اخر الروايات

رواية عشق وجزاء الفصل الثالث 3 بقلم دينا عبدالمجيد

رواية عشق وجزاء الفصل الثالث 3 بقلم دينا عبدالمجيد




عشق وجزاء
الفصل الثالث
ظنت رنا أن الموت راحة لها من جميع آلامها، فنهضت وبحثت عن وسيلة لتنهي حياتها. في ظل ماهي شاردة خطر ببالها أختها الصغري ملك فتمهلات قليلا فإلي من تتركها ؟ هل تجعلها تذوق وجع اليُتم مرتين ؟؟ وهي مازالت لا تعي شئ فهي ومازالت صغيرة جدا لا فهي لن تتخلي عنها وتتركها هي الاخري . لتصبح وحيدة. رمت رنا السكينة من يديها ومسحت دموعها.
قطع شرودها صوت احتكاك قوي بالأرض معلن عن وصول الباص الي نهاية رحلته وصلت معاها حكاية رنا الي نهايته .
مسحت رنا دموعها واخذت حقيبتها واستقلت سيارة أجرة للعودة الى منزلها.
..................... قبل قليل في الغردقة
عاد جاسم الي اليخت مرة أخرى ظنا منه ان رنا ما زالت هناك . ولكن خاب أمله حينما دلف الي الداخل ولم يجد شئ سوي آثار جريمته فوقع نظره علي بقايا ثيابها الممزقة. اقتراب منها لحظة شعر بالندم على ارتكبه من ذنب فكانت هناك حرب بين قلبه وعقله حول ما حدث
عقله.... يري أنه أفضل عقاب ولا داعي للندم
اما قلبه.. فيري أنه كان قاسي في عقابه فالأفضل له كان ان يتركها ويبتعد عنها وينتهي الأمر
استمرت الحرب بين قلبه وعقله قليلا حتي فاز العقل بالنهاية ولا داعي للندم وأن ما فعله لا يضهي شئ امام خيانتها. عندما تذكر ذلك اعمي الغضب عيونه فخرج من اليخت مسرعا وأعطي المفتاخ للسائس ثم ركب سيارته وانطلق بسرعة كبيرة متوجها الي القاهرة ليكمل انتقامه. ولم ينتبه للشخص الذي يراقبه. منذ لحظة وصولها إلى هنا
............
اخرج هذا الشخص هاتفه و اتصال بشخص ما وانتظرحتي يأتيه الرد
..... اخد عريبته ورجع القاهرة يافندم.
..........
ايوا لوحده بس مفيش معاه حد
......
ايوا يا هانم متأكد

انهي هذاالشخص اتصاله مع رئيسه ثم ركب سيارته وانطلق الي القاهرة هو الآخر.
............................................

في مجموعة شركات العمري .
وصل جاسم الي مكتبه ، وقد وصل الغضب منه ذروته، فأصبح كالبركان علي وشك الانفجار . دلفت خلفه سكرتاريته الخاصة.
جاسم وقد حاول التحكم في غضبه
عدي موجود ولا لا ؟
... لا يا فندم عنده إجتماع مع الوفد الروسي.
جاسم... تمام اول ما يوصل يجيلي ، وابعتيلي رئيس شئون العاملين.
تمام يافندم.
فأشار لها بيده لتخرج علي الفور . ثم وضع قدما فوق الاخري. متذكرا مع حدث معه ذلك اليوم والذي غير حياته للأبد
فلاش باك
استقيظ جاسم من نومه على صوت هاتفه يعلن عن وصول رسالة جديدة.
نهض جاسم من السرير متناولا هاتفه ليري من أرسل إليه رسالة في هذا الوقت المبكر فالساعة لا تزال السادسة صباحا
فتح هاتفه وبدأ بقراءة الرسالة ولكن سرعان ما تحولت ملامحه الي الصدمة لايصدق مايراه
قطع شرودها صوت الهاتف يعلن عن رسالة أخري. الآن وضح كل شئ وأصبحت شكوكه حقيقة لايصدق أن رنا خدعته أيضا وأنها مثلها مثل الباقية. عاد للواقع علي صوت طرقات على باب المكتب ، فسمح للطارق بالدخول فكان رئيس شئون العاملين فسمح له بالدخول
.... نعم يا جاسم بيه حضرتك طلبتني
نفذت اللي قولتلك عليه
لسه يافندم المفروض أن القرار هيوصلها بمجرد ما توصل
تمام آخرها بكرة لو مجتش اتصلوا بلغها بالقرار

.. تمام يا جاسم بيه ... بس يعني بعد إذن حضرتك آنسة رنا مجتهدة جدا وبتشوف شغلها كويس اووي ، وأحمد بيه مبسوط من شغلها جدا.

