رواية عيون القلب الفصل الخامس 5 بقلم مارية علي الخمسي
Part 5
و من قالك يا عين ترفي لعزيز اليوم
يا عين هدي شوية و ما تفرحي بالغية
مرات العشقة فيه لكنه بعيد واجد عليا
(كلماتي )
هي تتكلم بحماس و مش عارفة ان بالحركات هذه قاعدة تضمن في مستقبلها من جهة و من جهة ثانية تبتعد رويدا رويدا عن طموحاتها من جهة اخرى : ايه انا كنت نجيب فيها الاولى ع المدرسة
ايمن بطبيعة الحال يفرح بانها متفوقة بس موضوع الدراسة مستعبد نهائي : ماشاء الله .. ماشاء الله .. الله يبارك عليك ... باهي مش خلاص يعني انا نعست واجد وانت ؟
رجاء حست بنوع من الاحراج : دويت واجد صح؟
ايمن اقترب منها و ضاع في ملامح وجهها كانت جدا لطيفة و اكثر ما لفت انتباهه ليها هو الغمازات اللي عندها وقت تضحك ايام كطفلة: و من قالك انا نبيك تسكتي ابدا يا رجاء من اليوم نبي نسمعك تتكلمي و تحكي كل شي يجي في بالك لاني نبي نعرفك اكثر ..
رجاء تجرأت لحظتها : باهي ادويلي انت شنو تحب و شنو تكره
ايمن كان للحظة ح يقول نحب اللي تحبيه بس قرر يتريث : انا يا ستي نحب خدمتي واجد و عيلتي اكيد و بالنسبة للحاجات الثانية يعني زي الاكل عادي لكن عيوني اي حاجة بالدجاج يعني مقلي و محمر و بصراحة مراة عمي كانت تبدع فيه واجد يعني افهمي نبيك انت توا تبدعي فيه .... و وقت اللي ركز عليها لاحظ انها مشت في النوم
و هذا خلاه يأخذ راحته تماما في تأملها و بدّي يسال في نفسه
معقولة أنا اللي كنت رافض الزواج بشكل قطعي و بالذات بالطريقة هذه نطيح فيها ببساطة بنت صغيرة مازال ما عرفت عنها شي و مش قادر حتى نغمض عيوني بدون ما نشوفها قدامي .... عمري ما توقعت ان البنت اللي تختارها أمي تأثر فيا للدرجة هده
غمض عيونه و رقد مرتاح البال ... و مع مرور الوقت و شروق شمس السبت اللي كان غير عن أمس و ع أيامها الاخيرة لان رجاء بعد تبادلها لأطراف الحديث مع أيمن حست بأمل كبير قي حياة جميلة و مستقرة معاه و الأهم هو دراستها
الوقت اللي هي غيرت و تجهزت كان أيمن يلبس و زي ما فهموها خالتها و مرة عمها كانت تحوس عليه و هالمرة أيمن تجنب الكلام معاها لان متاخد بيها حرفيا ، وقتها كان يبي يطلع فيها اي غلط بس الكمال لله و البنت الله يبارك ما شاف فيها شي ازعجه : تبي حاجة ثانية
و استسلم ايمن لنظراتها البريئة و كان خلاص ح يقول اللي في قلبه
بس طق الباب بقوة نوعا ما مع الساعة ثمانية و نصف و أيمن كان فاهم ان اللي طق بطلب من أمه و ان وقت و تأخروا : هيا اطلعي ورأي بسرعة وقت ع الفطور
رجاء لاحظت ان مايشوف جهتها : ان شاء الله
فتح الباب و طلع بدون ما يشوف ورآه و هي حطت حجابها و طلعت في قفطان واسع
اول ما شافتها افطيمة فنصت عيونها و ضربت الارض بعكوزها " هين مازال الوقت "
اما حورية سلفتها فكانت فاهمة شنو في انتظار رجاء لهذا التزمت الصمت ع عكس حنان اللي بتوسل تشوف لامها ع شان تمشي الوضع و ما تتكلم
و بكل ود مع شوية يا ودي هلبة خوف قالت رجاء : صباح الخير
افطيمة كان لازم تبين عدم رضاها باي طريقة : قولي قائلة وين لعند توا نوم؟
تفاجئت و وزعت نظراتها عليهم : كم الساعة ؟
و ردت الحاجة افطيمة : الساعة مانشوفوا فيها ترا توقي الشمس برا وين ؟ المرأة الفالحة لا اطيح عليها شمس برا دارها و لا تزرق عليها شمس في فراشها فاهمة ؟
بلعت ريقها بخوف من لهجتها و نظرتها : حاضر يا عمتي
افطيمة تكلم في حورية و تفنص في رجاء : صبي الشاهي خلينا فطروا قبل الظهر الناس ع جية (تقصد أهل رجاء )
و كانت تاكل مرغمة مع ان نيتها مسدودة بعد الكلام اللي سمعاته و كل من حنان و حورية مشفقات ع حالتها ع عكس نبيلة اللي نوعا ما طبعها قريب هلبة لامها
و لان اليوم طبعا حسب العادات هو يوم الثالث .. و الطقوس الخاصة بيه تبدأ مع الساعة 12 وقت يبدوا يلبسوا فيها في البدلة الصغيرة و الساعة اثنين تكون جاهزة في استقبال اَهلها ...
