رواية قتلتني قسوته الفصل الثالث 3 بقلم جنة مياز
البارت الثالث
بسم الله
بسم الله
قبلت اسراء اسيل لتقوم الاخرى بتغطيتها و فجأة استمعت كلتاهما الى صوت اغلاق باب المنزل بعنف
.....
كادت اسمهان ان تنزل عندما وجدت مؤيد يفتح باب منزله فقال وهو يضحك
-اتخانقتوا تاني؟
زفرت اسمهان ثم قالت
-اسيل ديه الواحد ميعرفش يتعامل معاها أساساً
رفع مؤيد حاجبيه لتبتسم هي رغماً عنها ثم تقول
-معلش نسيت
بادلها مؤيد الابتسامة ثم قال
-انتي رايحة فين دلوقتي؟
حكت اسمهان مؤخرة رأسها ثم قالت
-معرفش مخنوقة اوي
نظر مؤيد في ساعة يده ليجد الوقت تأخر فيقول بدهشة
-هتنزلي دلوقتي؟! الوقت متأخر
زفرت اسمهان ثم ظلت صامتة ليقول مؤيد
-انا في ورق معايا هوديه لحد تعالي معايا و لما اخلص هطلعك على البحر تمام؟
ابتسمت اسمهان ثم قالت
-اوك
فتحت اسيل باب المنزل في تلك اللحظة وملامح الغضب بادية على وجهها ثم قالت
-اسمهان انتي هبلة صح؟
اماءت اسمهان لها بالإيجاب لتقول الأخرى بانفعال
-بطلي استفزاز.... في واحدة متربية تخرج من البيت متأخر كده؟
ضحك مؤيد ثم قال
-والله لسة قايل كده
نظرت اسمهان الى مؤيد بحقد ليتنحنح هو ثم يقول
-خلاص يا اسيل هخرج اسمهان شوية و اجبهالك
ابتلعت اسيل ريقها لتقول اسمهان
-مؤيد مش هيخطفني يعني قوليلي بقى ابعد عن مؤيد كمان
نظرت اسيل الى اسمهان نظرة حارقة بمعنى (حسابنا لاحقاً) لتبتسم الأخرى باستفزاز ثم تقول وهي تنزل على الدرج
-يلا يا مؤيد هستناك تحت
ضحك مؤيد ثم قال ل اسيل
-مش هأخرها متخافيش
زفرت اسيل ثم قالت وهي تفرك يديها
-انت عارف اسمهان طايشة و مش مضمونة ولا حد يعرف هي بتفكر ازاي
ابتسم مؤيد بشكل لطيف ثم قال وهو ينظر الى اعين اسيل
-عشان كده بتخافي عليها معايا؟
حركت اسيل رأسها بالنفي بسرعة ثم قالت مبررة
-لا خالص انا ببقى مطمنة عليهم معاك سواء هي او اسراء...يكفي انك انت الوحيد اللي فضلت واقف جنبنا من ساعة ما ماما و بابا ماتو بس انا بخاف على اسمهان اوي خصوصا بتفكيرها المتخلف ده و انها فاكرة نفسها قوية و محدش يقدر عليها
ضحك مؤيد ثم قال
-تفكيرها هيتغير لما تكبر شوية متخافيش
ابتسمت اسيل ابتسامة عادية ليبادلها مؤيد الابتسامة ثم يتركها و يذهب
.....
كانت اسمهان تعبث بهاتفها عندما جاء مؤيد ثم قال بنبرة عادية
-هوصل حاجة لواحد كده بعدين نطلع نتمشى شوية تمام؟
اماءت له اسمهان ثم ركبت السيارة ليركب هو من الجهة الأخرى و ينطلق بالسيارة على سرعة عادية
.....
توقف مؤيد بالسيارة في مكان غريب بعض الشيء ثم قال وهو يترجل
-مش هتأخر عليكي
ابتلعت اسمهان ريقها ثم نظرت الى الشارع بفضول و قالت
-في حاجة غريبة في الشارع
حك مؤيد ذقنه بحركة خفيفة ثم قال
-مهو في (Night Club) (ملهى ليلي) في آخره
فتحت اسمهان عينيها على وسعهما ثم قالت بحماس
-عايزة ادخل
قضب مؤيد حاجبيه ثم قال بشيء من الحدة
-لأ طبعاً انتي هبلة؟ استحالة ادخلك مكان زي ده
ما كادت اسمهان ان تتحدث الا انه قاطعها بنفس نبرته
-اسمهان
ضمت اسمهان يدها الى صدرها بغضب قائلة
-خلاص مش عايزة
زفر مؤيد ثم ترجل من السيارة ليصعد الى تلك البناية الضخمة على الجانب الآخر من الطريق و ما ان فعل حتى ظلت اسمهان تطالع في هؤلاء الذين يدخلون الى ذلك المكان و بشكل من الأشكال شعرت بالاشمئزاز خاصة من ثياب الفتيات الفاضحة و قالت في نفسها
-ايه اللي هما مش لابسينه ده؟ استغفر الله العظيم وانا اللي كنت عايزة ادخل؟
زفرت اسمهان ثم أخرجت هاتفها و ظلت تعبث به بملل حتى يعود مؤيد وهي تتعجب من هؤلاء الفتيات فالله خلق النساء وامرهن بالحشمة كي لا يؤذيهن احد لان الله يحبنا و ما ذلك الا لصالحنا ولكن هؤلاء الفتيات على الأغلب قد نسين سبب خلق الله لهن من الأساس
.....
