رواية عصيان الورثة الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم لادو غنيم
رواية عصيان الورثة الحلقة الحادية والثلاثون
الجزء_الثاني_الحلقة_العاشره
»»»»»»»»»»»»»ـ
مر الليل وأتي نهار يوما جديد وكانت الساعة التاسعه ونصف صباحا داخل بيت الجد رضوان حينما بدأت الأمطار بالهطول وضربت السماء بالصواعق والبرق”والتفت رياح الشتاء بين الأشجار لتعزف أجمل الحان الموسيقي الطبيعية”وفي هذه الأجواء كانوا يلتفوا أفراد الأسرة حول طاولة الطعام التي كانت تتضمن نجاة وزوجها عثمان الذي دعاهم الجد لتناول الفطور معهم ليحدث الجميع بأمر هام”
وأثناء جلوسهم وتناولهم للطعام كانت عيناي الجد تتارجح بحذر بين الجميع”يأخذ أنفاسه أستعداد لما ينوي قوله”من ثم تنهد وبدأ بالحديث قائلا”
«بصراحة كده ياولاد أنا جمعكم كلكم علي الفطار مش عشان ناكل سوا أنا جمعكم عشان أكلمكم في حاجة مهمه تخصكم كلكم”»
تنهدت نجاة بحرقة قلب باغضه وعيناها تمزق وجه أبنتها الجالسة بجانب حياة التي تجلس بمفردها من دون صفوان الذي أرسله الجد لمباشرة العمال المسئولون عن بناء احد المطاحن الخاصه بهم»
«هنتكلم يابا بس مش الاول تعاتب قليلة الرباية بنتي اللي سابت بيت أبوها في عز الليالي وجات باتت عندكم »
هكذا تحدثت نجاة بغلاظه”لكنها وجدت أبيها يخرسها بكلمته الجافة”
أسمه بيت جدها اللي هو بيت أبوكي شكلك نسيتي أني أبوكي يا نجاة وأن ليلي بنتك؟!. بس ما علينا مش ده المهم دلوقتي_»
سأله عثمان بغرابة”
خير ياعمي من ساعة ماجينا وأنت مقولتش
باعتلنا لية بالظبط؟!
تنهد بجمود”
استنا علي رزقك يا عثمان ماتستعجلش علي رزقك كده”دلوقتي هتعرف كل حاجة”طبعا ملاحظين أن صفوان ومازن مش موجودين معانا علي الفطار بصراحه أنا طفشتهم علي مشاوير عشان عايز اتكلم معاكم لوحدينا من غير ماحد منهم يعرف حاجة عن اللي هقولها» لأن الكلام اللي هقوله يخصكم أنتو السته وبس»
في تلك الحظة تبدلت الأنظار بين الجالسين وبدأت جفونهم بأظهار بلعهم للعابهم”كانت الأنظار تتارجح بين نجاة. و عثمان. ونجية. وحسان. وليلي. وحياة»
كانت قلوبهم قلقه بسبب شئ لم يعرفوه بعد”_لكن الأمر لم يطول طويلا بسبب الجد الذي وجه أول كلمة بعين مليئه بالشك الي نجاة أبنته قائلا»
«سؤالي ليكي يخص حاجة عملتيها من خمسة وعشرين سنة”في الليلة المشئومه لما سعاد مشيت شقتها ومعاها ينتها يوميها زارتها نادية وهددتها وطبعا عارفين باقي الحكاية”!؟ بس اللي محدش يعرفة هو أن مش نادية بس اللي زارة سعاد ليلتها”!؟ لاء في حد تاني زارها بعد ما نادية ما مشيت من عندها» والشخص ده هو أنتي يا نجاة تحبي تقولي يابنت رضوان يا أخت سالم ليه زرتيه مراته لليلتها وقولتيلها ايه والا نسيتي”؟!
