رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثامن وخمسون 58
مضى اليوم الأول من جلسات التصوير بسلاسة شديدة، فعلى الرغم من أن
العمل يتمثل في مسلسل ويب بسيط إلا أن جميع الممثلين والممثلات كانوا من
الشخصيات الشهيرة والمعروفة.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
يتصدر بطل المسلسل النجم ماجد بكر الأضواء بينما تقوم الممثلة الثانوية، لولو
لاشين بدورها بأداء متميز وهي من الطبقة الثالثة للنجوم.
هذه كانت المرة الأولى التي تلتقي فيها خلود بعدد كبير من نجوم الفن في يوم
واحد، وكانت الفرصة رائعة حيث كان بإمكانها
المخرج يصور المشاهد وهو أمره ممتع للغاية.
هي
وفريقها التجول ومشاهدة
عند انتهاء التصوير كان على خلود أن تعتني بملابس تيماء وتعلقها، حيث لا
:
يمكن غسلها دون أن تفقد نعومتها وجمالها.
وعند غروب الشمس، عادت خلود وفريقها إلى الفندق برفقة فريق اللوجستيات.
دعا المخرج الجميع لتناول وجبة في القاعة احتفالا بانطلاق إنتاج السلسلة
التلفزيونية، إلا أنه كان من الصعب التعامل مع فريق التصوير الذي يتجاوز
الألف شخص، ولذا لم تكن الأطباق المقدمة على الطاولات الأخرى مثل الطاولة
الرئيسية.
وبالرغم من وجود عشرة أشخاص على كل طاولة، إلا أنه لم يتم تقديم طبق
لحم واحد فقط، ولم تكاد خلود ورفاقها يأكلون شيئا تقريبا.
في
لحظة . من الصمت، تذمرت أميرة وهي تنظر إلى الطاولة الفارغة وقالت:
" من الأفضل لي أن أعود إلى غرفتي وأتناول بعض الوجبات الخفيفة".
واكتفت خلود بالابتسامة فقط دون قول شيء.
بعد لحظات، دخل عدد قليل من النذل وقدموا لكل طاولة أطباقا مميزة من
المأكولات البحرية ومجموعة متنوعة من اللحوم، كما لو كانوا يحتفلون بحفل
زفاف.
وعندما رأى ذلك استدعى المدير على عجل وسأله إن كانوا قد ارتكبوا خظا.
وبدهشة من رده، ابتسم المدير وشرح قائلا: "اتصل السيد هادي قبل قليل
الطلب إضافة بعض الأطباق الإضافية، حيث كان قلقا من أن صديقته قد لا
تحصل على ما يكفي من الطعام على أي حال، فهو سيدفع الحساب هنا".
ومع تصاعد التساؤلات والدهشة كانت كل الأنظار تتجه نحو تيماء.
لم يكن الأمر مستغرنا، فالجميع يعرف شائعات العلاقة بين تيماء ونائل، وعلى
الرغم من الصمت الذي احتفظا به حول هذه الشائعات، لم يكن أحد يتوقع
استخدام نائل لهذه الطريقة لتأكيد علاقتهما.
وبكلمات المدير، تم دفع الاهتمام والغيرة والدهشة نحو تيماء، وهي التي
ابتسمت بسعادة، فقد كانت متأكدة أن السيدة هادي قد أثنت عليها أمام نائل،
وأنه يظهر مدى حبه لها من خلال إضافة المزيد من الأطباق.
وفي تلك اللحظة، جذبت تيماء انتباهها نحو خلود، وبينما رفعت كأس النبيذ
واتجهت نحوها هناها موظفو طاولة تيماء عندما رأوها تقترب.
وبعد تبادل الكلمات الودية جلست تيماء بجوار خلود و شربت من النبيذ، "هل
تشعرين بالغيرة خلود؟"
لم تعط خلود الأمر أهمية، فقد كانت واثقة بنفسها وبقدراتها: "أنا مشهورة الآن،
ولن يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى أصبح السيدة هادي المحترمة، لدي هويتين
لا تصدقين، ولكن لقد كسبت كل هذا بفضل قدراتي الخاصة، لذا لا أحب أن
أكون متظاهرة".
لم تكن تيماء راضية عن هذا الرد وبينما حاولت إثارة خلود من خلال تعليقاتها
المستفزة اكتفت خلود بالابتسامة وأكملت وجبتها دون أن تلقي نظرة على
تيماء.
.
وبهمس غاضب، حاولت تيماء جذب انتباه خلود، "أعلم أنك تشعرين بالغيرة،
وينبغي عليك أن تكوني غاضبة لأن نائل يظهر مشاعره تجاهي".
