رواية ارملة اخي الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم فاطمة الالفي
وصلا الى وجهته بعد منتصف الليل ، ثم ترجل من سيارته وسار بخطوات متلهفه لرؤياها ،وقف امام الباب ثم طرقه بخفه خوفا من ان يُقظ والديه فى ذلك الوقت المتأخر من الليل .
+
تنهد بضيق ثم اخرج هاتفه لكي يتصل بشقيقه ويخبره بانه امام باب المنزل ، عندما أستمع رحيم لحديثه نهض من فراشه مهرولا ليغادر غرفته ليفتح الباب لشقيقه .
+
بعدما فتح له الباب استقبله بعناق قوي ثم ربت على ظهرها بحنان ثم ابتعد عنه لينظر له بعتاب : اتجننت يا فارس عشان تيجى سايق عربيتك فى نص الليل
+
اشار الى قلبه وهو يبتسم بشغف : ده اللى جابني يا ولد ابوي
+
ابتسم لشقيقه بسعاده ثم دلف به لداخل واغلق الباب بهدوء : ربنا يهنيك يا خوي ، بس طمنى امورك بخير
+
اؤمى له بالنفي : شايل جبل هموم فوق كتافي يا رحيم ، ومش قادر ابعد قدر عني ولا قادر اقرب
+
شدد على كتفه بحنو : قلبك دلك خلاص يا ولد ابوي ، بلاش تبعد يا خوي كفيانا بعاد وحزن ، جى الوقت اللى نفرح فيه يا حضرة وكيل النيابه
+
- طب اطلع بقى اشوف مراتي
+
- حقك يا خوي ، بس البت دهب بتي نايمه جار مرت عمها ،هستناك تجبهالي انيمها فى فرشتها
+
- لا ادخل نام انت وأنا هشيلها بنفسي انيمها ماتحملش هم
+
ابتسم له وهو يرسل اليه غمزه بعينه اليسرى : ماشي يا حبيبي تصبح على خير ، الحاج والحاجه هيفرحو جوى لم يشوفك الصبح
+
تنحنح باحراج : ماهو أنا مش مطول هنا يا رحيم ، هاخد قدر ونرجع علطول
+
- لا يا فارس ، ريحلك شويا والصباح رباح ، نفطر سوا وبعدين تعاود لمصالحك كيف ما بدك
+
تنهد بنفاذ صبر : ربنا يسهل يا رحيم
+
_____
+
سار على اطراف اصابعه ودلف لداخل غرفته بهدوء ثم اضاء الانوار الخافته ، وقف مكانه يتطلع إليها بابتسامته الهادئه ،ثم تقدم بخطواته الشغوفه لقربها .
+
كانت نائمه كالملاك البريء وتحتضن الصغيره بين ذراعيها ، تحاوطها بحنان وكانها صغيرتها تستمد من احضانها الدفئ التى بحاجه اليه ، جلس بخفه اعلى الفراش وحاول نزع ذراعيها بعيدا عن الصغيره ابنة شقيقه .
+
شعرت بملمس قوي يحاول ابعاد يديها عن محاوطتها لتلك الصغيره التى تعشقها كطفلتها ،فتحت عيناها باتساع ونهضت بفزع تضم الصغيره لصدرها .
+
همس بصوته الدافئ : بس بس اهدى ده أنا مش حد غريب ، كنت هشيل دهب انيمها فى اوضتها فى مشكله
+
مازلت تحدق به بصدمه وهزت رأسها نافيه
+
حمل منها الصغيره برفق ليطبع قبله حانيه اعلى جبين الصغيره وسار بها الى حيث غرفتها ، وضعها برفق داخل فراشها ثم دثرها جيدا بالغطاء ونهض من جانبها عائدا الى محبوبته المشتاق لضمها بين ذراعيه .
