رواية انا جوزك الفصل الرابع 4 بقلم شيماء سعيد
الفصل الرابع.
أنا_جوزك
الفراشة_شيماء_سعيد
بجناح صالح و سمارة بأحد الفنادق..
دقيقة كاملة أخذها ليستوعب ما قالته، رأى الكثير بحياته و لكن وقاحة مثل تلك يراها لأول مرة، تحرك جزء بين ضلوعه بمشاعر مختلفة عليه، حركة رغم غرابتها إلا أنها ممتعة جداً، أزال شرشف الفراش من عليه و قام من مكانه يقترب منها بخطوات بسيطة منتظرا خجلها صريخها أو على الأقل العودة عما قالت، إلا إنها انتظرت قدومه بابتسامة واسعة و ذراعين على وضع العناق...
رمشت بعينيها بهيام فتاة مراهقة قائلة :
_ أنت ناوي على إيه بالظبط يا سيد الرجالة.
حاول كتم ضحكته بصعوبة و مد يده ليغلق ذراعيها ثم أخذ هاتفه من على الطاولة المجاورة للفراش، مجنونة ليس لديه وصف آخر لحالتها، عاد الى الأريكة يريح جسده عليها قائلا بخجل قدر على رسمه :
_ بعد إذنك يعني يا ست سمارة ممكن تستني على حقوقك الشرعية شوية لحد ما نبدأ ناخد على بعض بس، أنت عارفة كل حاجة جات بسرعة و الموضوع مش سهل..
اتسعت عيناها بصدمة، جلست على الفراش بأمل مفقود و هي تهمس لنفسها بنفس الكلمات التي قالها من ثواني ثم ارتفع صوتها بغضب :
_ جرا ايه يا باشا مالك، أنت مش مثلي الأعلى لأ دمرت صورتك في خيالي...
قبض على يده بقوة من أي طينة وقعت هذه الكارثة بطريقه، تحولت نظراته المرحة فجأة ثم أشار إليها بتحذير واضح :
_ أخدت دورك بعد ما أخدتي أنتِ دوري اخفي من وشي يا بت أنتِ نامي لو سمعت ليكي بس صوت هقوم أخلص البشرية كلها من غبائك...
أومأت إليه عدة مرات سريعاً ثم أغلقت الضو و وضعت رأسها على الوسادة، تعالت أنفاسها من شدة التوتر و بدأت مثل عادتها بالعد من واحد إلى أن تذهب في سحابة نوم عميقة، تأكد من نومها لينام هو الآخر بعقل شارد يفكر بنقطة واحدة و سيقوم بالتنفيذ بأقرب وقت...
بعد ساعتين فتحت عينيها بضجر من عدم معرفتها للنوم بشكل جيد ، فالمكان جديد عليها و هذا يأخذ وقت حتى تعتاد، ظهر بعقلها فكرة خبيثة لتقوم من على الفراش على أطراف أصابعها ذاهبة لمحل نومه....
جلست على ركبتيها بجوار الأريكة على الأرض و أخذت تدقق بملامح وجهه، جميل هذا الرجل لدرجة مستحيلة، خشن صاحب سحر خاص لا يحمله إلا صالح الحداد، قربت وجهها من عنقه تأخذ الكثير من رائحته فهذه الفرصة صعبة التكرار..
بدأت تشعر بالخمول من هذه الرائحة الرجولية ابتعدت قليلاً و رفعت كفها يلمس بشرته، عينيه، شفتيه، ذقنه، و آه من هذا الإغراء بذقنه و شعرها اللذيذ يحثها على تقبيلها، لم تترد لحظة و اقتربت تلبي تلك الدعوة الرائعة إلا أن حركتها تجمدت على كف يده الذي وضعه أمام شفتيها...
انتفض من مكانه مردفا بذهول :
_ جرا ايه يا بت مالك؟!.. مش عارف أنام منك هو أنا نايم في بيتي و الا السوق، انشفي شوية أنا أكتر حاجة بكرها في حياتي التحرش بقولك أهو...
ابتلعت ريقها ببعض الحرج الذي اختفى فجأة مع جملته الأخيرة لتقول و هي ترفع حاجبها بغضب :
_ و أنت مين اتحرش بيك قبل مني يا أستاذ يا خاين أنت؟!..
رفع رأسه بشموخ يفتخر بنفسه قبل أن يرد عليها بخبث :
_ قابلت من أشكالك كتير، روحي نامي و خلي أم الليلة دي تعدي على خير...
جزت على أسنانها بغيظ قبل أن تقوم من مكانها صارخة بوجهه :
_ أنت الخسران على فكرة و بعدين أنت صاحي من امتا؟!..
