رواية بحر ومليكة موج البحر الفصل التاسع عشر 19 الاخير بقلم سلمي السيد
موج البحر (البارت التاسع عشر) و الأخير .
دخلوا كلهم و وقفوا قدام التوابيت ، و علي أد ما كانوا فرحانيين بالنصر علي أد ما كان الحزن مالي قلوبهم و الدموع في عيونهم علي الشباب الي راحت دي .
بحر قال بدموع نازلة علي خده : ١٩ تابوت ، ١٩ شاب في ربيع حياته ماتوا في أقل من أسبوعين ، ١٩ بيت إنهارده هيدفن حته من قلبه تحت التراب ، ١٩ أم هتصرخ ب اسم إبنها إنهارده ، ١٩ قبر هيتفتح إنهارده ، و كل دا بسبب ولاد ال******** .
علي بإبتسامة و دموع : "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" ، أتمني ربنا يجعل يومي زيهم و الله ، شرفونا و شرفوا بلدهم و شعبهم و أهلهم .
محمد بدموع : مش ١٩ أم بس الي هتعيط إنهارده ، أمهات مصر كلها دموعها هتنزل لما يشوفوا الخبر في التليفزيون .
بحر غمض عيونه بألم و دموعه نزلت بغزارة ، و كأنه شايل هم كل أم هتشوف الخبر دا في التليفزيون ، بحر مقدرش يقف أكتر من كده في الأوضة ، خرج لوحده و دموعه علي خده ، و فتح تليفونه طلع صورته هو و إسلام ، الصورة كانت عبارة عن نصيين ، نص و هما عندهم ١٥ سنة ، و النص التاني و هما عندهم ٢٨ سنة و واقفين جنب بعض ، فضل باصص للصورة بوجع و راح معيط .
(الموقف دا حصل بجد في القصة الحقيقية ) .
أما في بيت بحر و كل بيوت مصر كان الكل قاعد قدام التليفزيون مستنيين بكل خوف المذيع يعلن أسماء الشهداء .
المذيع بحزن : و للأسف الشديد رغم الإنتصار العظيم الي جيشنا عمله لكن فيه خساير في الأرواح أكيد ، مفيش حرب من غير دفع الروح مكانها ، ١٩ عسكري و من ضمنهم تلت ظباط للأسف ال ١٩ دفعوا حياتهم تمن الإنتصار العظيم دا ، و ١٥٠ جندي متصاب ، و الله العظيم أحنا لينا الشرف إننا عندنا من أمثالهم ، ربنا يرحمهم يارب و يجعلهم من أهل الفردوس الأعلى بإذن الله ، موتهم مُشرّف جدآ و بجد الواحد رغم حزنه لكن فخور بيهم جدآ ، القادة بلغونا بأسماء شهداء المهمة ، و هعرض عليكم دلوقتي الأسماء ، الظابط محمد ........... (النور قطع) .
ديما بعياط جامد : لاء لاء محمد اي لاء .
مليكة بتوتر و خوف و دموع : لاء متخافيش أهدي إن شاء الله أكيد مش محمد الي أحنا نعرفه أهدي عشان خاطري .
ديما بإنهيار و خوف و عياط : لا يا مليكة مش قادرة لاء ، هموت بجد لو طلع محمد ، يارب أرجوك ميبقاش هو يارب لاء (جالها ضيق تنفس ) .
أروي بخوف و دموع : بت مالك في اي ؟؟ ، يالهوي يا مليكة ألحقي .
مليكة أتصرفت تصرف طبي ، و ديما بدأت تفوق و تاخد نفسها مظبوط .
مليكة بدموع : باااااس أهدي خلاص ، و الله مش هيطلع محمد أنا واثقة ، بصي أنا هفتح اليوتيوب دلوقتي و هعرف اسم الظابط ، أهدي عشان خاطري .
ديما بعياط جامد : ................. .
أروي أفتكرت إسلام و دموعها نزلت و سكتت .
مليكة بفرحة : مش محمد يا ديما مش محمد ، الظابط الي مات اسمه محمد عبد المنعم ، مش محمد الي أحنا نعرفه الحمد لله يارب .
ديما بفرحة و عياط : الحمد لله ، بجد مش عارفة أفرح إنه مطلعش محمد و لا أعيط علي موت الشباب دي و لا أعمل اي أنا مش عارفة !!! .
أروي بدموع : ربنا يصبر أهاليهم بإذن الله .
ديما و مليكة : يارب .
مازن : يله يا زين هنوديك علي المستشفي الأول و بعد كده هنروح أحنا علي المقر بتاعنا و هنجيلك .
زين بتنهد : ماشي .
الفريق كله راح المستشفي مع زين و سلموه للدكاترة ، و بلغوا ريهام و مامته عشان يجوله ، طبعاً الخضة الي أهله أتخضوها عليه متتوصفش ، لكن لما عرفوا إنه عايش قلبهم هدي شوية ، و بعد كده الفريق سابهم و راح علي المقر ، دخلوا من الباب الرئيسي للمقر و بقوا جواه ، و ديما و مليكة و أروي و عمر و عائشة و أحمد ابن علي و عائشة كانوا مستنينهم عند باب المقر ذات نفسه ، الفريق كله كان ماشي جنب بعضه بلبس المهمات و الأسلحة الطويلة بتاعتهم في إيديهم ، كانوا سادين شارع المقر بمشيتهم ، و كانوا شايفيين أهلهم من بعيد ، المسافة بينهم و بين أهلهم كانت ٢٠ متر ، و العميد كان واقف معاهم ، عيونه الأتنين علي الفريق و هو جاي من بعيد ، الإبتسامة مش مفارقة وشه ، عيونه مدمعة من فرحته بيهم و بلي عملوه هما و بقيت الجنود ، الفريق كان مبتسم و كل واحد فيهم باصص في عيون أهله و الي بيحبه ، لحد ما قربوا منهم شوية ، مليكة و ديما و أروي جريوا عليهم ، (بالمناسبة المشهد دا حصل بجد بالتفصيل ، و لكوا التخيل بقا ) بعد ما جريوا عليهم مليكة بطولها القصير الي بحر أطول منها ب ٢٠ سم من سرعة جريتها حضنته بنطه عشان توصل لطوله و بحر حضنها جامد بإيده و كانت مرفوعة من علي الأرض ، و بالإيد التانية ماسك سلاحه الي كان طوله ٤٠ سم أو ٤٥ سم ، أما عائشة جريت ناحية علي و حضنته من رقبته جامد و أحمد ابنه كان أقصر منهم أكيد و كان حاضنهم بإيديه الأتنين بفرحة ، أما ديما بعد ما جريت وقفت قدام محمد من غير ما تحضنه أكيد لإنه لسه خطيبها مش جوزها ، محمد مسك إيديها الأتنين و رفعهم علي بوقه و باس*هم ، (حرام جداً بردو بس ما علينا يله ) .
