اخر الروايات

رواية تربية حواري الفصل الواحد وخمسون 51 بقلم ولاء حامد

رواية تربية حواري الفصل الواحد وخمسون 51 بقلم ولاء حامد 



بارت الواحد والخمسون
وقطع كلامهم موبايل جبل
طلعه همام من جيبه لأنهم سلمهوله مع متعلقاته الشخصيه في المستشفى بص لقيه رامي
همام رد : الو ازيك يا ابني
همام بصدمه :انتا بتقول ايه انتوا فين دلوقتي
وفجاءه التليفون وقع من ايده وسابه وطلع يجري من غير ما يحس هو ماشي كيف وازي ولا حتى رايح فين
جبل بتعب: بابا يا بابا ايه اللي حصل
مسمعش رد من ابوه اللي اصلا مش داري بالدنيا
فضل مكانه مش قادر يتحرك وموبايله قدامه على الأرض حس بالعجز في اللحظه دي ووجع الدنيا أتمكن منه فضل ينادي بجنون على حد يرد عليه لحد ما اخيرا دخلت ممرضه من صوته
الممرضه بهدوء: خير يا استاذ صوتك انتا في مستشفى وفي مرضى حواليك
جبل بنفاذ صبر :عايز الموبايل بتاعي عندك على الأرض مش قادر اقوم اجيبه
الممرضه بهزه راس ميلت جابت الموبايل من الأرض ومدت ايديها بالموبايل ليه: اتفضل تليفونك اخده منها من غير ولا كلمه وطلعت الممرضه بتضرب كف بكف من تصرفه
جبل مسك التليفون بلهفه وحاول يشغله بس للأسف الوقعه دمرت الشاشه تماما والتليفون مش نافع فضل قاعد على اعصابه وهايموت ويطمن في أيه وأبوه طلع يجري زي المجنون ليه ودموعه نزلت بعجز على حالته وهو راقد عاجز مش قادر حتى يوم يطمن على ابوه ولا قادر حتى يهون على نفسه لانه هو اللي وصل نفسه للوضع داه فضلت دموعه تنزل في صمت
******************************
همام محسش هو ماشي ازاي ولا انه سايق بجنون كل اللي حاسس بيه نار شبت في ضلوعه وصدي الكلام بيتردد في اودانه مبيرحموش عنيه دمعت من غير ما يحس واه والف اه من وجع بينخر في قلبه وعقله زي السوس أتمكن منه ومش قادر يطلع منه صرخ بصوت عااالي: يااااااارب رحمتك بيا ياااارب عبدك الضعيف تعب ياااارب
وتشاء الاقدار وبكاء حور من زمن عاد اليوم بصوت همام
كمل سواقه ودموعه موقفتش لحظه
*********************
يونس فضل في حيره من أمره وبتفكر في كلام ياسر اللي اقتنع بيه قلبا وقالبا يونس بشرود: حور فعلا عنيده ومش هاتنطق الا تحت ضغط ضغط شديد للأسف يا حور مفيش حل قدامي غير كده
حسم أمره ومسك تليفونه: ايوه يا ياسر
ياسر بمكر وهو متأكد من سبب مكالمه يونس: ايوه يا كبير اؤمر
يونس بتنهيده: حور هاتنزل الورشه أمته
ياسر بإبتسامه خبث اترسمت ببراعه على وشه: بالكتير بكره خليك معايا على تليفون اول ما تنزل واتأكد انها وصلت الورشه هاديك رنه
يونس بهدوء: تمام ماشي هاستنى
ياسر: تمام يا كبير عد الجمايل
يونس بإبتسامه: عاددهم متقلقش مردوده في الأفراح
ياسر بإبتسامه صافيه: واثق ومتأكد يا هندسه قد القول يلا اسيبك ولما تنزل هابلغك اشطا
يونس: تمام مستنيك بس متتأخرش عليا
ياسر :متشلش هم انا مستعجل اكتر منك بس اسمعها مني نصيحه دوس جامد حور عنيده ودماغها جزمه قديمه اوعي تتساهل معاها حور عايزه اللي يضغط عليها علشان تقدر تطلع اللي جواها واوعي يخوفك صوتها العالي لانه سلاحها في عز ضعفها لما تلاقيها اتعصبت وزعقت اعرف انها بدئت تضعف وقتها تقدر تخرجها عن شعورها
يونس بإنصات: تمام تقريبا انا عارف جزء كبير من شخصيه حور
