اخر الروايات

رواية شعيب ولتين الفصل الثالث 3 بقلم شيماء عصمت

رواية شعيب ولتين الفصل الثالث 3 بقلم شيماء عصمت


في غرفة لتيـن كانت غارقة في النوم .. لا تدري بما يحدث حولها ، لا ترى ذلك الشخص الذي تسلسل إلى غرفتها ويقف بجوار فراشها يتطلع بها بنظرات مشتعلة ولكن أشتعال من نوع أخر ، أشتعال بالكرة والحقد ، أشتعال بالأنتقام والقتل!!
أقترب بخطوات بطيئة كالفهد حين ينقض على فريسته
جلس بجوارها على الفراش .. بداخلة حجيم يحترق ، نار لا تخمد أبدًا مهما حاول أطفائها. يريد أن يؤذيها وبشدة! وخصوصًا بعد موقفها الأخير!! فضحته أمام عائلته وأجبرته أن يطلقها!!
بالطبع لم يكن يريد بقائها على ذمته لهيامه بها ولكن يريد أن يذيقها المرار ، أن يقتص لذاته منها ، وأيضا لم يستطيع أن يردها لعصمته وها قد أنتهت فترة العدة وفرصته في رجوعها إليه قد أنتهت ولكن هل سيتركها لحالها؟
لا والله فلن يكون "عمـاد توفيق مهران" أن لم يجعلها تتمنى الموت ولن تناله!!
بخشونة ولمسات جريئة أمتدت يداه ترسم منحنيتها
أما لتيـن فكانت ترى أحد كوابيسها .. تجري في نفق لا ترى بدايته من نهايته و كلاب متوحشة تجري خلفها تريد أن تمسك بها ولكنها تسرع وتسرع حتى أنكفت على وجهها تأن بوجع وتصرخ بخوف وهي ترى الكلاب تقرب منها أكثر وأكثر حتى كادت أن تنال منها فتفاجئت بمن يتصدى لهم ، يضمها إلى صدره بـ حمائية فـ فرت الكلاب خوفًا منه ، كانت على وشك أن ترى وجه منقذها ولكن تلك اللمسات المزعجة منعتها ، حاولت تجاهلها ولكن كانت تزداد جراءة و وقاحة
أصدرت لتيـن همهمات معترضة لتلك اللمسات ومازالت تجاهد لفتح أعينها تشعر بصداع رهيب يكاد أن يفتت رأسها
أنتبهت حواسها لتلك الرائحة! رائحة تثير نفورها تعلمها جيدًا!!
أنتفضت في غفلة تجلس على الفراش فصدمت بـ وجهه "عمـاد" القريب منها بشدة حتى كادت أن تلمسه
قالت بـ ذهول: عمـاد!!! أنت أيه اللي جابك هنا؟
عمـاد بلهجة عابثة: وحشتيني فجيت أشوفك وأطمن عليكِ بنفسي
أقترب يتلمس وجهها فـ قفزت من الفراش تنظر له بنفور وكره
قائلة بلهجة ترتعش من البكاء: أطلع بره بدل ما أصوت وأفضحك ، بابا لو شافك هنا مش هيحصلك كويس
أرتفعت ضحكاته الساخرة: وتفتكري أنا دخلت من باب الشقة أزاي؟ وكمان قاعد في أوضة نومك!!
وأكمل بتشفي: أنتِ متعرفيش أن عمي حسان أبوكِ ، أتصل يترجاني ويطلب مني أنِ أسامحك وطلب مني أجي أشوفك بنفسي حتى أخدت منه مفتاح بابالشقة ، وقالي قد أيه أنتِ ندمانه عشان غلطي في حقي وأنك بتتمنى أردك لعصمتي من تاني
صرخت بقهر: كـــدب ، أنا لايمكن أرجعلك لا يمكن لو خيروني بين الموت وبينك هختار الموت بكل صدر رحب
عمـاد بسخرية: آآآه كسرتي قلبي يا لولو
لتيـن بصوت يرتعش من الغضب: أطلع بره دا أخر تحذير ليك وألا هـ أصر
قاطعها بملل: شششش عرفت هتصرخي وتفضحيني بس حتى لو صرختي مين هيسمعك؟ تؤتؤتؤ هو أنتِ متعرفيش أن مفيش في الشقة غيرنا؟ أصل بصراحة عمي حسان أخد عمتي فوزية وراحوا يزوروا زهرة الله يرحمها عقبال متحصليها كده ، ولقتها فرصة أشوفك وأنتِ لوحدك والجو خلي علينا
أنتفضت نبضات قلبها بزعر عند أدراكها بأنها معه بمفردها!! ترى ما سيفعل بها؟!! ، أتصرخ تطلب النجدة ليساعدها أحد!
