رواية جواز اضطراري الفصل التاسع عشر 19 بقلم هدير محمود
لبارت 19
نظرت مريم في نفس اللحظة التي تحدثت فيها ليلة ورأت تلك الفتاة وهي تحضن زوجها بشدة وتقبله على وجنتيه لكنه ابتعد عنها سريعا ويبدو أنه تفاجيء بها وبفعلتها لكنه أيضا لم ينهرها أي أنه يعرفها ومازاد الطين بله أنه ابتسم لها تلك البسمة الودودة الرائعة التي تأسرها وظل يتحدث إليها وهما يتضاحكان جن جنونها وهي تراه هكذا مع هذه الأجنبية الشقراء ترى من أين يعرفها ؟ وهل يعرفها حقا أم إنها تتعرف عليه الآن ؟ لم تفكر ولم تنتظر ولم تلق بالا حتى ل نداء ليلة التي حاولت أن تثنيها عن تحركها ريثما تمشي الفتاة ..وما إن وقفت أمامه نظرت له في حنق قائلة :
- مين ديه يا أدهم ؟ وأزاي تسيبها تحضنك وتبوسك كده ؟
- ابتسم أدهم ابتسامة سخيفة ليزيد من استفزازه لها ثم قال ليغيظها أكثر : وأنتي مالك أحنا متخاصمين وأصلا أنا حر أتكلم مع اللي أنا عايزه براحتي
- والله وأنا أيه بقا إن شاء الله أنا مش بتكلم عليك أنتا حر أعمل اللي أنتا عايزه متهيألي أنك كبير وتعرف الصح من الغلط والحلال من الحرام بس مش أنا بقا أخاف على شكلي قدام زمايلنا وأنتا عمال تحضن وتبوس واحدة خواجية كده ومراتك موجودة قدامك ومش عاملها أي اعتبار
- ملكيش فيه وزي ما أنتي قولتي أعرف أفرق بين الحلال والحرام وأنا اللي هتحاسب مش أنتي وكلام الناس ميهمنيش ابتسم لها بسخافة ثم عاد ليكمل حديثه مع تلك المرأة وكأن مريم غير موجودة أمامه
- بقا كده ماشي يا أدهم نظرت مريم ل تلك المرأة بغيظ
ثم مدت يدها لتصافحها وتعرفها بنفسها والأهم تعرف من هي
- Who are u?..Hi I am marim..Adham's wife" أهلا أنا مريم زوجة أدهم أنتي مين ؟"
- ooooh adham are u married ?"الفتاة بدهشة :أوووه أدهم أنتا أتجوزت "
- yes from a few months "أيوه من شهور قليلة "
- Hi marim I'm julia ..Adham is my best friend
"أهلا مريم أنا جوليا أدهم يكون صديقي المقرب "
- لأ والله بجد !"قالتها مريم باستنكاروقد لوت شفتيها قائلة ثم أردفت قائلة : أممم صاحبته يعني!
- رد ادهم : مريم بعد أذنك سيبيني مع جوليا لوحدنا بقالنا كتير متقابلناش وعايزين نتكلم مع بعض ثم نظر ل صديقته مكملا حديثه ثم قالت جوليا:
- I wanna tell u a lot of things can I see u in the club after two hours ?" عايزة أحكيلك حاجات كتير ممكن أشوفك في ال "club" بعد ساعتين
- Sure baby I will wait u there
" أكيد حبيبتي هستناكي هناك قالها أدهم "
مالت الفتاة الاجنبية ل تطبع قبلة على خد أدهم لكنه ابتعد عنها فورا ونظر إليها بحزم وأشار بيده لكي لا تفعل ذلك فقالت معتذرة :
- Sorry baby but I miss u a lot..ok see u soon
" اسفه حبيبي لكن أنتا وحشتني جدا ..خلاص أشوفك قريبا " ثم توجهت ببصرها لمريم قائلة :u are lucky to marry a man like Adham he is a gentle man& handsome ..See u bye
" أنتي محظوظة أنك أتجوزتي واحد زي أدهم هو جنتل مان ومهندم .. أشوفك على خير باي "
- بعدما انصرفت جوليا التفتت مريم ل أدهم بكل غيظ قائلة:ممكن أعرف بقا يعني أيه صاحبتك ؟
- مريم مش فاضي للكلام ده عايز أروح احضر المؤتمر بسرعه وبعدين اطلع اغير علطول عشان أقابل جوليا وأهي ليلة معاكي تسليكي
- والله بقا كده ماشي يا أدهم سلام
حضر جميع الأطباء المؤتمر الأول في تلك الليلة لكن مريم كانت في عالم آخر لم تستمع ل شيء كانت فقط تفكر في تلك الاجنبية الدخيلة التي تتغزل في زوجها بل وتحضنه وتقبله أمامها وتقول عليه صديقها المقرب تشعر بالحنق والغيظ الشديد منه ولا تعلم ماذا عليها أن تفعل وما إن انتهى المؤتمر حتى صعدت غرفتها بغضب ولحقتها ليلة التي شعرت بمدي ضيقها وهناك قالت لها :
- ممكن أعرف مالك ؟
- مريم بنرفزة :والله أنتي مشوفتيش الزفتة اللي دخلت حضنته وباسته لأ وكان فرحان أوي أول ما شافها ويقولي أنا سيبينا لوحدنا عشان نتكلم والأنيل كمان هيقابلها في الديسكو يا حلاوة كل ده عادي حاجة متضايقش صح
- أهدي بس كده أولا ال" Club" هنا مش ديسكو ولا حاجة ده مكان بيتعشوا فيه الناس وبيقعدوا يتكلموا يسمعوا موسيقي ومعظم رجال الأعمال بيقابلوا بعض أو بيتكلموا في الشغل فيه اللي عايز يرقص أو يشرب في حتة تانية مخصصة ل ده وبعدين هيا صحيح البت بصراحة قمر وصاروخ أرض جو بس ما أنتي كمان قمر وبعدين هي أجنبية يعني ده عادي عندهم الشكل واللبس وطريقة التعامل والبوس والأحضان بالنسبالهم مش معناهم حاجة يعني ممكن يبقوا أصحاب بس ,اصحاب بره غير هنااا خااالص يعني بتعتبره صديق زي لو كان بنت زيها مش شرط يكون في بينهم مشاعر أو حاجة من ديه
- مريم بحنق وغيرة : ليلة أنا هطق بجد أصلك مشوفتيهاش وهي بتبصله ولا هي بتتكلم عنه مش هينفع أسيبه ليها على جثتي وكمان لازم أخليه يندم عشان يبقا يقولي قدامها أحنا متخاصمين وسيبيني مع ست جوليا ماشي يا أدهم والله لأندمك على اللي عملته ثم نظرت ل ليلة قائلة برجاء ممكن تساعديني؟
- أكيد بس أزاي ؟
- مش عندك أي فستان أو حاجة كده ممكن ألبسها وتنفع ال ""Club ده حاجة كده تجننه لما يشوفني لابساها
- عندي أكييد بس للأسف مش هينفعك
- ليه أحنا جسمنا تقريبا واحد يمكن أنتي طويلة عني بس المقاس قريب
- مش ديه الفكرة يا مريومة
- أمال أيه ؟
- أنتي محجبة ولبسك محتشم أكيد لبسي مش هيمشي مع الحجاب
- صمتت للحظة ثم قالت بتهور: مش مهم
- ليلة محاولة أثناءها عما تنوي فعله : مش مهم أزاي يا مريومة لبسي والحجاب don't mix
- مريم وقد دار الشيطان برأسها وهيأ لها تلك الفكرة المجنونة : مش مهم الحجاب هقلعه
- صدمت ليلة من كلمة مريم : هتقلعيه ! هتقلعي حجابك يا مريم ؟! أنتي بتهزري صح ؟
- مريم وقد غاب عقلها واستحوذ عليها شيطانها فقال بإصرار :لأ بتكلم جد هقلعه أنا لازم أثبت ل أدهم إني حلوة زيها بس أنا اللي مش بظهر ده لازم أخليه يشوف بعينه إني لو حابة أبقا أجمل منها ومن أي واحدة هكون مش هو بيحب الستات القالعة هقلعله أنا كمان وأما نشوف
- ليلة محاولة أقناعها بتغيير رأيها : بس أنتي مش كده يا مريم ولا شخصيتك كده وبعدين متضمنيش رد فعل أدهم على التصرف ده ممكن يتعصب لأ مش ممكن ده أكيد هيتعصب وممكن يتجنن ويطلقك وكمان أ.....
- قاطعتها مريم بعصبية : يطلقني أحسن ميهمنيش ، ثم قالت برجاء: لي لي أرجوكي ساعديني عايزة أبقى أحلى واحدة النهارده مش مهم أي حد وطز ف أدهم وف عصبيته " قالتها ببكاء "
وتحت ضغط بكاء مريم وإصرارها أضطرت ليلة أن تساعدها حاولت قدر الامكان أن تختار شيء لا يكشف جسدها ومناسب لها أحضرت لها فستان أسود طويل إلى حد ما بكم ذو حزام ذهبي على منطقة الوسط حينما ارتدته مريم كان محدد تفاصيلها أكثر من ليلة لكنه كان رائعا حقا كانت جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى أبرز رشاقة قوامها بشكل كبير
حينما نظرت مريم لنفسها في المرآة أعجبت به كثيرا نظرت ل ليله قائلة :
- ها أيه رأيك حلو عليا ؟
- حلو بس ؟! ده تحفة أوووي يا مريم بس ضيق أوي أدهم مش هيعديها صدقيني
- قولتلك طز..يتفلق سيبك منه بقا وتعالي حطيلي ميكب وأعمليلي شعري
- أنتي لسة مصممة على موضوع أنك تقلعي الحجاب ده
- أه مهو أكيد مش هلبس الحجاب بمنظري ده قلته أحسن وخليها تخرب بقا وخلي الست جوليا تنفعه
رضخت ليلة ل رغبتها وفردت لها شعرها الناعم أصلا ثم رتبته بشكل رائع وقامت بتزينها حتى بدت ك حورية فائقة الجمال وأخيرا وضعت طلاء الشفاه الأحمر القاني كما طلبت مريم وأعطتها حذاء ذو كعب عالي مناسب للفستان ثم نظرت لها قائلة :
- واوووو بجد شكلك طالع تحفة جمييلة أووووي يا مريومة بس أنا خايفة أدهم ....
