اخر الروايات

رواية قصر الجان الفصل الرابع 4 بقلم هنا عادل

رواية قصر الجان الفصل الرابع 4 بقلم هنا عادل 

قصر الجان
الفصل الرابع
وقفت فى النص وانا مش عارف اعمل ايه، الاوضة المرعبة دي ورايا، وقدامي ممر مش عارف نهايته لو له نهاية ممكن توديني على فين؟ كنت بتمنى اني الاقى كل ده محصلش وانا بحلم وافتح عيني الاقي نفسي فى اوضتي وعلى سريري، حاولت ابص فى ساعتي واشوف الساعه بقيت كام على امل ان حد من الشباب ممكن يكون لسه صاحي ولو صرخت يحس بيا، لكن اتصدمت لما شوفت على ضوء الكشاف اللى كان خلاص بيطلع اخر ما عنده ان الساعة....الساعة بقيت 8!! ركزت كويس جدا واتخضيت وانا بقول:
- 8!! ازاي؟؟؟! 8 ايه؟ صبح ولا بليل؟! انا طالع هنا بعد 12 بليل يعني بالكتير 1 ازاي الوقت اللى ميعديش الساعه ده يوصل للساعة8؟! و8 ايه برضو انا مش فاهم؟!
مكنتش عارف ايه التوهة اللى توهت نفسي فيها دي؟ وليه اسيب فضولي يسجني فى عالم غامض زي ده؟ كان معنديش اجابات، والحل الوحيد دلوقتي هو مش اني ارجع للأوضة تاني، لاء...انا لازم اخد طريق الممر ده يمكن اوصل لمكاني، فعلا اتحركت فى الممر اللى مش عارف نهايته، كل شوية اتلفت ورايا واشوف نفسي وانا ببعد عن الاوضة وارجع اقول لنفسي:
- ارجع للأوضة تاني بدل ما اقابل حاجة مش هقدر على مواجهتها؟ ولا اكمل وزي ما تيجي؟!
قبل ما الاقي اجابة لنفسي اتقلب بيا الممر كله وكأن قام زلزال مفاجيء، لكن مفيش حاجة اتغيرت فى الممر، هو هو بنفس الحجارة لكن...مصادر الاضاءة مبقيتش كشافات خافتة زى ماكانت على جوانب الجدران، لكن بقيت عبارة عن دوائر صغيرة محفورة فى الجدران داخل منها نور..نور السما، احنا بالنهار، وده ضوء النهار، وطبعا بما اني حاسس اني فى سجن، كان لازم اول حاجة تيجي فى بالي هي اني احاول ابص واستنجد بأى حد فى الطريق، ما هي الفتحات دي اكيد بتطل على شوارع، لكن للأسف خاب ظني واتفاجئت واتصدمت، ببص من الفتحة الصغيرة اللى فى الجدار لقيت حاجة غريبة جدا، لقيت اني فى دور عاااااااالي جدا، عالى لدرجة احساسي بأني قربت على السما، مش بس كده، لاء... ده كمان اللى كان باين من الفتحة دي مش طريق، ده كان بحر عااااااااالي وامواجه غضبانه وثايرة بشكل مش طبيعي، اتخضيت ولقيت نفسي برجع بضهرى لحد ما اتخبطت فى الجدار التاني اللى قصاد الفتحة اللى بتبص على البحر دي، ولقيت نفسي ببص من الفتحة اللى في الجدار التاني، لكن المرة دي شوفت على مدى نظري اشجااااار عالية جدا واصلة لحد قُرب الفتحات دي، بقيت مش مستوعب، قررت اني اكمل مشي بسرعة يمكن اقدر اوصل لطريق يخرجني من كل ده، لكن بالتدريج مع خطواتي السريعة ابتديت الاقى ان ضوء النهار بيقل، و الغيام ابتدا يحل محل النهار، الليل بينزل ستايره على السما، مش عارف ازاي بابسرعة دي خلص النهار؟ الوقت بيعدي بسرعة رهيبة ومش مفهومة، لكن مع زيادة الليل اللى ملا السما حصلت حاجة تانية، نفس الاصوات الكتير اللى كانت سامعها فى الاوضة المقفولة رجعت مرة تانية، لكن المرة دي مع كل خطوة كانت بتقرب وفيها صدى مخيف غريب، وكل ما بمشي خطوة كانت الاصوات دي بتقرب اكتر...حاسس ببرودة غريبة فى جسمي، ومع كل خطوة الرعب والخوف من المكان المريب ده بيزيد، متخيلتش عمري اني ممكن احس بخوف زي ده فى حياتي، حاسس اني بتجمد مع برودة المكان اللى بتزيد مع زيادة الضلمة، والاصوات الغريبة اللى سامعها، وفوق كل ده صرخات مرعبة وكأنها استغاثة جاية من بعيد، وعلى مدى النظر شوفت اضواء بعيدة تدل على وجود شعلات من النار، مش كده بس لالالا...ده كمان ريحة قوية مالية المكان بتقول ان فيه حاجة بتتحرق، ومش اي حاجة..دى زي ريحة الشوي كده، والصرخات اللى سامعها خلتني اقول:
- اكيد بيحرقوا بني ادمين.
