رواية قتلتني قسوته الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم جنة مياز
تلقى عمر رسالة في تلك اللحظة من المقدم مروان محتواها "لازم تيجي القسم بسرعة...في حاجة بخصوص قضية جواد حصلت ولازم يكون عندكم علم بيها" فقضب عمر حاجبيه ثم سحب غياث من يده بعيداً ليقول الآخر
-في ايه؟
فأعطى عمر الهاتف لغياث ليقول الآخر بنبرة هادئة
-تمام هروح
كاد غياث ان يرحل الا انه تفاجأ بأسيل تمسك يده قائلة باستغراب
-رايح فين؟
فقال غياث وهو يبتسم بهدوء
-مشوار صغير و راجع
تاركاً بعدها اسيل واقفة في حيرة بينما اشار عمر لريان كي يلحق بغياث اما الفتيات فما ان انتبهت نور لتلك الكدمات في وجه اسيل حتى قالت بغضب
-اسيل ايه اللي حصل؟
وضعت حلا يدها على وجهها ليتدخل عمر في الحوار قائلاً
-سيبوا اسيل تريح شوية
فقالت اسمهان لنور بصوت منخفض
-هشرحلك لما نكون لوحدنا
فاماءت لها نور بينما استأذنت اسيل وصعدت الى الأعلى فهي بحاجة إلى بعض الراحة بينما عمر خرج من الفيلا فلا فائدة من وجودن الآن انا حلا فأخذت اسمهان و نور و اسراء الى الشاليه
***في سيارة غياث***
كان غياث يدخن وهو يقود على سرعة عالية بينما ريان يعبث في هاتفه و قال بعد صمت دام للحظات
-هو مروان كان عايز ايه؟
حرك غياث رأسه بعدم علم ليكمل ريان
-اسيل شكلها تعبان اوي ابقى وديها عند دكتور
فنظر غياث الى ريان بطرف عينه قائلاً بنبرة جامدة
-اسيل كويسة هي محتاجة تاكل كويس مش اكتر
ليزفر ريان بحنق ثم يقول بغضب
-يا غياث كفاية عند و دماغ ناشفة...اسيل انسانة مهما بانت انها قوية بس هي من جواها ضعيفة
ضرب غياث المقود بيده بعنف و قال
-ريان ملكش دعوة بأسيل و متدخلش في حاجة متخصكش
كان غياث قد توقف بالسيارة امام مبنى الشرطة فترجل ريان مغلقاً الباب بعنف ليترجل غياث هو الآخر ببرود وما ان دخلا الى المبننى حتى توجه غياث الى مكتب مروان فدخل بهيبته الطاغية ليترك مروان ما في يده ما ان يرى غياث و ريان فقال غياث وهو يجلس على المقعد
-في ايه؟
جلس ريان على المقعد المقابل ليقول مروان بهدوء
-انت عارف ان مكرم العقيل كان سبب هو و مؤيد في موت جواد و ريم
اماء غياث له ليكمل مروان بهدوء
-جثة ريم الشرطة كانت لقياها بعد اسبوع من الحادثة و راحت للمشرحة الأول بس...احم
نظر غياث له بمعنى ان يتابع فقال مروان
-بس جثة جواد مراحتش و محدش يعرف هي فين
فقضب ريان حاجبيه ثم قال
-ازاي مراحتش؟ مش في اي جريمة قتل الجثة بتروح للمشرحة الأول؟
اماء مروان له قائلاً
-بالضبط بس لما نزل قرر بإغلاق القضية محدش دور ولما غياث قال لنه هيفتح القضية تاني عشان يكون في اثبات ان مؤيد هو اللي قتل جواد ليينا في معلومات ناقصة في القضية و طبعاً ولا مكرم ولا مؤيد بيعترفوا بحاجة
فابتسم غياث ابتسامة باردة ثم قال بنبرة حادة
-مروان تلف الأرض حتة حتة لحد ما تحل القضية ديه فاهم؟
اماء به مروان بينما نهض غياث خارجاً من المكتب مغلقاً الباب بعنف ليقول ريان لمروان
-متأكد ان مكرم هو السبب...حاول تعرف منه
فحرك مروان رأسه بالإيجاب ليخرج ريان للخارج فيجد غياث ينتظره في السيارة وما ان ركب حتى قال بهدوء
-غياث انا من رأيي انك محتاج تريح من الشغل شوية
ادار غياث محرك السيارة ثم قال
-مش هريح غير لما اعرف ايه اللي حصل في جثة اخويا يا ريان
لينظر الآخر من النافذة فلا فائدة من التحدث مع غياث فهو ان وضع شيء في رأسه لن يردعه احد
…….
اوصل غياث ريان الى منزل عمر ثم عاد الى منزله و عندما ترجل من السيارة رأى حلا تطعم كلبيه و تلاعبهم فقال بنبرة هادئة
-اسيل فين؟
لتجيبه حلا بهدوء
-طلعت تريح فوق و غالباً نامت
فحك غياث مؤخرة رأسه بخفة ثم قال
-و أخواتها فين؟
تنهدت حلا قائلة
-بعد ما اطمنوا عليها نور كان لازم تسافر تاني عشان بتقول عمها لوحده في المستشفى ولازم تكون معاه بس هترجع من السفر بكرة و اسمهان و اسراء كلموا عمر يجي يرجعهم عشان....
كادت حلا ان تكمل الا ان غياث تركها ورحل فقالت هي بضيق في نفسها
-ولما انت مش عايز تسمع بتسأل ليه؟
….
فتح غياث باب الغرفة ليجد اسيل جالسة على الفراش وهي ضامة قدميها الى صدرها وتنظر بشرود وعينيها دامعة فاقترب غياث منها ثم قال بهدوء
-بتعيطي ليه؟
فقالت اسيل وهي بنفس وضعها
-عشان مؤيد كان زي اخويا فجأة ظهر في حياتنا و كنت بعتمد عليه في حاجات كتير حتى لما اتقدملي وانا قولتله اننا اخزات فضل معايا بردو و تخيل بعد كل ده يطلع هو اللي اختي ماتت بسببه
رفعت اسيل عينيها له ثم تابعت
-وراني ريم ماتت ازاي بس انا مش فاهمة هي ريم كانت فين اصلا وليه بعدت عننا؟ غياث ممكن طلب؟
حرك هو رأسه بالإيجاب لتقول اسيل
-تساعدني اعرف ريم ماتت ازاي و ايه اللي حصلها
ليبتسم هو ثم يقترب و يجلس بجانبها قائلا
-حاضر
فبادلته اسيل الابتسامة مغلقة عينيها بألم بينما غياث كان يربت على شعرها بحنو وهو من داخله يحاول منع ذلك البركان من الإنفجار
“” “بعد مرور بضع ايام"" "
كانت اسيل قد عادت الى نشاطها لإهتمام غياث بها اما هو فكان كل يوم يتصل بمروان ليرى ان كان هناك اي تقدم ام لا اما من جهة عمر فقد قرر ان يتقدم الا حلا لكنه لا يعلم كيف يبدأ بالموضوع و ريان كان تعلقه باسمهان يزداد يوم بعد آخر و كذلك هي و أخيراً نور عادت من السفر و بعد اصرار مميت من اسمهان و إسراء وافقت على المكوث معهم في منزل ريان بعد ان تركت العمل عند نوران هانم و اصبحت تعمل في محل ملابس وفي صباح يوم ما..