- قاطعتها مريم قائلة : ميهمنيش يخبط راسه في الحيطة ..يلا بينا
- أمري لله يلا
هبطا معا وتوجها لل "Club "كان الجميع ينظرون إلى مريم والكل يغازلها والنظرات تلاحقها منذ أن خطت قدمها خارج الغرفة وما إن دخلت حيث يوجد أدهم وجوليا تعمدت أن تقف ليلة بعيدة عنها حتى لا يظن أدهم أن لها دخل في التغيير الذي طرأ على زوجته وينفعل عليها ولا ذنب لها هي في ذلك ثم وقفت مريم ف مكان ل تراها تلك الاجنبية الدخيلة الواقفة أمام أدهم أولا وما إن رأتها حتى أشارت له قائلة :
- woooow adham look ur wife she is very gorgeous
"أدهم أنظر زوجتك أنها فائقة الجمال "
- my wife here !where"
- "أدهم بصدمة :
" زوجتي هنا ! أين ؟ "
أشاارت جوليا بيدها إلى حيث تقف مريم وتحاوطها أنظار الرجال الموجودين بالمكان وما إن رآها حتى جن جنونه زوجته تقف بلا حجاب وبفستان يكشف أكثر ما يستر وبشعرها المسدول على كتفيها وبهذا " الميكب" الجريء كيف هذا ؟!هو لا يصدق عينيه كيف تجرؤ مريم على فعل هذا اشتد غضبه وبينما هو في طريقه إليها وجد احد الأطباء زملاؤه من مشفى آخر يتحدث إليه وكان لا يعلم أنها زوجة أدهم وبينما كان يحدثه وجده لا يسمعه ومتوجه ببصره تلقاء شخص ما ولم يكن هذا الشخص سوى مريم الواقفة وقد ظهر أمامها رجل يحادثها ويقترب منها بشدة وما إن نظرصديقه الواقف أمامه إلى ما يشغل نظر وعقل أدهم حتى قال :
- أيه يا دكتورعمال بكلمك بس أنتا مش معايا خالص مركز أنتا مع البطل اللي دخل ده بصراحة عندك حق هي صاروخ أوووف هو في كده ده أنا....
قاطعه أدهم بلكمة في وجهه وتركه واتجه مندفعا ناحية مريم التي خافت حينما رأته قادم نحوها كالإعصار لكنها تظاهرت بالبرود والهدوء لكن في نفس اللحظة كان الرجل الواقف أمامها قد أمسك بيديها فجأة مستغلا أنشغال بصرها مع أدهم القادم إليها وما إن وصل إليها نظر ل هذا الرجل نظره أفزعته جذب يديها من بين يديه وقال بغضب والنيران تشتعل في قلبه والصدمة تذهله :
- أنتا زي تمد أيدك عليها كده تخصك ديه؟
- أجابة الرجل بكل برود : وأنتا مالك أنا حر متهيألي أنه ميخصكش هي اشتكتلك
- باغته أدهم بضربة في وجهه طرحته أرضا لأنه لم يكن يتوقعها وقال له بكل الغضب الذي يعتمل في صدره : لأ مالي يا روح أمك ديه مراتي
ثم نظر ل مريم والشرر يتطاير من عينيه : أيه اللي أنتي عملاه ف نفسك ده؟ وفين حجابك ؟وأيه الزفت اللي أنتي لابساه ده ؟
- ملكش دعوة
قال بغضب شديد محاولا أن يتمالك أعصابه حتى لا يضربها :
- قسما بالله يا مريم لو ما اتحركتي من قدامي حالا وطلعتي أوضتك وغيرتي الهباب ده ل هتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه
- لأ مش ....
لم يتحمل ادهم نظرات الرجال من حوله ل زوجته وقبل أن تكمل حديثها جذبها من يدها بعنف وهو يجرها خلفه خارجا من هذا المكان من باب جانبي يؤدي للغرف مباشرة يود لو يخبئها بين أضلعه حتى لا يراها أحد بهيأتها تلك ...
وما إن صعدا غرفتها حتى قال لها بغضب :
- أفتحي الأوضة خلصي
فتحت الأوضة وما إن دخلا للغرفة حتى بدأت نيران أدهم في إحراقها زجرها ب عنف فأوقعها على الفراش ونظر لها بعينان كالجمر المشتعل قائلا:
- أنا عايز أفهم دلوقتي حالا أيه اللي حصل ده؟ مهو لو كنتي أتجننتي قوليلي عشان أوديكي المستشفى لكن لو لسه بعقلك هيبقا في كلام تاني ..كل اللي حصل قبل كده كوم والمرادي كوم تاني خااالص تقلعي الحجاب وتلبسيلي فستان أوسخ من قميص النوم محزق وملزق فيكي ومهببالي وشك بالزفت ده ونازلة للرجالة عشان يتفرجوا عليكي وميمنعش كمان لو عملوا اللي أكتر من كده مكنتيش هتمانعي مهو أنتي مش عاملة ده كله لله وللوطن يعني
قالت بتحدي بكل الضيق الذي تحملته منذ تزوجت أدهم بكل الغيرة التي أحرقتها منذ رأت جوليا وهي تحضنه وتقبله :
- وأنتا مالك أنا حرة هعمل اللي يعجبني مش أنتا شايفني كده خلاص وماله هعمل كده بقا عشان متبقاش تهمة ظلم هخليها حقيقة عشان أريحك
رفع أدهم يده عاليا كي يصفعها لكنها تراجعت بجسدها للخلف خطوة ووضعت يدها أمام وجهها كحركة تلقائية للدفاع عن نفسها هزه خوفها منه فتراجع ف اللحظة الأخيرة ثم كور قبضته بشدة حتى كاد يدميها ولم يجد سوى هاتفه ليلقيه بكل عنف في يرتطم بالحائط ويسقط على الأرض متهشما ثم قال :
- والله لولا العهد اللي خدته على نفسي إني عمري ما أمد أيدي عليكي تاني أبدا من يوم ما ضربتك أول جوازنا لكنت كسرت راسك يا مريم على اللي قولتيه واللي عملتيه ..
- قالت وهي تضحك ساخره ثم بكت بشدة : اللي عملته وقولته دول يجوا أيه جنب اللي عشته من يوم ما عرفتك وكنت بستحمل وأقول بكره يحس بيكي بكره يتغير اعترفتلك بحبي يمكن تحس بالعذاب اللي جوايا قولتلي لأ نطلق قولت يمكن معرفش ينسى اللي حصله قبلك لكن مفيش فايدة معاملة زفت ..وشك طول الوقت وأخرها خصام ووجع وفي الأخر ألاقيك بتضحك مع واحدة تانية ..سيبت واحدة تانية تقرب منك وتحضنك وتبوسك ونازل تضحك معاها ف الديسكو ومش بعيد تاخدلك كاسين كمان قولت خلاص بقا طالما بيعجبك كده أنا كمان هعمل زيها يمكن أعجب
- أخرررررسي يا مريم لأنك كل ما بتتكلمي بتعكيها أكتر المرادي أنتي بقا دفاعك ضعييف يعني أنا السبب في اللي عملتيه يعني عملتي كده عشاني عشان ضايقتك عشان غيرتي طب يا ستي أنا وسخ وزبالة وهقولك كمان كنت هشرب كاسين زي ما بتقولي وممكن بعدها أطلع مع جوليا أوضتها ويحصل ما بينا أي حاجة كل ده بقا ميخلكيش تبقي كده ولا تعملي اللي عملتيه هو أنتي كنتي محترمة نفسك عشاني ولا عشان ربنا ..هاااا ردي عليا فين ربنا ف حسبتك يا هانم؟ ربنا اللي كنتي بتروحي تشتكيله لما كنت بضايقك ربنا اللي يا ما سمعتك بتصليله وتدعيله أنه يقف جنبك ومعاكي مفكرتيش ربنا هيبقا راضي عنك ولا لأ لما يشوفك كده وأنتي فرجة للرجالة ..شايفة أنك لما تلبسي مجسم وتقلعي الحجاب كده هتبقي بتنتقمي مني ثورتي كويس ل كرامتك يا مريم لأ أنتي هنتي نفسك ودوستي على كرامتك وكرامتي متخيلة الناس اللي شافوكي النهارده هينسوا الموضوع وكأن مفيش حاجة حصلت متخيلة النظرات والكلام اللي هيتقال عليا وعليكي قدامك أو من ورا ضهرك ؟ بلاش متخيلة كم السخافة اللي هتقابليها بعد كده؟ كل ده عشان اتغاظتي مني ، أنتي كسرتي نفسك يا مريم وكسرتيني معاكي بدل صورة الدكتورة المحترمة اللي الكل عارف حدوده معاها لواحدة سهلة خلت نفسها فرجة للكل يبقا أيه يمنع أي راجل يقرب منها ويحاول معاها شوفتي وصلتينا لأيه ؟ ربنا بيسامح وبيغفر ويرحم لكن البشر أبدااا أدعي ربنا ميكونش حد من زمايلنا ف المستشفى شافك لأن لو ده حصل استعدي بقا للي هتسمعيه وهتشوفيه
كانت مريم تستمع لحديثه في صمت والدمع ينساب من مقلتيها في غزارة شديدة لكن بلا صوت وبعدما أنهى جملته الأخيرة قالت بهدووء :
- أدهم المرادي مش أنتا اللي هتقولها أنا اللي هطلبها أرجوك طلقني وحالا
- أدهم بحزم : لأ مش هطلقك مش عشانك بس عشان الأمانة اللي وصاني بيها ابويا ودلوقتي تغيري هدومك وتمسحي الزفت ده وترجعلى للبسك وحجابك وتعملي حسابك بكره الصبح هنرجع القاهرة كفاية اللي حصل لحد كده مكنتش أعرف أن ليلة ديه تأثيرها قوي كده أيه شيطانة لحقت ف كام ساعة تغيرك بالشكل ده
- ليلة ملهاش دعوة وأنا مش هسافر ف حتة
- أدهم بصرامة:مش عايز ولا كلمة تاني الكلام انتهى نامي دلوقتي وأنا هحجز أي باص أو حتى طيارة ترجعنا القاهره بكره
أنهى جملته الأخيرة وخرج من الغرفة بعدما أغلق الباب بعنف تاركا أياها لعذاب ضميرها كيف اهتمت فقط بالانتقام لكرامتها منه ولم تهتم بغضب الخالق؟ كيف نسيت أن تلجأ إليه كما كانت تفعل دوما؟ منذ متى وهي ضعيفة هكذا ؟ هل كان إيمانها بهذا الضعف والهشاشة فانكسر بسهولة ؟ أم أنها غرت بنفسها وبتدينها ؟كانت تظن أنها اقوى من الشيطان ؟كانت تظن أن لاسبيل له للوصول إليها؟ لكنه وصل إليها أصابها في علاقتها بخالقها ،وجدت نفسها تقف أمام المرآة وحينما رأت انعكاس صورتها فيها شعرت بقشعريرة أنتابتها في جسدها كله لقد تخيلت عيون هؤلاء الرجال وهم ينظرون إليها وهي بتلك الحالة كيف يلتهمونها في عقولهم ؟ كيف يتصوروها وكأنها معهم بين أحضانهم ؟وهي من أعطتهم الفرصة لهذا نفضت رأسها بعنف قائلة : لأ لأ ثم وضعت يدها على شعرها تعيده للخلف وأمسكت ببعض المناديل التي كانت موضوعه أمامها على التسريحة الخاصة بالغرفة ظلت تمسح وجهها بعنف تحاول جاهدة أن تجد صورة مريم التي تعرفها لكن هيهات لهذا النوع من أنواع مساحيق التجميل التي تمتاز بالثبات ف بالرغم من محاولتها لمحوه إلا أنه مازال أثره واضحا على وجهها خاصة طلاء الشفاه ذهبت مسرعة للحمام خلعت عنها هذا الثوب الذي لم يكن ل يليق بها ف بدلا من أن تساعد ليلة لتأخذ بيدها وتقربها من الله وتخلصها من تلك الهيئة التي لا ترضى ليلة نفسها ارتدتها هي تنهدت تنهيدة طويلة بعدما خلعت الفستان وارتدت ملابسها ثم توضأت وارتدت الأسدال الخاص بها وامسكت بسجادة الصلاة ثم استقبلت القبلة وبدأت في إلقاء حملها الثقيل على خالقها ظلت تصلي وتبكي وتستغفر لم تعي كم مر من الوقت وهي على تلك الحالة من الندم تستغفر كثيرا وتطلب من الله أن يسامحها على ما اقترفت من ذنب بعدما أنهت صلاتها فجأة تذكرت حديثها السابق مع دينا حينما أخبرتها أنها حزينه على صديقة لها قد خلعت الحجاب ..
