رواية عذاب وانتقام الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل
عذاب وأنتقام
الفصل الثاني
بالفعل راح ابويا لأخوه الكبير اللى اول ما سمع الخبر رفض رفض تام، وبرغم موافقة أمي الا ان عمي كان مش مقتنع باللى بيتقال، وعرف ان بابا بيخترع حوار علشان بس يتجوز برغم ان العروسة مفيهاش ميزة عن امي لاء دى كمان من نفس البلد اللى امي منها، وعارفة ان ابويا متجوز حنان اللى هي امي، اللى تعتبر جارتها، بعد محاولات كتير من ابويا مع عمي وعمتي اللى كانوا مش مقتنعين قرر انه ينفذ الخطوة دي، لكن عمي ومرات عمي راحوا لأمي ونصحوها انها متوافقش على اللى ابويا بيطلبه، وترفض تساعده بالدهب بتاعها، لكن هي كمان كان معندهاش شخصية، وصعب عليها او خافت عليه يجراله حاجة بسبب انها صدقت الكدبة بتاعته... وللأسف كل حاجة مشيت زى ما كان مجدي عايز وزي ما سيدة كمان عايزة.
سيدة دى مرات ابويا، اللى اول ما شافته وهى حاطة عنيها عليه، وبرغم أن اهلها مبسوطين احسن من اهل امي الا انها وافقت تتجوز بأقل الامكانيات بالعكس ده كمان اهلها كانوا رافضين الجوازة علشان ابويا يعتبر متجوز بنت جارتهم وكانوا عاملين حساب للجيرة، لكن لأن سيدة هددت اهلها انها هتهرب وتتجوز من وراهم اضطر اخوها انه يوافق وهو الوحيد اللى جه وصلها يوم الفرح لحد بيت ابويا، وكان جاي غصب عنه، جاية شايلة طشت كبير على دماغها مليان حلل واطباق وكيس فيه شوية هدوم، محدش من اهل ابويا كان فى استقبالها خالص، ورغم أن ابويا عارف ان كله رافض الا انه مشغلش باله بأى حد، وتم الجواز زى ما هو كان عايز، لكن اللى حصل بعد كده هو اللى كان اصعب من اللى فات مليون مرة.
فاتت الأيام عادية، أمي كانت حاسة بالغيرة بتاكل قلبها، لكن مستنية تعدي الفترة اللى قال عليها ويطلقها، وجه ميعاد ولادتي ومحضرش ابويا علشان سيدة رفضت.. عمي ومرات عمي وعمتى هما اللى كانوا مع امي في بيت ابوها وقت ولادتي، وهما اللى وقفوا جنب امي بعد ربنا فى كل حاجة، كانوا بيحبوها بجد وزعلانين عليها وزعلانين من اخوهم كمان أما بالنسبة لأهل امي اللى كانوا هما كمان رافضين اللى عملته امي مع ابويا واستسلامها لكن فى الاخر مش هيقبلوا ان بنتهم تطلق ومعاها عيل صغير هما مش هيقدروا يتحملوا مسؤولية طفل صغير، لكن كل ده كمان كان عادي وامي كانت بتحاول تعديه.
جه ميعاد السبوع وابويا جه ومعاه العروسة عند بيت اهلها، لابسه دهب قشرة ماليه ايديها وصدرها بيه وكل ما تقابل جارة من الجيران تقول:
- ده مش طايقها، هو بس مستني نفاسها يعدي على خير ويطلقها، عجبه فيها ايه الهبلة دى.
ولما تقابل جارة تانية:
- جايبلي شيء وشويات، لو تيجوا تشوفوا البيت فى اسكندرية فيه الخير كله، من الابرة للصاروخ، ده بعد اسبوع على الجواز راح جابلي الست غوايش والماشاء الله اللى فى السلسلة دي.
