رواية ارملة اخي الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم فاطمة الالفي
بث لها اشتياقه إليها بكلماته العذبه التى تذيب الحاجز الذي نشبا بينهم ولكن قاطع تلك اللحظه بطرقات خفيفه اعلى باب الغرفه ثم طل قاسم براسه وهو يتحدث بمشاكسه :
+
- أنا جيت فى وقت غير مناسب ولا ايه ؟ ألف وارجع تاني ماعنديش مشكله ؟
+
همس بضجر : لا يا راجل قول كلام غير ده، انت طول عمرك تيجي فى الوقت الغلط
+
دلف لداخل الغرفه واغلق الباب خلفه ثم اقترب من صديقه وهو يرسل اليه غمزه ليمازحه :
+
- الحق عليه جت اطمن عليك واشوفك محتاج حاجه كده ولا كده ، واطمنك ان دكتور وجدي بلغني يومين وتكون فى بيتك ان شاء الله
+
ابتسم له بود : شاكر يا سيدي افضالك
+
- عايز اشتكيلك مراتك
+
نظرت له بحمره الخجل ثم عادت تنكث براسها خجلا
+
اما فارس فهمس بغرابه : تشتكي مراتي ليه بقي ؟
+
- بقى يرضيك ياوكيل لم روحت عشان اجبها ترفض تيجي معايا ، شكلها كده كانت خايفه مني فكرتني مجرم ولا حاجه ههه ، هو أنا شكلي يخوف ولا ايه
+
- من ناحيه يخوف فهو فعلا يخوف يا حبيبي ، بقالك قد ايه محلقتش شعرك ولا دقنك ، وبعدين قدر ليها حق تخاف ، هى ماتعرفكش اصلا ، امال جت مع مين ؟
+
رفع كفه يتحسس خصلات شعره ثم نظر له بضيق : لم حسيت بخوفها عرفتها ممكن ابعت ايمن ودودي وهى أكيد عرفاهم بس من قلقها على سيادتك سلمت بقى بالأمر الواقع ، وتعاملت معايا كأني السواق هههه
+
ضحك فارس بخفه ثم نظر الى زوجته ليجدها تنظر ارضا ، هتف قاسم :
+
- سياده اللواء اتصل بيه يطمن عليك وجاي فى الطريق ، هنزل استقبله
+
- ماشي
+
بعدما غادر قاسم الغرفه هتف مناديا لقدره :
+
- واقفه بعيد ليه ؟ عايزك تفضلي جنبي ماتبعديش
+
اقتربت منه بتردد ثم رفعت مقلتيها لتلتقي بسودويته وهى تهمس بصوت خافت : زعلت من كلام صاحبك ؟
+
اؤما لها بالنفي : لا طبعا ،اصلا كل كلام قاسم هزار ، أنا آسف ان عرضتك للخوف ، أنا اول لم فوقت كنت محتاج اشوفك وعشان كده بعتلك قاسم ، التقط كفها يطبع قبله حانيه اعلاه
+
ابتسمت له بحب وهمست برقه : أنا مخوفتش من قاسم ،انا عارفه انه صديقك وشوفت صور ليكم مع بعض
+
نظر لها بدهشه : امال ليه خوفتي تيجي معاه وكمان ماركبتيش العربيه جنبه
+
- عشان هو غريب عني وماكنش ينفع اخرج معاه من بيتي ، بس خوفي وقلقي عليك خلاني تراجعت ، ماكنتش هقدر استني اكتر وأنا نفسي اشوفك واطمن عليك
+
ابتسم لها بحنان : معقول فى كده ؟ فى عز خوفك وقلقك بتفكري فى رضا ربنا وايه يصح وايه مايصحش ، أنا بجد آسف ، حقك عليا يا روح قلب فارس
+
كاد ان يقبلها ولكن تراجعت للخلف عندما استمعوا لطرقات اعلى الباب
+
همس بحده : هادم اللاذات أكيد
+
دلف قاسم ينظر له بجديه : سياده اللواء بره ومعاه بنته
+
ابتلع فارس ريقه بصعوبه وتبادل النظرات بينه وبين زوجته وحاول رسم ابتسامته .
+
افسح لهما قاسم الطريق : اتفضلوا
+
دلف اكمل وخلفه جودي التى تحمل بين يديها باقه من الزهور ،اقترب اكمل من فارس يصافحه بود ثم جلس بالمقعد المجاور له : ألف سلامة عليك يا فارس
+
- الله يسلمك يا فندم ، ثم اشار الى زوجته :
+
- قدر مراتي
+
نظر لها بود : اهلا يا بنتي
+
- قدر ده سياده اللواء اكمل سلام ، وبنته الانسه جودي .
+
ابتسمت لهم بود : اهلا وسهلا شرفتونا
+
اقتربت جودي تعطيها باقه الزهور وهى تهمس بصوت خافت : حمدلله على سلامته
+
- الله يسلمك ،تعبتي نفسك ليه
+
- مافيش تعب ولا حاجه ،تطلعت لفارس بعين ذابله حزينه : سلامتك يا سياده الوكيل
+
- الله يسلمك يا جودي
+
جلست بجانب قدر تتطلع إليها بشرود ثم نهضت عن مقعدها فجاه وكأنها لدغتها أفعي ،تنحنحت بهدوء وهى توجه حديثها لوالدها : بابي هنتظر حضرتك فى الكافيه
+
اؤمي لها بالايجاب وعندما همت بمغادرتها للغرفه استوقفتها قدر قائله : ممكن اجي معاكي ؟
+
- اه طبعا
+
القت نظره خاطفه على زوجها وكانها تنتظر موافقته ، هز راسه بتاكيد لتغادر قدر الغرفه وتذهب معها الى حيث الكافيه..
+
________
+
جلسوا صامتين اعلى الطاوله ، شعرت قدر بمدا حزن تلك الفتاه وأيضا انتابها الفضول لمعرفة سبب حزنها وسبب ارتدائها الملابس السوداء ، قررت قطع ذلك الصمت وهمت بالحديث :
+
- تسمحلي نكون اصحاب ؟ أنا هنا ماعرفش حد وماعنديش صحاب
+
ابتسمت رغما عنها : عايزه نبقى اصحاب ، بتهيالي لو عرفتي أنا مين مش هتقولي كده ؟
+
- ليه بتقولي كده ، اول لم شوفتك دخلتي قلبي وجالي إحساس ان اعرفك من سنين وحاسه انك بتمري بحاله حزن ، ممكن اخفف عنك ده لو انتي عايزه تتكلمي معايا وتعتبريني صحبتك
+
- هتصدقيني لو قولتلك أنا كمان زيك ماعنديش اصحاب وحاسه اني وحيده
+
مدت يدها إليها وهى تبتسم لها بطيبه : قدر محمد الحفناوي