فلاش باك للحديث الذي دار يومها :
- دينا : تعرفي يا مريم انا زعلانة أوي عشان مي صاحبتي خلعت الحجاب وبقت بتلبس لبس مش شبهها خالص
- مريم : عادي في بنات كتير بتبقا لابساه من غير اقتناع تقدري تقولي منظرة عياقة موضة أي حاجة
- دينا : لأ يا مريم مي صاحبتي وأنا عارفها كويس مكنتش كده خالص ديه كانت متدينة جدا
- مريم : وهي اللي تعمل كده تبقا متدينة سواء لما خلعت الحجاب ولا لما لبست لبس مش اللي هوه مجسم بقا ولا غيره دول يا حبيبتي بيبقوا متدينين بالاسم بس لكن من جواهم ولا يعرفوا حاجة عن الدين
- دينا : الله أعلم بقا متعرفيش ظروفها أيه ولا أيه خلاها تعمل كده ساعات الواحد بيضغط وبيعمل حاجات غلط وهو مش واخد باله ولا حاسس بتعدي علينا لحظات ضعف بنتصرف فيها كأننا مش أحنا الشيطان بيسيطر علينا فيها وبيخلينا منشوفش حجم الذنب اللي بنرتكبه يمكن هي حصلها كده
- مريم : معتقدش.. بصراحة يعني مهما حصل أكيد عمري ما هخلع الحجاب والبس محزق عشان أي سبب ف الدنيا لأني ببساطة لبساهم عشان ربنا ف أزاي بقا هعمل كده لو بتخاف ربنا بجد عمرها ما هتغلط غلطة زي ديه
بااااك....
عادت مريم من تذكرها لحديثها مع دينا وها هي فعلت كما فعلت تلك الفتاة صديقة دينا تذكرت مريم الآن أن " من عير أخاه بذنب ل يمت حتى يعمله "
وها هي تفعل ما عابت عليه صديقة دينا ونسيت أنه
"من عاب ابتلي "من تكن هي حتى تحكم على ايمانها ؟ من تكن حتى تظن نفسها مطلعة على القلوب ؟ كان عليها أن تلتزم الصمت وتدعو لها بالهداية وتدعو لنفسها بالثبات .. ها هي مكانها الآن كيف حالها إذا ؟ ظلت تستغفر أكثر وأكثر وتتضرع إلى الله وتتوب إليه وتقول
"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ظلت تكرر هذا الدعاء كثيرا ثم تدعو مرة آخرى " اللهم لا تفتنا في ديننا ولا تجعلنا ممن يتبع هواه فيضل ويشقى ..اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه "وتبكي أكثر لعل بكاؤها يمحو ذنبها ويغسل روحها في تلك الأثناء وجدت ليلة تطرق الباب وتستأذنها لتدخل الغرفة فتأذن لها وحينما نظرت ليله لها وجدتها وهي تبكي ف جرت نحوها مسرعة واحتضنتها بشدة متسائلة
- مريم مالك أدهم عملك حاجة ؟
- لأ
- أنا شفته طالع معاكي عشان كده فضلت قاعدة تحت عشان تتكلموا براحتكوا ولما مشفتهوش نزل وعدى أكتر من ساعة قلقت ف طلعت عشان اطمن عليكي
- أنا تعبانة أوووي يا ليلة احضنيني أنا محتاجة للحضن ده جدااا
- ضمتهااا ليلة بشدة محاولة تهدئتها : اهدي يا مريم متزعليش
- أنا زعلانة أووي من نفسي
- معلش طيب بلاش تتكلمي دلوقتي لما تهدي نتكلم يلا عشان تنامي شوية وترتاحي
- ماشي
قامت معها وحاولت أن تخلد للنوم لكن هيهات فلا ينام إلى خال البال ظلت تتقلب يمينا ويسارا كلما أغمضت عيناها تذكرت شكلها ونظرات الرجال لها حتى هذا الرجل الذي أمسك بيدها وهي منشغلة ببصرها مع ادهم القادم نحوها هي وقتها لم تتذكر ما قاله لها لكنه كان يحاول جذبها لينالها الليلة لم تكن تتخيل قط أنها سيأتي عليها اليوم الذي يفكر فيها رجل بهذه الصورة وهي التي كانت دوما مصانة بملابسها المحتشمة شعرت وكأنها تختنق فقامت من سريرها وارتدت ملابسها وحجابها وبينما هي في طريقها للخروج من الغرفة ارتطمت قدماها ب هاتف أدهم المكسور فأصدر صوتا أيقظ ليلة التي نظرت حولها ف وجدت مريم واقفة سألتها قائلة :
- مريم أنتي لابسة ليه ؟ رايحه فين دلوقتي ؟
- مفيش مخنوقة شوية ومش جايلي نوم هنزل أتمشى على البحر شوية
- دلوقتي ؟ الساعه عدت 11
- مش هتأخر نص ساعة كده وهرجع
- طب استني هلبس وآجي معاكي
- معلش يا لي لي عايزة ابقى لوحدي
- طيب براحتك لو احتجتيني كلميني متتأخريش مش هنام إلا لما تيجي واطمن عليكي
- حاضر
خرجت مريم من غرفتها ومن الفندق بأكمله متوجهه ل شاطيء البحر لعل نسيمه يشفيها وجدت قداماها تقودها حيث كانت تجلس مع أدهم في الصباح جلست على الشاطيء وظلت تنظر للبحر كأنها تناجيه ثم تنظر للسماء وتدعو الله في سرها أن يغفر لها ويزيح عن كاهلها هذا الذنب مر الوقت سريعا ولم تشعرهي بذلك
كانت ليلة في غرفتهما تنتظر عودتها لكن مرت ساعة ونصف دون أن تعود حاولت الاتصال بها لكنها وجدت هاتفها في الغرفة ف هي لم تأخذه معها ارتدت ملابسها في عجالة وخرجت من غرفتها بحثا عنها كانت تود أن تتصل بأدهم لتخبره أن مريم لم تعود حتى الآن لكنها تذكرت أنها أخبرتها أنه حطم هاتفه حينما ألقاه ف الأرض وهي بنفسها رأته على الكمود بجانبها قبل أن تخرج ففكرت أن تأخذ رقم غرفته من الاستعلامات وتأخذ ايضا رقم الفندق حتى تتصل به إن لم تجدها وبينما هي في طريقها للاستعلامات وجدت شاب يحدث الموظف هناك انتظرت أن ينهي حديثه لكنه كان يثرثر كثيرا ولم يكن موجود في هذا الوقت إلا هذا الموظف فقط مرت أكثر من خمس دقائق وهذا الشاب لم ينهي حديثه بعد ظلت تحدثه قائلة
- أنتا ..أنتا أيه مبتسمعش ؟أطرش يعني ؟
فجأة نظر هذا الشاب خلفه ليرى هل هذا الصوت يحدثه فقال :
- أنتي بتكلميني أنا
" كان هذا الشاب طوييل ذو بشرة بيضاء وعينان عسلية وحاجبان كثيفان وجسد عريض لكنه رياضي كان شاب شديد الوسامة وشديد الجاذبية "
- أه أمال بكلم خيالك
- يعني أنتي كنتي بتشتميني أنا وتقولي أطرش
- أيوه.. ما أنا عمالة أندهلك بقالي ساعة وأنتا عمال ترغي مش مبطل كلت ودان الراجل
- أنتي مجنونة هو أنا أعرفك أصلا عشان تشتميني وبعدين أنتي مالك كلت ودانه ولا رجله
- أنا عايزة أسأله على حاجة ثم نظرت للموظف متجاهلة هذا الشاب الذي كان يحدثها فقالت للموظف متسائلة : لو سمحت عايزة رقم تليفون الفندق وعايزة رقم الأوضة اللي فيها دكتور أدهم أنا زميلته في المستشفى دكتورة ليلة
- ثواني يا فندم ... أتفضلي يا فندم ده رقم الفندق.... ودكتور أدهم ف غرفة رقم 22
- تمام شكرا
همت ليلة بالانصراف وبينما هي في طريقها للخروج من باب الفندق حتى وجدت نفس الشاب التي كانت تحدثه يجذبها من معصمها قائلا :
- أنتي أزاي تتكلمي معايا كده ؟
- سيب أيدي أنتا اتجننت بتمسك ايدي كده بتاع أيه واتكلم معاك براحتي مهو لما تبقا واقف زي الحيطة كده وسادد الرؤية خالص وعمال ترغي مع الراجل ومش عارفة أسأله سؤال أعمل أيه يعني
- الشاب بدهشة :حيطة ؟ !أنتي مجنونة يا ست أنتي
- لأ يا أخويا أنا مش ست
- طب بلاش ست أنتي مجنونة يا بت أنتي
- بت أما تبتك أوعى كده خليني أمشي أنتا واقف ف طريقي ليه؟
- قال بخبث :متعدي أنا مسكتك
- والله هعدي أزاي وأنتا واقفلي زي التور كده
- الشاب بصدمة من سليطة اللسان الواقفة أمامه : تور ؟ يا نهارك أزرق أنتي مش عارفة أنتي بتتكلمي مع مين
- ليلة بلا مبالاة : طز فيك مهما تكون
- يا ليلة أهلك السودا أنتي بتتكلمي مع الرائد حازم المصري يعني لازم تلزمي أدبك فاهمة
- ليلة بسخرية : يا ماما خوفتنا يا سيادة الرائد والله حتى لو لواء ولا يهمني وعلى العموم أنا آسفة على طز ثم نظرت ل عينيه العسلية نظرة تحدي وفلتت من تحت ذراعه وهي تجري مسرعة بعدما قالت له طب طزين وأوعى بقا خليني ألحقها وجرت متجهه نحو الشاطيء
أثارت ليلة جنون حازم ف وجد نفسه يمشي خلفها حتى شعر بسخف فعلته ف جلس على الشاطيء ليرخي أعصابه بعدما عصبته تلك المجنونة ف جلس لينظر إلى البحر في هدوء ويستمع لبعض الأغاني فوضع في أذنيه سماعة الأذن الخاصة به وراح في عالم آخر ....