مرت بضع دقائق لتستمع اسمهان الى صوت مألوف لها يقول بثمالة
-يا عم مش عايزهم انا.... بشوفها فيهم
رفعت اسمهان رأسها عن الهاتف لتجد عامر يقف بالقرب من السيارة و يتحدث مع صديقه كريم الذي قال
-يبني هي البت عملالك ايه ؟ ده انت البنات جوة كلهم كانوا هيموتوا عليك وانت ولا اديتهم وش
ضحك عامر بقوة ثم قال
-انا عايز اسمهاااان
شهقت اسمهان واضعة يدها على فمها ثم اختبأت بسرعة كي لا يراها عامر ريثما يعود مؤيد و بدون وعي ابتسمت ثم قالت بصوت منخفض
-بيحبني؟ الله! طلع بجد بيحبني
ضحكت اسمهان لتجد مؤيد يفتح باب السيارة و ما ان ركب حتى قضب حاجبيه قائلاً وهو ينظر الى اسمهان باستغراب
-مستخبية كده ليه؟
اجابته اسمهان بصوت منخفض
-اطلع وانا هقولك بس ابعد من هنا
تحدث مؤيد بعصبية قائلاً
-حد عملك حاجة؟
زفرت اسمهان ثم قالت
-يا مؤيد اطلع بس و هقولك
ادار مؤيد محرك السيارة ثم انطلق بها متجهاً الى شاطئ بحر الأسكندرية
....
كانت اسمهان تبتسم بسماجة وهي تسير بجانبه ليقول هو
-مش فاهم يعني ايه اللي مأكدلك انه بيحبك؟
تهكمت ملامح اسمهان ثم قالت بضيق
-يووووه ما تركز شوية يا مؤيد.... بقولك قال لصاحبه انه عايزني من غير ما يعرف اني موجودة يعني مش بيمثل عليا
صمت مؤيد للحظات ثم تابع بهدوء
-أكيد لو كان كويس مكنتش اسيل هتقولك ابعدي عنه
ضحكت اسمهان بسخرية قائلة
-اسيل؟! وهي ديه تعرف ان كل انسان بيجيله يوم و يحب؟ ديه واحدة عايشة بمبدأ هعيش لنفسي
رفع مؤيد حاجب ثم نظر لاسمهان باستنكار لتتنحنح هي ثم تقول بعد ان تلاشت ابتسامتها بصوت منخفض
-عشانا...اسيل عايشة عشانا
ابتسم مؤيد دون ان يجيبها لتقول هي بفضول
-اه صح انت ايه اللي جابك؟
زفر مؤيد قائلاً بحنق
-لسانك يا بنتي ايه الطوب اللي بتحدفيه من بؤك ده؟
ضحكت اسمهان و قالت
-مش قصدي بس يعني انت ماشاءالله من عيلة غنية و عندك فنادق بأسمك ايه اللي خلاك تسيب كل ده؟
ابتسمت مؤيد ثم قال وهو ينظر امامه بشرود
-اتخنقت
رفعت اسمهان حاجبيها ثم قالت بذهول
-بجد؟!!!
حك مؤيد رأسه بشكل خفيف ثم تابع
-حسيت ان ابويا هو اللي صارف عليا....فجأة ورثته و بقت كل حاجة بأسمي من وانا فجامعة لسة.. حسيت بملل كده وانا بشتغل على مجهوده هو
اماءت اسمهان بتفهم لينظر هو لها ثم يقول
-وانتو ايه اللي جابكم ؟
ضيقت اسمهان عينيها ثم قالت وهي تنظر له
-جملتي على فكرة
ضحك مؤيد لتتابع هي بشيء من الحزن
-كمال الدين الله ي..... هفففف الله يهديه واحدة خلته يسيب ماما و يسيبنا احنا و ياخد حق ماما في الفلوس و بدل ما كنا عايشين في فيلا كبيرة وحياتنا مستقرة كل حاجة اتغيرت و ماما اتجوزت عمو احمد الله يرحمه ولما الاتنين ماتوا اسيل بدأت تشتغل عشان تصرف علينا مع ان الفلوس اللي كانوا سايبنهالنا تكفي بس اسيل كانت عيزانا ندخل مدارس نضيفة و نعيش في مكان كويس
ابتسم مؤيد ثم قال بصوت منخفض
-شخصية اقوية
قضبت اسمهان حاجبيها ثم قالت
-بتقول ايه؟
تثاءب مؤيد ثم قال
-بقول نروح عشان عايز انام
تثاءبت اسمهان هي الأخرى قائلة
-اه ياريت لحسن انا مش حاسة برجلي و عايزة اخد التهزيئة بسرعة عشان انام
ضحك مؤيد ثم قال
-لو الموضوع تطور انا في وشكم ابقي خبطي عليا
اغلقت اسمهان عينيها ثم قالت بقلق بائن
-ربنا يستر بقى
....
