رواية شعيب ولتين الفصل العشرون 20 بقلم شيماء عصمت
انتبه لرنين هاتفه المتواصل ولم يكُ المتصل سوى "تقى " فأجاب بقلق قائلاً: ألو .. في إيه يا تقى أنتِ كويسة؟
هدر مـازن بصدمة: بتقولي إيه؟ إيمتى حصل الكلام ده؟
تقى ببكاء: من نص ساعة تقريباً أنا مش عارفة أعمل إيه؟ ماما ولتين هيموتوا من العياط .. وجدو وبابا راحوا مع شعـيب وأنا مش عارفة أعمل إيه؟ مش عارفة!!!
قال مـازن بهدوء يحاول بث الطمأنينة بين طيات قلبها: إهدي يا حبيبتي أكيد في سوء تفاهم وإن شاء الله هيتحل إهدي وخليكِ قوية زي ما أنا عارفك وأنا دلوقتي هتصل بـجدي وأعرف هما فين بالظبط وهروحلهم وأطمنك بإذن الله
أومأت موافقة وكأنه يراها ثم أغلقت الهاتف وانضمت لـوالدتها التي لم تتوقف عن البكاء
أما مـازن فـسأله عمـاد بقلق: خير يا مـازن؟ في حاجة حصلت؟ طمني!
رمقه مازن بشّك قبل أن يقول: شعـيب البوليس قبض عليه
صاح عمـاد بذهول: إيه؟ اتقبض عليه؟ ليه؟ عمل إيه شعيب؟
أجابه مـازن: متهم بإنه حاول يقتلك
اتسعت عين الأخير بـدهشة حقيقية قبل أن يقول بنفي قاطع: محصلش .. شعـيب مش هو اللي وقعني من على السلم مش هو
اقترب منه مـازن قائلاً: لو مش هو يبقى مين ياعماد؟ كلامك بيأكد إن في حد زقك فعلاً من على السلم مين اللي عمل فيك كده؟ مين اللي كان عايز يقتلك؟!
ابتلع عمـاد ريقه الجاف قائلاً: مش مهم الكلام ده دلوقتي أنتَ تروح للقسم اللي فيه شعـيب وتبلغ وكيل النيابة بإني عايز أقول أقوالي خلي الليلة اللي مش باينلها ملامح دي تنتهي أنا تعبت
أومأ مـازن موافقاً وخرج من المستشفى مسرعاً قاصداً مركز الشرطة
××××××××××××
هتف وكيل النيابة بنبرة عملية بعدما أشار له بالجلوس: إسمك وسنك وعنوانك
أجابه شعـيب بثبات: شعـيب سـالم مهران ، 30سنة ، ساكن في××××
وكيل النيابة: أيه أقوالك في التهمة المنسوبة إليك؟
هتف شعـيب بهدوء شديد: أنا لحد دلوقتي مش عارف أنا هنا ليه؟ وعشان مين؟
أجابه وكيل النيابة: أنت متهم بدفعك للمجني عليه عمـاد توفيق من على السلم بغرض القتل
هتف شعـيب بنفي قاطع: محصلش واليوم اللي حصلت فيه الحادثة كان يوم خطوبة أختي في بيت العيلة وكلنا كنا معاها وأتفاجئنا باللي حصل لأبن عمي
بعد عدة أسئلة طرحها وكيل النيابة أمر بحجز المتهم "شعـيب سـالم مهران" أربعه أيام على ذمة التحقيق
خرج شعـيب من غرفة وكيل النيابة وبجواره عسكري الشرطة
اقترب منه سالم بلهفة: خير ياشعيب؟ إيه اللي حصل جوة يا ابني
أجابه شعـيب بثبات: خير بإذن الله ياحاج أطمن في سوء تفاهم وهيتحل إن شاء الله المهم إبعتلي أستاذ رشوان المحامي وخد جدي وعمي وروّحوا وجودكم هنا غلط مش من قيمة عيلة مهران
قال الجد مهران: أطمن يا شعـيب رشوان جاي في الطريق وطمني .. متقلقش
شعـيب: خليها على الله ياجدي
قاطعهم العسكري: يلا يامتهم
أومأ شعـيب موافقاً بهدوء .. هدوء تشبث به بقوة حتى لا يفقده
هتف سـالم بوجل: أبني هيتحبس!!!