أما ليلة ف ظلت تبحث عن مريم هنا وهناك لكنها لم تجدها فاتصلت بالفندق وطلبت منهم تحويل المكالمة لغرفة أدهم الذي أجابها فزعا :
- أنا دكتور أدهم مين معايا ؟
- أنا ليلة
- ليلة ؟ ليلة مين وفجأة تذكرها قبل أن تجيب ..أها ليلة ..ليلة الشيطانة اللي بخت سمها ووساوسها ف ودن مراتي وخلت مريم المحترمة ف ظرف كام ساعة تقلع الحجاب وتلبس محزق ومجسم زيها و....
- قاطعته ليلة بعنف : اسكت بقا أنا مليش دعوة بحاجة وبعدين أنا مش بكلمك عشان تديني درس في الأخلاق
- أمال بتكلميني ليه مش عايز أعرف أصلا واحدة زيك و..
- قاطعته مرة آخرى : أووووف اسمعني بقا يابني آدم أنتا مريم نزلت تتمشى على البحر وبقالها ساعتين ومرجعتش ونزلت أدور عليها مش لاقياها وهي كانت حالتها وحشة أوي ومعيطة وزعلانة
- أدهم بصدمة : نعم ! نزلت تتمشى على البحر لحد دلوقتي لوحدها ومن غير ما تقولي ؟! ويعني أيه مش لاقياها أيه تاهت يعني ولا أتخطفت منك لله يا شيخة
- تصدق أنا غلطانة إني كلمتك أصلا أقفل سلام
أغلقت ليلة الخط في وجهه دون أن تنتظر منه رد أما هو ف شعر بالفزع والغضب الشديد من زوجته التي لا يعرف ماذا حدث لها؟ وأين ذهبت يا ترى ؟ارتدى ملابسة في عجالة وخرج ليبحث عنها ....
أما ليلة ف بينما كانت تقف حائرة وجدت مكان بعيد منزو لم تبحث عنه فذهبت مسرعة إليه لعلها تجدها فيه وبالفعل ما إن وصلت إلى هناك حتى وجدتها جالسة تبكي في صمت وحينما رأتها مريم سألتها متعجبة:
- ليلة ! أنتي أيه اللي جابك ؟
- تنهدت ليلة بعمق واطلقت زفرة حارة وقالت : الحمد لله أنتي هنا حرام عليكي يا مريم قلقتيني عليكي كل ده مش قولتي مش هتتأخري
- ليه هي الساعة كام
- الساعة 1
- يا نهااااار أنا محستش بالوقت خالص والموبايل أصلا مش معايا
- ما أنا عارفة أنك سبتيه ف الأوضة قلقتيني عليكي أنا بقالي شوية بدور عليكي ولما ملقتكيش كلمت أدهم
- مريم بفزع:يا نهار أسود كلمتي أدهم وقولتيله إني خرجت دلوقتي ومن غير ما اقوله
- هعمل أيه بس كنت خايفة عليكي قولتله إنك خرجتي تتمشي على البحر عشان مخنوقة ولما أتأخرتي روحت أدور عليكي ملقتكيش
- بس أنتي كلمتيه أزاي وموبايله مكسور ؟
- كلمته على تليفون الفندق
- ديه هتبقى ليلة منيلة على دماغي طب معلش كلميه وقوليله أنك لقيتيني ومروحين خلاص
اتصلت ليلة على هاتف الفندق وطلبت التحويل المكالمة ل غرفة دكتور أدهم وحينما أتاها الصوت علمت أنه ليس صوت أدهم وأنه الطبيب الآخر المرافق له في الغرفة فقالت معتذرة :
- لو سمحت ممكن أكلم دكتور أدهم
- أدهم نزل معرفش راح فين
- طيب شكرا
نظرت ليلة ل مريم وقالت لها بخجل :
- نزل للأسف أنا آسفه والله مقصدتش أنا قلقت عليكي و خوفت يكون بعد الشر حصلك حاجة
- مريم بحزن :أنتي ملكيش ذنب أنا اللي غلطانة ومش بس المرادي أنا اللي عمالة بعك من الصبح خلينا نرجع الفندق ونحاول نكلمه تاني بعد شوية
- زمانه بيدور عليكي
- مش هنعرف نوصله إلا لما يرجع الفندق تاني
همت الفتاتان للعودة للفندق لكن فجأة ظهر أمامهم شاب نظر لهما بخبث وتفحص فيهما بعينيه من رأسهما لأخمص قدميهما قائلا :
- الله أنا مكنتش أعرف أني محظوظ كده ..حظك في رجليك يا واد يا جاسر
- بعد أذنك وسع عشان نمشي "قالتها مريم "
- رد جاسر : تمشي ههههه هو احنا لحقنا مش نتعرف الأول معاكي جاسر ياسين السيوفي ابن رجل الاعمال المعروف ياسين السيوفي أكيد سمعتوا عنه
- ردت ليلة : حصلنا القرف واحنا مالنا بيك أصلا وسع يا عم كده خلينا نمشي مش ناقصاك هية
- جاسر : أوسع بردو يا قمر وده يصح مش نتعرف كده أنا عرفتكوا بنفسي ف يبقى لازم تعرفوني عليكوا
شدت مريم ليلة من يدها وهمت بالانصراف لكنه وقف أمامها بجسده ليمنعها من ذلك
- فقالت مريم: بعد اذنك كده مينفعش عيب حضرتك خلينا نعدي لو سمحت
- جاسر بخبث : هههههه طيبة أوي تعدي!.. تعدي تروح فين يا سكر هو دخول الحمام زي خروجه ده أنتو ربنا بعتكوا ليا أنا كنت زهقان والله لأ وأيه السمرا والبيضا المحجبة واللي بشعرها المشاكسة والرقيقة أيه التنوع ده أموووت أنا في الاختلاف يا ناس
- ليلة بغيظ: يكش تموت ولا تولع يا بعيد
ثم حاولت صده وابعاده عن طريقهن لكنه نادي على الحرس الخاص به وكانوا ثلاثة رجال ذو بنيان ضخم ف سدا الطريق نهائي على الفتاتان اللاتي شعرن أنهما قد وقعا بين براثن هذا الواقف أمامهم
- جاسر : بصوا بقا بهدووء كده أحنا هنقضي الليلة سوا ووعد هتبقا ليلة مختلفه اووي أنتو متعرفوش مين جاسر السيوفي بس أسألوا عني
- مريم وقد تسارعت دقات قلبها بشدة : ارجوك خلينا نمشي بعد أذنك
- جاسر : يالهووووي على الرقة ديه هو في كده متخافيش يا قطة هتمشي بس بعد ما تنوريني الأول
- ليلة بعنف : ما تحترم نفسك يا حيوان أنتا ولا تقدر تلمسنا أنتا فاكر نفسك مين يعني
جاسر اقترب بشدة من ليلة ليوترها ويخيفها ثم وضع يده على وجنتيها ليمرر أصابعه عليها قائلا:
- يا شرس أنتا أموووت أنا بردو في القطط اللي بتخربش
- ليلة بعصبية وقد اشاحت وجهها بعيدا عنه: ابعد ايدك عني يا زفت أنتا
- جاسر : شششش بطلي دوشة بقا وقلة أدب لسانك طويييل بس أنا هعرف أزاي أخرسه ف هم بأن يقبلها فباغتته هي ب صفعة قوية على خده فقال بغيييظ : يا بنت ال ...... بتضربيني والله لأوريكي وهي كبرت في دماغي بقا والله ل تباتوا الليلة ف حضني أنتوا الاتنين سوا ههههههه
كانت مريم تشعر إنها ستموت من الخوف ثم بدأت الدموع تنساب من مقلتيها وهي ترجوه أن يتركهم وشأنهم لكن هيهات ف هل يأبه الذئب ل خوف الشاه ودموعها قبل أن يفترسها وبينما يجذبهم جاسر للتوجه حيث المكان الذي يركن فيه سيارته صرخت مريم فجأة وكأنها غريق لمح طوق النجاة
- أدهم ! ألحقنا يا أدهم
نظر جاسر خلفه حيث تنظر مريم ف وجد رجلا قد ضرب أحد حراسه والذي سقط ارضا على أثر الضربة ولكن الحارسان الآخران تنبها له وجاسر أيضا حينما نادت هي باسمه ..
ترك جاسر الفتاتان وتوجه لأدهم الذي كان الحارسان يضربونه وهو يحاول التملص منهم وقد أشار أدهم ل مريم وليلة بالهرب لكن مريم أبت ذلك أما ليلة فقد استغلت الفرصة وفرت مسرعة ..ثواني ولاحظها جاسر فأرسل أحد الحراس خلفها لإحضارها والآخر ظل مع أدهم وقد طرحه أرضا وقيد يديه خلف ظهره ووقف إلى جواره ....