فتحت اسمهان باب المنزل برفق لتجد المنزل مظلم فتنهدت هي و ما كادت تدخل الى غرفتها كاللص الا انها توقفت عندما استمعت الى صوت اسيل تقول بحدة
-استني هنا يا اسمهان
زفرت اسمهان ثم التفتت و قالت بحنق
-قولي اللي عندك عشان عايزة انام
اقتربت اسيل ثم وقفت امام اسمهان بملامح غاضبة ثم قالت بصوت مرتفع بعض الشيء
-انتي هتفضلي لحد امتى كده؟
اصطنعت اسمهان الغباء ثم قالت
-على ايه؟
دفعت اسيل اسمهان بخفة ثم قالت بنفس اسلوبها الحاد
-مش هترتاحي غير لما تضيعي نفسك
غلت الدماء في عروق اسمهان فقالت غاضبة
-وانتي مالك بيا؟ هو عشان انا عايزة اعيش ابقى كده مستهترة و متهورة و عايزة اضيع نفسي؟ انا عارفة انا بعمل ايه كويس يا اسيل وانا مش لسة العيلة اللي سيادتك هتتحكمي فيها متعمليش فيها ماما عشان عمرك ما هتكوني زيها
ادمعت عين اسيل ثم قالت بانفعال
-انا خايفة عليكي يا اسمهان انا اتعاملت مع ناس مجرد ما تشوفيهم استحالة تقولي انهم وحشين من جواهم و غرضهم اذيتك
ضحكت اسمهان بسخرية ثم صفقت بيديها قائلة باستهزاء
-اقنعتيني المفروض انا بقى اعتزل العالم زيك كده و اعيش عشان اشتغل و اجيب فلوس اعيش اخواتي و يولع قلبي مش مهم اصل الناس كلها وحشة
اعادت اسيل شعرها للخلف ثم قالت مصطنعة الهدوء
-يا اسمهان مش بقولك اعتزلي العالم بس مينفعش اسلوبك المتهور ده
ابتسمت اسمهان ثم قالت
-أديكي قولتيها بلسانك...اسلوبي يعني مش هيتغير تمام؟ يلا تصبحي على خير
دخلت اسمهان الى الغرفة ثم اغلقت الباب بعنف في وجه اسيل لتمسح الأخرى دموعها ثم تذهب الى غرفتها وهي تشعر بنغز قوي في قلبها
"""
في الصباح التالي
كانت اسمهان جالسة في صفها تنظر من النافذة بشرود تفكر فيما حدث بينها و بين اسيل ليلة البارحة ليقطع شرودها مروة وهي تقول بصوت مرتفع
-يا ميس اسمهان بتبص لولد من الشباك
قضبت اسمهان حاجبيها ثم نظرت الى مروة باستغراب لتبتسم الأخرى بثقة بينما نظرت المعلمة من النافذة لتجد شاب بالأسفل يبتسم الى اسمهان فقالت بعصبية
-اطلعي برة يا اسمهان
نهضت اسمهان من مكانها ثم قالت مبررة
-بس ان....
كادت ان تكمل الا ان المعلمة قاطعتها قائلة بأسلوب فظ
-قولت أطلعي مش ناقصين قلة ادب واحنا هنستنا ايه من واحدة قليلة الادب زيك؟
ابتلعت اسمهان ريقها و قبل ان تتحدث قالت الأخرى
-مش عايزة اسمع حاجة
حملت اسمهان حقيبتها بحنق ثم دفعت كرسيها للخلف بعنف و عندما مرت من امام المعلمة قالت هي
-مامتك تكون هنا بكرة يا اما مش هتدخلي الفصل...فاهمة؟
ابتسمت اسمهان بانكسار ثم قالت بنبرة لا تخلو من الحزن
-يا ريتني كنت اقدر اجيبها فعلاً بس مع الاسف...ماتت
خرجت اسمهان من الفصل ثم اغلقت الباب بعنف تاركة خلفها المعلمة في حالة من الصدمة فقد ظنت بأن والدة اسمهان مهملة كما بعض النساء مع الاسف و غير ذلك قد اتهمتها بالباطل دون ان تعلم الحقيقة منها...ايعقل ان يجرح اللسان كما يجرح السكين؟ اجل هو كذلك و اسوأ فاللسان لا يجرح سوى القلوب و القلوب قد لا تُشفى اذا جرحت فحرصا على ما تقولون
....
خرجت اسمهان من الفصل ثم ذهبت الى البوابة الخلفية للمدرسة و خرجت منها بعد ان تأكدت من دخول الحارس الى المرحاض و عندما فعلت القت حقيبتها بإهمال على الرصيف ثم جلست بجانبها و وضعت رأسها بين كفيها محاولة منع دموعها من النزول و بعد لحظات شعرت بسيارة تتوقف امامها و شخص ما يترجل منها و عندما رفعت رأسها وجدته عامر فزفرت هي و لم تتحدث ليأتي هو ثم يقول وهو يجلس بجانبها
-مالك؟
كادت اسمهان ان تنهض الا انه امسك يدها و اجبرها على الجلوس مرة أخرى ثم قال بضيق
-اسمهان اعملك ايه عشان ترجعيلي؟ انا بجد بحبك
ابتلعت اسمهان ريقها ثم قالت بصوت مختنق
-مخنوقة اوي
قضب عامر حاجبيه ثم نهض و جعل اسمهان تنهض هي الأخرى قائلاً وهو يتجه إلى سيارته
-مش هنعرف نتكلم هنا
زفرت اسمهان بحنق ولم تعقب
***في مكان آخر***
كان غياث يعبث بالقلم في يده بضيق وهو يتحدث في هاتفه بلا مبلاة ليقول الطرف الآخر
-يعني لسة مصر على موقفك يا غياث؟
صمت غياث ثم قال بحنق
-قولت مش هسافر يا مكرم بيه كلامي واضح
تنهد مكرم ثم قال
-هتفضل كده لحد امتى يا غياث؟
اغلق غياث عينيه ثم قال بهدوء
-عندي شغل دلوقتي...سلام
اغلق غياث الهاتف ليدخل ريان في تلك اللحظة ثم يقول وهو يجلس امامه بتعب
-جهزتلك العقد اللي هتمضيه
اماء له غياث ليضيق ريان عينيه وهو يضقك النظر به ثم يقول بعدها
-كنت بتكلم مكرم بيه صح؟
زفر غياث ثم القى القلم في يده بإهمال قائلاً بعدها
-عايزني اسافرله هو و مراته بريطانيا
ضحك ريان بقوة ثم قال
-الله! مش خايف عليك؟!
