رواية سهم الهوي امرأة الجاسر الفصل الثالث 3 بقلم سعاد محمد سلامة
﷽
#سهم_الهوى _امرأةالجاسر
السهم الثالث
#سعادمحمدسلامه
🏹🏹🏹
بعد مرور أكثر من أسبوع
صباحً
على صوت زقزقات العصافير
فتح جاسر عينيه، يتمطئ بيديه ثم نهض من فوق الفراش، يمارس بعض التمارين الرياضيه ثم فتح شباك غرفته، نظر الى تلك العصافير التى تتناغم زقزقتها مع بعضها كآنها تُخاطب بعضها، لكن سُرعان ما هربت تلك العصافير من فوق الشجرو حين حط غرابين أسودين ينعقان على أحد الفروع، كآنهم هربوا من نشار الصوت، لكن جاسر تبسم ولم يُبالي، ترك النظر الى الشباك سُرعان ما توجهت عيناه نحو ذلك القصر القريب، الذي أصبح يمتلك نصفه، ليس نصفه فقط بل نصف تلك المزرعة
تبسم وهو يعود بذاكرته قبل أيام
لقاؤه بـ تاج
[بالعودة]
بالخارج بغرفة مديرة مكتبه توقفت تاج تخلع نظارتها الشمسيه وتحدثت بشموخ:
مساء الخير، أنا “تاج فريد مدين”في ميعاد سابق بيني وبين…
توقفت للحظة كي تستنشق الهواء قائله:
جاسر الهواري ”
نظرت لها مديرة المكتب وهى ترفع سماعة هاتف أرضي ثم قالت بهدوء:
تمام هبلغ مستر جاسر.
بالمكتب نظر جاسر الى ذاك الهاتف الأرضي ينتظر أن يصدح صوته كي تخبره مديرة مكتبه… لحظة وإثنين وصدح الهاتف، تنفس بعُمق وهو يلتقط سماعة الهاتف وسمع إخبار المديرة له، تحدث بهدوء:
عشر دقايق ودخليها، ومش عاوز أي إزعاج.
وضع سماعة الهاتف، جذب هاتفه الخليوي وقام بإجراء إتصال
بينما بالخارج… وضعت مديرة المكتب سماعة الهاتف ونظرت لها قائله:
مستر جاسر معاه مكالمه مهمه، ممكن تنتظري عشر دقايق.
أومأت رأسها بموافقة، تبسمت لها المديرة بذوق:
إتفضلي إقعدي.
بأناقة جلست تضع ساق فوق أخري، تنظر الى ساعة يدها المُرصعه بقطع ألماس.
مر عشر دقائق وأكثر، شعرت بالضجر لديها ظن كبير أنه يتعمد فعل ذلك معها، لكن ليست هي من تنتظر،نهضت واقفة تقول:
العشر دقايق خلصوا.
لم تنتظر ذهبت مباشرةً نحو غرفة مكتبه طرقت مرتين ثم فتحت الباب لم تنتظر، دلفت وخلفها المديرة كان يعطي ظهرهُ نحو الباب، لكن إستدار برأسه ورأيهن، كادت تتفوة المديرة لكن أشار لها فصمتت وغادرت تغلق الباب خلفها، بينما هو عاود الحديث عبر الهاتف غير آبهًا، رغم أن الاتصال غير هام وحديثه مازحً مع الآخر لكن تعمد ذلك،
رغم أن حديثه بلغة أجنبية لكن هي تِجيد تلك اللغة، وهو يعلم ذلك، لاحظت أنه يتحدث لإمرأة، شعرت ببعض الغِيرة، لكن أخفت ذلك وتنحنحت أكثر من مره، دليل على ضجرها من تجاهله…
تبسم بخفيه وبمزاجه أنهي الإتصال، وأغلق الهاتف وضعه على المكتب يقترب من مكان وقوفها مُصافحًا:
بعتذر بس المكالمه كانت مهمه، خلاص فضيت ليكِ.