ماذا سيحدث ل أدهم ؟؟ هل يستطيع انقاذ زوجته أم أنه سيدفع حياته ثمنا لتهورها وينالها جاسر رغما عنه ؟؟ هل ليلة ستعود وهل بإمكانها أنقاذهما أم أن القد ر سيرسل لهما طوق النجاااة ؟؟
اختبار أخر ل مريم ف هل تنجح أم تخسر وتخسر معه زوجها وحبيبها ؟؟
كل هذا وأكثر سنعرفه في الحلقة القادمة ..فانتظرونييي
هدير محمود علي
نظرت مريم في نفس اللحظة التي تحدثت فيها ليلة ورأت تلك الفتاة وهي تحضن زوجها بشدة وتقبله على وجنتيه لكنه ابتعد عنها سريعا ويبدو أنه تفاجيء بها وبفعلتها لكنه أيضا لم ينهرها أي أنه يعرفها ومازاد الطين بله أنه ابتسم لها تلك البسمة الودودة الرائعة التي تأسرها وظل يتحدث إليها وهما يتضاحكان جن جنونها وهي تراه هكذا مع هذه الأجنبية الشقراء ترى من أين يعرفها ؟ وهل يعرفها حقا أم إنها تتعرف عليه الآن ؟ لم تفكر ولم تنتظر ولم تلق بالا حتى ل نداء ليلة التي حاولت أن تثنيها عن تحركها ريثما تمشي الفتاة ..وما إن وقفت أمامه نظرت له في حنق قائلة :
- مين ديه يا أدهم ؟ وأزاي تسيبها تحضنك وتبوسك كده ؟
- ابتسم أدهم ابتسامة سخيفة ليزيد من استفزازه لها ثم قال ليغيظها أكثر : وأنتي مالك أحنا متخاصمين وأصلا أنا حر أتكلم مع اللي أنا عايزه براحتي
- والله وأنا أيه بقا إن شاء الله أنا مش بتكلم عليك أنتا حر أعمل اللي أنتا عايزه متهيألي أنك كبير وتعرف الصح من الغلط والحلال من الحرام بس مش أنا بقا أخاف على شكلي قدام زمايلنا وأنتا عمال تحضن وتبوس واحدة خواجية كده ومراتك موجودة قدامك ومش عاملها أي اعتبار
- ملكيش فيه وزي ما أنتي قولتي أعرف أفرق بين الحلال والحرام وأنا اللي هتحاسب مش أنتي وكلام الناس ميهمنيش ابتسم لها بسخافة ثم عاد ليكمل حديثه مع تلك المرأة وكأن مريم غير موجودة أمامه
- بقا كده ماشي يا أدهم نظرت مريم ل تلك المرأة بغيظ
ثم مدت يدها لتصافحها وتعرفها بنفسها والأهم تعرف من هي
- Who are u?..Hi I am marim..Adham's wife" أهلا أنا مريم زوجة أدهم أنتي مين ؟"
- ooooh adham are u married ?"الفتاة بدهشة :أوووه أدهم أنتا أتجوزت "
- yes from a few months "أيوه من شهور قليلة "
- Hi marim I'm julia ..Adham is my best friend
"أهلا مريم أنا جوليا أدهم يكون صديقي المقرب "
- لأ والله بجد !"قالتها مريم باستنكاروقد لوت شفتيها قائلة ثم أردفت قائلة : أممم صاحبته يعني!
- رد ادهم : مريم بعد أذنك سيبيني مع جوليا لوحدنا بقالنا كتير متقابلناش وعايزين نتكلم مع بعض ثم نظر ل صديقته مكملا حديثه ثم قالت جوليا:
- I wanna tell u a lot of things can I see u in the club after two hours ?" عايزة أحكيلك حاجات كتير ممكن أشوفك في ال "club" بعد ساعتين
- Sure baby I will wait u there
" أكيد حبيبتي هستناكي هناك قالها أدهم "
مالت الفتاة الاجنبية ل تطبع قبلة على خد أدهم لكنه ابتعد عنها فورا ونظر إليها بحزم وأشار بيده لكي لا تفعل ذلك فقالت معتذرة :
- Sorry baby but I miss u a lot..ok see u soon
" اسفه حبيبي لكن أنتا وحشتني جدا ..خلاص أشوفك قريبا " ثم توجهت ببصرها لمريم قائلة :u are lucky to marry a man like Adham he is a gentle man& handsome ..See u bye
" أنتي محظوظة أنك أتجوزتي واحد زي أدهم هو جنتل مان ومهندم .. أشوفك على خير باي "
- بعدما انصرفت جوليا التفتت مريم ل أدهم بكل غيظ قائلة:ممكن أعرف بقا يعني أيه صاحبتك ؟
- مريم مش فاضي للكلام ده عايز أروح احضر المؤتمر بسرعه وبعدين اطلع اغير علطول عشان أقابل جوليا وأهي ليلة معاكي تسليكي
- والله بقا كده ماشي يا أدهم سلام
حضر جميع الأطباء المؤتمر الأول في تلك الليلة لكن مريم كانت في عالم آخر لم تستمع ل شيء كانت فقط تفكر في تلك الاجنبية الدخيلة التي تتغزل في زوجها بل وتحضنه وتقبله أمامها وتقول عليه صديقها المقرب تشعر بالحنق والغيظ الشديد منه ولا تعلم ماذا عليها أن تفعل وما إن انتهى المؤتمر حتى صعدت غرفتها بغضب ولحقتها ليلة التي شعرت بمدي ضيقها وهناك قالت لها :
- ممكن أعرف مالك ؟
- مريم بنرفزة :والله أنتي مشوفتيش الزفتة اللي دخلت حضنته وباسته لأ وكان فرحان أوي أول ما شافها ويقولي أنا سيبينا لوحدنا عشان نتكلم والأنيل كمان هيقابلها في الديسكو يا حلاوة كل ده عادي حاجة متضايقش صح
- أهدي بس كده أولا ال" Club" هنا مش ديسكو ولا حاجة ده مكان بيتعشوا فيه الناس وبيقعدوا يتكلموا يسمعوا موسيقي ومعظم رجال الأعمال بيقابلوا بعض أو بيتكلموا في الشغل فيه اللي عايز يرقص أو يشرب في حتة تانية مخصصة ل ده وبعدين هيا صحيح البت بصراحة قمر وصاروخ أرض جو بس ما أنتي كمان قمر وبعدين هي أجنبية يعني ده عادي عندهم الشكل واللبس وطريقة التعامل والبوس والأحضان بالنسبالهم مش معناهم حاجة يعني ممكن يبقوا أصحاب بس ,اصحاب بره غير هنااا خااالص يعني بتعتبره صديق زي لو كان بنت زيها مش شرط يكون في بينهم مشاعر أو حاجة من ديه
- مريم بحنق وغيرة : ليلة أنا هطق بجد أصلك مشوفتيهاش وهي بتبصله ولا هي بتتكلم عنه مش هينفع أسيبه ليها على جثتي وكمان لازم أخليه يندم عشان يبقا يقولي قدامها أحنا متخاصمين وسيبيني مع ست جوليا ماشي يا أدهم والله لأندمك على اللي عملته ثم نظرت ل ليلة قائلة برجاء ممكن تساعديني؟
- أكيد بس أزاي ؟
- مش عندك أي فستان أو حاجة كده ممكن ألبسها وتنفع ال ""Club ده حاجة كده تجننه لما يشوفني لابساها
- عندي أكييد بس للأسف مش هينفعك
- ليه أحنا جسمنا تقريبا واحد يمكن أنتي طويلة عني بس المقاس قريب
- مش ديه الفكرة يا مريومة
- أمال أيه ؟
- أنتي محجبة ولبسك محتشم أكيد لبسي مش هيمشي مع الحجاب
- صمتت للحظة ثم قالت بتهور: مش مهم
- ليلة محاولة أثناءها عما تنوي فعله : مش مهم أزاي يا مريومة لبسي والحجاب don't mix
- مريم وقد دار الشيطان برأسها وهيأ لها تلك الفكرة المجنونة : مش مهم الحجاب هقلعه
- صدمت ليلة من كلمة مريم : هتقلعيه ! هتقلعي حجابك يا مريم ؟! أنتي بتهزري صح ؟
- مريم وقد غاب عقلها واستحوذ عليها شيطانها فقال بإصرار :لأ بتكلم جد هقلعه أنا لازم أثبت ل أدهم إني حلوة زيها بس أنا اللي مش بظهر ده لازم أخليه يشوف بعينه إني لو حابة أبقا أجمل منها ومن أي واحدة هكون مش هو بيحب الستات القالعة هقلعله أنا كمان وأما نشوف
- ليلة محاولة أقناعها بتغيير رأيها : بس أنتي مش كده يا مريم ولا شخصيتك كده وبعدين متضمنيش رد فعل أدهم على التصرف ده ممكن يتعصب لأ مش ممكن ده أكيد هيتعصب وممكن يتجنن ويطلقك وكمان أ.....
- قاطعتها مريم بعصبية : يطلقني أحسن ميهمنيش ، ثم قالت برجاء: لي لي أرجوكي ساعديني عايزة أبقى أحلى واحدة النهارده مش مهم أي حد وطز ف أدهم وف عصبيته " قالتها ببكاء "
وتحت ضغط بكاء مريم وإصرارها أضطرت ليلة أن تساعدها حاولت قدر الامكان أن تختار شيء لا يكشف جسدها ومناسب لها أحضرت لها فستان أسود طويل إلى حد ما بكم ذو حزام ذهبي على منطقة الوسط حينما ارتدته مريم كان محدد تفاصيلها أكثر من ليلة لكنه كان رائعا حقا كانت جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى أبرز رشاقة قوامها بشكل كبير
حينما نظرت مريم لنفسها في المرآة أعجبت به كثيرا نظرت ل ليله قائلة :
- ها أيه رأيك حلو عليا ؟
- حلو بس ؟! ده تحفة أوووي يا مريم بس ضيق أوي أدهم مش هيعديها صدقيني
- قولتلك طز..يتفلق سيبك منه بقا وتعالي حطيلي ميكب وأعمليلي شعري
- أنتي لسة مصممة على موضوع أنك تقلعي الحجاب ده
- أه مهو أكيد مش هلبس الحجاب بمنظري ده قلته أحسن وخليها تخرب بقا وخلي الست جوليا تنفعه
رضخت ليلة ل رغبتها وفردت لها شعرها الناعم أصلا ثم رتبته بشكل رائع وقامت بتزينها حتى بدت ك حورية فائقة الجمال وأخيرا وضعت طلاء الشفاه الأحمر القاني كما طلبت مريم وأعطتها حذاء ذو كعب عالي مناسب للفستان ثم نظرت لها قائلة :
- واوووو بجد شكلك طالع تحفة جمييلة أووووي يا مريومة بس أنا خايفة أدهم ....
