اخر الروايات

رواية شيطان بقلب ملاك الفصل الخامس 5 بقلم حازم الباشا

رواية شيطان بقلب ملاك الفصل الخامس 5 بقلم حازم الباشا


" شيطان بقلب ملاك "
( الحلقه الخامسه )
سرحت ندى طويلا وهي تفكر في طارق ، ولم يتنزعها من افكارها الا صيحه الهام : مدام ندى ... مدام ندى
انتفضت ندى وردت بسرعه : ايوه يا الهام انا معاكي
الهام وهي مبتسمه : اللي واخد عقلك ينتهى به
ثم وقفت وهي نتاول ندى حقيبه كانت بجوارها ، وقالت بنبره ودوده جدا : دول ال ٣٠ الف جنيه اللي بعتهم لك طارق
اخذت ندى الحقيبه ، وتصافح الاثنان ثم انصرفت الهام ، وتبعتها ندى وياسين ، التي سارعت بالاتصال بطارق لتشكره ، لكنها وجدت هاتفه مغلق
فارسلت له رساله على برنامج الواتساب تقول فيها :
( اخبارك ايه يا استاذ طارق
برغم اني زعلانه جدا لانك ما جتش النهارده زي ما اتفقنا
بش انا لازم اشكرك على كل حاجه عملتها معايا ، وانا المره دي اللي بطلب منك اننا نتقابل
لانك لسه ما جاوبتش على الاسئله اللي محيراني ...
انت تعرفني منين ؟
وعرفت ازاي ان جوزي بيخونني ؟
وايه اللي جابك عيد ميلاد شروق اختي ؟
وايه اللي جابك المستشفى بعد ما بعتلي الفيديو ؟
ارجوك لما تقرا الرساله دي تكلمني )
---------------------------ء
مرت ايام طويله ... وندى في انتظار مكالمه او حتى رساله من طارق ، ولكن دون جدوى ، فالهاتف مازال مغلقا
ورغم اختفاء طارق المفاجيء ، الا ان ندى لم تتوقف عن كتابة رسائل له على برنامج الواتساب
وتوالت الايام سريعا ...
وقد حصلت ندى على ورقة طلاقها من سمير ، بالاضافه الى تنازل منه عن شقه الزوجيه
وتباعدت رسائل ندى لطارق ، برغم شعورها بحزن عميق لاختفاء ذلك الملاك الحارس من حياتها
حتى جاء يوم المفاجأت الكبرى ....
فاثناء قيامها باعمال التنظيف المنزليه المعتاده ، قررت ان تغير مكان دولاب ياسين ، وما ان حركته ، اذ بها تكتشف وجود هاتف صغير مخبىء خلفه !!!
فصاحت بغضب : ياسين تعالى هنا وقولي التليفون ده بتاع مين ؟؟!!
دخل ياسين الغرفه ليجد الهاتف في يد امه ، فشحب وجهه فجأه ، وكأنه قد رأى شبحا ، وانخرط في نوبه بكاء محمومه
توترت ندى من رده فعل ابنها ، الا ان عاطفة الامومه جعلتها تحتضن ياسين بقوه وتقول بصوت حنون : اهدا يا حبيبي ، واحكيلي موضوع التليفون ده ، وانا والله العظيم ما هاعاقبك ولا هاعمل اي حاجه تزعلك
هدأ ياسين تدريجيا ، وقال : انا اسف يا ماما ، انا هاحكي لك على كل حاجه
ثم بدأ ياسين يحكي القصه كامله ، وقد كانت تلك بدايه قصه ياسين تعود الى اكثر من عام !!!
ففي احد الايام ، بينما كان ياسين ينتظر قدوم سمير امام اسوار المدرسه ، لاصطحابه للمنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي ، اشتبك معه صبيان يكبرانه بالعمر ، وقاموا بضربه بقسوه
في تلك اللحظه تدخل رجل كان يسير مصادفه بالقرب منهم ، وانتزع الصبيان من فوق ياسين ، وقذف بهما بعيدا ، متوعدا اياهم انه اذا حدث وتعرضوا لياسين مره اخرى ، فسوف يكسر اضلاعهم
ثم حاول مساعده ياسين على النهوض ، الا ان قدما ياسين كانت تؤلمانه بشده ، فحمله الرجل وعاد به الى المنزل
كان ذلك الرجل هو ... "طارق"
ومنذ ذلك اليوم ، نشأت صداقه بينهما ، كانت اقرب بعلاقه الاب وابنه ، فياسين كان يستمد من طارق ذلك الحنان والاحتواء الذي حرمه منه ابوه ... او بالاحرى من يظن انه ابوه
اما طارق فكما عرفناه ... هو شخص لا يتردد عن مساعده اي شخص ، حتى وان كان طفلا لم يتجاوز الثامنه
فقد اشترى طارق هاتفا ، واعطاه لياسين ، واتفق معه ان يخفي هذا الهاتف ولا يستعمله الا للتواصل معه
وتعددت مكالمات ياسين لطارق ، حيث اعترف له بقسوه ابيه ، وعن استقباله لنساء في غياب امه عن المنزل
وتوسل الى طارق بأن ينقذه من بطش ابيه ، الذي توعده بالقتل اذا تجرأ واخبر امه عن تلك الزيارات
فوعده طارق بأن يتدخل ويساعده ، وطلب منه بأن يخبره فور تكرار تلك الزيارات المريبه مجددا
وفي صبيحه عيد ميلاد خالته شروق ، تسلل ياسين الى غرفه ابيه ، وسمعه وهو يتصل بإحدى صديقاته ، ويطلب منها القدوم للمنزل
وعلى الفور ، اتصل ياسين بطارق وقص عليه ما سمع ، واتفق الاثنان على ان يتسلل طارق الى المركب ، بينما ينتهز ياسين الفرصه المناسبه ويسرق مفاتيح المنزل من حقيبه امه ، ويعطيها لطارق ، على ان يعيد طارق المفاتيح لياسين في المطعم الذي كان مقررا ان يسهر به الجميع بعد انتهاء رحله القارب
الا ان غرق شروق ، حال دون اتمام الخطه الاصليه ، واضطر طارق الى ان يتبع ندى حتى المستشفى ، وانتهز فرصه انشغال الجميع بشروق ، واخذ المفاتيح من ياسين ، وطلب منه الاختباء في فناء المستشفى حتى يعود ويصطحبه بنفسه الى المنزل
فقد كان طارق يخشى ان تصطحبه امه معها الى المنزل ، ويتعرض لبطش سمير ، حيث انه سيكون المتهم الاول في فضح خيانته
وما ان انتهى ياسين من سرد القصه ، حتى ضمته ندى بكل حنان ، وسالت دموعها رغما عنها
فعلى الرغم من ان قصه ياسين قد اجابت على كل التساؤلات التي ارقتها لشهور طويله
الا انها في نفس الوقت حرمتها من المبرر الذي كان يمنحها الحق في مطارده طارق
وعلمت انها ليست البطله في قصه طارق ، وان ياسين هو البطل الحقيقي للقصه
فطارق ليس ملاكها الحارس كما كانت تعتقد ، بل هو ملاك مسخر للجميع
(انتهت الحلقه الخامسه )




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close