رواية عصيان الورثة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم لادو غنيم
==================ـ
رواية عصيان الورثة الحلقة الثالثة والعشرون
_______________
ايه اللي جابك قولتلك مش عايزة أشوفك تاني”..
هتفت بصوت متحشرج ببكاء نابع من قلبها الممزق بالم الفراق”ذلك الألم الذي تلقاه صفوان بامتصاص ساخن لقلبة المحترق قائلا __
اللي حصل لأمك مليش يد فية بلاش تحمليني ذنب معملتوش”.
مررت لسانها بلعابه الساخن فوق شفتاها المبتسمة بحزن طابع علي وجنتيها ذات الدموع الحارق__ ملكش ذنب ايه ده بجد”. صح أنت صح ملكش ذنب”الذنب ذنبي صح مش أنت عايز
تقول كدة”
تنهد بعمق محاول التعامل بعقلانية وقال__
أنا مقولتش كدة”
تدخلت مشاعرها المشتاقه له بمشاعرها الممزقة بالم فراق والدتها “تلك المشاعر التي أشعلت لهيب متدفق داخلها جاعلها تثور ببكاء صارخ ذات وجه غاضب ببكاء جارف لعيناها__
أومـــــــــــــــــــال عايــــــــــــــز تقـــــــــــــول ايـــــــــــه هـــــــــاا”. مش هو ده اللي في بالك جاي عشان تريح ضميرك”
صوتها الصارخ جعله يدلف الي الداخل ويغلق الباب عليهما قبل أن يسمعها أحد”.. ووقف أمامها محاول التحدث ليهدئها بوجه لاين ذات صوت جاد__
حياة اهدي أنا مقولتش كدة”. أنا عارف أنك موجوعه وقلبك محروق بس ممكن تهدي وتخلينا نتكلم”
أرتجف جسدها “وهي تبوح بما يحملة قلبها من الم ممزق لبياض عيناها الذي التهب بشدة من بكائها”__
أمي ماتت من غير ماشوفها” محدش حاسس بالوجع اللي جوايا “أنا مكنش نفسي في حاجة غير أني أترمي في حضنها وقولها اني جنبها وانها وحشاني” يوم ماطلبت منك تاخدني ليها كنت حسه أنها بتنادي عليا كنت حسة بصوتها بيتردد في ودني”كأن روحها عايزه تودعني”بس كانت النتيجة ايه عندك وتنشيف دماغك وملاحقتك ليا خلتني مقدرتش أروح والا أشوفها”. حتي ملحقتش أشوفها وهي بتتغسل”شوفتها وهي جوة التابوت ياصفوان “.. قلبي أتحرق الف مره في الحظة دية” روحي أنطفت “أنا كنت عايشه بيها هي كانت عيني اللي بشوف منها الدنيا” كانت سندي وقت ضعفي كانت أبويا وقت عجزي كانت أمي وقت كسرتي كانت صحبتي وقت الفضفضه”كانت اخويا وقت مالناس بتقسي عليا “أنا مش بس خسرت أمي لاء أنا بموتها خسرت أمي وأبويا وأخويا وصحبتي وسندي وعكازي في الدنيا”.. أنا طول عمري يتيمة وأتحرمت من حاجات كتير بس أيديها وطبطبتها وحنيتها عليا كانت بتخفف عني اوجعاعي”.. أنا مش بس زعلانه منك أنا زعلانه من نفسي الف مره لاني مقدرتش اخد لها حقها من الشيطانه نادية” خروج نادية من بيت رضوان مستحيل يطفي نار أمي لأن الشيطانه لسه عايشه وبتتمتع بالدنيا ومتحسبتش علي عمايلها”أنا وعدت أمي من مدة أني أجيب لها حقها”بس النتيجة كانت ايه مقدرتش أرجع حقها وانتقام من نادية “وأمي ماتت وهي مظلومة” وأنا واقفه عاجزة مش قادره أعمل حاجة”روحي كل ثانية بتتحرق بنار موتها ونار ظلمها وتعبها”.. أنا مقهورة محدش قادر يحس بيا والا يفهم اللي جوايا”أنا حسة اني طفلة تايها في الشوارع بدور علي أمها وسندها اللي ضاعت منها ومش هتقدر تلقيها ولا تبقي في حضنها تاني”