نظر له غياث بحدة ليتنحنح الآخر ثم يقول
-احم...قصدي يعني... وانت ناوي تعمل ايه؟
نهض غياث من مكانه قائلاً وهو يخرج من المكتب
-ولا حاجة
تنهد ريان ولم يعقب
***في المطعم***
كانت اسيل تخبر الطباخ بطلبية ما عندما جاءت نور قائلة
-اسيل... اسيل الحقي
التفتت اسيل قائلة بقلق
-في ايه؟
ابتسمت نور بسعادة ثم قالت بمرح
-روحي شوفي طلب الترابيزة رقم ٧
ضربت اسيل نور بالدفتر الذي كان بيدها قائلة بحنق
-يا شيخة يعمر بيتك خضتيني
ضحكت نور لتذهب اسيل لترى الطلبات و عندما فعلت تفاجأت بوجود مؤيد فابتسمت بشكل لطيف و قالت
-طلب حضرتك ايه؟
اضيقت عينا مؤيد ثم قال
-ايه ده؟ مالك يا اسيل؟
حكت اسيل مؤخرة رأسها بخفة ثم قالت
-اصلي في الدوام بقى و كده
نهض مؤيد من مكانه ثم ابتسم ابتسامة خفيفة قائلاً بعدها
-هستناكي بعد الدوام.....عايزك في موضوع
قضبت اسيل حاجبيها ليتركها هو ثم يذهب تاركاً اياها في حيرة من امرها
...
توقف عامر بالسيارة في مكان هادئ بعض الشيء ثم قال وهو يلتفت الى اسمهان
-مالك بقى؟
زفرت اسمهان بحنق قائلة
-اختك قالت للميس اني ببص لولد من الشباك و طبعا التانية ما صدقت طلعتني من الفصل
ضحك عامر بشكل لطيف ثم قال
-طب مانا عارف.... انا اللي قولتلها تعمل كده عشان اشوفك
رفعت اسمهان حاجبيها بدهشة ثم فتحت باب السيارة لتخرج و ما ان فعلت حتى امسك عامر يدها ليمنعها من الخروج قائلاً
-اسمهان استني
سحبت اسمهان يدها بعنف منه ثم قالت بحدة
-آخر مرة تلمسني كده....فاهم؟
رفع عامر يديها للأعلى ثم قال وهو يبتعد
-حاضر...بس اسمعيني ممكن؟
ضمت اسمهان يدها الى صدرها ثم نظرت ل عامر نظرة تحثه على التحدث اما هو فابتسم ثم قال
-عايز اجي اخطبك
لانت ملامح اسمهان قليلا ثم قالت بحذر
-تخطبني؟
اماء لها عامر ثم قال وهو يبتسم بلطف
-صدقتي بقى اني بحبك؟
ابتسمت اسمهان بتلقائية ثم تنحنحت مصطنعة الجمود قائلة
-طب سيبني افكر الاول
حك عامر مؤخرة رأسه ثم قال
-طب فكري بسرعة الله يسترك
ابتسمت اسمهان ببرود ثم قالت وهي تنظر الى ساعة يدها
-عامر نزلني عند مدرسة اسراء
قضب عامر حاجبيه قائلاً
-هي بتخرج دلوقتي؟
حركت اسمهان رأسها نافية ثم قالت
-لا انا هاخدها و نروح عشان عايزة انام و مش هيبقى فيا حيل انزل آخدها تاني وقت خروجها
ابتسم عامر ثم قال بهدوء
-خلاص هرجعها انا لحد البيت
رفعت اسمهان حاجب ليقول هو بمرح
-مش هخطفها يعني
ضحكت اسمهان ثم قالت
-اسراء مش هتيجي معاك لانها مش عرفاك أساساً
غمز عامر بمكر ثم قال
-يلا اهو كلها شوية و تعرف خطيب اختها
ابتسمت اسمهان بحرج بينما في مكان آخر
كان غياث ينظر الى صورة ما في يده وهو يشعر بشيء غريب بداخله كأنه لا يقتنع بكل الذي حدث لتدخل فتاة ما ثم تقول بهدوء
-غياث بيه... مكرم بيه العقيل هيكون في مصر خلال الاسبوع اللي جاي
زفر غياث بحنق ثم قال
-نوران هانم عارفة؟
حركت الفتاة رأسها بالنفي ليقول هو
-خلاص روحي
خرجت الفتاة من المكتب لينهض غياث هو الآخر ثم يخرج من المكتب
***امام احد المدارس الابتدائية***
خرجت اسمهان من المدرسة وهي ممسكة بيد اسراء التي قالت
-مين ده؟
ابتسمت اسمهان قائلة
-عامر ..زميلي
مطت اسراء شفتيها للأمام ثم توقفت عن السير قائلة وهي تضم يديها الى صدرها بغضب طفولي
-مش عايزة اروح معاه....هروح مشي
زفرت اسمهان بحنق ثم قالت
-اسراء انا دماغي وجعاني و مش ناقصة قرف
تحدثت اسراء بنبرة مرتفعة و قالت
-وانا قولت مش عايزة اروح معاه
جاء عامر في تلك اللحظة ثم قال وهو يبتسم
-ازيك يا اسراء
لم تجيبه هي لتقول اسمهان بتأفف
-عامر هروح مشي
كاد عامر ان يتحدث الا ان اسمهان قاطعته وهي تقول
-المرة الجاية بقى
رحلت اسمهان هي و اسراء فحك عامر مؤخرة رأسه وقال
--هتكوني ليا يا اسمهان بأي شكل
وبعدها ابتسم بثقة ثم ذهب ليركب سيارته
....
كانت اسراء تدندن طوال الطريق وعندما شعرت اسمهان بالغضب الشديد منها قالت
-يوووه اسكتي شوية صدعتيني
تجمعت الدموع في أعين اسراء فسحبت يدها منها و بدأت تركض بعيداً و بينما هي تفعل صرخت اسمهان بقوة عندما وجدت سيارة تقترب من شقيقتها قائلة بفزع
-اسراااء
بسم الله
بسم الله
قبلت اسراء اسيل لتقوم الاخرى بتغطيتها و فجأة استمعت كلتاهما الى صوت اغلاق باب المنزل بعنف
.....