نظرت ليده الممدُدة لحظه قبل أن تضع يدها بقبضة يده التى ضمت يدها، ليسير بجسد الإثنين شعور قديم ظنوا أنه قد إنتسي…
لم تدوم المُصافحه كثيرًا حين نزع يده وأشار بها لها قائلًا:
أعتقد عندي خلفيه عن الموضوع المهم اللى إتصلتِ عليا السيد خليل بسببه، خلينا نقعد مش هينفع نتكلم وإحنا واقفين.
وافقت جلست على أحد المقاعد بخيلاء تضع ساق فوق أخري، إبتسم جاسر وجلس على مقعد بالمقابل لها يتأمل ملامحها الخلابة التى سلبت عقل ذاك الصبي بملامحها وعينيها. المتمردة… لحظات قبل أن تقطع هي الصمت قائله:
تعرف يا جاسر انا أستغربت لما عرفت إن إنت اللى إشتريت نص المزرعه.
إبتسم وهو يفعل مثلها يضع ساق فوق أخري سائلًا:
وإستغربتي ليه، أه يمكن عشان تمن المزرعة غالي على إبن السايس اللى كان شغال فى المزرعة.
تبسمت له قائله:
لاء مش ده السبب، لأنى عارفه إن شُغل المودلينج ربحه عالى جدًا، سبق وإتعرض عليا بس بابا رفض وكنت صغيرة، إستغربت أنك تعلن إنك إنت اللى إشتريت نص المزرعه التاني، كان ممكن تبقى غامض.
ضحك قائلًا:
فعلًا شُغل المودلينج ربحه عالي بس زهوته مجرد وقت وبينتهي عشان كده إستثمرت فى مشاريع تانيه والحمد لله، وبعدين ليه أبقي غامض، الكلام ده فى الأفلام والروايات القديمه البطله تكتشف إن شريكها يبقى….
توقف ينظر لها وهي كذالك تنتظر بترقب…
خاب ظنها حين قال:
يبقى السايس اللى كان بيشتغل فى المزرعة… قبل ما يسيبها مطرود.
لمعت عينيها تفهم تلميحه، لكن قالت مباشرةً: هجيب من الآخر إنت عارف أنا مش بحب اللف والدوران ولا تفتيح الماضي
أنا إتصلت عليك وطلبت اللقاء عشان عاوزة أشتري نص المزرعة، إنت عارف مكانة وأهمية المزرعة دي بالنسبه لى.
نهض واقفًا وإقترب منها بجرأة جلس على مسند المقعد الخاص بها ونظر لوجهها قائلًا:
للآسف أنا مش محتاج أبيع نص المزرعة، لأنه كمان مهم بالنسبة ليا جدًا، بس عندي عرض تاني…
نظرت اليه بترقُب سائله:
وإيه هو العرض التاني ده،لو قصدك شراكه بينا..
قاطعها مُجيبًا:
لاء… رغم أن ممكن يكون زي شراكه.
تحولت نظرة عينيها الى مستفسره… تبسم قائلًا:
عقد جواز بينا.
سُرعان ما رفعت حاجبيها بدهشة، بالتأكيد يمزح غصبً ضحكت… شعر بالإندهاش هو الآخر من ضحكتها، فقال:
إيه اللى ضحكك.
مازالت تضحك وأجابته:
عرضك أكيد بتهزر.
رفع يده يُزيح تلك الخُصله القريبة من شفتيها قائلًا بتأكيد ونبرة هادئة عكس ما يشعر به بقلبه من إشتياق فقط ود لو يُقبلها لكن يود أن تكون القُبلة الثانية وهي زوجته شرعً:
أنا مش بهزر يا “تاج الياسمين”.
-” تاج الياسمين “.
لقب دلالها المُفضل إثنين فقط من كانت تسمعه منهما
والدها الذي أطلق اللقب عليها
وجاسر الذي كان يُدللها هو الآخر بهذا اللقب
إفتقدت الإثنين بسوء القدر
والدها بالفُراق الأبدي إثر ذبحة صدرية
جاسر
وآه جاسر الذي يجلس جوارها الآن،لكن هل مازال قلبه ينبض بغرامها مثلما مازال هو مالك قلبها،لكن رغبة القدر كان الفُراق مرتين،لن تتحمل فشل جديد وبالأخص مع جاسر،لتحتفظ بمكانته فى قلبها فقط يكفي ذلك،ربما هذا أفضل لهما الإثنين.