انا بعيد عن اي حاجة لها علاقة بيا، بعيد عن الناس، بعيد عن اي وسيلة تواصل اقدر استنجد بيها بحد، بعيد عن اصحابي وعن مكاني، اللى كنت قريب منه جدا هو الخوف والرعب مش اكتر...مع كل خطوة بمشيها الصوت بيعلى، والريحة بتزيد، ابتدى احساس خوفي يقل ويوصل لمرحلة اللامبالاة، كنت مستغرب نفسي ازاي وسط كل اللى انا فيه ده خوفي بيقل؟ لكن لقيت نفسي بقول:
- طيب وبعد ما اخاف والخوف ياكلني ايه اللى هيحصل؟ هعمل ايه بالخوف؟
كملت طريقي وبحاول اتغاضي عن فكرة الخوف تماما، لحد ما لقيت ممر جانبي من الممر الرئيسي اللى انا ماشي فيه، والممر ده اللى فيه الحريقة اللى طالع منها الريحة الغريبة دي وده فهمته لما لقيت سحابة دخان مالية الممر الضيق ده، مشيت فى الممر لكن كل ما بتحرك فيه خطوة لقدام بحس ان المكان بيكون اضيق واضيق، لحد ما وصلت لنهاية الممر ولقيت شباك...اه الدخان اللى خارج ده ومالي الممر كان مصدره شباك صغير فى نهاية الممر الضيق ده، بصيت منه وانا بحاول اكون متداري، مش عارف ايه اللى ممكن اشوفه....لكن شوفت عالم تاني فاجئني بعيد عن البحر وبعيد عن الاشجار، قااااااااااعه واسعه وكأن مداها البحر، على جوانب القاعه خيالات...اطياف...سحاب...مش عارف اوصف بالظبط، لكن مجرد اطياف على هيئة بشر، واقفين كلهم بشكل غريب ومرعب وفجأة يتقدم طيف منهم لوسط القاعة بالظبط، يقف فى النص فوق رسمه برموز وطلاسم مش قادر احددها ولا افهمها، وفجأة ومن غير مقدمات ومن غير تدخل اي حد من اللى واقفين تطلع النار من نص الدايرة اللى واقف فيها الطيف وتمسك فيه، صرخات من الاطياف الموجودة فى القاعة، مناظر غريبة وصعب تتوصف، ريحة بشعة خارجة من النار دي، لكن دول مش بشر...دول جن...اشباح...او عفاريت حتى، ايا كان المسمى لكن هما دول اللى طول عمرنا عايشين نخاف من الكلام عنهم وحاطين بينا وبينهم دايما حجاب، لأننا مش عارفين نهاية الكلام عنهم ممكن توصلنا لأيه؟ ودلوقتي انا بينهم وشايفهم قدامي..مكانش فيه قدامي اي اختيار، انا مُجبر على المواجهة مع اللى بيحصل، مفيش مجال للهرب ولا انا عارف الاقي نهاية للي بيحصل، وعلشان كده قررت افضل فى مكاني، واقف بتفرج على الاطياف دي وهي بتتقدم واحد ورا التاني بكامل الارادة يقفوا وسط النار ويقبلوا انهم يحرقوا نفسهم وسط صرخات مش قادر احدد بالوضع ده اذا كانت الم ولا حزن ولا حماس، كانت اول مرة اتفرج على حاجة تشدني وتثيرني بالشكل ده ايه اللى يخلي حد ايا كانت طبيعته ايه، يقبل انه يحرق نفسه بكامل ارادته بالشكل ده؟ وايه مصدر النار دي اصلا اللى بتولع لواحدها؟ حاجات غريبة شايفها قدام عيني وانا واقف فى الشباك ده بحاول افضل مستخبي واكتفي بالفُرجة من بعيد....يأست اني الاقي اجابات، ويأست اني اعرف ارجع، لكن وسط اليأس اللى ملاني ده حسيت بحاجة مريحة للحظة، ايوة...هي الايد اللى كانت على كتفي وقت الاحتفال بتطبطب تاني على كتفي فى اللحظة دي، اه قلبي دق بسرعة لكن كنت متأكد ان صاحب الايد ده لو التفت علشان اشوفه هلاقيه فعلا...اصل هيخاف يظهرلي ليه؟ ده انا فى مكانهم، فى العالم بتاعهم، مش هيحصل مني اي حاجة ميقدروش عليها، ومع تفكيري ده بصيت بسرعة ورايا لكن...لكن برضو ملقيتش حد كل اللى لقيته المادة السودة الغريبة اللى كانت على كتفي وشعري ساعة الاحتفال لكن بكمية اكبر على الارض وكأنها عاملة لنفسها مكان، استغربت وفضلت مركز على البقعة الكبيرة اللى على الارض دي لحد ما لقيتها بتكون سحابة والسحابة دي اتكون منها طيف، طيف ظهر قدامي لحد ما بقى...انسان...اه انسان، جسم ملموس وشايفه قدامي بتفاصيله، وابتديت ملامحه تتكون قدامي بالتدريج لحد ما اكتملت، وهنا شهقت وفتحت عيني على اخرها لما لقيتها هي...الجميلة اللى قابلتها فى الاسانسير، نفس الريحة ونفس الجمال بفستان ابيض حرير واقفة قدامي بالظبط وبتبتسم...كانت اجمل من يوم ما قابلتها، ومش عارف ازاي مقدرتش اركز فى تفاصيلها قد ما ركزت فى عنيها..حسيت براحة غريبة محسيتش بيها من فترة طويلة، ويمكن لأول لحظة من وقت ما طلعت الدور ده احس براحة وسكينة كده، مديت ايديها ليا بأبتسامة لقيت نفسي بمد ايدي، لكن وانا بمسك ايديها لاحظت ان فيه صوباعين من صوابعها جنب بعض جدا لدرجة انها لابسة فيهم خاتم غريب وعليه رموز غريبة مش مفهومة..... لمسة ايديها كنت متخيل انها هتدخلني فى حالة معينة كده لما ست جميلة تقرب من راجل، لكن بالعكس لمستي لأيديها حسستني اني بتحرك من غير ارادة ولا تفكير، كنت حاسس اني طاير...لاء انا فعلا رجليا كانت مش على الارض وهي بتتحرك بمنتهى البساطة والسهولة وهي فى الهوا، كنت مستسلم جدا للحركة معاها، ريحتها كانت مدخلاني فى حالة هيام ونشوة مش طبيعية، محسيتش بحاجة ولا حسيت ان احنا تخطينا الممر الضيق ده، استغربت حركتها وهي بتسبح فى الجو زي السمكة وبتقولي:
- انت جازفت بحياتك لما دخلت عالمنا
قالتها بوضوح وصوت مميز وناعم خلاني مش قادر اقاوم احساسي الغريب ده، لقيت نفسي مش خايف، مقلقتش لما قالت اني جازفت بحياتي، كل اللى قولته بفضول واعجاب:
- انتي مين؟ وانا فين؟
ردت هي بثقة وقالت:
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close