اخر الروايات

رواية جواز اضطراري الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم هدير محمود

رواية جواز اضطراري الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم هدير محمود

بارت 28

جذبها نحوه وضمها بين ذراعيه استكانت للحظات وهدأت ثم ابتعدت عنه فجأة حاول أن يقترب منها ثانية لكنها انتفضت وابتعدت مرة آخرى نظر لها نظرة حزينة وقال : للدرجادي يا مريم معقول خايفة مني أناا

-مريم بتأثر :أيوه خايفة منك يا أدهم مش هنسى أنك كنت هتغتصبني بالرغم إني كنت قبلها بين أيديك وأنتا اللي بعدت عني

-أدهم بأسى : مكنش قصدي أعمل كده بجد أنا اتعصبت من كلامك وخصوصا لما جبتي سيرة الزفت اللي كنتي متجوزاه لكن أول ما شفت دموعك مكملتش وبعدت مهنتيش عليا كانت لحظة غضب وغيرة بس

-لأ أنتا مكملتش لأنك مقدرتش عشان تخيلته مكانك زي ما قولتلي قبل كده مش عشان أنا أهمك ولا دموعي هي اللي منعتك أنا كنت بعتبرك اماني وحمايتي لكن بعد اللي كنت هتعمله أنا بقيت بخاف منك زيك زيه

-أدهم بلوعة : أنااا..أنا يا مريم زي زيه شكرااا أنتي عمرك ما هتفهمي احساسي لأنك مش راجل على العموم أنا مش هنام هنا عشان تنامي براحتك وتتطمني ومتبقيش قلقانة طالما أنا بقيت بخوفك زيه

-مريم وقد استشعرت ثقل كلماتها عليه : هتنام فين؟ خلاص خليك أنا هتغطى كويس وأنتا نام على الفوتيه هنا عشان محدش يشوفك وأنتا خارج من الأوضة

-لأ متخافيش محدش هيشوفني ولو حتى حد شافني هبقى أقولهم أي حاجة تصبحي على خير

-وأنتا من أهله

خرج من الغرفة ودخل الغرفة الآخرى التي كانت تنام فيها مريم مع والديها حينما يأتون ل زيارتهم تذكر الأجندة الخاصة به والتي كان يدون بها مذكراته منذ زمن كانت في المكتب الخاص به والذي نقلته أمه إلى تلك الغرفة حينما تزوج، أخرج الأجندة من الدرج وظل يكتب ما يضايقه ما يحزنه ظل يكتب ويكتب وكانت هناك عينان تراقبه في صمت لم تكن تلك العينان سوى عيني والدته التي سمعت صوت باب غرفته وهو يفتح ف خرجت بهدوء لترى ما يحدث وبالفعل رأته خارجا من غرفته متوجها للغرفة الآخرى استبد بها القلق على ولدها ف دفعها ذلك لأن ترهف السمع على باب الغرفة التي دخل بها ولما لم تستمع شيء نظرت من ثقب الباب الموجود مكان المفتاح فرأته يكتب في أجندته القديمة التي كان لا يكتب بها إلا وهو حزين نظرت لملامحه ف وجدت الحزن هذا قد شق طريقه على وجهه انتظرت حتى فرغ من كتابته ودس الأجندة بين كتبه عادت لغرفتها وانتظرت حتى نام ....

وفي الصباح عاد أدهم إلى غرفته بعدما جاءت إليه مريم وطرقت الباب وما أن رأت الغرفة التي شهدت على أيامها مع والديها وأيضا شهدت ليلة زواجها الأولى من مروان اخفضت رأسها بحزن وألم ثم قالت لأدهم :

-يلا عشان تنام ف أوضتك عشان زمان ماما هتصحى بسرعة عشان محدش يلاحظ حاجة

-رد أدهم بوهن ويبدو أن البرد تملك منه : حاضر

وبينما قام من على السرير شعر بدوار خفيف ف أمسك بالباب قلقت عليه بشدة قائلة :

- أدهم مالك في أيه ؟

- أدهم بضعف : مفيش حسيت بدوخة خفيفة كده الظاهر البرد هيعمل معايا الصح

- مريم بتردد : طب أسند عليا عشان تروح أوضتك

أسند ذراعه عليها وحاوطته هي حتى أدخلته غرفته شعرت بأن حرارته مرتفعة مدت يدها على رأسه وجدته ساخنا للغاية نظرت له بقلق قائلة

- أنتا سخن أوي

- لما هنام هصحى كويس بصي معلش في دوا برد هتلاقيه في الصيدلية الصغيرة اللي في الحمام هاخده وهبقى كويس إن شاء الله