أروي كانت واقف و حضنت بحر جامد بدموع و فرحة و كذلك عمر ، حضن أخوه و أتنفس براحة نفسية و إبتسامة ، أروي عيونها جت علي كل الي واقفين ، كلهم كانوا موجودين ، بحر ، محمد ، علي ، مازن ، مراد ، عمرو ، ما عدا زين ، قلقت و قلقها دا كان طبيعي جدآ لإنه شخص هي عرفاه .
مليكة بدموع و فرحة : حمد لله على سلامتك .
بحر بإبتسامة مبينه سنانه : الله يسلمك ، أنتو كويسيين كلكوا ؟؟ .
عمر بإبتسامة : أحنا بقينا كويسيين لما شوفناك رجعت ، يله نروح علي البيت عشان بابا و ماما و جدو مستنيينك علي نار .
العميد بفرحة و وقف قدام الفريق كله : حمد لله على سلامتكوا كلكوا .
الفريق كله بإبتسامة : الله يسلمك يا سيادة العميد .
العميد بدموع و إبتسامة : شرفتوني و شرفتوا البلد كلها .
الفريق أبتسم إبتسامة واسعة جميلة و رفعوا عيونهم علي علم مصر الي كان مرفوع و بيرفرف من الهوا و أدوله التحية العسكرية بإبتسامة ، و بعد كده نزلوا إيديهم من التحية و بصوا للعميد و كان بحر لسه هيتكلم لكن أروي نطقت الأول و قالت : أومال فين زين يا بحر ؟؟ .
بحر و وجه كلامه ليها و للعميد و لكل الي كانوا واقفين ما عدا الفريق لإنه طبعاً عارف الي بحر هيقوله ، و قال : زين أتصاب في رجله إصابة خطيرة ، الرصاصة أتحشرت في رجله و صابت أوتار و أعصاب رجله ، مازن طلع الرصاصة بصعوبة جدآ ، لكن طلعها في الأخر ، و أنا أديت ل زين أمر إنه ميكملش المهمة لإنه لو كان كمل مكنش هيعرف يمشي علي رجله تاني ، نقلناه المستشفي و كلمنا أهله و هما دلوقتي عنده ، و بعد كده جينا علي هنا .
أروي كانت مدمعة جامد لكن كانت ساكتة ، هي حتي لو مش بتحبه ف هي زعلت عليه ، أما العميد هز راسه بالإيجاب في حزن و قال : طيب ، روحوا دلوقتي غيروا هدومكوا و أرتاحوا في بيوتكوا ، و أنا هروح لزين أشوفه ، و أبقوا تعالوا لما ترتاحوا .
علي : لاء يا سيادة العميد مش هينفع نسيبه لوحده في وقت زي دا ، زين هيعمل العملية إنهارده ، ف أحنا هنغير هدومنا و هنروحله كلنا .
العميد فرح جدآ من جواه بسبب حب الفريق لبعضه و أبتسم في وشهم و قالهم : ماشي ، يله .
يدوبك غيروا هدومهم و راحوا المستشفي كان زين دخل العمليات خلاص ، بحر كان قاعد بيفكر في كل الي مازن قاله ، إن زين ممكن ميقدرش يرجع الشغل تاني ، الكل كان قاعد علي أعصابه حتي أروي ، عدي ساعة و أتنين و تلاتة و أربعة و خمسة ، و زين كان لسه في العمليات ، لحد ما الدكتور خرج بعد الساعة السادسة ، و بحر أول واحد قام و راحله و قاله : العملية نجحت صح ؟؟ .
الدكتور : أيوه الحمد لله العملية نجحت ، (كمل بحزن) بس للأسف زين مش هيقدر يرجع شغله تاني .
أروي قالت بخضة : اي دا ليه ؟؟؟ ، مش حضرتك قولت إنها نجحت .
الدكتور : للأسف الرصاصة صابت أوتار و أعصاب الرجل بطريقة جامدة ، و هتسبله أثر في رجله ، و لولا مازن خرج الرصاصة من رجله زين مكنش هيقدر يقف علي رجله تاني ، زين مش هيبقي عاجز و هيمشي و هيتحرك زينا عادي و هيكون ماشي بطبيعة جدآ ، لكن الإصابة هتكون في رجله من جوا ، و إصابة زي دي هتخليه غير مؤهل إنه يطلع مهمات حربية ، العسكري أو الظابط الي بيطلع مهمة مينفعش يكون فيه خدش بسيط حتي عشان لا هو يتضر و لا يضر صحابه ، و زين لو طلع مهمات بحالته دي مش هيقدر يتحرك التحركات العسكرية .
العميد بحزن : طب دي حالة مؤقتة و لا دايمة يا دكتور ؟؟ .
الدكتور بأسف : للأسف يا سيادة العميد هتبقي دايمة ، أحنا نحمد ربنا إنها مسببتش شلل لرجله ، الرصاصة لو كانت فضلت في رجله فترة طويلة كان الموضوع هيبقي أصعب من كده بكتير ، كان هيبقي شلل .
علي أتنهد بحزن و قال : ماشي يا دكتور شكراً تعبناك معانا .
الدكتور بإبتسامة : شكرآ اي يا حضرة الظابط دا واجبي ، و كفاية الي أنتو عملتوه عشانا ، ربنا يبارك فيكوا يارب .
محمد بإبتسامة : أنتو كمان يا دكتور بتتعبوا كتير عشانا ، لولاكوا كنا هنفضل متصابيين طول عمرنا ، و محدش هينقذنا و هنموت من أقل إصابة .
الدكتور حضن محمد بإبتسامة و محمد بادله الحضن و بعد كده سابهم و مشي .
العميد بتنهد : أنا مش عارف هنقول لزين ازاي ؟! ، زين هيتد*مر .
بحر بدموع و حزن : يفوق بس و بعد كده يحلها ربنا .
عدي يوم و نص و زين مكنش لسه فاق من البنج ، لكن فاق تماماً بعديها ، و كان حاسس بألم بسيط لإن مفعول البنج موجود لسه ، و الفريق كله دخل و العميد كان معاهم ، أما مليكة و ديما و أروي و عائشة بحر قالهم ميدخلوش دلوقتي ، قعدوا كلهم جنب زين بإبتسامة .
بحر بإبتسامة : حمد لله على سلامتك .
زين بتعب نسبي و إبتسامة : الله يسلمك يا بحر .
العميد بإبتسامة : مش قادر أوصفلك فرحتي بيكوا يا زين .
زين بإبتسامة : الحمد لله يا سيادة العميد ، (كمل بتساؤل ) الإصابة وضعها اي ؟؟؟ ، يعني الدكتور قالكوا اي ؟؟؟ .
محمد : ...................... .
بحر : بعدين طيب ، قوم أنت بس بالسلامة الأول .
زين : بعدين اي !!!! ، ما أنا كويس اهو و بتكلم معاكوا ، ما تقولي قالكوا اي ؟؟ .