في نفس الوقت وصل مـازن لمركز الشرطة وتفاجئ بمظهر سـالم المزري إقترب قائلاً بلهفة: عمي حضرتك كويس
مهران: أسند عمك يا مازن لحد العربية شكل الضغط عِلي عليه
أومأ مـازن موافقاً وبالفعل ساعد سالم حتى وصل للسيارة وأجلسه في المقعد الخلفي قبل أن يقول لـوالده: أنا لازم أقابل وكيل النيابة عمـاد عايز يقول على اللي حصل وأن شعـيب ملهوش علاقة باللي حصله
هتف توفيق بلهفة: بجد يامازن؟
أومأ مـازن موافقاً: بجد يا بابا ودلوقتي لو سمحت روّح أنتَ وعمي وجدي وأنا هحل الموضوع ده بإذن الله
××××××××××××××
تجمعت نساء العائلة في شقة الجد مهران
كانت لتيـن تدور حول نفسها بـِتِيه .. تبدل حالها إلى النقيض في بضعة دقائق .. كانت بين ذراعيه تنعم بحنانه ورقته ولكنهم كالعادة يسلبونها كل ما يحييها!!
صرخت بقهر ودموعها تنهمر بإنهيار ، إقتربت منها فوزيـة قائلة بتأثر: وحدي الله يابنتي بإذن الله يكون سوء تفاهم مش أكتر وكلها ساعة ولا اتنين وشعيب يرجع مع أبوكِ وجدك كلهم معاه وإن شاء الله خير
هتفت لتيـن ببكاء: شعـيب معملش حاجة يا ماما صدقيني هو طول الوقت كان معايا .. إزاي بس يتهموه إنه عايز يقتل عمـاد؟ ويقتله ليه أصلًا؟
صرخت حنان بكره وهي تبكي: كله من تحت راسك كانت جوازة الشؤم والندامة حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ لولا الجوازة المنيلة دي كان ابني زمانه في حضني كله بسببك منك لله منك لله
هتفت تقى برجاء: ماما إهدي لو سمحتِ مينفعش كده
أزاحتها حنـان بإنفعال واقتربت من لتيـن تصيح بـتوعد: وعزة وجلالة الله ابني لو بات ليلة واحدة في الحبس لكون مطينة عيشتك كفاية بقي أنتِ عايزة منه إيه؟ مش كفاية اللي شافه بسببك زمان؟ مش كفاية دبستيه فيكِ وأتجوزك واتحرم يجيب ابن يشيل اسمه؟ مش كفاية معاشرتك السودة يا أرض بور لا بتطرح ولا
قاطعتها لتيـن وهي تصرخ بشراسة: بــس كفاية لحد كدة يا مرات عمي ومش هـاسمحلك لا أنتِ ولا غيرك تغلطوا فيا .. وشعيب ابنك أتجوزني وهو عارف إني مبخلفش لا غشيته ولا خدعته .. وكون إني بخلف أو لا ده شيء لا يخصك ولا يخص غيرك دي حاجة تخصني أنا وجوزي وبس وأظن ابنك مش صغير عشان أدبسه
كانت حنـان على وشك الإعتراض ولكن لتيـن هتفت بنفي قاطع: لو سمحتِ مش عايزة أسمع ولا كلمة أنا لحد دلوقتي ماسكة نفسي عشان حضرتك مرات عمي أولاً وأم شعـيب ثانياً غير كدة كان هيبقى ليا كلام تاني كلام يوجع يا مرات عمي زي ما بتوجعيني
فوزيـة: لتيـن مرات عمك أكيد
صاحت لتيـن بجنون: أنا مش عايزة أسمع حاجة مش عايزة ، حسوا بيا بقى أنا واحدة جوزي اتقبض عليه من وسط بيته خدوه من حضني ، أنا لا مهتمة بكلامكوا ولا باللي بتقولوه أنا عايزة جوزي وبس عايـزة شعـيب .. عايزة شعـيب