كانت اسيل تصفف شعرها القصير وهي تنظر له في المرآة بحزن فهي كانت تعشق شعرها الطويل ليخرج غياث من الحمام وهو يرتدي بدلته وما ان رأى نظرات اسيل الحزينة حتى ابتسم قائلا وهو يستند على باب الغرفة
-بحب الشعر القصير على فكرة
فنظرت له اسيل بطرف عينها قائلة بحنق
-انت عارف انا بقالي كام سنة مش بقصه؟
حرك غياث رأسه بالنفي لتقول اسيل بغضب
-من اول ما اتولدت عشان شعري مش بيطول بسرعة
فضحك غياث على وجهها الذي تحول للون الأحمر من شدة الغضب ثم اقترب منه ممسكا بشعرها القصير ثم قال بنبرة هادئة
-هاتي اسرحهولك طيب
فاعطت هي له الفرشاة و ربطة الشعر ليقوم غياث بلف اسيل ليكون وجهها له فقام هو بتمشيط شعرها القصير ثم يرفعه للاعلى و يربطه وما ان انتهى حتى قال بابتسامة مريبة
-خلصت
فالتفتت اسيل لتشهق بعدها بصدمة عندما رأت نفسها فكانت تبدو كالأطفال بينما غياث كان يبتسم على مظهرها اللطيف و فجأة التفتت ثم قذفت عليه الفرشاة بغضب قائلة
-حرام عليك يا غياث بص شكلي بقى عامل ازاي؟! يا شرير
ليضحك هو ثم يقول
-بس حلوة
لتقضب هي حاجبيها بغضب ثم تقوم بفك شعرها لينسدل الى رقبتها مرة اخرى لتزفر اسيل بحنق بينما قبل غياث وجنتها بلطف ثم قال
-رايح الشغل عايزة حاجة اجبهالك وانا جاي؟
فحركت اسيل رأسها نافية و قبل ان يخرج غياث قالت
-غياث... بس لو ينفع بكرة توديني لإسراء و اسمهان عشان وحشوني
فقال هو باستغراب
-اشمعنى بكرة؟
لتقول اسيل
-عشان بكرة الخميس ميكونش عندهم مذاكرة
فاماء غياث لها بالإيجاب ثم خرج لتبدأ اسيل بترتيب الغرفة اما من جهة اخرى...
توقف ريان امام مدرسة اسمهان فترجلت اسراء بسرعة و عندما جاءت اسمهان لتنزل قال لها ريان
-افتحي التابلو
فنظرت له باستغراب ثم فتحت التابلو لتجد به علبة شوكولا كبيرة فقالت بفرح
-الله....ديه عشاني صح؟ اكيد عشاني طبعا يعني هتكون لمين
فضحك ريان ثم قال
-افتحيها طيب
لتفتحها اسمهان و تجد بداخلها بطاقة وعندما فتحتها وجدت مكتوب بداخلها "تتجوزيني" فشهقت اسمهان قائلة
-انت بتتكلم بجد؟!!
فقال ريان
-وهي المواضيع ديه فيها هزار؟
ضحكت اسمهان ثم قالت بشئ من الغرور
-لان طبيعي بنت حلوة زيي ناس كتير تكون عايزة ترتبط بيها
فقال ريان مداعبا اياها
-انا بالفعل ارتبطت ببنات كتير كلهم كانوا معجبين بيا رس اكتر واحدة فيهم قعدت معايا ٤ شهور
لترفع اسمهان حاجبيها بتعجب من غروره ذلك فإن كانت هي تمزح فعلى الأرجح هو جاد فما كان لها سوى ان تقول
-و ايه اللي حبب سيادتك فيا؟
فقال هو
-دخلتي دماغي
فأغلقت اسمهان العلبة ملقية بها على وجه ذلك المغرور ثم قالت بغضب
-وانت مش عاجبني
بعدها ترجلت من السيارة و اغلقت الباب بعنف فضحك ريان ثم قال لنفسه
-مانتي كده كده ليا
منطلقا بعدها الى العمل
…..
ما ان دخل عمر حتى ذهبت له السكرتيرة بسرعة ثم قالت
-عمر بيه في حد ساب الجواب ده هنا
فقضب عمر حاجبيه و قال باستغراب
-من مين؟
لتقول هي
-مش عارفه بس السكيورتي سابه و قال ان واحد قال ضروري اسلمه لغياث بيه او حضرتك او ريان بيه بس محدش منهم جه
فاماء لها عمر ثم اخذه منها وماكاد يدخل الا ان غياث جاء فقال بنبرة عملية
-عمر عايزك على المكتب
فوضع الآخر الظرف عن الموظفة ثم دخل الى مكتب غياث لتقول الموظفة في سرها
-طيب الظرف مهم طيب
***في مكتب غياث***
اعطى غياث ملف ما الى عمر ثم قال بهدوء
-في شحنة عربيات المفروض هنستلمها بكرة عايزك تراجع الملف و تكون موجود
فحرك عمر رأسه بالإيجاب ثم قال
-في حفلة مستر جاد عازمنا عليها وانا طبعا قولتله انك موافق عشان الغلبانة اللي محبوسة عندك تغير جو
زفر غياث بحنق ثم عاد بمقعده للخلف ليقول عمر
-عارف انك مش بتحب الاجواء ديه بس اهو حاجة من باب التغير
ليتنهد غياث و يقول بصوت هادئ
-نث ساعة و همشي
ابتسم عمر ثم نهض من مكانه و قال
-تمام
***في فيلا غياث***
كانت اسيل تحاول وضع لي شيء على شعرها عله يعود طويل عندما ذق هاتفها برقم غياث فقالت هي لحلا الجالسة بجانبها
-حلا افتحي عشان ايدي مطرحها كريم
فقامت حلا بفتح مكبر الصوت لتقول اسيل
-غياث انت كويس؟
فابتسم هو من الجهة الأخرى و قال
-كويس بس اعملي حسابك في حفلة تبع الشغل هروحها فهخلص و هعدي عليكي آخدك تمام
لتقول اسيل بصدمة
-ايه ده لا مش تمام مش عارفه البس ايه؟
فقال هو
-كمان شوية هتلاقي الفستان وصل
فقالت حلا بصوت مرتفع
-الله... عايزة اجي
ما ان استمع غياث لحلا حتى اغلق الخط فانفجرت اسيل ضاحكة بينما قالت حلا
-اوف ال يعني هموت واجي
…..