دخلوا رجاء و بدو في تجهيزها ... و طول الوقت كانت حنان حريصة تهيأها نفسيا للحياة في كنف الحاجة افطيمة لان حنان طيبة و تعاطفت مع رجاء بالذات وهي صغيرة
و في الوقت هذا كانوا أهل رجاء متجهزين من نساء شبابات بالاضافة آلى نجوى اللي ح تكرر زيارتها البوم لأختها و ح يجيبوا معاهم الزميتة
و اهني جمال كان مصر ع استفزاز حمزة ممكن قال اسمه فوق الخمسي مرة : حمزة انت يا فرخ امشي لآمك و جيب الزميتة حطها في سيارة عمك
و يكظم غيضه و يمشي مع ان كان ع استعداد ينضرب قدام الكل و لا ينفذله اي طلب بس وين هذا عرس وخيته و رفيقته مستحيل يفسده بالذات و هو يتذكر في كلماتها الاخيرة ليه : وينها
فتحية : هيا فيسع سلم ولدها اهي الشكارة لكن نادي معاك حد
ابتسم بتهكم : ولدك قالي انا تخافي انادي حد يدير مشكلة حولي ترا
ينحني و يقيمها و يخفي اي الم من ثقل الحمل لان حمل قلبه اكبر بكثير من حمل ظهره الحالي و وقت يحطها
: انت يا فرخ امشي فضي الطريق للسيارات و بعدين عدي لامك مرات مازال في حاجات بياخذوهن معاهم
فنص فيه حمزة
و تقدم جمال : خير دعوتك تفنص
تدخل التهامي : خلاص يا جمال الولد ما قال شي هيا يا حمزة
مشي حمزة و هو بينفجر و حاول التهامي يتدخل : راهو حمزة كبير خلاص ما عاد تجي تهزبه قدام الناس و تقوله فرخ خلاص بدى راجل
نفض ايديه جمال : وانا نبيه راجل و لاني نبيه راجل لازم يتحمل كل شي هكي تربينا و تعلمنا كلا الدلع نعرفه للبنات
و سيبه و مشي
التهامي : قليل ادب .. لا حول و لا قوة الا بالله ..
و انطلق موكب الثالث رغم كل شي للمنطقة اللي فيها حوش اسماعيل بن جابر.. و من بعد بعد وصولهم بدو في اجواء الاستقبال المعروف بالشتاوات و اللي كنت قايمة اليوم هي ربيعة خالة رجاء و بعد غدوهم داروا زميتة بالزيت و تم توزيعها ع الناس حسب العادات في مصراتة
كانت رجاء حزينة جدا : ليش بس يا عمتي ما خليتوه جي معاكم و شفته و الله ماني قادرة نتحمل
ربيعة : توا يجيك خيرك يا رجيوه و بعدين نحنا ع شانه هو راهو ان كان جاك ما عاد يابه يروح
رجاء ببراءة : و يقعد معايا شنو المشكلة
سمعتها هنية و شهقت : ووك عليا كلا انت بتديري الهبال عروس ويقعد معاها خوها
رجاء ما ردت بس تمنت تقول هدا ولدي مش خويا
و من بعد اجواء الغناء المعروفة في مصراتة قالولهم هيا و روحوا ...
و ما ان طلعوا من قدامها و بسبب اجواء اليوم المتوترة انهارت رجاء بالذات و انها ما شافت المهدي
كاد قلبها يوقف من البكي
و عاد افطيمة بدت تعارك : دلع البنوت هذا ؟ امتى جيتي انت ما ليك يومين جاية و بديتي تبكي المفروض قعدتي في حوش سيدك والا تبي الراجل و تبي اهلك
و رجاء تبكي ع الصامت و لو اطلقت العنان للسانها ح يكون ردها " حتى انا نبيه حوش سيدي و ما كنت راضية نطلع منه لكن مجبورة الله غالب "
و بينما هي تبكي من جهة و افطيمة مستمرة تعارك تدخلت ابنة عّم أيمن اسمها ابتسام و قربت منها : حبيبتي ما ترعشي روحك أهو أنا في جنبك و ديما نجيك و ما نقصر معاك بكل
و الوضع ما عجب افطيمة و كان لازم تدخل لانها ضد منطق الطبطبة و المواساة : اسمعي نوضي اقلعي البدلة اللي لابستيها
شافت لابتسام اللي اشارت لرجاء تنفذ امر عزوزتها و وقفت و مشت ورآها حنان
كان موقف صعب فوق شوقها قسوة افطيمة عليها
ع عكس وضعها كانت فتحية فرحانة بالكلام اللي تسمع فيه من اختها ربيعة : قولي و الله يا وخيتي و ريحيني
و ربيعة مستمرة.: اماله راجلها عليك زول فيه طول و عرض الله يبارك عليه
تنهدت فتحية براحة وهي تحاول تسكت المهدي : الحمدلله يا ربي غير كان نتريح ع الوليد هذا أهو تشوفي فيه من يوم مشت اخته كيف يعيط و ما سكت متعود ع رجيوه و الله حتى أنا ما يدور فيا يا ربيعة
و اقترحت عليها ربيعة امر: باهي خليه مع الصغار بتقعدي طول الوقت شداته هكي شنو بيدير بيعيط أكيد
فتيحة تفكرت كيف يقضي في وقته مع رجاء : كيف نخليه و لمن ؟ قبل كانت رجاء مهنيتني عليه
و كان موقف غادة الطفلة اللي قدوتها رجاء و من يومها تحب تكون زيها : خليه معايا يا أمي أنا نرد. بالي عليه و يلعب معايا أنا و الصغار برا
بتردد : بس
ربيعة شجعتها : يا ودي انت اللي بتودري الولد من وراء خوفك أنا راهو نشوف فيها رجاء كيف تخلي فيه يجري و الحوش حفظتهله من قبل ما تمشي شبر شبر و لو كان تسمعي كلامي المفروض المهدي يقعد مع خوته عبدالخالق و حمزة
و فتحية ما كانت تحب تحملهم مسؤوليته نادت ع غادة و بدت توصي فيها عليه و قربت غادة و تمسك المهدي في أيدها و البائن ان في علاقة قوية ح تنبنى بينهم الاثنين ...
