اخر الروايات

رواية اسيا وشر الجنوب الفصل الرابع 4 بقلم هنا عادل

رواية اسيا وشر الجنوب الفصل الرابع 4 بقلم هنا عادل 



اسيــــا وشــــر الجنـــــوبـــ
الفصل الرابع
صرخت فيها انيسة وهي بتقول:
- بقولك ايه يابت انتي، شغل الجنان ده والدلع الماسخ متعملهوش عندي هنا، انا متحملاكي واقول ده شغلي واكل عيشي، لكن هتعملي مجنونة هطلع عفاريتي وجناني عليكي وعلى اللى يتشددلك.
كانت اول مرة من وقت ما شجن اتعاملت مع انيسة تحس ان انيسة لها وش تاني غير اللى بتتعامل معاها بيه، واكدتلها ده انيسة لما قالت:
- اوعي يابت تكوني فاكرة اني طيبة ولا ممكن اعمل حساب لعيلتك لو قلبت عليكي، لالالا انتي متعرفيش مين انيسة، اهدي كده واتقلي على الرز بقى، يرجعلك ياختي من السفر وبعدين نشوف حكايته واللى هيجرا بعد كده.
شجن اتوترت، حسيت بالقلق لان لو حصلها حاجة فى المكان ده لا حد هيعرف ولا يحس بيها اصلا، علشان كده كان لازم تهدا وتسمع كلام انيسة، اتكلمت شجن بهدوء عكس اللى جواها:
- حامل؟! هتولد ياست انيسة؟! طيب ليه كده؟ هو انا ليه الموضوع بيتعقرب معايا كده؟
انيسة:
- بيتعقرب ايه يابت؟ ده انتي روحتي جيبتي اطر الوليه وجيتي فى سواد الليل، فكرتي فيها ازاي بالسرعة دي؟ اللى زيك مفيش شر هيتعقرب معاه، علشان اللى هتلاقيه متقلقيش.
ردت شجن بعدم استيعاب:
- هو ايه اللى هلاقيه؟ مش فاهمة قصدك ايه؟!
انيسة بتضحك:
- ولا حاجة ياختي، يلا بقى امشي من هنا، الليلة هتسمعي خبر عن مرت عمك، ومتعمليش بيتي طريق ليكي، لما يكون فيه لزوم لمجيتك...هعرف اوصلك.
مشيت شجن من بيت انيسة وهي النار جواها تحرق بلد بحالها، كانت هتتجنن من فكرة ان جاد ممكن يكون له اطفال من واحدة غيرها، تفكيرها فى جاد خلاها تنسى الاذى اللى قررت تأذيه لمرات عمها، رجعت البيت وكعادة كل يوم حضرت الغدا وابوها رجع من السفر واتغدوا كلهم سوا وقعد عاشور يحكي مع عزيزة ويتكلم فى اللى حصل معاهم فى قنا، كانت شجن قاعدة على نار مستنية.. مستنية باب بيتهم يخبط وحد يبلغهم بمصيبة فى بيت عمها عبدالله، ولأن زى ما انيسة قالت الشر هيكمل علشان تلاقيه، خبط الباب وجالهم الخبر، عاشور:
- فى ايه ياواد ياسعيد؟ مال وشك اصفر كده ليه؟
سعيد وده شغال مع عبدالله ومتربي فى بيته:
- الحاجة سليمة عيانة ياحاج، والحاج باعتني ليك اقولك تجيب دكتور من اي مكان دلوقتي حالا، حتى لو هتنزله من بيته..
طبعا الخبر كان بيتقال لعاشور وقبل ما سعيد يخلص كلامه، كان سحب عاشور عبايته وخارج مع سعيد، اتكلمت عزيزة بخوف:
- هنحصلك احنا ياحاج، احط عبايتي عليا وهاجي وراك.
طبعا سعادة شجن مستخبية ورا خوفها المصطنع فى حاجة هي اللى سعيت ليها اصلا، لكن اللى كان مفاجيء شجن هي سرعة التنفيذ مش اكتر، كده كده سمعة انيسة فى شغلانتها دي معروفة وواصلة للناس اللى بتلجأ للحكايات دي، وشجن طبعا واحدة فاضية موراهاش غير انها تسمع الحواديت بتاعت البلد واللى فيها، وده وصلها لأنيسة، فعلا فى وقت قصير كانت عزيزة وشجن وصلوا بيت سليمة اللى كانوا متجمعين فيه باقي عيالها، اصل سليمة معندهاش جاد بس، لكن انا مجيبتش سيرة الباقي يمكن لأن دورهم مش واضح اوي فمش عايزة اطول عليكم مش اكتر، كلهم خايفين ومرعوبين، دخلت عزيزة بخوف:
- ايه ياولاد؟ حصل ايه؟ ده انا كنت معاها، ايه اللى جرالها؟
رقية بنت سليمة واخت جاد الكبيرة:
- ولا عارفين حاجة يامرت عمي، انا لقيت الحاج بيتصل على ياسين جوزي وبيقولوا ان امي تعبانة، مكدبناش خبر ولا لسه هنسأل، جينا على ملا وشنا، بس كان الدكتور هنا ولسه بيكشف عليها، مدخلناش حتى نشوفها علشان ابويا.
عزيزة:
- هات العواقب سليمة يارب.