حدقة عيون الحاضرين النظر في وجه نجاة التي بات عليها الأرتباك وتجحظت عيناها بربكه مثل صوتها القائل”
روحت’روحت فين مين قالكم الكلام ده أنا مرحتش عند حد يابا”
تلونت ملامح الحج رضوان ببسمه ماكره أثناء قولة”
مالك يا نجاة أنتي صدقتي أنا كنت بهزر معاكي”بقي يعني أنا أكون عارف أنك زورتي سعاد واجي اواجهك قدام حياة بقي ده أسمه كلام”أنا بس حبيت أشوفك هتعملي ايه لو حد أتبله عليكي وقال عنك كلام محصلش”
تنهدت بارياحية ظهرت فوق وجهها لكن داخلها كان ملتحم بالقلق فحديث والدها قد حدث بالفعل لكنها كانت تجهل لماذا كذب الأمر وادعي انه مزحه”وقبل أن تساله وجدته يكمل باقي مابدئه”
في الحقيقه ياولاد رضوان وصلني كلام أنك يا عثمان أنت اللي صلط البت سامية عشان تحرق اوضة حياة بنت سالم ابن عمك وصاحب عمرك”ومن غير ماتبرر أو تقول اي حاجه أنا عارف أنك عملت كده عشان خاطر ليلي بنتك يعني بما انك كنت مفكر أن حياة مرات حسان اللي بنتك بتحبه ففكرت أنها العقبه اللي واقفه بين بنتك وبين حسان فقولت تخلص منها”وعشان منطولش في الكلام وتسال مين اللي قالي الكلام ده فانا هقصر عليك السكه وقولك”!. اللي عرفتني تبقي سامية اللي أنتي يا نجاة بكل قسوة وجحود قطعتلها لسانها عشان ماتتكلمش بس نسيتي تقطعي ايديها لانها كتبتلي كل حاجة تعرفها عنكم”»
كان حديث الجد بمثابة السهام المشتعله بزبزبات كهربائيه لبشت جسد الأثنين وجعلتهما في حالة من الصمت الذي جعلا الجد يتنهد بلوم قائلا”
يا خسارة كان نفسي أشوف نظرة ظلم أو كلمة دفاع عن نفسكم بس خوفكم كتف لسانتكم ده لانكم متاكدين من وجود سامية اللي ممكن بكل سهولة تشهد عليكم لو بلغت عنكم وقدمتها للشهاده”»
بس أنا هطلع رحيم عليكم وهسامح في حقي اللي أنت يا عثمان بتنهبه من ورايا وهسامح في حق تربيتي ليكي يا نجاة اللي وسختيها بحقدك وغبوتك”».. بس حق حياة مليش دعوة بيها هي ليها القرار ياما تسامحكم ياما تبلغ عنكم. هاا يا «حياة» قولك ايه»!؟
كانت عيناها مليئه بدموع الغرابه من قسوة تلك القلوب الحجريه التي تكتشفها يوما بعد يوم”لكنها في ذلك الوقت قررت استغلال الأمر لصالح شخص عزيز علي قلبها وخفت دموعها وتحدثت بوجه جاد ذات نبره صلبه”
والله مش قادره اسامح”بس ممكن أعفي عنكم ومدخلكمش السجن بس بشرط ملوش تاني”ياما عمتي نجاة وعمي عثمان يطلقه ليلي من زيدان زي ما جوزها ليه”ياما قبل مالنهار ده مايعدي هكون وقفه قصادهم في القسم”هاا قولته ايه»
تارجحت النظرات بين الجميع وبالأخص بين نجاة وعثمان الذي أسرع بقوله المبتسم”
مفيش داعي للقسم يابنت الغالي لأن ليلي متجوزتش زيدان”ديه كانت لعبة عملها نجاة وزيدان عشان يبعده حسان من طريقها”
أنت بتقول ايه أسكت أنت أتخبلت في عقلك والا ايه»__هكذا صاحت نجاة في وجه زوجها الذي شعرا بالأهانه أمام عين الحاضرين لكنه لم يستطيع قول شئ غير أن يحدثها بادب في حضرة عمه رضوان”
أتخبلت.!؟ كتر خيرك يا محترمه يابنت عمي
ومراتي”أنا لوله أني محترم وجود عمي لكنت رديت عليكي بالقلم اللي يفوقك ويعدل لسانك”
واله عال يا عثمان كمان بتهددني وعايز تمد أيدك عليا”طب وريني هتعملها ازي ياله وريني»
حاولت نجاة استفزازه بملامحها القاسية”التي جعلت رضوان يضرب الأرض بعصاه في حالة من الغضب الكامل الذي جعله يصيح بشراسه”
ايه خلاص معدش في أي أحترام هي حصلت تتخانقه وتقله ادبكم قدامي”قسما بالله لو سمعت صوت حد منكم بيتكلم من غير اذني لهكون رايح ومبلغ عنه وحدفه في القسم عشان أرتاح من قرفكم خلفه تجيب العار والهم جاتكم البلاه”
صمتوا جميعهم في حالة من القلق بينما الجد فاكمل بسؤاله الجاد”
من غير كدب ولف ودوران عشان حسابكم ميبقاش معايا عسير”زيدان متجوز ليلي والا ديه حيلة زي ما قال عثمان ”
أكتفت نجاة بالصمت الغاضب بينما عثمان فعاود تاكيد كلماته من جديد”
مش متجوزها عليا النعمه مش متجوزها”زي مابقولك كده ياعمي نجاة راحت وأتفقت معا أنه يكدب ويقول أنه متجوز ليلي”الحد لما يتم الجواز يوم الخميس الجاي”
أنزلقت دموع الفرح من عين ليلي التي شعرت بحملا ثقيل اندلع بعيدا عنها وقالت”
يعني أنا مش مرات زيدان”الحمدلله الحمدلله الف حمد وشكر ليك يارب”
أيوة أحمدي ربنا وصليله أنه نجاكي من لعبة أمك اللي كانت هضيعك يا ضنايا”
هكذا واستها جدتها وصيفه بوجه مشرق ببسمه”بينما نجاة فنهضت بضيق وقالت”
خلاص كل واحد قال اللي عنده ياله خلينا نرجع بيتنا والا ابويا عنده كلام تاني لسه مقالهوش”!