رفعت عينيها تنظر له تلاقت عيناهم بحديث صامت للحظات قبل أن تُنهي هي الصمت ونهضت تخرج دفتر شيكات من حقيبتها قائله بقرار:
أنا هنا لموضوع مُحدد يا جاسر
قولي عالمبلغ المطلوب تمن نص المزرعه.
شعر بآلم فى قلبه ووقف هو الآخر إقترب من مكان إنحانئها على ذلك المكتب تقوم بكتابة بعض البيانات، ثم قطعت تلك الورقة من الدفتر وإستقامت توجه يدها نحو جاسر قائله:
ده شيك على بياض تقدر تحط فيه الرقم اللى تحدده.
نظر جاسر الى الورقة ثواني قبل أن يأخذها من يدها، لوهله ظنت أنه سيقبل لكن تفاجئت حين مزق الورقة قائلًا:
قولتلك المزرعة دي غالية أوي عندي مفيش أي مبلغ يساوي قيمتها عندي، غير العرض اللى قولتلك عليه يا تاج.
نظرت له ثواني يتحدث قلبها:
العشق مؤلم زي وجع سهم مغروز فى القلب، وكفاية مبقتش حِمل سهام تانيه فى قلبي.. خليك بعيد عني، أفضل لينا إحنا الإتنين.
تحدث قلبه هو الآخر:
نفس السهام مغروسة فى قلبي واضح إن اللى غرس السهم هو اللى لازم ينزعه.
بينما عادت تاج كتابة ورقه أخري ونزعتها من الدفتر وتركتها بمكانها فوق الطاوله وسارعت بالهروب:
عندك الشيك، إكتب الرقم اللى تحدده، وهنتظر إتصالك على أونكل خليل عشان نحدد وقت تسجيل بيع ونقل مِلكية المزرعة.
قالت ذلك ولم تنتظر توجهت نحو باب المكتب وغادرت، وهو واقف يزفر نفسه ويلومها:
ربما لو إعترفت إنك مازالت تعشقها كانت قبلت، لما لا تذهب خلفها وتقول ذلك، لكن هنالك ذكري قديمة منعته وصدي صوتها تُخبره أن ما جمعهما ليس أكثر من وهم الطفولة.
زفر نفسه بغضب لكن هو لن يستسلم،جاسر الماضي إنتهي،والآن هو
“الجاسر”التى ستخضع له.
[عودة]
نفض عن رأسه ذلك اللقاء الأخير حين سمع لصدوح رنين هاتفه،ذهب نحوه،نظر للشاشة،سُرعان ما تأفف وهو يزفر أنفاسه لكن قام بالرد غصبًا وسمع الى حديث تلك الآفاقة:
صباح الخير يا مستر جاسر،آسفه بتصل عليك بدري،بس ده أمر مهم.
أجابها ببرود:
لاء مش مشكله أنا متعود أصحي بدري خير؟.
بدلال فج أجابته وهي تشعر ببغض لـ تاج وتجاهلت ذكر إسمها قائله:
فى إجتماع عاجل للمساهمين النهاردة الساعه إتناشر فى مقر الشركة،وإنت أصبح ليك أسهم معرفش إذا كان حد بلغك من الشركة أو لاء.
تنهد بآسف:
للآسف محدش بلغني كويس إنك بلغتني بشكرك.
فى أقل من لحظة أغلق الهاتف وألقاه على الفراش وذهب نحو خزانة ثيابه إختار ثوبً أنيق، وقف أمام المرأة ينبض قلبه، يشغل عقله رد فعلها حين تعلم أنه أصبح شريك بأسهُم فى الشركة أيضًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقصر المزرعة
فتحت تاج عينيها تبتسم لتلك السيدة الحنون
التى بادلتها البسمه قائله:
صباح الخير يا تاج.
تبسمت لها قائله:
صباح النور يا دادا” نجوى “، كويس إنك صحتيني دلوقتي، واضح إنى نسيت أظبط منبه الموبايل.