كان عمر قد اخذ الظرف من الموظفة وما كاد يفتحه الا ان ريان دخل المكتب فجأة قائلا
-بحبها ليه؟! مش عارف انا ملقتش غير ديه اللي احبها؟!
فضحك عمر ليجلس ريان على المقعد المقابل لمكتبه منتبها الى الظرف في يد عمر فقال بفضول
-ايه ده؟
حرك عمر كتفيه بعدم علم ليسحب ريان الظرف منه وما ان فتحه حتى وجد به عنوان ما و رقم هاتف خارج مصر فغمز ريان الى عمر بمكر ثم قال
-مين ديه اللي بعتالك رقمها من برة مصر يا لئيم؟
فرمقه عمر باحتقار و قال
الظرف لأي واحد فينا مش ليا انا بس
لتظل تلك الابتسامة الماكرة على فاه ريان ثم قال
-مين ديه اللي معجبة بالشركة كلها؟
لم يجب عمر وما كاد يتطلب الرقم على الظرف الا ان ريان قال
-مش ناوي تتقدم لحلا؟
فابتسم عمر بشكل لطيف قائلا وهو يحك ذقنه بشكل خفيف
-هتقدملها النهاردة
انفجر ريان ضاحكا ثم قال
-النهاردة بردو؟!!هترفض
فقذف عطر زجاجة الماء على ريان ثم قال بحدة
-امشي اطلع برة
ليخرج الآخر بينما أخرج عمر هاتفه ليتصل على حلا فأجابت هي بسوت غاضب
-نعم في ايه؟
فقضب هو حاجبيه ثم قال بقلق
-مالك؟
لتجيب هي بغضب طفولي
-غياث مستفز قولتله عايزة اجي قفل من غير ما يرد
فرفع هو احد حاجبيه ثم اجاب بضيق
-وانتي تكلمي غياث ليه اصلا؟
لتزفر هي بحنق ثم تقول
-يووه يا عمر خلاص
تنهد عمر و بعدها قال وهو يبتسم
-طيب اعملي حسابك عشان هعدي اخدك معايا
لتبتسم حلا ابتسامة خفيفة ثم تقول بحذر
-مش بتهزر صح؟
فقال عمر
-تؤ.. روحي اجهزي بقى
فصفقت حلا بيديها ثم اغلقت الخط في وجه عمر من الحماس بينما ضحك الآخر من الجهة الاخرى
“”” بعد مرور بضع ساعات""
كانت اسمهان قد عادت من المدرسة مع السائق فريان لن يستطيع ان يذهب و يحضرها بينما اسيل كانت ارتدت الفستان الذي ارسله غياث فبدت فيه مثل الملاك بينما نور كانت قد جاءت لتجلس معاها قليلا فهي قد اشتاقت لأسيل بشدة و بينما هي تقوم بلف حجاب اسيل دق هاتف الأخرى برقم غياث فنطرت الى نور و عينيها تلمع من الفرحة بينما نور قالت بحنو
-ردي ردي و هسد ودني
فضحكت اسيل و عندما اجابت قال غياث
-لبستي؟
فابتسمت هي ثم قالت
-اه
ليجيبها هو
-انزلي بقى انا تحت
ضحكت اسيل بسماجة دون سبب و قالت
-اوك نازلة
وما ان اغلقت الخط حتى ضحكت نور على ضحكتها قائلة
-بتضحكي ليه؟
لتحرك هي كتفيها بعدم علم و تقول
-مش عارفه بس حاسة اني عايزة اضحك
فضحكت نور و اشارت لاسيل كي تضحك معها وما ان انتهين من نوبة الضحك حتى قالت نور
-انزلي طيب
فعانقت اسيل نور و قالت
-الله يخليكي ليا
لتبادلها نور العناق ثم تتركها لترحل الاخرى
….
ما ان نزلت اسيل حتى وجدت غياث مستند على السيارة و يدخن و يبدو وسيما فقد بجل بدلته في الشركة بعد ان اخبرها بأن تعطيها للسائق اما هو غما ان رأى ذلك الفستان الطويل ذا اللون الوردي متماشي مع وجنتيها الحمراء فما ان رآها هو حتى اعتدل في وقفته و ظل ينظر لها بذهول ليزيدها خجلا فابتسمت اسيل عندما رأته ليقترب هو ثم يمسك يدها مقبلا اياها قائلا
-حاولي متخليش خدودك تحمر عشان بتخليكي حلوة
فنظرت للأسفل بخجل بينما خرجت حلا من الشاليه وهي ترتدي فستان اسود اللون يتماشى مع شعرها الفحمي الطويل فنظر لها غياث لتقول هي بغرور
-عمر هيجي ياخدني مش عايزة منك حاجة
فضحك غياث ليأتي عمر في تلم اللحطة ناظرا الى حلا بإعجاب لم يخفى فأشار غياث الى اسيل كي تركب بينما عمر قال وهو يفتح باب السيارة لحلا
-منورة العربية
فابتسمت هي ثم ركبت ليقول عمر في نفسه
-نتجوز بس و هحجبك بنفسي
ثم التفت ليركب من الجهة الأخرى وهو ينظر الى حلا من وقت لآخر بينما هي مغلقة عينيها و هي تنطر من النافذة تاركة الهواء يداعب وجهها جاعلا شعرها يتطاير و تبدو في غاية اللطافة اما في سيارة غياث فكانت اسيل تنظر من النافذة بشرود فقال غياث
-مالك؟
انتبهت هي له فحركت رأسها بالنفي ليمسك غياث يدها برفق و قال
-هكلم مروان تاني النهاردة تمام؟
فابتسمت هي و حركت رأسها بالإيجاب و ظلت صامتة
…..
لم يحدث جديد حتى وصلوا الى مكان الحفلة و بالتأكيد رحب الجميع بغياث و زوجته بحرارة و كذلك عمر و حلا وما ان جلس غياث بهيبة في مكان بعيد عن الصحافة حتى نظر الى عمر و قال
-ريان فين؟
فقال عمر
-كلمته قال انه جاي خلاص
اماء غياث ليضرب عمر مقدمة رأسه بخفة و يقول
-يووه نسيت الرقم
فقال غياث بعدم فهم
-رقم ايه؟
ليخبره عطر بموضوع الظرف فقال غياث ببرود وهو يشرب من كأس الماء الموجود امامه
-مظنش انه حاجة تبع الشغل
زفر عمر ليأتي ريان في تلك اللحظة ثم يقول لأسيل
-قولي لأختك تعمل حسابها اني هتقدملها رسمي آخر الأسبوع اللي جاي وهي هتوافق غصب عنها
فرفعت اسيل حاجبيها بدهشة ليركل عمر ريان بقدمه من اسفل الطاولة ثم يقول
-مش كده يا بني ادم مش كده
ليحك ريان مؤخرة رأسه ثم يقول بعد ان جلس
-غياث انا هتقدملك لأسمهان بما انك اخت جوزها
فقال غياث بحدة
-نعم؟!