و بعد تمسك المهدي بقوة في أيد غادة و سكت رغم ان الشهقة مازال فيه لكن سكن نوعا ما ...
و طلعوا مع بعض و شوي شوي أنسجم و بدّي يلعب معاهم ...
بالعودة لمنزل الحاج اسماعيل بن جابر ... كان العريس برا و هو متوسط أصدقاءه الاثنين فارس و جلال
لاحظوا الاثنين ان حاله متبدل
اهذا بدّي جلال بالبصارة : اذا انت فرحان واجد بالشكل هذا معناها فارس كيف بيدير فينا بعد يجيبها بنت الناس.
فارس ضحك : أصلا معش ح تشوفوا وجهي و بعدين خيرك مع الراجل ما صدقنا ان فرحان
أيمن تفكر هدرزته معاها الليلة الماضية و ابتسم
جلال بدي يصفر بصوت واطي احتراما للكبار الموجودين منهم بمسافة ليست ببعيدة: توا بالله عليك مش يبي طريحة نكد علينا قبل العرس و ايام العرس و في يومين جابت راْسه
فنص فيه : فكنا من تعويج الكلام توا ! لا جابت راسي لا كراعي كل الموضوع تريحت الحمدلله تاريته الام ام يعني حاجة راضية عليها أمك مش كيف
فارس تنهد : لا أنا الحمدلله أمي راضية و عيني راضية و قلبي راضي و محبوبتي حتى هي راضية كلنا في الرضا
و علق جلال : ايواه اهم شي الرضى
و كملوها ضحك و تعليق بنفس الطريقة و حاول أيمن بكل الطرق يخفي لهفته ع اللقاء مع زوجته لعند مع اذان المغرب حطوا العشاء تعشى مع أصحابه و هي مع العيلة داخل و ما ان روحوا أصدقاءه حتى خش أيمن لداره و القاها تستنى فيه : السلام عليكم
وقفت و استقبلاته بابتسامة : و عليكم السلام آنست
قربها منه و باس جبينها و حضنها بايد وحدة : الله يانسك ... عندك علم مستاحشك واجد من بكري نراجي في الجماعة يروحوا ع شان نكحل عيوني بالوجه السمح هذا
تحشمت رجاء و ما قدرت ترد
و ذاب هو في حبات الرمان المزروعة ع خدودها : من وين طلعتيلي انت بس
هي وجهها تغير و فهمت غلط ان يذم فيها : عليش ؟ درت حاجة غلط ؟
ضحك و حاول يتحكم في صوت ضحكته باعتبارهم قاعدين في دار : اي غلط يا بنت الناس ؟ انت بتخليني أنا اللي نغلط و ندير حاجات في حياتي ما فكرت نديرهن... تعالي احكيلي ع اهلك اليوم من جي
و فرحت هي بسؤاله عن أغلى ناسها و بدت تحكي و تحكي و كل مد تحكي يتقربوا من بعض اكثر ...
و المشاعر... شنو صاير فيها وقتها و زي ما قال الشاعر :
المشاعر في تمرد. . عالحواجز والقيود
والمحبه مي مجرد . .همس واشعار ووعود
المحبه شوق دافي. .نابعه من قلب صافي
لا ايخوف ولاايجافي. .لا ايخالف فالعهود
المحبه طير طاير. .في بساتين السلام
وانت ياحبي بشاير. .وقلب مليان ابغرام
جيت في ثورة شبابي. .وصنت عهدي في اغيابي
انت فعيوني روابي. .زاهيه ابلون الورود
المشاعر موج ثائر. .ونار مابين الضلوع
وقلب ما ايعد الخساير. .لا ايمثل بالدموع
وبحرمالحب الجميل. .وبدر في وحشة الليل
مالها عندي مثيل. .وصفها فات الحدود.
محمود اكنيش الفاخري
________________ بقلم مارية علي الخمسي
يوم الأحد ... الساعة سبعة صباحا ...
: رجاء ... رجاء
فتحت عيونها : صباح الخير
ابتسم : بنقولك أنا اليوم عمل لأَنِّي زي ما فهمتك منصبي في العمل حساس و اكثر من هكي ما نقدر نغيب
و فهمت المطلوب و قعمزت : باهي أهو توا نطلعلك لبسك و نديرلك الفطور قبل الوقت
رده عليها ابتسامة كلها فرح و رضا و طلع أيمن للحمام اكرمكم الله و هي بدت تحدد في ملابسه و تجهز فيهم
كان مستعجل و يلبس : اسمعي ما تديري فطور بدري توا أنا نفطر في العمل الصبح بدري ما نحب نأكل
هي استغربت: حتى قهوة ؟
أيمن : اي
جابت شيشة العطر و بدت تعطر فيه : ع راحتك و ربي يفتحها في وجهك و يرزقك و يبعد عنك اولاد الحرام يا ربي تردلي سالم غانم و محفوظ عند الله لعند تروح يا رب
باس جبينها بفرح لانها دعتله دعوات جميلة : يوم سمح من بدايته معناها توا نستأذن و نتلاقو الساعة اثنين
ردت عليه بابتسامة : ان شاء الله
خذي شنطته و طلع سكر الباب وطول طريقه للشركة اللي يشتغل فيها تبع ميناء مصراتة كان يستذكر في دعواتها وكلماتها بسمتها طريقتها كيف تحوس عليه و قلبه متعلق بكل هالاشياء هذه ...
