رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم هنا عادل
رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة الحادية والعشرون
ناجية بذهول:
– يعني ايه هى اللى بتنتقم مني؟
الدلاّلة:
– هقولك لو مقدرتيش توصلي للمطلوب، قبل ما يخلصوا عليكي وقتها بس هتعرفي يعني ايه؟
– مستحيل ده يحصل، دى انتهت من سنين طويلة الحكاية دي، لو بتنتقم كانت انتقمت من زمان، ايه هيخليها تستنى لحد دلوقتى؟
الدلالّة:
– علشان ان الاوان، انتى قربتي توصلي، وقربتي اوي.
ناجية:
– مش عايزاني ارجع عمر يعني؟
الدلاّلة:
– سواء كان عمر موجود او لاء، لو جيبتي المطلوب من سميرة، هتبقى وصلتي للي انتى عايزاه، انتي عارفة ان عمر مش هو اللى هيرجع، وانتى مش عايزاه حبا فيه، ولو سميرة هتعملك نفس اللى هو ممكن يفيدك بيه، مش هتفتكريه من الاساس.
ناجية:
– برضه ايه اللى خلاكي تقولي انها ممكن تكون هي؟
الدلاّلة:
– لأنها لها حق عندك، ومش هترتاح غير لما تاخده.
وهنا ضحكت الدلاّلة ضحكات مخيفة، واختفيت من قدام ناجية اللى قعدت تفكر كتير ايه اللى ممكن تكون تقصده الدلاّلة؟، وايه السر فى ان مش كل اللى بتعمله بيأثر على سميرة، ليه بس مرحلة التقديم هى اللى صعبة عليها؟، وكل ما تقرب توصل لها تلاقي اللي بيبعد سميرة عن طريقها؟
ناجية تغمغم بهمس:
– ماشى يا سميرة، محصنينك مني؟، بس صبرك عليا، اخد المطلوب منك وبعدين هلاقي الطريقة اللى اخلص منك بيها.
قررت ناجية انها تستسلم للنوم اخيرا، هى من وقت موت عمر وكل حاجة فيها اتلغبطت، نومها، كلامها، اكلها، كأنها اخيرا لقيت الفرصة اللى تطلع الشيطان اللى جواها وتسيبه على حريته، كان صعب تعمل ده قبل كده لأنها لأخر وقت كانت مش عايزة عمر يشك فيها ولا فى اي حاجة من ناحيتها، لأن لو ده حصل كانت موصلتش للمرحلة اللى هى فيها دلوقتى.
مروة فى اوضتها، فاتحة الكمبيوتر وبتقرأ فى الموضيع الخاصة بالسحر، حاولت توصل لمعلومات اكتر عن الكتاب اللى مع ناجية، لكن موصلتش لحاجات تقدر تستفاد منها، برغم انها كانت عايزة توصل لحاجات كتير، لكن فى نفس الوقت خايفة من ناجية اللى قررت تضحي بواحدة من بناتها فى سبيل هدف مجهول بالنسبة لمروة، وده اللى خلى مروة تحس ان أمها ممكن تضحي بيها هى كمان، وعلشان كده بتحاول تدور على سلاح تدافع بيه عن نفسها لو قررت ناجية تعمل معاها زى ما بتعمل مع سميرة، لكن مروة كان مش فارق معاها غير نفسها وبس، هى بس حابة توصل لأحلامها من غير ما تخسر حاجة، علشان كده هى بتعمل كل اللى بيتطلب منها من غير اعتراض لأنها عارفة انها مش هتقدر تعمل حاجة قصاد كم الشياطين اللى بقيت متحاوطة بيه بسبب امها.
“تسريع للأحداث”
طلع النهار، وناسية سميرة ان عمرو جاي وهى اللى عزماه بنفسها.
ناجية بتمثيل:
– سميرة صحيتي؟
سميرة كوابيسها كانت بتخلي نومها متقطع:
– أنا صاحية من بدري.
ناجية:
– ايه حكاية الدكتور اللى جاي ده؟
سميرة باستغراب:
– دكتور ايه؟، وجاي ليه؟
ناجية:
– الدكتور قريب هند، انتى مش قولتيلي بليل انه جاي النهاردة؟
سميرة باستغراب:
– أنا قولت كده؟، وايه اللى هيجيبه ده؟، ومين اللى قاله اصلا؟
ناجية بتمثيل ومكر:
– انتى هتتلائمي عليا يابنت انتي ولا ايه؟، مش انتى اللى قولتيلي كلمك على تليفون هند وطلب ييجى يطمن على حالتك دلوقتى؟
سميرة:
– انا قولت كده؟، وكلمني كمان؟، والله ما فاكرة.
ناجية:
– لاء، ده انتى خلاص دماغك بقيت مش فيكي، بعد كده ياختى متتسحبيش من لسانك وتجيبي حد البيت قبل ما تقوليلي الاول، يلا قومي بقى ساعديني البيت زريبة واختك راحت الكلية، خلينا ننضف البيت ده عيب حد ييجى ويلاقينا مبهدلين كده.
سميرة بأستغراب من اللى بيحصل قامت من غير ما تتكلم، هى اه لسه تعبانة، بس كل يوم بتكون احسن من اللى قبله هى متابعة علاجها، وحاسه ان صحتها بقيت احسن كتير، ومش عارفة امتى كلمت عمرو ولا امتى قبلت انه ييجى يطمن على حالتها، فعلا قامت نضفت البيت ودخلت ناجية تجهز اكل وكل ده مفاتش اسبوع على وفاة عمر، لكن هى عايزة سميرة تتجوز قبل الاربعين، وهتعمل اي حاجة تخليها توصل لده.
