رواية فرحة قلب صعيدي الفصل الثامن عشر 18 بقلم اسراء ابراهيم
رواية فرحة قلب صعيدي الحلقة الثامنة عشر
عم الصمت فجأة المكان ونظرت لها فرحة بصدمة ولوهلة ظنت انها اخطأت السمع فابتسمت باستغراب وهي تقول:
معلش مسمعتش زين انتي جولتي تبجي ميين وقاطعها
تحدثت المرأة بتوتر وهي تنظر لفهد بخوف:
جولتلك اني ضرتك ومرت فهد يا حبيبتي ووجهت حديثها لفهد واكملت ما تجولها يا فهد
هُنا لمعت الدموع في عيون فرحة حين تأكدت ان ما سمعته صحيح فنظرت لفهد بتوهان وهي تسأله بكلمات متقطعة:
ففهد جولها انتي كدابة ، ولكن فهد لم يجيب فقط ينظر لها بندم وجمود فامسكته فرحة من تلابيب عبائته وهي تحركه بعن*ف وتتحدث بانهيار
يلا يا فههد انت ساكت ليه اكده ما تجولها ان اني بس اللي مرتك وانك عمرك ما هتعمل فيا اكده ابدا فهد انت ساكت ليه ما تتحدت انت مش جولتلي خليكي واثقة فيا انا واثقة فيك وخابرة انك معملتش اكده يلا جولهم ان الست دي كدابة، وعندما استوعبت ما يحدث صمتت فجأة وهي تنظر بعينيه ودموعها تهبط علي وجنتيها وسألته بهدوء:
هيا صوح تبجي مرتك مش اكده
نظر فهد بعينيها ودموع متحجرة بعنيه تأبي الهبوط لكي لا يُظهر ضعفه امامهم و حرك رأسه بإيجاب
نظرت له فرحة بخذلان وحزن عميق وابعدت يدها عنه بهدوء ولم تتحدث بكلمة واحدة فقط تركته وصعدت لاعلي وعند اخر درجة من الدرج وجدت سلمي تقف وهي عاقدة يدها امام صدرها وتنظر لها بشماته واقتربت منها قليلا وتحدثت بهمس:
منا جولتك يا فرحة ان فهد هو اللي هيرميكي مصدجتنيش واهو حوصل بس تصدجي صعبتي عليا چوي يا مرت اخوي جلبي معاكي وضحكت بصوت عالي وتركتها تنظر لها بغضب ممزوج بكسرة وذهبت اما فرحة فجرت علي غرفتها وهي تبكي بانهيار
……… استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
في الأسفل كانت تلك المرأة تصرخ بأ*لم وفهد يقبض بيديه على شعرها بعن*ف فتدخل مراد موجهاً حديثه بغضب لفهد:
سيبها يا فهد واتكلم معايا انا وفهمني ازاي ده حصل
لم يعيره فهد اي انتباه اخذها وتوجه للخارج وهو يتحدث بجمود:
انا رايح ولما ارچع نبجي نتحدت وكاد عبد القادر والده ان يتحدث ولكن قاطعه عرفان وهو يتحدث بهدوء :
خلاص هملوه دلوجتي لحاله ولما يرچع لينا حديت تاني ثم وجه عرفان حديثه لمراد وتحدث بهدوء وانت يا مراد ناوي علي ايه مع مرتك
عقد مراد حاجبيه وسأل عرفان والده باستغراب:
مش فاهم ناوي علي ايه معاها ازاي؟
تحدث عرفان بهدوء وهو يعلم ما سيكون رد فعل ابنه:
يعني ناوي تطلج حورية امتي هيا چالتلي انها مش رايداك وانا لايمكن هغصبها على حاچة حتي لو كان ولدي اللي من صلبي
