رواية تربية حواري الفصل الرابع وخمسون 54 بقلم ولاء حامد
لفصل الرابع والخمسون
حور رجعت الورشه تاني من سكات تشوف شغلها وتلهي عقلها فيه وفعلا وسط الزحمه والعربيات اللي داخله وطالعه والناس اللي جايه بتجري على أكل عيشها نسيت نفسها تمام
ولكن القدر كان ليه رآي تاني لما رن تليفونها في عز شغلها وانشغالها مره واثنين وهي مش سامعه او مش حاسه لحد ما انتبهت ليه اخيرا وبصت فيه وخبطت بإيدها على رأسها : يا خبر ابيض دانا نسيت خالص
فتحت المكالمه وبهدوء: ايوه يا بشمهندس
يونس بهدوء: ايوه يا آنسه حور حضرتك جبتي الجاكيت
حور بتذكر: ايوه معايا في العربيه ينفع تبعت حد ياخده لان عندي ضغطه شغل هنا جامده اوووي
يونس بمكر: للأسف مينفعش الورق اللي فيه مهم جدا وللأسف بردوا محتاجه دلوقتي حالا
حور بتفكير وتنهيده: امممم طيب تمام حاول طيب تلاقي مكان قريب شويه ما بيني وبينك علشان الوقت لا في صالحي ولا في صالحك
يونس بغموض: متقلقيش مش هاتتأخري بس مينفعش اسيب الموقع هنا ومازن مش موجود علشان يراقب الوضع والعمال اللي شغالين لازم حد يكون عينه عليهم
حور بقله حيله :طيب تمام هاتحرك حالا
وطلعت مكتبها غيرت هدوم الشغل ولبست هدومها اللي كانت جايه بيها وخدت شنطتها ومفاتيحها ونزلت ركبت العربيه وبصت للجاكيت اللي في الكنبه اللي ورا واتحركت من سكات ومحستش بالوقت الا وهي في المكان اللي قال عليه يونس
وقبل ما ترن عليه علشان يوصفلها هو فين بالظبط لقيته راكن عربيته وواقف مستنيها
نزلت من العربيه بسرعه واخدت الجاكيت في ايدها وقربت بخطوات ثابته لحد ما قربت المسافه الكافيه
حور بهدوء: اتفضل يا بشمهندس وبعتذر طبعا على التأخير
يونس بهدوء مماثل: ولا يهمك شكرا طبعا على تعبك
حور بهزه رأس بنفي: مفيش تعب ولا حاجه عن اذنك
ولفت وشها علشان تمشي وقبل ما تتحرك
يونس: بتهربي ليه مش عايزه تواجهي ليه اول مره اعرف انك جبانه اوووي كده
حور اتلفتت مره تانيه وبعيون مليانه شر: انا مش جبانه ومش محتاجه أواجه حاجه ولا ابرر لحد لان دي حياتي انا وبس وانا اللي بعيشها انا وبس وانا اللي بتحمل نتيجه كل قرار باخده لوحدي
يونس بسخريه: شابوه بجد اممم كلامك للأسف مأقنعنيش
حور بتهكم: مش مشكلتي دي حاجه ترجعلك انتا مترجعليش انا
يونس بخبث: فعلا وعلشان كده مفكرتيش تبرري اللي سمعته من خطيبك ولا علشان كده رافضه ترتبطي تاني علشان عقلك العقيم مصورلك حاجات ملهاش علاقه بالواقع اساسا
حور بكزه سنان وصوت كالفحيح: تفكيري عقيم تفكيري متخلف مقولتلكش تفكر بيه ولا تستخدمه ولا تعيش بيه معايا
يونس بهزه راس بسخريه: اممم فعلا بس الغريبه فعلا إنك عايشه بشخصيه البت اللي بميت راجل وانتي شخصيه تانيه انهزاميه ضعيفه وكمل بتهكم مصطنع: بتتداري ورا علو الصوت علشان تخبي ضعفك وقله حيلتك
حور بعصبيه وصوت عالي : قولتلك مالكش دعوه بيا ايه اللي يخصك فيا وتاني مره متتدخلش في حياتي
يونس بإستفزاز: صوتك العالي اوي داه ملهوش مبرر اصلا اصلي مش اطرش لا مؤاخذه يعني وغمزلها بعينه بسخريه وبيني وبينك كام خطوه انما جو الزعيق والصوت عالي داه ملهوش اي تلاتين لازمه الا انه بيبين قد إيه انتي ضعيفه اوووي
حور بزعيق وصوت اعلى: وانتا مال اهلك كنت من بقيت أهلي و انا معرفش اللي ليك عندك الزفت بتاعك واديك خدته
يونس: اممم الجاكيت بتاعي فعلا خدته بس يا ترى يا اسطى حور تفتكري لو مكنتش جيت يومها كان مصيرك ايه
حور غمضت عنيها وهي بتحاول متسمعش ولا تفتكر هي من يومها بتحاول تنسي وتتناسي علشان تعيش
يونس لما شاف وضعها قلبه وجعه بس لازم يكمل لازم تتكلم: اقولك انا كان زمانك مغتصبه ومرميه في مكان مفيهوش صريخ ابن يومين هنا وفي عز الشتا والبرد اللي محدش فيها بيطلع من باب بيته
تقدري تقولي كنتي هاتعملي إيه يا شجيع السيما وكمل بضغط على اعصابها كان اخرك شويه رمله حركه ذكيه بس تفتكري كافيه مع راجل بضعف حجمك وقوته قدك بدل المره عشره لما بتتحامي في ورشتك ولا وسط الشارع فأنتي عارفه ان الورشه فيها بدل العامل عشره وعشرين الكل هايتلم عليه ويطحنه وفي الشارع نخوه الرجاله هاتقوم بردوا ويعملوا معاه الصح والواجب وزياده فمتفتكريش نفسك السوبر هيرو وجو الاندبنتت وومن داه