زفرت نجوي نفسها بعتاب قائله:
طبعًا سهرانه طول الليل تشتغلي عالابتوب، أهو جانبك عالسرير، إرحمي نفسك شويه، نفسي تاخدي أجازة وتسافري فى أي مكان هادي تستجمي شويه.
ضحكت تاج قائله:
أنا لو سيبت الشغل، اسبوع واحد هرجع الاقي الشركة فوضي… آسر الغبي مفيش فى دماغه عقل، الوضيعه ميسون مسيطرة عليه، كل اللى فى دماغها تكون فلوس فى البنك والسلام، تشتري آراضي وتستني شهر سنه الارض سعرها يعلى شويه تعرضها للبيع، مفيش فى دماغها هدف غير يكون حسابها فى البنك بيزيد، غير كده ميفرقش معاها.
تنهدت نجوي بآسف:
والله آسر صعبان عليا حاسه إنه مش زي عمه قاسم شراني، بس وقع فى إيد إستغلاليه، أوقات كنت بتمني جوازكم ينجح، لكن هقول إيه النصيب.
ضحكت تاج قائله:
والله أحسن إنه فشل، أنا دماغي مش فى الجواز، أنا هدفي هو إسم الشركه يعلى، ده طموح بابا، بس للآسف الوقت والظروف مسموح له يشوف إسم الشركه اللى أسسها بيعلى وبقى من أكبر شركات العقارات فى مصر وقريب كمان فى الوطن العربي والعالم كله.
آمنت نجوي على أمنيتها لكن غص قلبها وهي تجلس جوارها تضع يدها على كتفها بحنان قائله:
يارب، وكمان بلاش تنسي نفسك، لازم يكون عندك بيت وولاد
فريد بيه لو كان عايش مكنش حصلك كل ده،وكان زمانك سعيدة مع…
صمتت نجوي،بينما شعرت تاج بالاسي وغصة قلب،وهي تُخبر نجوي:
جاسر رجع هنا تاني.
أومأت نجوي قائله:
أيوه وقابلته وسلم عليا،حاسه إنه متغيرش زي قبل كده لطيف.
-لطيف،تبسمت تاج،وسألت نجوي:
وشوفتي جاسر فين إنتِ نادر لما بتخرجي برة المزرعة.
أجابتها نجوي:
شوفته هنا فى المزرعة.
تفاجئت تاج قائله:
واضح إنه مش بضيع وقت وطبعًا قالك إنه بقى مالك نص المزرعه ومش بعيد كمان يكون قالك إنه طلب يتجوزني.
ذُهلت نجوي وبنفس الوقت انشرح قلبها قائله:
بجد!
وافقي.
تهكمت تاج قائله:
أوافق على إيه يا دادا،أنا قولتلك خلاص جواز تاني لاء…قصدي تالت.
ضمتها نجوي قائله:
وليه لاء،إستخيري ربنا وإن شاء الله هيقدملك الخير،قلبي حاسس إن جاسر لسه بيحبك والا إيه اللى يخليه يطلب يتجوزك.
تهكمت ثريا قائله:
معرفش سبب لطلب جاسر،بالذات إنى عرضت عليه أي تمن لنص المزرعه،قلبي حاسس جاسر مش ناسي الماضي واللى حصل فيه،وقت ما قابلته لمح أكتر من مره للماضي،يمكن عاوز يرد كرامته اللى ضاعت بجوازه مني،أنا مبقتش حمل فشل تالت،وكده حياتي أفضل،وهوسط أونكل خليل مره تانيه معاه يمكن يوافق.
غص قلب نجوي وهي تضم تاج،تشعر بآلم قلبها كذالك غص قلبها من ناحية جاسر بداخلها تمنت أن يعثر الإثنان على ما يسحقه كل منهما،وهما يستحقان بعض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بإحد إشارات المرور أضاءت الإشارة الحمراء
فتوقفت السيارات مُتراصة
بسبب سُرعتها بقيادة دراجتها النارية لوهله كادت تصتطدم بإحد السيارات لولا أن أوقفت الدراجة فإنتفض جسدها لولا تمسُكها بمقابض الدراجة ربما كان سقط جسدها،وأصيبت بمقتل
بنفس الوقت
صدفه ام قدر
بعدما إستطاعت الثبات نظرت جوارها صدفه
تعرفت على السيارة، كذالك سائق السيارة الذي نظر نحوها ولم يلاحظ إنتفاض جسدها، لم يبالى فهو لم يتعرف عليها وكيف ذلك وهي تردي زيًا رماديًا يُشبه الصِبية كذالك تضع خوذه فوق رأسها حتى خصلات شعرها بداخل الخوذة، ظلت تنظر نحوه وهو بنفس الوقت آتاه إتصال هاتفي
فقام بوضع سماعات الأذن يسمع الى من تُحدثه:
صهيب نزلت من غير ما تفطر.