- قاطعتها مريم قائلة : ميهمنيش يخبط راسه في الحيطة ..يلا بينا
- أمري لله يلا
هبطا معا وتوجها لل "Club "كان الجميع ينظرون إلى مريم والكل يغازلها والنظرات تلاحقها منذ أن خطت قدمها خارج الغرفة وما إن دخلت حيث يوجد أدهم وجوليا تعمدت أن تقف ليلة بعيدة عنها حتى لا يظن أدهم أن لها دخل في التغيير الذي طرأ على زوجته وينفعل عليها ولا ذنب لها هي في ذلك ثم وقفت مريم ف مكان ل تراها تلك الاجنبية الدخيلة الواقفة أمام أدهم أولا وما إن رأتها حتى أشارت له قائلة :
- woooow adham look ur wife she is very gorgeous
"أدهم أنظر زوجتك أنها فائقة الجمال "
- my wife here !where"
- "أدهم بصدمة :
" زوجتي هنا ! أين ؟ "
أشاارت جوليا بيدها إلى حيث تقف مريم وتحاوطها أنظار الرجال الموجودين بالمكان وما إن رآها حتى جن جنونه زوجته تقف بلا حجاب وبفستان يكشف أكثر ما يستر وبشعرها المسدول على كتفيها وبهذا " الميكب" الجريء كيف هذا ؟!هو لا يصدق عينيه كيف تجرؤ مريم على فعل هذا اشتد غضبه وبينما هو في طريقه إليها وجد احد الأطباء زملاؤه من مشفى آخر يتحدث إليه وكان لا يعلم أنها زوجة أدهم وبينما كان يحدثه وجده لا يسمعه ومتوجه ببصره تلقاء شخص ما ولم يكن هذا الشخص سوى مريم الواقفة وقد ظهر أمامها رجل يحادثها ويقترب منها بشدة وما إن نظرصديقه الواقف أمامه إلى ما يشغل نظر وعقل أدهم حتى قال :
- أيه يا دكتورعمال بكلمك بس أنتا مش معايا خالص مركز أنتا مع البطل اللي دخل ده بصراحة عندك حق هي صاروخ أوووف هو في كده ده أنا....
قاطعه أدهم بلكمة في وجهه وتركه واتجه مندفعا ناحية مريم التي خافت حينما رأته قادم نحوها كالإعصار لكنها تظاهرت بالبرود والهدوء لكن في نفس اللحظة كان الرجل الواقف أمامها قد أمسك بيديها فجأة مستغلا أنشغال بصرها مع أدهم القادم إليها وما إن وصل إليها نظر ل هذا الرجل نظره أفزعته جذب يديها من بين يديه وقال بغضب والنيران تشتعل في قلبه والصدمة تذهله :
- أنتا زي تمد أيدك عليها كده تخصك ديه؟
- أجابة الرجل بكل برود : وأنتا مالك أنا حر متهيألي أنه ميخصكش هي اشتكتلك
- باغته أدهم بضربة في وجهه طرحته أرضا لأنه لم يكن يتوقعها وقال له بكل الغضب الذي يعتمل في صدره : لأ مالي يا روح أمك ديه مراتي
ثم نظر ل مريم والشرر يتطاير من عينيه : أيه اللي أنتي عملاه ف نفسك ده؟ وفين حجابك ؟وأيه الزفت اللي أنتي لابساه ده ؟
- ملكش دعوة
قال بغضب شديد محاولا أن يتمالك أعصابه حتى لا يضربها :
- قسما بالله يا مريم لو ما اتحركتي من قدامي حالا وطلعتي أوضتك وغيرتي الهباب ده ل هتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه
- لأ مش ....
لم يتحمل ادهم نظرات الرجال من حوله ل زوجته وقبل أن تكمل حديثها جذبها من يدها بعنف وهو يجرها خلفه خارجا من هذا المكان من باب جانبي يؤدي للغرف مباشرة يود لو يخبئها بين أضلعه حتى لا يراها أحد بهيأتها تلك ...
وما إن صعدا غرفتها حتى قال لها بغضب :
- أفتحي الأوضة خلصي
فتحت الأوضة وما إن دخلا للغرفة حتى بدأت نيران أدهم في إحراقها زجرها ب عنف فأوقعها على الفراش ونظر لها بعينان كالجمر المشتعل قائلا:
- أنا عايز أفهم دلوقتي حالا أيه اللي حصل ده؟ مهو لو كنتي أتجننتي قوليلي عشان أوديكي المستشفى لكن لو لسه بعقلك هيبقا في كلام تاني ..كل اللي حصل قبل كده كوم والمرادي كوم تاني خااالص تقلعي الحجاب وتلبسيلي فستان أوسخ من قميص النوم محزق وملزق فيكي ومهببالي وشك بالزفت ده ونازلة للرجالة عشان يتفرجوا عليكي وميمنعش كمان لو عملوا اللي أكتر من كده مكنتيش هتمانعي مهو أنتي مش عاملة ده كله لله وللوطن يعني
قالت بتحدي بكل الضيق الذي تحملته منذ تزوجت أدهم بكل الغيرة التي أحرقتها منذ رأت جوليا وهي تحضنه وتقبله :
- وأنتا مالك أنا حرة هعمل اللي يعجبني مش أنتا شايفني كده خلاص وماله هعمل كده بقا عشان متبقاش تهمة ظلم هخليها حقيقة عشان أريحك
رفع أدهم يده عاليا كي يصفعها لكنها تراجعت بجسدها للخلف خطوة ووضعت يدها أمام وجهها كحركة تلقائية للدفاع عن نفسها هزه خوفها منه فتراجع ف اللحظة الأخيرة ثم كور قبضته بشدة حتى كاد يدميها ولم يجد سوى هاتفه ليلقيه بكل عنف في يرتطم بالحائط ويسقط على الأرض متهشما ثم قال :
- والله لولا العهد اللي خدته على نفسي إني عمري ما أمد أيدي عليكي تاني أبدا من يوم ما ضربتك أول جوازنا لكنت كسرت راسك يا مريم على اللي قولتيه واللي عملتيه ..
- قالت وهي تضحك ساخره ثم بكت بشدة : اللي عملته وقولته دول يجوا أيه جنب اللي عشته من يوم ما عرفتك وكنت بستحمل وأقول بكره يحس بيكي بكره يتغير اعترفتلك بحبي يمكن تحس بالعذاب اللي جوايا قولتلي لأ نطلق قولت يمكن معرفش ينسى اللي حصله قبلك لكن مفيش فايدة معاملة زفت ..وشك طول الوقت وأخرها خصام ووجع وفي الأخر ألاقيك بتضحك مع واحدة تانية ..سيبت واحدة تانية تقرب منك وتحضنك وتبوسك ونازل تضحك معاها ف الديسكو ومش بعيد تاخدلك كاسين كمان قولت خلاص بقا طالما بيعجبك كده أنا كمان هعمل زيها يمكن أعجب
- أخرررررسي يا مريم لأنك كل ما بتتكلمي بتعكيها أكتر المرادي أنتي بقا دفاعك ضعييف يعني أنا السبب في اللي عملتيه يعني عملتي كده عشاني عشان ضايقتك عشان غيرتي طب يا ستي أنا وسخ وزبالة وهقولك كمان كنت هشرب كاسين زي ما بتقولي وممكن بعدها أطلع مع جوليا أوضتها ويحصل ما بينا أي حاجة كل ده بقا ميخلكيش تبقي كده ولا تعملي اللي عملتيه هو أنتي كنتي محترمة نفسك عشاني ولا عشان ربنا ..هاااا ردي عليا فين ربنا ف حسبتك يا هانم؟ ربنا اللي كنتي بتروحي تشتكيله لما كنت بضايقك ربنا اللي يا ما سمعتك بتصليله وتدعيله أنه يقف جنبك ومعاكي مفكرتيش ربنا هيبقا راضي عنك ولا لأ لما يشوفك كده وأنتي فرجة للرجالة ..شايفة أنك لما تلبسي مجسم وتقلعي الحجاب كده هتبقي بتنتقمي مني ثورتي كويس ل كرامتك يا مريم لأ أنتي هنتي نفسك ودوستي على كرامتك وكرامتي متخيلة الناس اللي شافوكي النهارده هينسوا الموضوع وكأن مفيش حاجة حصلت متخيلة النظرات والكلام اللي هيتقال عليا وعليكي قدامك أو من ورا ضهرك ؟ بلاش متخيلة كم السخافة اللي هتقابليها بعد كده؟ كل ده عشان اتغاظتي مني ، أنتي كسرتي نفسك يا مريم وكسرتيني معاكي بدل صورة الدكتورة المحترمة اللي الكل عارف حدوده معاها لواحدة سهلة خلت نفسها فرجة للكل يبقا أيه يمنع أي راجل يقرب منها ويحاول معاها شوفتي وصلتينا لأيه ؟ ربنا بيسامح وبيغفر ويرحم لكن البشر أبدااا أدعي ربنا ميكونش حد من زمايلنا ف المستشفى شافك لأن لو ده حصل استعدي بقا للي هتسمعيه وهتشوفيه
كانت مريم تستمع لحديثه في صمت والدمع ينساب من مقلتيها في غزارة شديدة لكن بلا صوت وبعدما أنهى جملته الأخيرة قالت بهدووء :
- أدهم المرادي مش أنتا اللي هتقولها أنا اللي هطلبها أرجوك طلقني وحالا
- أدهم بحزم : لأ مش هطلقك مش عشانك بس عشان الأمانة اللي وصاني بيها ابويا ودلوقتي تغيري هدومك وتمسحي الزفت ده وترجعلى للبسك وحجابك وتعملي حسابك بكره الصبح هنرجع القاهرة كفاية اللي حصل لحد كده مكنتش أعرف أن ليلة ديه تأثيرها قوي كده أيه شيطانة لحقت ف كام ساعة تغيرك بالشكل ده
- ليلة ملهاش دعوة وأنا مش هسافر ف حتة
- أدهم بصرامة:مش عايز ولا كلمة تاني الكلام انتهى نامي دلوقتي وأنا هحجز أي باص أو حتى طيارة ترجعنا القاهره بكره
أنهى جملته الأخيرة وخرج من الغرفة بعدما أغلق الباب بعنف تاركا أياها لعذاب ضميرها كيف اهتمت فقط بالانتقام لكرامتها منه ولم تهتم بغضب الخالق؟ كيف نسيت أن تلجأ إليه كما كانت تفعل دوما؟ منذ متى وهي ضعيفة هكذا ؟ هل كان إيمانها بهذا الضعف والهشاشة فانكسر بسهولة ؟ أم أنها غرت بنفسها وبتدينها ؟كانت تظن أنها اقوى من الشيطان ؟كانت تظن أن لاسبيل له للوصول إليها؟ لكنه وصل إليها أصابها في علاقتها بخالقها ،وجدت نفسها تقف أمام المرآة وحينما رأت انعكاس صورتها فيها شعرت بقشعريرة أنتابتها في جسدها كله لقد تخيلت عيون هؤلاء الرجال وهم ينظرون إليها وهي بتلك الحالة كيف يلتهمونها في عقولهم ؟ كيف يتصوروها وكأنها معهم بين أحضانهم ؟وهي من أعطتهم الفرصة لهذا نفضت رأسها بعنف قائلة : لأ لأ ثم وضعت يدها على شعرها تعيده للخلف وأمسكت ببعض المناديل التي كانت موضوعه أمامها على التسريحة الخاصة بالغرفة ظلت تمسح وجهها بعنف تحاول جاهدة أن تجد صورة مريم التي تعرفها لكن هيهات لهذا النوع من أنواع مساحيق التجميل التي تمتاز بالثبات ف بالرغم من محاولتها لمحوه إلا أنه مازال أثره واضحا على وجهها خاصة طلاء الشفاه ذهبت مسرعة للحمام خلعت عنها هذا الثوب الذي لم يكن ل يليق بها ف بدلا من أن تساعد ليلة لتأخذ بيدها وتقربها من الله وتخلصها من تلك الهيئة التي لا ترضى ليلة نفسها ارتدتها هي تنهدت تنهيدة طويلة بعدما خلعت الفستان وارتدت ملابسها ثم توضأت وارتدت الأسدال الخاص بها وامسكت بسجادة الصلاة ثم استقبلت القبلة وبدأت في إلقاء حملها الثقيل على خالقها ظلت تصلي وتبكي وتستغفر لم تعي كم مر من الوقت وهي على تلك الحالة من الندم تستغفر كثيرا وتطلب من الله أن يسامحها على ما اقترفت من ذنب بعدما أنهت صلاتها فجأة تذكرت حديثها السابق مع دينا حينما أخبرتها أنها حزينه على صديقة لها قد خلعت الحجاب ..
