اخر الروايات

رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هنا عادل

رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هنا عادل




رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة الثالثة والعشرون
بسرعة البرق تمت كل حاجة، مها برغم عدم اقتناعها وعدم موافقتها الا انها كانت بتلاقى كل حاجة بتحصل وبتكون موجودة فيها، لكن هى مش عارفة ايه سبب سكوتها برغم رفضها، حتى مي مكانتش قادرة تعمل حاجة قصاد رغبة اخوها وسكوت امها على غير العادة، الايام بتمر وكل حاجة تقريبا جهزت، سميرة وعمرو مش مصدقين ان خلال اقل من شهر كل حاجة بقيت جاهزة، شقتهم، تجهيزات كتب الكتاب، كان الوضع غريب بالنسبة لكل اللى حواليهم، برغم عن كده مقدرتش سميرة تقول لحد خالص من اهل ابوها بسبب وفاة ابوها اللى لسه مكملتش شهر بالتمام والكمال، كان الوضع محرج بالنسبالها انها تبلغهم بحاجة زى دي، وفكرة انهم بعيد كانت مش محسساها ان هيفرق معاهم خبر جوازها من عدمه، الكوابيس اختفت، فكرة احساسها بالذنب قدرت تتناساها وسط كل اللى بيحصل، مروة جواها نار محدش حاسس بيها، لكن مجبرة ومضطرة تستنى تشوف النتيجة، اما ناجية كانت كل الحاجات اللى بتعملها خاصة بعمرو واهله علشان تفضل ربطاهم والامور تمشى حسب رغبتها.
مها:
– مي أنا حاسة انى بتشل قصاد الناس دي.
مي بحزن:
– خلاص يا ماما، مفيش فايدة من الكلام.
مها:
– يابنتي سيبك من رفضنا والحاجات دى كلها، بس انا مش عارفة افهم ايه السر ورا الناس دي، يامي انا بيكون جوايا كلام عايزة اقوله، بلاقى لساني اتربط قبل ما اقوله.
مي:
– هتقولي اسحار تاني يا ماما والكلام الفارغ ده؟
مها:
– انتى عارفة يامي انى مش بصدق الكلام ده، بس اللى بيحصل مستحيل يكون له معنى تانى غير كده، عارفة لو انا كارهة البنت بس ورافضة الموضوع، هقولك اللى بينه وبينها ده بتاع ربنا وهو له ارادة فى كده…لكن اللى بيحصل غير كده يا مي.
مي:
– ماما انتى بتتكلمي جدا ولا ايه؟
مها:
– يا بنتي بقولك بحس ان الكلام على طرف لساني ومش عارفة انطقه، بمجرد ما بتجمع معاهم فى مكان بحس ان جسمي متكتف وكأن حد بيمشينى فى الاتجاه اللى عما عايزينه، علشان كده متأكدة ان فيه حاجة.
مي:
– طيب انتى شايفة ايه دلوقتى؟، ايه اللى المفروض يحصل؟
مها:
– أنا قولت لابوكي، بس هو شايف ان ده من غيرتي على ابني الوحيد، فاكر انى بهول الموضوع.
مي:
– طيب ماهى دى دماغ بابا من زمان، واي حد هيسمع كلامك او كلامي هيرد زى بابا بالظبط.
مها:
– كنت فاكراه هيفهمني، بس اقولك على حاجة؟
مي:
– استر يارب!
مها:
– انا وصلت لواحدة من بتوع الاعمال وبيقروا الطالع.
مي بذهول:
– دجالين يا ماما؟!
مها:
– ايوة.. مش هأذي حد ولا حاجة بس عايزة اعرف احساسي صح ولا لاء.
مي بخبث:
– وحتى لو اذيتي…ما هما يستاهلوا الخطافين اللمامة.
مها:
– خلينا بس الاول نشوف الموضوع ده بجد واحساسي صح ولا لاء، وبعدين نبقى نشوف هنتصرف ازاى.
مي:
– يا خبر يا ماما لو الموضوع ده حقيقي، دى تبقى وقعتها سودة.
مها:
– هنشوف..بس انتى المهم خليكي طبيعية، اتعاملى بالطريقة بتاعتك العادية يعنى متحسسيش اخوكي اننا بندور وراها.
مي:
– ماما ده خلاص كتب الكتاب بعد بكرة.