كادت اسمهان ان تنزل عندما وجدت مؤيد يفتح باب منزله فقال وهو يضحك
-اتخانقتوا تاني؟
زفرت اسمهان ثم قالت
-اسيل ديه الواحد ميعرفش يتعامل معاها أساساً
رفع مؤيد حاجبيه لتبتسم هي رغماً عنها ثم تقول
-معلش نسيت
بادلها مؤيد الابتسامة ثم قال
-انتي رايحة فين دلوقتي؟
حكت اسمهان مؤخرة رأسها ثم قالت
-معرفش مخنوقة اوي
نظر مؤيد في ساعة يده ليجد الوقت تأخر فيقول بدهشة
-هتنزلي دلوقتي؟! الوقت متأخر
زفرت اسمهان ثم ظلت صامتة ليقول مؤيد
-انا في ورق معايا هوديه لحد تعالي معايا و لما اخلص هطلعك على البحر تمام؟
ابتسمت اسمهان ثم قالت
-اوك
فتحت اسيل باب المنزل في تلك اللحظة وملامح الغضب بادية على وجهها ثم قالت
-اسمهان انتي هبلة صح؟
اماءت اسمهان لها بالإيجاب لتقول الأخرى بانفعال
-بطلي استفزاز.... في واحدة متربية تخرج من البيت متأخر كده؟
ضحك مؤيد ثم قال
-والله لسة قايل كده
نظرت اسمهان الى مؤيد بحقد ليتنحنح هو ثم يقول
-خلاص يا اسيل هخرج اسمهان شوية و اجبهالك
ابتلعت اسيل ريقها لتقول اسمهان
-مؤيد مش هيخطفني يعني قوليلي بقى ابعد عن مؤيد كمان
نظرت اسيل الى اسمهان نظرة حارقة بمعنى (حسابنا لاحقاً) لتبتسم الأخرى باستفزاز ثم تقول وهي تنزل على الدرج
-يلا يا مؤيد هستناك تحت
ضحك مؤيد ثم قال ل اسيل
-مش هأخرها متخافيش
زفرت اسيل ثم قالت وهي تفرك يديها
-انت عارف اسمهان طايشة و مش مضمونة ولا حد يعرف هي بتفكر ازاي
ابتسم مؤيد بشكل لطيف ثم قال وهو ينظر الى اعين اسيل
-عشان كده بتخافي عليها معايا؟
حركت اسيل رأسها بالنفي بسرعة ثم قالت مبررة
-لا خالص انا ببقى مطمنة عليهم معاك سواء هي او اسراء...يكفي انك انت الوحيد اللي فضلت واقف جنبنا من ساعة ما ماما و بابا ماتو بس انا بخاف على اسمهان اوي خصوصا بتفكيرها المتخلف ده و انها فاكرة نفسها قوية و محدش يقدر عليها
ضحك مؤيد ثم قال
-تفكيرها هيتغير لما تكبر شوية متخافيش
ابتسمت اسيل ابتسامة عادية ليبادلها مؤيد الابتسامة ثم يتركها و يذهب
.....
كانت اسمهان تعبث بهاتفها عندما جاء مؤيد ثم قال بنبرة عادية
-هوصل حاجة لواحد كده بعدين نطلع نتمشى شوية تمام؟
اماءت له اسمهان ثم ركبت السيارة ليركب هو من الجهة الأخرى و ينطلق بالسيارة على سرعة عادية
.....
توقف مؤيد بالسيارة في مكان غريب بعض الشيء ثم قال وهو يترجل
-مش هتأخر عليكي
ابتلعت اسمهان ريقها ثم نظرت الى الشارع بفضول و قالت
-في حاجة غريبة في الشارع
حك مؤيد ذقنه بحركة خفيفة ثم قال
-مهو في (Night Club) (ملهى ليلي) في آخره
فتحت اسمهان عينيها على وسعهما ثم قالت بحماس
-عايزة ادخل
قضب مؤيد حاجبيه ثم قال بشيء من الحدة
-لأ طبعاً انتي هبلة؟ استحالة ادخلك مكان زي ده
ما كادت اسمهان ان تتحدث الا انه قاطعها بنفس نبرته
-اسمهان
ضمت اسمهان يدها الى صدرها بغضب قائلة
-خلاص مش عايزة
زفر مؤيد ثم ترجل من السيارة ليصعد الى تلك البناية الضخمة على الجانب الآخر من الطريق و ما ان فعل حتى ظلت اسمهان تطالع في هؤلاء الذين يدخلون الى ذلك المكان و بشكل من الأشكال شعرت بالاشمئزاز خاصة من ثياب الفتيات الفاضحة و قالت في نفسها
-ايه اللي هما مش لابسينه ده؟ استغفر الله العظيم وانا اللي كنت عايزة ادخل؟
زفرت اسمهان ثم أخرجت هاتفها و ظلت تعبث به بملل حتى يعود مؤيد وهي تتعجب من هؤلاء الفتيات فالله خلق النساء وامرهن بالحشمة كي لا يؤذيهن احد لان الله يحبنا و ما ذلك الا لصالحنا ولكن هؤلاء الفتيات على الأغلب قد نسين سبب خلق الله لهن من الأساس
.....