عاد ليريح رأسه على الوسادة مغلقا عينيه بهدوء مردفا :
_ صالح الحداد مش أى حد يقرب منه إلا بمزاجه، من أول ما قومتي من على السرير و أنا حاسس بيكي يا متحرشة...
صرخت بدفاع عن نفسها و هي تعود للفراش :
_ على فكرة بقى أنت جوزي..
همهم بسخرية قائلا :
_ أنا جوزك عارف، يلا اتخمدي بقى...
______ شيماء سعيد _______
بصباح يوم جديد أستيقظت سمارة على رنين هاتفها، نظرت للمتصل ثم أغلقت الهاتف بالكامل، دارت بوجهها تبحث عن صالح لترى طيفه بالشرفة، تحركت ببطء مقتربة منه لتسمع نبرته القوية :
_ سيبك مني دلوقتي و ركز معايا كويس، معادنا الليلة بعد الساعة واحدة هكون في المكان سلام...
أغلق الهاتف و نظر بطرف عينيه لمكانها على الفراش ثم ابتسم بسخرية، أما هي اتسعت ابتسامتها براحة نفسية هامسة لنفسها :
_ اللعبة شكلها بدأت تحلو يا حبيبي، خليني أتعلم منك...
انتفضت فجأة على أثر خروجه من الشرفة إلا أنه لم يعطي لها أدنى إهتمام قائلا :
_ حضري نفسك هنفطر و نروح بيتي كفاية شهر عسل لحد كدة...
حركت شفتيها بحسرة مردفة :
_ هو أنت بتسمي الليلة دي شهر عسل إحنا نمنا و صحينا بس كدة على الأقل نخرج شوية...
رفع حاجبه بسخرية من هذه الفتاة، أخذ بعض الملابس الموضوعة على الفراش ثم قال قبل أن يغلق عليه باب المرحاض :
_ أنا معجب جداً بالاصرار و الطموح اللي عندك...
______ شيماء سعيد ______
بمنزل شعيب...
نوم عميق لم يخوضه طوال حياته من صغره حتى الآن، فتح عيناه رغما عنه يريد المزيد من هذا النعيم الغارق بداخله، بابتسامة جذابة نظر بجواره لتختفي ابتسامته أهو يشعر بهذه الراحة لأنها تتوسط صدره بنعومة قدرت على خطف أنفاسه؟!..
تعلقت عينه على خصلاتها التي تخفي معظم ملامحها الرقيقة أسفلهم، رفع يده ليأخذ جزء من تلك الخصلات يدور بها حول أحد أصابعه ثم قربها من أنفه يستنشق هذا العطر الممزوج بين الورد و يأتي من بعيد رائحة بسيطة لجوز الهند ظل على حاله يأخذ أكسجين رائع بلا ملل حتى دق جرس الانذار بعقله الذي صرخ :
_ أنت بتعمل إيه يا شعيب اتجننت؟!.. دي طفلة يا شعيب طفلة، بصراحة لأ مش طفلة دي آنسة زي القمر بس النسبة ليا أنا عيلة صغيرة بضفاير...
صك على أسنانه و حاول الإبتعاد عنها ليجدها متعلقة به مطوقة عنقه و أحد ساقيها حول خصره، أبتسم بسخرية على حاله و حالها، هو ذهب لطريق اللاعودة و هي تأكل أرز بلبن بأرض الأحلام..
أزال ساقها بصعوبة ثم مسك ذراعها و أبعده عن عنقه، زفر بارتياح و حاول القيام لتفتح هي عينيها بضجر مثل من سحب من الجنة بلا سابق إنذار هامسة :
_ بعدت ليه أنا مرتاحة كدة؟!...
ابتلع ريقه قائلا ببعض الجدية :
_ عندي شغل و اتأخرت جداً النهاردة، أبعدي عشان ألحق اخد شور و أغير هدومي...
لم ترد عليه سحرت بعينيه المميزة لتعود لأرض الأحلام الوردية من جديد، بطل راقي يغوص بعشق البطلة ليأخذها داخل عالمه المميز و من هنا تبدأ رحلة النعيم، تنحنح مرددا بنبرة متحشرجة :
_ في ايه ابعدي مالك؟!..
همست بنبرتها الناعمة بدلال أنثى جميلة بل فاتنة :
_ أنت شكلك حلو أوي كدة ليه، طالع لمامتك و الا لباباك...
ماذا تقول و إلى أين تريد الوصول به.. تنحنح بحرج قائلا :
_ آخد من بابا الله يرحمه كتير، يلا بلاش كسل أنا مش فاضي للدلع ده أخدتي من وقتي كتير...