فضلت على الحال ده كل ما تقابل حد من الجيران تقول كلام من نفس النوع، برغم ان ابويا مستحيل يروح يشتري حتة دهب لو حتى لأمه، لكن هى كانت متعمدة تعمل كده.
وصل الكلام لأمي لما واحدة من الجيران دخلت تسلم عليها ولقيت ابويا قاعد، رددت قصاده الكلام اللى سيدة دايرة تقوله فى البلد، وابويا اتصدم من الكلام اللى بيتقال، وبعد ما خرجت الست اتكلم لما شاف امي بتعيط من قهرتها:
- اوعي تصدقي الكلمتين دول، دي بس بتقول كده علشان تعمل منظر قصاد اهل البلد، ده انا مش طايقها.
حنان بدموع:
- مش طايق مين بس يا مجدي؟ ده أنت محضرتش ولادة اول فرحتك، ده انت مفتكرتش تيجي تبص على ابنك ولا تطمن عليا غير لما جيبتها فى ايدك، هو ده اللى انت قولتهولي قبل الجوازة؟ هو ده اللى انا وقفت قصاد اهلك واهلي علشان اوصله؟
مجدي:
- بقولك ايه يا حنان، انتى عارفة انا لا بجيب دهب ولا الكلام اللى اتقال ده كله، وبعدين انا عندي شغل مش فاضي والحال مزنق معايا، وبعدين انا جايلك مخصوص علشان اقولك ان الجمعة الجاية اختي سلوى راجعة من السفر وهاجي اخدك انتى وخالد علشان نروح نسلم عليها.
حنان بفرحة وكأنها مكانتش حاسة بقهر من لحظات:
- بجد يا مجدي، هتيجي تاخدني؟ هنزل انا وانت اسكندرية ونروح لأخواتك كمان؟
مجدي:
- اه أومال ايه؟ أنا ممكن اقولك خليكي وهي تيجي تباركلك، بس انا قولت علشان تغيري جو الولادة بقى واهو فرصة اخدك تاكلي جيلاتي في بحري.
حنان بفرحة اطفال:
- ربنا يجبر بخاطرك زى ما بردت قلبي.
مجدي:
- يلا انا هقوم بقى علشان الحق ارجع اسكندرية قبل الليل.
حنان بأندهاش:
- ايه ده؟ انت مش هتبات هنا ولا ايه؟ يعنى بعد اكتر من اسبوعين جاي شبه الضيف كده وماشي؟ طيب لحقت تشبع من ابنك؟
مجدي بمكر:
- هو أبني ده يتشبع منه ولا من امه حتى، بس معلش انا على عيني انى اسيبكم وارجع الليلة، لكن علشان عندى شغل ومعايا فلوس بتاعت صاحب العربية عايزها الساعه 8 بليل لازم اوديهاله.
حنان بتحاول تقنع نفسها بأنه بيقول الحقيقة:
- ماشي يا مجدي، ربنا يوسع رزقك، بس متغيبش علينا ياخويا بتوحشنا.
مجدي بتمثيل:
- لأ اغيب ايه بس؟ يومين كده اخلص بس شوية الشغل اللى ورايا وافوق بقى للحوار اللى انا فيه ده، ماهو انا مش هطول معاه اكتر من شهر يعني.
حنان:
- يلا ربنا يستر عرضها وعرض البنات كلهم.
أمي كانت طيبتها واصلة لمرحلة العبط او الهبل، يمكن لو كانت عايشة لحد دلوقتي عمري ما كنت هصدق انها مجرد انسانة عادية، الذاجة والطيبة المبالغ فيها دي مبقيتش موجودة، ولا فيه واحدة تتعامل بيها مع جوزها اللى راح اتجوز عليها اصلا، لكن أمي بقى كانت كده للأسف، مشي ابويا وعلشان كان متحرم عليه انه يدخل بيت اهل سيدة كان لازم يقف برة جنب الشباك ينده عليها لحد ما تخرجله، وفعلا طلعت سيدة وهي قالبة وشها عليه.