شوية وقت وطلع الدكتور، كلهم اتجمعوا لكن ساكتين بسبب وجود عبدالله وعاشور، مينفعش حد يتكلم فى وجودهم، اتكلم عبدالله:
- مالها يا دكتور؟ فيها ايه؟
الدكتور:
- هي بالنسبالي ياحاج كل مؤشراتها الحيوية ممتازة، لكن يمكن يكون فيه حاجة مش هنكتشفها بمجرد الكشف المبدائي...
قاطعه عاشور:
- اومال نعمل ايه يعني؟
الدكتور:
- هنعمل شوية تحاليل، واشعة مقطعية على المخ كمان، نشوف النتايج وبعدين نعرف سبب الحالة.
عبدالله:
- طيب وهتفوق ازاي؟ يعني ايه العلاج اللى هتاخده؟
الدكتور:
- مش هقدر اكتب علاج لحالة مش بتعاني من اي اعراض، لما نشوف نتايج الاشعة والتحاليل، ان شاء لله خير متقلقوش، زي ما قولتلكم مؤشراتها كلها كويسة، يمكن زعلت شوية ولا فيه حاجة ضغطاها.
وطبعا علشان برضو ميبقاش فيه تطويل، نتايج الاشعة والتحاليل اللى اتطلبت واللى اتعملت بمنتهى السرعة كانت كلها مفيش فيها اي حاجة تقول ان سليمة عندها سبب طبي يدخلها فى غيبوبة زي اللى هي فيها دي، فات يوم اتنين اسبوع على نفس الحال، سليمة فى غيبوبة مش حاسة بالدنيا من حواليها، عاشور وعبدالله ما بين شغلهم وما بين سليمة وقلقهم عليها، عزيزة مش بتمشي من بيت سليمة وطبعا شجن معاها، كل العيلة بباقي اولاد عاشور كمان زيارات ليل ونهار مش بتنتهي، لحد ما فات اكتر من عشر ايام على نفس الحال وفي الليلة العاشرة اتفتح الباب الساعة 8 بليل...كل اللى قاعدين عنيهم راحت للباب اللى مش العادي بتاعه ان جرسه يرن بعد المغرب، خاصة ان الكل موجود ومفيش حد برة، العيون كلها برقت بذهول الا عيون شجن هي الوحيدة اللى برقت بحقد وغضب واضح اول ما شافت جاد داخل وفى ايديه بنت وشايلة على ايديها طفل صغير.
كلهم بيبصوا لبعض مستغربين، لكن رقية قامت بسرعة ناحية اخوها وهي بتقوله:
- ياحبيبي حمدالله على السلامة، مين دي؟
حضنها جاد وهمس فى ودنها:
- مراتي يارقية، خليكي معايا قدامهم علشان مش وقت اي مشاكل.
رقية سمعت الكلمة وحسيت ان الدنيا هتخرب، خرج فى الوقت ده عاشور وعبدالله من اوضة سليمة ومعاهم عزيزة، جرى جاد على عبدالله حضنه وباس ايديه وعمل نفس الكلام مع عاشور، وسلم على عزيزة وباس رأسها وهي بيقول:
- طمنوني..امى عاملة ايه دلوقتي؟ يعني ايه عشر ايام ولسه فى غيبوبة؟
شجن بصوت واضح:
- مقولتلناش مين الحلوة اللى داخل علينا بيها دي يا واد عمي، ومين العيل اللى على كتفها ده؟
هنا اخد باله عبدالله من كلام شجن وبص ناحية الباب اللى مكانش واخد باله من اللى واقفة فى مكانها عنده، بص لجاد وللحلوة اللى على الباب وسأله:
- مين دي ياجاد؟
جاد بص وراه للبنت اللى واقفة ساكته تماما وبتتفرج بس، ورجع بص لكل الموجودين وبص لأبوه وقرر يرمي القنبلة وهو بيقول:
- دي مراتي يا حاج، واللى على كتفها دي تبقى بنتي، انا اتجوزت من....
مكملش جاد الجملة الا وكان نازل على وشه قلم سمعوه كل اللى فى البيت، شهقوا الستات والبنات اللى واقفين، ولرجالة برقوا من الصدمة والذهول، جاد لا هو صغير ولا قليل علشان يحصل معاه موقف زي ده، لكن جاد كان حكيم واعقل من انه يبوظ الدنيا اكتر وده ظهر لما قال:
- مش هكبر عليك يا حاج، اقلع اللى فى رجليك وانزل بيه على دماغي، انت ابويا وكبيري، حقك تعمل اللى يريحك، ولما تهدا خالص نبقى نتكلم واوضحلك كل حاجة.
فى اللحظة دي عاشور بص لعزيزة اللى كانت عنيها على بنتها، مقدرش يلاقي حاجة يقولها او يعملها علشان كده كان كلامه:
- همشي انا دلوقتي ياخويا...
قاطعه عبدالله بغض وحدة وهو باصص فى عيون جاد:
- جهزوا شجن، دخلتها على جاد واد عمها الخميس الجاي، اسبوع تجهزوا فيه براحتكم، والناقص عندي هكمله.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close