بصلها وكمل بدون ما يتردد لانه عارف حور مش هاتتكلم الا تحت ضغط شديد وشديد اوووي كمان: تفكرتي لما تفضلي طول عمرك من غير جواز الناس مش هاتتكلم هايقولو يا حراااام حزينه ومكسوره على طليقها وهو بعد سنه اتنين ثلاثه هايتجوز ويخلف ويعيش حياته وانتي السنين هاتجري وتبصي حواليكي تلاقي نفسك لوحدك مفيش حد حتى هايفتكرك لان الدنيا هاتلهي كل واحد في حاله
فكرتي لو اتكلم وحكي لأهل الحاره مثلا هايكون إيه مصيرك لا اكيد مفكرتيش بس يا ترى هاتهربي ولا هاتبرري ها هاتقليلهم صح انا شمال زي ما بيقول
حور بإنهيار : انتا عايز مني إيه بتعمل كل داه ليه هااا عشان رفضتك
يونس ببرود: تؤتؤ خالص انا بس بحطك قدام نفسك في مكانك الصح يلا روحي البيت واقفلي الباب عليكي وعيطي وانهاري وبعدها اكتمي جواكي لحد ما تطبي ساكته وتقهري كل اللي حواليكي
حور بزعيق: تعرف عني ايه عشان تتكلم عني كده هااا
انتا واحد اتولد في بوقه معلقه دهب انا اتولدت في حاره ليها عاداتها وليها حياتها اتطبعت بطبعهم كبرت والدنيا ماسكه دماغي تدق عليها ولا أجدع طبله في ايد طبال ورا رقاصه فتحت عيني وانا في ورشه بين عمال وصنيعيه اتولدت لاب كبير الحاره ميعرفش يعني ايه يشتكي الكل كان بييجي يرمى همومه في حجره وهو يحل من غير ما حد يسأل في يوم هو نفسه موجوع ولا لاء مهموم ولا لاء
وسندت على العربيه وشردت من غير ما تحس فضل يحل للناس مشاكلهم لحد ما راح في غمضه عين ملحقتش أحزن والدنيا سنت سككينها علينا الكل قال دول اتنين ولايا ملهومش ضهر لا سلمت من القريب ولا الغريب كان لازم أقوى مينفعش أضعف حتى لما اتخطبت كنت زي التايهه كنت حاسه بقبضه قلب ومحدش حس بيا كملت وقولت اهو راجل يسندنا مادام الكل جاي علينا والدنيا بتلهي كل واحد في حاله
يونس بحذر: ايه اللي حصل يا حور
حور بعنين شارده: يومها الدنيا استكترت عليا الفرح امه يومها اتصلت بيا وروحتلها بعد ما عرفت انه مش في البيت روحت وقعدنا معرفش اني دخلت جحر التعابين برجليا مش هاطلع منه إلا بلدعه طلعت بروحي مش بالدم بس محستش يومها إلا وانا بفوق وانا متدمره اتكسرت وبحاول من يومها اجبر نفسي بنفسي عارفه ان الناس مش هاتسكت بس الأصعب اني اسمح في يوم ان حد يجيب سيره ابويا او يعيب في ربايته محدش هايفهم محدش هايصدق وانا معرفش اعيش مكسوره ولا اعرف اطاطي غير لربنا الناس ليها الظاهر وحكمها من الظاهر وبس ومفيش حد هايقبلها على روحه وكرباج لسان الناس بيجلد ويموت بالبطيئ ذنبي إيه أنا قولي
يونس بتنهيده طويله كأنه سجين واتحرر اخيرا من سجنه: مالكيش ذنب الذنب ذنب مجتمع عقيم تفكيره متخلف وللأسف بالرغم من انك متعلمه تعليم جامعي ودماغك كبيره وعلى درايه واسعه بالأمور الا انك اتأثرتي بيه واتطبعتي بطبعه الناس مش زي بعض يا حور زي ما صوابع ايدك مش زي بعض كل صباع ليه اسم مختلف وشكل مختلف ووظيفه مختلفه
حور بتعب : بس كلهم في ايد واحده والوجع في واحد بيطول الكل وبيخلي كل ايدك تنشر عليك
يونس: أكيد بس لو روحتي لدكتور هيعالج ألم صباع لوحده قبل ما يطول الكل
حور كشت حواجبها: قصدك إيه
يونس بتنهيده: يعني انا قابل بيكي بكل حاجه خليني الطبيب اللي يداوي جروحك اللي يعرفك على الدنيا من اول وجديد
حور بصدمه: واللي حصل
يونس بلمعه عنين: اللي حصل كان غصب عنك داه اول هام تاني هام بقى انتي كنتي متجوزه بشرع الله انا مش مراهق ولا طايش عشان احكم على الناس بالسطحيه دي وانا عرفت واتعاملت معاكي عن قرب عرفت معدنك عرفت عقلك قبل قلبك عرفت شخصيتك قبل شكلك فهمتي
حور بقلق: وايه يضمن ان ميجيش يوم وتعايرني فيه باللي جرا
يونس برفع راس : كلمتي واظن انتي قولتي كلمه الراجل عهد ووعد وزي ما بيقولوا وعد الحر دين عليه وانتي عرفتيني قعدنا شهر بحاله في وش بعض ومش انا الراجل اللي يقل من مراته ولا يسمح لجنس مخلوق يقول في حقها ربع كلمه والأيام كفيله تثبت ولو عايزه اي ضمان مهما ان كان انا موافق
حور بصتله بترقب وركزت في عنيه ماشفتش الا الصدق وبس
يونس اخيرا لمس اقتناعها: انا هاتقدم للمره الثالثه والاخيره يا حور وزي ما بيقولو التالته تابته
حور بشرود مره تانيه: سيبني أفكر وارد عليك
يونس: اظن سيبتك بما فيه الكفايه هاديك مهله لحد يوم الجمعه تصلي استخاره وتشوفي ربنا هايدلك لإيه
وبعدها هاجي انا وأهلي يا حور يعني مفيهاش هزار
حور بهزه رأس من سكات ولا نطقت كلمه
يونس: تمام يلا اركبي عربيتك وانا وراكي لحد ما اطمن انك وصلتي
حور :ماشي