مها:
– حتى لو ملحقناش نبوظ كتب الكتاب، هنبوظ عيشتها ونكرهها فى نفسها لحد ما تطلب الطلاق.
مي:
– كان نفسي متبقاش دى اول جوازة له، نسب يعر بصراحة لا شكل ولا مستوى،ولا حتى شاطرة فى دراستها، غير انها هبلة كمان.
مها:
– بكرة هنروح للست اللى وصلتلها دي، ونشوف هتقول ايه.
مي:
– جيبتيها منين دي؟
مها:
– هى طلعت قدامي كده صدفة، واحدة فى السنتر وانا بشوف الفستان كانت بتتكلم عن شيخة رجعتلها جوزها بعد ما كان هيطلقها خلاص..الكلام جاب بعضه وعرفت مكانها وعنوانها بيقولوا انها شاطرة.
مي:
– خلاص نروحلها.
مها:
– لاء انتى مش هتيجي معايا، انتى هتبقى مكاني وهما بيخلصوا باقى الحاجة فى الشقة، متنزليش من الشقة غير لما تنزل هى واهلها، عينك عليهم احسن يحطوله حاجة فى وسط حاجته ماهما شكلهم ميريحش.
مي:
– خلاص حاضر، مع انى مش بطيق اقعد معاهم خمس دقايق، بس طمنينى فى التليفون، وانا هخلي البت هند تيجي تقعد معايا علشان مبقاش لواحدى معاهم.
مها:
– احسن، علشان محدش يفكر يروح يقول لاخوكي اختك عملت ولا سّوت.
سميرة تقريبا كانت مش بتتعامل مع ناجية، غير لو عمرو موجود او بيتكلموا فى حاجات تخص التجهيزات، غير كده كانت بتكون سميرة يا بتتكلم فى التليفون يا بتذاكر يا قاعدة لواحدها فى اوضتها، سميرة كانت بتدور على حاجات اقوى من اللى هى اتعلمتها من زمان علشان تقدر تسيطر على سميرة، هى اه هتوصل لدم عذريتها لكن لازم تقدر تسيطر عليها هى كمان لأن قبول سميرة كقربان ليهم، هيكون هو السبب فى وصولها للكنز، أما الدم ده هيكون بس علشان تقدر توصل انها تحضّر عمر من تاني…مروة مش محسسة سميرة انها فرحانة، بالعكس بتعمل كل حاجة علشان تنكد عليها بيها، مش محسساها ابدا انها فرحانة لأختها العروسة، فكرة انها الكبيرة وانها الصغيرة هتتجوز الاول بالسرعة دى ومن عريس لُقطة على حسب نظرتها له، كانت سبب فى انها متعرفش تدار الغل اللى جواها، وعلشان كده كانت سميرة بتفرح بكل خطوة مع عمرو وبس اللى كل يوم تعلقه بيها بيزيد، الاستغراب بالنسبالهم مقدرش يمنع قربهم من بعض بالسرعة والقوة دى.
ناجية:
– خلاص هانت يا دلاّلة..كل حاجة مشيت زى ما اتطلب مني.
الدلاّلة:
– بس أمه مش ساكتة.. وبتدور على اللى يعرفها ايه السر ورا اللى حصل.
ناجية:
– مش فاهمة، يعني ايه؟
الدلاّلة:
– يعنى مش مصدقة ان السرعة دى مفيش وراها عمل ولا سحر معمول، دورت على واحدة ورايحالها تكشف على الطالع.
ناجية:
– بنت الك…. هو انا ناقصة قلبان مخ، مش كفايا عليا انى بلف حوالين نفسي علشان الحق اخلص.
الدلاّلة:
– أنا واقفالها..هوصلها أنها تساعدك فى اللى أنتي عايزاه..بس اعملي طقوسك بأسرع طريقة، مش هينفع تطلع حاجة تعطلنا.
ناجية:
– انتي عارفة هى رايحة لمين يعني؟
الدلاّلة:
– هو أنا محاوطاهم ليه؟، أنتى عارفة انا ميخفاش عليا خافية، خلصي أنتي بس، واعملي التحويطة علشان تحطّيها تحت مرتبة سميرة.
ناجية:
– الليلة هعملها.