العميد بهدوء : بص يا زين ، عارف إن الي هقوله دا هيبقي صعب عليك ، لكن أنت قوي و هتتقبل الي هقوله دا ، الإصابة الي في رجلك كانت خطيرة ، و الرصاصة ضر*ت الأوتار و الأعصاب الي في رجلك اليمين في مكان الرصاصة ، و بسبب الإصابة دي أنت مش هتقدر تقوم بوظيفتك تاني ، يعني مش هينفع تقوم بمهمات حربية أو تطلع أي مهمة تخص الجيش .
زين بصدمة و دموع : يعني اي الكلام دا ؟؟!!!! ، (وجه نظرته لبحر ) يعني اي يا بحر فهمني ؟؟!!! ، يعني أنا هبقي عاجز و مش هقف علي رجلي تاني ؟؟!!! .
بحر : لاء لاء و الله مش كده ، أنت هتقف علي رجلك تاني و هتمشي عادي بس ، بس مش هتقدر تحارب تاني .
زين أتعصب عصبية جنونية لدرجة إنهم خافوا ليحصله حاجة من العصبية دي ، زي مثلاً سكتة قلبية أو جلطة ، أتعصب و إنفعل جامد أوي بدموع و كان بيحاول يقوم من علي السرير : يعني اي مش هحارب تاني يعني اييييييييي ؟؟!!! ، يعني اي هقعد في البيت و مش هطلع مهمات و أقوم بدوري تجاه بلدي و شعبي تاني ؟؟!!!! ، أنتو أتجننتواااااا ؟؟!!!! .
بحر ماسكة هو و محمد و بحر حاول يهديه و قال : طيب أهدي يا زين و الله و كل حاجة ليها حل أهدي بس عشان خاطري .
زين بنفس وضعه : أهدي ايييييييي ؟؟!!!! ، (كمل بعياط و عصبية ) أنت عارف يعني اي ظابط يقعد في بيته ؟؟؟!!!!!! ، عارف يعني اي ظابط كل حياته مهمات و حروب و فجأة هيقعد في بيته عاجز عشان رصاصة ؟؟!!!!! ، يعني أنتو هتكونوا في مهمات و بتحاربوا و طالع عين أهاليكوا و بتتصابوا و بتموتوا و أنا هبقي قاعد في بيتي بتفرج علي التليفزيون أنت متخيااااال ؟؟!!! .
مازن شاف حالة زين الي هو ذات نفسه كان مخضوض منها ، زين وشه بقا أحمر زي الدم من العصبية و مش مبطل عياط و هو متعصب و منفعل و عاوز يقوم بأي طريقة ، زين كان عمال يعمل حركات مفاجأة و تلقائية بجمسه عشان يفلت من إيد محمد و بحر ، و لدرجة إن الدور الي فيه كله طلع من أوضه و بيسأل الصوت دا جاي منيين ، مازن راح للدكتور بسرعة و قاله علي الي بيحصل و إنه لازم يجي عشان يدي ل زين حق*نة مهدأ تنيمه ، علي و العميد متابعين الموقف بدموع و حزن و ساكتين و كذلك مراد و عمرو .
الدكتور دخل بعد دقيقتين و راح ناحية زين هو و الممرض ، زين عصبيته ذادت و زق الدكتور و عمال يزعق فيهم كلهم لحد ما مسكوه و أتمكنوا من ماسكته و الدكتور أداله الحق*نة ، زين ما زال كان عمال يعيط ، و لكن عصبيته بدأت تهدي بالتدريج بدون إرادته و جسمه بدأ يهدي و كان بينام بسبب حق*نة المهدأ ، بس كان لسه بعيط و قال : كان أهون عليا أموت و لا إني أبقي عاجز عن شغلي يا بحر ، يارتني كنت مت من الرصاصة دي .
بحر ماسكة جامد و دموعه نازلة في صمت ، لحد ما زين بدأ جسمه يسيب خالص و ينام و غمض عيونه بتعب و نام ، بحر قعد جانبه و ميل علي راس زين با*سها و هو بيعيط .
العميد جاله إستدعاء من رتبة أعلي منه ف أضطر إنه يمشي و يسبهم و قالهم إنه راجع تاني ، أما مازن عمته كانت تعبانة أوي و أهله كلموه قالوله يجي عشان هيروحوا ليها ف سابهم و مشي و هيرجع ليهم تاني ، مراد و عمرو مكنوش لسه شافوا أهلهم خالص ف روحوا ليهم و هيبقوا يرجعوا ل زين تاني يوم ، أما علّي ف كان حفلة التكريم بتاعت ابنه في النادي هتبدأ ف راح لأبنه و مراته و هيبقي يرجع بردو ، متبقاش غير مليكة و بحر ، و محمد و ديما و أروي مع زين في الأوضة ، و الأوضة كانت كبيرة ، أما أهل زين تعبوا جامد معاه دا غير التعب النفسي ، ف كانوا نايميين في أوضة جانبه ، كل دا و زين لسه نايم ، جه الليل و مليكة روحت عشان مالك و إسلام كانوا عمالين يعيطوا ، أما ديما ف محمد روُّحها عشان متتأخرش علي بيت أهلها أكتر من كده و قال ل بحر إنه هيروحها و هيرجع تاني ، و متبقاش في الأوضة غير بحر و أروي ، و زين كان نايم قدامهم .
بحر بتعب : لو عاوزة تروحي يا أروي روحي أنتي ، أنا قاعد معاه و كده كده محمد جاي .
أروي بدموع : لاء طبعآ يا بحر مش هروح ، زين مسبنيش لحظة واحدة بس و أنا تعبانة ، أنت الي شكلك تعبان روح أرتاح أنت .
بحر برفعة حاجب و إبتسامة : و أسيبك معاه لوحدك بصفتك مين بالنسبة له ؟؟!! .
أروي سكتت و مردتش علي بحر و هي عيونها مليانة دموع : ................... .
بحر ريح ضهره علي الكنبة و غمض عيونه بتعب و حط دراعه علي عيونه و قال : نامي يا أروي و لا شوفي هتعملي اي يله .
بحر راح في النوم بعد دقيقة بسبب تعبه و إرهاقه ، أما أروي كانت قاعدة و باصه ل زين بدموع و بتفتكر كلامه الي كان بيشجعها بيه و وقفته جانبها ، لكن فجأة إسلام جه في دماغها ، راحت دموعها نزلت في صمت و بعدت بعيونها عن زين ، بعد 3 ساعات أروي مكنتش لسه نامت و محمد جه ، خبط علي الباب و دخل بهدوء ، قعد و بص ل أروي بإبتسامة و قالها : بيحبك أوي يا أروي علي فكرة .
أروي بدموع : عارفة يا محمد ، بس هسألك سؤال واحد بس و ترد عليا بصراحة ، لو ديما قاعدة جانبك و بتفكر في راجل تاني غيرك أنتي هترضاها علي نفسك أو هتبقي مرتاح ؟؟؟؟؟ .