وكأنه قرأ أفكارها فقال بفحيح: لو صرختي هتبرري وجودي هنا أزاي؟ في شقتك وأوضة نومك وقاعد على سريرك وأنتِ لوحدك
وأضاف بمكر: وعدتك خلصت!! تفتكري هيفتكرونا بنعمل أيه؟ عندي فضول أعرف ، فممكن تصرخي حابب أشوف خيالهم لما يشتغل هيوصلهم لأيه خلينا نتسلى
التقزز!! شعور باتت تخصه به ، يالله كيف كانت تهيم عشقًا لكائن كهذا!!! لن تخشاه فـ زمن الخوف منه قد أنتهى
قالت بعيون تلتمع بها الجنون: لأخر مره هقولك أطلع بره صدقني أنا مستعدة أقتلك من غير ذرة ندم ، بحق كل أذى أتعرضت له بسببك وبحق الـ4سنين اللي عشتهم معاك في جحيم ، مستعدة أقتلك وأخلص البشرية من واحد زيك سادي ومريض وجبان خسيس ، أنت مش را
لطمها بقسوة لطمه أطاحت بها فسقطت بعنف وارتطم رأسها بـ الأرض بقوة مما جعلها تتأوه بصوت مختنق
وجسدها يكاد يتفتت من الألم و الغضب ، لن تتحمل ضربه لها بعد الأن لن تسمح له أبدًا!!
وقفت بشراسه مقاومة شعورها بالدوار وقفت تقاوم وتدافع عن ذاتها
هيئتها بتلك القوة زادت من عضبة ورغبتة المُلحة على أذيتها
رفع كفة يطلمها من جديد ولكنها كانت الأسرع فـ ضربتة بقوة أسفل معدته فسقط على ركبتيه صارخًا بألم
أنتهزت الفرصة وكادت أن تفر هاربة ولكنه كان الأسرع فـقبض على ساقها فسقطت بقسوة وفي ثواني كان يخيم بجسدة فوقها
أخدت لتيـن تدفعه بقوة في محاولة بائسة لأبعادة عنها ولكن كان كالحائط لا يتحرك
أقترب يدفن رأسه في عنقها قائلا بـ أنتشاء رغم وجعه الناتج عن ضربتها: وحشتني لعبتنا مع بعض .. لعبة الفريسة والصياد ، الفريسة اللي كل مره تحاول تهرب من الصياد بس في كل مره بترجع لمكانها الطبيعي .. تحت رجله
صرخت لتيـن بـ أعلى صوتها صرخات تصم الأذان ، صرخات من أعماق روحها ، الذكريات المؤلمة تتدفق بقسوة داخل عقلها لمواقف مشابهه حدثت معها وقت زواجهم!!
أنتبهت لـ يده التي أخذ يمررها على جسدها بجرأة فصرخت مره أخره تطلب النجدة ليأتي أحد من أهلها ينقذها من يديه ولكنه أسرع يكمم فمها يكتم صوتها قائلا بفحيح أرعبها: أستسلمي يا لتيـن مش أول مره بينا ومش هتكون الأخيرة
………………
في ذات الوقت دلف شعـيب بخطوات واثقة قاصدًا شقة جدة مهران يريد التحدث معه وبشكل عاجل ، أرهف لسماع صوت بدأ له صوت صراخ مكتوم!! توقف لحظات ينتظر تردد الصوت مره أخره حتى يتأكد من ظنونه ولكن ما قابله كان الصمت فـ أكمل طريقة لشقة جدة ولكن أنتبهت حواسه لتكرار نفس الصوت ولكن بشكل أعنف أسرع يدق باب جدة وقلبه ينبض بقلق وخوف
فتحت صباح قائلة بـأبتسامة طيبة: شعـيب! تعالى ياحبيبي أدخل
شعـيب بتوتر: أنتوا كويسين!! أيه صوت الصريخ ده؟!
صباح بأستنكار: صريخ أيه؟ أحنا زي الفل الحمدلله ، تلاقي صوت التليفزيون من شقة عم من عمامك ولا حاجة ، أنت عارف البت نورا بتخلي الصوت عالي ولا كأننا في فرح
شعيب بقلق: لا في حاجة غلط
أسرع يتخطى درجات الدرج بسرعة ، ينوي الأطمئنان على الجميع ولكن مع وصولة لطابق عمته "فوزية" أستمع بوضوع صوت صراخ موجع .. صراخ يعرف صاحبته جيدًا ، صراخ لتيـن!!!!
