنها، ابتسم عبدالله وبجبروته وهيبته عيونه دمعت وهو بيكلمها:
- بتوصيني عليه يا سليمة؟ يعني يصغرني وعايزاني اسامحه؟ علشان عارفة غلاوتك عندي بتحامي للي مقدرنيش؟ وياريته غريب كنت اتصرفت معاه، لكن ده ابني اللى المفروض يعلي ابوه فوق رأس اي حد...
هنا قرب جاد من ابوه وقعد قصاده على الارض، مسك ايديه اللى سليمة مسكاها وحضن ايدين الاتنين وباسها وهو بيعيط، دموعه نزلت على ايد عبدالله اللى رفع رأس ابنه لفوق بأيديه التانية وهو بيقول:
- مش ابن عبدالله الغازولي اللى يوطي راسه ولا يركع غير للي خلقه، لو انت قبلتها على ابوك، انا مش هرضهالك يا جاد.
جاد بصوت مخنوق بالعياط:
- حبيتها يا ابويا، حبيتها ومش قادر استغنى عنها، وربطني بيها اكتر بنتي وحبي ليها، اعرفهم يا ابويا، هتحس باللي بقوله دلوقتي، يا ابويا انا اتغربت واتعاملت مع جنسيات كتير، اتعلمت وفهمت، وعرفت ان الجواز مش راجل وست بس، الجواز حب وتفاهم، اُلفة يابا، مستحيل الواحد يحس بكل ده مع حد مالهوش رغبة فيه، انا مش عايز ست تكون ليا...ماعون يابا، لاء انا عايز ست احبها وتحبني ونفهم بعض واحنا بنتكلم او حتى واحنا ساكتين، وده مش موجود فى شجن...شجن اختي وبت عمي بس يا ابويا، ومش هتكون غير كده.
فى اللحظة دي اتكلم عبدالله وقال وهو بيبص لسليمة:
- سليمة، ابنك هيتجوز شجن بت عمه، وهخليه يسيب مراته على ذمته، كلمتي مش هتنكسر، لكن اللى هعمله علشان خاطرك هو اني هقدر مراته وبنته وقيمتهم هتبقى من قيمته عندي، وده لاجلك انتي بس يا غالية.
برغم ان فيه جزء معجبش جاد الا ان الجزء التاني من الكلام ريحه شوية وطمنه، قعدوا الاتنين سوا يتكلموا مع سليمة وابتدا يحكي جاد لأبوه وامه هو ازاي عرف ريم وازاي حبوا بعض، لكن فى وسط كلام جاد فيه جزء هو لسه مقالهوش، ومحدش عارف ولا حاسس ايه هو الجزء ده غيره هو وريم بس.
فى بيت عاشور نزلت شجن من اوضتها وهي جاهزة ولابسة عبايتها، بصيت عزيزة ناحية بنتها اللى عنيها محاوطها سواد من قلة نومها وتفكيرها الزيادة بقلق:
- صحيتي بدري يا عين امك، ولابسة عبايتك ليه؟
شجن:
- مش رايحين بيت عمي يا امي؟
عزيزة:
- ابوكي هيروح يا شجن، خلينا احنا فى بيتنا، كفايا اللى حصل.
شجن:
- الاصول اصول يا امي، لو ابن عمي معرفش يعني ايه اصول...يبقى احنا مينفعش نعمل زيه، مرت عمي وعمي فى محنة واحنا مينفعش نبقى مش جنبهم علشان قلة عقل ابن عمي.
كان عاشور خارج من الحما...م وهو سامع كلام بنته رد عليه بسرعة:
- بت ابوكي بصحيح، اهي البت طلعت اجدع من الراجل اللى اتعلم وسافر ولف بلاد برة، البت اللى قاعدة فى بيتها ليل ونهار عارفة وفاهمة فى الاصول اكتر من الراجل اللى كنت هخليها فى حمايته من بعدي، جدعه يا بت ابوكي.
عزيزة:
- انت موافقها يا حاج.
عاشور:
- قومي غيري هدومك ويلا خلينا نروح بيت اخويا، اخويا فى كرب ومينفعش نسيبه لواحده، وجاد له روقة.
وفعلا خرجوا وراحوا على بيت عبدالله، وهناك كل حاجة هيكون لها خطط تانية خالص غير اللى كانت فى بال كل حد من اهل البيت.