محمد : أكيد لاء .
أروي بدموع : و دا الي أنا مش عاوزه أعمله مع زين ، زين فاكر إنه هيقدر يستحمل عشان إسلام صاحبه ، لكن مفيش راجل هيقدر يستحمل حاجة زي كده أبدآ ، زين لو قِدر يستحمل يوم ، أسبوع ، شهر ، مش هيستحمل تاني ، دا غير إني هكون بخونه بالطريقة دي ، و دا غير إنه حرام و ميرضيش ربنا ، و علي فكرة أحنا كمان كده ، يعني منقدرش نعيش مع راجل قلبه مع غيرنا ، ف الي مرضيهوش علي نفسي مرضيهوش علي أي حد في الدنيا دي كلها .
محمد بإبتسامة : و أنا فرحان جدآ إنك بتفكري في كده ، بس خدي وقتك كافي يا أروي ، قاومي نفسك و حاولي ، و أدي نفسك و أديله هو كمان فرصة .
أروي دمعت جامد و سكتت لحظات و بعديها قالت : تعالي يا محمد نام هنا أنت تعبان زيهم ، و أنا هروح أنام مع طنط و ريهام في الأوضة التانية .
محمد : ماشي .
أروي قامت خرجت و محمد نام علي الكنبة التانية ، و طلع عليهم الصبح ، و بحر و محمد صحيوا و نزلوا يجيبوا فطار للي موجودين ، و أروي صحيت و كانت مامت زين و ريهام لسه نايميين ، أروي راحت أوضة زين و ملقتش بحر و محمد ، و زين كان صاحي لكن كان نايم علي ضهره و عيونه مدمعة ، و أروي دخلت بإبتسامة وقالت : صباح الخير .
زين أتفاجأ من وجودها لإنه ميعرفش إنها موجودة من إمبارح و قال : صباح النور .
أروي دخلت و قعدت قدامه علي الكرسي و قالت : بحر و محمد فين ؟؟؟ .
زين بتعب : بيجيبوا حاجات و طالعين تاني .
أروي : ماشي ، عامل اي ؟؟ ، حاسس بحاجة ؟؟ .
زين بدموع و تعب : الحمد لله ، مفيش غيرها أقولها ، مهما أوصف وجعي محدش هيفهمه ، تخيلي تكوني ملكيش غير شغلك ، و شغلك كمان مش شغل عادي ، دا كله حماية لأهلك و بلدك و شعبك ، و فجأة تنامي و تصحي تلاقي كل حاجة ضاعت منك ، و بقيتي مش هتقدري تعملي الي أنتي كنتي بتعمليه دا ، اي هيبقي إحساسك ساعتها ؟! .
أروي بدموع و إبتسامة : كل حاجة بتتكتب لينا ف هي الخير يا زين ، و لازم نقوي إيمانا ب ربنا و نصبر و نقاوم ، و نرضي بقضائه و حكمه عشان يدينا الأفضل ، مش دا كلامك ليا بردو ؟؟؟ .
زين هز راسه بالإيجاب في صمت .
أروي بدموع و إبتسامة : و الحمد لله يا زين إنها جت علي أد كده ، و إنك عايش و مفقدتش حياتك .
زين بإبتسامة ألم : لكن فقدت نصها ، الموت كان بالنسبة لي أهون يا أروي .
أروي بدموع و إسلام في بالها : أهون ليك أنت ، بس مش أهون للي حواليك ، مع الأيام هتنسي موضوع شغلك و هتتأقلم حتي لو بصعوبة ، لكن لو كان جرالك حاجة الي حواليك مش هينسوك ، و هيفضل ألمهم عليك موجود لحد أخر يوم في عمرهم .
زين فاهم قصدها اي لكن فضل ساكت متكلمش بعدها ، محمد و بحر طلعوا ، و الكل جه تاني و الكل صحي ، و قعدوا فطروا سوي ، و حاولوا يضحكّوا زين و ينسوه ألمه الي مش هيتنسي بسهولة أبدآ ، عدي3 شهور ، و في خلال ال 3 شهور دول زين كان لسه بيتعالج في المستشفي ، كان بيتعمل علي رجله جلسات علاج طبيعي ، و أروي مكنتش بتسيبه لحظة ، لا هي و لا الفريق ، الفريق جه في يوم طلع مهمة بس مهمة تخص الدولة مش تبع الإرها*بين ، زين عدت عليه لحظات المهمة بتاعتهم دي زي الموت ، كان بيتألم جامد أوي من فكرة إنه مش معاهم و إنه مش هيقدر يكون معاهم ، لكن كلام أروي ليه كان بيجدد طاقته و بيشجعه ، و عملت معاه زي ما كان بيعمل معاها بالظبط ، كانت بتحاول تشتت تفكيره و متخليهوش يفكر في ألمه ، لكن زين حبه ذاد ل أروي أكتر من الأول ، و عمره ما تخيل إنه يحب حد بالطريقة دي ، حتي خطيبته الأولي الي كان بيحبها أكتشف إن حبه ل أروي أكبر بكتير جدآ و مفيهوش مقارنة ، زين مقدرش يتحكم في مشاعره أكتر من كده ، و زي ما قالوا فعلاً ، العاشق تفضحه عيناه ، كانت عيونه و تصرفاته موضحه كل حاجة ، في خلال ال 3 شهور مكنش بيمشي كويس ، لكن عدي شهر كمان و أتحسن تماماً و بقت حركته و خطوته طبيعية جدآ ، عدي سنة كمان و محمد و ديما جه يوم كتب كتابهم و فرحهم ، الكل كان موجود و مناظرهم تفرح ، و بكده عدي علي موت إسلام سنتين ، أروي أتحسنت أكتر من الأول ، لكن مازالت مش قادرة تحب و لا تدي لنفسها فرصة ، و كل دا زين مستنيها ، يوم فرح محمد و ديما الكل كان مبسوط و فرحان جدآ ، و اليوم كان كله بهجة و سعادة ، و نظرات زين ل أروي كلها حب ، حتي طريقة كلامه معاها هي بالذات كان فيها بعض الكلام إعتراف بطريقة غير مباشرة ، و كل حبه باين في أفعاله ، و في آخر الفرح ، الكل روح و محمد و ديما طلعوا علي بيتهم ، أما علي ساب ابنه و بنته الي عائشة خلفتها مع جدتهم و خد عائشة يخرجها ، و بحر ساب مالك و إسلام مع أخوه و مامته و باباه و جده و خد مليكة و راح مع علي ، و طبعآ زين و أروي معاهم ، خرجوا هما الستة في جو هادي رومانسي و مريح و قعدوا كلهم في جنينة ، و بعد ما قعدوا كلهم مع بعض علي قال بتهرب : طب بعد إذنكوا بقا أنا هاخد مراتي و هلففها الجنينة و مليش دعوة بيكوا .