ذهبت واحضرت دواء نزلات البرد وأعطته له واحضرت أيضا الترموتر لتقيس حرارته وحينما قرأتها وجدتها قد تجاوزت ال 40

- نظرت له برقة وقلق قائلة : أدهم حرارتك 40 لازم تاخد دش دلوقتي عشان الحرارة تنزل

أدهم وقد تذكر "الدش " الذي أخذه المرة الماضية حينما كانت حرارته مرتفعة فقال:

- دش! لأ لأ بلاش المرة اللي فاتت بهدلتيني الدوا هيخليني أحسن

خرجت مريم من الغرفة ونام أدهم على الفور لكن بعد دقائق قد عادت ومعها أخيه ياسين ووالدته

-مريم بصوت هامس :أدهم أصحى ياسين هيساعدنى وندخلك الحمام تاخد دش

-أدهم وقد رأي ياسين ووالدته أمامه : ليه يا مريم قلقتيهم بس شوية برد وهيروحوا لحالهم

-اقتربت عفاف ب حنيه ولهفه قائلة : سلامتك يا وليدي ثم وضعت يدها على رأسه وقالت : وووه ديه جتته جايدة نار يا بتي شوفيله علاج أجده

-مريم : ما هو خد علاج بس لازم ياخد دش حالا

أسنده ياسين من جهة ومريم من الجهة الآخرمما جعلها تقترب من يد ياسين شعر أدهم بذلك ف نظر لها قائلا :

-خليكي أنتي هنا يا مريم ياسين هيساعدني

ابتسمت لأنها فهمت أنه غيران من قربها من أخيه فقالت بهدوء :

- حاضر

أدخله أخيه بملابسه تحت الدش وكان يرتعش بشدة من أثر بروده الماء مع جسده السخن وما أن خرج من الحمام حتى أحضرت له عفاف ما يرتديه كانت مريم مرتبكة للغاية وهي تبدل له ملابسه وكانت أمه تلاحظ كل سكانتها وما أن وصلت لملابسه الداخلية فقالت أنها ستذهب لتصنع مشروبا دافئا له وتركت الأمر لأخيه وخرجت مع عفاف خارج الغرفة اعدت له المشروب ثم عادت إليه وكان قد انتهى من تبديل بقية ملابسه دثرته والدته بالغطاء وخرجت من الغرفة وتركت مريم بجواره لكن عفاف لم تعود إلى غرفتها بل ذهبت للغرفة الآخرى التي بات فيها ولدها ذهبت لتبحث عن الأجندة التي أخفاها وما إن وجدتها حتى قرأت ما كتبه للتو وصعقت مما كتبه وحزنت عليهما بشدة وعادت مرة آخرى لغرفة ولدها طرقت بابها طرقا خفيفا ف خرجت مريم من الغرفة طلبت منها أن تأتي معها ليتحدثا قليلا في الغرفة المجاورة وبالفعل ذهبت مع زوجة عمها التي استهلت حديثها معها قائلة :

-أني رايده أعرف دلجيت يا بتي الحجيجة

-مريم بعدم فهم : حقيقة ايه يا ماما ؟

-عفاف بحنان : مش بتجوليلي يا ماما طب هو في بت بتخبي على امها جوليلي يا بتي حجيجة علاجتك ب ولدي أنا خابره كل شي بس رايده اسمع منيكي

-مريم بصدمة : عارفة ؟ عارفة أيه ؟ ومين اللي قالك ؟

-عفاف : مش مهم مين جالي المهم أنتي اللي تجوليلي

-مريم باستسلام وكأنها أرادت أن تزيح هذا الحمل عن كاهلها : هقولك الحقيقة عشان مش قادرة أخبي عنك أكتر من كده ويمكن لأني محتاجة حضنك أوي يا ماما

-عفاف : جولي يا بتي أني سمعاكي

-مريم : الحقيقة إني أنا وأدهم متجوزين على الورق بس ومفيش بينا أي حاجة تانية وهنتطلق لما نرجع مصر

-عفاف بصدمة لما سمعت لانها لم تتوقع ألبته ما قالته مريم : وه! عل الورج ؟ كيف يعني ؟ يعني ولدي مدخلش عليكي ؟

-مريم : أيوه ..مش حضرتك قولتيلي أنك عارفة

-عفاف : كنت شاكة ف حاجات تانية لكن متوجعتش أنها توصل ل أجده اتوجعت أنكو متخانجين مع بعضيكوا عشان أني وعيت ل أدهم ولدي وهو داخل من البلكونة ومعاه الفرش ووعيتله بعد شويه وهو خارج ينعس في الأوضه التانية لكن متوجعتش وااصل اللي عتجوليه ده طب ليه ؟وليه تتطلجوا وأنتوا هتحبوا بعض وكلياتنا واعيين ل أجده زين ؟