ظهر علي وجهه الغضب فور سماعه لحديث والده ونظر لحورية بغضب مما جعلها تتوتر و تبعد نظرها عنه بقلق فقام مراد من مكانه وتوجه اليها ممسكا يدها بغضب جاذباً اياها خلفه وهي تقاومه بغضب ولكنه لم يتأثر بمقاومتها له واكمل طريقه لاعلي الي ان وصل الي غرفتهم وادخلها واغلق الباب وراءهم وهنا ترك يدها وهي تحدثه بغضب:
انت اايه كاني ب*هيمة چاررها وراك اياك ولا تكون فاكر هتضحك عليا يا مراد لا انا بجولهالك بالعربي اهه انا مش رايداك وطلجني بجي ودلوك هملني خليني اخرچ من اهنه وتركته وكادت ان تذهب الا انه امسك يدها وتحدث بهدوء:
حورية اسمعيني وبعدين اللي انتي عايزاه انا هعملهولك صدقيني بس وحيات اللي ببنا لتسمعيني ولو لآخر مرة
نظرت له حورية بحيرة واخيرا حزمت امرها وحركت رأسها بإيجاب وجلست علي الفراش لتستمع لما سيقوله، اما مراد تنهد بضيق وجلس قبالها وهو عازم على أن يقص لها ما حدث مع سلمي لانه يعلم انها ستفعل اي شئ لتفرق بينهم ومن الممكن ان تستغل الخلاف الذي بينهم لتفعل ذلك وايضاً تزيف الحقيقة التي لا يعلمها سوا هو وفرحة لصالحها فنظر لحورية وتحدث بهدوء :
حورية انا في حجات في حياتي حصلت انتي متعرفيهاش حجات مكنش ينفع اني احكيها لحد وكنت فعلا ناوي ادفنها للابد وخصوصا انها تخص اختك بس هيا اللي اجبرتني علي كدة وخلتني لازم اتكلم عشان مخسركيش بسببها
عقدت حورية حاجبيها وتحدثت باستغراب:
خيتي سلمي مالها ومال اللي بينا عاد انا مفهماش حاچة فهمني ايه عِلاجتها بينا؟
زفر مراد بضيق وهو يتذكر ما حدث في الماضي فهو يعلم ان هذا الموضوع حساس جدا فهي اخت زوجته ولكن ما باليد حيلة فهو مجبر ان يخبرها بحقيقة اختها وما فعلته فبدأ في الحديث :
كان عندي 25 سنة وكانت سلمي وقتها عندها 16 سنة وكانت بالنسبالي بنت عمي وبس وزيها زي فهد وحمزة وكنت بتعامل معاها من المنطلق ده لحد ما ابتديت احس بحجات غريبة منها يعني طريقة كلامها معايا وتلميحات بس دايما كنت بتجاهل ده لحد ما في يوم كنت في الحمام باخد دش وطلعت لقيتها فجأة في اوضتي ازاي معرفش طبعا زعقت معاها وقولتلها ازاي تدخلي من غير ما تخبطي بس اتفجأت بيها بتعترفلي انها بتحبني وانها عايزاني اطلبها من عمي عبد القادر
كانت حورية تنظر له بصدمة وهي تحرك رأسها بالسلب وتقول بصدمة ودموع غزيرة:
اانت بتقؤل ايه لا اكيد ده كدب
اكمل مراد بتأكيد وهو يمسك يدها:
لا يا حورية مش كدب لازم تعرفي حقيقة سلمي عشان هيا هتحاول توقع بينا خليني اكملك وانتي هتتأكدي
حاولت حورية ان تتماسك فسحبت يدها من يده بهدوء وهي تحرك رأسها بإيجاب إشارة منها ليكمل حديثه وبالفعل اكمل مراد حديثه بحزن:
طبعا زعجت معاها وقولتلها اني مش شايفها غير اختي زي فرحة ويسرا وانها تبطل الكلام الفارغ ده وتهتم بدراستها وللاسف لقيتها بتزعق و اتحولت كأنها واحدة تانية وهددتني انها هتفض*حني وان لو متجوزتهاش بالرضا هتجوزها بالغصب لانها هتصوت وتقول اني حاولت اته*جم عليها محستش بنفسي غير وانا بض*ربها بالقل*م وبقؤلها انها رخ*يصة وقذ*رة وانها لو عملت كدة انا هقؤل الحقيقة وانها هيا اللي طلبت مني اتجوزها لقيتها بتضحك ببرود وبتقؤلي اعمل كدة ونشوف مين فينا اللي كلامه هيتصدق بس ساعتها دخلت فرحة وهيا اللي انقذتني من اللي كانت هتعمله سلمي و زعقت معاها وهددتها انها سجلت الكلام اللي هيا قالتهولي ولو عملت كدة هتطلعها قدام العيلة كلها كدابة ورخي*صة ولحسن حظي ان فرحة جت في الوقت المناسب بالصدفة عشان تسألني علي حاجة وسمعتها وهيا بتتكلم معايا وسجلت كلامها وطبعا سلمي مسكتتش واتوعدت لينا وانها مش هتسكت وحجات كتير وبعد ما مشيت قعدت كتير افكر ومكنش في حل غير اللي قالتهولي فرحة اني اسافر واسيبلها البلد كلها عشان اتقي شرها وفعلا سافرت ومكنتش ناوي اني ارجع
قاطعته حورية وهيا بتسأله بخوف وتردد وكأنها تعلم الاجابة ولكنها تخشاها :
انت جولتلي الحديت ده دلوجتي ليه
تنهد مراد وهو ينظر بعينيها وتحدث بتردد:
عشان سلمي جاتلي هنا تاني يا حورية وشكلها مش ناوية علي خير ابداً
وقفت حورية بصدمة وهي لا تعي ما تسمع فهي تمنت لو ان لها عائلة وخاصاً اخت لكي تشاركها حياتها ولكن للاسف الواقع مختلف فأختها تريد اخذ زوجها منها، شعرت بدوار يداهمها فجأة فاغلقت عيونها بتعب وترنحت قليلا وكادت ان تسقط ولكن يد مراد التقطتها وتحدث وهو ينظر لها بخوف :
حورية حبيبتي انتي كويسة
حاسة اني دايخة شوي ولم تكمل الجملة حتي اغشي عليها فجأة بأحضانه
….. اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد
في بيت تلك المرأة الغامضة كان فهد يقف امامها وهي تنظر له برعب ووجدته يقترب منها وهو يتحدث بفحيح افاعي:
جولتيلي بجي انك فچأة اكده حسيتي انك عاشجاني و رايدة اللعبة دي تبجي حجيجة وچيتي عشان تجوليلي مش اكده
اجابته بتلعثم وخوف وهي تراه يقترب منها:
اايوة صدجني هيا دي الحجيجة والله يا فهد انااا ولم تكمل الجملة حيث صف*عها فهد علي وجهها مما جعلها تسقط في الارض اثر صف*عته واقترب منها وامسك شعرها بع*نف وتحدث بصوت جهوري :
مفكراني عيل اياك عشان اصدج الحديت الا*هبل ده اسمعي يا زينة لو دولجتي مجولتيش الحجيجة صدجيني انا هج*تلك بيدي ومحدش هيعرف ينجدك مني فجولي ايه اللي وداكي هناك وليه عملتي اكده مع اني منبه عليكي متهوبيش يامة هناك ابداا اتحدتي
نظرت زينة له برعب وال*م من مسكته لشعرها هكذا فتحدثت بتلعثم:
خيتك سسلمي هيا اللي جالتلي اعمل اكده
نظر لها فهد بصدمة وهو يترك شعرها ويقول بحده خفيفة :
سلمي خيتي وانتي تعرفيها منين انطجججي
تحدثت بسرعة وهي تضع يدها امام وجهها خوفاً منه:.