ثم انهارت باكية في أحضان فوزيـة التي احتضنتها بحنان جارف وقد شاركتها البكاء
أما حنـان فابتلعت ريقها بصعوبة وجلست تتنفس ببطئ وهي تلاحظ نظرات صباح العنيفة الموجهة إليها
××××××××××××
رغم إرتجاف قدميها رعباً ولكنها ادعت الثبات وبخطوات متعثرة اتجهت للغرفة المخصصة لـ شقيقها عمـاد .. وكعادتها دلفت دون إستئذان
انتبه الأخير لصوت حذائها ذو الكعب العالي فتح عيناه يتطلع حوله حتى وقعت أنظاره عليها وارتسمت كل معالم الإجرام على ملامحه .. كانت كعادتها متأنقة بل شديدة التأنق ورغم ذلك لم يرَها سوى مشعوذة بشعة الملامح وكأن أعمالها السيئة طُبعت علي ملامحها
اقتربت تجلس بثقة لم تمتلك منها ذرة على المقعد المجاور لفراشه تضع ساق فوق الأخرى قائلة: حمدلله على سلامتك ياعماد
أصدر صوت من حنجرته وكأنه يسخر منها فأكملت دون تعبير: أنت أكيد عارف إني مكنتش أقصد أوقعك
رمقها بذهول مصطنع قبل أن يقول: طبعاً أومال
هتفت نـورا بصدق: صدقني أنا مكنتش قصدي أوقعك أنت مهما كان أخويا وأكيد متهنش عليا
وضع كفه على قلبه بتأثر مسرحي ولم يُجِبها
اهتزت يديها بإرتباك فأسرعت تضمها بقسوة وأظافرها تجرح باطن يديها ولكنها لم تهتم
قال عمـاد: بلاش لف ودوران يانورا أنا عارف ومتأكد إنك مندمتيش ولا لحظة واحدة إنك رميتيني من على السلّم بالعكس ده أنتِ اتمنيتي لو مت وريحتك وسبتلك الساحة عشان تعملي ما بدالك مش كده يابنت أمي وأبويا؟ وعامةً اللي تقتل مرة تقتل مرتين وتلاتة وأربعة مش كده؟
أجابته بقسوة وذلك البريق الشيطاني يلتمع بعينيها فأصبحت أشد قسوة: كده ونص يا عماد فـخاف على نفسك أنا لو عايزة أقتلك صدقني مش هتاخد في إيدي غلوة فأحسن ليك وليا نرجع إيد واحدة زي زمان
رمقها بنظرات لم تستطع تفسيرها ثم باغتها بسؤال لم تتوقعه: بلغتي عن شعـيب ليه يانورا
رمقته بذهول قبل أن تنفجر ضاحكة: أنتَ مش معقول عرفت أزاي
أجابها بثبات: من أول ما مـازن بلغني إن شعـيب اتقبض عليه بس بصراحة كنت متوقع إنك تلبسيها لـلتيـن مش لشعـيب حبيب القلب
نـورا بمكر: ماهو عشان حبيب القلب لازم يدوق ناري قبل ما يدخل جنتي وزي ما أنت عارف لتيـن ضعيفة ومن غير شعـيب أضعف وهقدر أضرب ضربتي من خلالها
عمـاد: ناوية على إيه يا نـورا
أجابته ببساطة: ناوية على كل خير يا قلب أختك .. لتيـن هترجعلك وشعيب هيبقى ليا ويا دار ما دخلك شر
التمعت عيناه ببريق شيطاني أخبرها بأنها قد وصلت لمبتغاها وعماد عاد كما كان ، جندي في لعبة الشطرنج خاصتها...