-عشان أدهم مش قادر يكمل معايا ويشوفني مراته وأنا كنت متجوزة قبل كده بيقولي أنه كل أما بيقرب مني بيفتكر طليقي وبيتخيله ف مبيقدرش يقرب مني وبيبعد

-له يا بتي ديه مش الحجيجة واصل أدهم ولدي غيوور أه لكن مش عبيط ولا غبي عشان يدخل ديه ف ديه وبعدين يا بتي هوه هيحبك أكتر من روحه أكيد في حاجة تانية منعاه عنيكي

-أنا كمان كنت فاكره كده لكن ديه الحقيقة اللي هو بنفسه قالهالي

-عفاف بتردد : له أدهم هيحبك يمكن أكتر ما بتحبيه بس في حاجة تانية أنا واثجة من أجده

-مريم : وأيه اللي مخلي حضرتك متأكدة إذا كنت بقولك أنه هو اللي قالي الكلام ده؟

-فتحت عفاف درج المكتب وأخرجت منه الأجندة التي كان يدون بها أدهم مذكراته وقالت لها : أجري(أقري) ديه يا بتي وأنتي تعرفي الحجيجة تعرفي أن ولدي هيحبك ورايدك بس في حاجة أشد منيه وهي اللي منعاه يجرب منك حاجة غير اللي جالهالك

-مريم وقد أخذت منها الاجندة واخذت تقلب فيها بعينيها قبل أن تفتحها وقالت متسائلة : أيه ديه أصلا ؟

-عفاف : ديه الأجنده اللي دايما ولدي كان بيكتب فيها لما يبجى مضايج ووعيتله بيكتب فيها لما خرج من عندك وبعدين دسها جيت أني جبتها وجريتها لحد ما عرفت اللي بجولك عليه أجريها وشوفي

فتحت مريم الأجندة الخاصة ب أدهم واستقرت عندالصفحة التي سطرها اليوم ووجدته قد كتب ما يلي "لم أستطع أن أخبرها الحقيقة أفضل علي أن تتركني الآن وهي تظن أنني ابتعدت عنها ل غيرتي من طليقها الحقيرهذا حقا يؤلمني كلما تذكرت إنها كانت ف يوم من الأيام بين أحضانه يؤلمني أنه ملكها يوما ما استنشق عبيرها وتنعم بدفء أحضانها لكن ليس هذا ما يبعدني عنها فأنا لا أريد الابتعاد أقاوم بكل ما أوتيت من قوة حتى أتحمل هذا الهجر كم يريد العصفور أن يعود لعشه كم أتألم من أجلها، اليوم بل في تلك اللحظة خافت مريم مني شعرت أنه أهون علي أن تفارقني روحي من أشعر بمثل هذا الشعور أخبرتني أني مثله كم طعنتني كلمتها تلك بخنجرا في قلبي بل ليتها طعنتني أهون علي من هذا التشبيه الظالم لكني أعذرها هي لا تعلم سبب ابتعادي عنها وأخشى أن اخبرها به اخشى أن يأتي اليوم وتتركني أو تبقى معي فقط وقد تغير شيء بداخلها نحوي لو بقت معي بعدما تعلم الحقيقة المختبئة لن تكن سعيده اعلم ذلك لا اريد أن أرى بعينيها سوى الحب لو رغبت في بقاءها على حساب سعادتها سأبقى أنا الظالم حقها أن تتزوج ممن يستحقها من يملك إسعادها أنا لا أستحق ذلك القلب النقي البريء لكن أيضا لا أطيق أن أتركها لرجل آخر الموت أيضا أهون يارب دبرني فأنا لا أحسن التدبير يارب كن معي "

وما أن قرأت مريم كلماته انسابت الدموع من مقلتيها كالشلال قائلة :

- طب ليه ؟ ليه بيعمل فيا وف نفسه كده؟ ليه يخليني أظلمه وأيه السر ده لاازم أعرفه ..لاازم أعرف الحاجه اللي بعداه عني لازم يعرف يا ماما أن مهما كان السر ده كبير ف حبي ليه أكبر من أي حاجة تفتكري لو واجهته وسألته هيقولي ولا بردو هيخبي عني ؟

-أجابتها عفاف : له يا بتي لو سألتيه مش هيجولك الحجيجة الحل أنك تخليه يحس أنك هتضيعي منيه بجدهتروحي لرجال تاني وجتها مش هيجدر يتحمل وهيجولك اللي جواه