فلاش باك للحديث الذي دار يومها :
- دينا : تعرفي يا مريم انا زعلانة أوي عشان مي صاحبتي خلعت الحجاب وبقت بتلبس لبس مش شبهها خالص
- مريم : عادي في بنات كتير بتبقا لابساه من غير اقتناع تقدري تقولي منظرة عياقة موضة أي حاجة
- دينا : لأ يا مريم مي صاحبتي وأنا عارفها كويس مكنتش كده خالص ديه كانت متدينة جدا
- مريم : وهي اللي تعمل كده تبقا متدينة سواء لما خلعت الحجاب ولا لما لبست لبس مش اللي هوه مجسم بقا ولا غيره دول يا حبيبتي بيبقوا متدينين بالاسم بس لكن من جواهم ولا يعرفوا حاجة عن الدين
- دينا : الله أعلم بقا متعرفيش ظروفها أيه ولا أيه خلاها تعمل كده ساعات الواحد بيضغط وبيعمل حاجات غلط وهو مش واخد باله ولا حاسس بتعدي علينا لحظات ضعف بنتصرف فيها كأننا مش أحنا الشيطان بيسيطر علينا فيها وبيخلينا منشوفش حجم الذنب اللي بنرتكبه يمكن هي حصلها كده
- مريم : معتقدش.. بصراحة يعني مهما حصل أكيد عمري ما هخلع الحجاب والبس محزق عشان أي سبب ف الدنيا لأني ببساطة لبساهم عشان ربنا ف أزاي بقا هعمل كده لو بتخاف ربنا بجد عمرها ما هتغلط غلطة زي ديه
بااااك....
عادت مريم من تذكرها لحديثها مع دينا وها هي فعلت كما فعلت تلك الفتاة صديقة دينا تذكرت مريم الآن أن " من عير أخاه بذنب ل يمت حتى يعمله "
وها هي تفعل ما عابت عليه صديقة دينا ونسيت أنه
"من عاب ابتلي "من تكن هي حتى تحكم على ايمانها ؟ من تكن حتى تظن نفسها مطلعة على القلوب ؟ كان عليها أن تلتزم الصمت وتدعو لها بالهداية وتدعو لنفسها بالثبات .. ها هي مكانها الآن كيف حالها إذا ؟ ظلت تستغفر أكثر وأكثر وتتضرع إلى الله وتتوب إليه وتقول
"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ظلت تكرر هذا الدعاء كثيرا ثم تدعو مرة آخرى " اللهم لا تفتنا في ديننا ولا تجعلنا ممن يتبع هواه فيضل ويشقى ..اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه "وتبكي أكثر لعل بكاؤها يمحو ذنبها ويغسل روحها في تلك الأثناء وجدت ليلة تطرق الباب وتستأذنها لتدخل الغرفة فتأذن لها وحينما نظرت ليله لها وجدتها وهي تبكي ف جرت نحوها مسرعة واحتضنتها بشدة متسائلة
- مريم مالك أدهم عملك حاجة ؟
- لأ
- أنا شفته طالع معاكي عشان كده فضلت قاعدة تحت عشان تتكلموا براحتكوا ولما مشفتهوش نزل وعدى أكتر من ساعة قلقت ف طلعت عشان اطمن عليكي
- أنا تعبانة أوووي يا ليلة احضنيني أنا محتاجة للحضن ده جدااا
- ضمتهااا ليلة بشدة محاولة تهدئتها : اهدي يا مريم متزعليش
- أنا زعلانة أووي من نفسي
- معلش طيب بلاش تتكلمي دلوقتي لما تهدي نتكلم يلا عشان تنامي شوية وترتاحي
- ماشي
قامت معها وحاولت أن تخلد للنوم لكن هيهات فلا ينام إلى خال البال ظلت تتقلب يمينا ويسارا كلما أغمضت عيناها تذكرت شكلها ونظرات الرجال لها حتى هذا الرجل الذي أمسك بيدها وهي منشغلة ببصرها مع ادهم القادم نحوها هي وقتها لم تتذكر ما قاله لها لكنه كان يحاول جذبها لينالها الليلة لم تكن تتخيل قط أنها سيأتي عليها اليوم الذي يفكر فيها رجل بهذه الصورة وهي التي كانت دوما مصانة بملابسها المحتشمة شعرت وكأنها تختنق فقامت من سريرها وارتدت ملابسها وحجابها وبينما هي في طريقها للخروج من الغرفة ارتطمت قدماها ب هاتف أدهم المكسور فأصدر صوتا أيقظ ليلة التي نظرت حولها ف وجدت مريم واقفة سألتها قائلة :
- مريم أنتي لابسة ليه ؟ رايحه فين دلوقتي ؟
- مفيش مخنوقة شوية ومش جايلي نوم هنزل أتمشى على البحر شوية
- دلوقتي ؟ الساعه عدت 11
- مش هتأخر نص ساعة كده وهرجع
- طب استني هلبس وآجي معاكي
- معلش يا لي لي عايزة ابقى لوحدي
- طيب براحتك لو احتجتيني كلميني متتأخريش مش هنام إلا لما تيجي واطمن عليكي
- حاضر
خرجت مريم من غرفتها ومن الفندق بأكمله متوجهه ل شاطيء البحر لعل نسيمه يشفيها وجدت قداماها تقودها حيث كانت تجلس مع أدهم في الصباح جلست على الشاطيء وظلت تنظر للبحر كأنها تناجيه ثم تنظر للسماء وتدعو الله في سرها أن يغفر لها ويزيح عن كاهلها هذا الذنب مر الوقت سريعا ولم تشعرهي بذلك
كانت ليلة في غرفتهما تنتظر عودتها لكن مرت ساعة ونصف دون أن تعود حاولت الاتصال بها لكنها وجدت هاتفها في الغرفة ف هي لم تأخذه معها ارتدت ملابسها في عجالة وخرجت من غرفتها بحثا عنها كانت تود أن تتصل بأدهم لتخبره أن مريم لم تعود حتى الآن لكنها تذكرت أنها أخبرتها أنه حطم هاتفه حينما ألقاه ف الأرض وهي بنفسها رأته على الكمود بجانبها قبل أن تخرج ففكرت أن تأخذ رقم غرفته من الاستعلامات وتأخذ ايضا رقم الفندق حتى تتصل به إن لم تجدها وبينما هي في طريقها للاستعلامات وجدت شاب يحدث الموظف هناك انتظرت أن ينهي حديثه لكنه كان يثرثر كثيرا ولم يكن موجود في هذا الوقت إلا هذا الموظف فقط مرت أكثر من خمس دقائق وهذا الشاب لم ينهي حديثه بعد ظلت تحدثه قائلة
- أنتا ..أنتا أيه مبتسمعش ؟أطرش يعني ؟
فجأة نظر هذا الشاب خلفه ليرى هل هذا الصوت يحدثه فقال :
- أنتي بتكلميني أنا
" كان هذا الشاب طوييل ذو بشرة بيضاء وعينان عسلية وحاجبان كثيفان وجسد عريض لكنه رياضي كان شاب شديد الوسامة وشديد الجاذبية "
- أه أمال بكلم خيالك
- يعني أنتي كنتي بتشتميني أنا وتقولي أطرش
- أيوه.. ما أنا عمالة أندهلك بقالي ساعة وأنتا عمال ترغي مش مبطل كلت ودان الراجل
- أنتي مجنونة هو أنا أعرفك أصلا عشان تشتميني وبعدين أنتي مالك كلت ودانه ولا رجله
- أنا عايزة أسأله على حاجة ثم نظرت للموظف متجاهلة هذا الشاب الذي كان يحدثها فقالت للموظف متسائلة : لو سمحت عايزة رقم تليفون الفندق وعايزة رقم الأوضة اللي فيها دكتور أدهم أنا زميلته في المستشفى دكتورة ليلة
- ثواني يا فندم ... أتفضلي يا فندم ده رقم الفندق.... ودكتور أدهم ف غرفة رقم 22
- تمام شكرا
همت ليلة بالانصراف وبينما هي في طريقها للخروج من باب الفندق حتى وجدت نفس الشاب التي كانت تحدثه يجذبها من معصمها قائلا :
- أنتي أزاي تتكلمي معايا كده ؟
- سيب أيدي أنتا اتجننت بتمسك ايدي كده بتاع أيه واتكلم معاك براحتي مهو لما تبقا واقف زي الحيطة كده وسادد الرؤية خالص وعمال ترغي مع الراجل ومش عارفة أسأله سؤال أعمل أيه يعني
- الشاب بدهشة :حيطة ؟ !أنتي مجنونة يا ست أنتي
- لأ يا أخويا أنا مش ست
- طب بلاش ست أنتي مجنونة يا بت أنتي
- بت أما تبتك أوعى كده خليني أمشي أنتا واقف ف طريقي ليه؟
- قال بخبث :متعدي أنا مسكتك
- والله هعدي أزاي وأنتا واقفلي زي التور كده
- الشاب بصدمة من سليطة اللسان الواقفة أمامه : تور ؟ يا نهارك أزرق أنتي مش عارفة أنتي بتتكلمي مع مين
- ليلة بلا مبالاة : طز فيك مهما تكون
- يا ليلة أهلك السودا أنتي بتتكلمي مع الرائد حازم المصري يعني لازم تلزمي أدبك فاهمة
- ليلة بسخرية : يا ماما خوفتنا يا سيادة الرائد والله حتى لو لواء ولا يهمني وعلى العموم أنا آسفة على طز ثم نظرت ل عينيه العسلية نظرة تحدي وفلتت من تحت ذراعه وهي تجري مسرعة بعدما قالت له طب طزين وأوعى بقا خليني ألحقها وجرت متجهه نحو الشاطيء
أثارت ليلة جنون حازم ف وجد نفسه يمشي خلفها حتى شعر بسخف فعلته ف جلس على الشاطيء ليرخي أعصابه بعدما عصبته تلك المجنونة ف جلس لينظر إلى البحر في هدوء ويستمع لبعض الأغاني فوضع في أذنيه سماعة الأذن الخاصة به وراح في عالم آخر ....
