اخر الروايات

رواية قتلتني قسوته الفصل الثاني والعشرون 22 والاخير بقلم جنة مياز

رواية قتلتني قسوته الفصل الثاني والعشرون 22 والاخير بقلم جنة مياز




بسم الله

تركت الموظفة عمر على الخط ليشعر هو بدقات قلبه تتسارع فقالت له حلا بصوت منخفض
-متقلقش
لينظر عمر لها مبتلعاً ريقه حتى جاءت الموظفة و قالت
-jawad ali hi is in room number298 he came here from 1 year but no one came to visit him before but mr.karem know him very well
- جواد علي هو في غرفة رقم ٢٩٨ جاء هنا من سنة ولكن لم يأت أحد لزيارته من قبل لكن السيد كريم يعرفه جيدا
فتصنم عمر في مكانه من هول الموقف عليه فما كان له الا ان يقول بصوت مرتجف
-Are you sure about this informition?
-هل انت متأكدة من تلك المعلومات؟
فقالت الموظفة من الجهة الأخرى
-Yes,I'm sure
-نعم انا متأكدة
فقال عمر بعد ان ادمعت عينيه
-I don't know how can i thank you
-لا اعلم كيف اشكرك
لتبتسم هي ثم تقول
-thats my job
-هذا عملي
ليغلق عمر الخط بعدها وهو ينظر امامه بصدمة فقالت حلا بقلق من حالة عمر تلك
-عمر في ايه؟
فالتفت هو لها قائلاً بعدم وعي
-جواد...عايش
فشهقت حلا بعدم تصديق ليضحك عمر و يقول
-جواد عايش ي حلا جواد مامتش
لتحرك حلا رأسها بالنفي وما هي سوى لحظات حتى ضحكت و فجأة قالت
-ازاي طيب انا مش فاهمة؟
فأخرج عمر هاتفه ليهاتف ريان وما ان اجاب الآخر بصوت ناعس حتى أخبره عمر بكل شيء فانتفض ريان في مكانه و قال
-عنوان المستشفى ايه بسرعة؟
فاملاه عمر العنوان ليقول ريان وهو يقفز من فراشه بسرعة
-هعرفلك مين مدير المستشفى
كاد عمر ان يغلق الا ان ريان قال بسرعة
-عمر متحكيش حاجة لغياث لحد ما اتأكد تمام
فقال عمر
-هتاخد وقت اد ايه؟
فنظر ريان في المنبه جانبه قائلاً بعدها
-ان شاءالله ٥ ساعات بالضبط
ابتسم عمر ثم قال
-تمام و حاول اسرع من كده
ليغلق الآخر الخط وما ان أغلقه مع ريان حتى اغلق عينيه معيداً رأسه للخلف بينما حلا فقد شعرت بنشاط زائد و سعادة غامرة ولكن ما ان وجدت الوقت تأخر حتى قالت
-عمر لو مش هضايقك في حاجة بس ممكن توصلني عشان الوقت اتأخر؟
فابتسم هو ثم اعتدل في جلسته قائلاً بسعادة
-عيوني...اللي نفسك فيه كله هعملهولك
لتنظر هي له باستغراب و تقول بشيء من القلق
-مقدرة سعادتك بس مش معايا يعني
فضحك هو ثم ادار محرك سيارته منطلقاً الى فيلا غياث
"""بعض مرور ٥ساعات"""
كانت الساعة ٤ فجراً عندما كان ريان نائم على الأريكة بتاعت و الهاتف في يده ليشعر بإهتزاز الهاتف في يده وما ان نهض حتى اجاب بسرعة ليقول بدهشة
-نعم؟!!!
......