-مريم :ومين بقى الراجل التاني ده ؟

-عفاف :مفيش غيره ينفع عمر ابن خالتك زهرة

-مريم بدهشة : هو مش عمر مسافر

-عفاف : رجع يا بتي من خمس شهور وسألني عنيكي عمر راجل صح وبشمهندش كد الدنيا وراجل بسم الله ماشاء الله هوه ده اللي أدهم ولدي هيغير منيه

-مريم بقلق :ماما أنا خايفة أن الخطة ديه بدل مترجعهولي تبعده عني أكتر أدهم انفعاله وحش ممكن يطلقني فيها

-عفاف : متخافيش يا بتي أنا بردك مش هضحي بعلاجتك بيه أني خابرة هعمل أيه زين النهارده هروح ل عمر واجابله وأجوله اللي أحنا هنعمله

-مريم : بس أنا مش هقعد معاه ويقعد بقا يحب فيا والكلام ده وبعدين أنتي هتقوليله ايه ؟

-عفاف : يا بتي عمر خاطب وهيتجوز كمان شهرين أجده وبعدين هجوله أن في مشكلة أجده بينك وبين ولدي وعشان نصلح بيناتكو هنخليه يغير منيه وإني معملتش أجده إلا إني خابرة أنه زي خوكي ومش هيتأخر عنيكي ف أي حاجة وبعدين متخافيش لا هيجعد يحب فيكي ولا حاجة سيبي كل حاجة على أمك عفاف وهخلي ولدي يجيلك ويجولك كل اللي جواه أهم حاجة يا بتي لا تعامليه زين ولا تعامليه عفش يعني تبجي حنينة بس مش مدلوجة تغريه من غير متجربي منيه وفرصة أنه مرضان خليه ينعس جارك على فرشتك بس متديلهوش ريج حلو فاهماني يا بنيتي

-مريم بتنهيدة : فاهماكي يا ماما ربنا يستر

أتفقتا مريم وعفاف على تفاصيل الخطة حتى يبوح أدهم ب سره الخفي ثم عادت لغرفتهما ونزلت عفاف ل تقابل عمر وتشرح له دوره

مضى اليوم على نحو هاديء ذهبت عفاف ل عمر وأخبرته بتفاصيل الخطة ووافق بترحاب شديد لانه يعتبر مريم أخت له....

أما مريم ف ظلت طيلة يومها بجوار أدهم الذي كان يشعر بأعياء شديد من أثر دور البرد الذي أصابه وفي المساء بدأ يتحسن تدريجيا قام وحمل غطاءه ووسادته لكن مريم أوقفته قائلة :

-رايح فين ؟

-هقوم أنام على الفوتيه عشان تعرفي تنامي براحتك

-لأ مش هتنام على الفوتيه أنتا تعبان كفايه اللي حصلك بسببي

-أدهم ب وهن: مريم أتكلمنا ف الموضوع ده أمبارح وقولتلك أنتي مش هتنامي على الفوتيه خلصنا بقا

-ولا أنا هنام على الفوتيه

-أدهم وقد رفع حاجبيه متسائلا : أمال هتنامي فين ؟

-مريم ببرود: جنبك على السرير

-أدهم بصدمة : هتنامي جنبي على السرير؟! وأنتي أصلا بتخافي مني أزااي ؟

-مريم وهي تنظر لأدهم في عينيه فجأة : أنتا عارف كويس إني مش بخاف منك

-أدهم بحزن: كنت عارف لكن دلوقتي مش عارف ولا متأكد من حاجة أنتي أمبارح قولتيلي كده

-كنت متعصبة ومتضايقة منك مش أكتر نام وأرتاح وأنسى الهبل ده

بعدما أنهت كلماتها نامت بجواره بهدوء لكنها أعطته ظهرها وهو فعل مثلها تماما كان سعيد جدا بقربها منه هكذا كان يشعر بأن رائحتها تملأ أنفه شعر بالسعادة تغمره يكفيه أنه يشاركها فراشها ساد الصمت بينهما لحظات ثم تسائل وكأنه تذكر شيئا قائلا :

-مريم ..يعني أنتي لسه بتحسي بالأمان معايا ؟لسه شايفاني سندك وحمايتك ؟

-صمتت مريم لحظات حتى ظن أنها نائمة لكنها أجابته بعدما تنهدت تنهيدة طويلة ثم قالت : أكيد..متهيألي يا أدهم أن الشعور اللي بيتولد بالعشرة وبالأيام الطويلة مبينتهيش من ب موقف واحد أو غلطة واحدة تمسحه صعب أوي

- أدهم وقد اعتدل لينام على ظهره ثم نظر للسقف قائلا: أمال ليه قولتيلي كده ؟ أنا عمري ما حسيت بوجع قد اللي حسيته في اللحظة دي؟