بينما وضع عمر يده على وجهه اما حلا فقالت وهي تضحك
-اخو جوزها قصده
فانفجرت اسيل ضاحكة ثم قالت
-يا بنتي جوز اختها
ليحرك ريان رأسه بالإيجاب ثم يقول
-ايوة هي ديه
فأجاب غياث ببرود
-هفكر و هقولك
لينظر له ريان بغضب بينما اشار عمر الى حلا كي تنهض فنهضت معه وما ان خرجا حتى توجه بها عمر الى جسر ما و عندما صعد عليه مع حلا حتى قال بشكل لطيف
-هحاول اكون رومانسي تمام؟
قضبت حلا حاجبيها بعدم فهم ليجلس عمر على احد ركبتيه ثم يقوم بإخراج علبة و يقوم بفتحها لتجد حلا بها خاتم ذهب به فصوص الماس فقال عمر بأسلوب لطيف
-معرفش حبيتك امتى و ده بلاء و نزل عليا بس... تتجوزيني؟
لتضع حلا يدها على فمها بصدمة وهي تدمع وبشكل من الأشكال ضحكت وحركت رأسها بالإيجاب فقال عمر بعدم تصديق
-ايه ده بجد؟ بسهولة كده؟
فأجابته حلا وهي تبتسم
-انت افتكرتني من البنات اللي بيقولوا هفكر و كده؟! انا ابسط من كده على فكرة
لينهض عمر ثم يقول وهو يضحك بشكل لطيف
-وانا اللي كنت فاكر اني هتعب معاكي
لتحرك هي رأسها نافية وهي تضحك فيبدأ عمر يمزح معها بشكل لطيف وهو يشعر براحة كبيرة
….
نهض غياث من مكانه ليأتي عمر هو و حلا في تلك اللحظة فيقول عمر
-رايح فين؟
فقال غياث بهدوء
-زهقت
ليبتسم عمر ثم يقول
-انا و حلا هنتجوز
ابتسم غياث ابتسامة هادئة قائلا
-مبروك
بينما عانقت اسيل حلا بحب وهي تبارك لها اما ريان فقال بحقد
-يلا الله يوفقكم بقى
فضحك عمر ثم قال وهو يقرص وجنة ريان
-عبالك
ليدفع ريان يده بينما خرج غياث وهو ممسك بيد اسيل و باليد الأخرى يتحدث في الهاتف مع مروان وما ان ركب السيارة حتى اغلق الخط ملقي الهاتف بغضب فقالت اسيل بهدوء
-مالك؟
فقال غياث بغضب وهو ينطلق بالسيارة على سرعة عالية
-مفيش اي جديد بخصوص القضية انا مش فاهم ازاي جثة جواد معدتش على المشرحة؟
فحكت اسيل مؤخرة رأسها ثم قالت فجأة
-غياث عيلتك ليها مقبرة بأسمها؟
فنظر لها غياث باستغراب و قال
-اه
فأكملت اسيل
-نروح نشوفه اصلا اتدفن في المقبرة ولا لا
لينظر لها غياث بصدمة و يقول
-دلوقتي؟
حركت اسيل رأسها بالإيجاب ثم قالت
-ايوة الله يخليك عشان نعرف حتى هو فين
فقال غياث
-المفروض الشرطة هي اللي تعمل كده
لتقول اسيل
-بس ده اخوك انت
صمت غياث للحظات ثم غير وجهته ليتجه الى المقابر وهو لا يعلم لما يستمع الى اسيل من الاساس و بعد نصف ساعة تقريباً كان غياث قد وصل و كان المكان مهجور و مظلم ومرعب فخرج رجل ما ثم عندما رأى تلك السيارة تتوقف في ذلك الوقت امام المقابر فقال وهو يركض تجاه غياث
-يا بيه مفيش زيارة دلوقتي يا بيييه
فترجل غياث من السيارة ببرود ليقول الرجل
-يا بيه ممنوع الزيارة دلوقتي
لينطر له غياث باحتقار و يقول
-افتح الباب
فحرك الرجل رأسه نافيا وهو يقول
-لااه مفيش زيارة دلوقتي
فأمسكه غياث من ملابسه و قال بحدة و اصبح مرعبا
-وانا بقولك جاي ازور مريض؟ دول ميتين اللي جوة
ليحرك الرجل رأسه نافيا فأخرج غياث مسدسه و قال
-افتحه بدل ما انيمك جنبهم جوة
فحرك الرجل رأسه نافيا ثم دخل ليحضر المفتاح بينما ترجلت اسيل وهي تكاد تموت ضحكا فقال غياث بحدة
-بتضحكي على ايه؟
فقالت وهي ترفع طرف فستانها بيد و تستند على غياث بالأخرى
-اصله مستفز اوي
ليبتسم غياث فيقول الرجل وهو يفتح البوابة
-اتفضل يا بيه... نورت المقابر يا بيه
لينطر له غياث بإحتقار ساحبا اسيل معه للداخل وما ان دخل حتى شغل هاتفه ليقرأ الأسماء الموجودة فقالت اسيل بصوت هادئ
-غياث انا خايفة
فنظر هو لها لتقول اسيل وهي توصف بيديها
-دايما في أفلام الرعب بتطلع ايد كده من المقبرة تاخد الواحد من رجله
فتصنم غياث ناطرا الى شيء ما خلف اسيل لتصرخ هي بقوة فقال غياث بحدة
-بس يا هبلة ليسمعوكي
فقالت هي بهلع
-هما مين؟
ليشير غياث الى مكان ما خلفها لا يوجد به احد
-اللي هناك دول
فأدمعت اسيل ثم رفعت فستانها و ركضت تجاه غياث متشبثة في ذراعه بيديها الاثنتين ليقول هو
-مش فكرتك؟
لتحرك هي رأسها نافية وهي تخبئ وجهها فيه بينما تابع غياث البحث ولكنه لم يجد ما يدل على ان جواد قد دفن في تلك المقبرة
…..
ركب عمر السيارة لتقول حلا
-مش فاهمة يعني انت عايز الطرف دلوقتي ليه؟
فقال عمر وهو يفتح الظرف ليطلب الرقم الموجود فيه
-مكنتش هعرف انام وانا شاكك ان في حاجة ورا الظرف
ما ان طلب عطر الرقم حتى جاءه رد فتاة تتحدث بالإنجليزية و تقول
-Hi this is (***) hospital how can I help you?
-مرحبا هذه مستشفى ( ****) كيف اساعدك؟
فصمت عمر للحظات ثم قال بتردد
-I want to ask about someone I don’t know if he in this hospital or not
-اريد ان اسأل عن شخص لا اعلم ان كان في هذه المستشفى ام لا
الموظفة
-what is his name?