أما ليلة ف ظلت تبحث عن مريم هنا وهناك لكنها لم تجدها فاتصلت بالفندق وطلبت منهم تحويل المكالمة لغرفة أدهم الذي أجابها فزعا :
- أنا دكتور أدهم مين معايا ؟
- أنا ليلة
- ليلة ؟ ليلة مين وفجأة تذكرها قبل أن تجيب ..أها ليلة ..ليلة الشيطانة اللي بخت سمها ووساوسها ف ودن مراتي وخلت مريم المحترمة ف ظرف كام ساعة تقلع الحجاب وتلبس محزق ومجسم زيها و....
- قاطعته ليلة بعنف : اسكت بقا أنا مليش دعوة بحاجة وبعدين أنا مش بكلمك عشان تديني درس في الأخلاق
- أمال بتكلميني ليه مش عايز أعرف أصلا واحدة زيك و..
- قاطعته مرة آخرى : أووووف اسمعني بقا يابني آدم أنتا مريم نزلت تتمشى على البحر وبقالها ساعتين ومرجعتش ونزلت أدور عليها مش لاقياها وهي كانت حالتها وحشة أوي ومعيطة وزعلانة
- أدهم بصدمة : نعم ! نزلت تتمشى على البحر لحد دلوقتي لوحدها ومن غير ما تقولي ؟! ويعني أيه مش لاقياها أيه تاهت يعني ولا أتخطفت منك لله يا شيخة
- تصدق أنا غلطانة إني كلمتك أصلا أقفل سلام
أغلقت ليلة الخط في وجهه دون أن تنتظر منه رد أما هو ف شعر بالفزع والغضب الشديد من زوجته التي لا يعرف ماذا حدث لها؟ وأين ذهبت يا ترى ؟ارتدى ملابسة في عجالة وخرج ليبحث عنها ....
أما ليلة ف بينما كانت تقف حائرة وجدت مكان بعيد منزو لم تبحث عنه فذهبت مسرعة إليه لعلها تجدها فيه وبالفعل ما إن وصلت إلى هناك حتى وجدتها جالسة تبكي في صمت وحينما رأتها مريم سألتها متعجبة:
- ليلة ! أنتي أيه اللي جابك ؟
- تنهدت ليلة بعمق واطلقت زفرة حارة وقالت : الحمد لله أنتي هنا حرام عليكي يا مريم قلقتيني عليكي كل ده مش قولتي مش هتتأخري
- ليه هي الساعة كام
- الساعة 1
- يا نهااااار أنا محستش بالوقت خالص والموبايل أصلا مش معايا
- ما أنا عارفة أنك سبتيه ف الأوضة قلقتيني عليكي أنا بقالي شوية بدور عليكي ولما ملقتكيش كلمت أدهم
- مريم بفزع:يا نهار أسود كلمتي أدهم وقولتيله إني خرجت دلوقتي ومن غير ما اقوله
- هعمل أيه بس كنت خايفة عليكي قولتله إنك خرجتي تتمشي على البحر عشان مخنوقة ولما أتأخرتي روحت أدور عليكي ملقتكيش
- بس أنتي كلمتيه أزاي وموبايله مكسور ؟
- كلمته على تليفون الفندق
- ديه هتبقى ليلة منيلة على دماغي طب معلش كلميه وقوليله أنك لقيتيني ومروحين خلاص
اتصلت ليلة على هاتف الفندق وطلبت التحويل المكالمة ل غرفة دكتور أدهم وحينما أتاها الصوت علمت أنه ليس صوت أدهم وأنه الطبيب الآخر المرافق له في الغرفة فقالت معتذرة :
- لو سمحت ممكن أكلم دكتور أدهم
- أدهم نزل معرفش راح فين
- طيب شكرا
نظرت ليلة ل مريم وقالت لها بخجل :
- نزل للأسف أنا آسفه والله مقصدتش أنا قلقت عليكي و خوفت يكون بعد الشر حصلك حاجة
- مريم بحزن :أنتي ملكيش ذنب أنا اللي غلطانة ومش بس المرادي أنا اللي عمالة بعك من الصبح خلينا نرجع الفندق ونحاول نكلمه تاني بعد شوية
- زمانه بيدور عليكي
- مش هنعرف نوصله إلا لما يرجع الفندق تاني
همت الفتاتان للعودة للفندق لكن فجأة ظهر أمامهم شاب نظر لهما بخبث وتفحص فيهما بعينيه من رأسهما لأخمص قدميهما قائلا :
- الله أنا مكنتش أعرف أني محظوظ كده ..حظك في رجليك يا واد يا جاسر
- بعد أذنك وسع عشان نمشي "قالتها مريم "
- رد جاسر : تمشي ههههه هو احنا لحقنا مش نتعرف الأول معاكي جاسر ياسين السيوفي ابن رجل الاعمال المعروف ياسين السيوفي أكيد سمعتوا عنه
- ردت ليلة : حصلنا القرف واحنا مالنا بيك أصلا وسع يا عم كده خلينا نمشي مش ناقصاك هية
- جاسر : أوسع بردو يا قمر وده يصح مش نتعرف كده أنا عرفتكوا بنفسي ف يبقى لازم تعرفوني عليكوا
شدت مريم ليلة من يدها وهمت بالانصراف لكنه وقف أمامها بجسده ليمنعها من ذلك
- فقالت مريم: بعد اذنك كده مينفعش عيب حضرتك خلينا نعدي لو سمحت
- جاسر بخبث : هههههه طيبة أوي تعدي!.. تعدي تروح فين يا سكر هو دخول الحمام زي خروجه ده أنتو ربنا بعتكوا ليا أنا كنت زهقان والله لأ وأيه السمرا والبيضا المحجبة واللي بشعرها المشاكسة والرقيقة أيه التنوع ده أموووت أنا في الاختلاف يا ناس
- ليلة بغيظ: يكش تموت ولا تولع يا بعيد
ثم حاولت صده وابعاده عن طريقهن لكنه نادي على الحرس الخاص به وكانوا ثلاثة رجال ذو بنيان ضخم ف سدا الطريق نهائي على الفتاتان اللاتي شعرن أنهما قد وقعا بين براثن هذا الواقف أمامهم
- جاسر : بصوا بقا بهدووء كده أحنا هنقضي الليلة سوا ووعد هتبقا ليلة مختلفه اووي أنتو متعرفوش مين جاسر السيوفي بس أسألوا عني
- مريم وقد تسارعت دقات قلبها بشدة : ارجوك خلينا نمشي بعد أذنك
- جاسر : يالهووووي على الرقة ديه هو في كده متخافيش يا قطة هتمشي بس بعد ما تنوريني الأول
- ليلة بعنف : ما تحترم نفسك يا حيوان أنتا ولا تقدر تلمسنا أنتا فاكر نفسك مين يعني
جاسر اقترب بشدة من ليلة ليوترها ويخيفها ثم وضع يده على وجنتيها ليمرر أصابعه عليها قائلا:
- يا شرس أنتا أموووت أنا بردو في القطط اللي بتخربش
- ليلة بعصبية وقد اشاحت وجهها بعيدا عنه: ابعد ايدك عني يا زفت أنتا
- جاسر : شششش بطلي دوشة بقا وقلة أدب لسانك طويييل بس أنا هعرف أزاي أخرسه ف هم بأن يقبلها فباغتته هي ب صفعة قوية على خده فقال بغيييظ : يا بنت ال ...... بتضربيني والله لأوريكي وهي كبرت في دماغي بقا والله ل تباتوا الليلة ف حضني أنتوا الاتنين سوا ههههههه
كانت مريم تشعر إنها ستموت من الخوف ثم بدأت الدموع تنساب من مقلتيها وهي ترجوه أن يتركهم وشأنهم لكن هيهات ف هل يأبه الذئب ل خوف الشاه ودموعها قبل أن يفترسها وبينما يجذبهم جاسر للتوجه حيث المكان الذي يركن فيه سيارته صرخت مريم فجأة وكأنها غريق لمح طوق النجاة
- أدهم ! ألحقنا يا أدهم
نظر جاسر خلفه حيث تنظر مريم ف وجد رجلا قد ضرب أحد حراسه والذي سقط ارضا على أثر الضربة ولكن الحارسان الآخران تنبها له وجاسر أيضا حينما نادت هي باسمه ..
ترك جاسر الفتاتان وتوجه لأدهم الذي كان الحارسان يضربونه وهو يحاول التملص منهم وقد أشار أدهم ل مريم وليلة بالهرب لكن مريم أبت ذلك أما ليلة فقد استغلت الفرصة وفرت مسرعة ..ثواني ولاحظها جاسر فأرسل أحد الحراس خلفها لإحضارها والآخر ظل مع أدهم وقد طرحه أرضا وقيد يديه خلف ظهره ووقف إلى جواره ....
ماذا سيحدث ل أدهم ؟؟ هل يستطيع انقاذ زوجته أم أنه سيدفع حياته ثمنا لتهورها وينالها جاسر رغما عنه ؟؟ هل ليلة ستعود وهل بإمكانها أنقاذهما أم أن القد ر سيرسل لهما طوق النجاااة ؟؟
اختبار أخر ل مريم ف هل تنجح أم تخسر وتخسر معه زوجها وحبيبها ؟؟
كل هذا وأكثر سنعرفه في الحلقة القادمة ..فانتظرونييي
هدير محمود علي