وكالعادة سميرة فى اوضتها خلصت مكالمتها مع عمرو وطلعت الصور بتاعت ابوها تتفرج عليها وتتكلم معاه.
اما مروة كانت فى اوضتها بتجرب حاجات من اللى بتقرأها على الانترنت فى محاولة منها للوصول لخبرة ناجية فى السحر والحاجات اللى بتعملها..لكن طبيعي مش اللى بيكون مكتوب على صفحات الانترنت اللى ممكن يعلم حد ازاى يقدر يسخّر او يستحضر..ده عالم محتاج كتير اوى علشان يتفتح اول باب، كانت بتحاول مروة تدور على حاجة تحميها من امها لانها مش قادرة تثق فيها..لكن للأسف هى فشلت فى انها تعمل اي حاجة من اللى عايزة تعملها، ومبقيتش اكتر من تابع برغم تطفلها وفضولها اللى مالهوش اخر.
ناجية فى اوضتها..النور فيها مطفي كالعادة..العروستين اللى عملتهم من بداية دخول عمرو بيتهم لحد قبل الفرح بليلتين بس كانوا مليانين إبر بشكل يخوف..لكن هى المرة دى مكانتش بتغرز إبر فيهم..كانت بتعمل حاجة اقذر من كده بكتير.
كانت جايبة هدوم ملوثة بدم الطمث..كانت بتحط الهدوم دى على العرايس لحد ما الدم يتنقل للعرايس اللى قصادها.. الغريب ان العروسة اللى عليها صورة سميرة الدم كان مش بيطلع فيها..ولا حتى ساب مجرد علامة..حاولت اكتر من مرة لدرجة انها حطيت الصورة نفسها فى بقع الدم دى علشان لون الدم يتنقل للصورة، لكن مفيش فايدة..كانت حاسة انها هتتجنن، تعمل ايه اكتر من كده علشان تقدر تسيطر على سميرة بشكل كامل.
سميرة فى اوضتها..طافية النور وكل اللى منور فى الاوضة هو ضوء كشاف التليفون بتاعها، البوم الصور قدامها وبتعيط بصمت ودموع، دموع رهيبة، لحد ما حصل اللى غير كل حاجة.
طق
طق
طق
ده الصوت اللى سميرة سمعته فى الاوضة..بقيت تبص حواليها بس مفيش حد ولا اى حاجة..رجعت بصيت مرة تانية للصورة ودموعها مش بتقف، لكن صدمها اللى حصل.
ظهر قدامها من المرايا..وش اسود وجلده مجعد بشكل مرعب حرفيا..عيونه من كتر ما لونها دموي كانت كأنها بتنزف له قرون طويلة بلون النار، باصص لسميرة من المرايا وكأنه صنم عنيه مش بتتحرك من مكانها..المنظر كان مخيف لدرجة الجنون، حاولت سميرة تصرخ لكن صوتها مطلعش.
– متحاوليش تصرخي.
سميرة دموعها مش بتقف وقلبها بيدق بسرعة رهيبة..وبتحاول تقفل عنيها علشان المنظر المرعب ده يختفى من قدامها، على امل انها تفتح عنيها وتلاقيه مش موجود او مجرد وهم، لكن ولا قادرة تغمض عنيها، ولا حتى عارفة تصرخ..ساكتة ودموعها هى اللى بتتكلم.
– قولتلك متصرخيش.. علشان تجاوبيني
سميرة بصوت مبحوح يكاد يكون همس:
– ب..با..بابا وحشني اوي.
– ده اللى بتعيطي علشانه؟
سميرة:
– مات من غير ما يسامحني..كان زعلان مني.
بنظرته المخيفة من جوة المرايا ابتدا يخرج ويظهر قدامها فى هيئة بني ادم لكن بملامح وشكل مخيف جدا..وقف قصادها بالظبط ونظراته كلها رعب وشر..وبهدوء مد ايديه لوش سميرة، ايديه السخنة اللى كانت بتطلع فى وشها بخار من شدة حرارتها تخيلت ان وشها اتحرق، لكن اللى حصل كان غير كده…ايديه كانت غرقانة بالدم،
وطبع الدم على وشها للدرجة اللى كان بيسيل بيها على هدومها..ومن صدمتها وخوفها وريحة الدم البشعة اللى على وشها وفى ايديه، مقدرتش تقاوم،فقدت وعيها ومحستش بالدنيا.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close