- ما هو اسمه؟
ابتلع عمر ريقه ثم قال
-jowad ali
-جواد علي
يتبع
-في ايه؟
فأعطى عمر الهاتف لغياث ليقول الآخر بنبرة هادئة
-تمام هروح
كاد غياث ان يرحل الا انه تفاجأ بأسيل تمسك يده قائلة باستغراب
-رايح فين؟
فقال غياث وهو يبتسم بهدوء
-مشوار صغير و راجع
تاركاً بعدها اسيل واقفة في حيرة بينما اشار عمر لريان كي يلحق بغياث اما الفتيات فما ان انتبهت نور لتلك الكدمات في وجه اسيل حتى قالت بغضب
-اسيل ايه اللي حصل؟
وضعت حلا يدها على وجهها ليتدخل عمر في الحوار قائلاً
-سيبوا اسيل تريح شوية
فقالت اسمهان لنور بصوت منخفض
-هشرحلك لما نكون لوحدنا
فاماءت لها نور بينما استأذنت اسيل وصعدت الى الأعلى فهي بحاجة إلى بعض الراحة بينما عمر خرج من الفيلا فلا فائدة من وجودن الآن انا حلا فأخذت اسمهان و نور و اسراء الى الشاليه
***في سيارة غياث***
كان غياث يدخن وهو يقود على سرعة عالية بينما ريان يعبث في هاتفه و قال بعد صمت دام للحظات
-هو مروان كان عايز ايه؟
حرك غياث رأسه بعدم علم ليكمل ريان
-اسيل شكلها تعبان اوي ابقى وديها عند دكتور
فنظر غياث الى ريان بطرف عينه قائلاً بنبرة جامدة
-اسيل كويسة هي محتاجة تاكل كويس مش اكتر
ليزفر ريان بحنق ثم يقول بغضب
-يا غياث كفاية عند و دماغ ناشفة...اسيل انسانة مهما بانت انها قوية بس هي من جواها ضعيفة
ضرب غياث المقود بيده بعنف و قال
-ريان ملكش دعوة بأسيل و متدخلش في حاجة متخصكش
كان غياث قد توقف بالسيارة امام مبنى الشرطة فترجل ريان مغلقاً الباب بعنف ليترجل غياث هو الآخر ببرود وما ان دخلا الى المبننى حتى توجه غياث الى مكتب مروان فدخل بهيبته الطاغية ليترك مروان ما في يده ما ان يرى غياث و ريان فقال غياث وهو يجلس على المقعد
-في ايه؟
جلس ريان على المقعد المقابل ليقول مروان بهدوء
-انت عارف ان مكرم العقيل كان سبب هو و مؤيد في موت جواد و ريم
اماء غياث له ليكمل مروان بهدوء
-جثة ريم الشرطة كانت لقياها بعد اسبوع من الحادثة و راحت للمشرحة الأول بس...احم
نظر غياث له بمعنى ان يتابع فقال مروان
-بس جثة جواد مراحتش و محدش يعرف هي فين
فقضب ريان حاجبيه ثم قال
-ازاي مراحتش؟ مش في اي جريمة قتل الجثة بتروح للمشرحة الأول؟
اماء مروان له قائلاً
-بالضبط بس لما نزل قرر بإغلاق القضية محدش دور ولما غياث قال لنه هيفتح القضية تاني عشان يكون في اثبات ان مؤيد هو اللي قتل جواد ليينا في معلومات ناقصة في القضية و طبعاً ولا مكرم ولا مؤيد بيعترفوا بحاجة
فابتسم غياث ابتسامة باردة ثم قال بنبرة حادة
-مروان تلف الأرض حتة حتة لحد ما تحل القضية ديه فاهم؟
اماء به مروان بينما نهض غياث خارجاً من المكتب مغلقاً الباب بعنف ليقول ريان لمروان
-متأكد ان مكرم هو السبب...حاول تعرف منه
فحرك مروان رأسه بالإيجاب ليخرج ريان للخارج فيجد غياث ينتظره في السيارة وما ان ركب حتى قال بهدوء
-غياث انا من رأيي انك محتاج تريح من الشغل شوية
ادار غياث محرك السيارة ثم قال
-مش هريح غير لما اعرف ايه اللي حصل في جثة اخويا يا ريان
لينظر الآخر من النافذة فلا فائدة من التحدث مع غياث فهو ان وضع شيء في رأسه لن يردعه احد
…….
اوصل غياث ريان الى منزل عمر ثم عاد الى منزله و عندما ترجل من السيارة رأى حلا تطعم كلبيه و تلاعبهم فقال بنبرة هادئة
-اسيل فين؟
لتجيبه حلا بهدوء
-طلعت تريح فوق و غالباً نامت
فحك غياث مؤخرة رأسه بخفة ثم قال
-و أخواتها فين؟
تنهدت حلا قائلة
-بعد ما اطمنوا عليها نور كان لازم تسافر تاني عشان بتقول عمها لوحده في المستشفى ولازم تكون معاه بس هترجع من السفر بكرة و اسمهان و اسراء كلموا عمر يجي يرجعهم عشان....
كادت حلا ان تكمل الا ان غياث تركها ورحل فقالت هي بضيق في نفسها
-ولما انت مش عايز تسمع بتسأل ليه؟
….
فتح غياث باب الغرفة ليجد اسيل جالسة على الفراش وهي ضامة قدميها الى صدرها وتنظر بشرود وعينيها دامعة فاقترب غياث منها ثم قال بهدوء
-بتعيطي ليه؟
فقالت اسيل وهي بنفس وضعها
-عشان مؤيد كان زي اخويا فجأة ظهر في حياتنا و كنت بعتمد عليه في حاجات كتير حتى لما اتقدملي وانا قولتله اننا اخزات فضل معايا بردو و تخيل بعد كل ده يطلع هو اللي اختي ماتت بسببه
رفعت اسيل عينيها له ثم تابعت
-وراني ريم ماتت ازاي بس انا مش فاهمة هي ريم كانت فين اصلا وليه بعدت عننا؟ غياث ممكن طلب؟
حرك هو رأسه بالإيجاب لتقول اسيل
-تساعدني اعرف ريم ماتت ازاي و ايه اللي حصلها
ليبتسم هو ثم يقترب و يجلس بجانبها قائلا
-حاضر
فبادلته اسيل الابتسامة مغلقة عينيها بألم بينما غياث كان يربت على شعرها بحنو وهو من داخله يحاول منع ذلك البركان من الإنفجار
“” “بعد مرور بضع ايام"" "
كانت اسيل قد عادت الى نشاطها لإهتمام غياث بها اما هو فكان كل يوم يتصل بمروان ليرى ان كان هناك اي تقدم ام لا اما من جهة عمر فقد قرر ان يتقدم الا حلا لكنه لا يعلم كيف يبدأ بالموضوع و ريان كان تعلقه باسمهان يزداد يوم بعد آخر و كذلك هي و أخيراً نور عادت من السفر و بعد اصرار مميت من اسمهان و إسراء وافقت على المكوث معهم في منزل ريان بعد ان تركت العمل عند نوران هانم و اصبحت تعمل في محل ملابس وفي صباح يوم ما..