بحر و بيشد مليكة و قال بلطافة : و بعد إذنكوا ليه يا حبيبي !! ، خد راحتك أنا هعمل زيك أصلاً ، قومي يا مليكة يله .
علي بإبتسامة و قال عن قصد : و أنت زين يا سنجل يلي في سنك متجوز و عنده عيال مش هتقوم أنت كمان .
زين : لاء علي فكرة بقا أنا لسه عندي ٢٨ سنة يعني معجزتش ، روح شوف نفسك يا أخويا دا أنت شعرك بقا أبيض و داخل في الأربعين سنة اهو .
أروي كانت مبتسمة لهزارهم دا .
علي بغمزة : طب علي الأقل أنا متجوز و مخلف أتنين ، الدور و الباقي علي الي لسه بقا .
بحر و محاوط كتف مليكة بدراعه قالها : أحنا ملناش دعوة بالمعايرة دي أحنا ناس محترمة يا حبيبتي ، يله نهرب أحنا ؟؟؟ .
مليكة بضحك : يله .
بحر و هو ماشي غمز ل أروي و بص ل زين و مشي مع مليكة ، و علي كمان خد عائشة و مشي .
زين بتنهد : مش هنتمشي أحنا كمان ولا اي ؟؟؟؟ .
أروي : لاء كده حلو خلينا زي ما أحنا .
زين عقد حاجبيه و بص جانبه في الفراغ و بعد كده بصلها و قال بجدية في كلامه بس من غير شدة في الكلام أو نبرة تضايق ، لكن كان كلامه جد : أروي ، كفاية كده ، و الله أنا تعبت و صبرت كتير ، و والله العظيم عندي إستعداد استني أكتر من كده بكتير ، بس أديني فرصة واحدة بس ، أنا بحبك بجد ، و عمري ما قولتهالك بطريقة مباشرة قبل كده ، خليني أقرب منك ك حبيب مش صديق ، و أفهميني و أفهمي طبعي و أدي نفسك فرصة إنك تبدأي معايا من جديد ، و أوعدك هكون ليكي صديق و حبيب و أخ و أب في حياتك كلها ، مش هجبرك عليا أكيد بس أديلي فرصة طيب يمكن تحبيني زي ما أنا بحبك ، عارفة يا أروي لو أنتي رفضاني بعد ما أدتيني فرصة ؟؟ ، هقول خلاص محصلش نصيب و مفيش توافق بينا و هبعد عنك ، لكن أنتي حتي الفرصة مش عاوزة تديهالي .
أروي أتوترت من كلامه لإنه أول مرة يقول الكلام دا ، أول مرة عرفت فيها إنه بيحبها مكنش إعتراف مباشر و قالها " مش غلط إني حبيتك " ، ساعتها صرخت في وشه و مسمعتهوش للآخر .
و عشان متكدبش علي نفسها هي فعلاً في خلال أخر 6 شهور من السنة الي عدت هي بدأت تفكر في زين ، و بدأت تعجب بيه ك شخصية كاملة ، ردت عليه و قالت بدموع و توتر : ط...طيب يا زين ، ممكن تديني أنت فرصة كمان و أنا أوعدك إنها مش هتطول و هديك ردي .
زين عيونه لمعت و ما صدق إنها قالت كده حتي لو الأمل بنسبة واحد في المية ، قال : طيب فيه أمل ؟؟ ، (كمل بطريقة كوميدية و لطافة) قولي اه الله يباركلك بقا أنا أستنيت كتير أوي و الله ، دا لو الناس بتخلل بتنجان لبلد كاملة مش هيقعد المدة دي كلها .
أروي ضحكت غصب عنها من كلامه و سكتت و أتنهدت و قالت بإبتسامة بسيطة و دموع : فيه أمل يا زين .
زين أبتسم و سنانه بانت و قال : و الله كنت خايف أمل تكون ماتت وأخد عزاها مع نفسي ، تيجي طيب نتمشي ؟؟ .
أروي هزت راسها بالإيجاب و بإبتسامة .
زين قام من علي الأرض و مد إيده و قالها بإبتسامة : تعالي .
أروي أبتسمت بدموع و مدت إيديها ليه و قامت و بعد كده سابتها ، و أتمشوا و فضلوا يتكلموا .
بحر كان قاعد علي الأرض و ساند ضهره علي شجرة و مليكة قاعدة جانبه و سانده راسها علي كتفه و هو كان ماسك إيديها و ساند راسه علي راسها و قال بإبتسامة : لا أشعر بالسعادة سوى بجواركِ ، فأنتي ملجأي وملاذي في أوقات الحزن قبل أوقات الفرح ، لا أرى من يشبه حبيبتي سوا القمر وأربعين غيرها لا يملكون مثل عينيها ، لكِ مكانة كبيرة في قلبي ، و تزداد يوماً عن يوم ، و أسأل الله أن يرضى عنك ويحفظك لي ، ولأبنائنا ، ويديم محبتنا و ودنا ، ويجمع ما بيننا في الخير في الدنيا والآخرة ، أحب تفاصيل يومك منذ أن أصبحتي زوجتي و رفيقة دربي ، لا حرمني الله منكِ ولا فرقت الأيام بيننا ، زوجك المحب إلى الأبد ، سأبقي طوال العمر متعلقاً بكي ، لأنكِ من أجمل الهدايا و النعم التي وهبني إياها الله ، يا زوجتي كوني حوريتي في الدنيا و سيدة قصوري في الجنة بإذن الله ، يا زوجتي يا بهجة قلبي أعلمي أنني أخترتكِ أنتِ لا سواكي لتكوني شريكة حياتي و نصفي الآخر ، أتعلمين ما معنى شريكة حياتي ليس في اللقمة والزاد وإنّما في قلبي وحياتي ومستقبلي ، تعلمت أن أعشق عينيكِ وأهيم عشقاً في تفاصيل وجهك فأنتي لي كالملاك الذي يطوف في حياتي ليملأها سعادة و فرح ، بحبك أوي .
مليكة بدموع نازلة علي خدها بفرحة و قالت بإبتسامة : و أنا بعشقك مش بحبك بس يا بحر .
بحر بضحكة خفيفة و با*س إيديها و قال بإبتسامة : و أنا كمان بعشقك و الله .
تاني يوم الصبح .
ديما بإبتسامة و لطافة : محمد ، محمد أصحي بقا ، أنا لو أعرف إن نومك تقيل أوي كده مكنتش أتجوزتك .
محمد فتح عيونه فجأة و قال برفعة حاجب و بإبتسامة : و حياة أمك !! ، أقسم بالله كنت خط*فتك و أتجوزتك غصب عنك و الي يحصل يحصل ساعتها بقا .
ديما بإبتسامة : و أنا كنت هاجي معاك بإرادتي و من غير خط*ف و غصب علي فكرة ، و أهلي كمان هيبقوا موافقين عليك .