أومأت إليه بابتسامة مشرقة مبتعدة عنه خطوة للخلف، ترك الفراش و اتجه للمرحاض هاربا منها و ربما من نفسه، زادت ابتسامتها اتساعا ثم حركت حاجبها بمرح مردفة :
_ يا جامدة يا بنت يا صافي أنت لسة شوفت حاجة يا شعيب بيه، طول عمرك أنت كاتب الحكايات سيب ليا بقى الحكاية دي أكتبها على ذوقي...
ألقت الغطاء من على جسدها و خرجت من الغرفة تركض للمطبخ بنشاط، أخرجت الجبن و بعض المأكولات الأخرى مع عصير التفاح و وضعت كل هذا على صينية طعام متوسطة، أخذتها و عادت للغرفة لتجده خرج من المرحاض و ارتدى بذلة رمادية بسيطة، ألقى عليها نظرة سريعة ثم قال :
_ الفطار ده لمين؟!..
وضعت الصينية على الفراش مجيبة بابتسامة :
_ لينا إحنا الاتنين يلا بقى أنا جعانة جداً جداً جداً...
حرك رأسه برفض قائلا :
_ كلي أنتِ براحتك أنا مش فاضي محتاج أخلص كل الشغل اللي ورايا عندي سفر خلال الأسبوع ده..
مدت شفتيها للأمام على مشارف البكاء لحظة واحدة و انفجرت بالفعل، فزع من حالتها التي تحولت فجأة مقتربا منها بلهفة قائلا :
_ ايه لازمة الدموع دي بتعيطي ليه؟!...
رمشت بعينيها عدة مرات مردفة برجاء :
_ أرجوك خدني معاك في أي مكان و أنا و الله مش هعمل أي حاجة تسبب لك إزعاج هكون ساكتة خالص بس بخاف أفضل في أي مكان لوحدي، الأول كنت بقعد في المحل مع سمارة، أرجوك أرجوك...
هذا الإلحاح يثبت له ألف مرة أنها فتاة صغيرة عليه و على هذا العالم الذي يعيش بداخله، خرجت منه تنهيدة طويلة بقلة حيلة ماذا يفعل بتلك الصغيرة لا يعلم، أومأ إليها بهدوء مردفا :
_ طيب يا صافية تعالي نفطر و بعدين غيري هدومك بسرعة الوقت بيجري مننا يلا يا صغنن أنت...
ابتسمت إليه بعذوبة ثم اقتربت منه فجأة واضعة قبلة سريعة على وجهه، تسمر مكانه لعدة لحظات غير ملاحظ ابتسامتها الخبيثة المزينة لوجهها البريئ، ذهب للفراش و بدأ يأكل بهدوء لتقول إليه :
_ عايزة حاجات من السوبر ماركت للغدا هعملك أحلى أكل يا شعيب..
الله يأخذ شعيب لعلها ترتاح من ضغطها عليه، ابتسم إليها بغيظ ثم وضع أكبر قطعة من الجبن بداخل فمه....
_____ شيماء سعيد ______
بمنزل صالح الحداد مساء.
تأكدت من ملابسها ثم وضعت فوقهم منامة النوم حتى لا يشك بها، أتت الخادمة تخبرها بموعد العشاء لتقفز فوق الفراش و تغطي جسدها بالشرشف، دلفت الخادمة عندما لم تجد منها رد لتقول بنبرة هادئة :
_ ست هانم بيقولك صالح بيه معاد العشا جاهز...
فتحت عينيها بصعوبة ثم همست بنعاس مرسوم على ملامحها و نبرتها بكل إتقان :
_ أنا نايمة مش قادرة أقوم قوليله نايمة و معرفتش أصحيها بعد إذنك...
ردت عليها المرأة بقلة حيلة و ذهول فسيدها قال إن هذا سيكون رد زوجته :
_ أمرك يا ست هانم تصبحي على خير....
أخذت نفس عميق بعد أن أغلقت المرأة الباب و أكملت تمثيلية النوم خاصتها و بعد نصف ساعة صعد صالح، ألقى عليها نظرة عبارة و بعدها دلف لغرفة الملابس ليغير ملابسه و ترك الغرفة و ذهب لغرفة المكتب...
أزالت الغطاء من على جسدها ثم قامت من مكانها تخلع منامة النوم عنها و بسرعة البرق جلست تحت مقعد سيارته الواسعة بالخلف، نصف ساعة أخرى و كان يركب بمقعد السائق متصلا بحسن :
_ يلا يا حسن...