استيقظ مروان على صوت طرق قوي على باب منزله فنهض بإنزعاج وما ان فتح الباب حتى وجد ريان امامه بملابس البيت فدعك عينيه بقوة لعله يحلم ولكنه علم ان ذلك حقيقي عندما دفعه ريان للداخل ثم قال
-بدل هدومك و انزل استجوب مكرم العقيل واعرف علاقته ايه بواحد اسمه كريم فؤاد
قضب مروان حاجبيه ليسحبها ريان من يده الى الحمام فقام بوضع رأسه اسفل الصنبور و فتح الماء البارد قائلاً
-مش وقت تعجب دلوقتي اصحى يا مارو يلا ها ها يا مروان
فانتفض مروان دافعاً بعدها ريان بقوة قائلاً
-يعمربيتك يا ريان في ايه؟
فقص له ريان ما حدث بسرعة ليتصنم مروان للحظات وما هي سوى لحظات ليستوعب مروان ما يحدث فذهب بسرعة ليبدل ثيابه و يتوجه الى حيث مكرم مسجون
***في فيلا غياث***
استيقظ غياث على صوت هاتفه يدق باستمرار فنهض بانزعاج ممسكاً بالهاتف فألقاه بغضب على الأرض لتنهض اسيل بقلق على صوت القاء الهاتف ارضاً فقالت
-غياث في ايه؟
فقال هو بصوت ناعس
-الفون عصبني
لتقضب هي حاجبيها فيمسح غياث على شعرها ثم يقول
-نامي مفيش حاجة
لتوميء هي له اما من جهة اخرى فنظر ريان في الهاتف وهو يقود سيارته ثم يقول بغضب
-لا يا غياث ابوس ايدك متقولس انك حدفت الفون تاني
فما كان له سوى ان يدق برقم اسمهان لتتصل بشقيقتها فمنزل مروان بعيد للغاية عن منزل غياث ولكن ما كاد يتصل بأسمهان حتى ضرب رأسه بقوة و قال
-غبي يا ريان غبي يا حبيبي ما تكلم حلا اسهل؟
باحثاً بعدها عن رقم حلا وما ان وجده حتى ظل يتصل بها حتى اجابت هي بصوت ناعس فقال ريان
-حلا اطلعي صحي غياث ضروري و قوليله ان جواد عايش تمام؟
اماءت حلا له وكأنه سيراهل وبعدما أغلقت الخط ركضت بسرعة للأعلى وهي ترتدي بجامتها وما ان وصلت الى الغرفة حتى ظلت تطرق الباب بقوة وهي تقول بصوت مرتفع
-يلا يا غيوثتي اصحى اصحى اصحى ...غيااث اصحى
فألقى غياث الوسادة بعنف ثم نهض وهو قد تحول بالفعل لليث غاضب فنهضت اسيل بسرعة و امسكت يده قائلة
-غياث مش متعصب صح؟
فقال وهو يبتسم بشكل مرعب
-لا خالص
وبعدها دفع يد اسيل وما ان فتح الباب و وجد حلا امامه حتى قال بغضب
-اديني سبب واحد يخليني مقتلكيش
لتوميء هي له بمرح ثم تقول
-خبر حلو
كاد غياث ان يغلق الباب في وجهها الا انها وضعت يدها لتدفع الباب وما ان دخلت حتى قالت
-جواد عايش
صمت غياث ناظراً لحلا بعدم فهم لتحرك هي رأسها بالإيجاب وهي تبتسم بسعادة كبيرة قائلة وهي تبتسم و تصفق بيديها
-جواد اخوك ....عايش
فابتلع غياث ريقه وظل صامت بينما اسيل لم يختلف حالها عنه كثيراً من هول الموقف فما ان رأت حلا تعبيراتهم حتى قالت
-عارفة الموضوع صدمة بس في جواب وصل الصبح و عمر كان مصر يفتحه ولما اتصل على الرقم اللي فيه طلعت مستشفى برة و بعدين عمر كلم ريان عشان يتأكد منه
شعرت اسيل بأن غياث سيبكي لأول مرة من صمته الغريب و احمرار عينيه بينما حلا قالت بصوت هادئ وهي تتراجع للخلف
-طيب هنزل استناكم تحت بقى لحد ما تستوعبوا اللي حصل