مرت بضع دقائق لتستمع اسمهان الى صوت مألوف لها يقول بثمالة
-يا عم مش عايزهم انا.... بشوفها فيهم
رفعت اسمهان رأسها عن الهاتف لتجد عامر يقف بالقرب من السيارة و يتحدث مع صديقه كريم الذي قال
-يبني هي البت عملالك ايه ؟ ده انت البنات جوة كلهم كانوا هيموتوا عليك وانت ولا اديتهم وش
ضحك عامر بقوة ثم قال
-انا عايز اسمهاااان
شهقت اسمهان واضعة يدها على فمها ثم اختبأت بسرعة كي لا يراها عامر ريثما يعود مؤيد و بدون وعي ابتسمت ثم قالت بصوت منخفض
-بيحبني؟ الله! طلع بجد بيحبني
ضحكت اسمهان لتجد مؤيد يفتح باب السيارة و ما ان ركب حتى قضب حاجبيه قائلاً وهو ينظر الى اسمهان باستغراب
-مستخبية كده ليه؟
اجابته اسمهان بصوت منخفض
-اطلع وانا هقولك بس ابعد من هنا
تحدث مؤيد بعصبية قائلاً
-حد عملك حاجة؟
زفرت اسمهان ثم قالت
-يا مؤيد اطلع بس و هقولك
ادار مؤيد محرك السيارة ثم انطلق بها متجهاً الى شاطئ بحر الأسكندرية
....
كانت اسمهان تبتسم بسماجة وهي تسير بجانبه ليقول هو
-مش فاهم يعني ايه اللي مأكدلك انه بيحبك؟
تهكمت ملامح اسمهان ثم قالت بضيق
-يووووه ما تركز شوية يا مؤيد.... بقولك قال لصاحبه انه عايزني من غير ما يعرف اني موجودة يعني مش بيمثل عليا
صمت مؤيد للحظات ثم تابع بهدوء
-أكيد لو كان كويس مكنتش اسيل هتقولك ابعدي عنه
ضحكت اسمهان بسخرية قائلة
-اسيل؟! وهي ديه تعرف ان كل انسان بيجيله يوم و يحب؟ ديه واحدة عايشة بمبدأ هعيش لنفسي
رفع مؤيد حاجب ثم نظر لاسمهان باستنكار لتتنحنح هي ثم تقول بعد ان تلاشت ابتسامتها بصوت منخفض
-عشانا...اسيل عايشة عشانا
ابتسم مؤيد دون ان يجيبها لتقول هي بفضول
-اه صح انت ايه اللي جابك؟
زفر مؤيد قائلاً بحنق
-لسانك يا بنتي ايه الطوب اللي بتحدفيه من بؤك ده؟
ضحكت اسمهان و قالت
-مش قصدي بس يعني انت ماشاءالله من عيلة غنية و عندك فنادق بأسمك ايه اللي خلاك تسيب كل ده؟
ابتسمت مؤيد ثم قال وهو ينظر امامه بشرود
-اتخنقت
رفعت اسمهان حاجبيها ثم قالت بذهول
-بجد؟!!!
حك مؤيد رأسه بشكل خفيف ثم تابع
-حسيت ان ابويا هو اللي صارف عليا....فجأة ورثته و بقت كل حاجة بأسمي من وانا فجامعة لسة.. حسيت بملل كده وانا بشتغل على مجهوده هو
اماءت اسمهان بتفهم لينظر هو لها ثم يقول
-وانتو ايه اللي جابكم ؟
ضيقت اسمهان عينيها ثم قالت وهي تنظر له
-جملتي على فكرة
ضحك مؤيد لتتابع هي بشيء من الحزن
-كمال الدين الله ي..... هفففف الله يهديه واحدة خلته يسيب ماما و يسيبنا احنا و ياخد حق ماما في الفلوس و بدل ما كنا عايشين في فيلا كبيرة وحياتنا مستقرة كل حاجة اتغيرت و ماما اتجوزت عمو احمد الله يرحمه ولما الاتنين ماتوا اسيل بدأت تشتغل عشان تصرف علينا مع ان الفلوس اللي كانوا سايبنهالنا تكفي بس اسيل كانت عيزانا ندخل مدارس نضيفة و نعيش في مكان كويس
ابتسم مؤيد ثم قال بصوت منخفض
-شخصية اقوية
قضبت اسمهان حاجبيها ثم قالت
-بتقول ايه؟
تثاءب مؤيد ثم قال
-بقول نروح عشان عايز انام
تثاءبت اسمهان هي الأخرى قائلة
-اه ياريت لحسن انا مش حاسة برجلي و عايزة اخد التهزيئة بسرعة عشان انام
ضحك مؤيد ثم قال
-لو الموضوع تطور انا في وشكم ابقي خبطي عليا
اغلقت اسمهان عينيها ثم قالت بقلق بائن
-ربنا يستر بقى
....