ياسر :كده تمام انا كده اطمنت الله معك يا غالي
يونس: تمام يلا مع السلامه
قفل المكالمه وهو بيحاول يرتب أفكاره للي جاي
**************************
حور قاعده دماغها شغاله زي الطاحونه :يا ترى اللي حصل لجبل داه مين اللي وراها داه حد قاطره
اتنهدت تنهيده طويله: يمكن يونس
هزت رأسها بنفي: لالا يونس ملهوش في جو البلطجه والشبيحه اوووووف اومال مين بس دماغي هاتشت مين بس واشمعني بعد اللي حصل على طول مهو لو حد تاني يعرف الحوار كنت قولت هو بس داه حتى أمي متعرفش اللي حصل اوووف اووووف وبعدين بقى في خوتت الدماغ دي انا هافضل اهري في روحي ليه يا خبر بفلوس شويه ويبقى ببلاش كده كده اللي في الدست هاتطلعه المغرفه والأيام جايه جايه
فضلت تتكلم وتفكر مع نفسها وشغلها الشاغل هو اللي حصل ولا حست بنفسها ولا بأمها اللي كل شويه تبص عليها تلاقيها قاعده تايهه في ملكوت ربها
هدي دخلت اوضتها وقفلت الباب وراها وكعادتها من اول امبارح وهي مش بتعمل حاجه الا إنها كل شويه تمسك التليفون وترن على ياسر والمره دي فضلت ترن مره ورا مره ورا مره من غير كلل او ملل
ياسر شايف التليفون ومش عارف يرد ولا عارف يعمل ايه خصوصا ان مرات عمه شخصيه طيبه وعلى نياتها ومبتعرفش تخبي والاكيد ان حور لو عرفت انه عارف هتتأكد انه هو اللي ورا اللي حصل زي ما هو واثق انها ورا اللي حصل في ضرب جبل
وللأسف ايقن ان مرات عمه مش هاتحل عنه قفل التليفون خالص علشان يريح دماغه
هدي اتأكدت ان ياسر عرف حاجه ومخبي
هدي بقلق: ماشي يا ابن نعيمه بقى كده طيبيب اصطبر بقى على رزقك
طلعت عبايتها ولبست حجابها وخدت البوك في ايدها وطلعت
هدي بصوت عالي: بت يا حور انا طالعه هاتعوزي حاجه
حور اخيرا انتبهت لأمها: بتقولي حاجه يا أما
هدي بكزه سنان: بقولك انا طابعه هاتعوزي حاجه
حور بإستغراب وكشه حواجب: رايحه فين السعادي لو عايزه حاجه هاللبس انا وانزل اجيبها
هدي بعصبيه: في ايه يا بت انتي بتحاسبيني ولا بتحاسبيني ولا اكونش مستنيه الأذن من جنابك السامي
حور بتبرقه عنين من عصبيه امها الغير مبرر: مش القصد يا أما اصلك مبتطلعيش اصلا علشان تطلعي السعادي فبسال مش اكتر
هدي : رايحه مشوار السوق صد رد عايزه اشوف حاجه
حور بعدم اقتناع: السوق غريبه طول عمرك مبتحبيش تروحي السوق حتى ايام ابويا الله يرحمه
هدي بعوجه بوق: زهقت طقهت كمكمت من قعدت البيت قولت امشي رجليا كفرت ولا كفرت يعني
حور بصدمه: لا داه ولا داه براحتك طيب تحبي اجي اوصلك بالعربيه
هدي بحسم: لاء عايزه امشي رجليا تفك شويه يلا فوتك بعافيه
ونزلت اتمشت شويه لحد اول الحاره ووقفت تتلفت حواليها وشافت محل همام وهو كومه فحم
هدي بأسي: لا حول الله يارب اللطف بعبادك يارب
وشاورت لتوكتوك وركبت وقالتله المكان
دقايق وكانت وصلت المكان المطلوب
دخلت وهي عنيها بتتلفت حواليها
عابد شاف هدي قدام المحل قام بسرعه وبترحاب: ام حور يا خطوه عزيزه يا الف اهلا وسهلا
هدي بتوتر: الله يعز مقدارك يا ابو ياسر
عابد :خير ايه اللي جايبك هنا الساعادي انتوا بخير وحور بخير
هدي بهزه راس: لاء كلينا بخير نحمد الله انا بس كنت عايزه ياسر بس هسأله على حاجه
عابد بشك: ياسر