رد عليه الآخر عبر الهاتف قائلا :
_ في ايه يا صالح مش كان معادنا الساعة واحدة دلوقتي لسة الساعة 11؟!...
صالح بنبرة هادئة :
_ الخطة اتغيرت ليه نروح متأخر مادام صاحب الفيلا كدة أو كدة مش فيها...
أغلق الخط دون أنتظار رد الطرف الآخر و بدأ بالقيادة بسرعة جنونية، حاولت سمارة كتم شهقاتها بكل قوتها، مع كل حركة تضرب رأسها بالمقعد أعلاها، ثلاث دقائق و إنتهت قدرتها على التحمل صارخة :
_ آه يا أخي بالراحة حرام عليك هي السبوبة هتهرب مننا...
توقفت السيارة فجأة لتأخذ ضربة أقوى، جز على أسنانه بغضب ثم أردف بغضب :
_ اطلعي من تحت الكرسي يا غبية، بتعملي إيه هنا يا بت أنتِ؟!..
قامت بوجع واضح على ملامحها و أخذت تفرك فروة رأسها مردفة :
_ حرام عليك راسي ورمت، و بعدين يعني هكون جاية أعمل إيه يعني جاية معاك أساعدك و اتعلم منك و اخد نصيبي يا باشا...
وضع كفه على رأسه يوم واحد عاشه معها أصابه بالصداع، حرك عنقه يمينا و يسارا ثم قال ببرود :
_ مين قالك إني عايزك معايا، أقتلك و اخلص منك يمكن أرتاح...
ابتسمت إليه مثل البلهاء ثم قالت برجاء :
_ الله يباركلك يا شيخ خدني معاك مش هتخسر حاجة يعني و أنا و الله و الله مش هعمل أي صوت.....
أدار السيارة من جديد دون أن يرد عليها، و بعد نصف ساعة وصل المكان المطلوب كانت فيلا كبير لأحد رجال الأعمال، نزل من السيارة ثم ألقى إليها وشاح مردفا بصرامة :
_ اللي أقول عليه يتنفذ بالحرف أي حركة غباء برقبتك...
أتى صديقه و نظر لسمارة بتوتر ثم قال لصالح :
_ هو في ايه يا صالح العروسة بتعمل ايه هنا؟!...
أجابه صالح و هو يسحبها من كفها لتسير بجانبه :
_ ليها مزاج تتعلم، خليك في شغلك و أنتِ اقفي هنا اياكي تدخلي او تعملي اي حاجة لحد ما أخرج ، تعرفي تأمني المكان؟!...
أومأت اليه بحماس ثم سألته بشك و هي تضيق عينيها :
لامؤاخذة يا باشا عشان دي أول طلعة لينا سوا بس، أنا اضمنك منين عشان أقف هنا و اسيبك جوا معرفش الفلوس كام بالظبط...
مسح على شعره من شدة الغيظ ثم همس بالقرب من وجهها :
_ إحنا مش جايين نسرق فلوس أصلا أخرسي بقى..
تركها بفمها المفتوحة تدور حول نفسها و دلف للداخل، همست بذهول :
_ يا إبن الجزمة لما مفيش فلوس جايين هنا نتفسح و الا إيه؟!...
بالداخل مثل عادته أول شيء يفعله هو ترك علامة بسيطة لصاحب المنزل ليعلم من هو، ثم اتجه لغرفة المكتب و كل تفكيره مسلط على تلك الأوراق الموضوعة بداخل الخزنة، بدأ يفتح الخزنة بمهارته ليشعر بحركة خلفه أخرج مسدسه و دار سريعاً ليراها هي :
_ بتعملي إيه هنا يا متخلفة مش قولتك أفضلي بره؟!..
اقتربت منه دون كلمة ثم أخرجت شي بسيط من جيب البنطلون الخاص بها و وضعته أمام الخزنة، أقل من عشرين ثانية و فتحت الخزنة ضحكت بانتصار قائلة :
_ شوفت الموضوع سهل إزاي، يلا خد الورق و خلينا نغور من هنا بسرعة..
رمقها بتعجب تلك الفتاة تحمل الكثير و الكثير من الأسرار، أخذ الملفات المطلوبة لتمد يدها على مبلغ من المال نظر إليها بغضب و أخذ المبلغ منها قائلا :
_ فلوس لأ...
جزت على أسنانها بغيظ قائلة :
_ يا أخي و أنت مالك مش أخدت اللي يخصك مالكش دعوة بيا...
قطع حديثها صوت عربة الشرطة لتنظر إليه برعب قائلة :
_ إلحق بوليس إحنا كدة روحنا في ستين داهية...
_ قصدك روحتي في ستين داهيه يا مزة...