أعتدلت مريم هي الآخرى ونظرت له بعدما اقتربت منه للغاية وقالت :

- أسفة بس أنا كمان كنت موجوعة أوي

ثم ابتعدت عنه وأعطته ظهرها مرة آخرى انتفض أدهم من أثرقربها الشديد هذا شعر بأن رائحتها تغمره وأنه استنشق زفيرها فأغمض عينيه وهو يحاول أن يتنفس ببطيء حتى يهدأ من نفسه حتى لا يتهور مرة ثانية

مرت الليلة بسلام وفي اليوم التالي كان أدهم أفضل حالا وبينما كانا يتناولا فطورهما في غرفته طرقت والدته الباب وحينما دخلت وجهت نظرها تلقاء مريم قائلة :

-مريم يا بتي في ضيف تحت رايد يجابلك ؟

-مريم وقد رسمت الدهشة على ملامح وجهها : ضيف ؟ ضيف مين يا ماما ؟

-عفاف ببشاشة : عمر ابن خالتك زهرة

-مريم بسعادة : عمر ! معقوله هو جه من السفر أمتا ؟أنا بقالي كتير مشوفتهوش طب يلا أنا جاية معاكي أهوه ثم نظرت لأدهم قائلة : كمل فطارك عشان تاخد دواك وارتاح شوية أنا هنزل أقابل عمر واطلعلك تاني ....

-أدهم بدهشة : عمر مين اللي هتقابليه وأنا هرتاح هنا وأسيبك معاه كيس جوافة أنااا ؟ أنتي شكلك اتجننتي

-أتجننت ليه بس يا أدهم ؟ده عمر ابن خالتو زهرة وبقالنا سنين متقابلناش

-حصلنا الشرف "قالها ساخرا "ثم أردف قائلا :ايه يعني ابن خالتك وبعدين مالك فرحانة كده ليه زي ميكون هتشوفي عمر الشريف يعني

-مريم بابتسامة: وأنتا عرفت منين أن أسمه عمر الشريف بس هو عمر شريف من غير ال

-أدهم بدهشة : لأ والله ! أمممم أنا كنت بتريق قصدي عمر الشريف الممثل وبعدين مقولتليش بردو أيه الفرحة الأوفر ديه أول ما سمعتي أسمه

-الله مش ابن خالتي ومتربين سوا زيك كده بالظبط بس يمكن علاقتي بيه كانت أقوى منك لأنهم جم القاهرة وعاشوا هناك وكنا علطول بنروح لبعض وبعدين بقا سيبني خليني أنزله

- أدهم بغيظ : بقا عمر ده زيي زيه أه وماله أستني ياحبيبتي لما أنزل معاكي

-لأ افطر أنتا براحتك وارتاح ملوش لازمة تتعب نفسك وتنزل أنا هشوفه وشوية وهيمشي

-أدهم بحدة : قولت أستني هنزل معاكي

-تدخلت عفاف قائلة : خليها تتدلى يا ولدي لولد خالتها وبعدين بوك تحت جاعد معاه وأنا رايداك ف كلمتين أجده ثم نظرت ل مريم قائلة : روحي يا مريم يا بتي

لم تنتظر مريم رد أدهم ف جرت مسرعة بعدما ارتدت اسدالها في عجالة وكانت تنظر لنفسها في المرآة أكثر من مرة وهذا ما أغاظه كثيرا لكنه لم يستطع أن يراجع أمه خاصة بعدما أخبرته بوجود والده معهم

نزلت مريم وحينما رآها عمر أقبل ليسلم عليها لكنها أوقفته بأشاره من يدها أنها لا تسلم على رجال واستقبلته بترحاب شديد وبعد حوالي ربع ساعه أستأذن عمها ليصلي الظهر وتركهما بمفردهما لكن الباب كان مفتوح نظر لها عمرباسما :

-زي ما أنتي يا مريم متغيرتيش

-مريم بابتسامة خجلة : قصدك لسة عيلة يعني

-عمر : لأ قصدي لسة حلوة وهاديه

-مريم بحزم : عمر لو سمحت مينفعش الكلام ده أولا لأنه حرام ثانيا عشان أنا متجوزة

-عمر بتوضيح : مقصدتش حاجة والله أنتي زي أختي ربنا يعلم ومتهيألي أنك عارفة كده

-مريم بهدوء: عارفة بس مفيش حاجة في الدين أسمها زي أختي على العموم عايزة أشكرك جدا على موافقتك أنك تساعدنا في اللي ماما عفاف قالتلك عليه

-صحيح عايز أسألك سؤال هو أنتي تمام مع أدهم يعني لو مش عايزاه يا مريم أو مضايقك سيبيه وأخليكي تسافري معايا أنا ومراتي وأشوفلك شغل هناك وترتاحي من الكلام ....