هدي وهي بتبلع ريقها بصعوبه: ايوه بس كنت عايزه اسأله على حاجه كده يعني
عابد: تؤمري اقعدي ارتاحي وشاور على كرسي قعدت عليه هدي اللي حست ان رجليها مش شيلاها
عابد اتحرك من مكانه كام خطوه وزهق بصوت عالي: ياسر يا يااااسر
ياسر كان واقف مع العمال وجه على ملا وشه: خير يا حاج في إيه
عابد بغموض: في ناس عايزينك
ياسر : ماشي يا حاج تعالي معايا
مشي الاتنين كام خطوه وياسر اتصدم لما لقي اللي قدامه مرات عمه
بلع ريقه بصعوبه: ازيك يا مرات عم
هدي بغضب مكتوم: الله يسلمك يا ياسر عايزاك بس في كلمتين
ياسر بص لابوه اللي عينه متشالتش من عليه ورجع بصلها بكزه سنان:من عيني يا مرات عم اتفضلي وشاور بإيده على بره المحل
عابد بسرعه: ادخل المكتب جوه افضل من كلام الشارع
ياسر بص لابوه بسخريه لانه عارف ان المكتب فيه كاميرات مراقبه: لالا يا حاج انا هاشوف مرات عمي وجاي وراك علطول خلي بس عينك على العمال علشان بيعملوا جرد علشان البضاعه الناقصه نبعت نجيبها من المخزن
عابد بص لابنه بشك ولكن ما باليد حيله هز رأسه من سكات واتحرك من قدامهم
مشي ياسر وهدي وراه لحد ما طلع من المحل فتح العربيه: اركبي يا ام حور
هدي بجديه: مش لازم يعني انا جايه في كلمتين ورد غطاهم عماله اتصل بيك ع المدعوق اللي في ايدك مبتردش عليا جرا ايه يا ابن عابد
ياسر بتنهيده: وعشان انا عارف انك جايه تتكلمي في الحوار داه بقولك اهو الكلام مينفعش في الشارع الحيطان ليها اودان ولو كنتي صبرتي لحد بالليل كنت انا هاتصل بيكي
هدي بشخطه: اخلص ياض بلاش تلف وتدور زي الحنش عليا
ياسر بقله حيله :طيب يلا يا ام حور اركبي الله لا يسيئك فرجتي عليا أمه لا إله إلا الله اركبي وكتاب الله الكلام الي هايتقال ما ينفع في الشارع وخصوصا لو كان معاكي انتي بالذات
هدي حست بالقلق من كلامه وحست ان اللي جاي مش سهل ولا هايعدي بالساهل حسمت أمرها وركبت ورا شغل العربيه واتحرك من مكانه بسرعه دقايق وكان وصل المقابر
هدي نزلت وهي بتتلفت حواليها بإستغراب :انتا جايبنا هنا ليه في الوقت داه
ياسر بتنهيده: مفيش للأسف مكان أأمن من هنا وكمان اضمن ان محدش يسمعنا ولا يشك في مجينا هنا
هدي بقله حيله دخلت معاه
(( السلام عليكم أهل قوم من المسلمين والمؤمنين انتم السابقون ونحن بكم ان شاء الله لاحقون نسأل الله لنا ولكم الرحمه والمغفره ))
واتحركت بخطوات ضعيفه لمقبره جوزها قرئت الفاتحه ودعتله هي وياسر
اتحرك ياسر كام خطوه بيعد عن القبر واتلفت حواليه شويه اتأكد من خلو المكان
هدي اطمنت ان مفيش حد سامعهم: ها بقى بتهرب ليه يا ابن عابد
ياسر بقله حيله: كنت عايز افرحك اني جبت تارك وتار بنتك
هدي بعدم فهم: ايه اللي حصل من غير لف ولا دوران تعالي دوغري
ياسر بجديه: الكلب اللي كان متجوز حور يوم ما جاتلك متبهدله اتهجم عليها وكان عايز يعمل عملته الوسخه ويونس لحقها وبنتك عملت معاه الصح وزياده
هدي خبطت على صدرها بخوف وعيون مبرقه: يالهوووي يا مصيبتي مش هايسيبها في حالها اللي ينخفي من الدنيا ابن ثريا وكملت بهذيان طب والحل الواد ممكن يشنع عليها في الحاره ويحكي اللي جرا وتبقى سيرتنا لبانه في حنك اللي يسوى وميسواش يتشدق بيهت وبصت لياسر بعيون مرغيه بالدموع اللي خانتها ونزلت زي المطر دانا مممكن اموت فيها وقربت بوجع من قبر عامر وترمت قدام بابه :قوم يا سندي قوم يا عامر شوف اللي جرالنا من بعدك الدنيا عماله تنهش فينا قوم اللحقنا يا عامر وفضلت تخبط على باب القبر بجنون