حرك الجد رأسه بعبس”
عاصيه وهتفضلي عاصيه طول ماقلبك ماليه السواد”بس معلش أنا وراكي الحد لما اادبك من أول وجديد”ياله ياختي عايزه تمشي أمشي بس هتمشي معا جوزك عشان ليلي خلاص هتعيش من هنا ورايح معايا ومفيش قوة هتقدر تاخدها مني وقسما عظما يا نجاة لو فكرتي أنك تلعبي معايا وتعملي حيله من حيلك الواطيه لهكون ناسي أنك بنتي وهوريكي غضب رضوان العزايزي”ياله غوري من وشي ياله أنتي وعثمان أنا خلاص قرفت منكم ومن عمايلكم”»
لم تستطيع قول شئ في حضرة غضبه وأكتفت بنظرة شراسه الي أبنتها من ثم غادرة بصحبة زوجها أما الجد فنظرا الي حسان يأمره بقول”
أبعت هات الماذون عشان تكتب علي بنت
عمتك دلوقتي”
برق عيناه بعدم تصديق بينما الجد رمقه بحده”
أنت لسه هتنحلي قوم ياولا أجري وأبعت هات الماذون عشان تتجوز ليلي ياله”
لم يجيبه بل ركض بلهفه لأحضار المأذون بينما ليلي فنهضت بضيق معترضه مايقول”
أسفه يا جدي بس أنا مش هتجوز حسان”أنت متعرفش اللي عمله معايا فعشان خاطري بلاش تغصبني علي جوازي منه”
مد معصمه وامسك بكفتها وسحبها للجلوس بجانبه ورتب فوق يدها بارياحيه قائلا”
عارف كل حاجة وعارف أنه غلطان ويستاهل ضرب الجزمه كمان”بس حسان بيحبك والأهم من كل ده أني بعمل كده عشانكم بحاول احميكي من أي حيلة ممكن تعملها أمك”هي دلوقتي شايطه والغضب عامي عنيها وممكن تروح وتجوزك لاي حد وتيجي تاخدك من هنا بالقوة ووقتها محدش فينا هيقدر أنه يمنعها عشان كده أنا بحاول أسبقها وأكتف حركتها”ومفيش حاجة هتقدر تمنعها عنك غير جوازك من حسان وعيشتك هنا معانا”
كانت تعلم أن حديثه هو الصواب لكن جرح قلبها لم يشفي بعد مما جعلها تقذف دموع الحزن بصوت متألم”
ياجدي مش قادره أكون معا الأنسان ده”والله العظيم غصبن عني”فكرت أني أتكتب علي اسمه بيموتني عشان خاطري أعمل اي حاجة غير اني أتجوزه”»
الجد بتنهيدة”
أستغفر الله العظيم”أسمعيني يا بنتي مفيش حل تاني غير جوازك منه”وعشان أريحك معنديش مشكلة ان كل واحد منكم يعيش في اوضه لوحده الحد لما ترضي وتسامحيه هاا من رأيه ده حل مناسب”هاا يابنتي قولتي ايه متوجعيش قلبي أنا مش ناقص»
لم تجد شئ لتقوله سوا الصمت الذي اعلن عن موافقتها”بينما نجية فلم يعجبها مايحدث مما دفعها للتحدث بزعر”
هو ايه اللي هو في اوضه وهي في اوضه دايه الجوازه اللي معا وقف التنفيذ ديه”ياعيني عليك يابني مره عمل نفسه عريس لحياة ومره هيتجوز وينام لوحده بقولك ايه ياعمي حسان ابني اتبهدل معانا من الأخر كده الواد مش هيتجوز”
رمقها الجد بصلابه”
واله عال هتعصي اوامري يا نجية ياله ماهو معدش ناقص غيرك اللي يعصاني عشان تبقي كملت”
تنهدت ببعض الهدواء”
يوه ياعمي والله مقصد بس حسان صعبان عليا حظه مهبب معا عرايسه”
والا حظة مهبب والا حاجة كله هيبقي زي الفل بس قعدي أنتي واهدي وأفرحي لابنك»
هكذا أستقبلت وصيفه حديث نجية التي جلست بحزن علي مايحدث”»
ومر بعض الوقت وتم عقد قران ليلي وحسان» بعدما أخبره الجد بشروط زواجه من ليلي الذي وافق عليها جميعهم”وصعدا كلن منهم الي حجرته”ولم يتبقي غير الجد الذي كان يجلس في أنتظار صفوان ليخبره بما حدث»
»»»»»»»»»»»»»»»
»»»»»»»»»»
يتبع…