_______ شيماء سعيد _
أنا_جوزك
الفراشة_شيماء_سعيد
بجناح صالح و سمارة بأحد الفنادق..
دقيقة كاملة أخذها ليستوعب ما قالته، رأى الكثير بحياته و لكن وقاحة مثل تلك يراها لأول مرة، تحرك جزء بين ضلوعه بمشاعر مختلفة عليه، حركة رغم غرابتها إلا أنها ممتعة جداً، أزال شرشف الفراش من عليه و قام من مكانه يقترب منها بخطوات بسيطة منتظرا خجلها صريخها أو على الأقل العودة عما قالت، إلا إنها انتظرت قدومه بابتسامة واسعة و ذراعين على وضع العناق...
رمشت بعينيها بهيام فتاة مراهقة قائلة :
_ أنت ناوي على إيه بالظبط يا سيد الرجالة.
حاول كتم ضحكته بصعوبة و مد يده ليغلق ذراعيها ثم أخذ هاتفه من على الطاولة المجاورة للفراش، مجنونة ليس لديه وصف آخر لحالتها، عاد الى الأريكة يريح جسده عليها قائلا بخجل قدر على رسمه :
_ بعد إذنك يعني يا ست سمارة ممكن تستني على حقوقك الشرعية شوية لحد ما نبدأ ناخد على بعض بس، أنت عارفة كل حاجة جات بسرعة و الموضوع مش سهل..
اتسعت عيناها بصدمة، جلست على الفراش بأمل مفقود و هي تهمس لنفسها بنفس الكلمات التي قالها من ثواني ثم ارتفع صوتها بغضب :
_ جرا ايه يا باشا مالك، أنت مش مثلي الأعلى لأ دمرت صورتك في خيالي...
قبض على يده بقوة من أي طينة وقعت هذه الكارثة بطريقه، تحولت نظراته المرحة فجأة ثم أشار إليها بتحذير واضح :
_ أخدت دورك بعد ما أخدتي أنتِ دوري اخفي من وشي يا بت أنتِ نامي لو سمعت ليكي بس صوت هقوم أخلص البشرية كلها من غبائك...
أومأت إليه عدة مرات سريعاً ثم أغلقت الضو و وضعت رأسها على الوسادة، تعالت أنفاسها من شدة التوتر و بدأت مثل عادتها بالعد من واحد إلى أن تذهب في سحابة نوم عميقة، تأكد من نومها لينام هو الآخر بعقل شارد يفكر بنقطة واحدة و سيقوم بالتنفيذ بأقرب وقت...
بعد ساعتين فتحت عينيها بضجر من عدم معرفتها للنوم بشكل جيد ، فالمكان جديد عليها و هذا يأخذ وقت حتى تعتاد، ظهر بعقلها فكرة خبيثة لتقوم من على الفراش على أطراف أصابعها ذاهبة لمحل نومه....
جلست على ركبتيها بجوار الأريكة على الأرض و أخذت تدقق بملامح وجهه، جميل هذا الرجل لدرجة مستحيلة، خشن صاحب سحر خاص لا يحمله إلا صالح الحداد، قربت وجهها من عنقه تأخذ الكثير من رائحته فهذه الفرصة صعبة التكرار..
بدأت تشعر بالخمول من هذه الرائحة الرجولية ابتعدت قليلاً و رفعت كفها يلمس بشرته، عينيه، شفتيه، ذقنه، و آه من هذا الإغراء بذقنه و شعرها اللذيذ يحثها على تقبيلها، لم تترد لحظة و اقتربت تلبي تلك الدعوة الرائعة إلا أن حركتها تجمدت على كف يده الذي وضعه أمام شفتيها...
انتفض من مكانه مردفا بذهول :
_ جرا ايه يا بت مالك؟!.. مش عارف أنام منك هو أنا نايم في بيتي و الا السوق، انشفي شوية أنا أكتر حاجة بكرها في حياتي التحرش بقولك أهو...
ابتلعت ريقها ببعض الحرج الذي اختفى فجأة مع جملته الأخيرة لتقول و هي ترفع حاجبها بغضب :
_ و أنت مين اتحرش بيك قبل مني يا أستاذ يا خاين أنت؟!..
رفع رأسه بشموخ يفتخر بنفسه قبل أن يرد عليها بخبث :
_ قابلت من أشكالك كتير، روحي نامي و خلي أم الليلة دي تعدي على خير...
جزت على أسنانها بغيظ قبل أن تقوم من مكانها صارخة بوجهه :
_ أنت الخسران على فكرة و بعدين أنت صاحي من امتا؟!..