فتحت اسمهان باب المنزل برفق لتجد المنزل مظلم فتنهدت هي و ما كادت تدخل الى غرفتها كاللص الا انها توقفت عندما استمعت الى صوت اسيل تقول بحدة
-استني هنا يا اسمهان
زفرت اسمهان ثم التفتت و قالت بحنق
-قولي اللي عندك عشان عايزة انام
اقتربت اسيل ثم وقفت امام اسمهان بملامح غاضبة ثم قالت بصوت مرتفع بعض الشيء
-انتي هتفضلي لحد امتى كده؟
اصطنعت اسمهان الغباء ثم قالت
-على ايه؟
دفعت اسيل اسمهان بخفة ثم قالت بنفس اسلوبها الحاد
-مش هترتاحي غير لما تضيعي نفسك
غلت الدماء في عروق اسمهان فقالت غاضبة
-وانتي مالك بيا؟ هو عشان انا عايزة اعيش ابقى كده مستهترة و متهورة و عايزة اضيع نفسي؟ انا عارفة انا بعمل ايه كويس يا اسيل وانا مش لسة العيلة اللي سيادتك هتتحكمي فيها متعمليش فيها ماما عشان عمرك ما هتكوني زيها
ادمعت عين اسيل ثم قالت بانفعال
-انا خايفة عليكي يا اسمهان انا اتعاملت مع ناس مجرد ما تشوفيهم استحالة تقولي انهم وحشين من جواهم و غرضهم اذيتك
ضحكت اسمهان بسخرية ثم صفقت بيديها قائلة باستهزاء
-اقنعتيني المفروض انا بقى اعتزل العالم زيك كده و اعيش عشان اشتغل و اجيب فلوس اعيش اخواتي و يولع قلبي مش مهم اصل الناس كلها وحشة
اعادت اسيل شعرها للخلف ثم قالت مصطنعة الهدوء
-يا اسمهان مش بقولك اعتزلي العالم بس مينفعش اسلوبك المتهور ده
ابتسمت اسمهان ثم قالت
-أديكي قولتيها بلسانك...اسلوبي يعني مش هيتغير تمام؟ يلا تصبحي على خير
دخلت اسمهان الى الغرفة ثم اغلقت الباب بعنف في وجه اسيل لتمسح الأخرى دموعها ثم تذهب الى غرفتها وهي تشعر بنغز قوي في قلبها
"""
في الصباح التالي
كانت اسمهان جالسة في صفها تنظر من النافذة بشرود تفكر فيما حدث بينها و بين اسيل ليلة البارحة ليقطع شرودها مروة وهي تقول بصوت مرتفع
-يا ميس اسمهان بتبص لولد من الشباك
قضبت اسمهان حاجبيها ثم نظرت الى مروة باستغراب لتبتسم الأخرى بثقة بينما نظرت المعلمة من النافذة لتجد شاب بالأسفل يبتسم الى اسمهان فقالت بعصبية
-اطلعي برة يا اسمهان
نهضت اسمهان من مكانها ثم قالت مبررة
-بس ان....
كادت ان تكمل الا ان المعلمة قاطعتها قائلة بأسلوب فظ
-قولت أطلعي مش ناقصين قلة ادب واحنا هنستنا ايه من واحدة قليلة الادب زيك؟
ابتلعت اسمهان ريقها و قبل ان تتحدث قالت الأخرى
-مش عايزة اسمع حاجة
حملت اسمهان حقيبتها بحنق ثم دفعت كرسيها للخلف بعنف و عندما مرت من امام المعلمة قالت هي
-مامتك تكون هنا بكرة يا اما مش هتدخلي الفصل...فاهمة؟
ابتسمت اسمهان بانكسار ثم قالت بنبرة لا تخلو من الحزن
-يا ريتني كنت اقدر اجيبها فعلاً بس مع الاسف...ماتت
خرجت اسمهان من الفصل ثم اغلقت الباب بعنف تاركة خلفها المعلمة في حالة من الصدمة فقد ظنت بأن والدة اسمهان مهملة كما بعض النساء مع الاسف و غير ذلك قد اتهمتها بالباطل دون ان تعلم الحقيقة منها...ايعقل ان يجرح اللسان كما يجرح السكين؟ اجل هو كذلك و اسوأ فاللسان لا يجرح سوى القلوب و القلوب قد لا تُشفى اذا جرحت فحرصا على ما تقولون
....
خرجت اسمهان من الفصل ثم ذهبت الى البوابة الخلفية للمدرسة و خرجت منها بعد ان تأكدت من دخول الحارس الى المرحاض و عندما فعلت القت حقيبتها بإهمال على الرصيف ثم جلست بجانبها و وضعت رأسها بين كفيها محاولة منع دموعها من النزول و بعد لحظات شعرت بسيارة تتوقف امامها و شخص ما يترجل منها و عندما رفعت رأسها وجدته عامر فزفرت هي و لم تتحدث ليأتي هو ثم يقول وهو يجلس بجانبها
-مالك؟
كادت اسمهان ان تنهض الا انه امسك يدها و اجبرها على الجلوس مرة أخرى ثم قال بضيق
-اسمهان اعملك ايه عشان ترجعيلي؟ انا بجد بحبك
ابتلعت اسمهان ريقها ثم قالت بصوت مختنق
-مخنوقة اوي
قضب عامر حاجبيه ثم نهض و جعل اسمهان تنهض هي الأخرى قائلاً وهو يتجه إلى سيارته
-مش هنعرف نتكلم هنا
زفرت اسمهان بحنق ولم تعقب
***في مكان آخر***
كان غياث يعبث بالقلم في يده بضيق وهو يتحدث في هاتفه بلا مبلاة ليقول الطرف الآخر
-يعني لسة مصر على موقفك يا غياث؟
صمت غياث ثم قال بحنق
-قولت مش هسافر يا مكرم بيه كلامي واضح
تنهد مكرم ثم قال
-هتفضل كده لحد امتى يا غياث؟
اغلق غياث عينيه ثم قال بهدوء
-عندي شغل دلوقتي...سلام
اغلق غياث الهاتف ليدخل ريان في تلك اللحظة ثم يقول وهو يجلس امامه بتعب
-جهزتلك العقد اللي هتمضيه
اماء له غياث ليضيق ريان عينيه وهو يضقك النظر به ثم يقول بعدها
-كنت بتكلم مكرم بيه صح؟
زفر غياث ثم القى القلم في يده بإهمال قائلاً بعدها
-عايزني اسافرله هو و مراته بريطانيا
ضحك ريان بقوة ثم قال
-الله! مش خايف عليك؟!