و هي شافت الساعة جنبها مازال السبعة و نصف و اهني بكل براءة قالت في نفسها نحصل نرقد للساعة عشرة و بعدها نطلع خشت للسرير و تغطت يا ودي ما لحقت حتى تفرد جسمها لعند سمعت طق الباب بقوة شديدة انفزعت لبست بسرعة و مشت فتحت الباب و ألقت قدامها افطيمة : شنو يا فالحة خيرك ما طلعتي وراء راجلك ؟
واست ملابسها و جلبابها اللي حطاته ع ملابس النوم : صباح الخير .. أنا يا عمتي نحسابكم راقدين هذا عليش ما طلعت
و تشهق افطيمة : لا يا فالحة وين راقدين شنو تحسابينا نقعدوا لعند الظهر المرأة الفاشلة هي اللي تزرقلها الشمس في فراشها و الله نسيتي كلامي أمس ... يالله البسي واطلعي بيش تضمي معانا الحوسة بالك تحسابينا جبناك بيش تتفرجوا عليك
كانت ترعش بكل ما فيها و حاولت تسيطر ع نفسها : حاضر يا عمتي توا نبدل دبشي و نطلع نضم معاكم
بدت تدور بين حوائجها و مازالت فيها الرعشة يا ناري لعند ألقت قفطان طويل بأكمام طويلة لبساته و خذت معاه محرمة و طلعت
افطيمة تشوفلها من فوق لتحت ... بدت تصفق : اللبس هذا انتهى وقته من لما تمت عرستك أمس (اشرت ع حورية ) من اليوم تلبسي زيك زي سلفتك ردي
إنصدمت رجاء و هي تشوف لشكل ابتسام في الردي وزاد حزنها و قهرها نظرة الشماتة اللي في عيون حورية ... عاد مسكينة حورية من ايام و هي تشوف في رجاء تلبس و فرحانة بس اليوم عرفت ان مصير رجاء زيها و ما في فرق بينهم و ان خلاص تم وقت العرس و جي وقت الجد ...
حرفيا حست أنها في كابوس الردي يعني أمها و خالاتها و نساوين أعمامها يعني كل شي عكس طموحها
و مشت افطيمة و جابت مجموعة رداوات و حطتهم قدامها كان معروف وقتها في مصراته بردي الفيرا ....: البسي واحد منهم و يالله
خذت اول واحد قدامها و خشت للدار تلبس و الدموع متحجرة في عيونها و تنفكر " نبي نكون دكتورة او مهندسة"
"لاد اني نسوق السيارة و ندير كل حاجة في خاطري "
" مستحيل بعد نتخرج نقعد في الحوش انا نخدم و نعتمد ع نفسي هكي وعدت حياة سيدي "
و صوت افطيمة تنادي عليها افزعها من جديد ع واقعها : رجاء
لفت حزام الردي و كأن قيد ع حياتها الحالية و مستقبلها القادم و وقت اللي بتطلع من الدار بحركة عفوية ردت الباب وراها و كانت ح تسكره
و تقدمت منها افطيمة : اسمعيني عندك هنا ... الباب هذا ما يتسكر دام انك مش في الدار و راجلك برا ع من تسكري فيه (اشرت ع باقي الديار) قدامك كيف ديار الحوش كلهن مفتوحات
: به
فتحت الباب و بدت في الاعمال الشاقة و حرصت افطيمة انها تنزل ع رجاء يعني كنوع من التأديب و انها تفهمها بان هذا الواقع اللي ح تعيشه
و وقت كانت تخدم و تنكت في الحوش و تشوف لحورية اللي قريبة ولادتها فهمت الرسالة بوضوح يعني لا رحمة و لا شفقة
و في عز العمل هذا روح أيمن أنصدم وقت شافها
هو أصلا اقتناعه ان يتزوج و يستقر في بنغازي للسبب هذا بس ما توقع ان ينصدم بيه بالسرعة هذه لكن في نفس الوقت ما يقدر يغير شي او حتى يعاند أمه
سيبهم و خش لداره ... استمر في الجلوس لمدة ساعة و هو يفكر بس هدا واقع و نمط حياة في حوشهم و من المستحيل تغييره
و تكرر ذات السناريو معاها يوميا ... يمشي أيمن للعمل السبعة و بعدها تنوض يديروا فطور الصبح بكري و فطور ثاني الساعة عشرة عبارة عن عيش و حسي او مقطع و مع الظهر يكون الغذي واتي و المغرب العشاء واتي و اهم قوانين الحاجة افطيمة زي ما سبق و قالت ان الديار ما يتسكروا يعني رجاء بعد تطلع من دارها و تضمها ضروري تخليها مفتوحة، اي الباب مفتوح
لعند جي يوم الأسبوع ...