محمد بصلها بحب و قال بإبتسامة و هو بيلمس وجنتيها : صباح الخير أيتها الجميلة ، التي ملكت قلبي في أول لقاء لنا ، حتى صارت هي ملكة بيتي و مملكتي الجميلة التي أحيا فيها بسلام ، صباح الجمال سيدتي الجميلة.. هل يمكن أن تحبيني اليوم أكثر ؟؟ صباح السعادة يا سعادتي.. يا جميلتي التي ستراها عيناي دومًا بهذا القدر من الجمال الذي يفتنني ، مهما مرت السنوات و فات من العمر ، سأظل أراكي بتلك العين التي وقعت عليكي أول مرة ، إن الصباح الذي يبدأ معكِ سيدتي الجميلة.. هو أجمل صباح في الدنيا.. أهديكِ قلبي فاصنعي به ما شئتِ ، يكفي أن تحمليه بيديك الناعمتين ، صباح السعادة إلى المرأة التي وهبتني كل مفاتيح السعادة.. في ذاك اليوم الذي قالت لي" قبلت الزواج منك" إنها أجمل جملة سمعتها أذني وما زالت تتردد في ذهني حتي الآن ، في هذا الصباح الرائع.. دعيني أقط*ع لكِ وعدًا يا زوجتي الجميلة.. أعدك أنني سأكون المسكن لآلامك ، والدواء لجراحك.. والنور الذي يتخلل عتمتك.. سأكون دائمًا حصنك المنيع وحضنك الدافئ ، صباح الخير أيتها السيدة الأنيقة.. كيف لكِ أن تكون بهذا الجمال في الصباح ؟؟ كأن نور النهار يشرق من عينيك !! ، لا يهلّ صباحي إلا برؤية عينيكِ النائمة وهي تفتح ، فتتفتح معها الزهور في قلبي.. أحب هذا الوجه الذي أبدأ به يومي.. أحبك زوجتي الغالية ، صباح الورد والياسمين ، على سيدة بيتي و قلبي.. صباحك معطر برائحتك الجميلة التي تتغلغل داخل أنفي و تداعب مشاعري وتجعلني لا أريد الذهاب وتركك.. صباحك جميل زوجتي الحبيبة ، صباح بلون عيونك الجميلة.. صباح مليء بضحكاتك وابتساماتك التي تنير دربي..صباحك مثلك أيتها الزوجة الجميلة ، صباح الخير لكِ.. يا من لا تتخلى عني أبدًا .
ديما بإبتسامة مبينة سنانها : للأسف مبعرفش أقول شعر عشان أرد عليك ، بس هعيط من جماله بجد و جمال كلماته .
محمد بإبتسامة : أنا حفظتهولك .
ديما بضحك : هحفظلك أنا كمان دلوقتي .
محمد بضحك : طب أحفظيه بعدين بقا و نامي عشان لسه بدري و أنا و الله عاوز أنام .
ديما بإبتسامة و هي بترفع البطانية : ماشي هنام .
محمد بإبتسامة و باصصلها : بحمد ربنا كل يوم إنك في حياتي يا ديما .
ديما بإبتسامة : و أنا كمان بحمده في كل ركعة بركعها إني قابلتك يا محمد ، أنا بحبك أوي .
محمد بإبتسامة : و أنا كمان بحبك أكتر .
بعد 6 شهور .
العميد قال في التليفون : عامل اي يا زين ؟؟ .
زين بإبتسامة : الحمد لله يا سيادة العميد بخير ، حضرتك عامل اي ؟؟ .
العميد بإبتسامة : الحمد لله يا ابني ، تعالي المقر يا زين عاوزك .
زين بإستغراب : حاضر هجيلك ، بس فيه حاجة و لا اي ؟! .
العميد بإبتسامة : لما تيجي هتعرف .
زين بعقد حاجبيه : تمام ماشي ، ساعة و هكون في المقر .
العميد : ماشي ، مع السلامة .
زين : مع السلامة .
بعد ساعة .
العميد و بيحضن زين : وحشتني يا زين .
زين : حضرتك أكتر و الله ، بقالي يجي 3 شهور مشوفتكش .
العميد بإبتسامة : أقعد عاوز أتكلم معاك شوية .
زين قعد و قال : خير يا سيادة العميد .
الباب خبط و دخل محمود عنصر المخا*برات ، (فاكرينه أكيد طبعآ ) .
محمود بإبتسامة : أزيك يا زين ؟؟ .
زين قام سلّم عليه و هو مش فاهم في اي و قال : الحمد لله بخير .
محمود : فاكرني صح ؟؟ .
زين : أيوه طبعآ أكيد فاكر حضرتك .
محمود : أنا طبعآ عرفت بموضوع إصابتك و إعفائك من الوظيفة ، و طبعآ أنت ظابط و فاهم في شغل المخا*برات .
زين بعقد حاجبيه : أيوه ، هو أنا مش تخصص مخا*برات ، لكن أكيد أفهم شوية فيه ، بس ليه الكلام دا مش فاهم ؟؟ .
محمود بإبتسامة : أنت عارف يا زين إن شغل المخا*برات السرية مهماته بتكون أهدي من الظباط و العساكر الي في العسكرية و القوات الخاصة و الجوية و البحرية ، و أنت عارف أكيد إن معظم شغلهم علي الأجهزة ، حتي المهمات السرية الي بيطلعوها مبيكونش فيها إشتباك ، و إن حصل إشتباك مبيكونش إشتباك زي بتاع العساكر و الظباط .
زين بعدم فهم هدف الي محمود بيقوله : أيوه طبعآ أكيد عارف حاجة زي كده ، بس بردو مش فاهم أي علاقة الي حضرتك بتقوله بيا .
محمود بإبتسامة : ظابط زيك يا زين في عز شبابه لسه و محترف بإحترافك دا خسارة كبيرة جداً إنه يقعد في البيت ، أنا كلمت الدكتور الي كان متابع حالتك و أستفسرت أكتر عن إصابتك ، و عرفت إنك اه مش هينفع تطلع مهمات كبيرة و تدخل في إشتباكات ، لكن أكيد شغل المخا*برات هتعرف تعمله لإنه أهدي من كونك ظابط في القوات الخاصة .
زين بذهول و بفهم : قصدك إني هبقي معاكوا ؟؟؟ .
محمود بإبتسامة : أيوه يا زين ، القادة أصدروا قرار برجوعك الجيش ، و لكن هتبقي ظابط مخا*برات سرية في الجيش نفسه ، مش ظابط قوات خاصة في فريق العميد مصطفي ، هتبقي معانا أحنا ، و طبعآ أحنا مش هنجبرك علي حاجة أكيد ، ليك حرية الإختيار بالرفض أو بالموافقة .