أخد شعـيب يطرق الباب بضربات متتالية عنيفة وهو على وشك أن يكسره، بينما الجدة تصرخ وتولول قلقًا ورعبًا على حفيدتها فهي على علم بخروج أبنتها فوزيـة وزوجها لزيارة قبر زهرة
شعيب بتوتر: لتيـن .. لتيـن أفتحي الباب؟ عمتــي أنت جوة
إلا أنها لم تجبه فـ أعاد الطرق على الباب بضربات أشد قسوة حتى أنكسر فـ دلف بخطوات سريعة يبحث عن لتيـن ولكنه وقف مبهوتًا وهو يرى عماد يخيم بجسدة فوق لتيـن بملابسها الممزقة وجروحها الظاهرة وهي على وشك الأختناق من كف عمـاد الذي يحاول كتم صراخها
أسرع ينتشل عمـاد من فوقها صارخًا بغضب أعمى : أنت بتعمل أيه يا كلـ ـب يا و×××××
أخد شعـيب يسدد له اللكمات والركلات بقسوة شديدة بينما عمـاد لم يستطيع مجاره شعـيب فسقط على الأرض يهتف برعب: شعـيب أنت فاهم غلط هي هي اللي فتحتلي الباب و وموافقة على اللي بيحصل
ضرب شعـيب جسد عمـاد بقدمه بعنف عدة ضربات فصرخ الأخير بشدة متألمًا
شعـيب بـ أحتقار وهو مازال يضربه: قوم يا كلـ ـب قـــوم وريني قوتك ، لو راجل بصحيح قــوم دافع عن نفسك ولا أنت ×××× مبتعملش راجل غير على الستات
أجتمعت جميع أفراد العائلة في شقة "فوزية" عند سماعهم لصراخ شعـيب وعماد حتى (فوزيـة وحسان) ، الجميع يحدق بذهول وعدم تصديق لما يحدث
أقتربت فوزيـة وهي تبكي بـ أنهيار تحتضن لتيـن الصامتة بشكل موجع
أما مازن فـ أسرع ينقذ أخاه من مخالب شعيب رغم بغضه بما فعله ولكن للأسف لا يزال أخاه
مازن برجاء: كفاية ياشعيب هيموت في أيدك كفاااية
ولكن شعيب لم يكن واعي لأي شيء وصورة لتيـن ممزقة الملابس تتردد في ذهنه فيشتعل غضبه أكثر فـ أكثر فينهال بالضرب على عمـاد
الجد بصرامة وصوت جهوري: شعـيب
توقف شعيب يتنفس بعنف يرغب وبشدة معاوده ضرب عمـاد
أنتبه لصوت الجد مهران يخاطب عمه: أبنك زودها أوووي ياتوفيق أخس عليك وعلى تربيتك ، معرفتش تربيه ومعلمتهوش الأصول بدل ما يحمي بنت عمته اللي هي شرفه وعرضه جاي يتهجم عليها جاي يغتصبها في بيتها اللي هو بيتي وسط أهلها وناسها ومش عامل أعتبار لحد
أخفض توفيق رأسه بخزى من أفعال أبنه المشينة ورد: حقك عليا ياحج أنا مش عارف الواد ده جراله أيه من ساعت ماطلقها وهو حاله لا يسر عدو أو حبيب
عمـاد بصوت ضعيف مجهد: أنا معملتش حاجة غصب عنها كله كان برضاها
جحطت عين شعيب بصدمة من دنائه أبن عمه يعلم بأنه كاذب فـ منظر لتيـن يأكد للأعمى بأن عمـاد كاذب لا محال
أقترب حسان من لتيـن ينهال عليها بالضربات القاسية في أنحاء جسدها ، كانت لتيـن تتأوه وتصرخ ، تصرخ كرامتها المهدورة وكبريائها المبتور
ألتمعت عين عمـاد ونورا بالتشفي كم يسعدوا لرؤيتها مُهانه هكذا أتسعت أبتسامه عماد وهو يستمع لكلام حسان: فضحتيني يابنت الكلـ ـب جيباه البيت وأنتِ لوحدك يا××××× فضحتيني يا×××××
بصعوبة بالغه أستطاعوا تخليص لتيـن من بين يداه
الجد بغضب: حســاااان أنت نسيت نفسك ولا أيه متمديش أيدك عليها أنت فاهم
حسان بغضب مماثل: يعني ياحج مش شايف بنت الكلـ ـب وعمايلها الـ×××××
الجد: أخرس قطع لسانك ولسان أي حد يمس حفيدتي بكلمة
حسان بحدة: دي بنتِ ومن حقي أ
قاطعه الجد بصرامه: لما تعرف تبقى أب الأول أبقى تعالى كلمني عن حقوقك تك كسر حُقك
عمـاد بصوت نادم مزيف: أنا أسف يا جدي أنا مستعد أرجع لتيـن على ذمتي من تاني ونصلح الغلط اللي أنا وهي عملناه
ألتمعت عين حسان بالسعادة فهو من البداية يريد أن تعود لتيـن لـ عمـاد بأي شكل من الأشكل
أما الجد فـ أقترب من عمـاد بهدوء مريب ثم لطمه على وجهه بقسوة
بينما لتيـن كانت في عالم موازي وعقلها يردد جملة واحدة (مستعد أرجع لتيـن على ذمتي) يرددها عقلها مرارًا وتكرارًا ، هل ستعود لهلاكها من جديد!!!!
صرخت بهستيريا أفزعت الجميع ، لم تكن طبيعية على الأطلاق
ووسط نظراتهم الذاهلة أسرعت تجاه شرفتها تقف على حفاتها تنوي القفز وأنهاء حياتها
رأيكم يهمني فأتمنى أسمعه




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close