مروة محضرتش عزومة عمرو، اللى ناجية عملت معاه نفس اللى عملته مع هند، عزّمت على المياه بتعاويذ توصلها لهدفها من ناحيته علشان يخطي عليها واللى عايزة تعمله يكون سهل عليها.
عمرو بسعادة:
– انا اسف انى ازعجتكم، بس حبيت اطمن على حالة انسة سميرة، واشوفكم لو محتاجين حاجة.
ناجية:
– بيتك ياحبيبي، أنت تنور وتشرف فى اي وقت، لما سميرة قالتلى انها عزمتك اتبسطت،ن قولت فرصة علشان اشكرك على اللى انت عملته معانا.
“ناجية تعمدت تقول كده، علشان تأكد لسميرة انها هى اللى عزماه فعلا، وعلشان يبقى عارف عمرو ان سميرة بلغتها انها هى اللى طلبت منه ييجي”
عمرو بأبتسامة:
– انا لو عليا كنت جيت من تاني يوم، بس الحقيقة اتحرجت، غير اني عارف الوقت مش مناسب.
ناجية:
– مش مناسب ايه بس؟، ده انت عملت معانا اللى ميعملهوش القريب، بيتك يا حبيبى اعتبرني مامتك.
عمرو عنيه على سميرة اللى قاعدة سرحانة بتحاول تفتكر امتى عملت كده، غير ان هزارها مع الشخص ده هو السبب فى زعل ابوها منها وموته وهو مش مسامحها زى ما ناجية قالت لها.
جهّزت ناجية السفرة، ورشيت من نوع بودرة معين كده خاص بالسحر بتاعها فى الاكل، وحطيت الاكل كله وبداء عمرو ياكل وسميرة قاعدة على السفرة معاهم بتحاول تجامله، وناجية بتتكلم ومش بتاكل بتحاول تشغله بالكلام علشان ميركزش وهو بياكل.
ومفاتش عشر دقايق من بعد الاكل غير وسابتهم ناجية قاعدين لواحدهم ودخلت تجهز حاجة يشربها، فى الوقت ده عمرو أختلف تماما.
ابتسمته كان شكلها مختلف للدرجة اللى لفتت انتباه سميرة بتركيز له، عنيه فيها لمعة غريبة مكانتش موجودة من شوية، بقيت باصة فى عنيه وهى مقتنعة ان فيه حاجة اختلفت، لكن هو فى عقله اللى كان واعي لنظراتها، انها بتبص له بأعجاب، وده خلاه فتح معاها كلام كتير، وهى بترد عليه ومش شايلة عنيها من عنيه.
كانت ناجية فى الوقت ده فى اوضتها، وبطريقة كلها خبث ومكر، قدرت توصل لصورة من صور عمرو كانت على الأكونت بتاعه، طلبت من مروة تطبعها وتجيبهالها، وطبعا مروة بتنفذ وخلاص، كانت ناجية فى الاوضة قافلة الباب عليها وسايبة سميرة وعمرو يتكلموا وهى عارفة ايه اللى بيحصل برة، وفى نفس الوقت عملت عروستين من القماش تقريبا كانت مجهزاهم من قبل وصول عمرو ومن قبل سميرة ما تصحى كمان، حاطة على كل عروسة منهم صورة حد فيهم”عمرو”و”سميرة”، علقتهم قصادها بحبل على باب الدولاب، ووقفت تقرأ بعض الطلاسم والتعاويذ وهى بتزرع أبر فى كل مكان فى العرايس، وطول ما هى كانت بتعمل كده، كان عمرو بيسترسل فى الكلام اكتر وبيتكلم بأريحية وكأنه يعرف سميرة من سنين لدرجة انه اتكلم معاها فى كل خصوصيات بيتهم، هو نفسه مش مستوعب هو بيعمل كل ده ازاى، وسميرة عنيها فى عنيه وكل ما بتسمع منه كلام اكتر كل ما قلبها بيدق اكتر والابتسامة على وشها بتزيد، وبرغم قناعتها بأن عمرو فيه حاجة غريبة، الا انها فرحانة جدا انها قاعدة معاه ووصل بينهم الكلام للدرجة دى.
وكأن القاعدة دى هى اللى حققت هدف ناجية، مكانتش طالبه منهم ينسوا حاجة زى الليلة اللى فاتت ما حصل مع هند وسميرة، بالعكس كانت عايزة كل اللى بيحصل الاتنين يفتكروه كويس اوي، لان ده اللى هيوصلها لفكرة جوازه منها، اللى عملته ناجية كان اسمه جلب، وهى قدرت تجلب عمرو لسميرة من غير مجهود كبير، شوية تعاويذ على طلاسم بسهولة وصلت لهدفها او هي فكرت كده.
وخلصت الزيارة وعمرو سايب قلبه مع سميرة وهى قلبها وعقلها وروحها كمان كانوا معاه، أول مرة حد يقعد يتكلم معاها بالشكل ده ويعاملها على انها كبيرة للدرجة اللى تخليه يشاركها اسرار ومواضيع خاصة جدا زى اللى عمرو اتكلم معاها فيها.