+
اقترب منها بحب ثم جذبها من يديها لتنهض معه ثم احتضنها بقوه ، يريد ادخالها بين اوردته لتسري كالدم الذى يسري بعروقه ، يريد ان يصبحوا كيانا واحدا ، ابتعد عنه مرغما على ذلك ، مدد بجسده اعلى الفراش ثم جذبها لتتوسد صدره ثم اغمض عينيه بتعب وهمس بصوته الحاني ،: ممكن ننام عشان انا تعبان جدا ومش قادر اتكلم ، عايزك فى حضني وبس ،مش محتاج اكتر من كده .
+
طبع قبله رقيقه اعلى خصلاتها ونام قرير العينين بعدما حظى بقربها ، اما عنها فقد
+
اغمضت عينيها هى الأخرى وذهبت في ثبات بعدما غمرها باحضانه الدافئه واستشعرت نبضات قلبه التى تخفق من جعل الابتسامة تزين ثغرها ..
+
""""""""
+
أحياناً تكون مشاعرنا مخفيّة لانستطيع البوح بها إلا عندما نتجرأ، فالدفء الذي نشعر بهِ في كُل جوارحنا وقلوبنا يعكس ما يخفيه القلب من مشاعر حقيقيه ، صادقه
+
، ف تسير إليك المشاعر كأنك من أوجدتها تُفضل البقاء ب جوار من نُحب ونستمتع ب دفئ كلماته التى يغمرنا بها ، وينتابأ الحزن عندما نخفي بداخلنا تلك المشاعر الجميله التى تضرب ب القلب الذي ينبض بشغف المحبين ..
+
_______
+
داخل فيلا " أكمل سلام "
+
كانت تشعر ببروده الطقس وهى تقف شارده بشرفة غرفته التى شاهدتها بعدما غاب عنها حبيبها ، نامت بفراشه وشاركته احزانها وهى تبكي اعلى وسادته التى كان دائما يريح راسه عليها ، اما هى فقد كانت تشكو لها حزنها بفقدان حبيبها ورحيله عنها دون وداع .
+
تنهدت بقوه وهى تتطلع امامها بشرود والدموع تنساب بصمت ، الى ان شعرت بملمس انامل رقيقه تمحي لها تلك الدموع ، تطلعت لصاحبة تلك الانامل بحزن لتعانقها الاخيره بقوه وتشاركها تلك اللحظات القاسيه على كلاهما ..
+
لم تستطيع جودي مواستاها او مواساه نفسها ،فخسارتهما واحده ، فكل منهما فقد قطعه من قلبه بغياب حسام عن تلك الحياه .
+
همست رنيم من بين دموعها : ماكنتش اعرف ان حتى الفرح مش من حقي يدق بابي ، الدنيا معنداني ومستكتره عليه افرح بعد كل اللى شوفته فى حياتي ، استكترت عليه وجود حسام ، هو أنا وحشه اوي كده مااستهلش ان أفرح زي باقي البنات
+
هزت رأسها نافيا لحديثها ثم ابتعدت عن احضانها لتنظر لعينيها بحزن : مش ذنبك خالص يا رنيم ،انتي مش وحشه يا حبيبتي ،بس ده قدر ، قدرنا اننا نتوجع على الناس اللى بنحبهم ، قدرهم يبعدو عننا فى اكتر وقت بنكون محتاجين فيه لحضنهم ، لتبطبطتهم وخوفهم علينا ، مش قادره أصدق ان حسام خلاص راح ومش راجع تاني ، مش قادره أصدق ان هعيش في الدنيا دي من غير ايده اللى دايما محوطاني وسنداني ،انا من غيره ولا حاجه .
+
ازدادت رنيم فى بكاءها وهمست بصوت مبحوح : قلبي مش قادر يصدق ولا عقلي مستوعب ان خلاص دي النهايه ،انا عندي إحساس قوي ان حسام لسه معانا ، موجود حاسه بصوت انفاسه ، كل لم ابص لركن فى الاوضه بشوفه قدامي وبيضحك ليا ، أنا بموت يا جودي من غيره ، أنا عايزة حسام .
2