إبتسم قائلًا:
عندي ميعاد مهم مع شركة عقارات فرصة لو فوزت بها هتنقلني لمنطقة تانيه، إدعيلي.
بمودة دعت له قائله:
ربنا يوفقك يا حبيبي ويقدملك الخير، عشان أطمن عليك زي بقية إخواتك.
إبتسم قائلًا:
آمين يا ماما ويديكي طولة العمُر، هقفل أنا بقي عشان إشارة المرور فتحت مش عاوز أسمع من حد كلمتين باردين.
إبتسمت له ودعت له بأمومة.
أغلق الهاتف ونزع السماعة عن أذنك وأكمل طريقه يسير الى جوار تلك الدراجة الناريه
كل منهما يقترب من طريق الآخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة والدة ليان
وهي تتصفح عبر ذاك الهاتف الخاص تفاجئت بتلك الرسالة الوارد لبريدها الاليكتروني
فتحتها سُرعان ما جحظت عينها غير مُصدقة
بالتأكيد الرسالة خطأ، لكن بنهاية الرساله هنالك رقم هاتف، بعرص الفضول لأكثر… قامت بالاتصال بذلك الرقم مما زادها دهشه من تلك التى ردت عليها وأكدت لها قبول الوظيفة، فرحة غامرة، حتى أنها طلبت منهم:
طب ممكن تبعتوا لى نسخة من العقد بتاع الشركة.
أجابتها الأخري هستأذن من مستر فراس لو سمح لى هبعتلك نسخة العقد.
إبتسمت قائله:
إن شاء الله هيوافق، هنتظر نسخة العقد.
بمكتب فراس دخلت تلك المسؤوله قائله:
مستر فراس فى واحدة من اللى كانوا متقدمين لوظيفة المحاسبة إتصلت عليا عشان تتأكد وطلبت إني أبعت لها نسخة من العقد عالايميل بتاعها.
إستغرب فراس ذلك لكن سألها:
ومين دي بقي اللى مكسلة تجي لهنا الشركة وتمضي العقد.
أعطته إسم ليان
خفق قلبه وسُرعان ما إبتسم قائلًا:
تمام هاتيلى رقم الموبايل بتاعها وأنا هرد عليها بنفسي.
أعطته رقم الهاتف رغم إستغرابها لكن لا يهمها الأمر بالنهاية هي تنفذ ما يقوله لها.
لحظات قام فراس بالإتصال على رقم الهاتف، لكن إستغرب من رقة من قامت بالرد عليه حتى أنها سألته من يكون فأجابها بإسمه وأنه مدير الحسابات شخصيًا، لا تعلم لما شعرت بالراحة من حديثها معه رغم أنهما لم يلتقيان لكن الحديث الذي دار بينمها كان بسيطًا، إتفق أن يُرسل لها نسخه من العقد وأن بإمكانها إمضاء العقد وإرساله، وإستلام الوظيفة بداية من أول الشهر.
أغلقت والدة ليان الهاتف وبداخلها إنشراح فتلك فرصه لا تعوض،بينما أغلق غراس الهاتف وهو يبتسم إبتسامة خبيثه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عمة تاج
بنزق ردت على زوجها الذي أخبرها:
تعرفي قابلت مين إمبارح؟.
-مين؟.
أجابها بإنبهار:
جاسر الهواري، ده بقى واحد تاني خالص معرفتوش هو اللى إتعرف عليا بقى باشا.
تهكمت بنزق قائله:
باشا
السايس بقى باشا، الفلوس نضفته وطالما بقى نضيف كده إيه اللى رجعه لهنا تاني.