مجدي:
- مالك يا ست العرايس؟ مكشرة ليه؟ حد زعلك ولا ايه؟
سيدة بتمثيل:
- زعلانة على حال امي يا مجدي، اهو انت شايف حالها جيت لقيتها قاعدة لواحدها.
مجدي:
- ربنا يديها الصحة، طيب ومرات اخوكي فين هى مش كانت بتبقى قاعدة معاها؟
سيدة:
- وهتعملها ايه بس مرات اخويا؟ أنا امي صعبانة عليا عايزة ابقى اجى اقعد معاها يومين، واهو تقضى يومين مع ابنك برضو علشان الناس متقولش عليا منعاك منه.
مجدي:
- مين اللى يقدر يقول كده؟ بس انا يعني ماليش طقطان على القاعدة هنا، ومش هبقى براحتي ومش هعرف اجيلك بيت امك.
سيدة:
- يوووه، هو مش انت ياراجل كنت قاعد مع الهانم هنا قبل ما نتجوز؟ ايه اللى اتغير بقى وقل مزاجك؟
مجدي:
- ما انتي اللى جيبتي رجلي بقى، خلتيني مش عارف استغنى عنك يا قشطة انتي.
سيدة:
- هههههه، طيب بقى علشان اوحشك أكتر، وبعدين مش عايزة الناس تتكلم وتقول انى اتجوزت ورميت امي، دى كفيفة ومش هتعرف تخدم نفسها.
مجدي:
- خلاص اللى انتي شايفاه، المهم تبقى مرتاحة.
ابويا من وقت ما اتجوز سيدة وهو حاله متبدل، اه هو مش بيعمل حساب لحد طول عمره، لكن هي قدرت تثبت كفاءة من اول اسبوع فى الجواز، مع انها كشكل بيقولوا امي كانت احلى، وفعلا ده اللى حصل رجعت بعد يومين سيدة قعدت فى بيت امها، كانت امها ست طيبة ومش راضية بالجوازة لكن فى الاول وفي الاخر سيدة بنتها الوحيدة على الصبيان اللى كل واحد شايف حاله، واه فضلت مانعة مجدي انه يدخل بيتها لكن مطولش اوي الموضوع ده، وخلال الفترة اللى هي قاعدة فيها عند امها كان ابويا قاعد معايا انا وامي فى البيت اللى واخده فى البلد جنب بيت سيدي.
فات الأسبوع بسرعة غريبة، ابويا بيجيب طلبات البيت بس معملش ليا سبوع مع اني اول فرحتهم زى ما بيقولوا، وده كان لأن سيدة مش هتقدر تحضره، ولأن امي بترضى باللى بيقوله وعارفة ان طاعتها العمياء دي بتزعل اهله واهل ابويا كمان، الا انها من حبها فيه بتقبل اقل من القليل كمان.
حنان:
- صباح الخير يا مجدي.
مجدي:
- صباح الخير، حضريلي افطر.
حنان بأبتسامة:
- عنيا حاضر، هنروح النهاردة نسلم على اختك؟
مجدي:
- أه على المغربية كده اخلص شوية شغل واعدي عليكي تكوني جاهزة انتى والواد.
حنان بفرحة:
- هوا الفطار يكون جاهز.
فعلا حضرت الفطار وهى مستنية المغرب ييجي بفارغ الصبر، فطر ابويا وخرج من البيت خلص شوية مشاوير ورجع غير هدومه وكانت امي جهزت تقريبا وبتجهز زيارة رايحة بيها لعمتي.
مجدي:
- خلصي بقى اللى بتعمليه ده وهطلع اشتري شوية فاكهة كده واجي.
حنان:
- أنا خلصت ياخويا هقفل الشنطة بس ونادي عليا من الشباك هطلعلك.
مجدي:
- ماشي.