واتحركت فعلا على عربيتها وكان ملازمها يونس زي ضلها بعربيته لحد ما اطمن انها وصلت الورشه تاني واتحرك في طريقه بمزاج رااااااايق
****************************
حور بعد ما مشيت جبل بإستغراب من وجودها هنا
جبل بإستفسار: بابا هي حور بتعمل ايه هنا
همام قعد على الكرسي قدام إبنه واتنهد: تعرف يا جبل اختك هنا ليه
جبل بهزه راس بنفي: لا ليه حضرتك قولت حادثه
همام: هي فعلا حادثه بس مش حادثه عربيه اختك اتعرضت لمحاوله اغتصاب
جبل بعنين مبرقه: إيه
همام: ذنبك انتا وأمك اللي كانت هاتدفع تمنه اختك واللي انقذها رامي صاحبك ربنا يسره في طريقها عشان ينجدها من اللي كان هايجرالها
اختك لقيت اللي ينجدها وحور ملقيتش اللي ينجدها اختك ربنا سترها معاها وانتا وأمك فضحتوا وليه ونسيتوا ان عندكم ولايا
حور جات تطمن على اختك بالرغم من اني روحت وتهمتها هي وابن عمها في اللي جرا لأختك
ووعدتني هاتجيبهم لحد عندي
جبل بزعيق: وانتا صدقتهم داه فيلم عاملينه علينا
همام بحده وكزه سنان: مش كل الناس زيك انتا وأمك وارجع واقولك اللي زي حور دي لما كلمه تطلع منها ليها تمن ووعدها سيف حق دي لا بتخاف ولا بتهاب غير ربها فهمت يا ابو مخ ضلم
وقفت معايا وفعلا كلامها حق وانا اللي بقولك يا ابن ثريا عظيم بيمين لو اتعرضتلها تاني لادفنك بإيدي لان ساعتها موتك ارحم من كسرتي بيك
وقام وسابه
جبل حط وشه بين ايديه وعيط بحرقه ووجع يهد جبال
ومحسش هو عيط قد إيه ولا وقت مر قد إيه الا وفي إيه بتتحط على كتفه تطبطب عليه
رفع وشه ودموعه مغرقه وشه
جبل بحرقه: جميله يا رامي جميله كانت هاتضيع بذنبي ربنا عقبنا فيها عقاب صعب اووووي انا اتكسرت يا رامي اااااه
رامي قرب منه وخده في حضنه واخد نفس طويله علشان يقدر يتكلم ويهدي صدمته: جميله الحمد لله بخير يمكن ربنا حب يفوقك ربنا عايز يسمع صوتك بيقولك فوق انا موجود جميله ربنا حفظها وحماها
جبل بصله بذهول: انتا عرفت منين اللي حصل لجميله
رامي بشبه سخريه بص على دراعه المربوط ومعلق بشياله في رقبته: يمكن لاني انا اللي ربنا ساقه ليها علشان ينجدها من مصير اسود كان مستنيها ومستنيكم
جبل افتكر كلام ابوه اللي مركزش فيه بعد كلمه اغتصاب
جبل هز رأسه بوجع: حقك عليا اللي فيا ميتحملهوش انسان كفيل يموته بالبطيئ
رامي بتأنيب: سبق وسقيت غيرك نفس الكاس فكرت ولو لثانيه واحده وضع طليقتك هايكون إيه قبل ما تدبحها بدم بارد
جبل بتبرير: بس حور كانت
قاطعه رامي :اوعي تقولي كانت مراتي انتا كنت كاتب كتابك عليها يعني خطيبها والمفروض كنت تعاملها على هذا الأساس لا اكثر ولا أقل قدام الناس هي بنت بنوت مدخلتش بيتك مفكرتش لو اتقدملها حد هاتعمل ايه وهاتقوله ايه الناس ليها الظاهر مش الباطن الناس مبترحمش وانتا كمان مرحمتهاش ربنا اداك قرصه ودن علشان يحسسك بوجع غيرك دوقك الكسره عشان تعرف كسره غيرك احمد ربنا انها جات على قد كده ارجع لربنا وبلاش شيطانك يسوقك ارجع جبل اللي عرفته الجدع الطيب اللي لما كان بيلاقي حد تعبان كان بيشيل عنه جبل اللي لما حب دخل البيت من بابه زي اي راجل مش جبل اللي دبح بنت بدم بارد تحت تأثير أمه وشطانه عماه ارجع تاني يا جبل ربنا بابه مفتوح وارحم بعباده
جبل بإنهيار: آآآآآآه موجع يا رامي هاموت من الوجع الدنيا مش رحماني آآآآآآه يارب آآآآآآه عارف ان ذنبي كبير بس اختي ملهاش ذنب يارب اختي ملهاش ذنب كفايه عقاب فيا يارب كفايه تعبت
رامي بحسم: اوعي تعترض على قضاء ربنا ربنا بيعمل الصالح علشان يفكرك انه موجود وأننا دايما محتاجينه
بيقرصك في ودنك زي ابوك لما بيعنفك لما تغلط
جبل بدموع: بس دي قرصه بالدم بتوجع اوي حاسس ان روحي بتطلع مني يا رامي قلبي موجوع وروحي موجوع شاور على صدره حاسس ان في حاجه بتوجعني هنا
رامي بتفهم: معلش الوجع لسه في أوله هياخد وقته ويهدي قول الحمد لله
جبل بإنهيار: الحمد لله الحمد لله
****************************
وصلت حور الورشه وركنت عربيتها ودخلت الورشه شارده مش حاسه بحد خالص طلعت على مكتبها بدون ما تكلم حد خالص قعدت على المكتب وعقلها شارد في تفاصيل كل اللي حصل غمضت عنيها تحاول تجمع شتات نفسها اللي اتبعترت من غير قصد حاولت كتير تجمع قوتها اللي انهارت في لحظه ضغط وضعف هي مش متعوده عليه
اخدت نفس طويل وحبسته في رئتيها لوقت وطلعته مره واحده محمل بكل الوجع اللي جواها
وبدء عقلها يسيطر على نفسه من تاني