خارجة بعدها من الغرفة لتقترب اسيل من غياث بحذر وما ان وضعت يدها الرقيقة على كتفه حتى التفت لها غياث معانقاً اياها بقوة و جسده يرتجف وكأنه يعاقب نفسه بمنعه لها من البكاء فربطت أسيل على شعره قائلة بحنو
-غياث عيط... انا حاسة بيك
وما هي سوى لحظات و بدأت اسيل تستشعر دموعه تنهمر على كتفها كالسيول ولكن بالنسبة لأسيل وكأنها من حمم بركانية لذلك السعور الذي انتابها لرؤية غياث بهذا الحال فهي لا تريد له ان يتألم مجدداً اما غياث فكان يشعر وكأن اسيل هي ملجأه الوحيد من ذلك الخبر الصاعق فإن كان يحلم فعلى الأرجح ستخبره كي لا يتألم من الواقع حين يراه و ان كان حقيقي فستظل معه حتى نهاية الأمر و بينما غياث يعانقها قال بصوت هادئ
-ده بجد؟
فاماءت له له اسيل وهي تضحك بخفة قائلة
-اه
ليبتعد هو عنها بسرعة ثم يقول
-جواد فين؟ لازم اروحله
فحركت اسيل كتفيها بعدم علم لينزل غياث الى حلا بالأسفل بسرعة فكان ريان قد جاء في هذه الاثناء فما إن رآه غياث حتى قال بلهفة
-جواد فين؟
فابتسم ريان مخرجاً ثلاث تذاكر من يده قائلاً
-تذكرتك على تركيا كمان تلات ساعات
فنظر له غياث نظرة امتنان ليتنحنح ريان ثم يقول
-بس في حاجة لازم تعرفها...مدير المستشفى صاحب مكرم العقيل يعني مشترك معاه بس هو ميعرفش اننا عرفنا فيعني لو ناخد جواد من سكات ونطلع يكون حلو
اماء له غياث بصمت ليقول ريان
-عمر هيكون معاك و اكيد اسيل طبعاً
ابتسم غياث ابتسامة هادئة ناظراً الى اسيل مشيراً لها بأن تتجهز للسفر بينما حلا قالت
-برجح اننا نجيب اسمهان و اسراء هنا احتياطي عشان من الواضح ان الوضع هيكون مرعب هنا و هناك مش كده؟
فقال ريان مؤيداً اياها
-تمام حبيت الفكرة
ليجيب غياث
-تمام
"""بعد ساعتين"""
كان غياث قد تحدث مع رجال له في تركيا و أخبرهم بأن يعدوا له مكان للمكوث و يحددوا موقع المستشفى بينما ريان قد احضر اسمهان و اسراء ليجلسوا في منزل غياث و كان هو سيمكث في شاليه الفيلا وفي الطائرة كانت اسيل قد جلست بجانب النافذة بينما غياث بجانبها و عمر من جهة اخرى فكانوا في الدرجة الأولى وما ان شعرت اسيل بإرتجاف يده حتى أمسكتها برفق قائلة
-انا معاك متخافش
ليبتسم هو لها بشكل لطيف مقبلاً يدها ليغلق عينيه بعدها وهو يعيد رأسه للخلف
***في غرفة التحقيق***
كان مكرم يبتسم باستفزاز لمروان بينما حاول الآخر ان يحافظ على بروده فقال
-ما انت كده كده هتشرفنا هنا كتير فيتتكلم بمزاجك يا غصب عنك
ليقول مكرم بنفس استفزازه
- وانا معنديش حاجة اقولها
فضرب مروان الطاولة بقوة ثم خرج كي لا يفقد السيطرة عليه وعندما فعل قابل زميله فالعمل الذي قال
-مؤيد مفيش اي ا حد بس محتاج دكتور امراض نفسيه و عصبية يجي يكشف عليه
فاماء له مروان بهدوء ثم تركه ورحل اما في فيلا غياث فكانت اسمهان تقول بعدم فهم
-يعني هو بجد بجد عايش؟
فاماء لها ريان لتصفق اسمهان بسعادة و تقول بفرح
-الله عايزة اتعرف عليه
نظر لها نظرات حادة لتكمل اسمهان ببرود