ياسر بوجع وغلاله دموع لمعة في عنيه بس قدر يمنع نزولها : قومي يا ام حور حرام عليكي تقلقلي نومته
هدي بوجع: يعني هو مش حاسس باللي بيجرالنا مش شايف
ياسر بشده: حق بنتك جه متني ومتلت ولو فكر بس يتكلم ورحمه عامر في قبره وشاهد اهو على كلامي لكون حاطه في قبره هو اصلا راقد متكسر في المستشفي
هدي ببعض الأمل بصتله ومسحت دموعها بكم العبايه : ازي هي حور عملت فيه ايه سكنه المستشفي
ياسر :مش حور انا اللي كريت ناس دقوا عضمه في لحمه
هدي بإبتسامه :برواه عليك ياض بردت ناري
ياسر: ومش بس كده لاء بعت اللي يحرق قلبهم على المحل والله لفضل وراه لحد ما اخليهم يطفشون من الحاره زي النسوان
هدي بزعل: ليه كده يا ابني تكسره تموته هو يستاهل بس قطع العيش لاء والف لاء يا ابني داه بيقولك قطع الرقاب ولا قطع الأرزاق
كام بيت كان مفتوح من وراه حرام يا ابني انا صحيح بعد عملتهم لا بطيقهم ولا بطيق سيرتهم بس لحد كده ولا يا ابني ياريتك كنت شورتني قبل ما تعمل كده
ياسر: خلاص يا مرات عم االي حصل حصل ومن جه ابن ال ولا بلاش هايفكر مليون مره قبل ما يجيب سيره حور على لسانه ولا حتى بينه وبين نفسه مره تاني يلا انفضي هدومك عشان اوصلك وحسك عينك تجيبي سيره لحور على معرفتي ولا حتى بمعرفتك باللي جرا انتي ادري الناس ببنتك
هدي هزت رأسها بموافقة لكلامه وقامت ونفضت هدومها ومشيت معاه من سكات معاه
رجعت البيت حور كانت قاعده على نار
حور بإستغراب: أما
هدي بصتلها وعنيها كلها وجع وبصوت مبحوح: ايوه يا ضنايا
حور بلهفه من شكل أمها: مالك يا أما فيكي إيه قلبي كلني عليكي
هدي بإبتسامه وجع: سلامه قلبك انا زي الفل أهو
حور بكشه حواجب واستغراب: مالك يا أما كنتي فين كده وجايه هدومك متربه وعنيكي مورمه من العياط
هدي: مفيش ابوكي وحشني روحتله وشكل هدومي شالت من التراب هناك
حور بقبضه قلب: مالك يا أما فيكي إيه
هدي بحرقه: مفيش يا بنتي والله ابوكي كان واحشني قولت اروح ازوره اديلي ياما مزرتهوش
حور :طيب كنتي قولتيلي كنت روحت معاك انتي بتخافي تدخلي الترب لوحدك
هدي بحنان امومي: متخافيش يا ضنايا معايا ربنا خليني بس ادخل اريح جتتي وارتاح شويه
حور بقلق: ماشي يا أما ريحي وانا هاجهز الأكل انا انهارده
هدي هزت رأسها ودخلت اوضتها وقفلت الباب بالمفتاح وطلعت هدوم عامر واخر جلابيه كان لابسه قبل ما يموت طلعتها من كيسها وحضنتها وفضلت تبكي بحرقه وكأن الوجع اللي جواها بترميه في حضن حبيبها لحد ما تعبت ونامت بنفس هدومها وهي حاضنه هدومه
حور فضلت واقفه مكانها وعينها على باب اوضه أمها وقلبها واكلها عليه ونسيت كل حاجه من قلقها فضلت واقفه شويه وعنيها متحركتش من على الباب واخيرا واتحرك على المطبخ وبدئت تعمل روتين أمها اليومي بعقل شارد والف حوار وحوار في دماغها وكل همها وشغلها الشاغل ان أمها ممكن تكون عرفت حاجه وداه اللي وصلها للحاله دي
مر الوقت وهي مش حاسه بأي حاجه غير أمها وحالتها ووضعها