-قاطعته مريم قائلة : تفتكر لو مكنتش عايزة أدهم كنت هفكر ف خطط عشان أخليه يغير؟

-عمر بتفكير :بس أنا خايف خطتك ديه تقلب بالعكس ربنا يستر

-مريم بتوتر : مفيش قدامي حل تاني غير كده ..هستأذنك بس أروح اصلي الظهر وأرجعلك علطول يكون أدهم نزل

-أكيد طبعا أتفضلي وتقبل الله مقدما

أما عند أدهم وأمه عفاف

-أدهم : أيه يا أمي الحاجة المهمة اللي بتقولي عايزاني فيها ؟

-عفاف بهدوء : ريداك تسيب مرتك تتحددت مع ولد خالتها على راحتها

-أدهم بغيظ : نعم ! يعني مكنتيش عايزة مني حاجة وبعدين أيه اسيبها على راحتها ديه ملهاش جوز يعني وبعدين هو قليل الذوق ازاي يطلب يشوفها من غير ما يسأل على جوزها

-عفاف : له يا ولدي متظلمهوش سجل عليك وأنا جولتله أنك مرضان ومجدرش تتدلى تسلم عليه وبعدين هو جلجان على بت خالته ولازمن يطمن عليها منيها هي

-أدهم بغيرة: قلقان عليها ليه ومن أيه ؟ويطمن عليها ليه هو ماله بيها اصلا ؟

-عفاف : يا ولدي كيف بس اللي عتقوله ده ديه بت خالته وزي خيته وسمع الكلام اللي جاله خالها عنيها وجاله كمان أن بوك جوزهالك عشان تتستر عليها ف جه يطمن منيها أنها زينة معاك

-أدهم : أه يعني زمانها قاعدة بترغي معاه وبعدين هو حتى لو مضايقة مني في حاجة أكيد مش هتقولها قدام أبويا يبقا هتفرق أيه أنا كمان أبقى موجود ولا لأ

-عفاف بخبث : له ما زمانت بوك جام يصلي الضهر وسابهم لحالهم أنا وصيته بجده

-أدهم وقد هب واقفا من مكانه : نعم ! أبويا سابهم يعني هما دلوقتي قاعدين بيحكوا لوحدهم وأنا هنا أيه بقا رافع الاريال

-عفاف بحزم: يا ولدي عيب الحديت ده مرتك متطلعش منيها العيبة واصل وهو كمان رجال مليح وولد حلال وبعدين الدار كلياتها ناس رايحة جاية والباب أكيد مفتوح يعني مش لحالهم ولا حاجة

-أدهم بضيق: لأ بردو أنا مش هستنى وبعدين بقالها أكتر من نص ساعة تحت ولسه مطلعتش يبقا أكيد لسه قاعدة معاه أنا نازل يا أمي

- خليك يا ولدي أنا هدلى وأجعد معاهم وأرتاح أنتا

-لأ أنا هنزل عشان أسلم عليه وأتعرف بيه وعشان يعرف إني موجود مش أباجورة

انهى كلماته وبدل ملابسه سريعا وهبط للأسفل كانت مريم قد أدت صلاتها وعادت لتجلس مع ابن خالتها وحينما سمعت صوت خطوات أدهم نبهته إلى ذلك

دخل أدهم للغرفة ونظر ل عمر فوجده شابا وسيما للغاية ذو بشرة بيضاء وعينان زرقاء وشعر بني وجسد متناسق وطول فارع كان وسيما لدرجة جعلته يشبه الفتيات بل أنه إذا وقف بجوار أي فتاة قد يفوقها وسامة نظر له بابتسامة سخيفة قد رسمت على شفتيه رغما عنه ثم قال :

-أهلا يا أستاذ عمر

-عمر وقد وقف لاستقباله : أزيك يا دكتور أدهم مش دكتور صح ؟

-أماء أدهم رأسه بالموافقة

-مريم وكأنها أرادت أن تعرف عمر جيدا ل أدهم مرة آخرى : بشمهندس عمر ابن خالتو زهرة يا أدهم على فكرة هو شبه باباه جدا أصل باباه مش مصري تركي خالتو بنت المحظوظة اتجوزته وهو كان في زيارة هنا و....