وشردت في كلامه: وبعدين يا حور انهارده الثلاثاء يعني قدامك اربع وخميس يعني يومين هاقدر اقرر انا عايزه ايه
طيب اعمل إيه ياربي على الحيره دي أوافق ولا اقفل الباب من أساسه
بس اظن مبقاش فيه حاجه مستخبيه عليه اخاف منها او اقلق
وكملت بتهكم : ضربوا الأعور على عينه قال كده كده خربانه
هاخسر ايه يعني اكتر من اللي خسرته مظنش في حاجه تاني اخسرها
فضلت في حيره ومجادله مع نفسها لحد ما عدى الوقت من غير ما تحس
الا وسبارس بيخبط على الباب
حور بفوقان: ايوه يا سبارس في حاجه
سبارس بكشه حواجب ظهرت ال الميه وحداشر اللي بينهم: سلامتك يا اسطى بس احنا خلصنا وكل العمال مشيوا وانتي هنا في عالم لوحدك من وقت ما جيتي من بره حتى مطلتيش على الشغل زي عادتك
حور اتنهدت وهزت راسها: معلش كان ورايا شويه فواتير براجعها ومحستش بالوقت
قامت من مكانها وخدت شنطتها: طيب يلا بينا نقفل عشان كمان متأخرش اللا الحاجه تستعوقني ودي مبيهدالهاش بال طول ما انا بره البيت يلا يلا
اتحركت ونزلت بسرعه وسط اندهاش سبارس لتصرفها وخصوصا انه لا شاف دفاتر ولا حتى ورقه قدامها
رفع كتافه بقله حيله ونزل وراها
قفلوا المكان واتحركت بسرعه وكأنها بتهرب من شبح مرعب
روحت البيت وكالعاده أمها مستنياها قدام الباب
حور بهزه راس: مفيش فايده فيكي يا وليه اعمل معاكي ايه عشان تبطلي تقعدي على المصاطب
هدي بقله حيله: هاقول إيه يا تاعبه قلبي قاعده مستنياكي لما اتأخرتي
حور ميلت وباست راس أمها: سلامة قلبك يا روح قلبي يلا نخش جوه الجو برد والواحد قرب يرشح من البرد
هدي بضحكه عاليه: الله يحظك يا دي البت مش كبرتي ع الحاجات دي
حور بترقصه حواجب: اسكتي يا حاجه الله يسترك داه الواحده لولا الكالسون اللي متقل بيه تحت الهدوم كان زمانه عملها بجد
هدي بضحكه أعلى: يخصك يا بت
حور بصدمه: يالهوي يا أما ايه الضحكه اللي شبه
لهوه عمنوال دي
هدي وهي بتحط ايدها على بوقها: يوه يقطعني نسيت روحي بس انتي السبب
حور وهي بتزقها بهزار من كتفها: طيب خشي خشي لينا بيت يلمني ويلمك
هدي اتلفت ليها وهي على سلم المدخل وشهقت شهقه عاليه: يإيه يا روح امك يإيه شكل يا بت الباص وحشك
قالتها وهي بتبص على البنص البلاستك اللي في رجلها
حور بإبتسامه: لا يا ستي وعلى إيه الله الغني داه البتاع داه ابن كلب وعليه لسعه بتعلم
ورقصت حواجبها ورفعت رأسها بغرور مصطنع: ثم اسمه فانص مش بانص والقماش منه اسمه اسكيتشر
هدي بشهقه: اسمه يا عنيا اس ايه
ال بطلوداه واسمعودا نسيتي روحك يا بنت عامر وبتنفخي ريشك عليا الله يرحم أيام مكنتش بتعمليها على روحك وكنت بشبكلك الفانله بدبوس في قفاكي من ورا اللا يطولها الرشاح
حور بصدمه: خلاص يا أما خلاص ربنا يعينه اللي يقع تحت ايدك تجرسي اهله أموت واعرف مبتطلعيش من باب البيت وعارفه تاريخ أمه لا إله إلا الله
هدي بضحكة تهكم: الحاره هنا يا عين أمك كلها اوضه وصاله ومفندقه على بعضها وبلدك على بعضها مفيهاش عيلتين مش مناسبين بعض
حور بهزه راس: عندك حق ياأما طيب يلا خلينا ناكل لقمه الا قلبي سقط عليا من الجوع
هدي بشهقه: يقطعني الكلام خدنا طيب يلا يلا ادخلي غيري على ما اسخن الأكل
حور: ماشي يا أما فوريره دانا ميته من الجوع
دخلت بسرعه غيرت هدومها وطلعت اكلت بسرعه
لفتت انتباه هدى
هدي بإستغراب: مالك يا بت بتاكل زي اللي بياكل في آخر زاده محدش هايخطف الأكل من قدامك ولا الأكل هايخلص
حور رفعت وشها وبوقها مليان أكل قدرت تبلعه بصعوبه: معلش يا أما كنت جيعانه اوي وكمان هادخل اصلي وورايا شويه شغل عايزه اخلصهم
هدي بصتلها وهي مغمضه عنيها نص تغميضه وكأنها بتحاول تقراء اللي مدارياه بنتها: طيب وماله هنا وشفا مطرح ما يسري يمري بس بالراحه اللا تزوري يا عين أمك
حور بهزه رأس: كملت اكل وهربت بسرعه من قدام أمها ودخلت اوضتها دخلت اتوضت وصلت العشاء وصلت استخاره وقعدت تقراء شويه في المصحف لحد ما راحت في النوم والمصحف في حضنها
هدي بعد ما دخلت حور شالت الأكل ودخلت شطبت المطبخ ودخلت علشان تشوف بنتها لقيتها نايمه والمصحف في حضنها شالت المصحف وباسته وحطته على الحامل بتاعه وابتسم من الإبتسامه المرسومه على وشها
وطلعت وقفلت الباب وراها براااحه
ودعت من قلبها: ربنا يفرح قلبك يا حور يا بنت بطني ويرزقك باللي يريح قلبك وبالك ويهديكي قادر يا كريم
يا ترى حور شافت ايه في الحلم خلاها بتضحك..؟
ياترى حور هتوافق المره دي على يونس ولا لاء...؟