واخيرا خلصت ومر الوقت وحور قاعده على الكنبه اللي في وش اوضه أمها ومتحركتش من عنيها وعنيها على الباب كل شويه تقوم تقرر تهبط وترجع في آخر لحظه تاني
لحد ما اخيرا صحيت امها على أذان العشاء
حور اول ما شافت الباب بيتفتح اخد نفس طويل كأن غريق في بحر ووصل البر بأمان
حور جريت على أمها بلهفه: ايه يا هدهد الجناين نايمه نومه أهل الكهف من صباحيه ربنا
هدي بإبتسامه :يابت لسانك داه ايه بينقط مازوت تدلعي مره وتعكي الف مره
حور بغمزه: ايوتها خدمه يا معلمه عشان تعرفي بس إننا كفاءه
هدي بضحكه: الله يحظك يا حور
حور بهدوء: طيب يلا فوقي كده واغسلي وشك على ما اسخن واغرف
هدي بشهقه: لاهو انتي دخلتي المطبخ وطبختي
حور بهزه راس: اينعم
هدي وهي بتجري: مطبخي دخلت بسرعه :يالهوووي عملتي ايه في المطبخ دانتي شندلتي حاله وجبتيه عاليه واطيه منك لله
حور بزغره عنين تصدقي بالله انا استاهل ضرب الشبشب اني تعبت روحي اصلا ووقفت اطبخ
هدي وهي ناقصه العياط: دانا اللي مني لله اني سيبتك تدخلي مطبخي اطلعي يا بت فورتي دمي
حور بإبتسامه وراحه انها قدرت تخرج أمها من الحاله اللي هي فيها طلعت تجري من قدامها زي العيله الصغيره
هدي هزت رأسها بأسي من عمايل بنتها اللي واثقه ومتأكده انها عملت كده علشان تضحكها وتضحك عليها
هدي بإبتسامه صافيه طالعه من القلب: ربنا يحميكي يا بنتي ويكفيكي شر أولاد الحرام دانتي الحاجه الحلوه اللي مصبراني على هم الأيام في عز تعبي وجعي بتيجي على روحك عشاني بنت ابوكي بجد الله يرحمك يا غالي اللي خلف مماتش كنت تكتم وجعك جواك وتيجي تطل في وشي وضحكتك مرسومه رسم
فاقت من شرودها وبدئت تحول الأطباق على بره
حور ساعدت أمها وقعدوا ياكلوا
حور بإستغراب: أما
هدي وهي تاكل :اممم
حور :هو ليه دايما لما كنا بناكل انا وانتي وابويا الله يرحمه دايما تحطي الأكل كله في طبق واحد ونقعد على الطبليه ولما ييجي ضيوف تحطي لكل واحد في طيق وتحطي على السفره
هدي بإبتسامه بسيطه: عشان ايدك تتعود تشارك الأكل مع غيرك متقرفيش تكون نفسك حلوه اللقمه لما تتقسم من طيق واحد ليها طعم مختلف تحسي ان ليها حلاوه غير أما قعده الطبليه فالارض منها واليها نعود وتخليكي تحسي كده بالونس والدفا واحنا قاعدين جمب بعض
انا الضيوف فداه غريب ليه واجب على أكمل وجه مينفعش يمشي باللي تحبيه تمشي بالاصول لأنك متعرفيش طبعه
حور بصت لأمها بلمعه عين : عارفه يا أما انتي فيكي كتير من طبع ابويا الله يرحمه
هدي بإبتسامه: عامر الف رحمه ونور تنزل عليك يا غالي خدني وانا عيله بضفاير شوفت الدنيا بعنيه وعرفت واتعلمت على ايديه كان عقله يوزن بلد كان حلوووو ونفسه حلوووه اااه يا عشرتي الحلوه اللي استكترتها الأيام عليا يا غالي
حور بأسى: الله يرحمه
وكملوا اكل من سكات
*******************
وصل همام وقفل العربيه بسرعه ونزل يجري وهو مش حاسس بالأرض من تحت رجليه ومع كل خطوه يدعي ربنا بأمل وحرقه
*****************
مر اليوم بحلوه ومره وصبح يوم جديد حور قامت من نومها حاسمه أمرها لله وطلعت بعد ما غيرت هدومها وصلت فرضها لقيت امها بتبص الفطار
حور بإبتسامه: صباحوا فل يا هدهد الجناين
هدي بهزه راس: مفيش فايده فيكي
حور بترقصه حواجب: لو مش عاجبك طلقني