-اكيد هحبه يعني مدام اخو غياث يبقى هحبه
فقال ريان بحدة
-اسمهان لمي لسانك و متستهبليش
لتقول هي ببرود
-وانت مالك يا اخ ريان هو انت ليك حكم عليا؟
فنهض ريان والغضب يعتليه وما ان اقترب من اسمهان حتى نهضت هي لتصعد الى الأعلى فلحقت بها حلا وما ان فعلتا حتى وجدتا اسراء مستيقظة و تبكي وهي تعانق دميتها فقالت اسمهان بقلق وهي تركض تجاهها
-اسراء مالك؟
لتقول الأخرى
-عا...عايزة اسيل و..ونور
فنظرت اسمهان الى حلا لتقول الأخرى بهدوء
-طيب بصي اول ما الصبح يجي تكون نور صحيت فهتصل بيها تيجي تمام؟
لتحرك اسراء رأسها بالنفي و تقول
-حلمت حلم وحش و عيزاهم دلوقتي
زفرت اسمهان ليطرق ريان الباب في تلك اللحظة وما ان طرق الباب حتى أذنت له اسمهان فما ان رأته اسراء حتى نهضت و ركضت تجاهه فحملها هو وهو بدأ يربت على شعرها بينما رفعت اسمهان حاجبيها و انفجرت حلا ضاحكة فقالت اسمهان بغيرة واضحة
-ديه اختي على فكرة
فقال ريان بشكل لطيف وهو يعانقها
-مالها
لتجيبه حلا
-حلمت حلم وحش و خايفة
ظل ريان يمسح على شعرها و يتمشى بها حتى غفت اسراء على كتفه بينما اسمهان كانت تحاول ابتسامتها من الخروج ففي كل موقف يمر ترى في ريان جانب آخر لم تتوقع ان يكون موجود فيه سابقاً
"""بعد مرور ٤ ساعات"""
كانت الطائرة قد وصلت إلى اسطنبول في فترة زمنية قصيرة و عندما خرج غياث و اسيل و عمر من المطار كان السائق بإنتظارهم ليوصلهم الى احد البيوت التي يستأجرها غياث عندما يسافر و بعد ان علم غياث كل شيء عن المستشفى قرر احضار جواد في نفس اليوم فأخبر أسيل بأن تبقى هي في المنزل ولا تفتح الباب لأي احد ريثما يعودا هما فخرج عمر من المنزل وما ان جاء غياث ليخرج حتى قالت اسيل بصوت هادئ وكأنها تخشى منه ان يسمعها
-متتعصبش
فالتفت غياث لها قائلاً بعدم فهم
-ايه؟
لتحرك هي رأسها نافية بسرعة ثم تبتسم و تقول
-لا ولا حاجة
اماء لها غياث ثم خرج بعد ان حذرها للمرة المليون ان لا تفتح الباب لأحد
.......
توقف عمر بالسيارة امام المستشفى ليتنهد غياث ثم يترجل منها بينما توجه عمر ليترك السيارة عند البوابه الأخرى للمستشفى اما غياث فما ان دخل المستشفى حتى توجه إلى المصعد فقد علم غرفة شقيقه في اي دور ولكن الغريب في الأمر انه لم يوقفه أحد ليسأله الى اين يتجه وذلك ليس وقت الزيارة ومع ذلك فغياث لم يكترث لشيء بقدر ما كان كل ما يهمه هو شقيقه فحسب
.....
كان ذلك الرجل ذا العقد الخامس جالس في مكتبه يتابع آخر أخبار الطب عندما وجد ذلك الذي يقتحم المكتب بهمجية وهو يمسك بالمسدس فنهض ذلك الرجل بسرعة وما كاد يتحدث الإنجليزية الا ان عمر قال بغضب
-اتكلم عربي متستهبلش
فقال الآخر بقلق
-انت مين؟
ليجيب عمر ببرود وهو يجلس على المقعد
-جاي آخد جواد علي عبال ما الشرطة تشرف و تيجي تشوف مدير المستشفى اللي بيدخل ناس مش مريضة المستشفى...مش كده يا دوكتور؟ فابتلع الآخر ريقه بقلق و ظل ينظر لعمر برعب
.....