عاد ليريح رأسه على الوسادة مغلقا عينيه بهدوء مردفا :
_ صالح الحداد مش أى حد يقرب منه إلا بمزاجه، من أول ما قومتي من على السرير و أنا حاسس بيكي يا متحرشة...
صرخت بدفاع عن نفسها و هي تعود للفراش :
_ على فكرة بقى أنت جوزي..
همهم بسخرية قائلا :
_ أنا جوزك عارف، يلا اتخمدي بقى...
______ شيماء سعيد _______
بصباح يوم جديد أستيقظت سمارة على رنين هاتفها، نظرت للمتصل ثم أغلقت الهاتف بالكامل، دارت بوجهها تبحث عن صالح لترى طيفه بالشرفة، تحركت ببطء مقتربة منه لتسمع نبرته القوية :
_ سيبك مني دلوقتي و ركز معايا كويس، معادنا الليلة بعد الساعة واحدة هكون في المكان سلام...
أغلق الهاتف و نظر بطرف عينيه لمكانها على الفراش ثم ابتسم بسخرية، أما هي اتسعت ابتسامتها براحة نفسية هامسة لنفسها :
_ اللعبة شكلها بدأت تحلو يا حبيبي، خليني أتعلم منك...
انتفضت فجأة على أثر خروجه من الشرفة إلا أنه لم يعطي لها أدنى إهتمام قائلا :
_ حضري نفسك هنفطر و نروح بيتي كفاية شهر عسل لحد كدة...
حركت شفتيها بحسرة مردفة :
_ هو أنت بتسمي الليلة دي شهر عسل إحنا نمنا و صحينا بس كدة على الأقل نخرج شوية...
رفع حاجبه بسخرية من هذه الفتاة، أخذ بعض الملابس الموضوعة على الفراش ثم قال قبل أن يغلق عليه باب المرحاض :
_ أنا معجب جداً بالاصرار و الطموح اللي عندك...
______ شيماء سعيد ______
بمنزل شعيب...
نوم عميق لم يخوضه طوال حياته من صغره حتى الآن، فتح عيناه رغما عنه يريد المزيد من هذا النعيم الغارق بداخله، بابتسامة جذابة نظر بجواره لتختفي ابتسامته أهو يشعر بهذه الراحة لأنها تتوسط صدره بنعومة قدرت على خطف أنفاسه؟!..
تعلقت عينه على خصلاتها التي تخفي معظم ملامحها الرقيقة أسفلهم، رفع يده ليأخذ جزء من تلك الخصلات يدور بها حول أحد أصابعه ثم قربها من أنفه يستنشق هذا العطر الممزوج بين الورد و يأتي من بعيد رائحة بسيطة لجوز الهند ظل على حاله يأخذ أكسجين رائع بلا ملل حتى دق جرس الانذار بعقله الذي صرخ :
_ أنت بتعمل إيه يا شعيب اتجننت؟!.. دي طفلة يا شعيب طفلة، بصراحة لأ مش طفلة دي آنسة زي القمر بس النسبة ليا أنا عيلة صغيرة بضفاير...
صك على أسنانه و حاول الإبتعاد عنها ليجدها متعلقة به مطوقة عنقه و أحد ساقيها حول خصره، أبتسم بسخرية على حاله و حالها، هو ذهب لطريق اللاعودة و هي تأكل أرز بلبن بأرض الأحلام..
أزال ساقها بصعوبة ثم مسك ذراعها و أبعده عن عنقه، زفر بارتياح و حاول القيام لتفتح هي عينيها بضجر مثل من سحب من الجنة بلا سابق إنذار هامسة :
_ بعدت ليه أنا مرتاحة كدة؟!...
ابتلع ريقه قائلا ببعض الجدية :
_ عندي شغل و اتأخرت جداً النهاردة، أبعدي عشان ألحق اخد شور و أغير هدومي...
لم ترد عليه سحرت بعينيه المميزة لتعود لأرض الأحلام الوردية من جديد، بطل راقي يغوص بعشق البطلة ليأخذها داخل عالمه المميز و من هنا تبدأ رحلة النعيم، تنحنح مرددا بنبرة متحشرجة :
_ في ايه ابعدي مالك؟!..
همست بنبرتها الناعمة بدلال أنثى جميلة بل فاتنة :
_ أنت شكلك حلو أوي كدة ليه، طالع لمامتك و الا لباباك...
ماذا تقول و إلى أين تريد الوصول به.. تنحنح بحرج قائلا :
_ آخد من بابا الله يرحمه كتير، يلا بلاش كسل أنا مش فاضي للدلع ده أخدتي من وقتي كتير...