أجابها:
راجل لأهله طبعًا، بس تفتكري إنه ممكن يكون راجع عشان تاج، أكيد وصله إنها إطلقت من جوزها التاني.
أجابته بنفي متهكمة:
إنت بتقول إنه بقى شخص تاني وظهرت عليه النعمة، هيفكر فى بنت يكون هو أول راجل يتجوزها مش يبقى التالت، هو تلاقيه هنا عشان يشوف مامته وأخته وهيرجع تاني، حتى لو إتجوز أكيد مش هتبقي الملعونة تاج. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا آسر
بحقد فى قلبها أغلقت الهاتف بعدما أغلق جاسر الهاتف، هتفت بإحتقان:
مفكر نفسه شخصية، زي ما يكون هيدفع فلوس لو إتكلم زي الناس.
نظر لها آسر سائلًا:
مالك إيه اللى مضايقك عالصبح كده.
أجابته بضيق:
اللى إسمه جاسر ده شخصية عنجهيه أوي مفكر إننا مش عارفين أصله ولا إيه،ولا عشان بقى كون ثروة نسي إننا عارفين إنه كان سايس فى مزرعة آل مدين،المفروض كان يشكرني عشان عرفته بإجتماع أصحاب الاسهُم فى الشركة،لاء رد عليا بجليطة وقفل قبل ما أنا أقفل.
لم يُبالى آسر قائلًا:
هو حُر،إحنا لينا بس مصلحتنا ومكنش المفروض تتصلي عليه بنفسك كان سهل تقولى للمسؤوله اللى بلغتك بالإجتماع وهي تتصل عليه.
بررت ميسون ذلك:
أنا قولت أعرفه أنا،بصراحه كده أنا شايفه إنه داخل مجال الإستثمار بقوة قولت نكسبه لصفنا ينفعنا قصاد المُتعالية تاج اللى مفكرة نفسها نابغة فى الإقتصاد.
تنهد آسر قائلًا:
مش عارف رد فعل تاج لما تعرف بإنى بيعت تلت الأسهم بتاعتي هتقول إيه،شوفتي رد فعلها لما قولنا إننا ببعنا نص المزرعة.
نظرت له بسخط قائله:
وإنت يفرق معاك رد فعلها بأيه إحنا أحرار…
توقفت تنظر له بتجهم قائله:
ليه بحس إنك بتخاف من رد فعلها،لاء مش بتخاف،إنت زي لها قيمة عندك وبتخاف عليها.
توتر آسر قائلًا:
إنتِ فاهمه غلط،بس إحنا إستفادنا من شراكتنا مع تاج،وأنا مش عاوز تفهم إننا إستغتينا عن قيمتنا فى الشركة.
تهكمت بتجهم ونزق قائله:
تفهم اللى تفهمه أنا زهقت من تحكُماتها فى كل حاجه تخص الشركة،حتى أخواتها حطاهم فى الاماكن الهامه
أختها فى الادارة الفنيه وأخوها فى الادارة الماليه، وإنت يا فرحتي مبسوط إنك المدير العام للشركه،وهي المدير التنفيذي،وهي اللى ماسكه كل شئون الشركه،وهتعمل إيه يعني سبق وبيعنا قطعة الأرض اللى كنا شارينها فى مطروح وهي متكلمتش،هي كمان ليها مشاريعها الخاصه بعيد عن الشركة وكل واحد بيدور على مصلحته،وإحنا كمان لازم نأمن مستقبلنا،ويبقى لينا شركه خاصه بينا تنافس شركة “الفريد “.
وافقها مسلوب العقل لاحث خلف حنقاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بالشركه بالإدارة الفنيه
تبسمت فايا لـ تاج التى دخلت عليها مُبتسمه تقول بمرح:
الموتوسيكل بتاعك بسبب عربيتي إتخبطت فى عمود فى الجراچ هيتخصم حق تصليحها من مرتبك.
ضحكت فايا قائله:
العيب فى اللى بيركن مش فى الموتوسيكل، واللى هتخصميه من مرتبي هاخده من ارباح الشركه ناسيه إني شريكه بأسهم أنا كمان.