تكلم جاسم بصوت منخفض قائلا بسخرية.. آنسة ،ماظنش، ثم تحدث بصوت اعلي شئ ميخصكش انت هنا بتنفيذ الأوامر و بس يعني
متتدخلش في اي قرارت فاهم ولا لاء؟
..... أنا آسف يا فندم انا بس مستغرب مش أكتر.
جاسم.. بلا مبالاة.. تمام روح دلوقتي ونفذ اللي قولت عليه..
انصرف رئيس شئون العاملين وهولا يفهم شئ مما يحدث فكما طلب جاسم تعينها طلب فصلها أيضا من العمل فقد اتصل به اليوم صباحا يطلب منه إنهاء عقد عمل رنا في الشركة ورفضها من العمل.
عاد جاسم لشروده مرة أخرى متذكرا ما حدث
فبعد أن رأي الرسائل ظل في صدمته لبعض الوقت فأعلن الهاتف مرة أخرى عن وصول رسالة ثالثة بعد قرأتها جن جنونه وقام بإلقاء الهاتف علي الأرض بقوة كبيرة وتحول الي وحش كاسر أصبح لا يري أمامه من شدة الغضب فامسك الفازة الكريستال وقام بحدفها على المراية فتنثرت الي ملايين من الشظايا. ثم تحدث بصوت متقطع ليه يا رنا؟ ليه عملتى فيا كدا ؟ فتحول من جاسم حبيبها الذي يخاف عليها من نسمة الهوا الطاير الي جاسم أخر مختلف كليا عن جاسم حبيبها جاسم جديد يريد الانتقام منها،وتدميرها.
نهض جاسم وذهب الاستحمام وغير ملابسه ونزل الي ساحة الفندق بانتظارها.

...........
توفقت سيارة الأجرة امام مبني مكون من عدة طوابق في منطقة المعادي. نزلت رنا من السيارة متوجه الي المبني محاولة ان تبدو علي طبيعتها. صعدت رنا الي الدور الرابع وأخرجت المفتاح ودلفت الي المنزل أدخلت حقيبتها ثم صعدت الي الدور الخامس ورنت الجرس فتحت لها جارتها.
ام ندي .... رنا يا حبيبتي حمد لله على السلامة، اتفضلي يا حبيبتي ، وصلتي امتي ؟
رنا... بصوت حاولت جعله طبيعيا، الله يسلمك يا طنط لسه واصلة معلش بقي مرة تانية ممكن تنادي لملك ،أنا آسفة عارفة إني تقلت عليكوا المرة دي.
ام ندي. .. انت بتقول يا حبيبتي انت زي ندي بالظبط وبعدين ملك دي بنتي مش حد غريب.
رنا... ربنا يخليكي يا طنط معلش نادي ملك بقي.
ام ندي... طيب يا حبيبتي
دلفت ام ندي للداخل وغابت قليلا واتت بصحبة فتاة في الثلاثة من عمرها بشعرها البني الكثيف الذي يصل لمنتصف ظهرها وعيونها الخضراء الواسعة .
ماان رأت رنا حتى جرت الي حضنها
فاحتضنتها رنا بشدة
رنا بدموع تلمع بعينها.... وحشتيني يا لوكا اوووي .
ملك بطفولية.. وانت كمان يارنا .
أخذت رنا أختها وتوجهت الي منزلها مرة أخرى ، حتي لا تفضحها عيونها.
دلفت رنا الي منزلها وكأنها وجدت ملجأها فنزلت دموعها بصمت وهي تحتضن أختها بقوة كأنها تستمد منها الأمان والحنان..
ملك ببراءة... رنا انت بتعيطي ليه ؟

رنا محاولة تملك نفسها قليلا ... لا يا روحي مش بعيط، بس في حاجة دخلت في عيني

ملك وقد رفعت يدها الصغيرة لتمسح دموع أختها... خلاص بقي مش تعيطي علشان لوكا مش تعيط هي كمان.
انفجرت رنا بالبكاء واحتضنتها بقوة.. حاضر يا روحي مش هيعط تان..... تعرفي يا لوكا انا وانت ملناش غير بعض ،وأنا مستحيل اسيبك أبدأ يا عمري .
ملك ببراءة... رنا لوكا جعانة
رنا وهي تمسح دموعها... طيب يا قلب رنا تعالي يلا نعمل اكل سوي ، اي رايك؟
ملك وقد صفقت يدها بمرح.. يلا بينا
رنا ... يلا يا أميرتي