قاطعها أدهم لأنه لا يريدها أن تتحدث عن هذا الواقف أمامه أو أي شخص آخر يخصه لقد شعر بالغيرة الشديدة منه على زوجته لأول وهلة فقال بحدة:

- أيه يا بشمهندس سمعت أنك قلقان على مراتي أيه حد قالك أننا بنعذبها

-عمر : لأ طبعا مقصدتش كده أنتو بيت أصول وهي بنتكوا بردو بس أنا كنت حابب أطمن عليها أنتا متعرفش مريم غلاوتها عندي قد ايه

-أدهم بضيق : أحممم مدام مريم قصدك

-مريم : عمر مش محتاج يقولي مدام أو يحط ألقاب عشان يكلمني

-أدهم وهو يجز على أسنانه محاولا أن يمتص غضبه : والبشمهندس عمر بقا خاطب ولا متجوز ولا أيه ظروفك؟

عمر وقد نظر ل مريم نظرة ذات مغزى ثم عاد ونظر مرة آخرى لأدهم :

- لأ لسه ملقتش بنت الحلال اللي تخطف قلبي كنت زمان بحب واحدة بس محصلش نصيب أعاد النظر ل مريم للحظة ثم استأذن في الانصراف بعدما سلم على أدهم وألقى السلام من بعيد على مريم ولم تنسى عفاف دعوته على فرح حفيدتها وهذا أغاظ ولدها بشدة وبينما كان في طريقه للخارج اصطدم ب ياسين وتمتم معتذرا بعدما عرفه بنفسه وتعرف عليه وانصرف ، دخل ياسين قاعة الاستقبال التي كان الجميع مازالوا بها فقال ضاحكا وهو ينظر لمريم :

-الواد ابن خالتك ده مز أوي يا مريم ده أنا راجل وكان هاين عليا أخده بالحضن مش كنتي تتجوزيه أهوه تحسني النسل

-نظر له أدهم نظرة نارية وقال بحزم : ياسيين الهزار مش ف الحاجات ديه ثم عاود النظر لمريم مرة آخرى قائلا لو سمحتي تعالي معايا فوق عشان مش عارف الدوا فين

صعدت خلفه وهي تعلم أنه في أوج غضبه كانت تدعو الله أن يقيها شر عصبيته وما أن وصلا لغرفتهما حتى أغلق الباب خلفها ونظر لها بغضب قائلا :

-ممكن افهم بقا الهانم قعدة كل ده مع ابن خالتها لوحدها ليه ؟ وبتتكلموا ف أيه ؟ وقالك أيه ؟ وقولتيله أيه ؟ولما لاقيتي عمك راح يصلي مستأذنتيش وقومتي ليه ؟

-مريم ببرود : وهو أنا هرد على كل الأسئلة ديه كلها أزاي ؟

-طيب جاوبيني الأول ليه قعدتي معاه كل ده ؟

-عادي يا أدهم كان بيطمن عليا وبعدين ما الباب كان مفتوح والناس رايحة جاية و بعدين الوقت خدنا محسناش بيه وبعدين كل ده أيه ديه يدوب نص ساعة

-أدهم بغضب: وهي النص ساعة قليلة يعني أيه كنتي عايزة تقعدي معاه سنه وبعدين اتكلمتوا في أيه كل ده ؟

-مريم بتأفف: مقولتلك يا أدهم كان بيطمن عليا

-أدهم بغيرة : يعني أيه بيطمن عليكي ؟يعني قعدتي تشتكيله مني بقا وأنك مش طايقاني وكده ؟

-لأ يا أدهم مفيش حاجة من اللي بتقوله ده حصلت ممكن بقا ننزل نقعد مع الناس اللي خدتني وطلعتني وسبناهم من غير سبب أنا هنزل أشوف ماماعفاف وأنتا أقعد مع أخواتك

-أدهم مستطردا حديثه بغيظ وكأنه لا يسمعها: والهانم بقا طبعا سي عمر نساها تقوم تصلي الظهر صح ؟

-لأ طبعا منسيتش وصليته الحمد لله في حاجة تاني ؟

-أدهم بحزم: ياريت متتكلميش مع اللي اسمه عمرالشريف ده تاني

-مريم ضاحكة : عمر الشريف أيه قولتلك عمر شريف وبعدين قولتلك ده ابن خالتي يعني أيه متكلمش معاه؟

-أدهم بعصبية : عمر شريف ولا عمر الشريف مش هتفرق متتكلميش مع الشيء ده تاني إلا ف وجودي أنا مفهوم ؟

-أوووف أنتا لا تطاق بجد أنا نازلة سلام

-أدهم وكأنه تذكر شيئا : أستني

-مريم بحنق : ياربي عايز أيه تاني ؟

-الواد ده كان بيلمح لأيه لما سألته خاطب ولا متجوز بصلك كده وقالي كنت بحب واحدة بس لسة ملقتش اللي تخطف قلبي زيها يقصد أيه ؟هو كان في بينكوا حاجة ؟