تبسمت لها تاج قائله:
لاء مش ناسيه وكمان إنتِ المديرة الفنيه بصب بقى يا حضرة المديرة أنا درست العروض اللى إتعرضت علينا وبصراحه فى أكتر من عرض مناسبين لينا وده اللى أنا جايه لك بسببه.
ضحكت فايا قائله:
قولى كده من الاول وبلاش تتحججي بالموتوسيكل بتاعي، إيه المطلوب.
ضحكت تاج قائله:
أنا إتصلت على أصحاب العرضين اللى لقيتهم أفضل ومناسبين لينا وحددت لهم ميعاد مع الإدارة الفنيه،وعاوزاكِ بخبرتك بقى تقدمي لى تقرير بالأفضل فيهم،بعد طبعًا ما تشوفي إمكانيات ومكاسب كل عرض،وميعاد المسؤولين عن العروض دي النهارده،المشروع ده لو تم حسب تخطيطي هنبقي التوب فى سوق العقارات…إنتِ عارفه ان معنديش ثقه فى آسر وبصراحه نفسي أشتري الأسهم بتاعته وتنتهي شراكتنا بس طبعا الوضيعة ميسون رغم إنها بتظهر إنها مش عاوزه تكمل معانا بس المصلحة وقت الجد بتخليها تتراجع،طبعًا رصيدها بيزيد من أرباح الشركة وده الأهم عندها،لكن إحنا عاوزين إسم “الفريد ” يعلى ويعلى فى السوق.
أومات لها فايا قائله:
إطمني متأكده إننا هنسترد شركة بابا ويرجع لينا إدارتها بالكامل ونخرج آسر والوضيعة من الشركه.
إبتسمت لها تاج قائله:
بتمني هسيبك بقى زمان المسؤولين على وصول، كمان عندي إجتماع من آسر وحرمه ميسون.
ضحكت لها وهي تغادر.
بعد دقائق دلفت مديرة مكتب فايا،وأخبرتها أن أحد المسؤلين عن العروض قد وصل…أخبرتها بأن يدخل.
بالفعل لحظات ودخل،لكن وقف مُتسمرًا يقول بذهول:
فايا مدين.
تبسمت قائله:
كويس إنك منستنيش يا صهيب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة الإجتماعات
تأففت تاج من تأخير كل من آسر وميسون، اللذان دخلا للتو تنهدت بضجر قائله:
أظن المسؤوله قالت لكم ميعاد الإجتماع الساعه عشرة الساعه دلوقتي داخله على عشره ونص.
أجابتها ميسون بإحتقان:
الطريق كان زحمة.
نظرت لها تاج بنزق قائله:
أه وماله، خلونا نستغل الوقت عشان تلحقوا ترجعوا قبل الزحمة.
نظرت لها ميسون قائله:
كمان مش إحنا بس اللى إتأخرنا الشريك الجديد كمان إتأخر.
إستغربت تاج بعدم فهم سائله:
مين الشريك الجديد ده كمان؟.
قبل أن تُجيب ميسون سمعت تاج صوت فتح باب الغرفة نظرت نحوه،كان عطره يسبقه قبل أن تراه وتقف مُتسمرة مكانها ينطق قلبها بإسمه،وهو يقترب منها بخطوات واثقة نحوها
فاقت حين أصبح أمامها ومد يده ليصافحها،نظرت ليده لوهله قبل أن تمد يدها له،وهي تسمع تلك الرقطاء:
مستر جاسر الهواري إشتري تلت الأسهم بتاعة آسر.
تفاجئت تاج بذلك ونظرت نحو آسر الذى لم يهتم ونظر نحو ميسون التى مدت يدها لمصافحة جاسر بعد أن ترك يد تاج لكن مازالت عيناه عليها…
بعد لحظات جلسوا الأربع خلف طاوله مستطيلة…نظرت تاج نحو آسر قائله:
واضح إن بقي فى مُخطط جيد لك،كان سهل تعرض عليا وأكيد مكنتش همانع أشتري أسهمك كلها.
أجابها جاسر:
واضح إنك مش مرحبه بوجودي كـ شريك.