هدي بضحك: الله يحظك يا دي البت
وبصت لحور بإستغراب لابسه كده ورايحه فين
حور :هاروح الورشه
هدي بخوف من اللي سمعته امبارح: طيب متريحي جتتك كام يوم تكوني طبتي شويه
حور :لاء متقلقيش عليا انا زي الفل وصحتي بمب وميتخافش عليا كملت بقوه: بنتك يتخاف منها
هدي بقله حيله: طيب ربنا معاكي شقي ريقك كده بلقمه متروحيش على ريق النوم كده
حور :معلش والله ما هالحق يادوب اللحق طريقي في الورشه هابعت اجيب اكل
هدي : يابني هو اكل الشارع داه يشبع ولا يقوت وكمان منيش عارفه هو معمول كيف وإزاي الواحد بيبقى متوغوش منه
حور بإبتسامه: يا أما ربنا بيحلي لكل واحد رزقه وزاده ودي نفس وانتي دايما تقولي النفس الحلوه ليها الجنه
يلا بقى فوتك بعافيه
هدي بقله حيله: الله يعافيكي يا ضنايا
طلعا حور وشغلت عربيتها وطول الطريق للورشة وعقلها موقفش عن التفكير في حاله أمها إمبارح
حور بشرود: يا تري فيكي إيه يا أما اللي بيكي مش هين يخليكي تروحي الترب في عز النهار وهي مفيهاش صريخ ابن يومين يا تري عرفتي حاجه ولا ايه اللي جرا عقلي هايشت مني اااه يا ناري لو اعرف بس كنت ارتاحت
فضلت تهري في نفسها لحد ما وصلت نزلت وركنت العربيه ودخلت تشوف شغلها
مر الوقت وسمعت صوت معروف صاحبه كويس اووووي
حور رفعت رأسها وبجمود: اهلا يا بشمهندس اتفضل
يونس دخل بهدوء: ممكن كلمتين من فضلك
حور بهزه رأس شاورتله على المكتب لأنها واثقه هو جاي ليه
طلعت المكتب وفتحت ودخلت ووراها يونس
قعدت على المكتب: اتفضل يا بشمهندس اؤمر
يونس بهدوء شديد: اخبارك إيه دلوقتي اتمني تكوني بخير
حور بهزه راس: متقلقش انا زي الفل ورفعت رأسها بكبرياء انا يتخاف مني مش عليا
يونس بإبتسامه: لاء منا شوفت لو مكنتش سلكته من ايدك كان زمانه في خبر كان
حور بحده: اؤمر يا بشمهندس
يونس اتنحنح: كنت عايز الجاكيت كمل بمكر لو طبعا مش محتاجاه
حور بتذكر : ااااه تمام انا كنت نسيته تمام تقدر تعدي بكره عليا هاجيبه معايا وانا جايه
يونس بمكر : بكره صعب اقدر اجاي ممكن لو مفيهاش تعب تجيبيه الموقع أو عند الشلال او أقرب مكان ليه لان فيه في جيبه من جوه ورق مهم جدا محتاجه ضروري في الشغل
حور بإستغراب: ممكن تبعت حد تبعك ياخده
يونس: للأسف مفيش حد اثق فيه غير مازن وهو حاليا في القاهره كام يوم بيخلص أوراق مهمه هناك
حور بتفكير: ان شاء الله هاشوف وابلغك
يونس: تمام بس بالله عليكي متتأخريش لان الورق داه مهم جدا جدا
حور بهزه رأس واستغراب: اه تمام تمام
يونس قام بهيبته المعتاده: طيب استأذن انا
حور بنظره غموض: اذنك معاك
مشي يونس وحور مستغربه : الله داه حتى داه مسألش في حاجه غير عليا معقول يكون صدق الكلام اللي سمعه
حور بهزه رأس وكأنها بتنفضه من التفكير فيه لالا لو كان صدق مكانش جه لحد هنا بنفسه كان ممكن يبعت حد مكانه طيب مهو بيقول الورق مهم غمضت عنيها بأسى ونفخت بصوت عالي اوووووف وبعدين بقى
قطع تفكيرها باب المكتب اللي اتفتحت بعنف واتقفل بحده وسكعه صدي صوتها سمع لآخر الورشه
حور بصت قدامها بصدمه :انتا خييير
يا ترى مين اللي جه لحور
يا تري يونس ناوي على ايه
يا ترى إيه اللي حصل وهمام كان بيعيط ليه

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close