اخر الروايات

رواية رحلة جديدة الفصل الثاني 2 بقلم رندا شرقاوي

رواية رحلة جديدة الفصل الثاني 2 بقلم رندا شرقاوي

الفصل الثاني
رحلة جديدة
بقلم رندا شرقاوي
انتبهت الى زوجها الذي يتكلم بحزن على قلة حالها وظروفه المادية الصعبة التي جعلته لا يستطيع ان يلبي لابنته طلبها، رغم تفوقها اللي هو متأكد منه..
فقال: انتي تكلمي مع ايمان بنتك على انفراد، وكأنني انا مش عارف، قولي لها هاتي النتيجة ولو عاوزة تدخلي ثانوي عام خليها للسنة الجاية ان شاء الله، ربنا ييسر الامر كده، وان شاء الله السنة الجاية نقدر نقدم لها على الثانوية..
نجلاء بدهشة وصدمة: هو انت عايز تعمل كده في بنتك؟ وتخليها للسنة الجاية، زي اللي عايدين سنة، مش لازم تقدم لها ثانوي عام، ممكن تقدم لها مدرسة مصاريفها قليلة، دروسها مش غالية، تكون زي الصنايع والتجارة، بس ما تخليهاش تقعد في البيت واصحابها يسبقوها بالشكل ده..
انهارت قوته وهو ينظر لها بتفكير فقالت: انت اتكلمي معاها، وانا هتكلم فعلا معاها زيك ونحكي لها ان الوضع المالي مش كويس، واكيد هى هتفهم
علاء: طب ماشي لما تيجي ربنا يقدم اللي فيه الخير ونقدر نتكلم معاها، بتمنى انها ما تزعلش وتقدر تفهمني وتفهم جو البيت..
عمر في الباب وهو ينظر لاهله بغضب وقلق وحيرة على كلامهم الذي سمع منهم وهو يقول:
_ أقول ليكم ايه دلوقتي؟ انتوا بتتكلموا مع بعضيكم على وضع البيت، وما تعرفوش ان احنا اكيد هنكون شايلين معاكم شوية، رغم سني الصغير، بس لازم تحكو لينا كل حاجة، وبعدين متعرفوش ان انا ولد ممكن كنت رحت اشتغلت شويه وساعدت في البيت
اهله وهم يبتسموا له نجلاء بفرح من كلامه قالت:
_ هتعمل ايه رغم سنك الصغير ده يا ولدي؟
علاء بفرحة: وهو دلوقتي سنك ده هيسمح انك انت تشتغل ايه قولي الشغل اللي انت هتشتغلها وانا هوديك لحد عنده
نجلاء وهي تنظر لعلاء نظرات مليئة بقلق لكنها أدركت قصده فقالت:
_ قول لابوك يا ابني خليه يوديك اذا كان الحالة واقفة على الكل، وابوك مش لاقي، انت معاك شغل يا حبيبي
عمر يا امي هو الولاد اللي بيجوا يسرحوا بالعيش وبيقولوا يلا عيش المصري، انا عايز اعمل زيهم، خلي بابا يجيب لي في عربية من اللي بتزق، وابيع عليها عيش مصري انا هسرح، وبعدين اخذ اجر لاخر اليوم
علاء: هههههههه والله فكرة كوية منك، بس مش وقتها انت ذاكر كتبك وراعي مذاكرتك، ومالكش دعوة باللي بيحصل يا حبيبي
عمر بدهشة: لا انا كبير لازم اشيل معاكم مسؤولية البيت شوية، ما حدش يعارضني من فضلكم يا امي وابي.
وبعدين سيبهم وراح جري على الاوضة بتاعته، علشان يقعد فيها ويفكر هو هيعمل ايه؟
نجلاء وعلاء مفكروش أن والدهم هيفكر في حاجة خالص فكروا انها لعبة منه أو كلام اطفال وخلاص، لكن هو راح بس كان بيفكر في الموضوع
أما هما كانوا بيتكلموا مع بعض بنظرات مليئة بالقلق والحزن
وعلاء يقول: يا رب
دلوقتي الساعة 12:00 الظهر، من وقت ما راحت ايمان على المدرسة، نظرت نجلاء في الساعة وقالت:
_ ليه لحد دلوقتى مجتش؟
علاء بخوف وقلق،اتصل بالفراش
الفراش: الو؟
_انت فراش مدرسة اللي بتدرس فيها بنتي
فراش المدرسة: أيوة أنا الفراش، في مدرسة البلد بس ماعرفش بنتك اسمها ايه؟ قول لي على اسمها وان شاء الله اقدر اعرفها او أميزها من بين الطلبة اللي قاعده هنا..
_ هو لسه في حد. عندك
_ كله الولاد
نجلاء مسكت التليفون بلهفة بنت اسمها ايمان علاء من فضلك تنادي عليها تشوفها قاعدة ولا حصل معاها حاجة يعني .
الفراش: ايمان علاء
ايمان: ايوه انا في حاجة؟ هو دوري جيه في النتيجة؟
الفراش: لا يا بنتي لسه بس ماما وبابا حابين يكلموك و يطمنوا عليك، خدي التليفون
ايمان: الو ماما انا كويسة وقاعدة مستنية دوري، في ناس كثير جاين لولادهم وفيه طلبة من المدرسة، علشان كده انا مستنية دوري.
نجلاء طيب تعالي وبكرة تجيبيها
_ مش هاجي لحد ما استلمها والله ما اجي، وبعدين اجي بكرة ثاني.
الام بحيرة وقلق قالت: بس خدي بالك من نفسك يا ايمان وخلي بالك وانت طالعة لما تستلميها من العربيات، والمواصلات الصعبة
علاء: خدي بالك من نفسك وبعدين لو قعدت النتيجة أكثر من 4:00 العصر تعالي وروحي بكرة، او انا هاجي استلمها لك
ايمان بأدب: حاضر يا بابا تحت امرك، دلوقتي الساعه 1:00 ان شاء الله ربنا يقرب البعيد، نستلم الشهادة وهاجي رافعة رأسك وهجيب معايا حلويات من الدكاكين هنا، تمام
الاب: وتمام يا حبيبتي تمام..
في الوقت دي عمر في الاوضة بيفكر في أي شغل هيطلع هيشتغلها ويساعد منها أهله، وهم مش مفكرين ان ولدهم اتكلم معاهم في موضوع زي ده، وهيكمل تفكير فيه لانهم ماخذوش بجد وفكروا انه كلام عيل صغير بس هو اخذها بحساسية وشفقة على أهله، وهو ينظر أمامه بقلق وحزن..
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close