أستقبل عصيان صوتها المدبوح بقهر قلبها”برفق شعرا بحزنها والمها “كان يراها تنهار امام عيناه الدامعه بحزنه عليها” ومد يده وأمسكها من رأسها وجذبها اليه لتستقر فوق قلبه”وهو يرتب علي شعرها وذراعها دون حديث يحاول أمتصاص بعضا من الألمها”اما هي فذادت من صوت بكائها ورفعت يدها تلقنه ضربات بكفتيها فوق صدره كانها تخرج المها بتلك الكمات وهي تبوح بما يمزقها ببكاء صاخب وهي تحرك رأسها للتملص من بين يديه__
سبني مش عايزه شفقه من حد “أنا مش يتيمة سامعني مش يتيمة أمي لسه روحها حوليا وشايفني بحس بيها وهي بتبطب عليا”.. أأنا مش مسكينة مش عايزة شفقه من حد سبني سبوني بقي في حالي أنا تعبت والله العظيم تعبت روحي بتتحرق حرام عليكم بقي حرام عليكم”
أنزلقت دمعتاه هاربه من عيناه الباكية بحزنه الشديد علي من ترهق قلبه بكسرتها”وشدد من احتضانه لها غير ابه بتملصها”اما هي فهمدت حركت يديها بين أحضانه وشعرت باعصاب قدميها ترتخي”لم تستطيع تمالك وجدنها”وانهارت بجسدها تبكي وهي تسترخي الي الأرض وهي بين يده فلم يريد فلاته بتاتا بل ارخي قدامه معها وجلسا بهي أرضا يضمها بين ذراعية دون النطق بأي كلمة يحاول فقط تهدئتها فهي لاتحتاج في تلك الحظة للعتاب والا للنقاش كان يفهم أنها تحتاج فقط لجسد يضمها بحنان ويد ترتب عليها برفق وأذن تستمع لصريخها وحديثها لتفرغ مابداخلها من ألم”ظلا جالس بهي يرتب عليها وهي تبكي بقهر وتخبئ وجهها داخل عنقه ويدها مشبثه بلياقة قميصه مثل الطفلة الصغيرة التي تبحث من ملجئ يأويها”..
ظلا الحاول كما هو لبضع دقائق”حتي هدئة حياة قليلا وأستوعبت أنها تمكث بين أحضانه”مما جعلا تتنحي عنه قليلا ونهضت تجفف دموعها ملامح خجوله مرهق بالألم “.. اما صفوان فنهض يهندم من ملابسه ويبلع لعابة ببعض الأحراج بسبب نظراتها الخجولة”.. ثم تنهد وحاول التحدث بجدية __
ممكن كوباية قهوة والا مفيش بن”..
تنهدت بعمق محاولة التعامل بذوق قليلا__
فيه طبعاً”.. شوية وتبقي القهوة عندك”.
ذهبت من أمامه الي المطبخ تاركة أياه يجلس علي المقعد بالصالون” وبعد خمس دقائق عادت وهي تحمل صينية القهوة وقدمة له فنجاله ثم جلست بالمقعد المقابل له”تنظر له أثناء تناولة أول رشفه عبر فمه”ثم أنزل الفنجال من علي شفتاه وحرك رأسه برضي قائلا__
تسلم أيدك القهوة ممتازة هي نوعها ايه”..
أبتسمت بحزن وعين تبللت بالمياة__
قهوة عادية بس محطوط عليها تحوجية ماما الله يرحمها كانت مخترعها عشان كدة طعمها ممتاز”.
تحمحم بندم علي سؤاله وترحم عليها ثم وضع الفنجال علي الطاولة”ونظرا لها ببعض الرسمية__
أنا جايلك عشان ابلغك أن جدك طالب يشوفك ومصمم أني مرجعش من غيرك”
رفعت عيناه له ترمقه بعتاب__
جاي عشان جدي”.. يعني مش جاي من نفسك عشان تشوفني وتطمن عليا”طبعاً كان لزم أفهم كدة”!.