ياترى ايه اللي جاي مخبي إيه...؟
حور رجعت الورشه تاني من سكات تشوف شغلها وتلهي عقلها فيه وفعلا وسط الزحمه والعربيات اللي داخله وطالعه والناس اللي جايه بتجري على أكل عيشها نسيت نفسها تمام
ولكن القدر كان ليه رآي تاني لما رن تليفونها في عز شغلها وانشغالها مره واثنين وهي مش سامعه او مش حاسه لحد ما انتبهت ليه اخيرا وبصت فيه وخبطت بإيدها على رأسها : يا خبر ابيض دانا نسيت خالص
فتحت المكالمه وبهدوء: ايوه يا بشمهندس
يونس بهدوء: ايوه يا آنسه حور حضرتك جبتي الجاكيت
حور بتذكر: ايوه معايا في العربيه ينفع تبعت حد ياخده لان عندي ضغطه شغل هنا جامده اوووي
يونس بمكر: للأسف مينفعش الورق اللي فيه مهم جدا وللأسف بردوا محتاجه دلوقتي حالا
حور بتفكير وتنهيده: امممم طيب تمام حاول طيب تلاقي مكان قريب شويه ما بيني وبينك علشان الوقت لا في صالحي ولا في صالحك
يونس بغموض: متقلقيش مش هاتتأخري بس مينفعش اسيب الموقع هنا ومازن مش موجود علشان يراقب الوضع والعمال اللي شغالين لازم حد يكون عينه عليهم
حور بقله حيله :طيب تمام هاتحرك حالا
وطلعت مكتبها غيرت هدوم الشغل ولبست هدومها اللي كانت جايه بيها وخدت شنطتها ومفاتيحها ونزلت ركبت العربيه وبصت للجاكيت اللي في الكنبه اللي ورا واتحركت من سكات ومحستش بالوقت الا وهي في المكان اللي قال عليه يونس
وقبل ما ترن عليه علشان يوصفلها هو فين بالظبط لقيته راكن عربيته وواقف مستنيها
نزلت من العربيه بسرعه واخدت الجاكيت في ايدها وقربت بخطوات ثابته لحد ما قربت المسافه الكافيه
حور بهدوء: اتفضل يا بشمهندس وبعتذر طبعا على التأخير
يونس بهدوء مماثل: ولا يهمك شكرا طبعا على تعبك
حور بهزه رأس بنفي: مفيش تعب ولا حاجه عن اذنك
ولفت وشها علشان تمشي وقبل ما تتحرك
يونس: بتهربي ليه مش عايزه تواجهي ليه اول مره اعرف انك جبانه اوووي كده
حور اتلفتت مره تانيه وبعيون مليانه شر: انا مش جبانه ومش محتاجه أواجه حاجه ولا ابرر لحد لان دي حياتي انا وبس وانا اللي بعيشها انا وبس وانا اللي بتحمل نتيجه كل قرار باخده لوحدي
يونس بسخريه: شابوه بجد اممم كلامك للأسف مأقنعنيش
حور بتهكم: مش مشكلتي دي حاجه ترجعلك انتا مترجعليش انا
يونس بخبث: فعلا وعلشان كده مفكرتيش تبرري اللي سمعته من خطيبك ولا علشان كده رافضه ترتبطي تاني علشان عقلك العقيم مصورلك حاجات ملهاش علاقه بالواقع اساسا
حور بكزه سنان وصوت كالفحيح: تفكيري عقيم تفكيري متخلف مقولتلكش تفكر بيه ولا تستخدمه ولا تعيش بيه معايا
يونس بهزه راس بسخريه: اممم فعلا بس الغريبه فعلا إنك عايشه بشخصيه البت اللي بميت راجل وانتي شخصيه تانيه انهزاميه ضعيفه وكمل بتهكم مصطنع: بتتداري ورا علو الصوت علشان تخبي ضعفك وقله حيلتك
حور بعصبيه وصوت عالي : قولتلك مالكش دعوه بيا ايه اللي يخصك فيا وتاني مره متتدخلش في حياتي
يونس بإستفزاز: صوتك العالي اوي داه ملهوش مبرر اصلا اصلي مش اطرش لا مؤاخذه يعني وغمزلها بعينه بسخريه وبيني وبينك كام خطوه انما جو الزعيق والصوت عالي داه ملهوش اي تلاتين لازمه الا انه بيبين قد إيه انتي ضعيفه اوووي
حور بزعيق وصوت اعلى: وانتا مال اهلك كنت من بقيت أهلي و انا معرفش اللي ليك عندك الزفت بتاعك واديك خدته
يونس: اممم الجاكيت بتاعي فعلا خدته بس يا ترى يا اسطى حور تفتكري لو مكنتش جيت يومها كان مصيرك ايه
حور غمضت عنيها وهي بتحاول متسمعش ولا تفتكر هي من يومها بتحاول تنسي وتتناسي علشان تعيش
يونس لما شاف وضعها قلبه وجعه بس لازم يكمل لازم تتكلم: اقولك انا كان زمانك مغتصبه ومرميه في مكان مفيهوش صريخ ابن يومين هنا وفي عز الشتا والبرد اللي محدش فيها بيطلع من باب بيته
تقدري تقولي كنتي هاتعملي إيه يا شجيع السيما وكمل بضغط على اعصابها كان اخرك شويه رمله حركه ذكيه بس تفتكري كافيه مع راجل بضعف حجمك وقوته قدك بدل المره عشره لما بتتحامي في ورشتك ولا وسط الشارع فأنتي عارفه ان الورشه فيها بدل العامل عشره وعشرين الكل هايتلم عليه ويطحنه وفي الشارع نخوه الرجاله هاتقوم بردوا ويعملوا معاه الصح والواجب وزياده فمتفتكريش نفسك السوبر هيرو وجو الاندبنتت وومن داه
بصلها وكمل بدون ما يتردد لانه عارف حور مش هاتتكلم الا تحت ضغط شديد وشديد اوووي كمان: تفكرتي لما تفضلي طول عمرك من غير جواز الناس مش هاتتكلم هايقولو يا حراااام حزينه ومكسوره على طليقها وهو بعد سنه اتنين ثلاثه هايتجوز ويخلف ويعيش حياته وانتي السنين هاتجري وتبصي حواليكي تلاقي نفسك لوحدك مفيش حد حتى هايفتكرك لان الدنيا هاتلهي كل واحد في حاله