كانت اسيل تصفف شعرها القصير وهي تنظر له في المرآة بحزن فهي كانت تعشق شعرها الطويل ليخرج غياث من الحمام وهو يرتدي بدلته وما ان رأى نظرات اسيل الحزينة حتى ابتسم قائلا وهو يستند على باب الغرفة
-بحب الشعر القصير على فكرة
فنظرت له اسيل بطرف عينها قائلة بحنق
-انت عارف انا بقالي كام سنة مش بقصه؟
حرك غياث رأسه بالنفي لتقول اسيل بغضب
-من اول ما اتولدت عشان شعري مش بيطول بسرعة
فضحك غياث على وجهها الذي تحول للون الأحمر من شدة الغضب ثم اقترب منه ممسكا بشعرها القصير ثم قال بنبرة هادئة
-هاتي اسرحهولك طيب
فاعطت هي له الفرشاة و ربطة الشعر ليقوم غياث بلف اسيل ليكون وجهها له فقام هو بتمشيط شعرها القصير ثم يرفعه للاعلى و يربطه وما ان انتهى حتى قال بابتسامة مريبة
-خلصت
فالتفتت اسيل لتشهق بعدها بصدمة عندما رأت نفسها فكانت تبدو كالأطفال بينما غياث كان يبتسم على مظهرها اللطيف و فجأة التفتت ثم قذفت عليه الفرشاة بغضب قائلة
-حرام عليك يا غياث بص شكلي بقى عامل ازاي؟! يا شرير
ليضحك هو ثم يقول
-بس حلوة
لتقضب هي حاجبيها بغضب ثم تقوم بفك شعرها لينسدل الى رقبتها مرة اخرى لتزفر اسيل بحنق بينما قبل غياث وجنتها بلطف ثم قال
-رايح الشغل عايزة حاجة اجبهالك وانا جاي؟
فحركت اسيل رأسها نافية و قبل ان يخرج غياث قالت
-غياث... بس لو ينفع بكرة توديني لإسراء و اسمهان عشان وحشوني
فقال هو باستغراب
-اشمعنى بكرة؟
لتقول اسيل
-عشان بكرة الخميس ميكونش عندهم مذاكرة
فاماء غياث لها بالإيجاب ثم خرج لتبدأ اسيل بترتيب الغرفة اما من جهة اخرى...
توقف ريان امام مدرسة اسمهان فترجلت اسراء بسرعة و عندما جاءت اسمهان لتنزل قال لها ريان
-افتحي التابلو
فنظرت له باستغراب ثم فتحت التابلو لتجد به علبة شوكولا كبيرة فقالت بفرح
-الله....ديه عشاني صح؟ اكيد عشاني طبعا يعني هتكون لمين
فضحك ريان ثم قال
-افتحيها طيب
لتفتحها اسمهان و تجد بداخلها بطاقة وعندما فتحتها وجدت مكتوب بداخلها "تتجوزيني" فشهقت اسمهان قائلة
-انت بتتكلم بجد؟!!
فقال ريان
-وهي المواضيع ديه فيها هزار؟
ضحكت اسمهان ثم قالت بشئ من الغرور
-لان طبيعي بنت حلوة زيي ناس كتير تكون عايزة ترتبط بيها
فقال ريان مداعبا اياها
-انا بالفعل ارتبطت ببنات كتير كلهم كانوا معجبين بيا رس اكتر واحدة فيهم قعدت معايا ٤ شهور
لترفع اسمهان حاجبيها بتعجب من غروره ذلك فإن كانت هي تمزح فعلى الأرجح هو جاد فما كان لها سوى ان تقول
-و ايه اللي حبب سيادتك فيا؟
فقال هو
-دخلتي دماغي
فأغلقت اسمهان العلبة ملقية بها على وجه ذلك المغرور ثم قالت بغضب
-وانت مش عاجبني
بعدها ترجلت من السيارة و اغلقت الباب بعنف فضحك ريان ثم قال لنفسه
-مانتي كده كده ليا
منطلقا بعدها الى العمل
…..
ما ان دخل عمر حتى ذهبت له السكرتيرة بسرعة ثم قالت
-عمر بيه في حد ساب الجواب ده هنا
فقضب عمر حاجبيه و قال باستغراب
-من مين؟
لتقول هي
-مش عارفه بس السكيورتي سابه و قال ان واحد قال ضروري اسلمه لغياث بيه او حضرتك او ريان بيه بس محدش منهم جه
فاماء لها عمر ثم اخذه منها وماكاد يدخل الا ان غياث جاء فقال بنبرة عملية
-عمر عايزك على المكتب
فوضع الآخر الظرف عن الموظفة ثم دخل الى مكتب غياث لتقول الموظفة في سرها
-طيب الظرف مهم طيب
***في مكتب غياث***
اعطى غياث ملف ما الى عمر ثم قال بهدوء
-في شحنة عربيات المفروض هنستلمها بكرة عايزك تراجع الملف و تكون موجود
فحرك عمر رأسه بالإيجاب ثم قال
-في حفلة مستر جاد عازمنا عليها وانا طبعا قولتله انك موافق عشان الغلبانة اللي محبوسة عندك تغير جو
زفر غياث بحنق ثم عاد بمقعده للخلف ليقول عمر
-عارف انك مش بتحب الاجواء ديه بس اهو حاجة من باب التغير
ليتنهد غياث و يقول بصوت هادئ
-نث ساعة و همشي
ابتسم عمر ثم نهض من مكانه و قال
-تمام
***في فيلا غياث***
كانت اسيل تحاول وضع لي شيء على شعرها عله يعود طويل عندما ذق هاتفها برقم غياث فقالت هي لحلا الجالسة بجانبها
-حلا افتحي عشان ايدي مطرحها كريم
فقامت حلا بفتح مكبر الصوت لتقول اسيل
-غياث انت كويس؟
فابتسم هو من الجهة الأخرى و قال
-كويس بس اعملي حسابك في حفلة تبع الشغل هروحها فهخلص و هعدي عليكي آخدك تمام
لتقول اسيل بصدمة
-ايه ده لا مش تمام مش عارفه البس ايه؟
فقال هو
-كمان شوية هتلاقي الفستان وصل
فقالت حلا بصوت مرتفع
-الله... عايزة اجي
ما ان استمع غياث لحلا حتى اغلق الخط فانفجرت اسيل ضاحكة بينما قالت حلا
-اوف ال يعني هموت واجي
…..