وقع في لغم سؤالها الذي جعله يتحمحم ببعض الثبات مخفي شوق عيناه اليها ذلك الشوق الذي أرهق لأيام”.. لكنه قال عكس مايشعر بهي”قائلا__
احم».. أنا أكيد كنت عايز اطمن عليكي”.. بس أكتر شخص اشتقلك هو جدك عشان كده بعتني عشان أخدك لية”..
مررت لسانها فوق شفاها السفلية تتنهد برفق وهي تغمض عيناها الدامعه”وقالت__
مش هرجع الفيوم تاني”
ضيق عيناه بغرابة__
يعني ايه مش هترجعيها تاني”.
فتحت جفونها بعزم__
كلامي واضح الفيوم بالنسبالي صفحة واتقفلت ومش ناوية أرجعلها “وبلغ جدي أني مش هاجي عنده اللي كانت مخلياني عايشه وسطيكم خلاص راحت للخلقها”.
حرك رأسه ببعض الحنق ونهض ناظر لها برسمية__والله براحتك مش عايزه ترجعي أنتي حرة” بس عايز اوضحلك حاجه مهمة”حق امك لسه مرجعش وأنتي بنفسك قولتيها ان حقيقية نادية لسه متكشفتش بالكامل وأن خروجها من البيت مكنش العقوبة”واظن أمك مش هتبقي مرتاحه في تربتها واللي اذاها عايش وبيتمتع من غير مايتعاقب”.. لو عايزه تردي حق أمك فالزم ترجعي الفيوم انما لو هتنسي طار امك وحقها يبقي فعلاً مفيش لزمه أنك ترجعي معايا”.
علي العموم أنا ورايا للمصنع وهخلص كمان ساعتين وبعد ساعتين هعدي عليكي وهقفلك تحت بالعربية “وهرن عليكي ياما تنزلي وترجعي معايا وتردي حق امك يااما تخليكي هنا وتبدئي حياة جديدة أسم وعيشة”
أنهي كلماته وذهب من الشقه تاركها تنظر في أثاره بتشوش سيطر علي عقلها “.
_____________________ في نفس التوقيت داخل منزل رضوان كانت تتحدث وصيفة معا حسان في المندره قائلة__
«اديني بسالك تاني موافق أننا نروح ونخطبلك
ورد أخت زيدان”. والا أنت حاطط عينك علي
واحدة تانية”.
تنهد بجدية __
خامس مره تساليني نفس السؤال” أيوة أنا عايز أتجوز ورد اخت زيدان فين المشكلة”.
ضيقة عيناها بغرابة__
المشكلة انك عمرك ماشوفتها والا أتكلمت معاها فازي بقي عرفتها وجاي عايزني اقول لجدك ونروح نخطب هالك”.
تذكر رسمتها له مما جعله بجيب بجدية __
شفتها قبل كدة وعجبتني’وأرتحتلها”واظن مفهاش مشكلة لما أتجوزها”
حركت رأسها بحزم__
ماشي ياحسان”هقول لجدك ونروح نتقدملها”
نهض حسان بجدية __
هنروح نتقدملها النهارده “ونخلي الفرح وكتب الكتاب الأسبوع الجاي”
رمقته الجدة بغرابة__
يوة ولزمتها ايه الصربعه دية يابني ماتسيب
الأمور تاخد وقتها”مالك مستعجل كده ليه اكنك بتهرب من حاجة ”
أخذ نفسا للداخل مغمض العينان يتذكر ليلي وزفافها “كان يحاول بكل الترك عدم التفكير بها لذلك كان يود الزواج سريعا لينشغل بفتاة غيرها” ثم فتح جفونه وقال__
عشان أنا”..
في تلك الحظة دلفت نجاة ونظرت لهم بإبتسامة قائلة__
عشان عين عمته بيحب ليلي بنتي”……..
_________
يتبع…