توقف غياث امام ذلك الباب وهو يشعر بإرتجاف كامل جسده فإن كان شقيقه حقاً بالداخل فلا يعلم كيف ستحمله قدماه من الفرحة و ان لم يكن...فلا يعلم كيف يتحمل قلبه ألم فقدانه مرتين ولكن في النهاية حسم أمره و كسر الباب لينتفض ذلك الذي في الغرفة من مكانه وما ان رآه غياث حتى قال بنبرة هادئة
-جواد
لينظر له الآخر بذهول وعقله لا يستطيع أن يميز إن كان ذلك الذي امامه أهو جزء من ذاكرته ام هو حقيقي فتلك المرحلة التي وصل لها جعلته يشعر وكأن روحه تعيش عالم غير الذي يعيشه جسده فقط ذلك النغز في قلبه وعدم اقتناع عقله بما حدث جعله صامت لا يتحدث فقط ينظر لذلك الذي يقف امامه بذهول بينما غياث ما إن رأى جواد حتى ذهب ليعانقه ولكن ما أحزنه هو ان جواد لم يبد اي ردة فعل وكأنه لا يعلم من هو غياث ولكن في الواقع لقد كان جواد حبيس نفسه بينه وبين نفسه حرب قوية لا يُسمع لها صوتاً ولكنها مؤلمة وقد تكون مميتة فما كان لغياث سوى ان يمسك فك جواد قائلاً بقلق
-جواد...انا غياث انت مش عارفني؟
فنظر له الآخر بصمت ليأتي عمر في تلك اللحظة بسرعة وما إن رأى جواد حتى ابتسم ولكنه نظر الى شيء ما ثم قال بسرعة
-مكرم طلع ليه رجالة محاصرة المستشفى من برة و الشرطة وصلت و الوضع مش امان...هنخرج من سلم الطوارئ
امسك غياث يد جواد مخرجاً المسدس من جيبه بينما عمر قد جهز سلاحه هو الآخر ليتوجها بعدها الى باب الطوارئ وبينما هم ينزلون بسرعة اذ بصوت اطلاق النار يتزايد و فجأة وجد غياث ممر لطريق مختصر الى الدور السفلي وما ان دخلا فيه تفاجأ غياث بتلك الممرضة التي تصوب النار على شخص ما وعندما اصابته اشارت لغياث بالتحرك فابتسم هو ثم تابع تحركه و عمر يأمنه من الخلف حتى خرجا الى حيث السيارة فأجلس غياث جواد بالخلف ليتوجه الى مقعد السائق و عمر بجانبه منطلقاً بالسيارة على سرعة عالية متفادياً تلك الطلقات النارية بمهارة عالية وما ان ابتعدا عن المستشفى حتى ضحك عمر ثم نظر الى جواد بالخلف ليجد الآخر شبه نائم فقال وهو ينظر لغياث بنبرة هادئة
-اهم حاجة انه بخير
فابتسم غياث ابتسامة هادئة و ظل ينظر لجواد من وقت لآخر ليقول عمر بعد صمت لم يدم طويلاً
-الممرضة ديه تبع مين؟
حرك غياث كتفيه بعدم علم ليكمل عمر
-شكلها متدربة
فقال غياث
-مش هي الوحيدة اللي كانت كده في المستشفى
ثم نظر الى عمر و قال
-في حد ورا موضوع اننا نوصل لجواد و هو نفس الشخص اللي أمنلنا الدخول و الخروج من غير اصابات بس معرفش مين
.......