نظر له غياث بحدة ليتنحنح الآخر ثم يقول
-احم...قصدي يعني... وانت ناوي تعمل ايه؟
نهض غياث من مكانه قائلاً وهو يخرج من المكتب
-ولا حاجة
تنهد ريان ولم يعقب
***في المطعم***
كانت اسيل تخبر الطباخ بطلبية ما عندما جاءت نور قائلة
-اسيل... اسيل الحقي
التفتت اسيل قائلة بقلق
-في ايه؟
ابتسمت نور بسعادة ثم قالت بمرح
-روحي شوفي طلب الترابيزة رقم ٧
ضربت اسيل نور بالدفتر الذي كان بيدها قائلة بحنق
-يا شيخة يعمر بيتك خضتيني
ضحكت نور لتذهب اسيل لترى الطلبات و عندما فعلت تفاجأت بوجود مؤيد فابتسمت بشكل لطيف و قالت
-طلب حضرتك ايه؟
اضيقت عينا مؤيد ثم قال
-ايه ده؟ مالك يا اسيل؟
حكت اسيل مؤخرة رأسها بخفة ثم قالت
-اصلي في الدوام بقى و كده
نهض مؤيد من مكانه ثم ابتسم ابتسامة خفيفة قائلاً بعدها
-هستناكي بعد الدوام.....عايزك في موضوع
قضبت اسيل حاجبيها ليتركها هو ثم يذهب تاركاً اياها في حيرة من امرها
...
توقف عامر بالسيارة في مكان هادئ بعض الشيء ثم قال وهو يلتفت الى اسمهان
-مالك بقى؟
زفرت اسمهان بحنق قائلة
-اختك قالت للميس اني ببص لولد من الشباك و طبعا التانية ما صدقت طلعتني من الفصل
ضحك عامر بشكل لطيف ثم قال
-طب مانا عارف.... انا اللي قولتلها تعمل كده عشان اشوفك
رفعت اسمهان حاجبيها بدهشة ثم فتحت باب السيارة لتخرج و ما ان فعلت حتى امسك عامر يدها ليمنعها من الخروج قائلاً
-اسمهان استني
سحبت اسمهان يدها بعنف منه ثم قالت بحدة
-آخر مرة تلمسني كده....فاهم؟
رفع عامر يديها للأعلى ثم قال وهو يبتعد
-حاضر...بس اسمعيني ممكن؟
ضمت اسمهان يدها الى صدرها ثم نظرت ل عامر نظرة تحثه على التحدث اما هو فابتسم ثم قال
-عايز اجي اخطبك
لانت ملامح اسمهان قليلا ثم قالت بحذر
-تخطبني؟
اماء لها عامر ثم قال وهو يبتسم بلطف
-صدقتي بقى اني بحبك؟
ابتسمت اسمهان بتلقائية ثم تنحنحت مصطنعة الجمود قائلة
-طب سيبني افكر الاول
حك عامر مؤخرة رأسه ثم قال
-طب فكري بسرعة الله يسترك
ابتسمت اسمهان ببرود ثم قالت وهي تنظر الى ساعة يدها
-عامر نزلني عند مدرسة اسراء
قضب عامر حاجبيه قائلاً
-هي بتخرج دلوقتي؟
حركت اسمهان رأسها نافية ثم قالت
-لا انا هاخدها و نروح عشان عايزة انام و مش هيبقى فيا حيل انزل آخدها تاني وقت خروجها
ابتسم عامر ثم قال بهدوء
-خلاص هرجعها انا لحد البيت
رفعت اسمهان حاجب ليقول هو بمرح
-مش هخطفها يعني
ضحكت اسمهان ثم قالت
-اسراء مش هتيجي معاك لانها مش عرفاك أساساً
غمز عامر بمكر ثم قال
-يلا اهو كلها شوية و تعرف خطيب اختها
ابتسمت اسمهان بحرج بينما في مكان آخر
كان غياث ينظر الى صورة ما في يده وهو يشعر بشيء غريب بداخله كأنه لا يقتنع بكل الذي حدث لتدخل فتاة ما ثم تقول بهدوء
-غياث بيه... مكرم بيه العقيل هيكون في مصر خلال الاسبوع اللي جاي
زفر غياث بحنق ثم قال
-نوران هانم عارفة؟
حركت الفتاة رأسها بالنفي ليقول هو
-خلاص روحي
خرجت الفتاة من المكتب لينهض غياث هو الآخر ثم يخرج من المكتب
***امام احد المدارس الابتدائية***
خرجت اسمهان من المدرسة وهي ممسكة بيد اسراء التي قالت
-مين ده؟
ابتسمت اسمهان قائلة
-عامر ..زميلي
مطت اسراء شفتيها للأمام ثم توقفت عن السير قائلة وهي تضم يديها الى صدرها بغضب طفولي
-مش عايزة اروح معاه....هروح مشي
زفرت اسمهان بحنق ثم قالت
-اسراء انا دماغي وجعاني و مش ناقصة قرف
تحدثت اسراء بنبرة مرتفعة و قالت
-وانا قولت مش عايزة اروح معاه
جاء عامر في تلك اللحظة ثم قال وهو يبتسم
-ازيك يا اسراء
لم تجيبه هي لتقول اسمهان بتأفف
-عامر هروح مشي
كاد عامر ان يتحدث الا ان اسمهان قاطعته وهي تقول
-المرة الجاية بقى
رحلت اسمهان هي و اسراء فحك عامر مؤخرة رأسه وقال
--هتكوني ليا يا اسمهان بأي شكل
وبعدها ابتسم بثقة ثم ذهب ليركب سيارته
....
كانت اسراء تدندن طوال الطريق وعندما شعرت اسمهان بالغضب الشديد منها قالت
-يوووه اسكتي شوية صدعتيني
تجمعت الدموع في أعين اسراء فسحبت يدها منها و بدأت تركض بعيداً و بينما هي تفعل صرخت اسمهان بقوة عندما وجدت سيارة تقترب من شقيقتها قائلة بفزع
-اسراااء