أومأت إليه بابتسامة مشرقة مبتعدة عنه خطوة للخلف، ترك الفراش و اتجه للمرحاض هاربا منها و ربما من نفسه، زادت ابتسامتها اتساعا ثم حركت حاجبها بمرح مردفة :
_ يا جامدة يا بنت يا صافي أنت لسة شوفت حاجة يا شعيب بيه، طول عمرك أنت كاتب الحكايات سيب ليا بقى الحكاية دي أكتبها على ذوقي...
ألقت الغطاء من على جسدها و خرجت من الغرفة تركض للمطبخ بنشاط، أخرجت الجبن و بعض المأكولات الأخرى مع عصير التفاح و وضعت كل هذا على صينية طعام متوسطة، أخذتها و عادت للغرفة لتجده خرج من المرحاض و ارتدى بذلة رمادية بسيطة، ألقى عليها نظرة سريعة ثم قال :
_ الفطار ده لمين؟!..
وضعت الصينية على الفراش مجيبة بابتسامة :
_ لينا إحنا الاتنين يلا بقى أنا جعانة جداً جداً جداً...
حرك رأسه برفض قائلا :
_ كلي أنتِ براحتك أنا مش فاضي محتاج أخلص كل الشغل اللي ورايا عندي سفر خلال الأسبوع ده..
مدت شفتيها للأمام على مشارف البكاء لحظة واحدة و انفجرت بالفعل، فزع من حالتها التي تحولت فجأة مقتربا منها بلهفة قائلا :
_ ايه لازمة الدموع دي بتعيطي ليه؟!...
رمشت بعينيها عدة مرات مردفة برجاء :
_ أرجوك خدني معاك في أي مكان و أنا و الله مش هعمل أي حاجة تسبب لك إزعاج هكون ساكتة خالص بس بخاف أفضل في أي مكان لوحدي، الأول كنت بقعد في المحل مع سمارة، أرجوك أرجوك...
هذا الإلحاح يثبت له ألف مرة أنها فتاة صغيرة عليه و على هذا العالم الذي يعيش بداخله، خرجت منه تنهيدة طويلة بقلة حيلة ماذا يفعل بتلك الصغيرة لا يعلم، أومأ إليها بهدوء مردفا :
_ طيب يا صافية تعالي نفطر و بعدين غيري هدومك بسرعة الوقت بيجري مننا يلا يا صغنن أنت...
ابتسمت إليه بعذوبة ثم اقتربت منه فجأة واضعة قبلة سريعة على وجهه، تسمر مكانه لعدة لحظات غير ملاحظ ابتسامتها الخبيثة المزينة لوجهها البريئ، ذهب للفراش و بدأ يأكل بهدوء لتقول إليه :
_ عايزة حاجات من السوبر ماركت للغدا هعملك أحلى أكل يا شعيب..
الله يأخذ شعيب لعلها ترتاح من ضغطها عليه، ابتسم إليها بغيظ ثم وضع أكبر قطعة من الجبن بداخل فمه....
_____ شيماء سعيد ______
بمنزل صالح الحداد مساء.
تأكدت من ملابسها ثم وضعت فوقهم منامة النوم حتى لا يشك بها، أتت الخادمة تخبرها بموعد العشاء لتقفز فوق الفراش و تغطي جسدها بالشرشف، دلفت الخادمة عندما لم تجد منها رد لتقول بنبرة هادئة :
_ ست هانم بيقولك صالح بيه معاد العشا جاهز...
فتحت عينيها بصعوبة ثم همست بنعاس مرسوم على ملامحها و نبرتها بكل إتقان :
_ أنا نايمة مش قادرة أقوم قوليله نايمة و معرفتش أصحيها بعد إذنك...
ردت عليها المرأة بقلة حيلة و ذهول فسيدها قال إن هذا سيكون رد زوجته :
_ أمرك يا ست هانم تصبحي على خير....
أخذت نفس عميق بعد أن أغلقت المرأة الباب و أكملت تمثيلية النوم خاصتها و بعد نصف ساعة صعد صالح، ألقى عليها نظرة عبارة و بعدها دلف لغرفة الملابس ليغير ملابسه و ترك الغرفة و ذهب لغرفة المكتب...
أزالت الغطاء من على جسدها ثم قامت من مكانها تخلع منامة النوم عنها و بسرعة البرق جلست تحت مقعد سيارته الواسعة بالخلف، نصف ساعة أخرى و كان يركب بمقعد السائق متصلا بحسن :
_ يلا يا حسن...
رد عليه الآخر عبر الهاتف قائلا :
_ في ايه يا صالح مش كان معادنا الساعة واحدة دلوقتي لسة الساعة 11؟!...