هتف عمـاد بتساؤل: هتعمليها إزاي؟
أجابته بمكر: قصدك هتعمل إيه.. الكورة دلوقتي في ملعبك.. إسمع ياسيدي
أخذت تشرح له خطتها تحت نظراته المذهولة
وبعدما أنتهت من سرد مخططاتها أستقامت واقفة قائلة بثبات: ودلوقتي لازم أمشي عندي مشوار مهم لحد القسم سلام يا عمدة
××××××××××××××
في غرفة وكيل النيابة هتف المحامي "رشوان" محامي عائلة مهران: متقلقش يا شعـيب باشا مفيش أي دليل ضد سعادتك وبمجرد ما عمـاد بيه يقول أقواله اللي أكيد في صالحك زي ما مازن بيه بلغني هتخرج بالسلامة
تسائل شعـيب بوجوم: ولو عماد بلغ إني أنا اللي زقيته أيه اللي هيحصل؟
أجابه رشوان بأرتباك: وقتا للأسف هتفضل في الحجز لغاية جلسه المحكمة
شرد شعـيب في أفكاره وقد بدأت الخيوط تتشابك ليستنتج أشياء لم تكن في الحسبان
قال شعـيب بنبره أمره: مش عايز حد يعرف مين اللي بلغ عني مفهوم يا متر؟
أومأ رشوان موافقًا قبل أن يستقيم واقفًا قائلًا بعملية: بكره الصبح النيابة هتكون أخدت أقوال عماد بيه وأن شاء الله بكره تخرج بالسلامة وبردوا هعمل شغلي والاجراءات الازمة عشان لو حصل أي جديد وبالمناسبة نـورا بنت عم سيادتك طلبت تشوفك لوحدها في زيارة وأنا بلغتها أني هسألك ولو حضرتك وافقت نص ساعة أو أكتر وتكون موجوده لمقابلتك يا باشا
عقد شعـيب حاجبيه بأستغراب قبل أن يقول: تمام يا متر بلغها أني عايز أشوفها وياريت لو تبلغ مـازن بكل جديد وتخليه يروح مفيش داعي لوجوده
××××××××××××××
بعد عده ساعات .. في بيت آل مهران
_يعني أيه ياجدي؟ شعـيب هيبات في القسم مع المجرمين؟ وأنه مش هيطلع إلا لما عمـاد يشهد في صالحه؟
صاحت لتيـن بذهول فأجابها الجد بهدوء: لله الأمر من قبل ومن بعد ، مفيش في أيدينا حاجة نعملها بكره يحلها حلال لينا رب أسمه الكريم
صرخت لتيـن بقهر: بس أنا مش هسكت شعـيب مظلوم كله من الحيوان عمـاد دا مش بعيد يتهم شعـيب ظلم
هتفت وفـاء بشراسة رغم بكائها: أبني أنا حيوان؟ مش كفاية اللي هو فيه؟ دا بدل ما تدعيله ربنا ينجيه من اللي هو فيه؟ دا في الاول وفي الأخر أبن خالك يا بنت الأصول
لتيـن بكره: أبن خالي ولا أبن خالتظ فهو في الحالتين حيوان أنتِ مش عارفة أنا شوفت معاه أيه ولا أيه الحياة اللي كنت عيشاها ودلوقتي بعد ما ربنا عوض صبري خير جاي من تاني يدمر حياتي!! .. الحيوان أرحم وأحن عليا من أبنك وحقيقي مش زعلانه على اللي حصل له وكنت أتمنى أنه يموت ويريحنا منه
شهقت وفـاء بذهول وهمست بوجل: حسبي الله ونعمه الوكيل فيكِ ربنا يوجع قلبك زي ما وجعتي قلبي على ضنايا
بُهتت ملامح لتيـن ثم أندفعت خارج الشقة وأثناء خروجها أصتدمت بـ مـازن الواجم فلم تعتذر بل أبتعدت راكضة خارج البرج
صعدت أحدى سيارات شعـيب الخاصة ثم أخبرت سائقها عنوانها المنشود
×××××××××××××
بعد مرور بعض الوقت