اللي من الفجر كانوا التجهيزات ع قدم و ساق بان اليوم ح تمشي فتحية لبنتها و ناس تدير في السفنز و ناس تدير في التنور و غيرهم يديروا في الفتات (زي الفطيرة) و الباسطي الزمني و العجة الحمراء المصراتية و بكميات كبيرة لان ح يتم توزيعها للجيران ...
و ما ان كملوا بعد الظهر يتجهوا لحوش اسماعيل بن جابر ...و اكيد جمال كرر نفس السيناريو مع حمزة اللي مش معروف لعند امتى ح يتحمل هالمعاملة و هالضغط
و رجاء دارت روتينها من ضم و تجهيز الفطور و دارت حتى الفتات و كان ضروري ترمي اول وحدة هي و الغذاء لازم هي اللي تديره و اكيد هذ مهمة صعبة لانها صح تعرف أطيب لكن عاد مش كميات كبيرة
ابتسام لاحظت انها خايفة جت جنبها : اسمعي ركزي عليا باهي أنا نقولك بعيوني لو المقدار كويس او ناقص ديما شوفيني
و نوعا ما تشجعت رجاء و فعلا هكي دارت بدت تطيب و كل ما تحط حاجة تركز ع ابتسام اللي بعيونها تاشرلها لو كان المقدار تمام او لا ! و دارت رجاء غدي اول من فرح بيه افطيمة عاد شنو ودها غير ان كنتها تكون فالحة و تقد المسؤولية
حنان : اعطيك الصحة يا رجاء و الله بازين زي العسل
و كانت رجاء فرحانة هلبة لان هذه اول وجبة تديرها لحوش عيالها : سلمك
حورية : الحق ينقال عاد بازين تقول متاع وحدة ليها واجد تطيب
و حست رجاء في الموقف هذا براحة ان سلفتها مش خبيثة عبارة عن غيرة بسيطة بين سلفات و يمكن تجاوزها : صحبتي حورية ...
صفقت نبيلة : هيا مش وقته توا وقت بري معاها يا حنان و انت يا ابتسام كان بتلبسوها
و حنان : اي صدقني
و مشت معاهم في الوقت اللي كان أيمن بيطير بيها و الكل يمدح في الغذي لان هذه عادة عندهم ان العروس تطيب يوم أسبوعها
و ع صوت الزغاريد لبسوها البدلة الكبيرة و زينوها بالذهب الكامل ... و ما ان كملت حتى طلعت بالزغاريد و خلوها تحط اول لحمة في العشاء و قعمزت ع كرسي في الصالة تنتظر ع احر من الجمر في وصول اَهلها عاد اليوم الميمة جاية
و سمعت البيب بيب و القلب يضرب و صوته من وين يجيب و اول ما وصلت فيها الحنونة شدت فيها رجاء بكل قوتها و هي غير تقول : أمي يا أمي أمي يا أمي
فتحية قلبها كأن انخلع من مكانه خافت موت من نبرة صوت بنتها و طريقة نداءها لانها حست انها مش مرتاحة لكن لان شخصيتها مش بتلك القوة و لانها امرأة ليبية تقليدية هي من النوع اللي يتبع سياسة الإنكار يعني حتى لما تحس بخطر او ان احد ابناءها عنده مشكلة طالما ما جي و صارحها عندها تقعد غافلة أفضل و بدت تقنع في نفسها ان صوت رجاء سببه الحياة الجديدة و صغر السن و الشوق لحوش العيلة : ماشاء الله ماشاء الله مبروك يا بنتي زي الغزالة طالعة ربي يهنئك و ماشاء الله أهو عيالك فرحانين بيك واجد و الا و مش منقصين عليك حاجة
و بكلامها هذا اللي اخرس لسان رجاء ع اي شكوى فرحت افطيمة : شنو بنقصوا عليها و الله اللي تبكي بيه تسكت بيه
و ابتعدت ع بنتها و سلمت ع فاطمية و هي تشكر و تعاود في استقبالهم و بيتيتهم و الأصول اللي داروهم : صحيتي يا حاجة ان شاء الله الحوش ديما عامر بوجودك و ديما في طوعك
و يا سلام افطيمة هذا اللي تبيه : تسلمي يا ربي و عقبال الباقي عندك
: ان شاء الله
و هي في حال يرثى لها جي ونيسها و ولدها و رفيقها جي مِن كانت فاقدة وجوده من ايام
و لو حد شاف المهدي كيف من لما سمعها قالت أمي عرف وين واقفة و بدّي يدف في الناس بايده الصغيرة و يقول : اذاء اذاء
و هي نست البرستيج و البدلة الكبيرة لان ما في شي اكبر من شوقها ليه حاليا : يا وليدي يا وليدي
و تشبث بيها المهدي بكل قوته و دفن راْسه في حضنها يستنشق في ريحة الأمان يستشعر في بصره اللي حس ان توا بس فقده بمغادرة رجاء لحوش العيلة كان يبكي و يقول : اذاء اذاء حبك اذاء
و هي تبكي معاه : أنا اللي نحبك يا غالي استأحشتك سامحني حبيبي و الله عرفت انك فاقدني ما صدقت كلام حد منهم
و هو خلاص استكان بين أيديها
الموقف اثر في الكل لان فعلا كان لقاء ام بولدها مش اخ بأخته
يا وخيتي يا اميمتي خليني بين ايديك
انت مشيتي و مهيدي طريقه ظلمت
وخيتي خليني جنبك و ضميني ليك
انا مهيدي وليدك والروح بيك تعلقت
صرتي بعيدة و ما عندي كيف نجيك
حرقني البعد و حرقتك بالقلب علمت
ندعي الله يسعدك يا وخيتي ويهنيك
حتى بعيدة لكن فيك العين ما سلمت
(كلماتي )
بعد العشاء اللي ما نقص منه شي و اللي اصرت رجاء انها تطعم المهدي بأيديها
ممكن طفل صعب يعبر بس كان ساكن ع غير عادته و كأن ع علم بان كل شي معاها صار لحظي قبل وقت توكله يسال ع كل شي شكله و طعمه ومن داره بلغته البسيطة اللي ما يفهمها حد غيرها لكن هالمرة كان ساكت
و ما ان اكملوا العشاء حتى بدو في الأغاني عاد:
يا مبروك عليه اسبوعه.. الصقر مقعمز في المربوعة
يا مبروك عليه أسبوعك ... و ان شاء الله يمشي في طوعك
مبروك عليك تحزمتي .. و الصقر الباهي لايمتي
و بدت ترقص رجاء بطلب من حنان و الكل يصفق و يغني و يزغرط و كان يوم لا ينسى ... و من بعدها قدموا عليهم العصير و الحلويات الزمنية المعروفة ...