طلع ابويا يجيب الفاكهة، وأمي كانت محضرة لعمتي زيارة كأنها بتخزن بيت عروسة، اه حالها على قدها لكن لو هى مش هتاكل بس تقدر الناس تعمل ده، وقفت فى الشباك شوية مستنية ابويا اللى اتأخر، ورجعت دخلت تاني علشان تأكلني قبل ما نمشي.
خالتي:
- ايه هو جالك ولا ايه؟
حنان:
- لاء يا سحر، انا قولت ارضع خالد علشان ميجوعش فى الطريق، هحتاس بيه.
خالتي:
- مش عارفة انا انتي منين جايبة طولة البال دي؟ أزاي تبقى راضية ان جوزك بينام فى حضن واحدة تانية غيرك، لاء وفي بيتك كمان.
حنان:
- هنعمل ايه بس يا سحر؟ اطلق واجي اقعد بأبني لأبوكي يأكله؟ وبعدين انتي عارفة الشيطان، والله هو مش وحش يمكن بالصبر الحال يتصلح.
خالتي:
- ان شالله ياختي، هروح انا بقى البيت ولا انتي لسه عايزة مني حاجة اساعدك فيها؟
حنان:
- لاء يا حبيبتي تسلم ايدك، تعبتك معايا النهاردة، بس لازم ادخل على الناس بحاجة عليها القيمة، وانتى نفسك فى الاكل احلى مني.
خالتي:
- تعيشي وتعملي يا حبيبتي، صاحبة واجب، يلا لما ترجعي بقى بالسلامة لو عوزتى حاجة قوليلي.
حنان:
- ماشي ياختي، ربنا يخليكي ليا.
فعلا طلعت خالتي سحر اللى كانت زعلانة على حال اختها، بس مينفعش تخرب عليها ولا تحرضها على الطلاق ولا حتى المشاكل، هي عارفة ان ابويا كده كده هيعمل اللى فى دماغه.
بعد شوية جت واحدة جارتنا ندهت على امي اللى طلعتلها من الشباك وهي بتضحك على كلام جارتنا والفرحة فى عنيها.
الجارة:
- ايه الحلاوة دي يا بت يا حنان، أنتي خارجة ولا ايه؟
حنان بفرحة:
- أه شوفتي، اصل اخت مجدي الكبيرة رجعت من السفر ورايحين نسلم عليها.
الجارة بأستغراب:
- أيه ده؟ ازاي انتى كنتي هتروحي معاهم؟ يخربيت قلبك البارد.
حنان بأستغراب:
- هما مين دول اللى هروح معاهم؟
الجارة:
- مع مجدي وسيدة.
حنان:
- لاء يا ستي، أنا رايحة انا ومجدي وخالد، ده انا مجهزة نفسي وراح بس يجيب شوية طلبات وماشيين.
الجارة:
- يابت طلبات ايه؟ انا لسه شايفاهم من شوية وهما ماشيين، دي كانت واقفة معايا وهي لابسة الحتة اللى على الحبل بقى ومتزوقة وقالتلي رايحة مع مجدي تسلم على اخته.
حنان بصدمة:
- يعني هي قالتلك كده؟ انتى سمعتيها بودنك؟
الجارة:
- بقولك كانت واقفة معايا، وجه خدها ومشي، ده سلم عليا حتى.
الجارة بتقول ان امي عنيها دمعت، واستأذنت منها وطلعت من البيت وخدتني معاها ودتني البيت عند ستي، حتى خالتي سألتها في ايه؟
رديت عليها امي:
- مفيش حاجة شوية وراجعة تاني.
بس امي مرجعتش تاني، أمي مخدتنيش فى حضنها تاني، أمي مأكلتنيش مرة تانية، مشبعتش منها وكان لسه عمري مفاتش عليه شهرين، طلعت على البيت مرة تانية....وولعت في نفسها.