فكرتي لو اتكلم وحكي لأهل الحاره مثلا هايكون إيه مصيرك لا اكيد مفكرتيش بس يا ترى هاتهربي ولا هاتبرري ها هاتقليلهم صح انا شمال زي ما بيقول
حور بإنهيار : انتا عايز مني إيه بتعمل كل داه ليه هااا عشان رفضتك
يونس ببرود: تؤتؤ خالص انا بس بحطك قدام نفسك في مكانك الصح يلا روحي البيت واقفلي الباب عليكي وعيطي وانهاري وبعدها اكتمي جواكي لحد ما تطبي ساكته وتقهري كل اللي حواليكي
حور بزعيق: تعرف عني ايه عشان تتكلم عني كده هااا
انتا واحد اتولد في بوقه معلقه دهب انا اتولدت في حاره ليها عاداتها وليها حياتها اتطبعت بطبعهم كبرت والدنيا ماسكه دماغي تدق عليها ولا أجدع طبله في ايد طبال ورا رقاصه فتحت عيني وانا في ورشه بين عمال وصنيعيه اتولدت لاب كبير الحاره ميعرفش يعني ايه يشتكي الكل كان بييجي يرمى همومه في حجره وهو يحل من غير ما حد يسأل في يوم هو نفسه موجوع ولا لاء مهموم ولا لاء
وسندت على العربيه وشردت من غير ما تحس فضل يحل للناس مشاكلهم لحد ما راح في غمضه عين ملحقتش أحزن والدنيا سنت سككينها علينا الكل قال دول اتنين ولايا ملهومش ضهر لا سلمت من القريب ولا الغريب كان لازم أقوى مينفعش أضعف حتى لما اتخطبت كنت زي التايهه كنت حاسه بقبضه قلب ومحدش حس بيا كملت وقولت اهو راجل يسندنا مادام الكل جاي علينا والدنيا بتلهي كل واحد في حاله
يونس بحذر: ايه اللي حصل يا حور
حور بعنين شارده: يومها الدنيا استكترت عليا الفرح امه يومها اتصلت بيا وروحتلها بعد ما عرفت انه مش في البيت روحت وقعدنا معرفش اني دخلت جحر التعابين برجليا مش هاطلع منه إلا بلدعه طلعت بروحي مش بالدم بس محستش يومها إلا وانا بفوق وانا متدمره اتكسرت وبحاول من يومها اجبر نفسي بنفسي عارفه ان الناس مش هاتسكت بس الأصعب اني اسمح في يوم ان حد يجيب سيره ابويا او يعيب في ربايته محدش هايفهم محدش هايصدق وانا معرفش اعيش مكسوره ولا اعرف اطاطي غير لربنا الناس ليها الظاهر وحكمها من الظاهر وبس ومفيش حد هايقبلها على روحه وكرباج لسان الناس بيجلد ويموت بالبطيئ ذنبي إيه أنا قولي
يونس بتنهيده طويله كأنه سجين واتحرر اخيرا من سجنه: مالكيش ذنب الذنب ذنب مجتمع عقيم تفكيره متخلف وللأسف بالرغم من انك متعلمه تعليم جامعي ودماغك كبيره وعلى درايه واسعه بالأمور الا انك اتأثرتي بيه واتطبعتي بطبعه الناس مش زي بعض يا حور زي ما صوابع ايدك مش زي بعض كل صباع ليه اسم مختلف وشكل مختلف ووظيفه مختلفه
حور بتعب : بس كلهم في ايد واحده والوجع في واحد بيطول الكل وبيخلي كل ايدك تنشر عليك
يونس: أكيد بس لو روحتي لدكتور هيعالج ألم صباع لوحده قبل ما يطول الكل
حور كشت حواجبها: قصدك إيه
يونس بتنهيده: يعني انا قابل بيكي بكل حاجه خليني الطبيب اللي يداوي جروحك اللي يعرفك على الدنيا من اول وجديد
حور بصدمه: واللي حصل
يونس بلمعه عنين: اللي حصل كان غصب عنك داه اول هام تاني هام بقى انتي كنتي متجوزه بشرع الله انا مش مراهق ولا طايش عشان احكم على الناس بالسطحيه دي وانا عرفت واتعاملت معاكي عن قرب عرفت معدنك عرفت عقلك قبل قلبك عرفت شخصيتك قبل شكلك فهمتي
حور بقلق: وايه يضمن ان ميجيش يوم وتعايرني فيه باللي جرا
يونس برفع راس : كلمتي واظن انتي قولتي كلمه الراجل عهد ووعد وزي ما بيقولوا وعد الحر دين عليه وانتي عرفتيني قعدنا شهر بحاله في وش بعض ومش انا الراجل اللي يقل من مراته ولا يسمح لجنس مخلوق يقول في حقها ربع كلمه والأيام كفيله تثبت ولو عايزه اي ضمان مهما ان كان انا موافق
حور بصتله بترقب وركزت في عنيه ماشفتش الا الصدق وبس
يونس اخيرا لمس اقتناعها: انا هاتقدم للمره الثالثه والاخيره يا حور وزي ما بيقولو التالته تابته
حور بشرود مره تانيه: سيبني أفكر وارد عليك
يونس: اظن سيبتك بما فيه الكفايه هاديك مهله لحد يوم الجمعه تصلي استخاره وتشوفي ربنا هايدلك لإيه
وبعدها هاجي انا وأهلي يا حور يعني مفيهاش هزار
حور بهزه رأس من سكات ولا نطقت كلمه
يونس: تمام يلا اركبي عربيتك وانا وراكي لحد ما اطمن انك وصلتي
حور :ماشي
واتحركت فعلا على عربيتها وكان ملازمها يونس زي ضلها بعربيته لحد ما اطمن انها وصلت الورشه تاني واتحرك في طريقه بمزاج رااااااايق