كان عمر قد اخذ الظرف من الموظفة وما كاد يفتحه الا ان ريان دخل المكتب فجأة قائلا
-بحبها ليه؟! مش عارف انا ملقتش غير ديه اللي احبها؟!
فضحك عمر ليجلس ريان على المقعد المقابل لمكتبه منتبها الى الظرف في يد عمر فقال بفضول
-ايه ده؟
حرك عمر كتفيه بعدم علم ليسحب ريان الظرف منه وما ان فتحه حتى وجد به عنوان ما و رقم هاتف خارج مصر فغمز ريان الى عمر بمكر ثم قال
-مين ديه اللي بعتالك رقمها من برة مصر يا لئيم؟
فرمقه عمر باحتقار و قال
الظرف لأي واحد فينا مش ليا انا بس
لتظل تلك الابتسامة الماكرة على فاه ريان ثم قال
-مين ديه اللي معجبة بالشركة كلها؟
لم يجب عمر وما كاد يتطلب الرقم على الظرف الا ان ريان قال
-مش ناوي تتقدم لحلا؟
فابتسم عمر بشكل لطيف قائلا وهو يحك ذقنه بشكل خفيف
-هتقدملها النهاردة
انفجر ريان ضاحكا ثم قال
-النهاردة بردو؟!!هترفض
فقذف عطر زجاجة الماء على ريان ثم قال بحدة
-امشي اطلع برة
ليخرج الآخر بينما أخرج عمر هاتفه ليتصل على حلا فأجابت هي بسوت غاضب
-نعم في ايه؟
فقضب هو حاجبيه ثم قال بقلق
-مالك؟
لتجيب هي بغضب طفولي
-غياث مستفز قولتله عايزة اجي قفل من غير ما يرد
فرفع هو احد حاجبيه ثم اجاب بضيق
-وانتي تكلمي غياث ليه اصلا؟
لتزفر هي بحنق ثم تقول
-يووه يا عمر خلاص
تنهد عمر و بعدها قال وهو يبتسم
-طيب اعملي حسابك عشان هعدي اخدك معايا
لتبتسم حلا ابتسامة خفيفة ثم تقول بحذر
-مش بتهزر صح؟
فقال عمر
-تؤ.. روحي اجهزي بقى
فصفقت حلا بيديها ثم اغلقت الخط في وجه عمر من الحماس بينما ضحك الآخر من الجهة الاخرى
“”” بعد مرور بضع ساعات""
كانت اسمهان قد عادت من المدرسة مع السائق فريان لن يستطيع ان يذهب و يحضرها بينما اسيل كانت ارتدت الفستان الذي ارسله غياث فبدت فيه مثل الملاك بينما نور كانت قد جاءت لتجلس معاها قليلا فهي قد اشتاقت لأسيل بشدة و بينما هي تقوم بلف حجاب اسيل دق هاتف الأخرى برقم غياث فنطرت الى نور و عينيها تلمع من الفرحة بينما نور قالت بحنو
-ردي ردي و هسد ودني
فضحكت اسيل و عندما اجابت قال غياث
-لبستي؟
فابتسمت هي ثم قالت
-اه
ليجيبها هو
-انزلي بقى انا تحت
ضحكت اسيل بسماجة دون سبب و قالت
-اوك نازلة
وما ان اغلقت الخط حتى ضحكت نور على ضحكتها قائلة
-بتضحكي ليه؟
لتحرك هي كتفيها بعدم علم و تقول
-مش عارفه بس حاسة اني عايزة اضحك
فضحكت نور و اشارت لاسيل كي تضحك معها وما ان انتهين من نوبة الضحك حتى قالت نور
-انزلي طيب
فعانقت اسيل نور و قالت
-الله يخليكي ليا
لتبادلها نور العناق ثم تتركها لترحل الاخرى
….
ما ان نزلت اسيل حتى وجدت غياث مستند على السيارة و يدخن و يبدو وسيما فقد بجل بدلته في الشركة بعد ان اخبرها بأن تعطيها للسائق اما هو غما ان رأى ذلك الفستان الطويل ذا اللون الوردي متماشي مع وجنتيها الحمراء فما ان رآها هو حتى اعتدل في وقفته و ظل ينظر لها بذهول ليزيدها خجلا فابتسمت اسيل عندما رأته ليقترب هو ثم يمسك يدها مقبلا اياها قائلا
-حاولي متخليش خدودك تحمر عشان بتخليكي حلوة
فنظرت للأسفل بخجل بينما خرجت حلا من الشاليه وهي ترتدي فستان اسود اللون يتماشى مع شعرها الفحمي الطويل فنظر لها غياث لتقول هي بغرور
-عمر هيجي ياخدني مش عايزة منك حاجة
فضحك غياث ليأتي عمر في تلم اللحطة ناظرا الى حلا بإعجاب لم يخفى فأشار غياث الى اسيل كي تركب بينما عمر قال وهو يفتح باب السيارة لحلا
-منورة العربية
فابتسمت هي ثم ركبت ليقول عمر في نفسه
-نتجوز بس و هحجبك بنفسي
ثم التفت ليركب من الجهة الأخرى وهو ينظر الى حلا من وقت لآخر بينما هي مغلقة عينيها و هي تنطر من النافذة تاركة الهواء يداعب وجهها جاعلا شعرها يتطاير و تبدو في غاية اللطافة اما في سيارة غياث فكانت اسيل تنظر من النافذة بشرود فقال غياث
-مالك؟
انتبهت هي له فحركت رأسها بالنفي ليمسك غياث يدها برفق و قال
-هكلم مروان تاني النهاردة تمام؟
فابتسمت هي و حركت رأسها بالإيجاب و ظلت صامتة
…..
لم يحدث جديد حتى وصلوا الى مكان الحفلة و بالتأكيد رحب الجميع بغياث و زوجته بحرارة و كذلك عمر و حلا وما ان جلس غياث بهيبة في مكان بعيد عن الصحافة حتى نظر الى عمر و قال
-ريان فين؟
فقال عمر
-كلمته قال انه جاي خلاص
اماء غياث ليضرب عمر مقدمة رأسه بخفة و يقول
-يووه نسيت الرقم
فقال غياث بعدم فهم
-رقم ايه؟
ليخبره عطر بموضوع الظرف فقال غياث ببرود وهو يشرب من كأس الماء الموجود امامه
-مظنش انه حاجة تبع الشغل
زفر عمر ليأتي ريان في تلك اللحظة ثم يقول لأسيل
-قولي لأختك تعمل حسابها اني هتقدملها رسمي آخر الأسبوع اللي جاي وهي هتوافق غصب عنها
فرفعت اسيل حاجبيها بدهشة ليركل عمر ريان بقدمه من اسفل الطاولة ثم يقول
-مش كده يا بني ادم مش كده
ليحك ريان مؤخرة رأسه ثم يقول بعد ان جلس
-غياث انا هتقدملك لأسمهان بما انك اخت جوزها
فقال غياث بحدة
-نعم؟!