نهضت اسيل بسرعة عندما استمعت الى ذلك الطرق القوي على باب المنزل وما ان فتحت الباب حتى وجدت عمر يقول بصوت منهك
-ساعة و هنرجع الاسكندريه
افسحت اسيل له الباب ليدخل يليه غياث و هو يحمل جواد النائم على كتفه فما ان رأته اسيل حتى شهقت و قالت بقلق
-هو كويس؟
وضع غياث شقيقه على الأريكة وكأنن كان يحمل ورقة وليس انساناً ثم قال
-نايم.... شكله مش فاكرني
فحركت اسيل رأسها نافية و قالت مطمئنة اياه
-ان شاء الله هيكون كويس
لم يعقب غياث وانما جلس على المقعد المقابل لجواد و ظل ينظر لجسده كيف اصبح هزيلاً ووجهه الشاحب...كيف لذلك المرح و اللطيف الذي كان بينهم يصيبه كل ذلك و فجأة عاد غياث بذاكرته ليوم الحادث
"""يوم الحادث"""
كان جواد يهندم شكله في مرآة السيارة بينما غياث يرمقه بإحتقار من وقت لآخر حتى قال هو
-حقها تزعل والله انا لو مكانها كنت زعلت ...مش كده؟
فاماء غياث له ليقول جواد وهو يبتسم
-بس ان شاء الله هتسامحني بسرعة ريم طيبة
ليقول غياث بهدوء
-بلاش الثقة...ديه بنت وأنت احرجتها في نص المحاضرة ده غير ان ريم ديه اللي المفروض حضرتك هتتقدملها رسمي يعني الكلمة منك هتوجعها اكتر من اي حد
فنظر له جواد بطرف عينيه ثم قال
-ما قولت مكنتش اقصد يا غياث متوجعنيش عليها اكتر من كده
ابتسم غياث ثم توقف بالسيارة امام بناية ما فقال
-انزل اعتذرلها وياريت تخف نفسك عشان عندي شغل
فاماء جواد له ثم صعد إلى البناية و بعد مرور بضع دقائق استمع غياث الى صوت اطلاق النار و ذلك الملقب بمؤيد كان خرج من البناية وهو يسحب ريم من يدها بعنف حتى أركبها السيارة فما ان رأى غياث ذلك المشهد حتى ترجل بسرعة صاعداً الى البناية في لحظات ليقف مدهوشاً وهو يرى شقيقه ملقى على الأرض غارقاً في دماءه و عندما اقترب غياث منه بهدوء بدأ يشعر وكأنه يسقط في محيط بارد ليلاً وما هي سوى لحظات وكان د هوى ارضاً بجانب شقيقه رافضاً لذلك الواقع الصادم
"""في الوقت الحاضر"""
افاق غياث من شروده عندما سمع همس جواد و نظراته المصوبة الى مكان ما و عندما اقترب منه سمعه يقول بصوت ضعيف
-ري..م...ريم
فالتفت غياث ليجد اسيل جالسة على المقعد و تنظر بشرود فما كان لغياث سوى ان يمسح على شعر شقيقه قائلاً
-جواد...انا غياث
فنظر له جواد ثم ابتسم نصف ابتسامة و قال بصوت متعب
-غ..غياث
ليضحك غياث و عيناه قد أحمرت وكأنها تعاند نفسها كي لا تبكي ولكنه حرك رأسه قائلا
-كل حاجة هتكون بخير
فجاء عمر في تلك اللحظة قال وهو يبتسم
-اكيد هتفتكرني
ابتسم جواد ثم قال بصوت ضعيف
-عمر
ليقترب منه الآخر معانقاً اياه بقوة فبادله جواد العناق وما ان ابتعد عمر عنه حتى نظر جواد الى اسيل ثم قال بنفس نبرته
-ريم
ما ان لفظ جواد بذلك الأسم حتى ابتلعت اسيل ريقها ولم تعلم بماذا تجيب فقال لها غياث بشيء من الحدة
-اطلعي فوق
نهضت اسيل و قبل ان تصعد كان جواد يحاول النهوض من مكانه وهو يقول
-ريم استني...ع..عايز..اعتذرلك
فادمعت اسيل ثم صعدت بسرعة و قبل ان يلحق بها جواد كان غياث قد امسك يده بهدوء و قال
-جواد ريح شوية
فحرك جواد رأسه نافياً ثم قال
-هعت...هعتذر لريم
ليقول عمر
-جواد ديه مش ريم اهدى عشان اشرحلك تمام؟ انت محتاج ترتاح
سحب جواد يده من عمر و قال
-ل...لا لا ..د..يه ريم
زفر غياث ثم اشار لعمر بأن يشرح لجواد كل شيء بأسلوبه بينما صعد هو للأعلى ليجد اسيل تنظر من النافذة و تدمع وما ان شعرت بغياث خلفها حتى مسحت دموعها بسرعة فهو به ما يكفيه من ألم اما هو فقال بشكل لطيف

-عيطي شوفت دموعك خلاص

فابتسمت اسيل رغماً عنها ليذهب هو ثم يقوم بسحبها تجاهه ليعانقها بينما اسيل قالت بصوت مرتجف
-حاسة اني السبب في كل حاجة
ليحرك هو رأسه بالنفي و يقول
-انتي السبب في كل حاجة كويسة حصلت...لو مكنتيش ظهرتي في حياتي مكنتش هفتكر اي حاجة ولا كنت هحس بالراحة اللي حسيت بيها معاكي
لتزيد هي من عناقها له و عندما انتهت من بكاءها قال غياث
-يلا عشان معاد الطيارة قرب
فحركت رأسها بالإيجاب ثم تركته و رحلت ترتب اغراضها بينما غياث عندما نزل للأسفل كان عمر قد أخبر جواد بما حدث بشكل هادئ وهو يحاول ان يقلل من شعور جواد بالحزن الشديد وما إن رأى جواد غياث حتى ابتسم ثم قال بنبرة لا تخلو من الحزن
-شكراً عشان خدت حق ريم من اللي قتلها
فبادله غياث الابتسامة ليتجهزوا بعدها ليعودوا الى مصر فكان غياث قد تحدث مع مروان لينهي لهم اجراءات السفر المتعلقة بجواد و عندما وصلوا الى منزل غياث رحب ريان بجواد بحرار حتى أنه بكى اثناء عناقه للآخر و بالنسبة للفتيات فقد رحبوا به أيضاً بينما كانت نور قد رتبت له غرفة كما طلبت منها أسيل فجواد بحاجة الى الراحة التامة و المتابعة مع طبيب ليعود كما كان سابقاً فمكوثه في مصحة نفسية وهو معافى بالإضافة لمعرفته بموت ريم لم يكن الوضع هين عليه بتاتاً لذلك كانت نور هي من تعتني به و تحرص على مواعيد دواءه حتى بدأ يتعافى تدريجياً بينما أسمهان كانت وافقت اخيراً على عرض ريان للزواج منها بعد ان كان قد تقدم لها ثلاث مرات و قررا ان يتزوجا بعد ان تنهي ثانويتها اما عمر و حلا فحددا زواجهما مع ريان و اسمهان و اخيراً غياث و اسيل بدأ الحاجز الذي كان بينهما يتلاشى يوماً بعد آخر ليزداد الحب بينهما مع مرور كل لحظة فكلاهما أدرك ان ظهور كل منهما في حياة الآخر لم يكن سوى لسبب قوي و ذلك السبب هو الذي غير حياة البعض للأفضل و البعض للأسوأ و اظهر حقائق لما كانت ستظهر وفي النهاية كل ما نمر به ما هو سوى ما كتبه الله لنا
"""بعد مرور ٣ أشهر"""
كانت تنظر في كل الإتجاهات لتتأكد من انها ليست مراقبة حتى دخلت الى تلك البناية القديمة صاعدة الى الدور الأخير وما ان فعلت حتى أخرجت المفتاح و فتحت الباب برفق ثم تقول بصوت هادئ
-خلصت....كل حاجة خلصت
فخرج ذلك الرجل الذي يكسو الشيب وجهه و يبدو عليه الهدوء قائلاً وهو يبتسم بشكل لطيف
-عارف يا نرمين و مش عارف اعمل ايه عشان اقولك شكراً
فابتسمت هي ثم جلست على المقعد و قالت
-انك تعرفني حقيقة مكرم على الرغم من اني كنت ناوية آذيك و تحميني منه ده كفاية عندي يا. .كمال الدين
اقترب هو ثم جلس امامها لتقول وهي تنظر له
-بس عايزة افهم....عملت كل اللعبة ديه ليه؟فجأة اختفيت و قولتلي انا و مؤيد نقول انك ميت و ده طبعاً حصل بعد ما مكرم افتكر ان في مشاكل بينك و بين مؤيد وهو عايز يقتلك مش كده؟
اماء لها كمال الدين ثم قال
-مكرم مكنش هيرحم بناتي يا نرمين وبما انه عارف اني عندي بنت كان لازم انفصل عن مراتي و اخد واحدة عشان احمي الباقي و فعلاً لو كان حصل زي ما انا مخطت كان زماني محافظ على التلاتة بس اللي اسمه جواد ده لما حب ريم مكنش مؤيد قدامه غير انه ياخد ريم بالطريقة ديه عشان يفهم مكرم انها ماتت بس اليوم ده كل حاجة اتلغبطت
قضبت نرمين حاجبيها ثم قالت
-لحظة ..ازاي مؤيد ملقاش غير كده عشان يحميها؟
فقال كمال الدين
-مكرم بعت مؤيد يقتل ريم عشان يأذيني من غير ما يعرف ان مؤيد تبعي بس اليوم ده جواد ظهر فجأة في اللحظة اللي مؤيد كان هياخد ريم و يشرحلها كل حاجة بس بنتي الله يرحمها مدتهوش فرصة فوقعت و اتخبطت بالغلط وماتت قدامه مع انه كان بيحبها جدا بس هي مكانتش تعرفه
صمتت نرمين للحظات ثم قالت بنبرة حزينة
-الله يرحمها...بس متقلقش اخواتها ميتخافش عليهم مع ان مؤيد خطف اسيل عشان بتفكره بريم بس غياث رجعها
ابتسم كمال الدين نصف ابتسامة و قال
-على الرغم من ان مؤيد مظلوم لانه ضرب جواد في مكان حساس جدا بالرصاص عشان مكرم لو كان جواد فضل عايش كان هيموته بشكل من الأشكال و مع ذلك ففرحت لما غياث ضربه عشان فكر يأذي بنتي
فضحكت نرمين و قالت
-بس انت كنت هتبوظ كل حاجة لما عرفت اللي غياث عمله مع اسيل
ليومئ كمال الدين برأسه ثم يقول
-ومع ذلك فانا اتطمنت عليها مع غياث و نفس الوضع لأسمهان مع انها طايشة زي ريان بس لايقة عليه الاتنين هيعلموا بعض الادب
زادت ضحكات نرمين الهادئة فقال كمال الدين
-على الرغم من كل اللي مكرم كان ناوي يعمله الا ان ولاده صعبانين عليا عشان اتأذوا وهما ملهومش ذنب
فقالت نرمين
-عشان كده كنت بتحميهم من بعيد لبعيد حتى لما راحوا تركيا على الرغم من انك مش قادر تهرب جواد من المستشفى بس بعتله اللي يحميه من بعيد
نهض كمال الدين من مكانه لينظر الى النافذة بشرود فقالت نرمين
-مش ناوي تظهر لبناتك؟
ليحرك هو رأسها نافياً ثم يقول بنبرة لا تخلو من الحزن
-مش عايز الغبط حياتهم بعد ما اتحسنت....و مؤيد بعد ما يطلع من السجن او يهرب ابقي خليه يسافر برة مصر عشان وجوده فيها هيكون صعب
اماءت له نرمين بهدوء وهي تشعر بالفخر لكل ما حدث فمن ينظر للموضوع من البداية يشعر وكأنه يستطيع اخراج المذنب بكل سهوله و يبدأ بلومه بكل قسوةة مع ان الحقيقة قد تكون هي آخر حل يمكن ان يفكر فيه أحد...كل منا يشعر بأنه هو من يعلم كل شيء يدور حوله على الرغم من انه قد يكون مجرد دمية للعبة اكبر من ان يتوقع عقله لذلك ليس كل ما نراه او نسمعه قد يكون هو الصدق فوحده الله من يعلم كل شيء في الكون...وحده الله من يحاسبنا ان اخطأنا و يجازينا ان احسنا لذلك لنحاول ان لا نتقمص دور القاضي فنحن لسنا الإله لنحاسب بعضنا البعض...ولنتذكر دوماً اننا بشر ولسنا ملائكة فإن اخطأنا لا تلومونا كثيراً ولا تقسوا كأنكم لم تقعوا في الأخطاء
النهاية


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close