****************************
حور بعد ما مشيت جبل بإستغراب من وجودها هنا
جبل بإستفسار: بابا هي حور بتعمل ايه هنا
همام قعد على الكرسي قدام إبنه واتنهد: تعرف يا جبل اختك هنا ليه
جبل بهزه راس بنفي: لا ليه حضرتك قولت حادثه
همام: هي فعلا حادثه بس مش حادثه عربيه اختك اتعرضت لمحاوله اغتصاب
جبل بعنين مبرقه: إيه
همام: ذنبك انتا وأمك اللي كانت هاتدفع تمنه اختك واللي انقذها رامي صاحبك ربنا يسره في طريقها عشان ينجدها من اللي كان هايجرالها
اختك لقيت اللي ينجدها وحور ملقيتش اللي ينجدها اختك ربنا سترها معاها وانتا وأمك فضحتوا وليه ونسيتوا ان عندكم ولايا
حور جات تطمن على اختك بالرغم من اني روحت وتهمتها هي وابن عمها في اللي جرا لأختك
ووعدتني هاتجيبهم لحد عندي
جبل بزعيق: وانتا صدقتهم داه فيلم عاملينه علينا
همام بحده وكزه سنان: مش كل الناس زيك انتا وأمك وارجع واقولك اللي زي حور دي لما كلمه تطلع منها ليها تمن ووعدها سيف حق دي لا بتخاف ولا بتهاب غير ربها فهمت يا ابو مخ ضلم
وقفت معايا وفعلا كلامها حق وانا اللي بقولك يا ابن ثريا عظيم بيمين لو اتعرضتلها تاني لادفنك بإيدي لان ساعتها موتك ارحم من كسرتي بيك
وقام وسابه
جبل حط وشه بين ايديه وعيط بحرقه ووجع يهد جبال
ومحسش هو عيط قد إيه ولا وقت مر قد إيه الا وفي إيه بتتحط على كتفه تطبطب عليه
رفع وشه ودموعه مغرقه وشه
جبل بحرقه: جميله يا رامي جميله كانت هاتضيع بذنبي ربنا عقبنا فيها عقاب صعب اووووي انا اتكسرت يا رامي اااااه
رامي قرب منه وخده في حضنه واخد نفس طويله علشان يقدر يتكلم ويهدي صدمته: جميله الحمد لله بخير يمكن ربنا حب يفوقك ربنا عايز يسمع صوتك بيقولك فوق انا موجود جميله ربنا حفظها وحماها
جبل بصله بذهول: انتا عرفت منين اللي حصل لجميله
رامي بشبه سخريه بص على دراعه المربوط ومعلق بشياله في رقبته: يمكن لاني انا اللي ربنا ساقه ليها علشان ينجدها من مصير اسود كان مستنيها ومستنيكم
جبل افتكر كلام ابوه اللي مركزش فيه بعد كلمه اغتصاب
جبل هز رأسه بوجع: حقك عليا اللي فيا ميتحملهوش انسان كفيل يموته بالبطيئ
رامي بتأنيب: سبق وسقيت غيرك نفس الكاس فكرت ولو لثانيه واحده وضع طليقتك هايكون إيه قبل ما تدبحها بدم بارد
جبل بتبرير: بس حور كانت
قاطعه رامي :اوعي تقولي كانت مراتي انتا كنت كاتب كتابك عليها يعني خطيبها والمفروض كنت تعاملها على هذا الأساس لا اكثر ولا أقل قدام الناس هي بنت بنوت مدخلتش بيتك مفكرتش لو اتقدملها حد هاتعمل ايه وهاتقوله ايه الناس ليها الظاهر مش الباطن الناس مبترحمش وانتا كمان مرحمتهاش ربنا اداك قرصه ودن علشان يحسسك بوجع غيرك دوقك الكسره عشان تعرف كسره غيرك احمد ربنا انها جات على قد كده ارجع لربنا وبلاش شيطانك يسوقك ارجع جبل اللي عرفته الجدع الطيب اللي لما كان بيلاقي حد تعبان كان بيشيل عنه جبل اللي لما حب دخل البيت من بابه زي اي راجل مش جبل اللي دبح بنت بدم بارد تحت تأثير أمه وشطانه عماه ارجع تاني يا جبل ربنا بابه مفتوح وارحم بعباده
جبل بإنهيار: آآآآآآه موجع يا رامي هاموت من الوجع الدنيا مش رحماني آآآآآآه يارب آآآآآآه عارف ان ذنبي كبير بس اختي ملهاش ذنب يارب اختي ملهاش ذنب كفايه عقاب فيا يارب كفايه تعبت
رامي بحسم: اوعي تعترض على قضاء ربنا ربنا بيعمل الصالح علشان يفكرك انه موجود وأننا دايما محتاجينه
بيقرصك في ودنك زي ابوك لما بيعنفك لما تغلط
جبل بدموع: بس دي قرصه بالدم بتوجع اوي حاسس ان روحي بتطلع مني يا رامي قلبي موجوع وروحي موجوع شاور على صدره حاسس ان في حاجه بتوجعني هنا
رامي بتفهم: معلش الوجع لسه في أوله هياخد وقته ويهدي قول الحمد لله
جبل بإنهيار: الحمد لله الحمد لله
****************************
وصلت حور الورشه وركنت عربيتها ودخلت الورشه شارده مش حاسه بحد خالص طلعت على مكتبها بدون ما تكلم حد خالص قعدت على المكتب وعقلها شارد في تفاصيل كل اللي حصل غمضت عنيها تحاول تجمع شتات نفسها اللي اتبعترت من غير قصد حاولت كتير تجمع قوتها اللي انهارت في لحظه ضغط وضعف هي مش متعوده عليه
اخدت نفس طويل وحبسته في رئتيها لوقت وطلعته مره واحده محمل بكل الوجع اللي جواها
وبدء عقلها يسيطر على نفسه من تاني
وشردت في كلامه: وبعدين يا حور انهارده الثلاثاء يعني قدامك اربع وخميس يعني يومين هاقدر اقرر انا عايزه ايه