مكنتش عارف أفرح و لا أزعل ، أفرح إن و أخيراً هرجع شغلي بعد غياب سنة و ٦ شهور ، و لا أزعل إني مش هبقي في فريقي الي طول عمري فيه و هبقي في المخا*برات السرية مش ظابط قوات خاصة !!! ، مشاعري كانت متلغبطة ، لكن لو هنفكر بعقلي مش بقلبي ف أنا فرحان جدآ و هطير من الفرحة ، إني علي الأقل رجعت شغلي ك ظابط ، و هساعد بلدي و شعبي من تاني ، المخا*برات عمتآ بتبقي ليها علاقة بفرق القوات الخاصة بس في المهمات الخطر و الصعبة ، و حتي في المهمات العادية بتبقي معاهم بس وقت إحتياجهم ليهم ، ف أنا هبقي مع فريقي بس من بعيد ، يعني مش في كل المهمات ، و طبعآ طبعآ من غير ما أفكر أنا موافق أكيد ، و أكيد هو دا الخير ليا ، و بحمد ربنا و بشكره علي عوضه ليا ، ربنا خجلني بكرمه و نعمته عليا .
زين بفرحة و إبتسامة : موافق أكيد ، ليا الشرف و الفخر إني أرجع أخدم بلدي و شعبي من تاني .
محمود قام بإبتسامة و قال : يبقي تعالي علي المقر بتاعنا من بكرة يا زين ، (مد إيده ل زين و قال ) مع السلامة .
زين بإبتسامة و مد إيده ليه و سلّم عليه و قال : مع السلامة (محمود خرج) .
العميد بإبتسامة و فرحة : ألف مليون مبروك رجوعك لوظيفتك يا زين ، حتي لو مش في فريقي ، يكفي إن كلنا واحد و إيد واحدة ، و وقت ما نحتاج بعض هنكون كلنا موجودين ، مش هيفرق أنت في فريق مين ، لإن كلنا واحد .
زين حضنه بإبتسامة و قال : الحمد لله .
زين خرج من باب المقر و هو مبسوط و حاسس إن روحه و حياته رجعتله تاني بعد ما كان مستقبله بالنسبة له كله كان بيضيع قدام عيونه و هو واقف ساكت ، لكن كان دايمآ بيقول محدش عالم الخير فين غير ربنا ، بص ل علم مصر بإبتسامة و أداله التحية العسكرية ، و بعديها بص للسما و أتنهد تنهيدة طويلة و غمض عيونه و أتمني بقلبه من ربنا إنه يجعل أروي من نصيبه ، فتح عيونه علي رنة تليفونه و بص و لاقاها أروي ، أبتسم و رد و قال : ألو .
أروي بتردد : عامل اي ؟؟ .
زين بإبتسامة : الحمد لله ، أنتي بخير ؟؟ .
أروي بتردد : اه الحمد لله ، فاضي صح ؟؟ .
زين : أيوه .
أروي بتوتر : طب ممكن تجلنا البيت ، بحر هنا و عمر و بابا و كلنا ، عاوزة أتكلم معاك شوية .
زين بإبتسامة : أنتي تؤمريني و الله ، أنا جاي .
أروي بتوتر و إبتسامة : ماشي ، سلام .
زين بإبتسامة : سلام .
زين قفل التليفون و بص للسما و قال بفرحة : و الله لو طلع الي في بالي يارب و إنك أستجبت لدعائي هفرّح عشر مساكين .
خرج من الباب الرئيسي للمقر و ركبت عربيته و مشي إتجاه بيت بحر ، و بعد ساعة وصل للبيت .
ركن عربيته و نزل و بحر فتحله .
زين : هو في اي أنت تعرف حاجة ؟؟ .
بحر بلا مبالاه : أنا مالي ياخويا ، أنا لاقتها بتقولي يا بحر أنا عاوزة أكلم زين ينفع أخليه يجي صح ، قولتلها ينفع ، و بس كده ، أدخل أدخل و أحنا نعرف .
زين دخل و سلّم عليهم كلهم ، و قعدوا كلهم شوية مع بعض ، بعديها خرج في الجنينة مع أروي و بدأ الكلام .
أروي بتوتر : بص ، أنا عارفة إنك أستحملتني كتير ، و كتير أوي كمان ، و ممكن لو حد مكانك كان سابني و قال أروح لواحدة تحبني و تقدرني ، لكن أنت أستنيت ، و أستنيت كتير أوي ، لكن و الله يا زين تصرفي معاك مش إني مثلآ مش مقدراك و لا الكلام دا ، بس أنا كنت تعبانة جدآ و أنت أكتر واحد تشهد علي كلامي دا لإنك شوفته بعيونك ، بس أنا فكرت ، و طول الفترة دي كنت مديه نفسي فرصة إني أفكر في الي أنت قولته ، و أديت لنفسي أنا كمان فرصة زي ما أدتلك ، كنت بدعي ربنا كل يوم يريح قلبي ، و يكتبلي الخير و يديني الصبر علي فراق إسلام ، طول عمري أسمع عن نعمة النسيان ، لكن أول مرة في حياتي أجربها ، مش هكدب عليك و أقولك إن إسلام مبقاش في دماغي لإني لو قولت كده هكون بخدعك و بكدب عليك ، لكن علي الأقل لما بفتكره بسبب أي موقف حصل أو مثلآ جه علي بالي فجأة بدعيله بالرحمه و بقرأله الفاتحه و بروح أزور قبره ، بس ربنا أنعم عليا بهدوء النفس و راحة القلب و البال ، و صليت إستخارة و لاقيت نفسي مرتاحة لفكرة إنك تكون معايا .
زين بإبتسامة بينت سنانه قال بفرحة : يعني أنتي موافقة إنك تتقبليني ك حبيب و ك زوج في مستقبلنا ؟؟ .
أروي بإبتسامة : أيوه موافقة .
زين بعدم تصديق من فرحته : أروي أنتي بتتكلمي بجد ؟؟؟؟؟ .
أروي أتنهدت بتوتر و قالت بإبتسامة : أيوه يا زين و الله العظيم موافقة ، موافقة إنك تكون شريك حياتي ، و موافقة إنك تكون نصي التاني .
أتنهد زين بنظرات حب و قال بإبتسامة : بحبك أوي .
أروي سكتت بإبتسامة : ................... .
زين بإبتسامة : مش طالب منك إنك تقوليها دلوقتي ، المهم عندي دلوقتي إنك هتبقي معايا
أروي بإبتسامة و دموع : بس ليا طلب منك ممكن ؟؟ .
زين بإبتسامة : أطلبي أكيد .
أروي بدموع : مش هبطل إني أزور قبر إسلام و أدعيله و أقرأله الفاتحه .
زين بإبتسامة و دموع : أكيد مش هرفض طبعاً .
أروي بإبتسامة : و أنا واثقة إن أختاري ليك مش هندم عليه يا زين .
بعديها زين مشي بعد فترة من قعدته معاهم ، و فرّح عشر مساكين زي ما قال ل نفسه .