بينما وضع عمر يده على وجهه اما حلا فقالت وهي تضحك
-اخو جوزها قصده
فانفجرت اسيل ضاحكة ثم قالت
-يا بنتي جوز اختها
ليحرك ريان رأسه بالإيجاب ثم يقول
-ايوة هي ديه
فأجاب غياث ببرود
-هفكر و هقولك
لينظر له ريان بغضب بينما اشار عمر الى حلا كي تنهض فنهضت معه وما ان خرجا حتى توجه بها عمر الى جسر ما و عندما صعد عليه مع حلا حتى قال بشكل لطيف
-هحاول اكون رومانسي تمام؟
قضبت حلا حاجبيها بعدم فهم ليجلس عمر على احد ركبتيه ثم يقوم بإخراج علبة و يقوم بفتحها لتجد حلا بها خاتم ذهب به فصوص الماس فقال عمر بأسلوب لطيف
-معرفش حبيتك امتى و ده بلاء و نزل عليا بس... تتجوزيني؟
لتضع حلا يدها على فمها بصدمة وهي تدمع وبشكل من الأشكال ضحكت وحركت رأسها بالإيجاب فقال عمر بعدم تصديق
-ايه ده بجد؟ بسهولة كده؟
فأجابته حلا وهي تبتسم
-انت افتكرتني من البنات اللي بيقولوا هفكر و كده؟! انا ابسط من كده على فكرة
لينهض عمر ثم يقول وهو يضحك بشكل لطيف
-وانا اللي كنت فاكر اني هتعب معاكي
لتحرك هي رأسها نافية وهي تضحك فيبدأ عمر يمزح معها بشكل لطيف وهو يشعر براحة كبيرة
….
نهض غياث من مكانه ليأتي عمر هو و حلا في تلك اللحظة فيقول عمر
-رايح فين؟
فقال غياث بهدوء
-زهقت
ليبتسم عمر ثم يقول
-انا و حلا هنتجوز
ابتسم غياث ابتسامة هادئة قائلا
-مبروك
بينما عانقت اسيل حلا بحب وهي تبارك لها اما ريان فقال بحقد
-يلا الله يوفقكم بقى
فضحك عمر ثم قال وهو يقرص وجنة ريان
-عبالك
ليدفع ريان يده بينما خرج غياث وهو ممسك بيد اسيل و باليد الأخرى يتحدث في الهاتف مع مروان وما ان ركب السيارة حتى اغلق الخط ملقي الهاتف بغضب فقالت اسيل بهدوء
-مالك؟
فقال غياث بغضب وهو ينطلق بالسيارة على سرعة عالية
-مفيش اي جديد بخصوص القضية انا مش فاهم ازاي جثة جواد معدتش على المشرحة؟
فحكت اسيل مؤخرة رأسها ثم قالت فجأة
-غياث عيلتك ليها مقبرة بأسمها؟
فنظر لها غياث باستغراب و قال
-اه
فأكملت اسيل
-نروح نشوفه اصلا اتدفن في المقبرة ولا لا
لينظر لها غياث بصدمة و يقول
-دلوقتي؟
حركت اسيل رأسها بالإيجاب ثم قالت
-ايوة الله يخليك عشان نعرف حتى هو فين
فقال غياث
-المفروض الشرطة هي اللي تعمل كده
لتقول اسيل
-بس ده اخوك انت
صمت غياث للحظات ثم غير وجهته ليتجه الى المقابر وهو لا يعلم لما يستمع الى اسيل من الاساس و بعد نصف ساعة تقريباً كان غياث قد وصل و كان المكان مهجور و مظلم ومرعب فخرج رجل ما ثم عندما رأى تلك السيارة تتوقف في ذلك الوقت امام المقابر فقال وهو يركض تجاه غياث
-يا بيه مفيش زيارة دلوقتي يا بيييه
فترجل غياث من السيارة ببرود ليقول الرجل
-يا بيه ممنوع الزيارة دلوقتي
لينطر له غياث باحتقار و يقول
-افتح الباب
فحرك الرجل رأسه نافيا وهو يقول
-لااه مفيش زيارة دلوقتي
فأمسكه غياث من ملابسه و قال بحدة و اصبح مرعبا
-وانا بقولك جاي ازور مريض؟ دول ميتين اللي جوة
ليحرك الرجل رأسه نافيا فأخرج غياث مسدسه و قال
-افتحه بدل ما انيمك جنبهم جوة
فحرك الرجل رأسه نافيا ثم دخل ليحضر المفتاح بينما ترجلت اسيل وهي تكاد تموت ضحكا فقال غياث بحدة
-بتضحكي على ايه؟
فقالت وهي ترفع طرف فستانها بيد و تستند على غياث بالأخرى
-اصله مستفز اوي
ليبتسم غياث فيقول الرجل وهو يفتح البوابة
-اتفضل يا بيه... نورت المقابر يا بيه
لينطر له غياث بإحتقار ساحبا اسيل معه للداخل وما ان دخل حتى شغل هاتفه ليقرأ الأسماء الموجودة فقالت اسيل بصوت هادئ
-غياث انا خايفة
فنظر هو لها لتقول اسيل وهي توصف بيديها
-دايما في أفلام الرعب بتطلع ايد كده من المقبرة تاخد الواحد من رجله
فتصنم غياث ناطرا الى شيء ما خلف اسيل لتصرخ هي بقوة فقال غياث بحدة
-بس يا هبلة ليسمعوكي
فقالت هي بهلع
-هما مين؟
ليشير غياث الى مكان ما خلفها لا يوجد به احد
-اللي هناك دول
فأدمعت اسيل ثم رفعت فستانها و ركضت تجاه غياث متشبثة في ذراعه بيديها الاثنتين ليقول هو
-مش فكرتك؟
لتحرك هي رأسها نافية وهي تخبئ وجهها فيه بينما تابع غياث البحث ولكنه لم يجد ما يدل على ان جواد قد دفن في تلك المقبرة
…..
ركب عمر السيارة لتقول حلا
-مش فاهمة يعني انت عايز الطرف دلوقتي ليه؟
فقال عمر وهو يفتح الظرف ليطلب الرقم الموجود فيه
-مكنتش هعرف انام وانا شاكك ان في حاجة ورا الظرف
ما ان طلب عطر الرقم حتى جاءه رد فتاة تتحدث بالإنجليزية و تقول
-Hi this is (***) hospital how can I help you?
-مرحبا هذه مستشفى ( ****) كيف اساعدك؟
فصمت عمر للحظات ثم قال بتردد
-I want to ask about someone I don’t know if he in this hospital or not
-اريد ان اسأل عن شخص لا اعلم ان كان في هذه المستشفى ام لا
الموظفة
-what is his name?
- ما هو اسمه؟
ابتلع عمر ريقه ثم قال
-jowad ali
-جواد علي
يتبع