طيب اعمل إيه ياربي على الحيره دي أوافق ولا اقفل الباب من أساسه
بس اظن مبقاش فيه حاجه مستخبيه عليه اخاف منها او اقلق
وكملت بتهكم : ضربوا الأعور على عينه قال كده كده خربانه
هاخسر ايه يعني اكتر من اللي خسرته مظنش في حاجه تاني اخسرها
فضلت في حيره ومجادله مع نفسها لحد ما عدى الوقت من غير ما تحس
الا وسبارس بيخبط على الباب
حور بفوقان: ايوه يا سبارس في حاجه
سبارس بكشه حواجب ظهرت ال الميه وحداشر اللي بينهم: سلامتك يا اسطى بس احنا خلصنا وكل العمال مشيوا وانتي هنا في عالم لوحدك من وقت ما جيتي من بره حتى مطلتيش على الشغل زي عادتك
حور اتنهدت وهزت راسها: معلش كان ورايا شويه فواتير براجعها ومحستش بالوقت
قامت من مكانها وخدت شنطتها: طيب يلا بينا نقفل عشان كمان متأخرش اللا الحاجه تستعوقني ودي مبيهدالهاش بال طول ما انا بره البيت يلا يلا
اتحركت ونزلت بسرعه وسط اندهاش سبارس لتصرفها وخصوصا انه لا شاف دفاتر ولا حتى ورقه قدامها
رفع كتافه بقله حيله ونزل وراها
قفلوا المكان واتحركت بسرعه وكأنها بتهرب من شبح مرعب
روحت البيت وكالعاده أمها مستنياها قدام الباب
حور بهزه راس: مفيش فايده فيكي يا وليه اعمل معاكي ايه عشان تبطلي تقعدي على المصاطب
هدي بقله حيله: هاقول إيه يا تاعبه قلبي قاعده مستنياكي لما اتأخرتي
حور ميلت وباست راس أمها: سلامة قلبك يا روح قلبي يلا نخش جوه الجو برد والواحد قرب يرشح من البرد
هدي بضحكه عاليه: الله يحظك يا دي البت مش كبرتي ع الحاجات دي
حور بترقصه حواجب: اسكتي يا حاجه الله يسترك داه الواحده لولا الكالسون اللي متقل بيه تحت الهدوم كان زمانه عملها بجد
هدي بضحكه أعلى: يخصك يا بت
حور بصدمه: يالهوي يا أما ايه الضحكه اللي شبه
لهوه عمنوال دي
هدي وهي بتحط ايدها على بوقها: يوه يقطعني نسيت روحي بس انتي السبب
حور وهي بتزقها بهزار من كتفها: طيب خشي خشي لينا بيت يلمني ويلمك
هدي اتلفت ليها وهي على سلم المدخل وشهقت شهقه عاليه: يإيه يا روح امك يإيه شكل يا بت الباص وحشك
قالتها وهي بتبص على البنص البلاستك اللي في رجلها
حور بإبتسامه: لا يا ستي وعلى إيه الله الغني داه البتاع داه ابن كلب وعليه لسعه بتعلم
ورقصت حواجبها ورفعت رأسها بغرور مصطنع: ثم اسمه فانص مش بانص والقماش منه اسمه اسكيتشر
هدي بشهقه: اسمه يا عنيا اس ايه
ال بطلوداه واسمعودا نسيتي روحك يا بنت عامر وبتنفخي ريشك عليا الله يرحم أيام مكنتش بتعمليها على روحك وكنت بشبكلك الفانله بدبوس في قفاكي من ورا اللا يطولها الرشاح
حور بصدمه: خلاص يا أما خلاص ربنا يعينه اللي يقع تحت ايدك تجرسي اهله أموت واعرف مبتطلعيش من باب البيت وعارفه تاريخ أمه لا إله إلا الله
هدي بضحكة تهكم: الحاره هنا يا عين أمك كلها اوضه وصاله ومفندقه على بعضها وبلدك على بعضها مفيهاش عيلتين مش مناسبين بعض
حور بهزه راس: عندك حق ياأما طيب يلا خلينا ناكل لقمه الا قلبي سقط عليا من الجوع
هدي بشهقه: يقطعني الكلام خدنا طيب يلا يلا ادخلي غيري على ما اسخن الأكل
حور: ماشي يا أما فوريره دانا ميته من الجوع
دخلت بسرعه غيرت هدومها وطلعت اكلت بسرعه
لفتت انتباه هدى
هدي بإستغراب: مالك يا بت بتاكل زي اللي بياكل في آخر زاده محدش هايخطف الأكل من قدامك ولا الأكل هايخلص
حور رفعت وشها وبوقها مليان أكل قدرت تبلعه بصعوبه: معلش يا أما كنت جيعانه اوي وكمان هادخل اصلي وورايا شويه شغل عايزه اخلصهم
هدي بصتلها وهي مغمضه عنيها نص تغميضه وكأنها بتحاول تقراء اللي مدارياه بنتها: طيب وماله هنا وشفا مطرح ما يسري يمري بس بالراحه اللا تزوري يا عين أمك
حور بهزه رأس: كملت اكل وهربت بسرعه من قدام أمها ودخلت اوضتها دخلت اتوضت وصلت العشاء وصلت استخاره وقعدت تقراء شويه في المصحف لحد ما راحت في النوم والمصحف في حضنها
هدي بعد ما دخلت حور شالت الأكل ودخلت شطبت المطبخ ودخلت علشان تشوف بنتها لقيتها نايمه والمصحف في حضنها شالت المصحف وباسته وحطته على الحامل بتاعه وابتسم من الإبتسامه المرسومه على وشها
وطلعت وقفلت الباب وراها براااحه
ودعت من قلبها: ربنا يفرح قلبك يا حور يا بنت بطني ويرزقك باللي يريح قلبك وبالك ويهديكي قادر يا كريم
يا ترى حور شافت ايه في الحلم خلاها بتضحك..؟
ياترى حور هتوافق المره دي على يونس ولا لاء...؟
ياترى ايه اللي جاي مخبي إيه...؟