طبعاً أنا مكنتش أتخيل أبدآ إن يجي في يوم و أحب حد غير إسلام ، بس فعلاً ربنا كريم و عادل ، صبّر قلبي و بعد عني الحزن الي كان ملازمني و نساني ألمي بوجود زين جانبي ، زين هو العوض ليا ، أنا فعلاً حبيت زين ، ربنا بيعوض بأجمل و أعظم التعويضات ، لما بيحصلنا حاجة وحشة بنقول خلاص كده أحنا أتد*مرنا و مش هنقدر نعيش تاني ، لكن دي بتكون بداية لحياة جديدة ربنا كاتبها لينا ، أتخطبت ل زين و قربت منه أكتر و أكتر ، فترة خطوبتنا مكنتش كبيرة أوي لإننا تقريباً عارفين كل حاجة عن بعض ، الكل كان فرحان و مبسوط لينا بطريقة متتوصفش ، بيني و بينكوا أنا كنت زعلانة علي زعل زين لما ساب القوات الخاصة ، لكن فرحت إنه بقا بعيد عن المهمات الي بتخلي الواحد قاعد ٢٤ ساعة في رعب دي ، اه الموت مبيفرقش بين الظابط و الي مش ظابط ، و الي مش ظابط مش شرط يبقي عمره طويل عشان شغله مش في خطر لاء ، كلنا بنموت و هنموت ، لكن فكرة إنه ظابط دي في حد ذاتها تقلق ، بس أنا دلوقتي مبسوطة إنه بقا بعيد عن المهمات و الحروب ، و شغله في المخا*برات كان بالنسبة لي أهون شوية من كونه ظابط في القوات الخاصة ، في فترة خطوبتنا طبعاً قولت ل زين إني بحبه و بحبه أوي كمان ، شوفت في عيونه نظرات الحب و الحنية و كل حاجة حلوة ، و عدت فترة خطوبتنا و جه يوم كتب كتابنا و فرحنا .
المأذون بإبتسامة : بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير ، بعلن إن أروي محمد عبد الرحيم أصبحت زوجة زين نور الدين محمود ، ألف ألف مبروك ليكوا .
زين كانت الفرحة مش سيعاه ، حضن أروي و شالها و لف بيها بفرحة قدام كل الناس ، و أروي كمان كانت فرحانة أوي ، و أهلهم كلهم فرحتهم مكنتش تتوصف بيهم ، كانوا فرحانيين أوي و دموعهم نازلة من فرحتهم بيهم .
في بيت زين و أروي .
زين بإبتسامة و نظرات حب قالها و هو ماسك إيديها و مركز في عيونها : يا من عشقها قلبي وترنوا لها جوارحي ، ويهفوا خيالها في أحلام نومي ، إلى من أسهرتني بالدجى وحيدًا أنادى وأقول أحبك أقول ، و في قلبي براكين ثائرة و في عقلي هواجس حائرة من حبيبة هي في شرايين دمي سائرة ، نعم يا فاتنتي أنتِ أريچ عمري و بلسمي ، أنتِ من ملأ حياتي أملًا يا أملي وجعلتني أسيرًا لخطاكِ وحبستيني في سجن هواكِ فصرت مملوكًا لكِ ، لمَ لا أكون كذلك وأنتِ من سحرتني بنظرة منك ، أحبك بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، أحبك بكل إحساس يتلهف لرؤيتك ، أحبك بكل شوق و إشتياق لسماع صوتك ، أُحبك بكل ما فيها من نغمات موسيقية ، أُحبك بكل ما تخبئها هذه الكلمة من عناء و إشتياق ، أقولها لكي وحدك ولا أريد سماعها من أحد أخر ، فأنتي الحب و الإحساس يا من أعطى حُبك معنى لحياتي ، حبيبتي الغالية ، يا من تدق لها نبضات قلبي ، فمهما قيلت لم أحس بها مثلما أحسست بها معكِ ، أنا أعشقك ، حبيبتي و نور عيني ، يا من إذا ذكرتها أعيش مع ذكرها أروع اللحظات ، يا من تطيب لها نفسي ، يا من ترتاح لها عيني ، يا من يطيب لها قلبي ، يا من يسرح معها خيالي ، يا من لا تغيب أبدآ عن البال ، يا من براحتها يرتاح لها الحال ، أُحبك .
أروي حضنته جامد بحب و أبتسمت و قالتله : و أنا كمان بحبك أوي أوي يا زين .
زين بإبتسامة و حب : و أنا بحبك أكتر يا عيون زين .
في بيت بحر .
بحر بإبتسامة : مليكة ، يا مليكة ، ملاكي ، يا ملوكتي ، ما تصحي بقا .
مليكة بنوم : امممممم .
بحر بإبتسامة : ما تقومي تقعدي معايا شوية دا الساعة لسه مجتش ٢ بليل يعني .
مليكة أبتسمت و هي نايمة و قالت : هو الواحد هيلاقيها منك و لا من عيالك ؟! ، هو أنا مش هعرف أنام كويس أبدآ !! .
بحر بإبتسامة : مليش دعوة بحد يا حبيبتي ، أنا ليا معاملة خاصة و لوحدي .
مليكة فتحت عيونها بإبتسامة و قالت : دا الي يشوفك في شغلك و هيبتك ميشوفكش دلوقتي يا حضرة الظابط .
بحر بإبتسامة : أنا قوانيني كلها بتتلغي معاكي ، أنا برا البيت بحر و جوا البيت بحر تاني خالص ، معاملتي مع الناس و شدتي و قوانيني مع حياتي و مبادئي كلها مبعرفش أتعامل بيها معاكي أنتي بالذات ، أنتي قانونك خاص بيكي لوحدك و بس ، بحر بشخصيتين ، شخصية بحر الي بيتعامل بيها في شغله و مع الناس كلها ، و شخصية بحر مع مليكة بس .
مليكة بإبتسامة : أنت زي موج البحر ملكش أول من أخر .
بحر بإبتسامة : ما أنا موج البحر فعلاً .
مليكة قامت و حضنته و قالت : أنا بحبك أوي أوي يا بحر ، و خلي بالك من نفسك دايمآ .
بحر بإبتسامة و بحب : نفسي تبقي معاكي أنتي ، خلي بالك أنتي منها كويس ، و أنا بحبك أوي و بموت فيكي .
النهااااااااااااااااية جماعة بجد بجد أنا كتبت روايات كتير بس رواية موج البحر و فانز رواية موج البحر الأقرب لقلبي أقسم بالله ، بجد بحبكوا كلكوا أوي و من غير ما أعرفكوا أنا بحبكوا أوي أوي ، و الله و كلامكوا في الكومنتات و تشجيعكوا ليا دا هو الي خلاني عارفة أكمل الرواية و في قلبي و الله ، و مبسوطة أوي أوي إنها عجبتكوا و حبيتوها ، و أشوفكوا في رواية تانية بقا بقصة جديدة بوظايف للأبطال جديدة بكل حاجة جديدة ، اي رأيكوا بقا في البارت دا ؟؟ ، و رأيكوا في إختيار الأشعار و لايقه مع كل موقف و قصته و لا لاء ؟؟ .
تمت بحمد الله .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد .