رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل الثاني والعشرون 22
احتدمت الأجواء في المشهدية.
ثم بانت ظلال لرجل طويل القامة يرتدي بزّة خالية من التجاعيد. كان ذلك
الرجل وسيما وجذابا
ذلك
رحبت به السيدة المديرة "سيدي؟ " إلا أن الرجل تجاهلها وتوجه مباشرة نحو
صناديق الأحذية المكومة بفوضوية. توقف قلب كنوز عندما رأت . وجه
الرجل الوسيم. "نائل؟ لماذا أنت هنا؟"
تساءلت كنوز ما إذا شهد نائل تنفرها على خلود.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
عقد نائل حاجبيه عندما رأى خمرة أصابع خلود، وسألها "هل أنت فعلت هذا؟"
أول ما دخل المتجر، لاحظ نظرات المرأتين الغريبة.
تلعثمت خلود شاعرة بالذنب وقالت: "أنا... أنا بريئة عندما رأيت خلود تعمل
هنا، دخلت لمساعدتها في تحقيق بعض المبيعات فحسب!"
لو لم يز العاملون تنقرها على خلود بأم أعينهم، لصدقوها، فمهارات التمثيل
لديها عالية.
كانت البرودة تعتري وجه خلود في حينها، لأنها لم تشأ أن يرى نائل حالتها التي
يرثى لها "أرجوك غادر، فأنا أعمل هنا".
لم تجرؤ على النظر في عينيه الذاكنتين بينما تتفوه بتلك الكلمات. خانت أذنيها
الحمراوين مشاعرها، على الرغم من نظرتها الباردة التي اعتلت وجهها.
اكفهر وجه نائل عندما سمع تلك الكلمات، وجفدت غطرسته الداخلية. يا
لسخافة هذه المرأة، أتظن أنني سأتركها تتعرض للتنفر هكذا من قبل الآخرين؟
أمسك نائل بمعصمها وهذه الأفكار تجول في ذهنه وطالبها قائلاً: "تعالي معي".
كان مهيمنا في تعاطيه فلم تستطع رفض طلبه.
شحبت خلود بهذه الطريقة إلى المدخل هاجمته قائلة "كيف تجزني بعيدًا بهذه
البساطة ؟ ما زلت بحاجة للعمل". ألا يعرف هذا الزجل ما معنى العمل؟ كيف لي
أن أترك عملي هكذا بكل بساطة؟
لم تجرؤ المديرة على أن تنبس ببنت شفة منذ حضور نائل إلى أن سحب خلود
بعيدا.
وذلك لأنها كانت تعلم بأن الزجل المهيب هو مالك المجمع التجاري بعينه على
الرغم من أنه ظهر مرة واحدة فحسب في خلال حفل الافتتاح، إلا أن هالته
ووجهه الوسيم تركا انطباعا لا ينسى عليها.
توقف نائل في مكانه فجأة، سحب من جيبه بطاقة سوداء بصرامة، وأعطاها
للمديرة "سأبتاع كل ما لديك".
وهكذا سحب خلود معه واستمز بالمشي. يمكنك أن تتركي العمل الآن".
من الواضح أن خلود لم تكن تريد الزحيل، إلا أن ذلك لم يكن خيارها.
في الواقع، كانت على دراية بأن نائل سيجد طريقة ما لإقناعها بالقيام بما يشاء.
استشاطت كنوز غضبًا وهي تشاهد مغادرة الزوجين وفرّغت عن غضبها ذلك
من خلال ركل الأحذية الجديدة. لماذا ظهر نائل لحماية خلود؟ ما الجيد في
تلك القروية؟
عندما خرجوا من المركز التجاري، دفع نائل خلود إلى المقعد الخلفي للسيارة
قبل أن يجلس في السيارة بنفسه.
تحوّل جو السيارة الواسعة إلى جو خانق ومتوثر.
سحب نائل خلود إلى حضنه وقبلها على شفاهه من دون أن يحاول تبرير
فعلته.
كانت رائحتها الجميلة والأخاذة تثير جنونه بينما كان يقبلها.
عندما استعادت خلود وعيها أخيرًا، دفعت نائل جانبًا على الفور، وهاجمته قائلة
"ماذا تفعل يا نائل؟ ابتعد عني " هل أخرجني من عملي وأدخلني سيارته
ليقبلني فحسب؟ أليس لديه أمر أبدا من ذلك ليقوم به؟
لم يغضب نائل بعد أن دفع جانبا، بل ابتسم وحدق بخلود بنظرة مفترسة "كان
لا بد لك من معرفك أن هذا سيحدث إذ أنك تجرأت على خداعي. كيف تجزات
على التبديل مع امرأة أخرى؟ أنسيت هويتك يا خلود؟"
كيف لي أن أنسى؟ أنا ببساطة أرفض الاعتراف بذلك. نظرت خلود إليه بينما
تشد على قبضتها وقالت: "أتعتقد حقا أني سأرقص على المسرح يا نائل؟ ألم
يسبق وأن قلت لك بأنني كنت بديلة الطاووس فحسب؟ ما اشتريته كان رقص
الطاووس وليس رقصي".
بكلام آخر، لم تقم بشيء خاطئ.
استشاط نائل عضبًا فوزا حتى لو ليس لديك أدنى سبب في إعطاني امرأة
أخرى. هل تعلمين أنك كدب تقتليني .
توقف نائل كلامه في منتصف الجملة. سوف تسيء خلود تفهمي إذا عرفت بأني
أعاني من حساسية تجاه جميع النساء سواها . ستظن أنه لا خيار لي إلا أن أكون
معها.
نطت إليه خلود عندما سمعت بذلك. لماذا قد يموت نتيجة سبب كهذا؟
تبعتها لحظة صمت ونائل ظل يحدق بها بنظرته العميقة.
ابتعدت خلود إلا أن يد خالد كانت لا تزال على خصرها لذا أحست بعدم
الارتياح "اتركني أيها المنحرف "لماذا يلمسني في كل مرة يراني فيها؟
عندما سمعها تشتكي، غمرها بقوة أكثر.
على الرغم من أن المسافة بينهما كانت ضئيلة منذ البداية، إلا أن شفتا خلود
أصبحتا أقرب إلى ذقن نائل بعد أن جذبها بقوة إليه في تلك اللحظة، كان يلوح
في أفقها تفاحة آدم الساحرة الخاصة به مقا ذكرها على الفور بمجريات تلك
الليلة.
همس بشفتيه الجذابتين بالقرب من أذنها قائلاً "ما دمت الهمت بالانحراف
لمعانقتي لزوجتي، فهل سألهم بالاغتصاب إن مارست الجنس معك؟"
تملك القلق خلود وكادت أن تقفز من الذعر. كيف يتفوه بمثل هذا الكلام على
مسامع امرأة بريئة؟ يا لها من وقاحة!
غضبت خلود حتى كانت على مشارف البكاء "ما هذا الهراء الذي تتفوه به؟"
كان نائل مستمتقا، ولم يستطع كبت ضحكته بعد رؤيته لوجه جمانة ينضح
بالاحمرار "حسنا، هذا يكفي لنذهب إلى البيت علي أن أكون سمكا وأنسى ما
حدث تلك الليلة . يجب أن أكون صبورًا مع زوجتي في نهاية المطاف.
"لا أريد العودة يجب أن أعود إلى وظيفتي الجزئية" كانت خلود قلقة من أن
تفصلها مديرتها. ريثما أفكر في هذا الموضوع الآن، حتى ولو لم تمانع المديرة،
فكنوز لن تستسلم بسهولة . يبدو أنني سأخسر هذه الوظيفة الجزئية أيضا.
دكنت نظرة نائل، وأمسك بذراعها النحيلة "ما الذي يجبرك على العمل؟ أتحبين
أن تعاملي بسوء؟"
غضبت خلود عند سماعها للجملة الأخيرة. "ماذا تقصد بأنني أحب أن أعامل
بسوء؟ أنا أعمل لأنني أحتاج إلى المال"
احتاجت خلود إلى المال بالفعل لترعى والدتها ولتنفيذ انتقامها. ليس لدي خيار
آخر! أوه ! لماذا أتحدث عن المال مع رجل ثري؟ إنني أحرج نفسي فحسب أليس
كذلك؟
"إذا كان الأمر كذلك، لماذا لا تبقين في المنزل وتكونين زوجتي؟ يمكنني أن
أعطيك بقدر ما تشائين من المال!" كان نائل جاذا وكأنه سيعطيها أمواله برفتها
إن وافقت على الأم أليست كل النساء يرغبن بحياة الزفاهية؟ فلماذا لا تريدها
هي؟
نظرة نائل المتعالية التي كانت في أثناء حديثه أخبرتها أنه مستعد أن يناولها
العالم بأكمله ما دامت تنوي إرضاءه.
ردت خلود عليه بتنهيدة ليس المال ما أريده فحسب.
على الرغم من أنها رفعت نظرها لترى نائل ينظر إليها بجدية، لم تجد الصبر في
نفسها لتفسير خلجاتها. نحن من عوالم مختلفة يا نائل، لا مستقبل لنا سوياً".
حافظ نائل على صمته.
أضافت "ما رأيك أن ننفصل، عاجلا لا أجلا؟ سأوقع اتفاق الطلاق وأمزره لك
فيما بعد"