هجولك والله هجولك هيا جالتلي انها سمعتك وانت بتحدتني في التلفون وخدت تلفونك وچابت رقمي وحددتني واتفجت معايا انها هتخليني ست الدار وكمان هيبجي كل حاچة ملكي لوعملت اللي هتجولي عليه ههو ده كل اللي حوصل والله يا فهد
ظل ثواني صامت يستوعب ما تفوهت به تلك المرأة فهل اخته بهذه البشاعة قبض علي يده بع*نف وقام بجمود ثم تحدث:
من انهاردة مش رايد اشوف خلجتك والفلوس اللي اتفجنا عليها هشيعهالك واعتقد ده كان اتفاجنا مع ان المفروض عشان طمعك مكنتش اديتك حاچة بس انا هعمل بأصلي ونظر لها واكمل: انتي طالج وبالتلاتة وتركها وذهب اما هي فظلت تل*عن سلمي في سرها لما حدث لها من فهد بسببها
…………………… الحمد لله دائما وابداً
فاقت حورية ووجدت نفسها نائمة علي الفراش وبجانبها مراد فهو من كان يحاول افاقتها وحين وجدها تفتح عينيها اقترب منها بقلق:
حورية حبيبتي انتي كويسة اطلبلك دكتور
حركت حورية رأسها بالسلب وتحدثت بخفوت:
لا اني زينة وقامت من الفراش بتعب وهي تتذكر ما قصه عليها مراد بخصوص اختها سلمي فهبطت دمعة علي وجنتيها بحزن ووجدت مراد يقترب منها ويمسك يدها ويقبلها بعشق ويجذبها لتجلس وهو بجانبها وتحدث بهدوء:
حورية انا لما كنت مسافر كانت حياتي مختلفة عن هنا انا عشت برة 7 سنين متستهونيش بيهم مشيت من هنا كنت وانا كنت ناوي مرجعش تاني ابدا بس حنيت لاهلي وحسيت اني متغرب بقالي كتير اوي واني معملتش حاجة استاهل اني افضل هربان بسببها فقررت ارجع وكان احسن قرار في حياتي اني ارجع عشان كان السبب اني اشوفك واحبك يا حورية صدقيني انا مش وحش اوي كدة حتي اسألي قلبك وهو يدلك ويقولك الحقيقة واني استاهل فرصة تانية انا حاربت عشانك مرة ومستعد احارب تاني وتالت ورابع عشان تكوني معايا
كانت تنظر بعينيه وهو يتحدث و تشعر بقلبها ينبض لأجله ولكنها تخشي ان يحدث مثل ما حدث سابقا ان يخجل منها امام الناس ويقلل من قدرها
شعر مراد بحيرتها فقام وهو ينهي حديثه:
انا عارف انك محتارة بس فكري كويس يا حورية حبي ليكي يشفعلي ويخليكي تديني فرصة تانية فكري وقوليلي قرارك مهما كان وانا هنفذه وتركها ورحل فنظرت هي لاثره بحزن وتنهدت بحيرة من امرها ولكنها عزمت علي فعل شئ في الاول ثم بعد ذلك سوف تقرر ماذا ستفعل بأمر مراد
……………. استغفر الله العظيم واتوب اليه
كانت سلمي جالسة بغرفتها اما المرآه تغني بدلال ثم ضحكت بصوت عالي وهي تتذكر حديث عمها عرفان عن طلاق اختها من مراد وما حدث ايضا بين فهد وفرحة فتحدثت بشماتة:
عشان يعرفو زين مين هيا سلمي عبد الجادر الرفاعي واللي لو حد وجف جصادها تفعصو برچليها كيف الصرصار اما انت بجي يا مراد فخلاص هانت كلها خطوة وتطلج الز*فتة اللي اسمها حورية وتبجي ليا اني وابتسمت بخبث واكملت وساعتها هعرفك ان سلمي ميتجلهاش لا وهخليك ساعتها تعشجني كيف منا عاشجاك ، ثم تنهدت براحة وقامت من امام المرآه حين سمعت طرق الباب و فتحته ووجدت سنية امامها فتحدثت بملل:
خير يا سنية رايدة ايه عاد
تحدثت سنية بتوتر وهي تقول:
فهد بيه تحت وبيجولك انزلي عشان رايدك بسرعة
استغربت سلمي وسألتها بقلق :
فهد رايدني في ايه يعني متعرفيش؟
توترت سنية وزاغت بعينيها بعيد وتحدثت بتلعثم:
ممعرفش يا ست سلمي هو جالي اجولك تنزلي بسرعة ولم تنتظر رد فقط تركتها وذهبت
اغلقت سلمي الباب وهي تسأل نفسها:
هيكون رايدني في ايه يلا يا خبر بفلوس وبالفعل غيرت ملابسها وهبطت للاسفل ولكنها تثمرت مكانها حينما رأت……
يتبع…