بدّي الكل يروح الا ام العروس في عادات أهل مصراته ضروري تبات مع بنتها و اهنئ الحاجة افطيمة قامَتَها بيها من واجب و ترحيب و استقبال و سفرة تطلع و سفرة تجي
و وقت خش أيمن جو عيونه ع منظر أسر قلبه
كانت رجاء واقفة في الدار و المهدي قدامها
المهدي يتحسس : اذا سنو (هذا شنو )
رجاء بشرح : هذه زيانة اسمها عليها مشط نمشطوا بيه شعرات المهدي السمحة
يضحك و هو يلتمس لعند جو ايديه ع المشط و من ثم لمس شيشة عطر
و هي مكملة : و نحطوا عليها شيشة عطر ع شان تقعد ريحة المهدي زي المسك
قربت باساته : اخ ما أحلاها صنتك يا مهيدي ...
هو حط أيده ع ساعة : و اذا ( و هذا )
جاوب أيمن : و هذه ساعة ع شان تعرفوا بيها الوقت يا مهدي صبح و الا ظهر و الا ليل
هي عدلت وقفتها و كانت محرجة : هذا المهدي خويا يبي يشوف داري قصدي دارنا
هو قرب من المهدي و مش عارف يحدد احساسه وقتها الولد فعلا يخش القلب : مرحبتين بيه أنستنا يا مهدي أنا أيمن
المهدي كانت عنده جرأة كبيرة صافحه : و أنا مهدي ... انت اذل اذاء (انت راجل رجاء )
ابتسم و خطف نظرة لرجاء و قداش يعشق وجهها المحمر خجلا : ايه أنا راجل رجاء .. عمك أيمن و اي شي يا مهدي تسمع فيا اي شي تبيه تطلبه مني و أنا مستعد نجيبه ليك باهي
بفرحة كبيرة : باهي ... أنا ابي اذاء (أنا نبي رجاء )
ضحك أيمن : الا هذه انت اللي تجيها هي معش نقدر تستغنى عنها
و إزدادت خجلا بكلماته مشت فتحت الدولاب و طلعتله ملابس : نحطلك دبشك هنا و بنغير و نطلع أمي بايتة هنا اليوم
أيمن مبتسم : مرحبتين بيها .. خلاص انت غيري و خليني مع السمح هذا
رجاء باستغراب : مهدي
تفاجئت بيه مقرب من أيمن و قعمز جنبه و انطلق في الكلام معاه و بعد كملت هي خذاه أيمن معاه برا و ما فارقه أبدا و كل مرة يعرفه ع حد من الموجودين كان يتصرف بعفوية و حب و البائن ان تعلق بالمهدي زي ما تعلق بأخته
( و ماذا اريد غير ان تألف قلوب إحبابي بعضها البعض )
___________ بقلم مارية علي الخمسي
و في اليوم هذا سلمت رجاء ع اسماعيل : مرحبتين بيك يا بنتي بينا و ان شاء الله ما تشوفي كان اللي ترضيك
: تسلم يا عمي بارك الله فيك
و طلع من جيبه مبلغ مالي كبير وقتها و حطه في ايدها : ان شاء الله بطول العمر يا بنتي
: بارك الله فيك يا عمي و ان شاء الله الحوش ديما عامر بيكم
ابتسم اسماعيل : ان شاء الله يبارك فيك يارب
و لانها كانت متحشمة منه و في نفس الوقت متاثرة باعتبار انها فاقدة بوها و ذكرها اسماعيل بالمرحوم انسحبت ع طول جنب امها
و للعلم كانت رجاء جايبة لعمها كاط لكن خذاته منها افطيمة و هي اللي اعطاته لزوجها و فهماته ان من كنتها
اما رجاء من اول ما حصلت فرصة رجاء بدت تحكي و تقول ع حياتها كيف بس إنصدمت من رد فتحية
فتيحة كانت تتكلم بلهجة كلها حدة و جدية: اسمعي يا رجاء لازم تعفسي في عفستهم و تمشي في طوعها و ردي بالك تطلع منك كلمة و الا تقولي اخ فوق زيك زيهم ! شنو مش نساوين و بنات ناس اللي عندهم ماهو كلهن ساكنات و متحملات
رجاء كانت مقهورة : بس يا أمي
و قاطعت كلامها فتحية : وين مشيتن يا حاجة هيا ع شان نخربوا شبور العروس
و اهنئ خشوا كل من حنان و نبيلة و وراهم افطيمة و حطوا الحنة و بدو في ما يعرف بتخريب شبور حنة العروس ... يعني الشبور اللي داروهم في حنتها قبل ح يحنوهم ع شان خلاص يلتغوا و تتغير حنتها ...