-مريم وقد صمتت للحظات ثم قالت بتردد : حاجة ؟ حاجة أيه ؟

-يعني كان بيحبك كان يقصدك أنتي بكلامه ؟

-مريم وهي تفرك يدها بارتباك واضح ثم شبكت اصابعها قائلة : معرفش بس بصراحة هو كان في مشاعر كده من ناحيته زماان وأحنا ف الجامعة تقريبا وأنا قولتله أنه زي أخويا وهو أكيد نسي الموضوع فأكيد بيتكلم عن واحدة تانية قابلها بعد كده لأن متهيألي ده كان لعب عيال ومشاعر مراهقة

-أدهم صائحا بغضب : متهيألك أيه ياهانم هو كان يقصدك أنتي بدليل نظرته ليكي من النهارده مش عايزك تتكلمي مع سي بتاع ده تاني إلا وأنا معاكي تمام ويفضل متتكلميش معاه أصلا

-هو تحكمات وخلاص وبعدين أنتا مالك أنتا ناسي أن كلها أيام ونتطلق وهتكون زيك زيه

-أدهم بغضب: بقولك أيه يا مريم متعصبنيش مين ده اللي زيي زيه وبعدين لما نبقى نتطلق بقا نبقى نشوف عمر شريف بتاعك ده هيكلمك أزاي يلا خليني أحسره على شبابه

-أنا مش هقعد أهري معاك ف أي كلام أنا نازلة

نزلت وتركته في عصبيته كان قد كور قبضة يديه وظل يضرب بها يده الأخرى في غيظ شديد وقبل أن ينزل هو الآخر وجد هاتفه يرن وكان المتصل هو حازم صديقه فأجابه على الفور :

-زوما حبيبي أزيك يا عريس الغفلة

-حبيبي يا أدهوم وبعدين هو أنا لسه بقيت عريس

-طبعا يا صاحبي مش روحت أتقدمت وطلبت من والد ليلة تكتب الكتاب علطول وهو وافق خلاص تبقى عريس يا عم

-طب سيبك مني صحيح اللي سمعته ده أنتا ومريم بجد هتتطلقوا ؟

-أدهم بدهشة : وأنتا عرفت منين ؟

-هكون عرفت منين يعني أكيد من ليلة المهم ليه ؟أيه اللي حصل ؟ يعني الكلام ده بجد ؟

-أدهم بحزن : أه يا حازم بجد لما نرجع القاهرة هنروح للمأذون ونتطلق ليه بقا تقدر تقول نصيب..نصيبنا مع بعض انتهى لحد كده

-ليه يا صاحبي أنتو باين عليكوا بتحبوا بعض أوي لو في أي خلاف بينكوا نحاول نقعد مع بعض ونحله

-مفيش خلاف ولا حاجة هنتطلق من غير سبب زي مقولتلك نصيب

-أنا مش قادر أفهمك يا أدهم هي مراتك ديه تتساب بأخلاقها وتدينها وجمالها وكل المميزات الكتييير اللي فيها أي راجل لازم يمسك فيها بأيده وسنانه مش يقول نصيب وميعافرش عشان يحافظ عليها

-أغتاظ أدهم كثيرا من مدح حازم لزوجته فقال بغضب : خلاص بقا ياحازم ولو سمحت مش عايز حد يدخل في الموضوع ده

-حازم بعد صمت لحظات : أدهم مش هينفع تطلقها.. على الأقل دلوقتي

-أدهم بدهشة : أشمعنا يعني دلوقتي ؟

-حازم بتردد: أنا مكنتش عايز أقولك وأقلقك بس مضطر عشان مريم تفضل ف حمايتك وتحت عنيك مش هينفع تسيبها دلوقتي خاالص وإلا مريم هتكون في خطر

-أدهم بقلق: خطر! خطر أيه ؟ في أيه يا حازم قلقتني ؟

ما هو الخطر المحدق ب مريم ؟؟ عمر ماذا يمكنه أن يفعل ؟؟ هل غيرة أدهم على مريم من هذا العمر قد يضطره للاعتراف ب سره حتى لا تضيع من بين يديه ؟؟ مروان سيعود للصورة مجددا لكن كيف ولماذا ؟؟وهل يستطيع افساد شيئا جديدا بين مريم وأدهم أم أنه أصبح لا تأثير له عليهما ؟؟ خطوة واحدة بين مريم وسر أدهم ف هل يعترف أخيرا أم أنه سيحدث شيئا يؤجل هذا الاعتراف ؟؟ كل هذا وأكثر سنعرفه الحلقة القادمة فانتظرووني


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close