أستنشق عبيرها بأنتشاء ، لا يعلم أن كانت تلك الرائحة من وحي خياله أم واقع يحدث بالفعل .. ولكن صوت تلك الخطوات الرقيقة جعلت جميع حواسه تتأهب بحماس لم يكن من طبعه يومًا .. فاق من غفلته القصيرة و وقعت أنظاره عليها وأخيرا
كانت تقف بأبعد مكان في الغرفة هتف عمـاد بهمس: لتيـن
وكم كرهت أسمها في تلك اللحظة وكرهت من قاله أضعاف مضعفه
همست بوجوم: أنتَ عايز مني أيه؟
رمقها بعدم فهم فأكملت لتيـن بهجوم: عايز مني أيه يا عماد؟ عايز تدمر حياتي؟ مُصر تنهيني؟ ليه سعادتي بتضايقك فـ بتقضي عليها وعليا؟ ليه كاره شعـيب؟ ليه عايز تحرم أب من بناته وتحرمهم منه؟ ليه عايز تحرم أم من أبنها؟ ليه عايز تنهيه وهو عمود عيليتنا؟ ليه بتكرهه أوي كده؟
أجابها بصوت متألم: وليه بتحبيه أوي كده؟ ليه بتحبيه يا لتيـن؟ ليييه؟ فكراني مش عارف؟ تبقي غلطانة أنا عارف أنك بتحبيه ومش من يوم ما أتجوزتم لا دا من زمان أووي من سنين طويلة يا بنت عمي من قبل حتى ما يتجوز زهرة
أتسعت عينيها بذهول و أرتدت للخلف عده خطوات حتى أصدمت بـ باب الغرفة
أكمل عمـاد بـأبتسامة ميته: أنا عارف أنتِ أتجوزتيني ليه .. عارف وافقتي تسيبي دراستك وتبعدي عن أهلك ليه مش حباً فيا أطلاقًا بل بالعكس من كتر حبك ليه خوفتي لمشاعرك تنفضح قصاد زهرة فقلبها ينكسر ماهي بردو كانت بتحب شعـيب .. محظوظ هو أميرات عيلة مهران وقعوا في غرامه
هتفت لتيـن بوجل: أسكت ، أسكت يا عماد
هز رأسه رافضاً قائلًا: من خوفك على أختك ضحيتي بنفسك وقبلتي تتجوزيني وأنا وافقت عشان بكره وافقت أكسبك وأنتِ مكسب كبيير بغبائي ضيعته ، كنت كارهه حبك ليه اللي عيونك فضحاه عشان كده أقنعتك نسكن بره برج العيله وأنتِ الصراحة ما صدقتي .. منكرش أن في بداية جوازنا كنتِ بتعملي كل اللي تقدري عليه عشان تنسيه وتحسسيني بأهتمامك كنت مقدر دا جدًا .. أصغر حاجة بتعملهالي كانت بالنسبالي كبيرة جدًا لحد ما في يوم أسود وصلني صور وأنت في حضنه
شهقت لتيـن بذهول ودارت عينيها داخل محجريهما قائلة بفزع: محصلش كدب .. كدب
أبتسم بألم: ويارتني صدقت أنه كدب .. بس من غيرتي وغبائي صدقت الصور دي .. مش عارف أنا صدقتها فعلاً؟ ولا حبيت أعمل نفسي مصدقها؟!.. بس صدقيني أنا ندمان والله العظيم ندمان وعايز أعوضك عن كل مُر شوفتيه معايا
رآن الصمت لدقائق مرت طويلة كالأربع سنوات التي عاشتهم معه قبل أن تقول بصوت مبحوح من كثرة البكاء: طلع شعـيب من القضية يا عمـاد بالله عليك طلعه أشهد بالحق ولو مره واحده في حياتك ولو ندمان بصحيح رجع شعـيب لبيته وبناته ومراته أبعد عن حياتي بخيرك وشرك
ثم أندفعت خارج الغرفة تشهق ببكاء مرير وقد أدركت أنكشاف سرها التي دفنته داخل أسوار قلبها وفي سبيل أن يكون طي الكتمان ضحت بسنوات من عمرها والكثير من أحلامها!!..