وفي تلك اللحظة، خرجت خلود بضحكة ساخرة، "هذا لا يعني شيئا بالمقارنة
مع كيفية محاولة نائل ليجبرني على الأكل، على أي حال، إذا انتهيت من
الحديث، فاتركيني أتناول وجبتي، لا تقاطعيني".
كانت الكلمات مليئة بالتحدي، وعلى الرغم من ذلك، لم تجرؤ تيماء على الرد
بسبب الوجود العام للآخرين.
وبعزم، أكدت خلود على بقائها مكانها، "لن أغادر سأجلس هنا حتى يأتي الكعكة
ويعلم الجميع أنني صديقة نائل، بينما أنت مجرد لعبة يلقي بها بعيدا بمجرد
انتهاء لعبه معك".
وكما كان متوقعا، كانت تيماء مصممة على إثارة غيرة خلود عندما يشاهدها
الجميع وهي تقطع الكعكة ولكن خلود لم تكن مهتمة بهذا الأمر، إذ لم يهمها
سوى إكمال وجبتها دون انقطاع.
في الوقت نفسه، كانت تيماء تتحدث بحماس مع الآخرين وتتباهى بنفسها بينما
تتناول النبيذ، وكأنها نجمة مشهورة.
وعندما اقتربت نهاية العشاء، أرادت خلود العودة إلى غرفتها للاستراحة بعد
شبعها، ولكن تيماء وقفت أمامها ومنعتها "من أعطاك الإذن بالمغادرة؟ أريدك أن
ترى من هو الشخص الذي يتقدم على نفسه".
عقدت خلود حواجبها وجلست مرة أخرى بابتسامة باردة في عينيها: "حسناء
سأتأكد . من التقاط كل التفاصيل".
لم تستطع تيماء الانتظار حتى يحضر النادل الكعكة فطلبت من مساعدتها جمع
الحشد للاستمتاع بالكعكة.
وبعد لحظات تجمع الجميع حول الطاولة، وبينما وضع النادل الكعكة الضخمة
بحجم عشر بوصات على الطاولة نظر الجميع إلى الكلمات المكتوبة عليها.
وإذا بهم يكتشفون أن عليها كلمات كل التوفيق في أول يوم عمل لك، خلود".
في
تلك اللحظة اندهش الجميع، وسارع شخص ما بدعوة النادل للتأكد .
الخطأ، لكنه تأكد أن الاسم هو خلود.
من
فجأة، صاحت أميرة بفرح، خلود، إذا أنت الفتاة التي كان السيد هادي يتحدث
عنها!"
كانت هذه الكلمات صدمة للحضور، فلم يكن أحد يتوقع مفاجأة بهذا الحجم.
انتاب الحشد إعجابا فوريا بالشابة، التي أضاءت عيونها ببريق لافت وامتلكت
بشرة فاتحة وملامح رقيقة، لم تختف بينما جلست بجوار تيماء.
وفي تلك اللحظة، أدرك الحشد خطاهم، فقد كانت خلود هي الشخص المقصود
منذ البداية، وكانت هي التي طلبت الكعكة والأطباق من أجلها.
غضبت تيماء، لم تعهد يومًا ما تجربة الإذلال بهذا الشكل في حياتها، وكان الأمر
الأسوأ أن الجميع شاهدها وهي تتعرض للإذلال وفي لحظة من الغضب الشديد،
عضت أضلاعها بقوة، وتدفقت دموع الغضب من عينيها.
عندما أرادت تيماء المغادرة، أمسكت خلود بيدها بابتسامة خفية وقالت: "هل
أصبح الأمر واضحًا الآن؟" لمعت عيون تيماء بالغضب، فقد تعرضت للإذلال أمام
الجميع، وفي هذا اليوم الأول من العمل، تساءلت عن كيفية تخطي هذه الفذة
الصعبة التي تنتظرها.
همست تيماء: "لا تجربي حظك، خلود".
"مؤسف للغاية. يمكنني أن أتحمل اختبار حظي، لكنك يجب أن تتوقفي .
اختبار حدودك حتى القطط تخدش البشر عندما يغضبون".
عن
ثم تركت خلود يدها، وتسللت ابتسامة خفية على شفتيها وهي : تشاهد تيماء
وهي تتراجع بصمت.
بعد رحيل تيماء، التفت الجميع إلى خلود وكرروا الكلمات التي كانوا قد قالوها
لتيماء، فشكرت خلود ببساطة وعادت إلى غرفتها دون أن تلمس الكعكة.