توجهت رنا مع أختها الي مطبخ لإعداد الطعام وبعد قليل انتهوا من إعداد وجبة خفيفة وبدأوا في تناولها معا في جو من المرح والسعادة صناعتها الصغيرة.. بقيت رنا تتأمل أختها وهي تتناول الطعام لا تصدق انها كانت علي وشك إنهاء حياتها وترك أختها وحيدة. فكانت أختها كلحظة التنوير انقذتها من الغرق في افكارها المظلمة، افاقت على صوت أختها
ملك.. رنا انا خلصت أكل يلا اغسل ايدي علشان عايزة ألعب.
رنا بابتسامة خفيفة لم تصل الي عينها .....تحت أمرك يا ست ملك .
نهضت رنا وأخذت اختها و غسلت يديها ثم جلست ملك تلعب بالعابها واكتفت رنا بمراقبتها فقط حتي نامت ملك فقامت رنا واخذتها لغرفتها حتي تنام قليلا.....
وما ان خرجت حتي استمعت الي جرس الباب فذهبت لتري من الطارق..
..........................................................
في شركة العمري وصل عدي اخيرا الي مكتب جاسم فدخل فوجده لايزال في شروده
افاق جاسم علي صوت صديقه فنظر له ثم تحدث بشرود بتقول حاجة يا عدي .
عدي... بقول حاجة مالك يا بني انا بكلمك بقالي ساعة وانت واضح انك مش هنا خالص. مالك ياصاحبي فيك ايه.
جاسم.. مفيش حاجة... انت وصلت امتي
عدي لسه واصل حالا بعد ما السكرتيرة كلمتني وقالت إنك عايزين ندي طلبت اوصلها وبعدين جيت على طول.... وبما ان حضرتك وصلت يبقي اكيد عايز تروح تقعد مع رنا
جاسم... هي رنا رجعت!!!
عدي... رجعت ازاي يعني مش كنتوا مع بعض والمفروض ترجعوا مع بعض..
جاسم... لا مرجعناش مع بعض
عدي بإستغراب ليه؟؟ هو حصل حاجة في الرحلة ؟!! تنهد جاسم ونظر أمامه ولم يرد
عدي... جاسم! أي اللي حصل وليه تليفونك كان خارج التغطية وسبتوا الفندق ليه ؟؟
جاسم بسخرية ما انت عارفة كل حاجة اهو.
عدي.... بطل برود وقول اي اللي حصل.
جاسم... بعدين هقولك انا ماشي دلوقتي
فاخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وغادر ، بينما بقي عدي ولم يفهم شئ وكان داخله كان يعلم بأن هناك أمرا خطير حدث معهم في هذه الرحلة.
............................
عند رنا
ذهبت رنا لفتح الباب فوجدت صديقتها ندي والتي ما إن رأتها حتي حضنتها بشدة
ندي... وحشتني اوووي يا رنا
رنا.... وانت كمان يا ندي
تعالي بقي احكيلي ايه اللي حصل من اول ما وصلتوا لغاية دلوقتي.
نظرت رنا إليها وقد بدأت الدموع تلمع بعينها
ندي بقلق .... مالك ياحبيتي اي اللي حصل ؟؟
رنا ببكاء... انا ضعت خلاص يا ندي
ندي وقد بدأ قلقها يزداد... اهدي بس وقوليلي اللي حصل ووصلك للحالة دي.
تنهدت رنا وحكت لها ما حدث منذ ان وصلوا الغردقة حتي عودتها ..كانت ندي مصدومة مما تسمعه لا تصدق ان صديقتها عاشت كل هذا الوجع فنزلت دموعها بدون ان تشعر وحضنتها بشدة
ندي ببكاء..... كل دا حصل معاكى... بس ليه جاسم يعمل كدا ؟! أكيد في حاجة حصلت خلته يعمل كدا جاسم بيحبك.
رنا بصراخ وببكاء ... بقولك مبيحبنيش فاهمة يعني مبيحبنيش أنا كنت مجرد رهان في حياته وكل الكلام اللي كان بيقوله كان كدب ، كان بيكدب عليا علشان يوصل اللي هو عايزه.
ندي. بعدم تصديق.. رهان ازاي انا واثقة إن فيه حاجة غلط في الموضوع.
رنا بعد كل دا وفي حاجة غلط!!! عايزه يعمل اي تان علشان تصدقي ، كان عندك حق لما قولتيلي ابعدي عنه...
ندي... فوقي بقي جاسم مستحيل يعمل كدا انتى أكتر واحدة عارفة هو بيحبك قد اي وكان بيخاف عليكى دلوقتي جايه تقولي كدا .. سكتت قليلا ثم قالت طيب هتعملي اي دلوقتي ؟ رنا ببكاء مش عارفة مش عارفة اي حاجة
قطع حديثها هاتفها يعلن عن اتصال .كادت ان تغلق الهاتف ولكن عندما رأت المتصل فكرت قليلا ثم مسحت دموعها و أجابت. ولكن سرعان ما تحولت ملامحها الي صدمة أخري.
لم تفق بعد من صدمتها وها هي الاخري قد جاءت. لم يكون جاسم يمزح حينما قال انه سَيدفعها التمن غالي. فبدأ في تدميرها نهائيا ولكن ماذا إذا اكتشف حقيقة ما حدث وانها لست سوي ضحية انتقام. ولكن سيكون الأوان قد فات ؟



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close