صالح بنبرة هادئة :
_ الخطة اتغيرت ليه نروح متأخر مادام صاحب الفيلا كدة أو كدة مش فيها...
أغلق الخط دون أنتظار رد الطرف الآخر و بدأ بالقيادة بسرعة جنونية، حاولت سمارة كتم شهقاتها بكل قوتها، مع كل حركة تضرب رأسها بالمقعد أعلاها، ثلاث دقائق و إنتهت قدرتها على التحمل صارخة :
_ آه يا أخي بالراحة حرام عليك هي السبوبة هتهرب مننا...
توقفت السيارة فجأة لتأخذ ضربة أقوى، جز على أسنانه بغضب ثم أردف بغضب :
_ اطلعي من تحت الكرسي يا غبية، بتعملي إيه هنا يا بت أنتِ؟!..
قامت بوجع واضح على ملامحها و أخذت تفرك فروة رأسها مردفة :
_ حرام عليك راسي ورمت، و بعدين يعني هكون جاية أعمل إيه يعني جاية معاك أساعدك و اتعلم منك و اخد نصيبي يا باشا...
وضع كفه على رأسه يوم واحد عاشه معها أصابه بالصداع، حرك عنقه يمينا و يسارا ثم قال ببرود :
_ مين قالك إني عايزك معايا، أقتلك و اخلص منك يمكن أرتاح...
ابتسمت إليه مثل البلهاء ثم قالت برجاء :
_ الله يباركلك يا شيخ خدني معاك مش هتخسر حاجة يعني و أنا و الله و الله مش هعمل أي صوت.....
أدار السيارة من جديد دون أن يرد عليها، و بعد نصف ساعة وصل المكان المطلوب كانت فيلا كبير لأحد رجال الأعمال، نزل من السيارة ثم ألقى إليها وشاح مردفا بصرامة :
_ اللي أقول عليه يتنفذ بالحرف أي حركة غباء برقبتك...
أتى صديقه و نظر لسمارة بتوتر ثم قال لصالح :
_ هو في ايه يا صالح العروسة بتعمل ايه هنا؟!...
أجابه صالح و هو يسحبها من كفها لتسير بجانبه :
_ ليها مزاج تتعلم، خليك في شغلك و أنتِ اقفي هنا اياكي تدخلي او تعملي اي حاجة لحد ما أخرج ، تعرفي تأمني المكان؟!...
أومأت اليه بحماس ثم سألته بشك و هي تضيق عينيها :
لامؤاخذة يا باشا عشان دي أول طلعة لينا سوا بس، أنا اضمنك منين عشان أقف هنا و اسيبك جوا معرفش الفلوس كام بالظبط...
مسح على شعره من شدة الغيظ ثم همس بالقرب من وجهها :
_ إحنا مش جايين نسرق فلوس أصلا أخرسي بقى..
تركها بفمها المفتوحة تدور حول نفسها و دلف للداخل، همست بذهول :
_ يا إبن الجزمة لما مفيش فلوس جايين هنا نتفسح و الا إيه؟!...
بالداخل مثل عادته أول شيء يفعله هو ترك علامة بسيطة لصاحب المنزل ليعلم من هو، ثم اتجه لغرفة المكتب و كل تفكيره مسلط على تلك الأوراق الموضوعة بداخل الخزنة، بدأ يفتح الخزنة بمهارته ليشعر بحركة خلفه أخرج مسدسه و دار سريعاً ليراها هي :
_ بتعملي إيه هنا يا متخلفة مش قولتك أفضلي بره؟!..
اقتربت منه دون كلمة ثم أخرجت شي بسيط من جيب البنطلون الخاص بها و وضعته أمام الخزنة، أقل من عشرين ثانية و فتحت الخزنة ضحكت بانتصار قائلة :
_ شوفت الموضوع سهل إزاي، يلا خد الورق و خلينا نغور من هنا بسرعة..
رمقها بتعجب تلك الفتاة تحمل الكثير و الكثير من الأسرار، أخذ الملفات المطلوبة لتمد يدها على مبلغ من المال نظر إليها بغضب و أخذ المبلغ منها قائلا :
_ فلوس لأ...
جزت على أسنانها بغيظ قائلة :
_ يا أخي و أنت مالك مش أخدت اللي يخصك مالكش دعوة بيا...
قطع حديثها صوت عربة الشرطة لتنظر إليه برعب قائلة :
_ إلحق بوليس إحنا كدة روحنا في ستين داهية...
_ قصدك روحتي في ستين داهيه يا مزة...
_______ شيماء سعيد _