نظرت له قائله:
ده بيزنيس،وأعتقد إن الأفضل هو الأحق عالعموم ده مش موضوع الإجتماع،أنا طلبت إن الشركاء يجتمعوا لآمر تاني،هعرضه دلوقتي ومش مسموح بالإعتراض واللى هيعترض يقدر يحدد تمن الاسهم بتاعته مقدمًا وأنا هشتريها بأي تمن.
نظرة إعجاب من جاسر ليس جديد عليه معرفة حِنكة تاج.
بينما نظرت كُره وحقد من ميسون
بينما نظرة آسر غير مفهومه.
سردت تاج لهم عن ذلك المشروع الضخم التى تنوي علي إنشاؤه،وضحت كثير من الإمكانيات وكذالك المُكتسبات على المدى البعيد للمشروع
كان الاعجاب يزيد بقلبه وعقله وهو يرا أنها أصبحت أكثر ذكاءًا وحنكه…بينما ميسون تشعر بالغيرة من ذكائها الذي يُثير إعجاب آسر أيضًا.
بعد أن إنتهت نظرت إليهم قائله:
أنا شرحت المشروع من كل الجوانب بالتفصيل دلوقتي اللى موافق يخوض معايا التجربه بكل مخاطرها يقول.
صمت آسر بينما تفوه جاسر:
أنا معاكِ.
نظرت له ثريا وإبتسمت،بينما ميسون،ببغض من ذكاء تاح الذي جعل جاسر أول المتحدثين،قالت:
وإحنا كمان معاكِ.
نظرت تاج نحو آسر الذي أكد موافقته هو الآخر…لاحظ جاسر نظرتها لـ آسر شعر بالغضب.
بعد قليل إنصرف كل من آسر وميسون ظل جاسر معها بالغرفة نظرت له قائله:
الإجتماع إنتهي،إبتسم وهو يقترب منها قائلًا:
عارف،بس فى موضوع كنا إتكلمنا فيه قبل كده مأخدتش القرار منك.
بعدم فهم سألته:
موضوع إيه ده،لو قصدك على نص المزرعة أنا جاهزة بالمبلغ اللى تقول عليه.
إنت عاوز تتجوزيني ليه يا جاسر.
جاوبها بكذب عكس حقيقة مشاعر قلبه الذي مازال يكن لها العشق:
سٍت جميلة وصاحبة شخصية قوية ومن عيله مرموقة واجهه إجتماعية.
لو كان جاوبها بكلمة واحدة كان إكتسب موافقتها فى الحال،لكن جوابه كان سيئًا للغاية.
تمركزت نظراتهم لبعض بصمت للحظات قبل أن تتفوه تاج بنبرة تذكير :
كمان إتجوزت مرتين قبل كده،والا ده مش من ضمن المزايا عندك.
كور قبضة يديه بقوة ساحقه تكاد تنفر عروقه من أسفل الجلد، بينما إستطردت تاج حديثها الجاف وقلبها مُمزع:
فى بنات كتير عندهم نفس الصفات اللى إنت قولتها مش دقيقة وأي واحده فيهم تتمني ترتبط بـ “الجاسر الهواري” نجم الإعلانات المشهور، إنت ليك شُهره عالمية وبسهولة تبقي نجم مش بس مصري كمان عالمي فى نجوم كتير بدأوا طريق النجومية بالمودلينج
فكر يا جاسر أنا كل اللى عاوزاه هو نص المزرعة وبأي تمن.
أجابها بقطع:
لاء، سبق وقولتلك المزرعه غاليه عليا، أنا قصدي على عرض إننا نتجوز.
رفعت بصرها نحوه قائله:
وأنا سبق وقولتلك إن مش موافقة يا جاسر.
رغم قهرة قلبه من رفضها لثاني مره لكن لن ينهزم مره ثالثه… رفع يده بجرآة مسك أطراف خُصلات شعرها ونظر الى عينيها بعد تفكير قائلًا:
عندي عرض أفضل… الأسهم اللى إشتريتها من آسر تبقى مهرك.
ضحكت بإستهزاء و قالت بمبالغة:
مش شايف إن المهر ده غالي أوي.
بنفاذ صبر أجابها بإختصار:
لاء .
-وانا كمان لاء يا جاسر.
يتبع….