و في الوقت هذا خش أيمن ينادي و عطاهم المهدي اللي كان راقد بين إيديه ...
و فاتت الليلة سريعة جدا ع رجاء لانها فرحت بأمها و المهدي ...
و جي صباح ثاني يوم ...
و تغذوا مع بعض و هذا كله و المهدي بين رجاء و أيمن لعند جت لحظة المرواح و تقطعت قلوب الموجودين ع رجاء و ألمهدي
المهدي اللي كان صوته يصدح في الحوش و هو يعيط : ابي اذاء هيا ادي ماي (هيا عدي معاي)
و تحاول فتحية تتحايل عليه : غير هيا و نجوها ثاني و هي تجينا هيا سلم ولدي معش تجيها راهو
و افطيمة لان ما تتحمل هكذا مواقف انسحبت بكل لانها مش قادرة تتحمل
و طلعوا المهدي و هو يصرخ و يصك برجليه لعند في لحظة فك روحه من امه و نزل يجري في اتجاه صوت شهقاتها
ايمن خافه يطيع : اطيح يا مهدي ولدي راجي
بس يا ايمن هو عنده جهاز جي بي اس ما عند حد قلبه يقوده ليها من بين المئات وصلها و تشبث بيها و صار يبكي : ابيك ابيك اذاء
و رجاء لعند قريب داخت من البكي لا قادرة تاخذه منهم و لا قادرة تروح معاه لحظتها كرهت جمال اكثر و لامت و عاتبت ع كل من اقنعها بالزواج لان الالم اللي في صوت خوها اكبر من اي شي
جت فتحية فكاته منها و خذاته معاها و ركبت هي و المهدي مع أيمن السيارة و روح بيهم
حنان تقدمت من رجاء و ساعدتها توقف : هيا تعالي معايا مش باهي العياط واجد
و كانت شبه دايخة دخلتها دارها و خلتها رقدت و طلعت مشت لامها : بالله عليك يا امي خليها شوية البنت بتتقطع ع خوها
و افطيمة كانت ساكتة هي تكره هكذا مواقف لهذا اثرت الصمت
و عن المهدي فرقد من كثر ما بكي
لعذا فتحية حبت تستغل الفرصة و اختارت الوقت هذا ع شان تتقرب من أيمن و توصيه ع بنتها و بدت في سرد اللي صار معاهم وكيف رجاء تحملت المسؤولية من وقت صغيرة و كيف هي اللي كبرت المهدي و كيف انها رغم كل شي طيبة و حنونة و مازال صغيرة و هي تحكي و توصي و كان أيمن يزيد يغرق في البنت هذه اللي ياما عندها من أشياء هو مازال ما اكتشفهم
______________ بقلم مارية علي الخمسي
ليلا ... و بعد هدت رجاء نوعا ما، بدت تشوف في كتاباتها اللي جابتهم أمها كانت مفتقدتهم هلبة و تفكر هل أيمن بيوصلها لمدرستها اللي في منطقتهم او بيحولها لمدرسة ثانية
ما كانوا مجرد كتب مدرسية كانوا حياتها و فرحتها و مستقبلها
انفتح الباب و دخل أيمن و كلام فتحية في راْسه و وصاياها ليه طاحوا عيونه عليها و هي واقعة في غرام الكتب : السلام عليكم
ردت عليه و هي مازال تشوف للكتب : و عليكم السلام
حول كبوطه و قعمز ع السرير : هذا شنو ؟
هي بحماس : كتاباتي أنا قلت لامي تجيبهم معاها و الحمدلله اللي ما نستهم
ما فهم سبب طلبها ليهم : و عليش
هي حست بشعور سيّء حطت من أيدها الكتاب : كيف عليش ؟ ع شان قرايتي يا أيمن ... أنا نجيب فيها الاولى ع الفضل مش قلتلك أنا في ثانية ثانوي و شاطرة راهو (كانت تتكلم و صوتها مخنوق ) تعرف يا أيمن حتى وقت الخطبة خفت انك تبطلني أمي و خالاتي قالولي عادي تخليني نقرا ! ( كانت خايفة موت ) تخليني و الا ؟
و كانت القشة التي قسمت ظهر البعير
كانت غصة و كسرة و قهرة ليها لآخر العمر و اللي فات كوم و الموقف هذا كوم ثاني حرفيا أيمن تبدل اهنئ : قراية شنو ؟ احني في قاموس عيلتنا ما في عندنا مرآة تقرا في المدرسة ، خواتي وقفوا في الإعدادية و مرة سليمان مبطلة وانت زيك زيهم ما تحسابي روحك خير منهم
و هي فقدت أعصابها : اي قانون اللي يكسر قلبي و ينهيني تزوجت صغيرة و قلت عادي كل شي تحملته ! الا انك تحرمني من اغلى ما نملك
و طلعت شخصية أيمن الواعرة و فنص فيها تفنيصة جمدت الدم في عروقها : هذا الموجود و اخر مرة يا رجاء تعلي صوتك ... عاجبك مرحبتين بيك مش عاجبك الوضع توا هالساعة نركبك و نحطك في حوش اهلك
و طلع و قربع باب الدار ورآه
تحت نظرات أمه افطيمة : هونا طفشاته من يوم أسبوعه
حنان ما قدرت ترد عليها بس وجعتها مرة خوها لان في نظرها مازال طفلة
و رجاء بكت بكاء و تنحب نحيب و هي تقول : وينك يا بويا ؟ وينك يا امي ؟ اكثر حاجة نحبها حرمني منها ... قلتلك يا امي ما نبي كيف ندير توا و الله ما نقدر نتخيل اني نوقف قرايتي ... انا انحرمت من كل شي في حياتي و كنت راضية الا قرايتي يا ربي حرام عليكم حرام عليكم يا ريتك ما عديت يا بويا يا ريتك معايا
و افطيمة وقت قربت و سمعتها دمعوا عيونها و ما قدرت تتحمل لهذا سيبتها و مشت لدارها و غلها حطاته في العكوز متاعها وقت تضرب فيه ع الارض
بينما ايمن في المربوعة كان بين نارين هو صعب يتقبل امر دراستها لان الشيء هذا غير شائع وقتها في مصراتة ان وحدة تتزوج و تكمل في ثانويتها بالذات في عيلتهم و اصلا هو من كثر ما تعلق بيها مستحيل يرضى انها تختلط بحد و يحطها يوميا في مدرسة و يروح باهي لو هي اصرت ع رايها هل ممكن يتحمل فراقها ابدا ما يقدر و هو ع قناعة تامة بالشيء هذا لكن كان عنده امل انها ترضى و بات الليلة هذه يدعي انها تقتنع و تكمل معاه و تنسى موضوع القراية
القراية اللي كانت عندها هي حلم و هدف بدت تصير عبء ع حمزة بالذات بعد ما حصل فيه جمال فرصة و صاروا ديما في وجه بعض : يعني تلتزم بقرائتك و من المدرسة للحوش طول و اهو نسمع عنك حرف يا حمزة و الله و الله نقتلك بين ايديا و لا نخلي حد يقول ان خو جمال يتبع في الكورة و الدوة الفارغة
و بعناد و بصوت عالي عاد هو عشقه الرياضة و الخيل و الكورة بالذات و حس ان يبي يحرمه منهم : انا مش خوك انا اسمي حمزة خليفة بن عمار انت مش خويا و مش مسؤول عني و الحوش هذا حوش سيدي بويا انا خليفة بن عمار
عيطت عليه فتحية : سكر فمك يا حمزة
و بعناد اكبر : مش مسكر فمي مش خويا مش خويا
و يهد عليه و يضربه كف بكل قوته
و رغم قوة الصفعة الا ان حمزة ما رفله جفن و استمر بالتحديق في عيون جمال : واطي عيونك
و ما رد بس نظرته كانت الرد
جمال بجنون : تفنص في من انت
و ثار زي الغول لعند جبد الصوت الخاص بالتاديب و الضرب و جر وراه حمزة علقه في الشجرة و بدي فيه ضرب هو يضرب و جسم فتحية ينتفض لكن ما تقدر تعارضه خوفا من ان يسيبها و يمشي
و العياط اللي تعيط فيه رجاء بصوت عالي و هي تقول : وينك يا بويا
كان حمزة ليلتها يقول فيه بقلبه بدون صوت ما يطلع منه غير : ااااه
الااااه هذه اخترقت مسامع المهدي الطفل الصغير اللي بعفوية و بخوف سكر وذانه و جت اخته اللي تكبره بس بعام ( غادة ) و ضماته ليها و هي اكثر رعبا منه
بينما عبدالخالق كان يكسر في اغصان الشجر بين ايديه و عيونه مليانين دموع قعدوا محبوسات و ما نزلت منهم دمعة
و نجوى مسكرة باب الدار و متكئة عليه و تحاول تمنع دموعها عكس سارة اللي كانت تبكي و تقول : حرام عليه و الله حرام عليه وينك يا رجاء ! هي اللي كانت توقف في وجهه
و لو تعرفوا حال رجاء كان حن قلبكم عليها و عرفتوا انها في اسوء اوضاعها ...
و استمر في الضرب لعند حس ان معش قادر رمي الصوت من ايده و مشي للمربوعة داهش و هو يستذكر ذات المشاهد من بوه يوما ما !!
اقتربت فتحية من حمزة : حمزة
كان يا دوب قادر يرد: خليني ان شاء الله نموت .. خليني كله منك كله منك
بدي حمزة يزحف رفض مساعدة اي حد منهم لعند وصل للحوش و خش لداره رقد اول ما حط راسه ع المخدة جو عيونه ع صورة المرحوم بوه و كان حمزة جالس ع رجله بينما رجاء حاضنها بايده نزلت دمعته حس ان مكسور الجناحين ...
: مستحيل يرجع ...
و مروا ثلاث ايام و هو يبات في ....
لعند عرفت ان لا مفر من .....
و جي يوم الأسبوع الثاني ....
: ما عندي مل ندير كان روحتي...... بتزيديني هم
بعد عشرين يوم ...
:مسافر لإيطاليا و قاعد فيها أربعين يوم ... ماهو
: و أنا كيف ....
: من اليوم ترقدي معاي أنا و ...و من الأسبوع الجاي بنبدوا نحصدوا الزرع ...